• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    محاسن الإرث في الإسلام (خطبة)
    الشيخ د. إبراهيم بن محمد الحقيل
  •  
    تفسير: (لقد كان لسبإ في مسكنهم آية جنتان عن يمين ...
    تفسير القرآن الكريم
  •  
    علامات الساعة (2)
    تركي بن إبراهيم الخنيزان
  •  
    ما جاء في فصل الصيف
    الشيخ عبدالله بن جار الله آل جار الله
  •  
    أحكام التعاقد بالوكالة المستترة وآثاره: دراسة ...
    د. ياسر بن عبدالرحمن العدل
  •  
    خطبة: أم سليم ضحت بزوجها من أجل دينها (1)
    د. محمد جمعة الحلبوسي
  •  
    خطبة: التربية على العفة
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    حقوق الأولاد (1)
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    التلاحم والتنظيم في صفوف القتال في سبيل الله...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
  •  
    أسس التفكير العقدي: مقاربة بين الوحي والعقل
    الشيخ حذيفة بن حسين القحطاني
  •  
    ابتلاء مبين وذبح عظيم (خطبة)
    د. محمود بن أحمد الدوسري
  •  
    فضل من يسر على معسر أو أنظره
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    حديث: لا طلاق إلا بعد نكاح، ولا عتق إلا بعد ملك
    الشيخ عبدالقادر شيبة الحمد
  •  
    كونوا أنصار الله: دعوة خالدة للتمكين والنصرة
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
  •  
    لا تعير من عيرك
    نورة سليمان عبدالله
  •  
    من مائدة التفسير: سورة النصر
    عبدالرحمن عبدالله الشريف
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / منبر الجمعة / الخطب / تفسير القرآن
علامة باركود

حاجتنا إلى القرآن (خطبة)

حاجتنا إلى القرآن (خطبة)
الشيخ إسماعيل بن عبدالرحمن الرسيني

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 23/3/2024 ميلادي - 13/9/1445 هجري

الزيارات: 7609

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

حاجتنا إلى القرآن

 

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ به من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهدِهِ الله فلا مضلَّ له، ومن يضلل فلا هاديَ له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، إله الأولين والآخرين، وقيوم السماوات والأرَضين، أرسل رُسُلَه حُجَّة على العالمين ليَحْيا من حيَّ عن بينة، ويهلِك مَن هلك عن بينة، وأشهد أن محمدًا عبدُالله ورسوله، البشير النذير، والسراج المنير، تَرَكَ أُمَّتَه على المحجَّة البيضاء، ليلها كنهارها، لا يزيغ عنها إلا هالك، فصلوات ربي وسلامه عليه ما تعاقب الليل والنهار، وصلوات ربي وسلامه عليه ما ذكره الذاكرون الأبرار، وصلوات ربي وسلامه عليه ما غفل عن ذكره الغافلون، وعلى آله وصحبه، ومن اقتفى أثَرَه، واستنَّ بسُنَّته إلى يوم الدين؛ أما بعد عباد الله:

 

فاتقوا الله وأطيعوه، وابتدروا أمره ولا تعصوه، واعلموا أن خير دنياكم وآخراكم بتقوى الله تبارك وتعالى: ﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ ﴾ [الطلاق: 2، 3]، ﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا ﴾ [الطلاق: 5]، ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا ﴾ [الأنفال: 29]، ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 70، 71].

 

عباد الله: أنزل الله تبارك وتعالى تأييده لعباده المرسلين، وأمدَّهم بجنود من جنود السماوات والأرضين، وجعل لكل رسول معجزة مناسبة لأهل زمانه من العالمين، وجعل معجزة خاتم الأنبياء والمرسلين معجزة خالدة إلى قيام الناس لرب العالمين، وهذه المعجزة هي القرآن العظيم معجزة مناسبة لأهل زمانه، أهل الفصاحة والبلاغة، فأنزله بلسانهم اللسان العربيِّ المبين، تحدَّى الإنس والجن مجتمعين أن يأتوا بمثله، بل بعشر سور، بل بآية واحدة، فلم ولن يستطيعوا، تكفَّل الله بحفظه؛ قال تعالى: ﴿ إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ﴾ [الحجر: 9]، فهو تحدٍّ لأُمَّة من الناس سلكت طريق تضليل العباد، وتشويه الإسلام بين الناس؛ ليعلم كل أحد عظمة الله الذي تكفل بحفظ القرآن الكريم، وفي المقابل يعلم ضعف الإنسان وعجزه، وتأمُّلُ هذا مُعينٌ على الثبات على الدين، ومعين للدعوة لدين رب العالمين.

 

عباد الله:

حثَّ الله عباده على العناية بالقرآن بصيغ متعددة:

فمرة يحثهم صراحة على التدبُّر؛ قال تعالى: ﴿ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا ﴾ [محمد: 24].

 

ومرة يحث على الإنصات له، ويجعله من أسباب الرحمة؛ قال تعالى: ﴿ وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ﴾ [الأعراف: 204].

 

ومرة يأمر بالترتيل وتحسين الصوت به: ﴿ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا ﴾ [المزمل: 4].

 

ويأمرنا بالتهيئة النفسية قبل قراءته بالتطهر أولًا؛ قال تعالى: ﴿ لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ ﴾ [الواقعة: 79].

 

وبالاستعاذة من الشيطان ثانيًا؛ قال تعالى: ﴿ فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ ﴾ [النحل: 98]؛ كي تصفوَ النفوس لاستقبال أحكامه ومضامينه.

 

وتارة يغرس في النفوس استبشاع البُعْدِ عن القرآن وهَجْرِه؛ قال تعالى: ﴿ وَقَالَ الرَّسُولُ يَارَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا ﴾ [الفرقان: 30].

 

وتارة ينبِّه على فضله وتيسيره للذكر وعظيم المنة به؛ قال تعالى: ﴿ وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ ﴾ [القمر: 17].

 

عباد الله:

كتابٌ أكْمَلَ الله به الدين، وأتمَّ به النعمة، وأثنى عليه وجعله أعظم الكتب السماوية، وخاتمًا لها، ومهيمنًا عليها، خصَّ به أفضل البشرية محمدًا صلى الله عليه وسلم، وجعل حِفْظَ ألفاظه من خصائص أهل العلم؛ قال تعالى: ﴿ بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا الظَّالِمُونَ ﴾ [العنكبوت: 49].

 

من أعجب أسرار القرآن العظيم سرعةُ تأثيره، وبثُّ السَّكِينة والطمأنينة لمن يقرؤه ويستمع إليه، فكلما زادت مدة القراءة والتأمل، زادت معه الراحة والطمأنينة، شعور عجيب تُحِسُّه، ولربما لم تستطعِ التعبير عنه، ولا عَجَبَ؛ فالقلب مِلْكُ الربِّ، سعادته وسروره وأنسه بأمره، وقد أذِن الله للقلب بالانشراح عند الذكر؛ قال تعالى: ﴿ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ﴾ [الرعد: 28].

 

عباد الله:

المخلوقات مع القرآن:

الجوامد الرواسي تتصدع للقرآن، ونساء المشركين وأطفالهم يتهافتون مخالفين كلام أسيادهم سرًّا لسماع القرآن، وعدو الله الوليد بن المغيرة يقول: "إن لِقولِه لَحلاوة، وإن عليه لَطلاوة، وإنه لمثمرٌ أعلاه، مُغدِق أسفله، وإنه ليعلو ولا يُعلى عليه"، الجن استنصت بعضهم لبعض لسماعه، وتعجبوا وولَّوا إلى قومهم منذرين، والقساوسة الصادقون لما سمعوا القرآن فاضت أعينهم بالدمع خاشعين؛ قال تعالى: ﴿ وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ ﴾ [المائدة: 83]، والملائكة السَّيَّارة تسير في الأرض لترى من يذكر الله، فتكون معهم وتحُفُّهم، والمؤمنون الخاشعون الذين يخشَون ربهم عند سماع آي القرآن؛ ﴿ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ ﴾ [الزمر: 23].

 

وأما حال خير البشر الأنبياء عليهم السلام عند تلاوة آيات الله، فهم يخِرُّون ساجدين؛ قال الله عنهم: ﴿ أُولَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ مِنْ ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِنْ ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَنِ خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا ﴾ [مريم: 58].

 

عباد الله:

ما حالنا مع كتاب ربنا؟ تلاوته والعمل به علامة الإيمان؛ قال تعالى: ﴿ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ أُولَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ ﴾ [البقرة: 121].

 

أم أن قلوبنا قَسَتْ؟ فلنحذر جميعًا من قسوة القلب، فقد توعَّد الله قُساةَ القلوب؛ قال تعالى: ﴿ فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ ﴾ [الزمر: 22].

 

قسوة القلب داء وأي داء، به تخسر دنياك وأخراك، وإذا قسا قلبك، مِلْتَ بالشريعة عن مراد الله إلى مراد هوى نفسك؛ قال تعالى: ﴿ فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ ﴾ [المائدة: 13].

 

عبدَالله:

إذا قسا قلبك، تهاونت بطاعة الله، واستثقلت رضاه، إذا قسا قلبك، عظُمتِ الدنيا في عينيك، ونسيت أو تناسيت آخرتك، إذا قسا قلبك، ضعُفت غَيرتك وهمتك للعمل لدينك، إذا قسا قلبك لم تقدر لمواسم الطاعات قدرها فأهملتها، إذا قسا قلبك لم تنفعك العِظات.

 

اللهم إنا نشكو إليك قسوة في قلوبنا، فألِنْ قلوبنا لطاعتك.

 

وأما علاج قسوة القلب الذي تشرَّب الشهوات، وحار في الشُّبُهات، فأُغلق على قلبه، فأصبح لا يعرف معروفًا ولا ينكر منكرًا، فهو القرآن وتدبُّره؛ قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ ﴾ [يونس: 57].

 

فإلى كل من أخطأ الطريق، وضلَّ السبيل، وأصابه التردد والشكُّ؛ تدبَّرْ كلام الله جيدًا؛ فهو بإذن الله يهديك للطريق القويم؛ قال تعالى: ﴿ إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا ﴾ [الإسراء: 9]، لكن ما السبيل لتدبُّرِ كلام الله؟

 

1- سَلِ الله العونَ على التدبُّر؛ فهو خير معين.

 

2- استشعر عظمة قائل هذا الكلام، متفكرًا بآلائه وأسمائه وصفاته، ومخلوقاته وأفعاله.

 

3- أن الكلام في القرآن موجَّه بالدرجة الأولى لك.

 

4- رتِّل كلام ربك، واسأل عما خَفِيَ من المعاني، حاول أن تضَعَ وقتًا معينًا، ولا تحرِص على العجلة، ولا يكن همك نهاية السورة، بل تفكَّر ودقِّق النظر وتأمَّل.

 

5- اعرض نفسك على القرآن، ولا تجامل، ما حالك مع الأوامر الشرعية؟ وما حالك مع النواهي الشرعية؟ فقد كان حبيبك عليه السلام خُلُقُه القرآن.

 

6- إذا كانت الآية فيها عِظَةٌ، فاجعل نفسك مكان صاحب العظة تَسْتَفِدْ كثيرًا.

 

7- اجعل لك وِرْدًا يوميًّا لا تتخلف عنه حسب الاستطاعة، فالقرآن عزيز يُقبِل على من يُقبِل عليه، وينصرف عمن ينصرف عنه؛ قال تعالى: ﴿ وَأَنْ أَتْلُوَ الْقُرْآنَ فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَقُلْ إِنَّمَا أَنَا مِنَ الْمُنْذِرِينَ ﴾ [النمل: 92].

 

الخطبة الثانية

الحمد لله على إحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، تعظيمًا لشأنه، وأشهد أن محمدًا عبدُالله ورسوله، الداعي إلى رضوانه، صلى الله وسلم وبارك عليه، وعلى آله وصحبه، ومن اقتفى أثره إلى يوم الدين؛ أما بعد:

 

فيا عبدَالله، حاول التخلص من الذنوب وآثارها بالتوبة النصوح، إن لم تُوفَّق لقراءة القران كل يوم، فسَلْ ربك الإعانة، وإن وُفِّقت فكنت ممن يقرأ القرآن.

 

ثم إني أهمس في أذنك همسة: إذا انتهيت من قراءة حزبك من القرآن، فلا تُدِلَّ على ربك بالعمل؛ فأنت المحتاج، واحمل نفسك على استشعار منة الله وفضله عليك، أن أكرمك بقراءة حزبك: ﴿ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَى مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴾ [النور: 21]؛ لأن النفس إذا التفتت لذاتها بعد العمل الصالح، نقص مسيرها إلى الله، وإذا التفتت لربها وشكرته على الإعانة، ارتقت في مدارج العبودية.

 

عبدَالله: بعبارة أدق: أنت في عبادتك تحتاج إلى عبادة قبل العبادة؛ وهي الاستعانة بالله، وعبادة بعد العبادة؛ وهي الشكر على أداء العبادة.

 

اللهم اجعلنا مُعظِّمين لأمرك مؤتمرين به، واجعلنا معظِّمين لِما نهيت عنه منتهين عنه، اللهم أعِنَّا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك، اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك، اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك.

 

اللهم إنا نسألك بأسمائك الحسنى وصفاتك العلى أن تُعِزَّ الإسلام والمسلمين، وأن تُذِل الشرك والمشركين، وأن تدمِّرَ أعداء الدين، وأن تنصر من نصر الدين، وأن تخذُلَ من خذله، وأن تواليَ من والاه، بقوتك يا جبار السماوات والأرض.

 

اللهم آمِنَّا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، اللهم وفِّق ولاة أمرنا لِما تحب وترضى، وخُذْ بنواصيهم للبر والتقوى.

 

اللهم كُنْ لإخواننا المرابطين على الحدود، وجازِهم خير الجزاء، اللهم اقبل من مات منهم، واخلفهم في أهليهم يا رب العالمين.

 

اللهم أصلح أحوال المسلمين في كل مكان، اللهم أصلح أحوال المسلمين في كل مكان، واجمع كلمتهم على ما يرضيك يا رب العالمين، اللهم بواسع رحمتك وجودك وإحسانك يا ذا الجلال والإكرام، اجعل اجتماعنا هذا اجتماعًا مرحومًا، وتفرقنا من بعده تفرقًا معصومًا.

 

اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات، المؤمنين والمؤمنات، الأحياء منهم والأموات، اللهم اغفر لآبائنا وأمهاتنا، وجازِهم عنا خير الجزاء، اللهم من كان منهم حيًّا فأطِلْ عمره، وأصلح عمله، وارزقنا بِرَّه ورضاه، ومن سبق للآخرة فارحمه رحمة من عندك، تغنيهم عن رحمة من سواك.

 

اللهم ارحم المسلمين والمسلمات، اللهم اغفر لأموات المسلمين الذين شهدوا لك بالوحدانية، ولنبيك بالرسالة، اللهم جازِهم بالحسنات إحسانًا، وبالسيئات عفوًا وغفرانًا يا رب العالمين.

 

اللهم احفظنا بحفظك، واكلأنا برعايتك، ووفِّقنا لهداك، واجعل عملنا في رضاك.

 

اللهم أصلحنا وأصلح ذريتنا وأزواجنا، وإخواننا وأخواتنا، ومن لهم حق علينا يا رب العالمين.

 

اللهم ثبتنا على قولك الثابت في الحياة الدنيا والآخرة يا أرحم الراحمين، اللهم كن لإخواننا المسلمين في كل مكان، اللهم كن لهم بالشام وكل مكان يا رب العالمين.

 

اللهم إنا نسألك بأنك أنت الصمد تصمد إليك الخلائق في حوائجها، لكل واحد منا حاجة لا يعلمها إلا أنت، اللهم بواسع جودك ورحمتك وعظيم عطائك، اقضِ لكل واحد منا حاجته يا أرحم الراحمين.

 

اللهم اغفر لنا في جمعتنا هذه أجمعين يا أرحم الراحمين، اللهم اغفر لآبائنا وأمهاتنا، وجازِهم عنا خير ما جزيت والدًا عن والده، اللهم كان منهم حيًّا فأطل عمره، وأصلح عمله، وارزقنا بره ورضاه، ومن كان منهم ميتًا، فارحمه برحمتك التي وسعت كل شيء، وجميع أموات المسلمين يا أرحم الراحمين.

 

﴿ سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ * وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ * وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ [الصافات: 180 - 182]، وصلِّ الله وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • آيات في وصف القرآن ووجوب الإيمان به
  • أربعون حديثا في فضائل القرآن
  • أبيات وقصائد عن حافظات القرآن
  • شروط استلهام القرآن الكريم
  • هيئة التنمية الإسلامية الماليزية تنظم مجلس حفظ القرآن الكريم
  • ترجمة معاني القرآن إلى اللغة "الأكانية"

مختارات من الشبكة

  • حاجتنا إلى هداية الناس(مقالة - آفاق الشريعة)
  • حاجتنا للإقبال على القرآن الكريم والفوز ببركاته (خطبة)(مقالة - موقع الشيخ د. خالد بن عبدالرحمن الشايع)
  • خطبة الاستسقاء: حاجتنا إلى التوبة والاستغفار(مقالة - آفاق الشريعة)
  • حاجتنا إلى دعوة الأقارب (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • حاجتنا إلى الأخوة (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • حاجتنا إلى مفتشين عن خطب الجمعة(مقالة - موقع د. محمد بن لطفي الصباغ)
  • خطبة الحاجة بين الإفراط والتفريط(مقالة - آفاق الشريعة)
  • ‏حاجتنا للإقبال على القرآن الكريم والفوز ببركاته وقول الله تعالى: (كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته)(محاضرة - موقع الشيخ د. خالد بن عبدالرحمن الشايع)
  • الحاجات الجسمية عند الطالبات المدعوات في المرحلة الثانوية(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • حاجتنا للتفاؤل وقوله تعالى (سيجعل الله بعد عسر يسرا)(محاضرة - موقع الشيخ د. خالد بن عبدالرحمن الشايع)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 15/11/1446هـ - الساعة: 15:5
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب