• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    حديث: لا طلاق إلا بعد نكاح، ولا عتق إلا بعد ملك
    الشيخ عبدالقادر شيبة الحمد
  •  
    كونوا أنصار الله: دعوة خالدة للتمكين والنصرة
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
  •  
    لا تعير من عيرك
    نورة سليمان عبدالله
  •  
    من مائدة التفسير: سورة النصر
    عبدالرحمن عبدالله الشريف
  •  
    أربع هي نجاة الإنسان في الدنيا والآخرة (خطبة)
    د. أحمد بن حمد البوعلي
  •  
    وحدة المسلمين (خطبة)
    د. غازي بن طامي بن حماد الحكمي
  •  
    المسارعة إلى الاستجابة لأمر الله ورسوله صلى الله ...
    د. أمين بن عبدالله الشقاوي
  •  
    فوائد وأحكام من قوله تعالى: { إذ قال الله يا عيسى ...
    الشيخ أ. د. سليمان بن إبراهيم اللاحم
  •  
    نعمة الماء (خطبة)
    الشيخ محمد عبدالتواب سويدان
  •  
    تدبر خواتيم سورة البقرة
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    قال ما أظن أن تبيد هذه أبدا (خطبة)
    حسان أحمد العماري
  •  
    تحريم الإهلال لغير الله تبارك وتعالى
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    مشاهد عجيبة حصلت لي!
    أ. د. عبدالله بن ضيف الله الرحيلي
  •  
    ملخص من شرح كتاب الحج (2)
    يحيى بن إبراهيم الشيخي
  •  
    الدرس السابع عشر: آثار الذنوب على الفرد والمجتمع
    عفان بن الشيخ صديق السرگتي
  •  
    خطبة: (ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب)
    الشيخ عبدالله محمد الطوالة
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / منبر الجمعة / الخطب / العبادات / الصلاة وما يتعلق بها
علامة باركود

قيام الليل

قيام الليل
الشيخ عبدالله بن ناصر الزاحم

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 16/10/2014 ميلادي - 21/12/1435 هجري

الزيارات: 14337

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

قيام الليل

 

اسم المدينة

القصب, المملكة العربية السعودية

تاريخ الخطبة

14/9/1430هـ

اسم الجامع

أحمد بن حنبل

الخطبة الأولى

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ....

أما بعد: فأوصيكم أيها الناس ونفسي بتقوى الله عز وجل، والإكثارِ من طاعته وذكره وشكره وحسن عبادته، والإحسانِ إلى خلقه، ومن تعرف إلى الله في الرخاء عرفه في الشدة، والرابحُ من اشترى الباقية بالفانية، والخاسرُ من آثر الحياة الدنيا على الآخرة.


أيها المسلمون:

إن صلاح القلوب هو أساس الصلاح والإصلاح، ولا يكون ذلك إلا بالخضوع التام لله جل وعلا، عبادةً وتذللاً وانقياداً وتسليماً، وتسخير ما في الحياة لإعلاء كلمة الله، وليكون الدين كله لله ﴿ قلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ ﴾ [الأنعام: 162، 163] ﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [النحل: 97].


وإن أهمَّ العبادات في الإسلام، وأعظمَها اتصالاً بالله سبحانه وتعالى هي الصلاة، فقد كان يفزع إليها النبي صلى الله عليه وسلم إذا حزبه أمر، وهي قرّة عينه إذا ضاقت عليه المسالك، كان صلى الله عليه وسلم يقول: ((يا بلال، أقم الصلاة، أرحنا بها)) أبو داود.


الصلاة هي النبع الذي لا ينضب، والكنز الذي لا ينفد، هي عمود الإسلام، وهي مفزع التائبين، وملجأ الخائفين، ونور المتعبّدين، وبضاعة المتاجرين، تجلو صدأ القلوب بأنوارها، وتزيل حُجُب الغفلات بأذكارها، وتنير الوجوه بأسرارها وآثارها، ومن كان أقوى إيماناً كان أحسنُ صلاة، وأطولُ قنوتاً، وأعظمُ يقيناً، عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((الصلاة خير موضوع، فمن استطاع أن يستكثر فليستكثر)). الطبراني الأوسط.


وصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((أَفْضَلُ الصَّلاَةِ بَعْدَ الصَّلاَةِ الْمَكْتُوبَةِ الصَّلاَةُ فِي جَوْفِ اللَّيْلِ ...)) مسلم.


في صلاة الليل يتجلى الاتصال بذي العزة والجلال، وكان قدوتنا الأولى صلى الله عليه وسلم يقوم من الليل حتى تفطرت قدماه الشريفتان.


وكان صلى الله عليه وسلم يجتهد في رمضان ما لا يجتهد في غيره، وإذا دخلت العشر أحيا ليله، وأيقظ أهله، وشد المئزر، في الصحيحين عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه))، والله عز وجل ينزل إلى السماء الدنيا كل ليلة حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول: (( من يدعوني فأستجيبَ له من يسألني فأعطيَه من يستغفرني فأغفرَ له ؟!))، وفي حديث عمرو بن عبسة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((أقرب ما يكون الرب من العبد في جوف الليل الآخر فإن استطعت أن تكون ممن يذكر الله في تلك الساعة فكن)) الترمذي وصححه الألباني، بل ((إِنَّ مِنَ اللَّيْلِ سَاعَةً لاَ يُوَافِقُهَا عَبْدٌ مُسْلِمٌ يَسْأَلُ اللَّهَ خَيْرًا إِلاَّ أَعْطَاهُ إِيَّاهُ)) مسلم.


عباد الله:

صلاة الليل يحي الله بها القلوب الميتة، ويشحذُ بها الهممَ الفاترة، وتزيد القربَ من الله، وتنهى عن الإثم، وبها تُكفَّر السيئاتُ، وتصح الأجساد.


روى الترمذي في سننه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((عليكم بقيام الليل فإنه دأبُ الصالحين قبلكم وإن قيامَ الليل قربةٌ إلى الله ومنهاةٌ عن الإثم وتكفيرٌ للسيئات ومطردةٌ للداء عن الجسد)).


يقول وهب بن منبه رحمه الله: "قيام الليل يَشرُفُ به الوضيع، ويعزُّ به الذليل، وصيام النهار يقطع عن صاحبه الشهوات، وليس للمؤمن راحةٌ دون الجنة"، ويقول ابن عباس رضي الله عنه: (من أحب أن يهوِّن الله عليه طولَ الوقوفِ يوم القيامة فليره الله في ظلمة الليل ساجداً وقائماً، يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه).


ووصف الله المتقين بقوله: ﴿ كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ * وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ﴾ [الذاريات: 17، 18].


يقول أبو سليمان الداراني رحمه الله: "أهل الليل في ليلهم ألذّ من أهل اللهو في لهوهم، ولولا الليل لما أحببت البقاء في الدنيا".


ولما حضرت ابن عمر رضي الله عنه الوفاة قال: (ما آسى على شيء من الدنيا إلا على ظمأ الهواجر، ومكابدة الليل).


لم يطب لأهل الليل المنام لأنهم تذكروا وحشة القبور، وهول يوم النشور، قال الله تعالى عنهم: ﴿ تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ * فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [السجدة: 16، 17].


تعدَّدت مقاصدهم، واختلفت مطالبهم، وتنوّعت غاياتهم، والليل هو منهلُهم وموردهم، منهم الخائفٌ الذي يتضرّع ويطلب العفو، ويبكي على خطيئته ويستغفر من ذنبه، ومنهم رَاجٍ يُلحّ في السؤال، وعاصٍ مقصّر يطلب النجاة، ويعتذر عن التقصير وسوء العمل، كلهم يدعون ربهم، ويرجونه خوفاً وطمعاً، فأنعم عليهم، فأعطاهم واستخلصهم واصطفاهم.


عباد الله: إن الليل ميدان أصحاب الهمم العالية، أصحاب العبادات والدعوات أما الذين يحبون الدنيا فهممهم صغار ومطالبهم دنيّة ﴿ إِنَّ هَؤُلَاءِ يُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ وَيَذَرُونَ وَرَاءَهُمْ يَوْمًا ثَقِيلًا ﴾ [الإنسان: 27] ، لذلك قال أحد السلف: "كيف يرجو النجاة من سوء الحساب من ينام الليل ويلهو بالنهار؟!!"، فماذا نقول لمن قد استغرق الليلَ بلهوه والنهارَ بنومه، نعوذ بالله من الخذلان.


أحبتي في الله: إذا ضعفت النفوس عن قيام الليل قست القلوب، وجفّت العيون، ثم استحكمت الغفلة.


إذا أظلم الليل نامت قلوب الغافلين، وماتت أرواح اللاهين، ومن لم يجعل له ورداً من الليل فقد فرّط في حق نفسه تفريطاً كبيرا، وأهمل إهمالاً عظيما، وأيُّ حرمان أعظم ممن تتهيّأ له مناجاةُ مولاه، والخلوةُ به، ثم لا يبادر ولا يبالي؟! ما منعه إلا التهاون والكسل، وما حرمه إلا النوم وضعف الهمة، ناهيك عن أقوامٍ يسهرون على ما حرم الله، ويقطعون ليلهم بمعاصي الله، ويُهلكون ساعاتهم بانتهاك حرمات الله، فشتان بين أولياءِ الرحمن وأولياءِ الشيطان.


روى البيهقي في سننه بسند صحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((إن الله يبغض كل جعظريٍ جواظ، سخابٍ بالأسواق، جيفة بالليل حمار بالنهار، عالمٍ بأمر الدنيا، جاهلٍ بأمر الآخرة)).


قيل لابن مسعود رضي الله عنه: ما نستطيع قيام الليل!! قال: (أقعدتكم ذنوبكم)، وقال رجل لأحد الصالحين: لا أستطيع قيام الليل، فصف لي في ذلك دواءً، فقال: "لا تعصه بالنهار، وهو يقيمك بين يديه في الليل".


فلنجتهد عباد الله في هذا الموسم العظيم، بأن نصلي ما تيسر من الليل، ولنحافظ على صلاة التراويح، ولنعلم أن القليل من صلاة الليل كثير، وأن دقائق الليل غالية، فلا نُرخصها بالغفلة والتواني والتسويف، ومن أرخص الدقائق الغالية ثقلت عليه المغارم، وضاقت عليه المسالك، ومن صبر وداوم وأخلص؛ نال من ربه التثبيت والمعونة.


يقول ابن رجب رحمه الله: يجتمع للمؤمن في شهر رمضان جهادان لنفسه:

جهاد بالنهار على الصيام، وجهاد في الليل على القيام، فمن جمع بين هذين الجهادين ووفى بحقوقهما وصبر عليهما، وُفِّيَ أجرُه.


عباد الله:

من الأسباب المعينة على قيام الليل: الإقبال على الله، وصدق التعلق به، مع حسن الظن به، وعظم الرجاء فيما عنده سبحانه وتعالى.


ثم الابتعاد عن الذنوب والمعاصي، فإنها تقسِّي القلوب، وتُقعد الهمم، ومن ابتعد عن المعاصي في النهار صَفَى قلبُه في الليل.


ومما يعين على قيام الليل: الإقلال من الطعام والشراب، فإن كثرتهما يثقل النفس، ويجلب الخمول والنوم، قال وهب بن منبه رحمه الله: "ليس أحبّ للشيطان من الأكول النوام".


ومما يعين أيضا على قيام الليل: سلامةُ القلب من الحقد والحسد، ومِلؤُهُ بالخوف من الله، وقِصَرُ الأمل.


ومن أراد قيام الليل فعليه أن لا يتعب نفسه في النهار بما لا فائدة فيه، وأن يحرص على القيلولة فإنها تعين على القيام.


ومما يعين العبد على المحافظة على التراويح في هذا الشهر الكريم: أن يصلي مع إمام يرتاح لصلاته وقراءته، وأن يتدبر معاني الآيات التي يسمع؛ فإن كتاب الله ما أُنزل إلا للتدبر، قال تعالى: ﴿ كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ ﴾ [ص: 29] وقال: ﴿ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا ﴾ [محمد: 24].


كما عليه أن يجاهد نفسه على ملازمة مكان متقدمٍ في الصف، وأن يتعرف على الأجورِ العظيمةِ المترتبةِ على أداء تلك السنة المباركة، وأن يعلم أن تلك الصلاة هي أفضل الصلوات بعد المكتوبة، وأن يتذكر أن ليالي رمضان المباركة ماهي إلا أيام معدودات.


أسأل الله جل وعلا أن يوفقنا جميعا إلى المسارعة إلى الصالحات، ويجنبنا المعاصي والمنكرات.


بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم....


الثانية

الحمد لله المحمود على كل حال، القائل : ﴿ ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لَا مَوْلَى لَهُمْ ﴾ [محمد: 11]، والقائل: ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ ﴾ [النساء: 59]، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن نبينا وحبيبنا وقدوتنا محمد صلى الله وسلم عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.


أما بعد عباد الله: فاتقوا الله حق تقواه.


معاشر المسلمين: أصحاب القلوب الصالحة هم الذين يصلحون ولا يفسدون ويبنون ولا يهدمون، ويوفون ولا يغدرون، ويؤمّنون ولا يرجفون ولا يُخِيفون.


عباد الله: أمرت شريعتنا السمحةُ بالمحافظة على الأمْن وحفْظِ الدِّمَاءِ والأرواح، وحرمت الاعتداء والإفساد.

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : ((لا يَحِلُّ دَمُ امْرِئٍ مُسْلِمٍ يَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَأَنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلا بِإِحْدَى ثَلاثٍ: الثَّيِّبُ الزَّانِي، وَالنَّفْسُ بِالنَّفْسِ، وَالتَّارِكُ لِدِينِهِ الْمُفَارِقُ لِلْجَمَاعَةِ)) رواه مسلم، وَقَالَ: ((لَزَوَالُ الدُّنْيَا أَهْوَنُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ قَتْلِ رَجُلٍ مُسْلِمٍ)) ، وَقَالَ : ((لاَ يَزَالُ العَبْدُ فِي فُسْحَةٍ فِي دِينِهِ مَا لَمْ يُصِبْ دَمًا حَرَامًا)).


فدم المسلم وماله وعرْضه حرامٌ، ولا يجوز استحلالُها، فقَتْلُ المسلم بغيْر حَقٍّ من كبائر الذُّنُوبِ، ﴿ وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا ﴾ [النساء: 93].


بل نهى رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عنِ الإشارةِ إلى المسلم بأي شيء قد يقتل ولو كان مزاحًا حَسْمًا للشَّرِّ وما قد يُفْضي إلى القتْل، قال رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم : ((مَنْ أَشَارَ إِلَى أَخِيهِ بِحَدِيدَةٍ فَإِنَّ الْمَلائِكَةَ تَلْعَنُهُ حَتَّى يَدَعَهُ، وَإِنْ كَانَ أَخَاهُ لأَبِيهِ وَأُمِّهِ)).


فإذا كان مجرَّدُ الإشارة إلى مسلم بحديده سبب للوقوع في لعن الملائكة، فكيْف بمنْ يعمد للتفجيراتِ، ويستهْدف الأرْواحَ المسلمة ؟!

وبذلك يُعلم أنَّ كُلَّ عملٍ تخْريبيٍ يسْتهدف الآمِنين، أو رجال الأمن أو المسئولين فهو معصية لله ورسوله، ومخالفةٌ لأحكام الدين، وخروج على ولاة الأمر.


ولا شك أن العُنْف تَخْريبٌ وإفْسادٌ تستنكره العقولُ المنصفة والأنفس المستقيمة، ولا يصدر إلا من شواذ المجتمع.


فالأمْنُ مطْلبٌ شرْعيٌّ، ومِنَّةٌ إِلَهيةٌ، امْتَنَّ اللهُ به على عباده، والمحافظةُ عليه مسؤوليةُ جميعِ أفراد المجتمع، حُكَّامًا ومحكومينَ، رجالاً ونساءً، كبارًا وصغارًا، وأعْظم سببٍ لحفْظِ الأَمْنِ هو الإيمانُ باللهِ وتطْبيقُ شرْعه، والاحْتكامُ إلى كتابهِ وسُنَّةِ رسولهِ
صلى الله عليه وسلم ، وتنْقيةُ المجْتمع من أعدائه ومريدي الشر له.


في ظلِّ الأَمْنِ تُعْمَرُ المساجدُ، وتقامُ الصَّلواتُ، وتُحْفظ الأعْراضُ والأمْوالُ، وتُؤمَنُ السُّبُلُ، ويُنْشَرُ الخيْر، ويعمُّ الرَّخَاءُ، وتُنْشَرُ الدَّعْوَةُ.


أما إذا اخْتَلَّ الأَمْنُ سادت الفوْضى وعم الفساد.


فلْنكنْ كلُّنا جنودًا لحفْظ الأَمْنِ، ولنقف صفا واحدا ضد مريدي الفساد والفوضى لبلادنا، ولنبْدأ ذلك بتطْبيق شرْع اللهِ في أنْفُسِنَا وفي بيوتِنا ومجْتمعِنا.


حفِظ الله على هذه البلاد دينَها وأمنَها وقادتها، وردَّ عنها كيدَ الكائدين وحِقد الحاقدين، وزادها تمسُّكًا واجتماعًا وألفةً واتِّحادًا. ورد كيد المتربّصين في نحورهم، وجعل أعمال المعتدِين المفسِدين تدميرا لهم.


اللهم احفظ بلادَنا وولاة أمرنا ورجال أمننا من شرّ الأشرار وكيد الفجّار.

اللهم احفظ لنا أمننا وإيماننا، ووفق ولاة أمرنا إلى البر والتقوى وإلى ما تحب وترضى يا أرحم الراحمين.


عباد الله: صلوا وسلموا على الرحمة المهداة، والنعمة المسداة، فقد أمركم الله بذلك فقال:

﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [الأحزاب: 56]





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • فضل ليلة القدر وقيام الليل
  • فضل قيام الليل
  • قيام الليل
  • سنن قيام الليل (خطبة)
  • فضل قيام الليل
  • من السنن الواردة في قيام الليل
  • محافظة النبي صلى الله عليه وسلم على قيام الليل
  • من أحيا ليله بآية

مختارات من الشبكة

  • فضل قيام الليل (قيام الليل يجعلك من الصالحين)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • صلاة قيام الليل(مقالة - آفاق الشريعة)
  • القيام للثالثة ناسيا في قيام الليل(مقالة - موقع الشيخ عبدالله بن حمود الفريح)
  • فضل قيام ليلة القدر وقيام رمضان(مقالة - ملفات خاصة)
  • الخلاف في الأفضل في مكان قيام رمضان(مقالة - موقع الشيخ أحمد بن عبدالرحمن الزومان)
  • الخلاف في المفاضلة بين البيت والمسجد في قيام رمضان(مقالة - موقع الشيخ أحمد بن عبدالرحمن الزومان)
  • بداية وقت القيام عند فقهاء المذاهب الأربعة(مقالة - موقع الشيخ أحمد بن عبدالرحمن الزومان)
  • خطبة المسجد النبوي 3 / 5 / 1434هـ - فضائل قيام الليل(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الليلة الخامسة والعشرون: قيام الليل وفضله(مقالة - ملفات خاصة)
  • قيام الليل في شهر رمضان(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 14/11/1446هـ - الساعة: 17:59
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب