• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    القران الكريم في أيدينا، فليكن في القلوب
    أ. د. فؤاد محمد موسى
  •  
    مقام العبودية الحقة (خطبة)
    د. عبدالرزاق السيد
  •  
    الصدقات والطاعات سبب السعادة في الدنيا والآخرة
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    الخشوع المتخيل! الخشوع بين الأسطورة والواقع
    شهاب أحمد بن قرضي
  •  
    الانقياد لأوامر الشرع (خطبة)
    د. غازي بن طامي بن حماد الحكمي
  •  
    الوقت في الكتاب والسنة ومكانته وحفظه وإدارته ...
    الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري
  •  
    تفسير قوله تعالى: {قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى ...
    الشيخ أ. د. سليمان بن إبراهيم اللاحم
  •  
    تفسير سورة العلق
    أبو عاصم البركاتي المصري
  •  
    النهي عن الوفاء بنذر المعصية
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    الدرس السادس والعشرون: الزكاة
    عفان بن الشيخ صديق السرگتي
  •  
    الخلاصة في تفسير آية الجلابيب وآية الزينة
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    خطبة: وقفة محاسبة في زمن الفتن
    الشيخ عبدالله محمد الطوالة
  •  
    فضل التبكير إلى صلاة الجمعة والتحذير من التخلف ...
    د. أمين بن عبدالله الشقاوي
  •  
    مختصر رسالة إلى القضاة
    الشيخ عبدالله بن جار الله آل جار الله
  •  
    كيف أكون سعيدة؟
    د. عالية حسن عمر العمودي
  •  
    أوقات إجابة الدعاء والذين يستجاب دعاؤهم
    الشيخ محمد جميل زينو
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / منبر الجمعة / الخطب / السيرة والتاريخ / التاريخ
علامة باركود

فوائد وعبر من قصة يوشع بن نون عليه السلام (خطبة)

فوائد وعبر من قصة يوشع بن نون عليه السلام (خطبة)
د. محمود بن أحمد الدوسري

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 15/5/2025 ميلادي - 18/11/1446 هجري

الزيارات: 3794

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

فوائد وعبر من قصة يوشع بن نون عليه السلام


الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى رَسُولِهِ الْكَرِيمِ، وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ، أَمَّا بَعْدُ: فَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «غَزَا نَبِيٌّ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ، فَقَالَ لِقَوْمِهِ: لَا يَتْبَعْنِي رَجُلٌ مَلَكَ بُضْعَ[1] امْرَأَةٍ وَهْوَ يُرِيدُ أَنْ يَبْنِيَ بِهَا وَلَمَّا يَبْنِ بِهَا، وَلَا أَحَدٌ بَنَى بُيُوتًا وَلَمْ يَرْفَعْ سُقُوفَهَا، وَلَا أَحَدٌ اشْتَرَى غَنَمًا أَوْ خَلِفَاتٍ[2] وَهُوَ يَنْتَظِرُ أَوْلَادَهَا.


فَغَزَا، فَدَنَا مِنَ الْقَرْيَةِ صَلَاةَ الْعَصْرِ أَوْ قَرِيبًا مِنْ ذَلِكَ، فَقَالَ لِلشَّمْسِ: إِنَّكِ مَأْمُورَةٌ[3]، وَأَنَا مَأْمُورٌ[4]، اللَّهُمَّ احْبِسْهَا عَلَيْنَا، فَحُبِسَتْ حَتَّى فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْهِ. فَجَمَعَ الْغَنَائِمَ، فَجَاءَتْ -يَعْنِي النَّارَ- لِتَأْكُلَهَا[5]، فَلَمْ تَطْعَمْهَا[6]. فَقَالَ: إِنَّ فِيكُمْ غُلُولًا، فَلْيُبَايِعْنِي مِنْ كُلِّ قَبِيلَةٍ رَجُلٌ[7]، فَلَزِقَتْ يَدُ رَجُلٍ بِيَدِهِ، فَقَالَ: فِيكُمُ الْغُلُولُ، فَلْتُبَايِعْنِي قَبِيلَتُكَ. فَلَزِقَتْ يَدُ رَجُلَيْنِ أَوْ ثَلَاثَةٍ بِيَدِهِ[8]، فَقَالَ: فِيكُمُ الْغُلُولُ. فَجَاءُوا بِرَأْسٍ مِثْلِ رَأْسِ بَقَرَةٍ مِنَ الذَّهَبِ، فَوَضَعَهَا، فَجَاءَتِ النَّارُ فَأَكَلَتْهَا. فَلَمْ تَحِلَّ الْغَنَائِمُ لِأَحَدٍ قَبْلَنَا، ثُمَّ أَحَلَّ اللَّهُ لَنَا الْغَنَائِمَ؛ لَمَّا رَأَى ضَعْفَنَا وَعَجْزَنَا، فَأَحَلَّهَا لَنَا» رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ.

 

وَهَذَا النَّبِيُّ هُوَ يُوشَعُ بْنُ نُونٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ، أَحَدُ أَنْبِيَاءِ بَنِي إِسْرَائِيلَ، وَهُوَ الَّذِي اصْطَحَبَهُ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ مَعَهُ إِلَى الْخَضِرِ؛ كَمَا جَاءَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿ وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ لَا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ ﴾ [الْكَهْفِ: 60]. وَسَمَّاهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: «فَخَرَجَ مُوسَى، وَمَعَهُ فَتَاهُ يُوشَعُ بْنُ نُونٍ، وَمَعَهُمَا الْحُوتُ، حَتَّى انْتَهَيَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَنَزَلَا عِنْدَهَا» رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ. قَالَ ابْنُ الْجَوْزِيِّ رَحِمَهُ اللَّهُ: (وَإِنَّمَا سُمِّيَ فَتَاهُ؛ لِأَنَّهُ كَانَ يُلَازِمُهُ، وَيَأْخُذُ عَنْهُ الْعِلْمَ، وَيَخْدِمُهُ)[9]. وَقَالَ ابْنُ الْأَثِيرِ رَحِمَهُ اللَّهُ: (وَكَانَ مِنْ أَكْبَرِ أَصْحَابِ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ، وَمَنْ آمَنَ بِهِ وَصَدَّقَهُ، وَلَمْ يَزَلْ مَعَهُ إِلَى أَنْ مَاتَ، وَخَلَفَهُ فِي شَرِيعَتِهِ، فَكَانَ مِنْ أَعْظَمِ أَنْبِيَاءِ بَنِي إِسْرَائِيلَ بَعْدَ مُوسَى)[10].

 

وَجَاءَ التَّصْرِيحُ بِاسْمِهِ، وَبِحَبْسِ الشَّمْسِ لَهُ؛ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ الشَّمْسَ لَمْ تُحْبَسْ عَلَى بَشَرٍ إِلَّا لِيُوشَعَ، لَيَالِيَ سَارَ إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ» صَحِيحٌ – رَوَاهُ أَحْمَدُ. قَالَ ابْنُ كَثِيرٍ رَحِمَهُ اللَّهُ: (إِنَّ هَذَا كَانَ فِي فَتْحِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ، الَّذِي هُوَ الْمَقْصُودُ الْأَعْظَمُ)[11]. وَقَالَ الْإِمَامُ الشَّافِعِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ: (وَقَدْ صَحَّ أَنَّ الشَّمْسَ حُبِسَتْ عَلَى يُوشَعَ ‌لَيَالِيَ ‌قَاتَلَ ‌الْجَبَّارِينَ)[12].

 

عِبَادَ اللَّهِ.. وَمِنْ أَهَمِّ الْفَوَائِدِ وَالْعِبَرِ مِنْ هَذِهِ الْقِصَّةِ:

1- أَنَّ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ عَدَدًا جَمًّا لَمْ يُسَمَّ فِي الْقُرْآنِ: مِنْهُمْ يُوشَعُ بْنُ نُونٍ، الَّذِي دَخَلَ بَنُو إِسْرَائِيلَ الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ فِي عَهْدِهِ.

 

2- مَشْرُوعِيَّةُ الْجِهَادِ فِي الْأُمَمِ السَّابِقَةِ: وَدَلَّ عَلَيْهِ أَيْضًا قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿ وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا ﴾ [آلِ عِمْرَانَ: 146]، وَكَذَلِكَ قِصَّةُ طَالُوتَ وَجَالُوتَ وَدَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلَامُ، فِي سُورَةِ الْبَقَرَةِ: [246-252].

 

3- الْأُمُورُ الْمُهِمَّةُ لَا يَنْبَغِي أَنْ تُفَوَّضَ إِلَّا لِحَازِمٍ، فَارِغِ الْبَالِ لَهَا: قَالَ النَّوَوِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ: (الْأُمُورُ الْمُهِمَّةُ يَنْبَغِي أَلَّا تُفَوَّضَ إِلَّا إِلَى أُولِي الْحَزْمِ، وَفَرَاغِ الْبَالِ لَهَا، وَلَا تُفَوَّضَ إِلَى مُتَعَلِّقِ الْقَلْبِ بِغَيْرِهَا؛ لِأَنَّ ذَلِكَ يُضْعِفُ عَزْمَهُ، وَيُفَوِّتُ كَمَالَ بَذْلِ وُسْعِهِ)[13].

 

4- فِتَنُ الدُّنْيَا تَدْعُو النَّفْسَ إِلَى الْهَلَعِ، وَمَحَبَّةِ الْبَقَاءِ: قَالَ الْمُهَلَّبُ رَحِمَهُ اللَّهُ: (لِأَنَّ مَنْ مَلَكَ بُضْعَ امْرَأَةٍ، وَلَمْ يَدْخُلْ بِهَا، أَوْ دَخَلَ بِهَا، وَكَانَ عَلَى قُرْبٍ مِنْ ذَلِكَ؛ فَإِنَّ قَلْبَهُ مُتَعَلِّقٌ بِالرُّجُوعِ إِلَيْهَا، ‌وَيَجِدُ ‌الشَّيْطَانُ ‌السَّبِيلَ إِلَى شَغْلِ قَلْبِهِ عَمَّا هُوَ عَلَيْهِ مِنَ الطَّاعَةِ، وَكَذَلِكَ غَيْرُ الْمَرْأَةِ مِنْ أَحْوَالِ الدُّنْيَا)[14].

 

5- حِكْمَةٌ عَظِيمَةٌ فِي اسْتِثْنَاءِ هَؤُلَاءِ مِنَ الْخُرُوجِ إِلَى الْجِهَادِ: لِأَنَّهُمْ سَيُشْغَلُونَ بِمَا أَهَمَّهُمْ؛ فَالْأَوَّلُ: مَشْغُولٌ بِزَوْجَتِهِ الَّتِي لَمْ يَدْخُلْ بِهَا. وَالثَّانِي: مَشْغُولٌ بِبَيْتِهِ الَّذِي لَمْ يَتِمَّ بِنَاؤُهُ. وَالثَّالِثُ: مَشْغُولٌ بِغَنَمِهِ وَإِبِلِهِ الَّتِي يَنْتَظِرُ وِلَادَتَهَا، فَكَيْفَ لِهَؤُلَاءِ أَنْ يُجَاهِدُوا؟!

 

6- لَا بُدَّ لِلْمُسْلِمِ أَنْ يُفَرِّغَ قَلْبَهُ لِلطَّاعَةِ: قَالَ ابْنُ حَجَرٍ رَحِمَهُ اللَّهُ: (وَالْغَرَضُ أَنْ ‌يَتَفَرَّغَ ‌قَلْبُهُ ‌لِلْجِهَادِ، وَيُقْبِلَ عَلَيْهِ بِنَشَاطٍ؛ لِأَنَّ الَّذِي يَعْقِدُ عَقْدَهُ عَلَى امْرَأَةٍ يَبْقَى مُتَعَلِّقَ الْخَاطِرِ بِهَا؛ بِخِلَافِ مَا إِذَا دَخَلَ بِهَا؛ فَإِنَّهُ يَصِيرُ الْأَمْرُ فِي حَقِّهِ أَخَفَّ غَالِبًا، وَنَظِيرُهُ الِاشْتِغَالُ بِالْأَكْلِ قَبْلَ الصَّلَاةِ)[15] ، وَقَالَ الْقُرْطُبِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ: (نَهَى هَذَا النَّبِيُّ قَوْمَهُ عَنِ اتِّبَاعِهِ عَلَى هَذِهِ الْأَحْوَالِ؛ لِأَنَّ أَصْحَابَهَا يَكُونُونَ مُتَعَلِّقِي النُّفُوسِ بِهَذِهِ الْأَسْبَابِ، فَتَضْعُفُ عَزَائِمُهُمْ، وَتَفْتُرُ رَغَبَاتُهُمْ فِي الْجِهَادِ وَالشَّهَادَةِ، وَرُبَّمَا يَفْرُطُ ذَلِكَ التَّعَلُّقُ فَيُفْضِي إِلَى كَرَاهِيَةِ الْجِهَادِ، وَأَعْمَالِ الْخَيْرِ)[16].

 

7- النَّصْرُ لَا يَأْتِي بِالْكَثْرَةِ، وَإِنَّمَا يَأْتِي بِالْكَيْفِيَّةِ وَالنَّوْعِيَّةِ: فَرَجُلٌ صَادِقٌ مُخْلِصٌ خَيْرٌ مِنْ أَلْفٍ تَشُوبُ قُلُوبَهُمْ الشَّوَائِبُ، وَفِعْلُ يُوشَعَ أَشْبَهُ مَا يَكُونُ بِفِعْلِ طَالُوتَ، قَالَ تَعَالَى: ﴿ فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلَّا مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ ﴾ [الْبَقَرَةِ: 249]، وَبِذَلِكَ صَفَّى طَالُوتُ جَيْشَهُ مِنَ الْعَنَاصِرِ الضَّعِيفَةِ الَّتِي تَكُونُ سَبَبًا فِي الْهَزِيمَةِ.

 

8- التَّغْلِيظُ عَلَى فَوَاتِ صَلَاةِ الْعَصْرِ: لِأَنَّ يُوشَعَ عَلَيْهِ السَّلَامُ دَعَا اللَّهَ تَعَالَى أَنْ يَحْبِسَ عَلَيْهِمُ الشَّمْسَ؛ حَتَّى يَتَمَكَّنُوا مِنَ الْجَمْعِ بَيْنَ أَدَاءِ الصَّلَاةِ، وَهَزِيمَةِ أَعْدَائِهِمْ.

 

الخطبة الثانية

الْحَمْدُ لِلَّهِ... أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ.. وَمِنَ الْفَوَائِدِ وَالْعِبَرِ فِي هَذِهِ الْقِصَّةِ:

9- اسْتِجَابَةُ دُعَاءِ الْأَنْبِيَاءِ: وَسَبَبُ الدُّعَاءِ: هُوَ أَنْ يُوشَعَ عَلَيْهِ السَّلَامُ خَشِيَ إِذَا غَابَتِ الشَّمْسُ، وَدَخَلَ اللَّيْلُ أَلَّا يَنْتَصِرُوا عَلَى أَعْدَائِهِمْ؛ لِصُعُوبَةِ الْقِتَالِ لَيْلًا.

 

10- عَظَمَةُ اللَّهِ وَقُدْرَتُهُ، وَأَنَّهُ الْمُدَبِّرُ لِهَذَا الْكَوْنِ: فَيُجْرِي الْأُمُورَ عَلَى غَيْرِ طَبَائِعِهَا؛ كَحَبْسِ الشَّمْسِ، وَنُزُولِ النَّارِ مِنَ السَّمَاءِ، فَلَا هِيَ مِنْ أَشْجَارِ الْأَرْضِ، وَلَا مِنْ حَطَبِ الْأَرْضِ، بَلْ مِنَ السَّمَاءِ؛ فَتَأْكُلُ هَذِهِ الْغَنِيمَةَ الَّتِي جُمِعَتْ. فَسُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ؛ بِلَا مُدَافِعٍ، وَلَا مُنَازِعٍ، وَلَا مُمَانِعٍ، وَلَا يُعْجِزُهُ شَيْءٌ[17].

 

11- تَأْيِيدُ الْأَنْبِيَاءِ بِالْآيَاتِ الْبَيِّنَاتِ، وَالْمُعْجِزَاتِ الْبَاهِرَاتِ: فَالسُّنَنُ الْإِلَهِيَّةُ فِي الْأَنْفُسِ وَالْمُجْتَمَعَاتِ أَكْثَرُ مُضِيًّا مِنَ السُّنَنِ الْكَوْنِيَّةِ، فَالشَّمْسُ سُنَّةٌ كَوْنِيَّةٌ، أَوْقَفَهَا اللَّهُ سُبْحَانَهُ؛ لِتَمْضِيَ سُنَّتُهُ الْإِلَهِيَّةُ فِي عِبَادِهِ الصَّالِحِينَ[18].

 

12- الشَّمْسُ لَمْ تُحْبَسْ عَلَى بَشَرٍ إِلَّا لِيُوشَعَ بْنِ نُونٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ. قَالَ الْأَلْبَانِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ: (فَفِيهِ إِشَارَةٌ إِلَى ضَعْفِ مَا يُرْوَى أَنَّهُ وَقَعَ ذَلِكَ لِغَيْرِهِ)[19].

 

13- فِيهِ الرَّدُّ عَلَى أَهْلِ الطَّبِيعَةِ، الَّذِينَ يَزْعُمُونَ: بِأَنَّ الْأَفْلَاكَ لَا تَتَغَيَّرُ: لِأَنَّهُمْ يُنْكِرُونَ الْخَالِقَ سُبْحَانَهُ، وَيَعْتَقِدُونَ بِأَنَّهُ لَا أَحَدَ يَتَصَرَّفُ فِي هَذِهِ الْأَفْلَاكِ!

 

وَقَدْ دَلَّتْ أَدِلَّةُ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ عَلَى أَنَّ الْأَفْلَاكَ تَتَغَيَّرُ بِأَمْرِ اللَّهِ تَعَالَى؛ مِنْهَا: أَنَّ يُوشَعَ عَلَيْهِ السَّلَامُ دَعَا اللَّهَ وَوَقَفَتِ الشَّمْسُ، وَلَمَّا طَلَبَ الْمُشْرِكُونَ مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُرِيَهُمْ آيَةً تَدُلُّ عَلَى صِدْقِهِ؛ أَشَارَ إِلَى الْقَمَرِ؛ فَانْشَقَّ شُقَّتَيْنِ، وَهُمْ يُشَاهِدُونَ شُقَّةً عَلَى الصَّفَا، وَشُقَّةً عَلَى الْمَرْوَةِ، وَفِي هَذَا يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿ اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ * وَإِنْ يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ ﴾ [الْقَمَرِ: 1-2][20].

 

14- لُجُوءُ الْمُؤْمِنِ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى فِي الْمُلِمَّاتِ وَالشَّدَائِدِ: وَلَا بُدَّ أَنْ يُوقِنَ بِاسْتِجَابَةِ اللَّهِ لِدُعَائِهِ، وَلَا يَسْتَعْظِمَ شَيْئًا عَلَى اللَّهِ جَلَّ فِي عُلَاهُ.

 

15- الْغُلُولُ وَخِيمُ الْعَاقِبَةِ عَلَى مَنْ فَعَلَهُ.

 

16- مُعَاقَبَةُ الْجَمَاعَةِ بِفِعْلِ سُفَائِهَا: وَمِنْ دُعَاءِ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ: ﴿ قَالَ رَبِّ لَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُمْ مِنْ قَبْلُ وَإِيَّايَ أَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ السُّفَهَاءُ مِنَّا ﴾ [الْأَعْرَافِ: 155][21].

 

17- تَحْرِيمُ الْأَخْذِ مِنَ الْغَنَائِمِ قَبْلَ قِسْمَتِهَا.

 

18- الْأَنْبِيَاءُ لَا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ: إِلَّا مَا أَطْلَعَهُمُ اللَّهُ عَلَيْهِ، قَالَ تَعَالَى: ﴿ عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا * إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ ﴾ [الْجِنِّ: 26-27]. فَلَوْ كَانَ هَذَا النَّبِيُّ يَعْلَمُ الْغَيْبَ لَمَا احْتَاجَ أَنْ يُبَايِعَ الْقَبَائِلَ لِيَصِلَ إِلَى الْجَانِي.

 

19- فَضِيلَةُ إِظْهَارِ الضَّعْفِ وَالْعَجْزِ بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ تَعَالَى: لِقَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَحَلَّ اللَّهُ لَنَا الْغَنَائِمَ؛ لَمَّا رَأَى ضَعْفَنَا وَعَجْزَنَا، فَأَحَلَّهَا لَنَا».

 

20- أَحَلَّ اللَّهُ تَعَالَى لِهَذِهِ الْأُمَّةِ الْغَنَائِمَ، وَسَتَرَ عَلَيْهَا الْغُلُولَ: قَالَ ابْنُ حَجَرٍ رَحِمَهُ اللَّهُ: (وَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى هَذِهِ الْأُمَّةِ وَرَحِمَهَا؛ لِشَرَفِ نَبِيِّهَا عِنْدَهُ؛ فَأَحَلَّ لَهُمُ الْغَنِيمَةَ ‌وَسَتَرَ ‌عَلَيْهِمُ ‌الْغُلُولَ، فَطَوَى عَنْهُمْ فَضِيحَةَ أَمْرِ عَدَمِ الْقَبُولِ)[22].

 

21- الْأَضْعَفُ قَدْ يَكُونُ الْأَفْضَلَ عِنْدَ اللَّهِ تَعَالَى: فَالْفَضْلُ لَا يُقَاسُ بِالْقُوَّةِ؛ كَمَا جَاءَ فِي الْحَدِيثِ: «إِنَّمَا يَنْصُرُ اللَّهُ هَذِهِ الْأُمَّةَ بِضَعِيفِهَا: بِدَعْوَتِهِمْ، وَصَلَاتِهِمْ، وَإِخْلَاصِهِمْ» صَحِيحٌ - رَوَاهُ النَّسَائِيُّ. فَالْأُمَمُ السَّابِقَةُ أَقْوَى، وَهَذِهِ الْأُمَّةُ هِيَ الْأَفْضَلُ.



[1] البُضْع: كناية عن فرج المرأة، أي: مَلَكَ فرجَها بالنكاح. أو المَهْر، أو عَقْد النكاح. والمراد: رجُلٌ عقَدَ على امرأة ولم يدخل بها. انظر: المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم، (3/ 531).

[2] خَلِفَات: جمع خَلِفَة، وهي الناقة الحامل. انظر: النهاية في غريب الحديث والأثر، (2/ 68).

[3] إِنَّكِ مَأْمُورَةٌ: أي: أمرًا كونيًّا؛ بالسَّير.

[4] وَأَنَا مَأْمُورٌ: أي: أمرًا شرعيًّا؛ بالجهاد.

[5] كانت عادة الأنبياء في الغنائم: أن يجمعوها، فتجيئ نار من السماء فتأكلها، فيكون ذلك علامة قبولها، وعدم الغلول فيها، فلما جاءت هذه النار فلم تأكلها؛ عُلِمَ أنَّ فيها غلولًا. انظر: دليل الفالحين لطرق رياض الصالحين، لابن علان (ص215).

[6] فَلَمْ تَطْعَمْهَا: أَيْ: لَمْ تَذُقْ لَهَا طَعْمًا، ‌وَهُوَ ‌بِطَرِيقِ ‌الْمُبَالَغَةِ. انظر: فتح الباري، لابن حجر (6/ 223).

[7] فَلْيُبَايِعْنِي مِنْ كُلِّ قَبِيلَةٍ رَجُلٌ: لَيْسَتْ هَذِهِ مُبَايَعَةٌ حَقِيقَةٌ، كَمَا وَقَعَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم تَحْتَ الشَّجَرَةِ، وَإِنَّمَا صُورَتُهَا صُورَةُ الْمُبَايَعَةِ بِوَضْعِ الْكَفِّ فِي الْكَفِّ لِلْمُعْجِزَةِ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَهِيَ ‌لُصُوقُ ‌كَفِّ ‌الْغَالِّ أَوْ مَنْ كَانَ مِنْ قَبِيلَتِهِ. انظر: طرح التثريب في شرح التقريب، للعراقي (7/ 248).

[8] فَلَزِقَتْ يَدُ رَجُلَيْنِ أَوْ ثَلاَثَةٍ بِيَدِهِ: جعل اللهُ علامةَ الغلول إلزاق يد الغال، وفيه تنبيهٌ على أنها يدٌ عليها حَقٌّ، يُطلب أنْ يُتَخَلَّص منه، أو أنها يدٌ ينبغي أنْ يُضرَب عليها، ويُحْبَس صاحبها حتى يؤدِّي الحقَّ إلى الإمام، وهو من جنس شهادة اليد على صاحبها يوم القيامة. وهذه الطريقة التي كشف بها النبيُّ عليه السلام الغلولَ لا تكون إلاَّ بوحي. انظر: فتح المنعم شرح صحيح مسلم، (7/ 114).

[9] زاد المسير في علم التفسير، (3/ 95).

[10] جامع الأصول في أحاديث الرسول، (12/ 115).

[11] البداية والنهاية، (1/ 376).

[12] اللآلئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة، للسيوطي (1/ 312).

[13] شرح النووي على مسلم، (12/ 51).

[14] فتح الباري، لابن حجر (6/ 223).

[15] المصدر نفسه، (6/ 122).

[16] المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم، (3/ 531).

[17] انظر: شرح رياض الصالحين، لابن عثيمين (1/ 316).

[18] انظر: شرح صحيح القصص النبوي، (ص63).

[19] سلسلة الأحاديث الصحيحة، (1/ 399).

[20] انظر: شرح رياض الصالحين، (1/ 316).

[21] انظر: من قصص الماضين في حديث سيد المرسلين، (ص62).

[22] فتح الباري، (6/ 224).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • قصة يوشع بن نون عليه السلام
  • قصة يوشع بن نون عليه السلام وعاشورا (خطبة)

مختارات من الشبكة

  • فوائد وعبر من ابتلاء أيوب (عليه السلام)(مقالة - موقع د. محمود بن أحمد الدوسري)
  • فوائد وعبر من قصة أصحاب الغار (خطبة)(مقالة - موقع د. محمود بن أحمد الدوسري)
  • فوائد وعبر من قصص الراحلين(مقالة - آفاق الشريعة)
  • فوائد وعبر لمن ذكر الله وشكر (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • يوم الحديبية: فوائد وعبر(مقالة - موقع الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري)
  • يوم الحديبية: فوائد وعبر(محاضرة - موقع الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري)
  • فوائد وعبر من صبر أهل الأثر (1)(مقالة - موقع الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري)
  • فوائد وعبر من حادثتي الرجيع وبئر معونة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • حديث الشتاء فوائد وعبر وحكم وأحكام وهمسات وومضات (WORD)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • مخطوطة فوائد أبي محمد عبدالله بن محمد بن جعفر بن حيان أبي الشيخ(مخطوط - مكتبة الألوكة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • ندوة دولية في سراييفو تبحث تحديات وآفاق الدراسات الإسلامية المعاصرة
  • النسخة الثانية عشرة من يوم المسجد المفتوح في توومبا
  • تخريج دفعة جديدة من الحاصلين على إجازات علم التجويد بمدينة قازان
  • تخرج 220 طالبا من دارسي العلوم الإسلامية في ألبانيا
  • مسلمو سابينسكي يحتفلون بمسجدهم الجديد في سريدنيه نيرتي
  • مدينة زينيتشا تحتفل بالجيل الجديد من معلمي القرآن في حفلها الخامس عشر
  • بعد 3 سنوات أهالي كوكمور يحتفلون بإعادة افتتاح مسجدهم العريق
  • بعد عامين من البناء افتتاح مسجد جديد في قرية سوكوري

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 27/12/1446هـ - الساعة: 15:51
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب