• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    خطبة: أهمية اللعب والترفيه للشباب
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    عيد الأضحى: فرحة الطاعة وبهجة القربى
    محمد أبو عطية
  •  
    كيف يعلمنا القرآن الكريم التعامل مع الضغط النفسي ...
    معز محمد حماد عيسى
  •  
    أحكام الأضحية (عشر مسائل في الأضاحي)
    د. شريف فوزي سلطان
  •  
    زيف الانشغال
    أ. د. عبدالله بن ضيف الله الرحيلي
  •  
    خطبة الجمعة في يوم الأضحى
    د. صغير بن محمد الصغير
  •  
    الأخذ بالأسباب المشروعة
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    يوم العيد وأيام التشريق (خطبة)
    الشيخ عبدالله بن محمد البصري
  •  
    المقصد الحقيقي من الأضحية
    عاقب أمين آهنغر (أبو يحيى)
  •  
    خطبة الأضحى 1446 هـ (إن الله جميل يحب الجمال)
    الشيخ عبدالله محمد الطوالة
  •  
    خطبة عيد الأضحى 1446هـ
    عبدالوهاب محمد المعبأ
  •  
    لبس البشت فقها ونظاما
    د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر
  •  
    خطبة: مضت أيام العشر المباركة
    محمد أحمد الذماري
  •  
    خطبة عيد الأضحى المبارك لعام 1446هـ
    د. عبدالرزاق السيد
  •  
    خطبة عيد الأضحى لعام 1446 هــ
    أ. شائع محمد الغبيشي
  •  
    خطبة عيد الأضحى المبارك: تضحية وفداء، صبر وإخاء
    الشيخ الحسين أشقرا
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / منبر الجمعة / الخطب / الأسرة والمجتمع / تربية الأولاد
علامة باركود

تذكير الآباء بأهمية تربية الأبناء (خطبة)

تذكير الآباء بأهمية تربية الأبناء (خطبة)
رمضان صالح العجرمي

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 9/9/2022 ميلادي - 13/2/1444 هجري

الزيارات: 101660

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

تذكير الآباء بأهمية تربية الأبناء

 

الهدف من الخطبة:

التذكير بهذه المسؤولية العظيمة التي يترتب عليها صلاح الفرد والأسرة، بل صلاح المجتمع بأسرة، مع بيان أدلة مسؤولية الآباء عن تربية الأبناء.

 

مقدمة ومدخل للموضوع:

• أيها المسلمون، عباد الله، موعظتنا اليوم بإذن الله تعالى بعنوان: (تذكير الآباء بأهمية تربية الأبناء)، وسيندرج الكلام تحت العناصر التالية:

1- تربية الأبناء مسؤولية الآباء.

2- فضل تربية الأبناء.

3- خطر إهمال تربية الأبناء.

4- كيف نربي أولادنا؟

 

• عباد الله، فإن الأولاد نعمة من نعم الله تعالى على عباده، فهم زينة الحياة الدنيا، وعدة للدار الآخرة، ولهذا ذكر الله تعالى من إنعامه على خيار خلقة من الأنبياء والمرسلين: ﴿ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجًا وَذُرِّيَّةً ﴾ [الرعد: 38]، وقال سبحانه وتعالى: ﴿ الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا ﴾ [الكهف: 46].

 

• فإذا عرف الإنسان هذا الأمر، عرف أن عليه مقابلة هذه النعمة بالشكر، واستحضارها في جميع الأوقات؛ قال الله سبحانه وتعالى: ﴿ وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ ﴾ [إبراهيم: 7].

 

تربية الأبناء مسؤولية الآباء:

• إن تربية الأبناء مسؤولية كبيرة في أعناق الآباء والأمهات: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ﴾ [التحريم: 6].

 

• فكما أن للوالدين حقوقًا على أبنائهم، فإن للأولاد حقوقًا على الوالدين أيضًا، كما روى مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (وَإِنَّ لِوَلَدِكَ عَلَيْكَ حَقًّا).

 

وحسن تربية الأبناء أعظم أمانة في رقاب الوالدين يجب حفظها ورعايتها، وأن التفريط فيها خيانة كبيرة: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ * وَاعْلَمُوا أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ وَأَنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ ﴾ [الأنفال: 27، 28]، بل إن هذه الأمانة، وهذا الحق يبدأ من قبل ولادته وذلك بحسن اختيار الأم الصالحة، فمن حقوق الأولاد التي يغفل عنها كثيرٌ من الناس أن يختار الرجل الأم الصالحة عند الزواج، فالأم الصالحة كالأرض الطيبة، تنبت نباتًا حسنًا؛ قال النبي صلى الله عليه وسلم: (تُنْكَحُ المَرْأَةُ لِأَرْبَعٍ: لِمَالِهَا وَلِحَسَبِهَا وَجَمَالِهَا وَلِدِينِهَا، فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ، تَرِبَتْ يَدَاكَ).

 

• لأن تربية الأبناء مسؤولية مشتركة بين الأبوين، ففي الصحيحين عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: (كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالأَمِيرُ رَاعٍ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ، وَالمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ عَلَى بَيْتِ زَوْجِهَا وَوَلَدِهِ، فَكُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ).

 

فهذه درجات المسؤولية لكل مسؤول، فكما أننا نمنع عنهم البرد والحر والجوع! نمنع عنهم فساد الدين والأخلاق!

 

فضل تربية الأبناء:

فأما في الدنيا، فأكرم به وأنعم من بر وطاعة وإحسان، (يرفع وجهك)، (ويكون ساعدك)، وكل صلاح وخير تقوم بتربيته عليه، فهو في ميزان حسناتك يوم القيامة؛ لأن الولد من سعي أبيه ﴿ أَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى * وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى * ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاءَ الْأَوْفَى ﴾ [النجم: 39 - 41]، فما يسجد سجدة، ولا يقرأ حرفًا، ولا يسبح تسبيحة، ولا يعمل معروفًا إلا وكان لك من ذلك حظًّا ونصيبًا، ومن أعظم ثمرات تربية الأبناء وصلاح الولد أن يدعو لوالديه بعد موتهما؛ كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إذَا مَاتَ الإنسانُ انْقَطعَ عَمَلُهُ إلاَّ مِنْ ثلاثةٍ: إلا من صَدَقَةٍ جَاريةٍ، أو عِلمٍ يُنْتَفعُ به، أو ولدٍ صالِحٍ يَدعُو لهُ)، بل يجني ثمار تربيتهم حتى في الجنة؛ يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَيَرْفَعُ الدَّرَجَةَ لِلْعَبْدِ الصَّالِحِ فِي الْجَنَّةِ فَيَقُولُ: يَا رَبِّ: أَنَّى لِي هَذِهِ؟! فَيَقُولُ: بِاسْتِغْفَارِ وَلَدِكَ لَكَ)؛ (رواه ابن ماجه وأحمد واللفظ له).

 

تأمل هذا التكريم؛ عن بُرَيْدَةَ الْأَسْلَمِيِّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: (مَنْ قَرَأَ الْقُرْآنَ وَتَعَلَّمَهُ وَعَمِلَ بِهِ أُلْبِسَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تَاجًا مِنْ نُورٍ ضَوْءُهُ مِثْلُ ضَوْءِ الشَّمْسِ، وَيُكْسَى وَالِدَيْهِ حُلَّتَانِ لَا يَقُومُ بِهِمَا الدُّنْيَا فَيَقُولَانِ: بِمَا كُسِينَا؟ فَيُقَالُ: بِأَخْذِ وَلَدِكُمَا الْقُرْآنَ).

 

خطر إهمال تربية الأبناء:

أما في الدنيا فينشأ أولاد لا يعرفون للوالدين حقوقًا، ولا للحياء سبيلًا، ولا للأخلاق الفاضلة طريقًا، ليس لهم هم إلا شهوات يتبعونها، ورغبات يحققونها، وإن خالفت الشرع وعارضت الفضيلة؛ لأنهم لم يتربوا ولم يتعلموا الانضباط من خلال الحلال والحرام، وأما في الآخرة فإن الوالد موقوف ومسؤول، ومُحاسب ومحروم، ففي الصحيحين عن مَعْقِل بْن يَسَارٍ الْمُزَنِي رضي الله عنه قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: (مَا مِنْ عَبْدٍ يَسْتَرْعِيهِ اللهُ رَعِيَّةً، يَمُوتُ يَوْمَ يَمُوتُ وَهُوَ غَاشٌّ لِرَعِيَّتِهِ، إِلَّا حَرَّمَ اللهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ)، وفي رواية: (فَلَمْ يَحُطْهَا بِنَصِيحَةٍ، إِلَّا لَمْ يَجِدْ رَائِحَةَ الجَنَّةِ)، وعن عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرٍو رضي الله عنهما قال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: (كَفَى بِالْمَرْءِ إِثْمًا أَنْ يُضَيِّعَ مَنْ يَعُولُ).

 

نسأل الله العظيم أن يحفَظ لنا أولادنا، وأن يعيننا على حسن تربيتهم.

 

الخطبة الثانية

كيف نربي أولادنا؟

اعلم أيها الوالد أو المربي أن تربية الأولاد والعناية بهم، من أعظم التجارات الرابحة في الدنيا والآخرة، والتي يجب أن يقدمها العاقلُ على كل أمور الدنيا، وعلى كثير من أمور الآخرة، ومعلوم أن كل تجارة كبيرة فمحتاجة لصبر وتعبٍ ومشقة، وتربية الأولاد في هذه الأزمان من أشق الأمور وأصعبها، لكنها لا تشق على من علم عاقبتها وأجرها، وعلى من يسرها الله عليه، واعلَم أيها الوالد أن هدايتهم بيد الله وحده، وأن ما علينا هو الاجتهاد بفعل الأسباب المشروعة فقط.

 

ولا بد أن يعلم الوالدان أن معاناة التربية هي نوع من الجهاد والطاعة، فما يلاقيانه فيها من الجهد والعناء لا يضيع عند الله تعالى، ولهذا جاء عن بعض السلف: إن من الذنوب ما لا يكفره إلا هم الأولاد، فإذا عرف الإنسان هذا هان عليه الأمر، وعلِم أنه في عبادة يؤجر عليها كما يؤجر على سائر العبادات، وإليك بعض الأسس والقواعد التي ينبغي أن يتربى عليها الأبناء.

 

1- تربيتهم على العقيدة الصحيحة:

وقد ذكر الله تعالى نموذجًا ومنهجًا للتربية الصحيحة: ﴿ وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ * وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ ﴾ [لقمان: 13، 14]، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يعتني بتعليم الصغار العقيدة ويربيهم على الإيمان؛ كقوله لابن عباس: (يَا غُلَامُ، إِنِّي أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ، احْفَظِ اللَّهَ يَحْفَظْكَ، احْفَظِ اللَّهَ تَجِدْهُ تُجَاهَكَ، إِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلِ اللَّهَ، وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ، وَاعْلَمْ أَنَّ الأُمَّةَ لَوْ اجْتَمَعَتْ عَلَى أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ لَكَ، وَلَوْ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَضُرُّوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيْكَ، رُفِعَتِ الأَقْلَامُ وَجَفَّتْ الصُّحُفُ)؛ رواه الترمذي.

 

2- تعويدهم على أداء العبادات:

فمن وسائل تربية الأولاد تعويدهم على فعل الخيرات، وأداء العبادات، ليعتادوا عليها منذ الصغر؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مُرُوا أَوْلَادَكُمْ بِالصَّلَاةِ وَهُمْ أَبْنَاءُ سَبْعِ سِنِينَ، وَاضْرِبُوهُمْ عَلَيْهَا، وَهُمْ أَبْنَاءُ عَشْرٍ وَفَرِّقُوا بَيْنَهُمْ فِي الْمَضَاجِعِ)؛ (رواه أبو داود وصحَّحه الألباني).

 

3- التربية بالقدوة العملية:

فإن المربي الناجح سواء كان (أبًا أو أمًّا، أو معلمًا)، يجب أن يكون قدوة صالحة في نفسه؛ فكيف يرجو أن يطاع ويكون لتوجيهه أثرٌ، وهو يخالف فعلُه قولَه، وقد قال ربنا سبحانه: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ * كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ ﴾ [الصف: 2، 3]، فإن الأبناء يربطون بين توجيهات الوالد وتصرفاته، فإذا رأوه مثلًا يسب ويلعن، أو يكذب في معاملاته، فهل سيقبلون منه إذا نهاهم عن ذلك؟! وإذا رأوه متكاسلًا عن الصلاة فهل سيقبلون منه إذا أمرهم بالصلاة؟! وإذا رأوه مدخنًا فهل سيقبلون منه عندما ينهاهم ويزجرهم عن شرب الدخان؟! يقول الإمام ابن القيم رحمه الله: إذا اعتبرت الفساد في الأولاد رأيت عامته من قبل الآباء، ولهذا فإن من الحِكم التي شرعت لأجلها صلاة النافلة في البيت؛ حتى يتعلم الأولاد الصلاة عمليًّا من الوالدين، فيفي الصحيحين عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (اجعلوا في بيوتكم من صلاتكم ولا تتخذوها قبورًا)، وفي صحيح مسلم عن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إذا قضى أحدكم الصلاة في مسجده، فليجعل لبيته نصيبًا من صلاته، فإن الله جاعل في بيته من صلاته خيرًا).

 

• واستكثار الوالدين من الطاعات والاجتهاد في الخير من أقوى أسباب صلاح الأبناء، ودفع الشرور عنهم وحفظ الله تعالى لهم؛ كما قال الله تعالى: ﴿ وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا ﴾ [الكهف: 82]، قال ابن المنكدر: إن الله ليحفظ بالرجل الصالح ولده وولد ولده والدويرات التي حوله، فما يزالون في حفظ من الله وستر.

 

4- الإكثار من الدعاء لهم بالهداية والصلاح:

كما دعا الخليل إبراهيم عليه السلام، قال: ﴿ رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ ﴾ [الصافات: 100]، وقال: ﴿ رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ ﴾ [إبراهيم: 40]، وهذا زكريا عليه السلام يسأل الله ذرية صالحة، فيقول: ﴿ فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا * يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا ﴾ [مريم: 5، 6]، ومن دعاء عباد الرحمن: ﴿ وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا ﴾ [الفرقان: 74]، وعليك بالإكثار من الدعاء ولا تيئس، روِي عن معروف الكرخي أنـه كان يدعو لابنه علي قائلًا: اللهم إني اجتهدتُ أن أؤدب عليًّا، فلم أقدر على تأديبه، فأدِّبه أنت لي، واستجاب الله له حتى أصبح ابنه عابدًا ورعًا تقيًّا.

 

يقول أحدهم: كانت أمي تدعو لي حين تأمرني بالصلاة وتقول: قم للصلاة.. ربي يكرمك، قم للصلاة.. ربي لا يحرمك حلاوتها، قم للصلاة.. ربنا يوفقك، فأحببت الصلاة، وكنت أنتظر الصلوات لأسمع دعوات أمي، فكبرت وهي ما زالت تدعو لي، ووجدت نفسي أُحب الصلاة.

 

• واحذر كلَّ الحذر من الدعاء عليهم بحجة تخويفهم أو ردعهم عن الخطأ، أو تعزيرًا لهم عند الوقوع في الخطأ؛ في صحيح مسلم عَنْ جَابِر أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: (لَا تَدْعُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ، وَلَا تَدْعُوا عَلَى أَوْلَادِكُمْ، وَلَا تَدْعُوا عَلَى خَدَمِكُمْ، وَلَا تَدْعُوا عَلَى أَمْوَالِكُمْ، لَا تُوَافِقُوا مِنَ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى سَاعَةَ نَيْلٍ فِيهَا عَطَاءٌ، فَيَسْتَجِيبَ لَكُم)، وفي رواية: (لَا تَدْعُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ، وَلَا تَدْعُوا عَلَى أَوْلَادِكُمْ، وَلَا تَدْعُوا عَلَى أَمْوَالِكُمْ، لَا تُوَافِقُوا مِنَ اللهِ سَاعَةً يُسْأَلُ فِيهَا عَطَاءٌ، فَيَسْتَجِيبُ لَكُمْ).

 

5- من أهم وسائل التربية اختيار الصحبة الطيبة الصالحة، وملأ أوقاتهم بما ينفع، وإذا أردت جماع ذلك كله؛ (بل خلاصة الخطبة كلها)، فعليك بحلق القرآن، عليك بحلق القرآن، فما تربوا في مكان أفضل من المسجد، ولا على شيء أفضل من القرآن، ولا مع أحد أفضل من معلم القرآن، ولا رفقة أفضل من رفقة أهل القرآن، فإذا أردت أن يكون ابنك رجلًا، فأدخله بيت الرجال، بين أهل القرآن؛ قال الله تعالى: ﴿ فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ * رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ ﴾ [النور: 36، 37].

 

هناك سيتخلق بأخلاق القرآن، ويحظى بصحبة أهل القرآن، ويتربى على يدي معلم القرآن.

 

نسأل الله العظيم أن يجعل أبناءنا من أهل القرآن، وأن يحبب إليهم حِلَقَ القرآن، وأن يحفظهم من الفتن ما ظهر منها وما بطن.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • التمييز بين الأبناء .. لماذا؟
  • الأبناء والصيف.. نقتل الوقت أم يقتلنا؟!
  • تربية الأبناء
  • الثواب والعقاب في تربية الأبناء
  • تربية الأبناء
  • الرفق بالأولاد (الرفق بالأبناء في التربية)
  • أثر الدعاء في الأبناء (خطبة)
  • خطبة: أيها الآباء اسألوا قبل الموافقة
  • فن تربية الأبناء بالمشاورة
  • تأثير الأدعية في الأبناء (خطبة)
  • خطبة: تربية الأبناء والبنات في زمن الفتن والشبهات
  • ولدي أصغر الأبناء
  • حق الطفل وتربية الأبناء بين الواجب الضروري والحاجيات والتحسينيات (خطبة)
  • واجب الآباء نحو الأبناء
  • إشارات في تربية البنين والبنات (خطبة)
  • كيف تربي ابنا قاتلا
  • خطبة في حث الآباء على تسجيل أولادهم وبناتهم بحلقات القرآن الكريم

مختارات من الشبكة

  • تذكير الآباء بشرح أحاديث حق الأبناء على الآباء (WORD)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • تذكير المؤمنين والمؤمنات بعظم حق الآباء والأمهات(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الاحتساب في تربية الأبناء سبيل راحة الآباء(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • التربية بين طموح الآباء وواقع الأبناء(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • خطبة عن حقوق الآباء على الأبناء(مقالة - آفاق الشريعة)
  • حقوق الأبناء على الآباء في الشريعة الغراء (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • مسؤولية الآباء نحو أبنائهم ومقومات التربية السليمة(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • لفتة الآباء في نصيحة الأبناء(مقالة - آفاق الشريعة)
  • مسؤولية الآباء عن أفعالهم في حق الأبناء "دراسة فقهية"(رسالة علمية - مكتبة الألوكة)
  • الآباء ودراسة الأبناء (2)(استشارة - الاستشارات)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • بعد عامين من البناء افتتاح مسجد جديد في قرية سوكوري
  • بعد 3 عقود من العطاء.. مركز ماديسون الإسلامي يفتتح مبناه الجديد
  • المرأة في المجتمع... نقاش مفتوح حول المسؤوليات والفرص بمدينة سراييفو
  • الذكاء الاصطناعي تحت مجهر الدين والأخلاق في كلية العلوم الإسلامية بالبوسنة
  • مسابقة للأذان في منطقة أوليانوفسك بمشاركة شباب المسلمين
  • مركز إسلامي شامل على مشارف التنفيذ في بيتسفيلد بعد سنوات من التخطيط
  • مئات الزوار يشاركون في يوم المسجد المفتوح في نابرفيل
  • مشروع إسلامي ضخم بمقاطعة دوفين يقترب من الموافقة الرسمية

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 10/12/1446هـ - الساعة: 12:20
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب