• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    طريق لا يشقى سالكه (خطبة)
    عبدالله بن إبراهيم الحضريتي
  •  
    خطبة: مكانة العلم وفضله
    أبو عمران أنس بن يحيى الجزائري
  •  
    خطبة: العليم جلا وعلا
    الشيخ الدكتور صالح بن مقبل العصيمي ...
  •  
    في تحريم تعظيم المذبوح له من دون الله تعالى وأنه ...
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    كل من يدخل الجنة تتغير صورته وهيئته إلى أحسن صورة ...
    فهد عبدالله محمد السعيدي
  •  
    محاضرة عن الإحسان
    د. عطية بن عبدالله الباحوث
  •  
    ملامح تربوية مستنبطة من قول الله تعالى: ﴿يوم تأتي ...
    د. عبدالرحمن بن سعيد الحازمي
  •  
    نصوص أخرى حُرِّف معناها
    عبدالعظيم المطعني
  •  
    فضل العلم ومنزلة العلماء (خطبة)
    خميس النقيب
  •  
    البرهان على تعلم عيسى عليه السلام القرآن والسنة ...
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    الدرس السادس عشر: الخشوع في الصلاة (3)
    عفان بن الشيخ صديق السرگتي
  •  
    القرض الحسن كصدقة بمثل القرض كل يوم
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    الليلة التاسعة والعشرون: النعيم الدائم (2)
    عبدالعزيز بن عبدالله الضبيعي
  •  
    حكم مشاركة المسلم في جيش الاحتلال
    أ. د. حلمي عبدالحكيم الفقي
  •  
    غض البصر (خطبة)
    د. غازي بن طامي بن حماد الحكمي
  •  
    كيف تقي نفسك وأهلك السوء؟ (خطبة)
    الشيخ محمد عبدالتواب سويدان
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / منبر الجمعة / الخطب / العلم والدعوة
علامة باركود

احذروا أهل الهذيان والبهتان الذين تركوا صحيح السنة وزعموا أنهم يأخذون بالقرآن

احذروا أهل الهذيان والبهتان الذين تركوا صحيح السنة وزعموا أنهم يأخذون بالقرآن
الشيخ فؤاد بن يوسف أبو سعيد

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 22/6/2021 ميلادي - 12/11/1442 هجري

الزيارات: 9248

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

احذروا أهل الهذيان والبهتان

الذين تركوا صحيح السنة وزعموا أنهم يأخذون بالقرآن

 

إن الحمد لله؛ نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.

 

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102].

 

﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء: 1].

 

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 70 - 71].

 

أما بعد؛ فإنّ أصدق الحديث كتابُ الله، وخيرَ الهديِ هديُ محمد صلى الله عليه وسلم، وشرَّ الأمورِ محدثاتُها، وكلَّ محدثةٍ بدعة، وكلَّ بدعة ضلالة، وكلَّ ضلالةٍ في النار.

 

أعاذني الله وإياكم وسائر المسلمين من النار، ومن كل عمل يقرب إلى النار، اللهم آمين.


نبتت نابتةٌ، وانتشرت عبر وسائل الإعلام والتواصل، وإن شئت قلت: التباعد الاجتماعي ونحو ذلك، هذه النابتة تنخر في دين الله عز وجل نخرًا، وتنشر فيه ما ليس منه نشرًا، نابتة الاسم جميل واللقب حسن، لا يوجد فيه تنفير، والحقيقة أنّ فيه الهدمَ لدين الله سبحانه وتعالى، وقع فيه كثير من جهلة المسلمين بدينهم، وهذا الجهل بالدين جعلهم يعتدون على الدين، هم طوائف كُثُرٌ لكن أريد أن أتكلَّم عن واحدة من هذه الطوائف، التي سميت قديمًا بالقرآنيين، وأخرى سميت بالتنويريين، انتشروا عبر الوسائل، وضلُّوا وضلَّلُوا شبابنا وفتياتنا عن دين الله سبحانه وتعالى.

 

اسم جميلٌ تنوير، اسم لطيف قرآني، ولا يدرون ما معنى هذا الكلام، معناه لا نأخذ بأحاديث رسول الله، ولا نأخذ بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم الثابتة، بدأوها بماذا؟ بدأوها بأننا لا نأخذ بأخبار الآحاد، نأخذ بالأحاديث المتواترة، ثم كشفوا اللثام وقالوا: لا نأخذ بأي حديث، ولا نأخذ بأي سُنّة، نأخذ بالقرآن فقط، كلامٌ جميل، لكنه مشبَّعٌ بالسمِّ لهذه الأمة، إذا اتبع ذلك شبابُها.

 

إنهم طعنوا في علمائنا، طعنوا في البخاري ومسلم وأبي داود والترمذي والنسائي، طعنوا في مَن جمعوا لنا حديثَ رسول الله صلى الله عليه وسلم، لماذا؟ حتى يقرأوا القرآن فيفسروه بأهوائهم، وحسب ما يرتضونه بآرائهم.

 

فالسنة أثقلتهم، هديُ النبي صلى الله عليه وسلم أثقلَهم، ولا يدرون أن القرآن ضدّهم، فالقرآن يأمر باتباع الرسول، ويأمر بالاقتداء به في هديه وسنته، قالوا: نأخذ بالقرآن.. كذبوا، ولنستمع إلى ما قال القرآن.

 

القرآن بيَّن أن طاعة جميع الرسل فرض على الناس، فقد أمرنا الله جلّ جلاله بطاعة رسله ومنهم نبيّه صلى الله عليه وسلم في أكثر من آية: فقَالَ سبحانه وتَعَالَى: ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللَّهِ ﴾ [النساء: 64].

 

القرآن وضح أنّ طاعةَ رسول الله من طاعة الله، قَالَ سبحانه وتَعَالَى: ﴿ مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَنْ تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا ﴾ [النساء: 80].

 

في القرآن الأمرُ بطاعة الرسول صلى الله عليه وسلم في الأمر والنهي الذي يصدر عنه، إن أمر ائتمرنا وإن نهى انتهينا، قَالَ سبحانه وتَعَالَى: ﴿ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ﴾ [الحشر: 7]. شديد العقاب لمن يخالف رسول الله صلى الله عليه وسلم.

 

وأرشد القرآنُ أنّ في طاعة الله وطاعة رسوله الرحمة، فقد قَالَ الله سبحانه وتَعَالَى: ﴿ وَأَطِيعُوا اللهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ﴾ [آل عمران: 132].

 

أما في التولي عن طاعة الله وطاعة رسوله ففيه الكفر والخروج من الملة، وانتقصت الشهادة شهادة أن لا إله إلا الله، انتقص منها: وأن محمدا رسول الله، تقال باللسان لكن لا بالفعل، قَالَ تَعَالَى: ﴿ قُلْ أَطِيعُوا اللهَ وَالرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللهَ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ ﴾ [آل عمران: 32].

 

وقال سبحانه: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَٰلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا ﴾ [النساء: 59]، فردوه إلى الله في كتابه، وإلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في سنته.

 

ونهانا سبحانه وتعالى في كتابه عن معصيته صلى الله عليه وسلم، وقرن معصيةَ الرسول بمعصية الله سبحانه وتعالى، ففي العصيان النار والعذاب والخلود في جهنم، قَالَ سبحانه وتَعَالَى: ﴿ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ ﴾ [النساء: 14].

 

وفي عصيان رسول الله الضلال المبين، قَالَ سبحانه وتَعَالَى: ﴿ وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا ﴾ [الأحزاب: 36].

 

وفي العصيان؛ الخلود في النيران، قَالَ سبحانه وتَعَالَى: ﴿ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ﴾ [الجن: 23].

 

لماذا لا يريدون أن يأخذوا بأصح الكتب بعد كتاب الله؛ صحيح البخاري وصحيح مسلم والأحاديث؟

 

لأن الأحاديث فضحتْهم، يأخذ بالقرآن فقط، ففي الأحاديث الصحيحة لا بد من طاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد ورد عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ أَطَاعَنِي فَقَدْ أَطَاعَ اللهَ، وَمَنْ عَصَانِي فَقَدْ عَصَى اللهَ"، [خ (2957)، م (1835)].

 

(مَنْ أَطَاعَنِي فَقَدْ أَطَاعَ اللهَ)، قال العلماء: [هَذِهِ الْجُمْلَة مُنْتَزَعَة مِنْ قَوْله تَعَالَى: ﴿ مَنْ يُطِعْ الرَّسُول فَقَدْ أَطَاعَ الله ﴾؛ أَيْ: لِأَنِّي لَا آمُر إِلَّا بِمَا أَمَرَ اللهُ بِهِ، ولا أنهى إلا عما نهى الله. وَالطَّاعَةُ: هِيَ الْإِتْيَانُ بِالْمَأْمُورِ بِهِ، وَالِانْتِهَاءُ عَنِ الْمَنْهِيِّ عَنْهُ، وَالْعِصْيَانُ بِخِلَافِهِ]. بتصرف يسير من فتح الباري لابن حجر (13/ 112).

 

وفي الأخذ بطاعة الله وطاعة رسوله لا يضلّ الإنسان ولا يشقى، وفي الأخذ بطاعة الله في كتابه، وطاعة رسوله سنته، فهما لن يفترقا إلى يوم القيامة، فقد ورد عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "تَرَكْتُ فِيكُمْ شَيْئَيْنِ لَنْ تَضِلُّوا بَعْدَهُمَا [إِنْ تَمَسَّكْتُمْ بِهِمَا]: كِتَابَ اللهِ وَسُنَّتِي، وَلَنْ يَتَفَرَّقَا حَتَّى يَرِدَا عَلَيَّ الْحَوْضَ"، الحديث بزوائده: مختصر العلو للذهبي: ص61، (ك) (319)، (قط) (ج4 ص245 ح149)، (هق) (20124)، وحسنه الألباني في المشكاة: (186)، وصَحِيح الْجَامِع: (2937)، (3232)، وانظر: كتاب منزلة السنة في الإسلام: (ص18).

 

السنَّة وما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم في الأحكام، والأخذ بالأمر والنهي تمامًا كالقرآن، فمن تكبّر وأعرض أن يأخذ من السنة هذا كأنه لا يأخذ من القرآن، فقد ثبت عَنْ الْمِقْدَامِ بْنِ مَعْدِيكَرِبَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم =في حديث بعدة روايات، قال: ("أَلَا إِنِّي أُوتِيتُ الْقُرْآنَ وَمِثْلَهُ مَعَهُ")، ("أَلَا يُوشِكُ") ("الرَّجُلُ مُتَّكِئًا")، ("شَبْعَانًا عَلَى أَرِيكَتِهِ")، ("يُحَدَّثُ بِحَدِيثٍ مِنْ حَدِيثِي").

 

وفي رواية: ("يَأتِيهِ أَمْرٌ مِمَّا أَمَرْتُ بِهِ، أَوْ نَهَيْتُ عَنْهُ، فَيَقُولُ: مَا نَدْرِي مَا هَذَا، عِنْدَنَا كِتَابُ اللهِ لَيْسَ هَذَا فِيهِ")، ("بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ كِتَابُ اللهِ")، =هذا ما يقوله القرآنيون= ("فَمَا وَجَدْنَا فِيهِ مِنْ حَلَالٍ اسْتَحْلَلْنَاهُ")؛ أي في القرآن فقط ("وَمَا وَجَدْنَا فِيهِ مِنْ حَرَامٍ حَرَّمْنَاهُ، أَلَا وَإِنَّ مَا حَرَّمَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِثْلُ مَا حَرَّمَ اللهُ")، الحديث بزوائده: (حم) (17174)، (د) (4604)، (ت) (2664)، (جة) (12)، (13)، (حب) (13)، وقال شعيب الأرناؤوط: إسناده صحيح.

 

وهذا الحديث يبيِّن أنّ ما أوتيه النبي صلى الله عليه وسلم مما ليس في القرآن أنه وحي أوتيه، فالوحي وحيان: وحيٌ يتلى وهو القرآن، ووحيٌّ يفسِّر ويوضّحُ وهو السنة، فما حرّمه رسول الله صلى الله عليه وسلم في غير القرآن مثل ما حرم الله في القرآن.

 

قَالَ الْبَيْهَقِيُّ: هَذَا الْحَدِيثُ يَحْتَمِلُ وَجْهَيْنِ، أَحَدُهُمَا: أَنَّهُ أُوتِيَ مِنْ الْوَحْيِ الْبَاطِنِ غَيْرِ الْمَتْلُوِّ مِثْلَ مَا أُوتِيَ مِنْ الظَّاهِرِ الْمَتْلُوّ.

 

وَالثَّانِي: أَنَّ مَعْنَاهُ أَنَّهُ أُوتِيَ الْكِتَابَ وَحْيًا يُتْلَى، وَأُوتِيَ مِثْلَهُ مِنْ الْبَيَان؛ أَيْ: أُذِنَ لَهُ أَنْ يُبَيِّنَ مَا فِي الْكِتَاب، فَيَعُمَّ وَيَخُصّ، وَأَنْ يَزِيدَ عَلَيْهِ، فَيُشَرِّعَ مَا لَيْسَ فِي الْكِتَابِ لَهُ ذِكْر، فَيَكُونُ ذَلِكَ فِي وُجُوبِ الْحُكْمِ وَلُزُومِ الْعَمَلِ بِهِ كَالظَّاهِرِ الْمَتْلُوِّ مِنْ الْقُرْآن. عون المعبود (10/ 124).

 

أَيْ: الَّذِي حَرَّمَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي غَيْرِ الْقُرْآنِ. تحفة الأحوذي (6/ 463). كالذي حرَّمه القرآن.

 

وقَالَ الطِّيبِيُّ رحمه الله: فِي تَكْرِيرِ كَلِمَةِ "ألا" وقد كررها، وفيها تَوْبِيخٌ وَتَقْرِيعٌ، نَشَأَ مِنْ غَضَبٍ عَظِيمٍ عَلَى مَنْ تَرَكَ السُّنَّةَ وَالْعَمَلَ بِالْحَدِيثِ؛ اِسْتِغْنَاءً بِالْكِتَابِ؛ أي: بالقرآن فَكَيْفَ بِمَنْ رَجَّحَ الرَّايَ عَلَى الْحَدِيثِ؟ تحفة الأحوذي (6/ 463).

 

فالسنة هي الوحي الثاني، لأن الوحي الأول هو القرآن، والوحي الثاني السنة توضح القرآن، وهذا اعتقاد جميع العلماء، يقول أحد التابعين وهو حَسَّانَ بْنِ عَطِيَّةَ الْمُحَارِبِيِّ رحمه الله، -وهو تابعي جليل- قَالَ: (كَانَ جِبْرِيلُ عليه السلام يَنْزِلُ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِالسُّنَّةِ كَمَا يَنْزِلُ عَلَيْهِ بِالْقُرْآنِ، ويُعَلِّمُهُ إِيَّاهَا كَمَا يُعلِّمُهُ الْقُرْآنَ). (مي) (588)، الإبانة الكبرى لابن بطة: (92)، وصححه الألباني في كتاب الإيمان لابن تيمية (ص: 37)، فقال: رواه الدارمي بسند صحيح عن حسان بن عطية، فهو مرسل.

 

فكيف تُتْرَكُ السنة وهي وحيٌ من الله، والشرط في السنة أن تكون ثابتةً صحيحة، لا أن تكون ضعيفة أو موضوعة، إذا وردت سنة صحيحة نأخذ بها، ونترك الضعيف والموضوع.

 

فليس من السنة وليس بحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم ما لم يثبت عنه، حسب أقوال تنقيح العلماء أهل الحديث والمصطلح، فعندما نقحوا هذه السنة؛ نخلوها مما يشوبها، وجاءوا لنا بالحديث الصحيح كالبخاري ومسلم وغيرهم.

 

لذلك أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم.

 

الخطبة الآخرة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه واهتدى بهداه إلى يوم الدين، أما بعد:

ألا واعلموا ما قاله العلماء في مكانة السنة ومنزلتها في اعتقادهم، ومنهم يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ رحمه الله قَالَ: (السُّنَّةُ قَاضِيَةٌ عَلَى الْقُرْآنِ، وَلَيْسَ الْقُرْآنُ بِقَاضٍ عَلَى السُّنَّةِ). (مي) (587)، وإسناده جيد.

 

السنة قاضية على القرآن؛ أي: السنة النبوية الثابتة؛ مبيِّنةٌ وموضِّحةٌ ومفَسِّرةٌ للقرآن، ولما أشكل فيه، أو جاء حكما عامًّا يحتاج إلى تفضيل وتوضيح، فهي قاضية عليه مبينة له، أمَّا القرآن فماذا يوضح في السنة؟ هي السنة الشارحة، هي التفسير، قال سبحانه: ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ ﴾ (إبراهيم: 4). أي: ما بعث الله من رسول إلا ليبيِّنَ ويوضّح ويفسِّرَ لهم ما أُنزِلَ من عند الله سبحانه وتعالى.

 

وقد أمر القرآن بالصلاة والزكاة، والصيام والحج وفسَّرته السنة.

 

وفي القرآن جاءت أحكام البيع والشراء، والزواج والطلاق وفسرته السنة.

 

فكيف نترك السنة المفسرة للقرآن؟

هذا ما وقع وكان، من زلة لسان، من بعض أهل العلم في ذلك الزمان، زمن الصحابة رضي الله عنهم بعد النبي صلى الله عليه وسلم؛ فعَنْ أَبِي نَضْرَةَ، أَوْ غَيْرِهِ قَالَ: (كُنَّا عِنْدَ عِمْرَانَ بْنِ الْحُصَيْنِ، وَكُنَّا نَتَذَاكَرُ الْعِلْمَ)، يعني يتذاكرون الأحاديث، قَالَ: فَقَالَ رَجُلٌ: (لَا تَتَحَدَّثُوا إِلَّا بِمَا فِي الْقُرْآنِ)، قَالَ: فَقَالَ لَهُ عِمْرَانُ بْنُ الْحُصَيْنِ رضي الله عنه: (إِنَّكَ لَأَحْمَقُ)، الذي يقول: لا نأخذ ولا نتحدث إلا بالقرآن هذا أحمق، هذا إذا ما شكَكْنا في دينه، هذا إن أحسنَّا الظن فيه، وقال العلماء، كما في نهاية الحديث كما ستعلمون: إنه ليس مبتدعا، ليس رجل بدعة، إنما هي زلة لسان منه، فقال له: إنك لأحمق، الصحابي يقول لهذا الرجل: (إِنَّكَ لَأَحْمَقُ! أَوَجَدْتَ فِي الْقُرْآنِ صَلَاةَ الظُّهْرِ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ)، افتح المصحف، أوجدت في القرآن؟ (وَالْعَصْرَ أَرْبَعًا لَا تَجْهَرُ فِي شَيْءٍ مِنْهَا؟ وَالْمَغْرِبَ ثَلَاثًا تَجْهَرُ بِالْقِرَاءَةِ فِي رَكْعَتَيْنِ، وَلَا تَجْهَرُ بِالْقِرَاءَةِ فِي رَكْعَةٍ، وَالْعِشَاءَ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ تَجْهَرُ بِالْقِرَاءَةِ فِي رَكْعَتَيْنِ، وَلَا تَجْهَرُ بِالْقِرَاءَةِ فِي رَكْعَتَيْنِ، وَالْفَجْرَ رَكْعَتَيْنِ تَجْهَرُ فِيهِمَا بِالْقِرَاءَةِ).


هل هذا عندك في القرآن موجود؟ هذه صلاتنا، فكيف يصلي القرآنيون والتنويريون وغيرهم، والذين يقولون لا نأخذ إلا بما في القرآن؟ و(قَالَ عَلِيٌّ - وهو أحد الرواة-: (وَلَمْ يَكُنِ الرَّجُلُ الَّذِي قَالَ هَذَا صَاحِبَ بِدْعَةٍ)، ما كان تنويريا ولا قرآنيا (وَلَكِنَّهَا كَانَتْ مِنْهُ زَلَّةٌ)، قَالَ: ثُمَّ قَالَ عِمْرَانُ رضي الله عنه: (لَمَا نَحْنُ فِيهِ) وهو شرح الكتاب، شرح القرآن والذي هو الحديث وتوضيحه توضيح القرآن بالحديث (يَعْدِلُ الْقُرْآنَ)، أَوْ نَحْوَهُ مِنَ الْكَلَامِ. الإبانة الكبرى لابن بطة (1/ 232)، رقم: (65).

 

فالقرآن عامٌّ جاء بأحكام عامة، والسنة موضحة مفسرة، فإذا ذهبنا وتركنا التفسير والتوضيح بالسنة؛ كيف نفهم القرآن؟!


يرجع هؤلاء الناس إلى العقول والأفهام، والآراء الفاسدة حتى قال بعضهم: احرقوا الكتب كلَّها وابقوا القرآن، لا نحتاج إلى هذه الكتب!!

 

إذن سيعيش الناس في ضلال مبين، إذا اتبعوا مثل هذا.

 

فحذارِ أيها الشاب حذار من هذا الأمر، هناك قصة وردت نسيت من قالها لي، حدثت في الباكستان أو الهند، قرآنيون مع أهل الحديث يحتاجون مناظرة، القرآنيون وكَّلوا أحدهم عنده الأدلة على أنه لا يأخذ إلا بالقرآن، وأهل السنة وأهل الحديث وكلوا واحدا منهم، بدأ هذا الرجل من أهل الحديث وقال: أتكلم أنا أم تتكلم أنت؟ قال القرآني: تكلم أنت. فقال السُّنِّيُّ: أنا وأبي وأمي، وجدي وجدتي، وأهلي كلهم تزوجوا على السنة، فعلى أي شيء تزوجتم أنتم؟


من لم يتزوج على السنة فارتكب الخطيئة، وارتكب الزنا والعياذ بالله، قال: فأفحم فلم يرد؛ لأنه لا يريد أن ينطق بكلمة السنة، التي صاحبها محمد صلى الله عليه في كتابه، وصلت عليه الملائكة فقال: ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾. [الأحزاب: 56].

 

اللهم صل وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهديه إلى يوم الدين.

 

اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات، والمسلمين والمسلمات، الأحياء منهم والأموات، إنك سميع قريب مجيب الدعوات يا رب العالمين.

 

اللهم لا تدع لنا في مقامنا هذا ذنبا إلا غفرته، ولا همًّا إلا فرَّجته، ولا دينا إلا قضيته، ولا مريضا إلا شافيته، ولا مبتلىً إلا عافيته، ولا غائبا إلا رددته إلى أهله سالما غانما يا رب العالمين.

 

﴿ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ ﴾ [العنكبوت: 45].





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • على حافة الهذيان (قصيدة)
  • رؤيا اليقظان في مدينة الهذيان ( قصة )
  • اقترف إثما ظاهرا ونال من البهتان حظا وافرا

مختارات من الشبكة

  • احذروا الغفلة ( دراسة لمواضع الغفلة في القرآن PDF )(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • خطبة: احذروا أيها الآباء لا تخسروا أولادكم(مقالة - آفاق الشريعة)
  • احذروا من الشهرة.. (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • احذروا الورع الكاذب والتدين المغشوش (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خطبة: احذروا من هذه المرأة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • احذروا العين فإن العين حق(مقالة - آفاق الشريعة)
  • احذروا العطلة (خطبة)(مقالة - موقع الشيخ أحمد بن حسن المعلِّم)
  • احذروا التساهل بالدين (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • احذروا من العين فإنها حق (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • احذروا الربا (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 16:33
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب