• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    آية المحنة
    نورة سليمان عبدالله
  •  
    توزيع الزكاة ومعنى "في سبيل الله" في ضوء القرآن ...
    عاقب أمين آهنغر (أبو يحيى)
  •  
    النبي عيسى عليه السلام في سورة الصف: فائدة من ...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
  •  
    أحكام شهر ذي القعدة
    د. فهد بن ابراهيم الجمعة
  •  
    خطبة: كيف نغرس حب السيرة في قلوب الشباب؟ (خطبة)
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    من صيام التطوع: صوم يوم العيدين
    د. عبدالرحمن أبو موسى
  •  
    حقوق الوالدين
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    تفسير سورة الكوثر
    يوسف بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن السيف
  •  
    من مائدة العقيدة: شهادة أن لا إله إلا الله
    عبدالرحمن عبدالله الشريف
  •  
    الليلة الثلاثون: النعيم الدائم (3)
    عبدالعزيز بن عبدالله الضبيعي
  •  
    العلم والمعرفة في الإسلام: واجب ديني وأثر حضاري
    محمد أبو عطية
  •  
    حكم إمامة الذي يلحن في الفاتحة
    د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر
  •  
    طريق لا يشقى سالكه (خطبة)
    عبدالله بن إبراهيم الحضريتي
  •  
    خطبة: مكانة العلم وفضله
    أبو عمران أنس بن يحيى الجزائري
  •  
    خطبة: العليم جلا وعلا
    الشيخ الدكتور صالح بن مقبل العصيمي ...
  •  
    في تحريم تعظيم المذبوح له من دون الله تعالى وأنه ...
    فواز بن علي بن عباس السليماني
شبكة الألوكة / المواقع الشخصية / مواقع المشايخ والعلماء / أ. أيمن بن أحمد ذوالغنى / بحوث ودراسات
علامة باركود

نظرية الاكتساب الفطري للفصحى وصلتي بها وبرائدها

أ. أيمن بن أحمد ذو الغنى

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 30/9/2010 ميلادي - 21/10/1431 هجري

الزيارات: 35724

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

نظرية الاكتساب الفطري للفصحى

وصلتي بها وبرائدها د. عبد الله الدنان

 

كان من سوالف الأقضية أن يحدثني أستاذي الفاضل الدكتور محمد حسان الطيان في مطلع دراستي الجامعية سنة 1992م عن تجربة طريفة لأستاذ تربوي أجراها على ولديه الصغيرين، تعتمد على تواصله معهما باللغة العربية الفصحى تواصلاً تامًّا، في حين يتواصل سائر أفراد الأسرة معهما باللهجة العامية، فغدَوَا طفلين فصيحَين قادرَين على الحديث بالعربية الصحيحة دونما لحن، مع إتقانهما لهجة بيئتهما العامية!

 

ووقعت قصة هذه التجربة في نفسي موقعًا حسنًا، لكنني لم ألبث أن نسِّيت أمرها إلى أن شاء المولى سبحانه أن تقع عيني بعد سُنَيَّات -في نحو 1996م- على إعلان عن محاضرة في كلية التربية بجامعة دمشق، يلقيها صاحب تلكم التجربة؛ الدكتور عبدالله الدنَّان، يعرض فيها نتائج تطبيقها وأهم ثمراتها.

 

سبيل النهوض:

وبادرتُ إلى مكان المحاضرة، وكلي شوق إلى الاطلاع على نظريته وطريقة تطبيقها، يحدوني إلى ذلك حبٌّ راسخ في جَناني للعربية لغة كتابنا، وعنوان هويتنا، وأملٌ في إحياء هذه اللغة العبقرية الشريفة على الألسنة، والعودة بها إلى المكانة المرموقة التي ينبغي أن تعتليَها.

 

لم تكن المحاضرة أيَّ محاضرة، ولم يكن المحاضر أيَّ محاضر!

 

كانت الكلمات تخرج من فيه لتستقرَّ في قلوب سامعيه لا في آذانهم، تستشعر فيها غيرةً صادقة على العربية، وحميَّة جيَّاشة لكيانها، ورغبة مخلصة في النهوض بأمتنا من كبوتها، وإنشاء جيل جديد مبدع وقادر على المضيِّ في ميادين الحياة كافَّة بثقة واقتدار.

 

أجل لم تكن نظرية الاكتساب الفطريِّ للعربية الفصحى فكرةً عابرة، ولكنها أساس لنهضة علمية ومعرفية وثقافية وتربوية يتطلَّع إليها الغُيُر ويرجون قيامها، إنها السبيل إلى العودة بأمة اقرأ إلى عالم القراءة الواعية الذي طالما استدبروه، وإلى تملُّكهم الأداة الناجعة لفهم ما يقرؤون، إنها باختصار عقَّار نافع لكثير من الأدواء التي تعانيها أمتنا في ميادين المعرفة والتعليم!

 

كان المحاضر يومها في نحو الخامسة والستين من عمره، قد اشتعل رأسه شيبًا، بيد أنه ذو همة وحماسة تتقاصر أمامها همم الشباب وحماستهم! وخير ما فعله حينها عرضُه فلمًا تلفازيًّا مسجَّلاً لولده باسل يوم كان في الثالثة من عمره يُظهره يتحدث العربية السليمة المعربة بطلاقة وثقة بالنفس. وكذلك اصطحابُه عددًا من أطفال روضته التي يطبق فيها نظريته؛ ليرى الحاضرون بأعينهم ويسمعوا بآذانهم كيف يغرِّد الأطفال بالعربية تغريد البلابل؛ ليكون ذلك أبلغَ ردٍّ على كل مشكِّك في قدرة العربية على الحياة، وعلى كل زاعم أن الفصحى لغةٌ صعبة يعسُر على أبنائنا أن يتقنوها، فإذا بهم لم يتقنوها فحسب، بل صارت لغةً فطرية لهم، تخرج من أفواههم عذبة شجية، تطرب لها الآذان وتجذل بها المُهَج!

 

وخرجتُ من القاعة طاويًا صدري على همٍّ عظيم، أن أجعل العربية الفصحى قضيتي التي أحيا لأجلها، وأن أعمل على نشرها والتمكين لها، ما قدَرت، وأن أطبق نظرية الدكتور الدنان الفريدة على أولادي في المستقبل، إن شاء الله ويسر.

 

وتحقَّق الحلُم:

وفي النصف الثاني من العام التالي 1997م يهيِّئ الله لي بفضله أسبابَ الزواج، وتلقى رغبتي وطموحي عند زوجتي الرضا والقبول، وتشتدُّ العزيمة على اتباع نهج الدنان، والسير بسيره، والتأسي بفعله. وفي أَصيل الثلاثاء السادس من ربيع الأول سنة 1419هـ يوافقه 30/ 6/ 1998م يُقبل ولدي أحمـد إلى الدنيا كما يُقبل سواه من المواليد، غير أن أباه كان قد أعدَّ له من الخطط والعدَّة ما لا يُعدُّه إلا قليل من الآباء لأبنائهم، ومن أهم ذلك عزيمة حازمة ألا يحدِّثه إلا بالعربية الفصيحة الصحيحة، ليكتسبها اكتسابًا، ولتجريَ في عروقه مجرى الدم!

 

بل كان والده من قبلُ قد قرأ كتبًا في التربية، منها كتابٌ نفيس لأحد أعلام التربية العرب الأستاذ عدنان السَّبيعي عنوانه ((الصحة النفسية للجنين)) عرض فيه تجاربَ مهمة للغربيين في التواصل مع الجنين مذ يبلغ شهره الخامس في عالم الظلمات الثلاث، وقد طبقتُ كلَّ ما أورده من طرائق، وآتت أكُلَها جميعًا، ومن أهمها الحديث مع الجنين، وكنت ملتزمًا به اللغة الفصيحة.. ومن ثَم كان بدء حديثي مع أحمد بأفصح اللغات وأشرفها من قبل أن يُقبل إلى الدنيا!

 

عزيمة تهزم التثبيط:

لم يكن الأمر سهلاً فكل من حولي يثبِّطني ويفُتُّ في عَضُدي، حتى من كنت أنتظر منهم النصرة والتأييد من أهل الوعي والثقافة لم أسلم من سهام نقدهم واعتراضهم؛ إذ كانوا ينكرون عليَّ أن أحدثَ طفلاً لم يعِ ولم يدرك، ولما ينطِق ويتكلم، بلغة يظنونها صعبةً متأبِّيةً على الكبار بله الصغار، ودع عنك العامة وتعليقاتهم وتندُّرهم، فذلك أمر لم أعبأ به ولم ألتفت إليه!

 

وحين بلغ أحمد شهره السادس تشرفت بزيارة الدكتور الدنان في روضته (الأزهار العربية) بحرستا من ريف دمشق، صحبة زوجتي الفاضلة، واطَّلعنا من قرب على أطفال كبراعم الزهر، تجري العربية السليمة المعربة على ألسنتهم جريانَ النهر المتدفِّق، وتستشعر أنهم قد اكتسبوا مع العربية قوة الشخصية والقدرة على التعبير عن النفس، ولم أملك إلا أن أذرف عبرات باردة ابتهاجًا بما رأيت وطربًا لما سمعت.

 

وزادتني الزيارة عزيمةً وإصرارًا، فمضيت في سبيلي التي اخترتُها غيرَ متوان ولا هيَّاب!

 

وينقضي حَولٌ كامل ويبدأ أحمد في الوعي والإدراك وتظهر بوادر النجاح بيِّنة غير خفيَّة، فهو يفهم عني ما أحدثه به بالعربية الفصحى، ويفهم أيضًا ما تحدثه به أمه بلهجتنا العامية الشامية.. وما هي إلا سنة أخرى حتى يبدأ يُنتج الأصوات، ويركِّب بعض الألفاظ بلغته الطفولية الخاصة التي لم تكتمل بيانًا غير أنها مفهومة لوالديه، ومن حينها شرع يخاطب كلاًّ بلغته، فإذا جمعتنا مائدة الطعام واشتهى تناول المربَّى، قال لأمه: (مأؤود، مأؤود) [أي: معُّود، باللهجة الشامية]، وإذا طلب مني قال: (أبَّى أبَّى) [أي: مربّى].

 

أما خير ما أثمرته هذه التجربة في ذاك الوقت المبكر فموقفٌ بديع دَهِشتُ له وتحيَّرت، ومُلئتُ عَجَبًا واستغرابًا، لقد كان هذا الموقفُ الغريب دليلاً بيِّـنًا على إعجاز كتاب ربِّنا الجليل القرآن الكريم، وفيه من الدَّلالات العظيمة ما يُثبتُ بما لا يَدَعُ للشكِّ مجالاً، أن كلام الله نَمَطٌ فذٌّ معجز، دونه كلُّ كلام، مهما علا في سماء الفصاحة والبيان. وقد دوَّنت خبر ذلك الحدث في مقالة بعنوان (موقف طريف من ثمرات الفصحى) نشرت في بعض المجلات.

 

لغة مختزنة!:

ويشاء الله سبحانه أن أنأى عن ولدي وأسرتي، للعمل في مدينة الرياض، في الخامس والعشرين من المحرَّم سنة 1422هـ، يوافقه: 19/ 4/ 2001م. ولم يكن يقلقني ويحزُّ في نفسي مثل انقطاعي عن مواصلة تطبيقي لنظرية اكتساب الفصحى على ولدي الذي بلغ المرحلة التي طالما انتظرتُها وتشوَّفَتْ إليها نفسي، مرحلة إنتاج اللغة والقدرة على الكلام والتواصل!

 

وتمضي ثمانية أشهر كاملة كأنها ثمانون عامًا، وأنا على مثل الحديد المحمَّى؛ همًّا وضيقَ صدر! حتى يهيئ الله بلطفه أسبابَ استقدام أسرتي للإقامة معي في السعودية، وحين أصل دمشق لاصطحابهم يكون ما لم أتوقَّعْه! لقد انطلق ولدي بالحديث في مدة غيابي عنه، وجرى لسانه بلغة بيئته المحلية ولغة أهله وذويه وهي اللهجة الشامية!

 

وشعرتُ أنني أخفقت، وأن ما بذلته في زهاء ثلاث سنين ذهب أدراج الرياح! وأن أحلامي وآمالي بتملُّك ولدي لسانَ الفصحاء قد اضمحلَّت وتلاشت!

 

كان أحمد يكاد يطير فرحًا وسعادة بعودة أبيه، وكأنه يدرك أن رابطةً خاصة تشده إليه، غير رابطة الأبوة والبنوة، ولكنه بلا ريب كان يجهل أن تلك الرابطةَ هي رابطةُ البيان واللغة التي نشِّئ عليها، والتي طالما سمعها من أبيه وحدَه مذ كان جنينًا في رحم أمه!

 

ولم يذعن الأب للإخفاق ويقبل بالهزيمة، فغضَّ الطرف عن نظرات الشماتة من جلِّ مَن حوله، واستمرَّ كما كان من قبلُ يحدِّث ولده بالعربية الفصحى، والولد يفهم عن أبيه بيد أنه لا يجيبه إلا بالعامية!

 

ولكنها كانت ليلة لا ثاني لها، فقد خرجتُ بولدي في اليوم التالي لشراء بعض الأغراض، وفي سوق الحَميدية لفت انتباهَ أحمد (بسطة) على قارعة الطريق، فيها أصنافٌ من التحف الشرقية، فاشرأبَّ إليها يتأمَّلها، وكنت أحمله وأضمُّه إلى صدري، فسألني وهو يشير إليها: (بابا شو هيّ؟)، (بابا شو هَيّ؟)، فأبديتُ عدم الفهم، وكأنه يتحدث بالصينية أو اليابانية! وأعاد السؤال مرات، (بابا شو هَيّ؟)، وأنا أنظر إليه نظرةً بلهاء، وأقول: لا أفهم، ماذا تريد؟! ثم بلغ الغضب منه مبلغًا فصاح بقوة وحزم: (أبي ما هذه؟!) هنا غمرتني سعادة لا توصف، وشعرتُ وكأن طَودًا من الهم قد زال عن صدري، وأدركت إدراكًا جازمًا أن ما زرعتُه في السنوات الماضية لم يضِعْ ولن يضيعَ بإذن الله، وأن اللغة التي اكتسبها من قبلُ مختزنة في دماغه، وما عليَّ سوى الصبر والمصابرة حتى يستعيدها شيئًا فشيئًا.

 

نجاحٌ فاق التوقُّع:

وما ظننتُه كان بفضل الله، فما هو إلا أسبوعٌ واحد وإذا بأحمد يستحضر مخزونه من اللغة الفصيحة، ويكون قادرًا على تركيب جملة سليمة بلا خطأ، ولم يتمَّ الشهرُ إلا وقد استقام لسانه سليقة، وانطلق بالعربية الصحيحة انطلاقًا، مع تحريك الأواخر دونما لحن ولا خطأ ولا تلكُّؤ!

 

وصار يترجم بيني وبين أمه ترجمة فورية لطيفة، بل اكتسب - بعد أشهر قليلة - من لسان ابن جيراننا الصغير المصريِّ لهجته، فإذا رأيته يحدثه لم يخطر ببالك إلا أنه مصري مثله! وكثيرًا ما كان يروي لتِرْبه وشريكه في اللعب قصةً ما على مسمع منا، يقصُّها عليه باللهجة المصرية، فإذا مضى رفيقه سألته أمه عن القصة فيرويها لها باللهجة الشامية، ثم يعيدها عليَّ بالعربية الفصحى، كل ذلك في مجلس واحد!

 

ولم يكن يترجم العبارات والألفاظ فقط، بل حتى الصوت كان يؤدِّيه بحسب مخاطبه، من ذلك مثلاً: إذا طلب أن يتناول بيضة عند الإفطار قال لأمه: (عَطيني بِيضَة)، وإذا طلبها مني قال: (أعطني بَيضَة). ومن المواقف الطريفة أنه أجرى مرة سباقًا بيني وبين أمه، وكان الاتفاق أنه إذا أتمَّ تنظيم ألعابه نادانا، ومن يسبق في الوصول إليه يكن فائزًا، وحين فرغ صار ينادي بصوت عالٍ: (ماما انتَهِيت، بابا انتَهَيت، ماما انتَهِيت، بابا انتَهَيت) يكررها مرارًا، مناديًا كلاًّ بما ألفه من لسانه! وفي هذه المرحلة حفظ قدرًا طيبًا من جزء عمَّ، وحين استظهر سورة الفيل سألني: (أبي، ما معنى ﴿ طيرًا أبابيل ﴾؟)، فأجبتُه: أي جماعات جماعات من الطير. وبعد أسبوع يفاجئني بقوله: أبي، رأيت قرب حاوية القُمامة قططًا أبابيل!

 

وكثيرًا ما كان يقوم بالقياس باستعمال ألفاظ وتراكيبَ لم يسمعها مني قط، من ذلك: بعد مشاهدته فلم الافتراس في عالم الحيَوان، أقبل يحدثني عما شاهد، ومما قاله: (ورأيت أُسَيدًا يفترس حُصَينًا!) بتصغير اللفظين، مع يقيني أني لم أنطِق بهما أمامه البتَّة، ولكنه قاس على ما سمع من ألفاظ التصغير، فأصاب في الأول وأخطأ في الثاني؛ إذ الصواب في تصغير الحصان (حُصَيِّن)، وهذا دليل على أنه اعتمد القياس لا السماع!

 

ومن ذلك أيضًا: أنني كنت أستعمل له اللفظ القرآني (حار يحور، بمعنى: رجع يرجع) ليفهمَ إذا ما قرأ قوله تعالى: ﴿ إنه ظنَّ ألن يحور ﴾ مرادَ الله تعالى سليقة، ولكنه أدهشني مرة حينما كلمني بالهاتف وقد تأخرتُ في عملي، ليقول لي: (أبي، أرجوك لا تتأخَّر، حُرْ إلى البيت) فاستعمل فعل الأمر (حُر) مع أنه بلا ريب لم يسمعه من أحد قطُّ!

 

وكان يُظهر بين حين وآخر فهمًا لما يسمع من آيات قرآنية، ويسأل أسئلة تدلُّ على وعي وإدراك لما يطرق سمعه منها، ومن المواقف الطريفة: أنه ذات ليلة كان منشَغلاً باللعب، وأمه بجواره تُصغي إلى ترتيل للقرآن من (المسجِّلة) ومرَّ قوله تعالى: ﴿ وقالت اليهودُ والنَّصارى نحنُ أبناءُ الله وأحِبَّاؤُه ﴾ فانتفض وصاح: كذبوا.. كذبوا!

 

كل ذلك وهو لما يبلغ الرابعةَ من عمره، فالحمد لله على توفيقه وإحسانه. وقد حملتني سعادتي الكبيرةُ بنجاح تطبيق نظرية د. الدنان، واكتساب ولدي للعربية الفصحى اكتسابًا فطريًّا، على أن أرسلَ إليه من الرياض رسالة شكر وتقدير؛ لجهوده في نشر العربية على ألسنة الأطفال، ولدلالتنا على هذا الخير العظيم، وتبشيرًا له بنجاح التطبيق؛ لأكون أول من يطبق تجربته على ولده في المنزل، وفق منهجه وأسلوبه وسنَّته.

 

وهذه صورة مقطع من الرسالة:

 

 

شهادة رائد التجربة:

وبعد أشهر قليلة من الرسالة، يقدَم أستاذنا الدنان إلى الرياض زائرًا، وأُهرَع إليه في نُزُله، مصطحبًا ولدي أحمد، ليسمع منه ويحاوره، وليطلع من قرب على نتائج تطبيقي. وكم كانت سعادتي حين رأيت من أستاذي الرضا التامَّ، والابتهاج بما حصَّلته معه! وقال لي: إن أحمد الآن كولدي باسل تمامًا حين كان في سنِّه.

 

وفي هذا اللقاء أظهر أحمد من الفرح والسرور بالدكتور الدنان ما لا يوصف، إذ وجد شخصًا فصيحًا غير أبيه، يتواصل معه بلسانه، وبما يحب أن يسمع من لغة وبيان! وعبَّر عن ذلك بحركات طفولية تلقائية من عناق وتقبيل والتزام!

 

وقد شرفني أستاذي الفاضل بأن كتب لي فيما بعد شهادةً بنجاح التجربة، وكتب لولدي مثلها، في إهداءين منه أحدهما لي والآخر لأحمد، ودونكم صورةَ شهادته الغالية:





 

 

 

أطيبُ الجنى:

كنت قد لخَّصتُ في ندوة شاركتُ فيها بمدارس الرشد الأهلية بالرياض، بتاريخ 22 من ربيع الأول 1428هـ عنوانها (كيف ننمِّي الذائقة اللغوية عند الأطفال؟) = أهمَّ الثمرات المرجوَّة من إتقان الأطفال للعربية الفصيحة في سنيهم الأولى، وهي:

1- القدرة على التعبير عن النفس تعبيرًا دقيقًا مُحكَمًا.

2- الثقة بالنفس، وقوة الشخصية.

3- نشوء علاقة حبٍّ حميمة مع العربية.

4- انعقاد أواصر صداقة دائمة مع الكتاب، تتميز بالوعي وسرعة الفهم.

5- التفوُّق في التحصيل العلمي والمعرفي والثقافي.

6- التعلُّق المتين بتراث الأمة الجليل، وتاريخها المشرق النبيل.

7- امتلاك شخصيَّة أصيلة سويَّة منتمية انتماء حقيقيًّا صادقًا إلى العروبة والإسلام.

8- الإحساس المُرهَف والشعور العميق بإعجاز القرآن الكريم، وأنه فوق كلِّ بلاغة وبيان، وأنه مُفارقٌ لجنس كلام البشر.

 

وقد تبدَّت بفضل الله تعالى كلُّ هذه المكاسب العظيمة في شخصية ولدي أحمد وحاله، بعد اكتسابه للعربية الفصحى فطرة وسليقة، فغدا قارئًا نهمًا سريع القراءة مع الإتقان والفهم الدقيق، وقد بلوتُه مرارًا مذ بدأ تعلُّم القراءة، فكان يقرأ القصةَ غير المشكولة بضبط ألفاظها وإقامة حروفها في زمن (قياسي)، ثم يعيد روايةَ ما قرأ بحذافيره، دون أن يفوِّت أيَّ معنى من المعاني مهما دقَّ!

 

وكنت مضيتُ معه على عادة دائمة من بداية وعيه، أن أقرأ له قبل النوم وفي كلِّ وقت فراغ قصصًا نافعة، حتى بلغ ما قرأتُه له مئات القصص، وعندما أتقن القراءة استمرَّ على هذه السنَّة الحميدة، وأحصيتُ له في الصف الثالث الابتدائيِّ زهاء 350 قصة قرأها في العام الدراسيِّ بتمامها! وحين كان في الصف الثاني اشترك في (مجلة باسم) للأطفال، وكان ينتظر وصول أعدادها كل أسبوع بشوق كبير، وما إن تصل حتى يلتهم صفحاتها التهام الجائع، وما يزال حتى اليوم مشتركًا فيها، ومتابعًا لأعدادها التي صارت شهرية.

 

وفي معرض الكتاب الأخير بالرياض في ربيع الأول 1431هـ أهدى إليه أحد أفاضل الناشرين رواية للكاتبة البريطانية العالمية (أغاثا كريستي) فقرأها في ليلتين وهي في زهاء 300 صفحة، وأُعجب بها أيَّما إعجاب وبحبكتها (البوليسية) فأصرَّ أن يقتنيَ جميع روايات الكاتبة، فضلاً عن سلسلة روايات (شيرلوك هولمز) العالمية للكاتب الإسكتلندي (آرثر كونان دويل).

 

أما تفوقه الدراسي فقد ظهر من الصف الأول، وطالما أخبرني أستاذه أن أحمد يصحِّح له أخطاءه بتلقائية، وحين يعيد المعلم النظر فيما يقرأ يتيقَّن من خطئه وصحة كلام تلميذه الصغير! وفي الصف الثالث الابتدائي لم يجد معلمه ضرورة لأن يحضرَ مع زملائه حصص القراءة، فكان يرسله إلى المكتبة ليطالع ما يشاء من مقتنياتها، بدل إضاعة وقته في الفصل مع طلاب دونه بكثير في القراءة والفهم!

 

وكان إحساس أحمد بجمال الكلام العربي إحساسًا مرهفًا، وكثيرًا ما يبدي إعجابه بعبارة أدبية راقية، أو بيت شعري رائق، بل تجاوز تذوُّقَ الأساليب والتراكيب إلى شعور دقيق بالألفاظ وظلال دلالاتها، من ذلك مثلاً: سألني وهو ابن سبع سنين: أيهما أقوى النسر أم الصقر؟ ولم أعرف الجواب، فقلت: لا أدري، ولكني أظن النسرَ أقوى. فقال: لا، بل أرى أن الصقر أقوى، انظر يا أبي، كلمة نسر ضعيفة، أما كلمة صقر فقوية! وطَفِقَ يكرِّر اللفظين (نسر) و(صقر) يروزهما رَوزًا، يستشعر ضعف الأول وقوة الثاني!!

 

ولم يقتصر تميُّزه على فصاحة النطق واللسان، إذ تعدى ذلك إلى فصاحة القلم والبَنان، فأنشأ وهو في الصف الثاني قصة قصيرة بعنوان (القطة اللطيفة)، ثم أتبعها بأخرى بعنوان (القطة الجريحة)، وشارك في مسابقة للناشئة في أحد المواقع الإلكترونية بمقالة عنوانها (أحبك يا رسول الله) فازت بالجائزة الثالثة، وهو في السابعة والنصف من عمره.

 

ونشر هذه الموادَّ في (مجلة باسم)، مع مراسلات معها واشتراك بمسابقاتها، حتى انضمَّ في الثالث من جمادى الأولى 1430هـ إلى نادي الصحفيين فيها، لتكون باكورةُ عمله الصحفي حوارًا أجراه مع وكيل مدرسته نُشر على صفحاتها. وكذلك ألقى هذه النصوصَ في ملتقى الإبداع الشهري برابطة الأدب الإسلامي العالمية بالرياض، وما يزال من خمس سنين يشارك في نشاطات الرابطة بإلقاء قصائدَ مما يستظهر من عيون الشعر العربي، تجد القَبول لدى الحضور، بل افتتح في 13 من شعبان 1429هـ الأمسيَّة الشعرية للرابطة في العاصمة التركية إستانبول بقصيدة من شعر إمامنا الشافعي. وفي 23 من ذي القعدة 1430هـ صدر قرار بضم أحمد إلى الرابطة عضوًا مناصرًا؛ تقديرًا لنشاطه وتشجيعًا له، ليكون بذلك أصغرَ عضو فيها منذ تأسيسها!

 

وقد نُشر عن نشاطاته وأشيد بإبداعه في عدد من المجلات والصحف والمواقع الإلكترونية، منها مجلات: الأدب الإسلامي، وبريد المعلم، وحياة للفتيات، وشباب، والدعوة، والرسالة، واليمامة، وشعاع الأمل. وصحف: الجزيرة، والبلاد، وشمس.

 

فضلاً عن استضافة أستاذنا الكبير الدكتور عبدالكريم بكار لي ولولدي أحمد في برنامجه (معالي) الذي يُعرَض في قناة (المجد) الفضائيَّة، في حلقة مساء الاثنين 19 من ربيع الأول 1430هـ، على الهواء مباشرة، عنوان الحلقة: (مبادئ النجاح)، تحدثتُ فيها عن طريقة أستاذي د.عبدالله الدنَّان في نشر العربية الفصيحة بالفطرة، وتجربتي في إكساب ولدي أحمد الفصحى، مع حوار أجراه معه المقدم الأستاذ تركي الظفيري.

 

ولا يخفى أن غشيان أحمد - منذ وقت مبكر - للمؤتمرات والندوات والمحافل الأدبية، ومشاركته في الإلقاء بشجاعة وجرأة، دليل على ما يتحلَّى به من ثقة بالنفس وقوة في الشخصية، ولذلك كان وما يزال يتولى تقديم الإذاعة الصباحية في مدرسته منذ الصف الثاني.

 

تنويه وإشادة:

تقدم آنفًا - في بدء كلمتي - أن أول من هداني إلى تجربة الدكتور الدنان وأنبأني خبرها أستاذي الفاضل د.محمد حسان الطيان، الذي ما فتئ بعد ذلك يشجعني ويشد من عضدي، لأغذَّ السير في التزام الفصحى مع ولدي، حتى آتى التطبيقُ أكُلَه على خير وجه مَرضي، وقد تفضَّل مشكورًا بالتنويه بنجاحي والإشادة بما حققته، بفضل الله وتوفيقه، في مقالة نشرها بعنوان (نحوُ الفطرة.. ونحوُ الفطنة)، ويطيب لي أن أقتطفَ منها ما يكون مسكَ الختام لكلمتي، قال حفظه الله، وجزاه عني خيرًا:

((ولعل من أبرز أبطال هذه المدرسة [أي: مدرسة الاكتساب الفطري للفصحى] صاحبًا لي آخر، يُدعى أحمـد أيمن ذوالغـنى، أخذه والده أخذًا حازمًا بهذه اللغة الفطرية، فلم يُسمعه إلا إياها، ولم يرتضِ أن يسمع منه سواها، فإذا رَطَنَ الولد بالعامية، زعم الوالد أنه لم يفهم، فعاد الولد إلى فُصحاه، وانطلق يغرِّد بها تغريدَ العنادل، يرفع وينصب، ويجر ويجزم، ويعطي كلَّ ذي حق حقَّه فطرةً وسليقةً، يفعل ذلك كله دون أن ينسى لهجته العامية، تلك التي يتكلم بها مع أمه وأقاربه، وأصحابه وأترابه.

 

ومن طريف ما رواه لي والده: أنه لقِيَه مرةً يلعب مع أترابٍ له خارج المنزل، وكانوا من جنسيات مختلفة، فيهم السعودي، وفيهم المصري، وفيهم الحلبي، فجعل الولد يترجم لأبيه ما ينطِق به هؤلاء من لهجاتهم المحلية؛ لأنه موقن أن أباه لا يفهم إلا هذه الفصحى الشريفة!

 

وزاد أبوه فجعل يروِّيه من الشعر أجزلَه، ومن الأدب أجملَه، فضلاً عن محفوظه من القرآن الكريم، والحديث النبوي الشريف، فنشأ الولد أديبًا أريبًا، يكتب القصة، وينشد الشعر، ويسهم في نشاطات صحفية مختلفة، ولمَّا يجاوز العاشرة؛ بل إن أباه زفَّ لي منذ أيام بشرى انضمام أحمد إلى نادي الصحفيين، وإجرائه الحوارَ الأول له مع وكيل مدرسته، وكان من قبل هذا قد استضيف في إحدى القنوات الفضائية ونوِّه بتجربته الرائعة)).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • د. عبدالله الدنان في مجلس الألوكة
  • نظرية الموجود المستحق إلى الوجود ويعامل على أنه معدوم
  • نحو الفطرة ونحو الفطنة
  • طريقة د. عبدالله الدنان (سبيلنا إلى نهضة علمية وتعليمية راقية)
  • فصحى ميسرة للجميع
  • رسالة من أحمد الجدع إلى أيمن ذوالغنى
  • دودة الكتب! أطفال الفصحى والقراءة

مختارات من الشبكة

  • مقدمة في مفهوم النظرية والنظرية التربوية ونظرية المنهج(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • تحصيل المعنى في النظرية التصورية(مقالة - حضارة الكلمة)
  • النظريات الترجمية(مقالة - حضارة الكلمة)
  • آراء في النظرية التأويلية أو نظرية المعنى(مقالة - حضارة الكلمة)
  • لمحة عن نظرية التكوين الثلاثي للمعنى (النظرية التحليلية)(مقالة - حضارة الكلمة)
  • الموازنة بين نظرية العامل ونظرية تضافر القرائن في الدرس النحوي (PDF)(كتاب - موقع الدكتور بهاء الدين عبدالرحمن)
  • فقه النظرية والنظرية الفقهية " مرئي "(مادة مرئية - موقع أ. د. محمد جبر الألفي)
  • نظرية المحكاة والنظرية الرومنطيقية(مقالة - موقع د. أحمد الخاني)
  • قراءة لنظرية المنهج التربوي في ضوء النظرية الإسلامية (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • نظرية اكتساب اللغة وتعلمها(مقالة - حضارة الكلمة)

 


تعليقات الزوار
32- الى اختي
شروق - السعودية 17-03-2014 05:33 PM

الى اختي صاحبة التعليق السابع والعشرون

كتبت كلمة تنويه تريدين بها التنبيه

وهذا ليس صحيحًا لأن التنويه كلمة للمدح والصحيح أن تكتبي تنبيه

31- إلى فتاة
شروق - السعودية 17-03-2014 04:12 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الي فتاة صاحبة الرد الثاني عشر

اقرأي أشعار الصحابة
وتحاوري مع أختٍ لكِ بالفصحى دائمًا فلا بد من الحوار

ودوني الكلمات العربية التي تقرأينها أو تسمعينها مع معانيها وقومي بحفظها

واقرأي كتب الأخطاء اللغوية وتصحيحها

30- طلب مساعدة
ضياء الدين - مصر 23-08-2012 12:09 AM

أرجو إرسال أي كتب أو مقالات تتعلق بمؤلفات الدكتور عبد الله الدنان وذلك لتطبيق نظريته ودراسته فى دراسة خاصة للأطفال ولكم جزيل الشكر والتقدير.

29- (فانتفض وصاح: كذبوا.. كذبوا!)
العلمي حدباوي - الجزائر 20-01-2012 07:55 PM

(﴿ وقالت اليهودُ والنَّصارى نحنُ أبناءُ الله وأحِبَّاؤُه ﴾ فانتفض - يعني أحمد - وصاح: كذبوا.. كذبوا!). هذا هو المراد الأسمى من الطريقة، أن يفهم اللغة أولا، ثم - وهو الأساس - أن يغوص ويتأمل ويتذوق ويحيا بجوارحه لحظة الاكتشاف. فلا شك أن الطريقة تنجح مع التربية العالية والخلق السامي ووصل الطفل بالله.

28- التعليم فى الصغر كالنقش على الحجر
د.م / اسماعيل أبوالنجاة - مصر 30-10-2010 12:35 PM

بسم الله الرحمن الرحيم، هذة مقولة معروفة منذ قديم الزمن، و أنا أسوقها هنا لأطمئن من يتخوف من تشوش الطفل عندما يكبر و يتعرض لمؤثرات لغوية مختلفة. كما أسوقها حتى نكون على استعداد لتحمل المشاق عند محاولاتنا لتعليم الكبار من أبناء العربية الذين لا يتقنون الفصحى. فقد إتضح الآن ضرورة ذلك ليس فقط لإنتشالهم من وهدة الجهل بها و ما يفوتهم من مزايا كانوا سينعمون بها لو أنهم كانوا يتقنوها؛ بل أيضا حتى يمكن لهم أن ينقلوها لأولادهم حسب ما هو مذكور. و أرجو أن تدلوا بدلائكم فيما طرحته فى فكرة البحث التى أشرت إليها مرارا، و رابطها موجود فى التعليق رقم (23)، فإنى أرجو من متخصصين فى اللغة أمثالكم أن يشاركوا فيها و لو بجزئية صغيرة حسب وقتهم. ويا ليت الأخ الفاضل الأستاذ يحي عطية الصاولى صاحب التعليق رقم (14) يراسلنى بخصوصها فيبدو لى أنه متمكن من لغته الفصحى، كما أنه متحمس . و شكرا.

27- من أجمل ما قرأت
دعاء عبد السلام حامد - مصر 29-10-2010 09:02 PM

السلام عليكم
مقالة من أروع ما قرأت..
ولكن لنجاحها لا بد أن يكون القائم بها متقناً للفصحى أو على الأقل واثقاً من قدرته على النطق بها، ولعل هذه النقطة هي أحد أهم الأسباب لنجاح تلك العملية، بالإضافة إلى الاستمرارية والمداومة وعدم الإهمال من قبل الوالد، بإدعائه عدم الفهم حتى خيل لابنه أنه قادم من كوكب آخر منزه عن كل هؤلاء المحيطين به يسمو عنهم بلسانه ولغته التي لا يتقن غيرها فكان ذلك دافعاً للابن_بارك الله لكم فيه_ أن يلزم التحدث بالعربية الفصحى اللغة التي لا يفهم والده_ذلك الرجل الذي يحبه الابن ويجعله بؤرة اهتمامه_ سواها.
.
.
ولدي هنا قصة تبين كم أن تلك الطريقة التي اتبعها الكاتب في مقالته من الروعة بمكان:

أعرف طفلاً صغيراً وهبه الله لوالدين هما معلم ومعلمة للغة العربية، وقد كانا حريصين على تعليم ولدهما اللغة العربية الفصحى، ولكنهما لم يعلمانه إياها من ألفاظ تصدرها ألسنتهم بل وضعوه أمام شاشة التلفاز وتحديداً أمام إحدى القنوات الموجهة للأطفال والتي تنطق برامجها بالفصحى دوماً.
وكان الصغير مسمراً أمام التلفاز ليل نهار والأهل مطمئنون بسكون صغيرهم وهدوئه بل إنهم يرون حصاد فكرتهم، إذ يتحدث ابنهم بالفصحى في كل شيء.
لكن الفارق بين هذا الولد والطريقة التي أشار إليها الكاتب أن الصغير تعلم الفصحى في غياب الأهل، فغابت عنه بالتالي اللهجة العامية. وكان الصغير إذا حدث وخرج مع أهله للعالم الخارجي(لزيارة أحد أقاربه) يتحدث مع الجميع بالفصحى؛ لأنه لا يستطيع مسايرتهم بالعامية، وبعض من يقابلهم لا يعلمون عن العامية شيئاً أيضاً فحدثت هنا فجوة في حياة الطفل الذي لا يستطيع التعايش مع العالم المحيط به جراء الانتقادات الرهيبة التي يلقاها هو ووالديه ممن يخاطبهم والذين يجهلون الفصحى.
لقد غاب عن الأهل في هذه الحالة أن صغيرهم بحاجة إلى لسانهم لا إلى التلفاز الذي لا يعرف احتياجات ومتطلبات طفل صغير يقابله أكثر من ثمان ساعات في اليوم أمام قناة واحدة، جالس مشدوه لكل ما يعرض أمامه غائباً عمن حوله، وتطور الحال بهذا الصغير إلى بعده عن والديه وعدم رغبته في التواصل معهم وعدم قدرتهم على ذلك أيضاً مع سعادتهم الشديدة بإتقانه الرائع للفصحى.
لكن هذا الطفل_وكنت أعرفه جيداً_ كان يبدو لي كآلة مبرمجة كتلك الآلات التي يستمع إليها في التلفاز متحدثة بالفصحى، وكان سريع الانفعال لا يريد أن يرى أحداُ من البشر بل يريد العودة للمنزل سريعاً؛ لأنه أمام تلك القناة فقط يشعر بذاته..
لقد انتهى الأمر بهذا الصغير في عيادة الطبيب النفسي...الآن قد عولج وشفي بفضل الله لكنه لم يعد يتحدث بالفصحى كسابق عهده، بل هو الآن يتحدث بالعامية.
والمغزى من هذه القصة الحقيقية التي عايشتها بنفسي أني أردت التنويه إلى عدم جذب انتباه الأطفال للقنوات الموجهة إليهم والمتحدثة بالفصحى حال غياب الوالدين أو أحدهما بل هم إن شاؤوا فليكونوا رقباء على أبنائهم وموجهين لهم.
.
والأفضل أن تكون من خلال تواصلهم الذاتي معه وقراءة القرآن الكريم وقراءة القصص أو الاستماع إليها بالفصحى كما ذكر الكاتب، بارك الله فيه وفي ولده.
.
.
بارك الله في كاتب المقال وجزاه خيراً على توعيتنا بهذه الطريقة وكما اتبع نهج أستاذه سنتبع نحن أيضاً_بإذن الله تعالى_ ذلك حتى مع صغارنا الذين يتتلمذون على أيدينا في المدارس. ولسيادتكم جزيل الشكر.

26- بارك الله بك
عمر المرعي - سوريا 29-10-2010 02:32 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخ الفاضل : أيمن
حماك الله وبارك جهودك
إن هذه الطريقة التي اعتمدتها في تعليم ابنك الفصحى طريقة رائعة جداً لكنك ذكرت أن أحمد يتكلم معك الفصحى ومع أختنا أم أحمد باللهجة الشامية فهل بإمكانه الإتمام بهذه الطريقة أم أن تشويش لغوي سيعتريه كما تعلم أن من الجولان وبعض أقاربنا تزوجوا شاميات قترى أطفالهم بلسانين وفي الحقيقة الطفل مشوش بهذه اللهجات وأنت تعرف الفارق الكبير بين لهجتنا ولهجة أهل الشام
فأريد حلاً لهذه المعضلة

25- تجربة موفقة مباركة
د. عبد المعطي الدالاتي - سوريا- حمص 29-10-2010 02:01 PM

أخي الحبيب الأديب

أيمن ذو الغنى

خُطّىء عنه السوء

السلام عليكم

سررت بقراءة تجربتكم الموفقة المباركة في التمكين للغتنا الحبيبة في روح ولسان ولدنا الحبيب الأديب أحمد ذو الغنى أبو أيمن .

وأهنئك أيها العزيز على الجنى المبارك الذي قطفته بعد طول تعهد منك ومن الأخت الفاضلة أم أحمد حفظها الله.

ودعائي بأن يكون من أديبنا أحمد خلفا لقلم أديب العربية الرافعي .

سددكم الله ورزقكم من أرزاق النور

آمين

أخوك

د. عبد المعطي الدالاتي

24- خطاب الجنين فى بطن أمه
د.م / اسماعيل ابو النجاة - مصر 29-10-2010 12:10 PM

بسم الله الرحمن الرحيم،الأخ الفاضل الأستاذ/ محمد عادل فارس، أكرمه الله، (صاحب التعليق رقم 13 )، لقد شدنى تعليقك منذ قرأته أول مرة لتحليلك لجميع النقاط بحياد مفرط و أدب جم؛ حتى فى وجهة نظرك عن خطاب الجنين فى بطن أمه، فقلت "...إنما أتوقف أمامها..."
وطبعا لا يوجد للآن -على حد معلوماتى- ما يثبت ذلك علميا؛ و ربما يحدث ذلك فى المستقبل بتجارب عملية!
لكنى قرأت أمس تعليق الأخت الفاضلة نور الجندلى، و لفت نظرى فيه أن تأثير صوت تصفح أوراق الكتاب انتقل بالمدارك من خبرة الصوت فى الرحم إلى معرفة بصرية بعد الخروج إلى الحياة، بتوفيق الله. فعدت إلى تعليقك فوجدت منطقك فيه قوى، فاحترت بين عرضك المحكم لأسباب إتقان الأطفال للغة المكتسبة من البيئة التى حولهم، وبين ملاحظات السيدة الفاضلة التى عايشتها كأم تحدب على إبنها بوعى و ترعاه بالتثقيف منذ الحمل بحنان غريزى ربما حدث منها عفويا، لكنها لاحظت نتائجه. فخطر فى ذهنى تعليل ربما يصلح أن يكون تفسيرا لذلك أعرضه عليك و على قراء الألوكة الكرام وهو: أن الجنين فى رحم أمه يتأثر أيضا لغويا بالبيئة التى حوله! فإذا كانت البيئة التى حوله تتكلم الفصحى ،مثلا، ستغرس فى مداركه بذورها فإذا نشأ فى نفس البيئة وهو طفل ستتطور معارفه اللغوية بناءا على هذه البذور السليمة ذات الخواص اللغوية الصحيحة، و تنمو قويمة و تتفتح براعمها فى بيئة ترعاها إلى أن يكبر الطفل و يشب وعنده الملكات الغريزية لهذه اللغة. والله أعلم.

23- (الطريقة النورانية لتعليم تلاوة القرآن للأطفال
د.م / إسماعيل أبوالنجاة - مصر 28-10-2010 06:13 PM

بسم الله الرحمن الرحيم، أعتقد أن ما ذكرته الأخت الفاضلة نور الجندلى عن مادة الهجاء القرآنى للأطفال هو ما يعرف باسم"الطريقة النورانية" فى مصر. و هى تعطى فعلا نتائج باهرة خصوصا كلما كان سن الطفل أصغر و كلما قلت معرفتة بالقراءة العادية. و لن ندخل فى أصل هذه الطريقة و لا منشأها، ولكنى أشير إلى أن أحد الأسس المهمة فيها تركيزها على النطق الصحيح للمقاطع و تعتمد على تقليد الأطفال لما يسمعونه دون الدخول فى شرح أسبابه. و فى الواقع هم يطبقون بعض تفصيلات أحد أفرع علوم الصوتيات دون أن يدرسونها نظريا. وعلوم الصوتيات هذه وضع أصولها الفطاحل من علمائنا الأوائل أمثال الخليل بن أحمد الفراهيدى و سيبويه وابن جنى فى محاولتهم لتقعيد اللغة العربية الفصحى عندما استشعروا خطر اللحن فى تلاوة القرآن الكريم من الأعاجم مع انتشار الإسلام. و قد اعترف بفضلهم العلماء المتخصصون فى أوروبا و أمريكا الذين طوروا هذا العلم باستخدام الأجهزة و التقنيات الحديثة. و هذا يا إخوانى و أخواتى ما أحاول أن أجذب إليه الإنتباه منذ سنوات
مطالبا بالإستفادة من تراثنا و تطبيقه بإسلوب حديث فى تعليم الأعاجم(بل العرب) تلاوة القرآن الكريم، والفصحى فى نفس الوقت! ولذلك وضعت فكرة بحث متكامل "تيسير تلاوة القرآن الكريم للناطقين بغير اللغة العربية بإستخدام الألفبائية الصوتية الدولية". و أرجو قراءته و مراسلتى مباشرة لمن يريدالتفصيل. أكرر شكرى للألوكة التى وضعته فى شبكتها تحت رابط:
http://www.alukah.net/sharia/0/24667
و أرجو من يقرؤه أن ينشره بين المهتمين من كافة التخصصات المذكورة و يشرفنى بالتعليق عليه و شكرا
وهذا بريدى:aboulnaga1942@yahoo.com

1 2 3 4 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 16:33
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب