• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    خطبة: (ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب)
    الشيخ عبدالله محمد الطوالة
  •  
    سورة الكافرون.. مشاهد.. إيجاز وإعجاز (خطبة)
    د. صغير بن محمد الصغير
  •  
    من آداب المجالس (خطبة)
    الشيخ عبدالله بن محمد البصري
  •  
    خطر الميثاق
    السيد مراد سلامة
  •  
    أعظم فتنة: الدجال (خطبة)
    د. محمد بن مجدوع الشهري
  •  
    فضل معاوية والرد على الروافض
    الدكتور أبو الحسن علي بن محمد المطري
  •  
    ما جاء في فصل الشتاء
    الشيخ عبدالله بن جار الله آل جار الله
  •  
    من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: (الرحمن، ...
    فهد بن عبدالعزيز عبدالله الشويرخ
  •  
    تفسير: (فلما قضينا عليه الموت ما دلهم على موته ...
    تفسير القرآن الكريم
  •  
    تخريج حديث: إذا استنجى بالماء ثم فرغ، استحب له ...
    الشيخ محمد طه شعبان
  •  
    الخنساء قبل الإسلام وبعده
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    اختر لنفسك
    د. حسام العيسوي سنيد
  •  
    فاذكروا آلاء الله لعلكم تفلحون (خطبة) - باللغة ...
    حسام بن عبدالعزيز الجبرين
  •  
    آية المحنة
    نورة سليمان عبدالله
  •  
    توزيع الزكاة ومعنى "في سبيل الله" في ضوء القرآن ...
    عاقب أمين آهنغر (أبو يحيى)
  •  
    النبي عيسى عليه السلام في سورة الصف: فائدة من ...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / منبر الجمعة / الخطب / الرقائق والأخلاق والآداب
علامة باركود

توبوا إلى الله توبة نصوحا

توبوا إلى الله توبة نصوحا
وضاح سيف الجبزي

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 6/4/2025 ميلادي - 7/10/1446 هجري

الزيارات: 4735

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

توبوا إلى الله توبةً نصوحًا

 

الحمد لله الذي لا يُحيطُ العادُّ لنِعَمِه بطرَف، القائلِ في حقِّ من انتهَى عن جُرمه وتابَ مما اقترَف: ﴿ إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ ﴾ [الأنفال: 38].

 

الحمدُ للهِ الذي لا يخيب من رجاه، ولا يطرد من عصاه إذا تاب مما جناه، الهادِي مَن استهداه، الواقي مَن اتَّقَاه، الكافي مَن تَحَرَّى رِضَاه، نحمَدُه حمدًا بالغًا أمَدَ التمام ومُنتهاه.

 

يا مَن يرى مدَّ البعوضِ جناحَها
في ظُلمةِ الليل البَهيم الألْيَلِ
ويرى نِياطَ عروقِها في نحرِها
والمُخَّ في تلك العِظامِ النُّحَّلِ
امنُن علينا بتوبةٍ تمحُو بها
ما كان منا في الزّمانِ الأوّلِ

 

وأشهد أن لا إله إلا الله، أشرقت لنور وجهه الظلمات، واستنارت له الأرض والسماوات، سبحانه مقيل العثرات، ومنيل الطلبات، ومجزل الهبات، ومعتق الرِّقاب الموبقات، ﴿ وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ ﴾ [الشورى: 25].

 

وأشهد أنَّ محمدًا عبدُه ورسولُه، وخاتم أنبيائه، وسيِّدُ أصفيائه.

 

مركبُ الشّعرِ عند شاطيهِ يرسو
والمعاني إذا ذكرناهُ أُنسُ
هتف الشّوقُ نحوه فاستنارتْ
أحرفٌ تحمِلُ الحنينَ ونفسُ
فعليك الصّلاةُ يا خيرَ داعٍ
ما اعتلى في السّماءِ بدرٌ وشمسُ

 

صلوات ربي وسلامه عليه، وعلى آله وصحبه، عدد خلقه، ورضا نفسه، وزنة عرشه، ومداد كلماته.

 

عباد الله، يحيط بابن آدم أعداء كُثُر؛ من شياطين الإنس والجن، يحسّنون القبيح، ويقبِّحون الحسَن، ينضم إليهم: النَّفْسُ الأمَّارةُ بالسوء، والشيطانُ والهوى؛ يدعونه إلى الشهوات، ويقودونه إلى مهاوي الرَّدى، ينحدرُ في موبقات الذنوب؛ صغائرِها وكبائرِها، ينساق في مغريات الحياة، وداعيات الهوى، يصاحب ذلك: ضيقٌ وحرَجٌ، وشعورٌ بالذنب والخطيئة؛ فيوشك أن تنغلق أمامَه أبوابُ الأمل، ويدخلَ في دائرة اليأس من روح الله، والقنوط من رحمة اللّه، ولكن اللّه، العليمَ الحكيمَ، الرؤفَ الرحيمَ، الذي ﴿ ألا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ ﴾ [الملك: 14]، فتح لعباده أبواب التوبة، ودلَّهم على الاستغفار، وجعل لهم من أعمالهم الصالحة كفَّارات، وفي ابتلاءاتهم مكَفِّرات، بل إنه -سبحانه- بفضله وكرمه، يبدِّل سيئاتهم حسنات ﴿ وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ ﴾ [الشورى: 25]، وهو -سبحانه- ﴿ غَافِرِ الذَّنْبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ ﴾ [غافر: 3]، وقد جعل الله التوبة ﴿ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ ﴾ [آل عمران: 17].

 

أيها المسلمون، ومما يبين أهمية التوبة، ومكانتها؛ أنها في كل مقام من مقامات العبودية مستصحَبة؛ ولهذا جعلها الله تعالى آخر مقامات خاصته، فقال تعالى في غزوة تبوك، وهي آخر الغزوات التي قطعوا فيها الأودية والبدايات، والأحوال والنهايات: ﴿ لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ مِنْ بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِنْهُمْ ﴾ [التوبة: 117].

 

فهي المقام الأسنى، والعاقبة الحسنى، والمزية العظمى، والمنزل الأسمى، ﴿ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ ﴾ [البقرة:222].

 

بالتوبة -يا أيها الأحبة- تُـمحى السيئات، وتضاعَف الدرجات: ﴿ إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا ﴾ [الفرقان: 70]!

 

عن أنس بن مالك -رضي اللّه عنه- قال: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقولُ: «قال اللهُ تعالى: يَا بْنَ آدَمَ، إِنَّكَ مَا دَعَوْتَنِي وَرَجَوْتَنِي غَفَرْتُ لَكَ عَلَى مَا كَانَ فِيكَ وَلا أُبَالِي، يَا بْنَ آدَمَ، لَوْ بَلَغَتْ ذُنُوبُكَ عَنَانَ السَّمَاءِ ثُمَّ اسْتَغْفَرْتَنِي غَفَرْتُ لَكَ وَلا أُبَالِي، يَا بْنَ آدَمَ، إِنَّكَ لَوْ أَتَيْتَنِي بِقُرَابِ الأَرْضِ خَطَايَا ثُمَّ لَقِيتَنِي لا تُشْرِكُ بِي شَيْئًا لأَتَيْتُكَ بِقُرَابِهَا مَغْفِرَةً»[1].

 

فـ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا ﴾ [التحريم: 8]، ﴿ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ [النور: 31]، ﴿ فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُجِيبٌ ﴾ [هود: 61]، ﴿ وَاسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ وَدُودٌ ﴾ [هود: 90].

 

عند الطبراني[2]، أتى النبيَّ صلى الله عليه وسلم رجلٌ فقال: أَرَأَيْتَ رَجُلًا عَمِلَ الذُّنُوبَ كُلَّهَا، فَلَمْ يَتْرُكْ مِنْهَا شَيْئًا، وَهُوَ فِي ذَلِكَ لَمْ يَتْرُكْ حَاجّةً وَلَا دَاجّةً إِلَّا أَتَاهَا، فَهَلْ لَهُ مِنْ تَوْبَةٍ؟ قَالَ: «فَهَلْ أَسْلَمْتَ؟» قَالَ: أَمَّا أَنَا فَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَنَّكَ رَسُولُ اللهِ، قَالَ: «نَعَمْ، تَفْعَلُ الْخَيْرَاتِ، وَتَتْرُكُ السَّيِّئَاتِ، فَيَجْعَلُهُنَّ اللهُ لَكَ خَيْرَاتٍ كُلَّهُنَّ»، قَالَ: وَغَدَرَاتِي وَفَجَرَاتِي؟ قَالَ: «نَعَمْ» قَالَ: اللهُ أَكْبَرُ، فَمَا زَالَ يُكَبِّرُ حَتَّى تَوَارَى.

 

﴿ وَأَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفِيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ ﴾ [هود: 114].

 

عن عقبة بن عامر -رضي الله عنه- قال: إن رجلًا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَحَدُنَا يُذْنِبُ؟ قَالَ: «يُكْتَبُ عَلَيْهِ»، قَالَ: ثُمَّ يَسْتَغْفِرُ مِنْهُ وَيَتُوبُ؟ قَالَ: «يُغْفَرُ لَهُ وَيُتَابُ عَلَيْهِ»، قَالَ: فَيَعُودُ فَيُذْنِبُ؟ قَالَ: «فَيُكْتَبُ عَلَيْهِ»، قَالَ: ثُمَّ يَسْتَغْفِرُ مِنْهُ وَيَتُوبُ؟ قَالَ: «يُغْفَرُ لَهُ وَيُتَابُ عَلَيْهِ، وَلَا يَمَلُّ اللَّهُ حَتَّى تَمَلُّوا»[3].

 

﴿ وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا ﴾ [النساء:27].

 

يسأله من في السماوات والأرض ﴿ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ ﴾ [الرحمن: 29]، يغفر ذنبًا، ويفرّج همًّا، ويكشف كربًا، ويجبُر كسيرًا، ويغني فقيرًا، ويُعلِّم جاهلًا، ويهدي ضالًّا، ويُرشِدُ حيرانًا، ويغيث لهفانًا، ويفكُّ عانيًا، ويشبع جائعًا، ويكسو عاريًا، ويشفي مريضًا، ويعافي مبتلًى، ويقبل تائبًا، ويجزي محسنًا، وينصر مظلومًا، ويقصم جبارًا، ويقيل عثرة، ويستر عورة، ويؤمِّن روعة.

 

إنه اللهُ سلوةٌ وضياءٌ
في سماء العُبَّاد والعابداتِ

عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال صلى الله عليه وسلم: «لَوْ أَخْطَأْتُمْ حَتَّى تَبْلُغَ خَطَايَاكُمُ السَّمَاءَ، ثُمَّ تُبْتُمْ، لَتَابَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ»[4]، ﴿ وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا ﴾ [النساء: 110].

 

فيا سبحان اللّـه! هذا عفو ربكم يا عباد اللّه؛ عفوه يستغرق الذنوب، فكيف حبُّه؟! وحبُّه يدهش العقول فكيف ودُّه؟! وودُّه ينسي ما دونه فكيف لطفُه؟! يُسبِّحه النباتُ جمعُه وفريدُه، والشجر عتيقُه وجديدُه، تُـمجِّده رهبان الطيور في صوامع الأشجار فيطرب السامعَ تمجيدُه، كلما درَّس الهَزارُ درْس شكره، فالبلبلُ بالحمد معيدُه، وكلما أقام خطيبُ الحمام النّوح على منابر الدوح هيّج المستهام تغريدُه: ﴿ أَوَلَمْ يَرَوْا كَيْفَ يُبْدِئُ اللَّهُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ ﴾ [العنكبوت: 19].

 

يا أيها الماء المهينُ من الذي سوَّاك
ومَن الذي في ظلمة الأحشاء قد والاك؟!
ومن الذي غذَّاك من نعمائه
ومن الكروب جميعها نجاك؟!
ومن الذي شقَّ العيون فأبصرت
ومن الذي بظهوره أعلاك؟!
ومن الذي تعصي ويغفر دائمًا
ومن الذي تنسى ولا ينساك؟!


﴿ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ ﴾ [الأنعام: 102]، ﴿ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ ﴾ [فاطر: 13]، ﴿ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ ﴾ [غافر: 62].

 

عبد الله، تأمل هذا النبأ العام من الملك العلام: ﴿ نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴾ [الحجر: 49]، ﴿ وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى ﴾ [طه: 82].

 

في الأثر: «أوحى الله إلى داود عليه السلام: لو يعلم المدبرون عنّي، كيف انتظاري لهم، ورفقي بهم، وشوقي إلى ترك معاصيهم! لماتوا شوقًا إليَّ، وتقطعتْ أوصالُهم من محبَّتي، يا داود، هذه إرادتي في المدبرين عني، فكيف إرادتي في المقبلين عليَّ»[5].

 

سبحانك يا سيدي، هذه إرادتُك فيمن يؤذيك، فكيف إرادتُك فيمن يؤذَى فيك؟

 

سبحانك سيدي، يا من لك الجلالُ والكمالُ، ولك الجمالُ، قدَّستْك ألسُنُ التَّماديح، وأفواه التَّسابيح، سبحانك! يرفع إليك ثغاءُ التسابيح، وكمالُ المديح، سبحانك! يا من ناجتك على عرشك ألسنةُ الصدور، وأفواهُ القلوب، سبحانك! كلُّ الكون يأتي مسبِّحًا حامدًا ساجدًا، ﴿ وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلَائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ وَيُرْسِلُ الصَّوَاعِقَ فَيُصِيبُ بِهَا مَنْ يَشَاءُ وَهُمْ يُجَادِلُونَ فِي اللَّهِ وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ ﴾ [الرعد: 13].

 

يقول عليه الصلاة والسلام: «لَيْسَ شَيْءٌ إلَّا وهُو أَطْوَعُ لِلَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى مِنَ ابْنِ آدَمَ»[6].

 

وجاء في أثر إلهي يقول الله -عز وجل- «خَلَقْتُك لِنَفْسِي فَلَا تَلْعَبْ، وَتَكَفَّلْتُ بِرِزْقِك فَلَا تَتْعَبْ، ابْن آدَم، اطْلُبْنِي تَجِدْنِي؛ فَإِنْ وَجَدْتنِي وَجَدْت كُلّ شَيْء، وَإِنْ فُتُّك فَاتَك كُلّ شَيْء، وَأَنَا أَحَبُّ إِلَيْك مِنْ كُلّ شَيْء»[7].

 

لكلِّ شيءٍ إذا فارقتَهُ عِوَضٌ
وليس لله إنْ فارقتَ مِن عِوضِ

أخي، من فقد الله ماذا وجد؟ ومن وجد الله فماذا فقد؟ ومن طلب الله بصدق وجده، وأغناه وجودُه عن كل شيء، فأصبح حرًّا في غنى ومهابة، على وجهه أنوارُه وضياؤه، وإن فاته مولاه -جلّ جلالُه- تباعد ما يرجو وطال عناؤه.

 

أُناسٌ أعرضُوا عنَّا
بلا جُرمٍ ولا معنى
أساءوا ظنَّهُم فِينا
فهلَّا أحسنوا الظنّا!
فإنْ عادُوا لنا عُدْنا
وإنْ خانُوا فما خُنَّا
وإنْ كانوا قد استَغنَوا
فإنّا عنهُمُ أَغنى

 

خرَّج الإمام أحمد[8] وأبو داود[9] والترمذي[10] والنسائي[11] وابن ماجه[12]، من حديث أبي بكر الصديق -رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «مَا مِنْ رَجُلٍ يُذْنِبُ ذَنْبًا ثُمَّ يَقُومُ فَيَتَطَهَّرُ، ثُمَّ يُصَلِّي ثُمَّ يَسْتَغْفِرُ اللَّهَ إِلَّا غَفَرَ لَهُ»، ثم قرأ هذه الآية: ﴿ وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ ﴾ [آل عمران: 135].

 

وعند الحاكم[13]والبيهقي[14]، جاء رجلٌ إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقول: وَاذُنُوبَاهُ، وَاذُنُوبَاهُ، فَقَالَ هَذَا الْقَوْلَ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا، فَقَالَ لَهُ صلى الله عليه وسلم: «قل: اللَّهُمَّ مَغْفِرَتُكَ أوْسَعُ مِنْ ذُنُوبي، وَرَحْمَتُكَ أرْجَى عِنْدِي مِنْ عَمَلي»، فَقَالَهَا ثُمَّ قَالَ: «عُدْ» فَعَادَ، ثُمَّ قَالَ: «عُدْ» فَعَادَ، فَقَالَ: «قُمْ فَقَدْ غَفَرَ اللَّهُ لَكَ».

 

ألا وإنَّ أحقَّ الكلامِ بالاستماع، وأجدرَه بالاتباع، كلامُ الملك العلَّام: ﴿ رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴾ [الأعراف: 23].

 

الخطبة الثانية

الحمد لله مُجزِل العطايا على البرايا إحسانًا وفضلًا وبِرًّا، أحمده وقد لهَجَت الألسُن بحمده شُكرًا وتسبيحًا وذِكرًا، وأشكره وقد أوسع للمُذنبين عفوًا، وأجزلَ للطائعين أجرًا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة عبدٍ يرجو العفوَ والسِّترَ، ويخافُ الذنبَ والوِزرَ، وأشهد أن نبينا وسيدنا محمدًا عبده ورسوله وصفيُّه وخليلُه، صلَّى الله عليه وعلى آله وأصحابه صلاةً تبقى وسلامًا تَتْرى، وبعد:

يا من بدرت منه الخطيئة وكلُّنا ذاك، عودة عودة إلى أفياء الطاعة، فالباب مفتوح، والظلُّ والرّخاء من وراء الباب، فالزم سدّة الباب، وقم في الدجى، واصرخ بلسان الذّل، مع وجيب القلب، وواكف الدمع: ﴿ يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ مَسَّنَا وَأَهْلَنَا الضُّرُّ ﴾ [يوسف: 88]، هيا فالنَّفَس يخرج ولا يعود، والعين تطرف ولا تطرف الأخرى إلا بين يدي العزيز الحميد!

 

فلا بدَّ من ساعة قاهرة
تكون النفوس بها فاغرة
إذا استوفت النفسُ مكيالَها
وزُلزلتِ الأرضُ زلزالها
فمالك من فرصة للإياب
ولن يرجع العمرُ بعد الذّهاب
تقدّم فما زال للصلح باب
وبالموت يُغلَق بابُ المتاب


سئل علي -رضي الله عنه- عن العبد يذنب، قال: يستغفر ويتوب، قيل: فإن عاد؟ قال: يستغفر اللّـه ويتوب، قيل: فإن عاد؟ قال: يستغفر اللّـه ويتوب، قيل: حتى متى؟! قال: حتى يكون الشيطان هو المحْسُور[15].

 

وقيل للحسن -رحمه اللّـه-: ألا يستحيي أحدُنا من ربِّه؛ يستغفر من ذنوبه ثم يعود، ثم يستغفر ثم يعود، فقال: ودَّ الشَّيطَانُ لو ظَفِر منكم بِهذِهِ، فلا تَملُّوا مِن الاستِغفَارِ[16].

 

قال أبو سُليمان: الخاسر من أبدى للناس صالح عمله، وبارز بالقبيح من هو أقرب إليه من حبل الوريد[17].

 

فيا عبدالله:

خلِّ ادّكارَ الأرْبُعِ
والمعْهَدِ المُرتَبَعِ
والظّاعِنِ المودِّعِ
وعدّ عنْهُ ودَعِ
وانْدُبْ زَمانًا سلَفا
سوّدْتَ فيهِ الصُّحُفا
ولمْ تزَلْ مُعتكِفا
على القبيحِ الشّنِعِ
كمْ ليلَةٍ أودَعْتَها
مآثِمًا أبْدَعْتَها
لشَهوَةٍ أطَعْتَها
في مرْقَدٍ ومَضْجَعِ
وكمْ خُطًى حثَثْتَها
في خِزْيَةٍ أحْدَثْتَها
وتوْبَةٍ نكَثْتَها
لمَلْعَبٍ ومرْتَعِ
وكمْ تجرّأتَ على
ربّ السّمَواتِ العُلى
ولمْ تُراقِبْهُ ولا
صدَقْتَ في ما تدّعي
وكمْ غمَصْتَ بِرّهُ
وكمْ أمِنْتَ مكْرَهُ
وكمْ نبَذْتَ أمرَهُ
نبْذَ الحِذا المرقَّعِ
وكمْ ركَضْتَ في اللّعِبْ
وفُهْتَ عمْدًا بالكَذِبْ
ولمْ تُراعِ ما يجِبْ
منْ عهْدِهِ المتّبَعِ
فالْبَسْ شِعارَ النّدمِ
واسكُبْ شآبيبَ الدّمِ
قبلَ زَوالِ القدَمِ
وقبلَ سوء المصْرَعِ
واخضَعْ خُضوعَ المُعترِفْ
ولُذْ مَلاذَ المُقترِفْ
واعْصِ هَواكَ وانحَرِفْ
عنْهُ انحِرافَ المُقلِعِ
أمَا ترَى الشّيبَ وخَطْ
وخَطّ في الرّأسِ خِطَطْ
ومنْ يلُحْ وخْطُ الشّمَطْ
بفَودِهِ فقدْ نُعي
ويْحَكِ يا نفس احْرِصي
على ارْتِيادِ المَخلَصِ
وطاوِعي وأخْلِصي
واسْتَمِعي النُّصْحَ وعي
واعتَبِرِي بمَنْ مضى
من القُرونِ وانْقَضى
واخْشَيْ مُفاجاةَ القَضا
وحاذِري أنْ تُخْدَعي
وانتَهِجي سُبْلَ الهُدى
وادّكِري وشْكَ الرّدى
وأنّ مثْواكِ غدا
في قعْرِ لحْدٍ بلْقَعِ
فَيا مَفازَ المتّقي
ورِبْحَ عبْدٍ قد وُقِي
سوءَ الحِسابِ الموبِقِ
وهوْلَ يومِ الفزَعِ
ويا خَسارَ مَنْ بغَى
ومنْ تعدّى وطَغى
وشَبّ نيرانَ الوَغى
لمَطْعَمٍ أو مطْمَعِ
يا مَنْ عليْهِ المتّكَلْ
قدْ زادَ ما بي منْ وجَلْ
لِما اجتَرَحْتُ من زلَلْ
في عُمْري المُضَيَّعِ
فاغْفِرْ لعَبْدٍ مُجتَرِمْ
وارْحَمْ بُكاهُ المُنسجِمْ
فأنتَ أوْلى منْ رَحِمْ
وخيْرُ مَدْعُوٍّ دُعِي

 

قال يحيى بن معاذ: الذي حجب الناس عن التوبة طول الأمل، وعلامة التائب: إسبالُ الدمعة، وحبُّ الخلوة، والمحاسبةُ للنفس عند كل همَّة[18].

 

نعم، علامة التائب إسبال الدمعة.

 

فالتائبُ: منكسرُ القلب، غزير الدمعة، حيُّ الوجدان، قلقُ الأحشاء.

 

التائب: صادق العبارة، جمُّ المشاعر، جيَّاش الفؤاد، مشبوب الضمير.

 

التائب: خليُّ من العجب، فقير من الكبر، مقلٌّ من الدعاوي.

 

التائب: بين الرجاء والخوف، بين السلامة والعطب، بين النجاة والهلاك.

 

التائب: يعرف معنى الهجر والوصال، واللقاء والفراق، والإقبال والإعراض.

 

التائب له في كل وقفةٍ عبرة؛ فالحمام إذا غرّد بكى، والطير إذا صاح ناح، والبلبل إذا شدا تذكّر، والبرق إذا لمع اهتزّ.

 

التائب يجد للطاعة حلاوة، وللعبادة طلاوة، وللإيمان طعمًا، وللإقبال لذّة.

 

التائب يكتب من الدموع قصصًا، وينظِمُ من الآهات أبياتًا، ويؤلف من البكاء خطبًا.

 

التائب أعتق رقبته من أسر الهوى، وأطلق قلبه من سجن المعصية، وفكَّ روحه من شباك الجريمة، وأخرج نفسه من كيد الخطيئة.

 

التائب كالطائر الجريح لا يختال، وكالقمر الكاسف لا يتكلم، وكالنجم الغابر في الغيهب لا يصيح.

 

التائب قد نحل بدنه الصيام، وأتعب بدنه القيام، حلف بالعزم على هجر المنام، فبذل لله جسمًا وروحًا، وتاب إلى الله توبةً نصوحًا.

 

التائب الذلّ قد علاه، والحزن قد وهَاه، يذم نفسه في هواه، وبذلك صار عند الله محمودًا؛ لأنه تاب إلى الله توبةً نصوحًا.

 

أين من يبكي جنايات الشباب؟ أين من يبكي على الخطايا التي اسودَّ بها الكتاب؟ أين من يأتي إلى الباب فيجد الباب مفتوحًا، فيتوب ﴿ إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا ﴾ [التحريم: 8][19].

 

يا رب عدتُ إلى رحابك تائبًا
مستسلمًا مستمسكًا بعراك
ما لي وما للأغنياء وأنت يا
ربِّ الغني ولا يُحَدُّ غناك
ما لي وما للأقوياء وأنت يا
ربِّ ورب الناس ما أقواك
إني أويت لكل مأوًى في الحياة
فما رأيت أعزّ من مأواك
وتلمست نفسي السبيل إلى النجاة
فلم تجد منجى سوى منجاك
وبحثت عن سرِّ السعادة جاهدًا
فوجدتُ ذاك السرّ في تقواك
فليرضَ عنّي الناس أو فليسخطوا
أنا لم أعد أسعى لغير رضاك
أدعوك يا ربِّ لتغفر زلتي
وتعينَني وتمدَّني بهداك
فاقبل دعائي واستجب لرجاوتي
ما خاب يومًا من دعا ورجاك



[1] سنن الترمذي (3540)، مصابيح السنة (1675).

[2] المعجم الكبير (7235)، الآحاد والمثاني لابن أبي عاصم (5/ 2728).

[3] مسند الروياني (1/ 173)، المعجم الكبير (17/ 791)، المستدرك على الصحيحين (1/ 195)، شعب الإيمان (9/ 6695).

[4] سنن ابن ماجه (4248)، الدعاء للطبراني (1805)، شرح السنة للبغوي (1295).

[5] الرسالة القشيرية (2/ 499)، التبصرة (1/ 34)، (1/ 359)، مرشد الزوَّار إلى قبور الأبرار (1/ 96)، روضة المحبين (1/ 592).

[6] مسند البزار (4374)، المعجم الصغير للطبراني (908).

[7] طريق الهجرتين ودار السعادتين (1/ 95).

[8] المسند (2).

[9] السنن (1521).

[10] السنن (3006).

[11] الكبرى (11012).

[12] السنن (395).

[13] المستدرك (1994).

[14] شعب الإيمان (6724).

[15] الزهد لهناد بن السري (2/ 458)، التوبة لابن أبي الدنيا (134)، تفسير ابن رجب الحنبلي (1/ 562).

[16] تفسير ابن رجب الحنبلي (1/ 562).

[17] جامع العلوم والحكم لابن رجب (1/ 411).

[18] صفوة الصفوة (2/ 292).

[19] التبصرة (1/ 374).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • تفسير: (يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحا)
  • توبوا إلى الله توبة نصوحا

مختارات من الشبكة

  • الترغيب في التوبة (توبوا إلى الله توبة نصوحا)(مادة مرئية - مكتبة الألوكة)
  • توبوا إلى الله وأصلحوا(مقالة - آفاق الشريعة)
  • توبوا... لعلكم تفلحون (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير: (واستغفروا ربكم ثم توبوا إليه إن ربي رحيم ودود)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • توبوا إلى الله (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • توبوا إلى الله واستغفروه(مادة مرئية - موقع د. علي بن عبدالعزيز الشبل)
  • وأن استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يمتعكم متاعا حسنا إلى أجل مسمى(مادة مرئية - مكتبة الألوكة)
  • واستغفروا ربكم ثم توبوا إليه ( بطاقة دعوية )(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • تصميم بطاقة ( حديث توبوا إلى الله )(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 12/11/1446هـ - الساعة: 18:29
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب