• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    أربع هي نجاة الإنسان في الدنيا والآخرة (خطبة)
    د. أحمد بن حمد البوعلي
  •  
    وحدة المسلمين (خطبة)
    د. غازي بن طامي بن حماد الحكمي
  •  
    المسارعة إلى الاستجابة لأمر الله ورسوله صلى الله ...
    د. أمين بن عبدالله الشقاوي
  •  
    فوائد وأحكام من قوله تعالى: { إذ قال الله يا عيسى ...
    الشيخ أ. د. سليمان بن إبراهيم اللاحم
  •  
    نعمة الماء (خطبة)
    الشيخ محمد عبدالتواب سويدان
  •  
    تدبر خواتيم سورة البقرة
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    قال ما أظن أن تبيد هذه أبدا (خطبة)
    حسان أحمد العماري
  •  
    تحريم الإهلال لغير الله تبارك وتعالى
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    مشاهد عجيبة حصلت لي!
    أ. د. عبدالله بن ضيف الله الرحيلي
  •  
    ملخص من شرح كتاب الحج (2)
    يحيى بن إبراهيم الشيخي
  •  
    الدرس السابع عشر: آثار الذنوب على الفرد والمجتمع
    عفان بن الشيخ صديق السرگتي
  •  
    خطبة: (ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب)
    الشيخ عبدالله محمد الطوالة
  •  
    سورة الكافرون.. مشاهد.. إيجاز وإعجاز (خطبة)
    د. صغير بن محمد الصغير
  •  
    من آداب المجالس (خطبة)
    الشيخ عبدالله بن محمد البصري
  •  
    خطر الميثاق
    السيد مراد سلامة
  •  
    أعظم فتنة: الدجال (خطبة)
    د. محمد بن مجدوع الشهري
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / منبر الجمعة / الخطب / مواضيع عامة
علامة باركود

خطبة عن النظافة

خطبة عن النظافة
د. أمير بن محمد المدري

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 26/11/2024 ميلادي - 24/5/1446 هجري

الزيارات: 5494

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

خطبة عن النظافة

 

الحمد لله المحمود بكل لسان، واسع الفضل والإحسان، أحمده سبحانه وأشكره، حمدًا وشكرًا ينال بهما الخير والرضوان، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الواحد المنان، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدًا عبد الله ورسوله المبعوث للثقلين؛ الإنس والجان، بلغ الرسالة وأوضح المحجة، حث على منار الحق وأبان، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه ذوي التقى والإيمان، والتابعين ومن تبعهم بإحسان.

 

أما بعد: فأوصيكم -أيها الناس ونفسي- بتقوى الله، فالسعيد من اتقى ربه، وتدبر أمره، وأخذ حذره، واستعد ليومٍ لا تُقال فيه عثرة، ولا تنفع فيه عبرة.

 

عباد الله! يا من شرّفكم الله بالإسلام! اشكروا الله على هذه النعمة الكبرى، فإن دينكم دين الكمال والشمول، لم يترك خيرًا للعباد وصلاحًا لهم في المعاش أو المعاد إلا أمر به وحثَّ عليه، ولا شرًا أو ضررًا يعود عليهم في دنياهم وفي عقولهم وأجسادهم إلا حذَّر منه ونهى عنه.

 

أيها المسلمون: ديننا دين النظام والنظافة والصفاء والنقاء ولا يدخل الجنة إلا نظيف الظاهر والباطن قال تعالى: ﴿ يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ﴾ [الشعراء: 88، 89].


قال تعالى: ﴿ مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾ [المائدة: 6].

 

يكفي أهل الطهارة والنظافة شرف إنهم من أهل محبة الله قال تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ ﴾ [البقرة: 222].

 

وقد جعل الإسلام الطهارة جزءًا من حياة المسلم، ومن ذلك الوضوء الذي جعله النبي -صلى الله عليه وسلم- سلاح المؤمن، بل جعله النبي -صلى الله عليه وسلم- سببًا لمحو الخطايا ورفعة الدرجات، كما في صحيح مسلم وغيره من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه-، وعن عثمان -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "من توضأ فأحسن الوضوء، خرجت خطاياه من جسده، حتى تخرج من تحت أظفاره" [أخرج مسلم جزءه الأول في الطهارة (245)، وأخرج جزءه الأخير في الطهارة أيضا (229)].


بل قد جعل المصطفى -صلى الله عليه وسلم- "الطهور شطر الإيمان"، كما في صحيح مسلم من حديث أبي مالك الأشعري -رضي الله عنه-.

 

الله أكبر! يا لِسعة فضل الله، وكرمه! ولكن أين المحتسبون المتبعون الذين يقومون بهذا العمل إخلاصًا لله، ورغبةً فيما عنده، واتباعًا لسنة المصطفى -صلى الله عليه وسلم- في ذلك؟!

 

ومن عناية الإسلام بالوضوء: أنه جعله مرتبطًا بأهم أركان الإسلام بعد الشهادتين، وهي الصلاة، فهو شرطٌ لصحتها، ومفتاحها، ومقدمتها.

 

وروى عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "ما منكم من أحد يتوضأ فيسبغ الوضوء، ثم يقول: أشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له. وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، إلا فتحت له أبواب الجنة الثمانية، يدخل من أيّها شاء " [ رواه أحمد ومسلم]. وفي رواية يقول زيادة على ذلك: "اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين ".

 

ومن مظاهر عناية الإسلام بطهارة الظاهر: إيجابه الاغتسال عند حدوث موجباته، كالجنابة، والحيض والنفاس بالنسبة للمرأة، كما شرع الإسلام الاغتسال في حالاتٍ: كالجُمع والأعياد، والإحرام، وحضور الاجتماعات العامة، ومن ذلك حثه على التطيب، والسواك والختان، وأخذ الزينة عند حضور المساجد والصلاة.

 

روي عن أوس بن أوس الثقفي قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "من غسَّل يوم الجمعة واغتسل، وبكَّر وابتكر، ومشى ولم يركب، ودنا من الإمام فاستمع ولم يلغ؛ كان له بكل خطوة عمل سَنة أجر صيامها وقيامها ". [رواه أحمد وأبو داود والترمذي وقال: حديث حسن والنسائي وابن ماجة وابن خزيمة وابن حبان في صحيحهما].

 

عنْ أَبِي ذَرٍّ -رضي الله عنه-، عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم-، قَالَ: "مَنِ اغْتَسَلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، فَأَحْسَنَ غُسْلَهُ، وَتَطَهَّرَ فَأَحْسَنَ طُهُورَهُ، وَلَبِسَ مِنْ أَحْسَنِ ثِيَابِهِ، وَمَسَّ مَا كَتَبَ اللَّهُ لَهُ مِنْ طِيبِ أَهْلِهِ، ثُمَّ أَتَى الْجُمُعَةَ، وَلَمْ يَلْغُ، وَلَمْ يُفَرِّقْ بَيْنَ اثْنَيْنِ، غُفِرَ لَهُ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجُمُعَةِ الأُخْرَى". [صحيح، صحيح مسلم: كتاب الجمعة - باب فضل من استمع وأنصت... حديث (857)].


ومن الطهارة والنظافة في الإسلام خصال الفطرة التي أفصح عنها حديث المصطفى -صلى الله عليه وسلم-، كما في حديث عائشة -رضي الله عنها-، عند مسلم وغيره: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "عشر من الفطرة: قص الشارب، وإعفاء اللحية، والسواك، واستنشاق الماء، وقص الأظفار، وغسل البراجم، ونتف الإبط، وحلق العانة، وانتقاص الماء -يعني: الاستنجاء- ".

 

إخوة الإسلام! ومن حرص الإسلام على الطهارة نهي الإسلام عن التبول في المياه الراكدة، والبراز في الطرق والظل وموارد الناس، كما أمر الإسلام بنظافة البيوت والطرق والطعام والشراب، واللباس والمرافق العامة، وجعل إماطة الأذى عن الطريق شُعبةً من شُعب الإيمان، كما قال -صلى الله عليه وسلم-: "الإيمان بضعٌ وسبعون شُعبة أعلاها قول: لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق" [أخرجه البخاري في الإيمان (9)، ومسلم في الإيمان (35) من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه-].


وأخبر المصطفى -صلى الله عليه وسلم-: " أن الله جميلٌ يحب الجمال " وقد أمر الله نبيه -صلى الله عليه وسلم- بالتطهر، فقال: ﴿ وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ ﴾ [المدثر: 4]. كما مدح سبحانه أصحاب رسوله -صلى الله عليه وسلم-، فقال ـ: ﴿ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ ﴾ [التوبة: 108].

 

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعنا بما فيه من الآيات والذكر الحكيم أقول ما تسمعون وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

 

الخطبة الثانية

الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين ولا عدوان إلا على الظالمين. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليما.

 

أما بعد: فتأملوا عباد الله:

أولًا: اعتناء الإسلام بنظافة الأسنان: من المعروف أن معظم أمراض المعدة والجهاز الهضمي أساسها جراثيم وبقايا طعام في الفم لذا الإسلام يأمر بالمضمضة والسواك وتخليل الأسنان لإزالة بقايا الطعام وعدم بلعها بل رميها، وفي السواك يقول الرسول الكريم -صلى الله عليه وسلم-: "السواك مطهرة للفم، ومرضاة للرب"؛ [رواه أحمد (1/ 10)، والنسائي في الطهارة، باب: الترغيب في السواك (1/ 10)]. ويقول الرسول - صلى الله عليه وسلم-: " لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة ".

 

ثانيًا: عناية الإسلام بالهيئة والمظهر: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه-، أَنَّ رَسُولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: " مَنْ كَانَ لَهُ شَعْرٌ فَلْيُكْرِمْهُ. "؛ [أخرجه البيهقي في شعب الإيمان (5/ 224، رقم 6456). وأخرجه أيضًا: الديلمي (1/ 258، رقم 1005)].

 

وعَنْ جَابِرٍ -رضي الله عنه- قَالَ: أَتَانَا رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-، فَرَأَى رَجُلًا شَعِثًا، قَدْ تَفَرَّقَ شَعْرُهُ، فَقَالَ: "أَمَا كَانَ يَجِدُ هَذَا مَا يُسَكِّنُ بِهِ شَعْرَهُ؟ وَرَأَى رَجُلًا آخَرَ وَعَلْيِهِ ثِيَابٌ وَسِخَةٌ، فَقَالَ: أَمَا كَانَ هَذَا يَجِدُ مَاءً يَغْسِلُ بِهِ ثَوْبَهُ".

 

ثالثًا: نهى الإسلام عن إيذاء الآخرين ولو بالرائحة: وأمر المسلم أن لا يؤذي إخوانه برائحة الثوم والبصل وأن عليه اعتزال أماكن اجتماع الناس وبخاصة المساجد، عَنْ عَطَاءٍ، أَنَّ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ زَعَمَ، أَنَّ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: "مَنْ أَكَلَ ثُومًا، أَوْ بَصَلًا، فَلْيَعْتَزِلْنَا، أَوْ قَالَ: فَلْيَعْتَزِلْ مَسْجِدَنَا، وَلْيَقْعُدْ فِي بَيْتِهِ "؛ [أخرجه البخاري في: 10 كتاب الأذان: 160 باب ما جاء في الثوم النِّيِّ والبصل والكراث]. هذا وتلك الأطعمة مما أحله الله تعالى، فما بالكم عافانا الله وإياكم ممن يؤذي الناس برائحة التدخين، وبرائحة ثيابه.

 

رابعًا: أمر الإسلام أصحابه بالتطيب وطهارة الثوب: وقد أمرنا الله تعالى بأخذ الزينة والاعتناء بطهارة الثوب، والتطيب وبخاصة في أماكن العبادة، قال تعالى: ﴿ يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ ﴾ وعن أبي الدَّرْدَاءِ -رضي الله عنه- قال: سَمِعْتُ رَسُولَ الله -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ: "إِنَّكُمْ قَادِمُونَ عَلَى إِخْوَانِكُمْ، فَأَصْلِحُوا رِحَالَكُمْ، وَأَصْلِحُوا لِبَاسَكُمْ، حتى تكون كأنكم شامة في الناس، فَإِنَّ الله لاَ يُحِبُّ الْفُحْشَ وَلاَ التَّفَحُّشَ". [أخرجه أحمد 4/ 179 (17767)].

 

خامسًا: الإسلام حارب انتشار العدوى في الأماكن العامة: وأمر بالاعتناء بطهارة ونظافة المكان وبخاصة أماكن العبادة التي هي مكان اجتماع الناس، ومصدر انتقال العدوى وانتشارها، فقد قال تعالى: ﴿ وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْنًا وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَنْ طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُو ﴾ [البقرة: 125]. عَنْ صَالِحِ بْنِ أَبِى حَسَّانَ، قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيَّبِ يَقُولُ: " إِنَّ اللَّهَ طَيِّبٌ يُحِبُّ الطَّيِّبَ، نَظِيفٌ يُحِبُّ النَّظَافَةَ، كَرِيمٌ يُحِبُّ الْكَرَمَ، جَوَادٌ يُحِبُّ الْجُودَ، فَنَظِّفُوا أَفْنِيَتَكُمْ وَلاَ تَشَبَّهُوا بِالْيَهُودِ". [أخرجه الترمذي وضعفه الألباني في ضعيف الجامع رقم: 1616].

 

أيها المسلمون: لا نريد أن تكون النظافة يوما فقط في العام بل نريد أن تكون ثقافة عند الرجل والمرأة والصغير والكبير في بيوتنا في شوارعنا في مدارسنا ومؤسساتنا.

 

سادسًا: المسلم يُعرف يوم القيامة بأماكن النظافة والطهارة: فيكون شامة وعلامة بين جميع الأمم، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ: "إن أُمتي يُدعون يوم القيامة ـ أي: يُنادون للحساب ـ غُرًا محجّلين من آثار الوضوء، فمن استطاع منكم أن يطيل غُرته فليفعل" [متفق عليه]

 

سابعًا: من قصر في النظافة والطهارة سوف يحاسب عليها في القبر قبل الآخرة، وذلك لقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: " تنزّهوا من البول فإن عامة عذاب القبر من البول  " [الدار قطنيوصححه الألباني في صحيح الجامع: 3002 ]. ولما مر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بحائط من حيطان مكة، أو المدينة سمع صوت إنسانين يعذبان في قبورهما، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إنهما يعذبان وما يعذبان في كبير، ثم قال: بلى كان أحدهما لا يستبرئ من بوله وكان الآخر يمشي بالنميمة"، ثم دعا بجريدة فكسرها كسرتين فوضع على كل قبر منهما كسرة، فقيل له: يا رسول الله! لم فعلتَ هذا؟ قال: "لعله أن يخفف عنهما ما لم ييبسا، أو إلى أن ييبسا" [أخرجه البخاري في الوضوء (216)، ومسلم في الطهارة (292)].


موقف عِزة بسبب النظافة: يُحكى أن طالبًا مسلمًا كان يدرس في الجامعة الأمريكية في بيروت. كان هذا الطالب السوداني المسلم محافظًا على أداء فرائضه الدينية، وفي أحد الأيام لاحظه أحد مدرسيه في هذه الجامعة يتوضأ للصلاة، فصاح فيه غاضبًا كيف تغسل قدميك في حوض نغسل فيه وجوهنا؟. فقال له: الطالب السوداني: كم مرة تغسل وجهك في اليوم؟ قال الأستاذ الأمريكي: مرة واحدة في كل صباح طبعًا. الطالب السوداني: أمَّا أنا فأغسل رجلي على الأقل خمس مرات في اليوم. ولك أن تحكم بعد ذلك أيهما أكثر نظافة رجلي أم وجهك؟!.

 

عباد الله: لقد حرص الإسلام على نظافة البيئة التي ستنعكس حتمًا على صحة الفرد والمجتمع والتي تتمثل في: نظافة المساكن والأفنية ونظافة الطرقات وأماكن التجمع.

 

ما أروعك من دين: عَنْ أَبِي ذَرٍّ -رضي الله عنه- عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم-، قَالَ: "عُرِضَتْ عَلَىَّ أَعْمَالُ أُمَّتِي، حَسَنُهَا وَسَيِّئُهَا، فَوَجَدْتُ فِي مَحَاسِنِ أَعْمَالِهَا، الأَذَى يُمَاطُ عَنِ الطَّرِيقِ، وَوَجَدْتُ فِي مَسَاوِئِ أَعْمَالِهَا، النُّخَاعَةَ تَكُونُ فِي الْمَسْجِدِ لاَ تُدْفَنُ". [أخرجه أحمد و"البُخاري" في "الأدب المفرد" ]. وقال -صلى الله عليه وسلم- أيضًا: "البصاق في المسجد خطيئة وكفارتها دفنها" [أخرجه البخاري في: 8 كتاب الصلاة: 37 باب كفارة البزاق في المسجد].

 

الإسلام يحفظ الطعام والهواء والماء من التلوث: عَنْ عَائِشَةَ -رضي الله عنها-، أنَّهَا قالت: "كَانَتْ يَدُ رَسُولِ الله -صلى الله عليه وسلم- اليمنى لِطُهُورِهِ وَلِطَعَامِهِ، وَكَانَتِ الْيُسْرَى لِخَلاَئه وَمَا كَانَ مِنْ أذًى". [أخرجه أبو داود "1/ 55": كتاب الطهارة: باب كراهية مس الذكر باليمين في الاستبراء، حديث "32"، وأحمد "6/ 287، 288"، وابن حبان في "صحيحه" "12/ 31- الإحسان"، حديث "5227"، والحاكم في "المستدرك" "4/ 109": كتاب الأطعمة، وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد].

 

وفي حفظ الطعام: عنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الأَنْصَارِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ: "غَطُّوا الإِنَاءَ، وَأَوْكِئُوا السِّقَاءَ، فَإِنَّ فِي السَّنَةِ لَيْلَةً يَنْزِلُ فِيهَا وَبَاءٌ، لاَ يَمُرُّ بِإِنَاءٍ لَمْ يُغَطَّ، وَلاَ سِقَاءٍ لَمْ يُوكَ، إِلاَّ وَقَعَ فِيهِ مِنْ ذَلِكَ الْوَبَاءِ. وفي رواية: خَمِّرُوا الإِنَاءَ، وَأَوْكُوا السِّقَاءَ، فَإِنَّ ِللهِ، عز وجل، دَاءٌ يَنْزِلُ فِي السَّنَةِ لَيْلَةً، لاَ يَمُرُّ بِإِنَاءٍ، لَمْ يُخَمَّرْ، أَوْ سِقَاءٍ، لَمْ يُوكَأْ، إِلاَّ وَقَعَ فِيهِ مِنْ ذَلِكَ الدَّاءِ"؛ [أخرجه أحمد ومسلم].

 

وفي حفظ الهواء من التلوث: روي عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما، قال: "نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن يتنفس في الإناء أو ينفخ فيه" [أخرجه البخاري 11/ 226، كتاب الأشربة: باب الشرب بنفسين أو ثلاثة، حديث 5631].

 

وفي حفظ الماء من التلوث: عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "لا يبولن أحدكم في الماء الدائم الذي لا يجري ثم يغتسل فيه" [متفق عليه].

 

ولوقاية الماء من التلوث أيضًا نهى النبي -صلى الله عليه وسلم- عن إدخال المستيقظ من نومٍ يده في الإناء قبل أن يغسلها ويطهرها فلعله مس أو حك بها سوءته أو عضوًا مريضًا متقرحًا من جسمه وهو نائم، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: "إذَا اسْتَيْقَظَ أَحَدُكُمْ فَلاَ يَضَعْ يَدَهُ فِي الْوَضُوءِ حَتَّى يَغْسِلَهَا، إِنَّهُ لاَ يَدْرِي أَحَدُكُمْ أَيْنَ بَاتَتْ يَدُهُ"؛ [خرجه مسلم "1/ 234" كتاب الطهارة: باب كراهة غمس المتوضئ وغيره يده].

 

أيها المسلمون كما نطالب بنظافة البيوت والأبدان نطالب قبل ذلك بنظافة وطهارة القلوب من الغل والحسد والكبر والغرور.

 

كما نطالب بنظافة البيوت والأبدان نطالب بطهارة اللسان من الكذب والزور والبهتان والغيبة والنميمة.

 

كما نطالب بنظافة البيوت والأبدان نطالب بنظافة المعاملات من الحيل المحرمة والغش والرشوة والتزوير. هذا وصلوا - عباد الله: - على رسول الهدى فقد أمركم الله بذلك في كتابه فقال: ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [الأحزاب: 56].

 

اللهم صلِّ وسلّم على عبدك ورسولك محمد، وارض اللهم عن الخلفاء الأربعة الراشدين...





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • النظافة العامة وضرر تلويث البيئة (خطبة)
  • النظافة قيمة إسلامية (خطبة)
  • ديننا دين الذوق والنظافة (خطبة)
  • خطبة نهاية العام الهجري - محرم

مختارات من الشبكة

  • الإسلام دين النظافة (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خطبة عن النظافة في الإسلام(مقالة - موقع د. أمين بن عبدالله الشقاوي)
  • النظافة في الإسلام ( خطبة )(مقالة - آفاق الشريعة)
  • إذاعة مدرسية عن النظافة الشخصية (كلمة عن النظافة)(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • أنواع الخطابة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خطبة صلاة الكسوف(مقالة - موقع الشيخ فيصل بن عبدالعزيز آل مبارك)
  • خطبة: كيف نغرس حب السيرة في قلوب الشباب؟ (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • حكم وزواجر من خطب البلغاء (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خطبة: عام مضى وعام أتى (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • كيف تكون خطبة الجمعة خطبة عظيمة ومؤثرة؟ (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 14/11/1446هـ - الساعة: 17:59
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب