• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    خطر الظلمات الثلاث
    السيد مراد سلامة
  •  
    تذكير الأنام بفرضية الحج في الإسلام (خطبة)
    جمال علي يوسف فياض
  •  
    حجوا قبل ألا تحجوا (خطبة)
    الشيخ عبدالله بن محمد البصري
  •  
    تعظيم المشاعر (خطبة)
    الشيخ محمد بن إبراهيم السبر
  •  
    من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: (الرفيق، ...
    فهد بن عبدالعزيز عبدالله الشويرخ
  •  
    وقفات مع القدوم إلى الله (10)
    د. عبدالسلام حمود غالب
  •  
    القلق والأمراض النفسية: أرقام مخيفة (خطبة)
    د. محمد بن مجدوع الشهري
  •  
    آفة الغيبة.. بلاء ومصيبة (خطبة)
    رمضان صالح العجرمي
  •  
    تخريج حديث: أن النبي صلى الله عليه وسلم قضى ...
    الشيخ محمد طه شعبان
  •  
    الإسلام هو السبيل الوحيد لِإنقاذ وخلاص البشرية
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    خطبة: فاعبد الله مخلصا له الدين (باللغة
    حسام بن عبدالعزيز الجبرين
  •  
    المحافظة على صحة السمع في السنة النبوية (PDF)
    د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر
  •  
    اختيارات ابن أبي العز الحنفي وترجيحاته الفقهية في ...
    عبدالعزيز بن عبدالله بن محمد التويجري
  •  
    القيم الأخلاقية في الإسلام: أسس بناء مجتمعات ...
    محمد أبو عطية
  •  
    فوائد من حديث أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث ...
    محفوظ أحمد السلهتي
  •  
    لم تعد البلاغة زينة لفظية "التلبية وبلاغة التواصل ...
    د. أيمن أبو مصطفى
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / منبر الجمعة / الخطب / الأسرة والمجتمع / قضايا المجتمع / في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
علامة باركود

خطر المجاهرة بالمعاصي

الشيخ عبدالله بن صالح القصيِّر

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 9/6/2011 ميلادي - 7/7/1432 هجري

الزيارات: 47533

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

خطر المجاهرة بالمعاصي

 

الحمد لله الحليم التوَّاب، غافر الذنب، وقابل التوب، شديد العقاب، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، هو ربي لا إله إلا هو، عليه توكَّلت وإليه مآب.

وأشهدُ أنَّ محمدًا عبده ورسوله، أفضل مُرسَل أُنزِل عليه خيرُ كتاب، صلَّى الله عليه وعلى آله وسائر الأصحاب. أمَّا بعد:

 

فيا أيها الناس:

اتَّقوا الله ربَّكم - تعالى - وأطيعوه، وراقِبُوه - سبحانه - واحذَرُوه، واقتَفُوا آثار نبيِّكم محمد - صلَّى الله عليه وسلَّم – واتَّبِعوه؛ ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ * وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ﴾ [الأنفال: 24 - 25].

﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ أُولَئِكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ فَإِذَا اسْتَأْذَنُوكَ لِبَعْضِ شَأْنِهِمْ فَأْذَنْ لِمَنْ شِئْتَ مِنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمُ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [النور: 62].

﴿ ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ * كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ فَأَهْلَكْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَكُلٌّ كَانُوا ظَالِمِينَ ﴾ [الأنفال: 53 - 54].

 

أيُّها المسلمون:

إنَّ المجاهرة بالمعصية والاستِهانة بعقوبة الخطيئة إثْمٌ كبيرٌ ووِزْرٌ عظيم، يَتَرفَّع عنها المؤمنون بالله؛ تعظيمًا له، وإجلالًا له، وخوفًا منه، ورهبةً وطلبًا للعفو والعافية والستر والمغفرة في الدنيا والآخِرة، ويُقدِم عليهما كلُّ جهول ضالٍّ عن سواء السبيل، قد طَغَى وبغى، واتَّبع الهوى، وآثَر الحياة الدنيا، ونسي أنَّ جهنَّم لِمَن كان كذلك هي المأوى.

 

ولقد ذمَّ الله - تعالى - الأمم الخالية في العصور الغابرة ممَّن جاهَر بالعصيان، وأَمِنَ مكرَ الملك الديَّان، فأخَذَهم الله بالعذاب على غرَّة وهم في غيِّهم يَعمَهون، وهكذا سنَّة الله فيمَن عصاه؛ فإنَّ الله لَيُملِي للظالم حتى إذا أخَذَه لم يُفلِتْه؛ ﴿ وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ ﴾ [هود: 102]، ﴿ أَفَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنَ الْقُرُونِ يَمْشُونَ فِي مَسَاكِنِهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِأُولِي النُّهَى ﴾ [طه: 128]، ﴿ وَلَقَدْ تَرَكْنَا مِنْهَا آيَةً بَيِّنَةً لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ ﴾ [العنكبوت: 35].

 

أيها المسلمون:

وكم وجَّه الله - تعالى - أنظارَ عبادِه في القرآن إلى مَصِير تلك القرون من الأُمَم المكذِّبة؛ ليَذكُروا آلاء الله فيهم، ويتَّقُوا مَجالِب سخط الله عليهم؛ لئلاَّ يصيبهم ما أصاب الأمم قبلَهم من الملأ المستكبِرين وجموع المُترَفين وأتباعهم من المخذولين الخاسرين؛ ﴿ أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا بَيَاتًا وَهُمْ نَائِمُونَ * أَوَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ * أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلَا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ * أَوَلَمْ يَهْدِ لِلَّذِينَ يَرِثُونَ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِ أَهْلِهَا أَنْ لَوْ نَشَاءُ أَصَبْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَنَطْبَعُ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ * تِلْكَ الْقُرَى نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَائِهَا وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا بِمَا كَذَّبُوا مِنْ قَبْلُ كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِ الْكَافِرِينَ * وَمَا وَجَدْنَا لِأَكْثَرِهِمْ مِنْ عَهْدٍ وَإِنْ وَجَدْنَا أَكْثَرَهُمْ لَفَاسِقِينَ ﴾ [الأعراف: 97 - 102].

قال بعض السلف - رحمه الله -: بغتَ القومَ أمرُ الله، وما أخَذ الله قومًا إلا عند سلوتهم ونَعْمتهم وغرَّتهم؛ فلا تغترُّوا بالله.

وفي الحديث: ((إذا رأيتَ الله يُعطِي العبدَ من الدنيا على معصيته ما يحبُّ فإنما هو استدراجٌ))، قال - تعالى -: ﴿ فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ ﴾ [الأنعام: 44].

 

أيها المسلمون:

قال - تعالى -: ﴿ قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلُ كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُشْرِكِينَ ﴾ [الروم: 42].

وقال - سبحانه -: ﴿ أَلَمْ يَأْتِهِمْ نَبَأُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَقَوْمِ إِبْرَاهِيمَ وَأَصْحَابِ مَدْيَنَ وَالْمُؤْتَفِكَاتِ أَتَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ ﴾ [التوبة: 70].

 

أمَا كفروا بالله؟

أمَا اتَّخذوا آلهةً سواه؟

أمَا كذَّبوا المرسَلين؟

أمَا تولَّوا عن الحق مستكبرين؟

أمَا طفَّفوا المكيال، وبخسوا الميزان؟

أمَا استباحوا الزنا وأتوا الذكران؟

أمَا أكلوا الرِّبا وأعلَنُوا الحرب به على المولى؟

أمَا رفضوا الشرائع السماويَّة، وحكموا أوضاع الجاهليَّة؟

 

أمَا كانوا أشدَّ ممَّن بعدهم قوَّةً وأثاروا الأرض وعمَرُوها أكثر ممَّا عمَرُوها، وجاءتهم رسلهم بالبيِّنات ففرحوا بما عندهم من العلم، وحاقَ بهم ما كانوا به يستَهزِئون؟ ﴿ ثُمَّ كَانَ عَاقِبَةَ الَّذِينَ أَسَاءُوا السُّوأَى أَنْ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَكَانُوا بِهَا يَسْتَهْزِئُونَ ﴾ [الروم: 10].

 

أمَا أصابتهم العقوبات، وحلَّت بهم المَثُلات، وجعَلَهم الله لِمَن بعدهم عِبَرًا وعظات؟ ﴿ فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ ﴾ [العنكبوت: 40].

 

أيها المسلمون:

وصدق الله العظيم إذ يقول مُعقِّبًا على عقوبات الهالكين من الغابرين: ﴿ وَمَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ ﴾[هود: 83]؛ أي: من المُخاطَبين ومَن يبلغه القرآن على مَرِّ القرون وتَعاقُب السنين.

ويقول: ﴿ وَلَقَدْ تَرَكْنَا مِنْهَا آيَةً بَيِّنَةً لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ ﴾ [العنكبوت: 35]؛ أي: علامة واضحة على قوَّة الله القاهرة، وحكمته الباهرة وسنَّته الظاهرة، فيمَن عَصاه من القرون الغابرة، يعتَبِر بها العُقَلاء، ويتَّعِظ بها السُّعَداء، فيتوبوا إلى الله، ويَرجِعوا إليه قبل نُزُول البلاء وحلول أنواع الشَّقاء، اللهمَّ إنَّا نعوذ بك من زَوال نعمتك، وتحوُّل عافيتك، وفجاءة نقمتك، وجميع سخطك.

 

أيها المسلمون:

اعتبوا بحوداث الزمان، وسيروا النَّظَر في مُعظَم الأوطان؛ لترَوْا صِدقَ ما توعَّد الله به في القرآن، وما جاء عن نبيِّه محمد - صلَّى الله عليه وسلَّم - من عَظِيم البَيان، فكم أهلَكَ الله من المُعاصِرين، وكم أَشقَى في الحياة من الظالِمين، ممَّن أشبَهَ الأَكاسِرة والقَياصِرة وأمثالهم من الجبابرة، وكم أفنى من جموعهم الظاهرة الفاجرة، وكم بطَش بالعديد من المجتمعات الآثِمة السائرة في حَياتها على نَهْجِ القرون المكذِّبة الغابرة أخذَهَم الله أخذًا وبيلًا؟

أمَا سلَّط الله بعضَهم على بعض، فأخذوا ما لهم، وانتزَعُوا الملك من أيديهم، وأجلوهم من الأرض؟

أمَا أرسَلَ الله على بَعضِهم الطوفان، وابتَلاهُم الله بالعظيم من فتن الزمان؟

أمَا أصاب الله الآخَرين بالجدب وتَوالِي السنين، وآخَرين بجور الأئمَّة وأنواع الظَّلَمة؟

وكم أهلَكَ اللهُ من قريةٍ بالزلازل والخسْف، وأخرى بالحروب الأهليَّة وفرقة الصفِّ وشدَّة الخوف، أمَا ظهرت في هذه العصور شدَّة المؤونة وكثرة المَجاعات، وانتشرتْ في العديد من المُجتَمعات الأمراض المستعصِيَة والأوبِئَة المروِّعة في شتَّى الجِهات؟

أمَا ابتَلَى الله أوطانًا بالأعاصير الحسيَّة والمعنويَّة المُهلِكة للحرث والنسل؟

أمَا أتى الله بُنيَان آخَرين من القَواعِد فخَرَّ عليهم السَّقف من فَوقِهم، وأتاهم العَذاب من حيث لا يَشعُرون؟

 

وصدَق الله العظيم إذ يقول مُتوعِّدًا: ﴿ فَأَصَابَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا وَالَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْ هَؤُلَاءِ سَيُصِيبُهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا وَمَا هُمْ بِمُعْجِزِينَ ﴾ [الزمر: 51].

فلمَّا تَشابَهتْ قلوبُهم واتَّفَقوا على قَبِيح الفعال، وسيِّئ المقال، وفَساد الأحوال - أصابهم الله بمثْل ما أصاب به سلَفُهم من النَّكال.

 

أيها المسلمون:

لقد اتَّفَق مُعظَم أهْل الأرض اليوم على الكفر بربِّ البريَّة، والتنكُّر للرسالة المحمديَّة، وعَظَّموا المعالم الشركيَّة، وحَكَّموا أوضاع الجاهليَّة، وظلَم بعضُهم بعضًا، واتَّخَذُوا دينَ الله وعِبادَه الموحِّدين غرَضًا، وأضاع كثيرٌ من المنتَسِبين للإِسلام الصلاة، واتَّبَعوا الشَّهَوات، ومنَعُوا الزكاة، وانتَهَكُوا حُرمَة الصيام، وحجُّوا إلى المَشاهِد الشركيَّة كما يحجُّون إلى البيت الحرام، وأكَلُوا الربا، وتعاطوا الرِّشا، واستحلُّوا الزنا، وظهَر فيهم التبرُّج والسُّفور، والكثير من مُحدَثات الأمور، وأعجب الكثير من مُثقَّفيهم بالدول الكافرة، وما فيها من القوانين الفاجرة، وخفي في كثيرٍ من مجتمعات الإِسلام الأمرُ بالمعروف والنهيُ عن المنكر، وقَلَّ الناهون عن الفَساد، وعطَّلُوا حقيقةَ فريضةِ الجهاد، وفرَّقوا دينَهم وكانوا شِيَعًا فصارُوا أحزابًا وطوائف هي في مُعظَم ما هم عليه للكفَّار تبعٌ؛ فتسلَّطت عليهم قُوَى الاستِعمار، فاستَباحُوا الحرمات واحتلُّوا الدِّيار، فعاثُوا في الأرض الفَساد، ولحق ضررُهم بالحاضر والباد.

 

والمسلِمُون فيما بينَهم في اختلاف يجتَمِعون على غير اتِّفاق أو ائتلاف، وما ذاك إلا لتَحكِيم الهوى، وإيثار الحياة الدنيا، ونسيان حظ ممَّا ذكروا به، ومَن كان كذلك فإنَّ الله يُلقِي بينهم العَداوَة والبَغضاء، ويلبسهم شيعًا، ويُسَلِّط عليهم أذلَّ الأعداء، حتى يُراجِعوا دينهم، ويَأخُذوا بسنَّة نبيِّهم محمد - صلَّى الله عليه وسلَّم - فإنَّ فيهما السلامة من كلِّ فتنة، والنَّجاة من كلِّ هلَكَة، والهدى إلى كُلِّ خيرٍ ونعمة؛ ﴿ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى * وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى ﴾ [طه: 123 - 124].

 

وصدَق الله العظيم إذ يقول: ﴿ وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آَمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ﴾ [الأعراف: 96]، ويقول: ﴿ فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ * مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ * مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ ﴾ [الروم: 30 - 32].

ويقول: ﴿ لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ * إِيلَافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ * فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ * الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآَمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ ﴾ [قريش: 1 - 4].

بارَك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفَعَنا جميعًا بما فيه من الآيات والذكر الحكيم.

أقول قولي هذا وأستَغفِر الله العظيم الجليل لي ولكم من كلِّ ذنب، فاستغفروه يغفر لكم إنَّه هو الغفور الرحيم.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • المجاهرة بالمعصية
  • خطورة المجاهر بالمعصية
  • أتعدني أيها العاصي؟
  • المعاصي وعقوباتها
  • ظاهرة المجاهرة بالفاحشة ووسائل الإعلام
  • التحذير من المعاصي والحث على الطاعات
  • المجاهرة
  • في أسباب البعد عن المعاصي
  • في التحذير من التمادي في المعاصي
  • في التحذير من عقوبات المعاصي
  • المغرورون والمجاهرون بالمعاصي
  • وقوع الشباب في المعاصي والتحذير من الانشغال عنهم
  • حكم غيبة المجاهر بالمعاصي
  • المجاهرة بالمعاصي والمنكرات
  • ترك المعاصي
  • خطبة خطورة المجاهرة بالمعاصي
  • أثر الكفر والمعاصي على الطاعات والقربات

مختارات من الشبكة

  • خطبة المسجد النبوي 12/2/1433 هـ - خطر الجهر بالمعاصي والذنوب(مقالة - آفاق الشريعة)
  • المجاهرة بالمعاصي أمام الناس(محاضرة - موقع الشيخ عبدالله بن محمد بن سعد آل خنين)
  • حكم المجاهرة بالمعاصي(مقالة - آفاق الشريعة)
  • فاحشة قوم لوط عليه السلام (3) من الاستتار والتحريم إلى المجاهرة والتحليل(مقالة - موقع الشيخ إبراهيم بن محمد الحقيل)
  • المجاهرة بقول السوء وفعله(مقالة - آفاق الشريعة)
  • المجاهرة (بوستر)(مقالة - مكتبة الألوكة)
  • خطر المعصية وأوجه تغليظها(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خطر الظلمات الثلاث(مقالة - ملفات خاصة)
  • خطر الميثاق(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الأربعون حديثا في تحريم وخطر الربا (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • حجاج القرم يستعدون لرحلتهم المقدسة بندوة تثقيفية شاملة
  • مشروع مركز إسلامي في مونكتون يقترب من الانطلاق في 2025
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 20/11/1446هـ - الساعة: 9:38
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب