• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    ماذا سيخسر العالم بموتك؟ (خطبة)
    حسان أحمد العماري
  •  
    فقه الطهارة والصلاة والصيام للأطفال
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    ثمرة محبة الله للعبد (خطبة)
    د. أحمد بن حمد البوعلي
  •  
    خطبة: القلق من المستقبل
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    فوائد وعبر من قصة يوشع بن نون عليه السلام (خطبة)
    د. محمود بن أحمد الدوسري
  •  
    خطبة: المخدرات والمسكرات
    الدكتور علي بن عبدالعزيز الشبل
  •  
    {وما النصر إلا من عند الله} ورسائل للمسلمين
    الشيخ محمد عبدالتواب سويدان
  •  
    من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: (الرزاق، ...
    فهد بن عبدالعزيز عبدالله الشويرخ
  •  
    الأحق بالإمامة في صلاة الجنازة
    عبد رب الصالحين أبو ضيف العتموني
  •  
    فضل الصبر على المدين
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    تفسير قوله تعالى: { والذين إذا فعلوا فاحشة أو ...
    سعيد مصطفى دياب
  •  
    محاسن الإرث في الإسلام (خطبة)
    الشيخ د. إبراهيم بن محمد الحقيل
  •  
    تفسير: (لقد كان لسبإ في مسكنهم آية جنتان عن يمين ...
    تفسير القرآن الكريم
  •  
    علامات الساعة (2)
    تركي بن إبراهيم الخنيزان
  •  
    ما جاء في فصل الصيف
    الشيخ عبدالله بن جار الله آل جار الله
  •  
    أحكام التعاقد بالوكالة المستترة وآثاره: دراسة ...
    د. ياسر بن عبدالرحمن العدل
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / منبر الجمعة / الخطب / الأسرة والمجتمع / قضايا المجتمع
علامة باركود

عناية الإسلام بالشباب (2)

الشيخ د. إبراهيم بن محمد الحقيل

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 5/7/2011 ميلادي - 3/8/1432 هجري

الزيارات: 52134

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

عناية الإسلام بالشباب (2)

 

﴿ الحَمْدُ لله الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَلَهُ الحَمْدُ فِي الآَخِرَةِ وَهُوَ الحَكِيمُ الخَبِيرُ ﴾ [سبأ: 1] نحمده حمدا يليق بجلاله وعظيم سلطانه؛ فالخير بيديه، والشر ليس إليه، ونشكره على نعمه العظيمة وآلائه الجسيمة، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، لا يزال يغرس في هذا الدين غرسا يستعملهم في طاعته، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله؛ آواه ربه في يتمه، وأغنى نفسه، وهدى قلبه، وأدبه فأحسن تأديبه، وعلمه ما لم يعلم؛ فكان أحسن الناس خلقا وتعاملا، وأرقاهم تأديبا وتعليما، قال فيه معاوية بن الحكم السلمي رضي الله عنه: فَبِأَبِي هو وَأُمِّي ما رأيت مُعَلِّمًا قَبْلَهُ ولا بَعْدَهُ أَحْسَنَ تَعْلِيمًا منه، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه إلى يوم الدين.

 

أما بعد:

فاتقوا الله تعالى وأطيعوه، وراقبوه فلا تعصوه.. اتقوه في إقامتكم وأسفاركم، واتقوه في شهود الناس وغيبتهم؛ فإنه عليم بكم، مطلع عليكم، لا تخفى عليه خافية منكم، ﴿ وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء: 1].

 

أيها الناس:

في مرحلة الشباب ميل للشهوة، وإظهار للفتوة، وكسل عن الطاعة؛ ولذا كان من السبعة الذين يظلهم الله تعالى في ظله يوم لا ظل إلا ظله شاب نشأ في عبادة الله تعالى؛ ولأن مرحلة الشيخوخة فيها ضعف القوة، وخمود الشهوة كان من الثلاثة الذين لا يكلمهم الله تعالى ولا ينظر إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم أشيمط زان، والأشيمط هو الشيخ الذي شاب رأسه. وجاء في الحديث: ((إن الله يعجب من الشاب ليست له صبوة)) رواه أحمد.

أي: ليس له ميل إلى الهوى باعتياده للخير، وقوة عزيمته في البعد عن الشر، وهذا عزيز نادر فلذلك قرن بالتعجب؛ وذلك لأن الغريزة تنازع الشباب، وتدعوهم إلى الشهوات والشيطان يزينها لهم، فعدم صدور الصبوة من الشاب هو من العجب العجاب.

 

وللنبي صلى الله عليه وسلم منهج فريد عجيب في القرب من الشباب، ومحاكاة عقولهم، وتخفيف سورتهم، وتهذيب شهوتهم، وتوجيه قوتهم إلى ما ينفعهم في الدنيا والآخرة، وذلك بتقريبهم من الطاعات، وإبعادهم عن المحرمات، بخطاب يناسب أحوالهم، ويراعي الفوارق بينهم.

كان النبي صلى الله عليه وسلم يغرس في قلوب الشباب الإيمان، ويربيهم على العلم مع العمل، ويتعاهدهم عند بلوغهم؛ لأنه سن التكليف، وكأن هذا الفعل منه صلى الله عليه وسلم كان عاما مع الشباب؛ كما يدل عليه حديث جُنْدُبِ بن عبد اللَّهِ قال: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم وَنَحْنُ فِتْيَانٌ حَزَاوِرَةٌ فَتَعَلَّمْنَا الْإِيمَانَ قبل أَنْ نَتَعَلَّمَ الْقُرْآنَ ثُمَّ تَعَلَّمْنَا الْقُرْآنَ فَازْدَدْنَا بِهِ إِيمَانًا رواه ابن ماجه. والحزور هو الذي قارب البلوغ.

 

وأثمرت هذه التربية الإيمانية في المدينة النبوية شبابا متطلعا للآخرة، عاملا لها، نافعا لنفسه ولأمته، يقوم بواجبه تجاه أهله، ويتفانى في خدمة غيره، يدل على ذلك حديث أَنَسِ بن مَالِكٍ رضي الله عنه قال: ((كان شَبَابٌ مِنَ الأَنْصَارِ سَبْعِينَ رَجُلاً يقال لهم الْقُرَّاءَ، كَانُوا يَكُونُونَ في الْمَسْجِدِ فإذا أَمْسَوُا انْتَحَوْا نَاحِيَةً مِنَ الْمَدِينَةِ فَيَتَدَارَسُونَ وَيُصَلُّونَ، يَحْسِبُ أَهْلُوهُمْ أَنَّهُمْ في الْمَسْجِدِ، وَيَحْسِبُ أَهْلُ الْمَسْجِدِ أَنَّهُمْ في أَهْلِيهِمْ حتى إذا كَانُوا في وَجْهِ الصُّبْحِ اسْتَعْذَبُوا مِنَ الْمَاءِ وَاحْتَطَبُوا مِنَ الْحَطَبِ فجاؤوا بِهِ فَأَسْنَدُوهُ إلى حُجْرَةِ رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَبَعَثَهُمُ النبي صلى الله عليه وسلم جَمِيعاً فأصيبوا يوم بِئْرِ مَعُونَةَ فَدَعَا النبي صلى الله عليه وسلم على قَتَلَتِهِمْ خَمْسَةَ عَشَرَ يَوْماً في صَلاَةِ الْغَدَاةِ)) رواه أحمد، وقصة استشهادهم في الصحيحين.

 

وإن رأى صلى الله عليه وسلم شابا صالحا عنده ترك لبعض النوافل أثنى على صلاحه تشجيعا له؛ فإن التشجيع يعمل عمله في القلوب، ثم أرشده إلى ما عنده من النقص ليكمله، فثناؤه عليه بما فيه من الخير يفتح قلبه لتلقي الإرشاد، وفي ذلك قصة ابن عمر رضي الله عنهما يحكيها وكان شابا صالحا فيقول: ((كان الرَّجُلُ في حَيَاةِ رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رَأَى رُؤْيَا قَصَّهَا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فَتَمَنَّيْتُ أن أَرَى رُؤْيَا أَقُصُّهَا على النبي صلى الله عليه وسلم، قال: وَكُنْتُ غُلَامًا شَابًّا عَزَبًا، وَكُنْتُ أَنَامُ في الْمَسْجِدِ على عَهْدِ رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَرَأَيْتُ في النَّوْمِ كَأَنَّ مَلَكَيْنِ أَخَذَانِي فَذَهَبَا بِي إلى النَّارِ فإذا هِيَ مَطْوِيَّةٌ كَطَيِّ الْبِئْرِ وإذا لها قَرْنَانِ كَقَرْنَيْ الْبِئْرِ وإذا فيها نَاسٌ قد عَرَفْتُهُمْ فَجَعَلْتُ أَقُولُ أَعُوذُ بِالله من النَّارِ أَعُوذُ بِالله من النَّارِ أَعُوذُ بِالله من النَّارِ، قال: فَلَقِيَهُمَا مَلَكٌ فقال لي: لم تُرَعْ، فَقَصَصْتُهَا على حَفْصَةَ فَقَصَّتْهَا حَفْصَةُ على رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم: نِعْمَ الرَّجُلُ عبد اللَّهِ لو كان يُصَلِّي من اللَّيْلِ، قال سَالِمٌ: فَكَانَ عبد اللَّهِ بَعْدَ ذلك لَا يَنَامُ من اللَّيْلِ إلا قَلِيلًا)) رواه الشيخان، وفي رواية للدارمي قال: ((وَكُنْتُ إذا نِمْتُ لم أَقُمْ حتى أُصْبِحَ، قال: فَكَانَ ابن عُمَرَ يُصَلِّي اللَّيْلَ)) .

فأثنى النبي صلى الله عليه وسلم عليه بما فيه من الخير، ثم وجهه إلى ما ترك من نافلة قيام الليل، فكان هذا التوجيه بعد الثناء محل قبول ابن عمر، فعمل بإرشاد النبي صلى الله عليه وسلم.

 

وربما رأى النبي صلى الله عليه وسلم شبابا فيه شيء من التقصير في الطاعة، أو الوقوع في المعصية فيرشده بما يبعده عن المحرم؛ إذ فعل الواجبات، وترك المحرمات أهم بالتوجيه والتأديب من الإرشاد إلى المندوبات، ومن ذلك ما روى سَمُرَةُ بْنُ فَاتِكٍ رضي الله عنه، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((نِعْمَ الْفَتَى سَمُرَةُ، لَوْ أَخَذَ مِنْ لِمَّتِهِ، وَشَمَّرَ مِنْ مِئْزَرِهِ، فَفَعَلَ ذَلِكَ سَمُرَةُ أَخَذَ مِنْ لِمَّتِهِ، وَشَمَّرَ، مِنْ مِئْزَرِهِ )) رواه أحمد. فتأملوا كيف نفع الثناء على هذا الشاب في تركه المنهي عنه.

 

وأحيانا يعمد النبي صلى الله عليه وسلم إلى الأسلوب الحواري العقلي ليزيل ما في نفس الشاب من التعلق بالمعصية، ويأخذه بالرفق واللين، فليس كل الشباب يتقبلون الأمر والنهي بلا إقناع.. ومهما كان مطلب الشاب فيه شذوذ وخروج عن المألوف، وضرب من الجنون، فلا سبيل إلى ثنيه عنه إلا بالإقناع والحوار والإلزام، والجدال بالتي هي أحسن، والعمدة في ذلك حديث أَبِي أُمَامَةَ رضي الله عنه قَالَ: ((إِنَّ فَتًى شَابًّا أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، ائْذَنْ لِي بِالزِّنَا، فَأَقْبَلَ الْقَوْمُ عَلَيْهِ فَزَجَرُوهُ وَقَالُوا: مَهْ. مَهْ. فَقَالَ: ادْنُهْ، فَدَنَا مِنْهُ قَرِيبًا. قَالَ: فَجَلَسَ، قَالَ: أَتُحِبُّهُ لِأُمِّكَ؟ قَالَ: لَا وَاللهِ جَعَلَنِي اللهُ فِدَاءَكَ. قَالَ: وَلَا النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لِأُمَّهَاتِهِمْ. قَالَ: أَفَتُحِبُّهُ لِابْنَتِكَ؟ قَالَ: لَا وَاللهِ يَا رَسُولَ اللهِ جَعَلَنِي اللهُ فِدَاءَكَ قَالَ: وَلَا النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لِبَنَاتِهِمْ. قَالَ: أَفَتُحِبُّهُ لِأُخْتِكَ؟ قَالَ: لَا وَاللهِ جَعَلَنِي اللهُ فِدَاءَكَ. قَالَ: وَلَا النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لِأَخَوَاتِهِمْ. قَالَ: أَفَتُحِبُّهُ لِعَمَّتِكَ؟ قَالَ: لَا وَاللهِ جَعَلَنِي اللهُ فِدَاءَكَ. قَالَ: وَلَا النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لِعَمَّاتِهِمْ قَالَ: أَفَتُحِبُّهُ لِخَالَتِكَ؟ قَالَ: لَا. وَاللهِ جَعَلَنِي اللهُ فِدَاءَكَ. قَالَ: وَلَا النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لِخَالَاتِهِمْ قَالَ: فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَيْهِ وَقَالَ: اللهُمَّ اغْفِرْ ذَنْبَهُ وَطَهِّرْ قَلْبَهُ، وَحَصِّنْ فَرْجَهُ، قَالَ: فَلَمْ يَكُنْ بَعْدُ ذَلِكَ الْفَتَى يَلْتَفِتُ إِلَى شَيْءٍ)) رواه أحمد.

فتأملوا كيف زجر الناس هذا الشاب لجرأته في طلبه، وكيف أن النبي صلى الله عليه وسلم تلطف به، وفتح مداركه بالسؤال على خطأ ما يطلب، ثم دعا له بعد ذلك.

وما فقد الآباء والمربون والمصلحون فئة الشباب إلا لأنهم لم يصبروا على غرائب مطالبهم، ولم يستطيعوا إثبات خطئهم فيها، والرفق مع الشاب لا يأتي إلا بخير.

 

وكان النبي صلى الله عليه وسلم في تربيته للشباب يحول بينهم وبين مواطن الريب، ومواضع الفتن، ويسعى جهده في صرفهم عنها؛ لئلا تزل بهم الأقدام، ومن ذلك أنه صلى الله عليه وسلم في حجته اسْتَفْتَتْهُ جَارِيَةٌ شَابَّةٌ من خَثْعَمٍ وكان الفضل بن العباس رديفه وكان شابا، فجعل ينظر إلى الفتاة وتنظر إليه، فلَوَى النبي صلى الله عليه وسلم عُنُقَ الْفَضْلِ فقال له الْعَبَّاسُ: ((يا رَسُولَ الله، لِمَ لَوَيْتَ عُنُقَ ابن عَمِّكَ؟ قال: رأيت شَابًّا وَشَابَّةً فلم آمَنْ الشَّيْطَانَ عَلَيْهِمَا)) رواه الترمذي وقال حسن صحيح.

 

فأين من هذا الحديث العظيم وما فيه من حسم مادة الفساد، من يفتحون أبواب الشهوات للشباب والفتيات، ويزينون لهم الفواحش والمنكرات، ويعبدون طرقها بالاختلاط؟!

 

لقد رأى النبي صلى الله عليه وسلم شابا ينظر إلى شابة فلوى رقبته عنها خوفا عليهما، وأرباب الشهوات يريدون خلط الفتيان بالفتيات في التعليم والعمل، ويجدون من يشرع لهم هذا المنكر العظيم نعوذ بالله تعالى من زيغ القلوب، وفتنة الهوى. ونسأله تعالى أن يعصمنا والمسلمين من مضلات الفتن والأهواء ما ظهر منها وما بطن، وأن يحفظ شباب المسلمين وفتياتهم من كيد الكائدين، وتربص المتربصين، إنه سميع مجيب.

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ﴿ وَلَا تَتَّبِعِ الهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الحِسَابِ ﴾ [ص: 26].

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم.

 

الخطبة الثانية

الْحَمْدُ لله حَمْدَاً طَيِّبَاً كَثِيْرَاً مُبَارَكَاً فِيْه كَمَا يُحِبُ رَبُّنَا وَيَرْضَى، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَه إِلَا الله وَحْدَهُ لَا شَرِيْكَ لَه، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدَاً عَبْدُهُ وَرَسُوُلُهُ صَلَّى الله وَسَلَّمَ وْبَارَكَ عَلَيْه وَعَلَى آَلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَمَنْ اهْتَدَى بِهُدَاهُمْ إِلَى يَوْمِ الْدِّيِن.

 

أَمَّا بَعْدُ:

فَاتَّقُوا الله تَعَالَى وَأَطِيْعُوْهُ، وَعَظِّمُوا حرماته، وأدوا فرائضه؛ فإن بين أيديكم موتا وقبرا وحسابا وجزاء، فأعدوا لذلك عدته ﴿ وَالوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الحَقُّ فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ المُفْلِحُونَ * وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ بِمَا كَانُوا بِآَيَاتِنَا يَظْلِمُونَ ﴾ [الأعراف: 8-9].

 

أيها المسلمون:

فترة الشباب فترة خطيرة تؤرق الآباء والأمهات ولا سيما في هذا الزمن الذي كثرت فيه الفتن والمغريات، واستهدف فيه الشباب والفتيات بأنواع من الشر، وسهل الوصول إليهم بوسائل الاتصال الحديثة التي اقتحمت عليهم غرفهم، وبإمكان أي أحد أن يحادثهم وهم في فرشهم، فصارت الرقابة عليهم لحفظهم من العسر بمكان، ولا سيما أن شباب اليوم قد صار فيهم تمرد وحب استقلال وعزلة وانفراد عن والديهم وأهلهم، ولا سبيل إلى الوصول إليهم إلا بالمعاملة الحسنة، والكلمة الطيبة، والحوار والإقناع كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم مع الشاب الذي صرح بكل جرأة وصفاقة أنه يريد الزنا؛ فألان النبي صلى الله عليه وسلم القول له، وأحاطه بلطفه، وأقنعه ولم يزجره مع أنه يستأذنه في فعل كبيرة من كبائر الذنوب.

 

إن شباب الإسلام وفتياته مستهدفون من الأعداء بأنواع من الاستهداف.. مستهدفون في عقائدهم وأفكارهم لتغييرها، ومستهدفون في قناعتهم بالانتماء إلى أمتهم لتبديلها، ومستهدفون في أخلاقهم وسلوكهم لإفسادها، حتى إنهم مستهدفون في عقولهم وأجسادهم لإتلافها بالمسكرات والمخدرات، وما تكشفه دوائر الجمارك والأمن كل يوم من تهريب المخدرات وترويجها بين الشباب والفتيات بكميات ضخمة جدا؛ ليدل على أن جهودا دولية جبارة تبذل في هذا السبيل. والإجازة مرتع خصب لمروجي المخدرات والمسكرات ينشرونها بينهم في استراحاتهم، وأماكن تجمعهم.

 

وقبل تسعين سنة عقد كبير المنصرين في وقته زويمر مؤتمرا يخاطب فيه المنصرين الذين يستهدفون شباب المسلمين وفتياتهم فكان مما قال فيه: ((إنكم أعددتم نشئاً في ديار المسلمين لا يعرف الصلة بالله، ولا يريد أن يعرفها، وأخرجتم المسلم من الإسلام ولم تدخلوه في المسيحية، وبالتالي جاء النشء الإسلامي طبقا لما أراد له الاستعمار، لا يهتم بالعظائم، ويحب الراحة والكسل، ولا يصرف همه في دنياه إلا في الشهوات، فإذا تعلم فللشهوات، وإذا جمع المال فللشهوات، وإن تبوأ أسمى المراكز ففي سبيل الشهوات)) . انتهى كلامه أخزاه الله تعالى.

 

إن ثروة الأمة التي لا تقدر بثمن، ولا يمكن تعويض خسارتها أبدا هم شبابها وفتياتها، وماذا تفيد البُنى التحتية، وازدهار الاقتصاد، وتدفق النعم، وكثرة البناء والعمران إذا تم استلاب عقول الشباب والفتيات، وصرفهم عن قضايا أمتهم إلى سفاسف الأمور ورذائل الأخلاق، وإغراقهم بالشهوات المحرمة، وحينها يكونون عبئا على أسرهم وعلى مجتمعاتهم وعلى الأمة جمعاء.

وإن أعظم استثمار يستثمره الرجل في حياته هو استثماره في أبنائه وبناته.. في القرب منهم، والقيام عليهم، وتحسس مشاكلهم، وإشباع حاجاتهم.. وإلا فتنمية الأموال، وكثرة العقار لن تجدي شيئا إذا ما فقد الرجل أولاده، أو أحس بعدم انتمائهم إليه، وبعدهم عنه.

فأولوا مرحلة الشباب عنايتكم، واتقوا الله تعالى فيهم، أدبوهم أحسن تأديب، وربوهم على الإيمان والقرآن، وازرعوا فيهم مكارم الأخلاق، وعاملوهم كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يعاملهم؛ فإنكم إن فعلتم ذلك وجدتم نفعهم في دنياكم، ويصلكم دعاؤهم لكم بعد مماتكم،وإذا مَاتَ الْإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَمَلُهُ إلا من ثَلَاثٍ صَدَقَةٌ جَارِيَةٌ وَعِلْمٌ يُنْتَفَعُ بِهِ وَوَلَدٌ صَالِحٌ يَدْعُو له كما جاء في الحديث.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • مكانة الشباب في الإسلام
  • أوقات الشباب في الإجازة
  • الشباب واستثمار الإجازات
  • عناية الإسلام بالشباب (1)
  • قراءة مختصرة لكتاب تربية الشباب "الأهداف والوسائل"
  • الواجب نحو مشكلات الشباب (1)
  • حاجة الشباب إلى اللعب والترفيه
  • خطبة: من صور عناية الإسلام بالإنسان
  • دور الشباب في بناء الأمة (خطبة)

مختارات من الشبكة

  • من أبواب الخير في رمضان، ووجوب العناية بالشباب(مقالة - موقع الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري)
  • عناية النبي صلى الله عليه وسلم بالشباب وسبل الاستفادة منهم في الواقع المعاصر(مقالة - آفاق الشريعة)
  • في العناية بالشباب(مقالة - آفاق الشريعة)
  • ألمانيا: وزيرة الأسرة تطالب الأئمة بالمساهمة في العناية بالشباب المسلم(مقالة - المسلمون في العالم)
  • بذل العناية وتحقيق النتيجة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الشباب أمل الأمة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • أنشطة إسلامية في فعاليات كأس الندوة العالمية للشباب الإسلامي في البرازيل ( شباب مجتمعون للإسلام )(مقالة - المسلمون في العالم)
  • مرحلة الشباب(مقالة - آفاق الشريعة)
  • شباب بدر وشبابنا (خطبة)(مقالة - ملفات خاصة)
  • شبابنا وشبابهم(مقالة - مجتمع وإصلاح)

 


تعليقات الزوار
7- شبابك قبل هرمك
أبو سعد - المغرب 16-08-2013 08:56 AM

وصية الرسول الكريم باغتنام فترة الشباب لها دلالات عظيمة للحفاظ على أعظم ثروة في الكون فهي فترة القوة كما عبر القرآن (الله الذى خلقكم من ضعف ثم جعل من بعد ضعف قوة ثم جعل من بعد قوة ضعفا وشيبة يخلق ما يشاء وهو العليم القدير ) فقد يحقق المجتمع الرقي والتقدم ولكن إذا فقد شبابه كان لقمة سائغة للأعداء

6- العناية بالأطفال واليافعين والشباب والأسرة
إدريس الجراري - المغرب 25-08-2012 06:14 AM

بعد التحية والسلام تقبل الله منا ومنكم
حسب تجربتي المتواضعة في العمل الجمعوي وخاصة في مسرح العرائس ومسرح الطفل وكدا شغفي بالمطالعة والإهتمام بعلم النفس التربوي والسلوك الحركي عند الأطفل
اتضح لي أن أحسن وسيلة لإعداد النشئ الصالح يبدأ من الأسرة تم المدرسة تم الصحبة والفضائيات التقافية والتربوية والرياضية التي على الدولة توفيرها بالمجان للجميع وكدذا الإهتمام بالأسرة وذالك بتوفير مناخ اقتصادي سليم أي إعداد قانون شغل يضمن العيش الكريم والتكوين المستمر وتعوضات عائلية مناسبة وكدى توفير الصحة والسكن والبيئة السليمة متل الحدائق والمنتزهات والأمن والقضاء العادل كل هده الأمور متداخلة بتوفيرنا العيش الكريم للأسر سوف نضمن اجيال صالحة فالتربية أو إعداد النشئ الصالح يبدى من الأسرة كما سلف الذكر
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: (كل مولود على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه كما تنتج البهيمة بهيمة جمعاء هل تحسون فيها من جدعاء ثم يقول: {فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ..} )سورة لقمان
الأطفال يتعلمون بالعب والصور والحكي و المسرح يجمع بين الحكي والصورة المتحركة ومن تم السمعي البصري
والشباب قادر على إنتاج الصورة المتحركة ودالك إدا لقي التشجيع والتكوين والفضاء والإمكانيات وقد ركزت على الصورة المتحركة لما تخلق من إنفعالات حسية وكدى الدلالات الرمزية بإضافة الإكسسوار التابت والمتحرك والخلفية وكدى اللون والإنارة الغرب أدرك هدا من زمان وهو يحتل 90% من الإعلام والإعلام دعامة توضف الصورة ونحن في عصر الصورة في الماضي كان الشعر والرواية اوالقصة تخاطب الحس والوجدان والمتخيل لإنتاج وإعادة إنتاج الصورة اليوم الصورة هي التي تخاطب الوجدان والحس بل قبل اختراع الكتابة كانت الصورةوالحركة ومنها الشكل واللون هي اللغة اليوم الصورة المركبة هي اللغة وقد قال ليوناردودفنشي رسم أبلغ من الف خطاب وإذا اعتمدنا الصورة كلغة سوف نصل إلى كل الجماهير وأبنائنا بالدرجة الأولى والمسرح والسينما بمكن أن يكون رافدا من روافد التنمية كدالك لأنه يضم عدة حرف ومهن ومهارات بالإضافة إلى الممثل الدي يوضف الصورة والحركة التعبير الجسدي والصوت يجعل من الممثل صورة ناطقة متحركة’ تم يمكن توضيف كل خريجي معاهد التكوين المهني من كهربائيين ونجارة وحدادة ومصممين وحلاقة ومهندسي ديكور ورسامة بل كل الحرفين حتى المحاسب ورجل الأمن والكاتب والإعلامي والمصور وغيره من المهن من طبيعة الحال مجتمعنا لن يكون مسرحا بل سنحيي الواقع ونربي أجيالنا على إنتاج صورتهم الحقيقية للحد من الغزو الغربي, وتدوين تاريخهم وتفجير طاقاتهم الموضوع أعمق ومتشعب وقبل الختام لابد من التدكير ان الله سبحانه وتعالى وضف الصورة والقصة لعلمه مدى تأتير الصورة على المتلقي {نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ..} صدق الله العظيم

5- بوركتم
إيمان - ليبيا 24-08-2012 10:29 PM

كلمات طيبة عطرة بارك الله فيكم و أجزل لكم الجزاء والثواب.

4- عناية الاسلام بالشباب
حاتم ابو حديد - فلسطين 24-08-2012 12:23 PM

بارك الله في شيخنا وشيخ الإسلام وأكثر أمثاله
الأطفال والشباب هم كنز المجتمعات
وهده الثروة لا تقدر بثمن
فعلينا إعداد أطفالنا وشبابنا والحفاض عليهم
فذالك هو حسن العبادة
قال تعالى : {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ}
اللهم إصلح أمورنا وأمور المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها وألف بين قلوبهم ولله عاقبة الأمور
اللهم اهدي شباب جميع المسلمين لصراطك المستقيم

3- سلسلة ذهبية
محمد صادق عبد العال - مصر 22-08-2012 02:51 PM

الاخ الكريم سماحة الشيخ
صاحب هذا المقال
اعجز عن وصف تلك السلسلة ولا اجد وصفاً لها سوى السلسلة الذهبية فهى بحق كذلك وأكثر
المقالتان تتناولنان قضية من أخطر قضايا المجتمع العربى المعاصر وتخص عَصب الأمة وهم الشباب أو ما نكنيهم بغض الاهاب أى جديد الدماء نضر الوجه
ندعو الله عز وجل أن يجزيك خير الجزاء عما كتبت وفيما تأمل من شباب العروبة والاسلام
كما أتقدم بموفور التحية للموقع الفريد إدارة وقيادة وكتاباً على تلك المسابقة الرائعة التى تنمي لدينا الكثير من المعارف والتى تجبر الكل على الغوص فى بحور المعرفة والنيل من بستانها اليانع الماتع
جزاكم الله خير الجزاء والله المستعان
أخوكم
محمد صادق عبد العال
الألوكة الإلكترونية
مصر دمياط

2- عناية الإسلام بالشباب
إبراهيم بوعافية - الجزائر 22-08-2012 10:31 AM

بارك الله في كل من تطرق لهذا الموضوع
- نعم فكل الأمم وفي كل العصور تعتمد على الشباب
فهو الركيزة والعمود الأساسي للمجتمع ولهذا يجب علينا أن نحرص كل الحرص على الاعتناء بالشباب وتربيته الأبناء وتوجيههم إلى جادة الصواب.
* اللهم اهدي شباب المسلمين وحصنهم .

1- عناية الإسلام بالشباب
إدريس الجراري - المغرب 01-08-2011 03:27 PM

بارك الله في شيخنا وشيخ الرسلام وأكثر أمثاله
الأطفال والشباب هم كنز المجتمعات
وهده الثروة لا تقدر بثمن
فعلينا إعداد أطفالنا وشبابنا والحفاض عليهم
فذالك هو حسن العبادة
قال تعالى : وما خلقت الإنس والجان إلا ليعبدون
اللهم إصلح زمورنا وأمور المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها وألف بين قلوبهم ولله عاقبة الأمور

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مشروع مركز إسلامي في مونكتون يقترب من الانطلاق في 2025
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 16/11/1446هـ - الساعة: 14:43
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب