• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    خطبة: كيف نغرس حب السيرة في قلوب الشباب؟ (خطبة)
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    من صيام التطوع: صوم يوم العيدين
    د. عبدالرحمن أبو موسى
  •  
    حقوق الوالدين
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    تفسير سورة الكوثر
    يوسف بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن السيف
  •  
    من مائدة العقيدة: شهادة أن لا إله إلا الله
    عبدالرحمن عبدالله الشريف
  •  
    الليلة الثلاثون: النعيم الدائم (3)
    عبدالعزيز بن عبدالله الضبيعي
  •  
    العلم والمعرفة في الإسلام: واجب ديني وأثر حضاري
    محمد أبو عطية
  •  
    حكم إمامة الذي يلحن في الفاتحة
    د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر
  •  
    طريق لا يشقى سالكه (خطبة)
    عبدالله بن إبراهيم الحضريتي
  •  
    خطبة: مكانة العلم وفضله
    أبو عمران أنس بن يحيى الجزائري
  •  
    خطبة: العليم جلا وعلا
    الشيخ الدكتور صالح بن مقبل العصيمي ...
  •  
    في تحريم تعظيم المذبوح له من دون الله تعالى وأنه ...
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    كل من يدخل الجنة تتغير صورته وهيئته إلى أحسن صورة ...
    فهد عبدالله محمد السعيدي
  •  
    محاضرة عن الإحسان
    د. عطية بن عبدالله الباحوث
  •  
    ملامح تربوية مستنبطة من قول الله تعالى: ﴿يوم تأتي ...
    د. عبدالرحمن بن سعيد الحازمي
  •  
    نصوص أخرى حُرِّف معناها
    عبدالعظيم المطعني
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / منبر الجمعة / الخطب / العبادات / الطهارة وما يتعلق بها
علامة باركود

أهمية الطهارة والنظافة في الإسلام

أهمية الطهارة والنظافة في الإسلام
الشيخ حسين شعبان وهدان

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 22/1/2020 ميلادي - 26/5/1441 هجري

الزيارات: 69282

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

أهمية الطهارة والنظافة في الإسلام

 

الحمد لله أجل معبود وأكرم مقصود، سبحانه رب العطاء والكرم والجود، نحمده على أن جعلنا من أهل الإسلام والإيمان، وأكرمنا بشِرعة الهدى ونور القرآن، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الملك الحق المبين، شهادة عبد طامع في عفو مولاه، وآمل في محبته ورضاه، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدًا رسول الله صلى الله عليه وسلم، خير الهداة الصادقين وقدوة المتقين بإحسان إلى يوم الدين، اللهم صلِّ وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه أجمعين؛ أما بعد:

 

فإن من أهم سمات ديننا العظيم اهتمامه بالتطهر والنظافة والتطيب والسمت الكريم، وما حَفَلَ دين سماوي أو نظام بشري كما اهتمت شريعة الإسلام بأمر النظافة والتطهر وأخذ الزينة؛ ترغيبًا في التنظف الدائم على جهة الآدمية والفطرة السليمة التي تأرِزُ بصاحبها إلى التجمل والتزين.

 

وقد حرص الإسلام على بناء الشخصية المسلمة على النظافة والطهارة وبالغ في ذلك؛ حيث اشتملت أحكام الطهارة على تفاصيلَ هامة في تتبع الحياة الشخصية للفرد والمجتمع، ومع ذلك فمن أهم ما يميز شعائرنا في باب النظافة أنها مبنية على أساس ديني بين المثوبة أو العقاب.

 

التنظف والتجمل للعبادة:

لقد أفاضت كتب الفقه ببيان أحكام التطهر والوضوء وما يسبقه، ويكفينا في باب الإغراء لهذا الطهر أن اسمه "الوضوء" من الوضاءة والحسن، وأن ما يسبقه من التنظف دليل على النجاة من الخبث والنجس واسمه "استنجاء"، وأن الفقهاء تجشموا عناء البحث والتنقيب في الآثار، ودبجوا المباحث العظام في شأن "الطهارة" وحدها، فهذا عنوان النظافة في حضارتنا الإسلامية: طهارة ووضوء ونجاة.

 

كما اهتمت الأسفار أيضًا ببيان أحكام المياه، والدبغ والسواك، والغسل الواجب والمسنون، والمسح على الخفين والجبيرة والتيمم، كما اختصت المرأة المسلمة ببيان أحكام ما يعرض لها من الدماء.

 

وفي مجال العبادة فهناك فروض هامة وسننٌ فيما يسبقها من طهارة، وهناك محاذير وضوابط في أمر بقاء هذه الطهارة واعتبارها باقيةً أو لاغيةً، وذلك أمر مُشتهَرٌ قد اختصت به أحكام الفقه الإسلامي دون سواه في العالمين، وقد حكى التاريخ عن أوروبا وهي تموج في عصور الظلام أن مساكنهم كانت خاويةً من أماكن للتنظف كدورات المياه حتى أتاها المسلمون، وكان البيت المسلم في هذه البلاد يميزونه بأن فيه "كنيفًا" دون غيره مما يجاروه.

 

وقد اهتم الإسلام بأمر الدخول في المساجد كأنه حدث عظيم؛ لأنه مشهود من الله وملائكته؛ ولذا فإن له مراسيم هامة؛ من أشهرها اتخاذ الزينة بعد التطهر من الحدث والخبث والنجس، وقد جاء التعبير القرآني دقيقًا بإفادة التزين للمساجد لمجرد الاقتراب منها؛ قال الله تعالى: ﴿ يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ ﴾ [الأعراف: 31]، وأوقف النبي الكريم صلى الله عليه وسلم قبول الصلاة على هذه الطهارة، فلو لم يتطهر العبد فلا تجوز له الصلاة؛ فعن أسامة بن عمير الهذلي رضي الله تعالى عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((لا تُقبَل صلاة بغير طهور، ولا صدقة من غُلُول))، وعن الطهارة قال الفقهاء: هي فعل ما تستباح به الصلاة.

 

وقد فصَّل القرآن الكريم في بعض آياته في أمر الطهارة والوضاءة؛ فقال الله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾ [المائدة: 6].

 

وعند تلاوة القرآن يكون التطهر والخلوُّ مما يبطل هذه الطهارة والمبالغة في التنظف، فيستحب السواك والجلوس في الأماكن الطاهرة، واستقبال القبلة، مع استصحاب الإجلال لصحبة كتاب الله المتعالِ؛ قال الله تعالى: ﴿ إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ * فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ * لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ ﴾ [الواقعة: 77 - 79].

 

ورغم أن الدماء التي تصيب النساء في أزمنة محددة تُعيقهن عن الصلاة وحمل المصاحف والطواف وغيرها، إلا أن حضورهن في صلاة العيد مستحبٌّ، ولو أصابهن ما يغشاهن من الدماء؛ فعن السيدة أم عطية نسيبة الأنصارية رضي الله تعالى عنها قالت: ((أُمرِنا أن نخرج فنُخرِج الحُيَّضَ، والعواتق، وذوات الخدور - قال ابن عون: أو العواتق ذوات الخدور - فأما الحُيَّض فيشهدن جماعة المسلمين ودعوتهم، ويعتزلن مصلاهم))؛ [صحيح البخاري (981)].

 

ومن بيان عناية الإسلام بالنظافة والتطهر، فقد فصَّلت الأحاديث أيضًا الكلام عن طريقة الغسل عند النساء، وأفاض العلماء كذلك في بيان أحكام الطهارة فيما يخص خصال الفطرة كما ورد في الأحاديث الشريفة؛ فعن أم المؤمنين عائشة رضي الله تعالى عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((عشرٌ من الفطرة: قص الشارب، وإعفاء اللحية، والسواك، والاستنشاق بالماء، وقص الأظفار، وغسل البراجم، ونتف الإبط، وحلق العانة، وانتقاص الماء؛ يعني: الاستنجاء، قال زكريا: قال مصعب: ونسيتُ العاشرة إلا أن تكون المضمضة))؛ [صحيح ابن ماجه (241)، وقال: حديث حسن].

 

النظافة الشخصية:

والمظهر عنوان على الإنسان فلا يُرى منه إلا ما يدل على تجمله، وهكذا كان حال النبي الكريم صلى الله عليه وسلم؛ امتثالًا لقوله تعالى: ﴿ وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ ﴾ [المدثر: 4]، وكان صلى الله عليه وسلم يُعلِّم أصحابه الكرام هداية هذا المعنى؛ فعن قيس بن بشر التغلبي قال: ((كان أبي جليسًا لأبي الدرداء رضي الله عنه بدمشق، وبها رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من الأنصار يُقال له: ابن الحنظلية، وكان متوحدًا قلما يجالس الناس، إنما هو في صلاة، فإذا انصرف فإنما هو تكبير وتسبيح وتهليل، حتى يأتيَ أهله، فمرَّ بنا يومًا ونحن عند أبي الدرداء فسلَّم، فقال أبو الدرداء: كلمة تنفعنا ولا تضرك، فقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنكم قادمون على إخوانكم، فأحسنوا لِباسكم وأصلحوا رحالكم؛ حتى تكونوا كأنكم شامةٌ من الناس؛ إن الله لا يحب الفحش والتفحش))؛ [الحاكم في المستدرك على الصحيحين (5/ 258)، وقال: صحيح الإسناد].

 

وعلى درب الإهمال والتعطيل، يجب أن يسير العقل لنظرية من لا يحسن استغلال نعم الله تعالى؛ فقد ورد أن: ((عمران بن حصين خرج وعليه مِطْرفٌ من خَزٍّ - رداء أو ثوب مربع ذو أعلام - لم نره عليه قبل ذلك ولا بعده، فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من أنعم الله عليه نعمةً، فإن الله يحب أن يرى أثر نعمته على خلقه، قال روح ببغداد: يحب أن يرى أثر نعمته على عبده))؛ [شعيب الأرنؤوط في تخريج المسند (19934)، وقال: إسناده صحيح عن عمران بن حصين رضي الله تعالى عنه].

 

بل كرَّه الإسلام أن يبدوَ الشخص في ثياب رَثَّةٍ؛ فعن جابر بن عبدالله رضي الله تعالى عنه قال: ((أتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم زائرًا في منزلنا، فرأى رجلًا شَعِثًا، فقال: أما كان هذا يجد ما يُسكِّن به شعره؟ ورأى رجلًا عليه ثياب وَسِخة، فقال: أما كان هذا يجد ما يغسل به ثوبه))؛ [صحيح ابن حبان (5483)]، ومن بقية البيان الاهتمام وتنظيف الأسنان بسواك أو نحوه، والتعطر واختيار الثوب الصالح لكل مكان أو مناسبة.

 

وفي مجال الحفاظ على النظافة الشخصية في المجتمع، فقد نهى نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم عن أكل المطعومات ذوات الروائح الكريهة؛ فعن جابر بن عبدالله رضي الله تعالى عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من أكل ثومًا أو بصلًا فليعتزلنا - أو ليعتزل مسجدنا - وليقعد في بيته، وإنه أُتيَ ببَدْرٍ - قال ابن وهب: يعني: طبقًا - فيه خضِرات من بُقُول، فوجد لها ريحًا، فسأل عنها فأُخبر بما فيها من البقول، فقال: قربوها، فقربوها إلى بعض أصحابه كان معه، فلما رآه كرِه أكلها قال: كُلْ؛ فإني أناجي من لا تناجي))؛ [صحيح البخاري (7359)].

 

ثم جاء الحديث بعد ذلك ببيان العلة في التحريم لهذه المطعومات وأشباهها نيئة؛ فعن جابر بن عبدالله رضي الله تعالى عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من أكل من هذه البقلة - الثوم - وقال مرةً: من أكل البصل والثوم والكُرَّاث، فلا يقربنَّ مسجدنا؛ فإن الملائكة تتأذى مما يتأذى منه بنو آدم))؛ [صحيح مسلم (564)].

 

نظافة البيئة:

وقد حرص الإسلام على نظافة البيئة التي يعيش فيها الإنسان من أرض وماء ومساكن بما حوت من أفنية ودور وطرق، وفي شأن الماء بالذات جاء التحذير بألَّا ينجِّسه ولا يقذره ببول ولا ما شابه ذلك؛ فعن جابر بن عبدالله رضي الله تعالى عنه: ((أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى أن يُبال في الماء الراكد))؛ [صحيح مسلم (281)]، وزاد في بيان آخر اتقاء الأماكن المظللة؛ فعن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((اتقوا اللاعنَين: الذي يتخلى في طريق الناس، أو في ظلهم))؛ [السيوطي في الجامع الصغير (138)، وقال: حديث صحيح]، وعن عبدالله بن عباس رضي الله تعالى عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((اتقوا الملاعن الثلاث، قيل: ما الملاعن يا رسول الله؟ قال: أن يقعد أحدكم في ظل يستظل فيه، أو في طريق، أو في نقع ماء))؛ [شعيب الأرنؤوط في تخريج المسند (2715)، وقال: حسن لغيره].

 

ومن جماليات الإسلام في تنظيف البيئة أن يخلوَ طريق الناس من كل قذر وأذًى؛ فعن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((الإيمان بضع وسبعون - أو بضع وستون - شعبةً، فأفضلها قول لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من الإيمان))؛ [صحيح مسلم (35)].

 

التحذير من النجاسة والقذر:

وقد حذَّر الإسلام الحنيف من الإهمال في أمر النظافة وعدم الاحتراز من القذر والنجس، وذلك يكون بقطع آثار النجاسات العارضة في البدن أو الثوب أو الفُرُشِ أو الآنية أو الطرق أو غيرها، وعدَّ الخروج على هذه الآداب فقدًا للإنسانية في الدنيا، وتعرضًا للعذاب في الآخرة، وعدَّ أصنافًا من صور هذه النجاسات التي يجب معرفتها والاحتراز من الوقوع فيها؛ ومنها على سبيل المثال:

♦ عدم الاستبراء من البول؛ فعن عبدالله بن عباس رضي الله تعالى عنهما قال: ((مرَّ النبي صلى الله عليه وسلم على قبرين، فقال: إنهما ليعذبان وما يعذبان في كبير، ثم قال: بلى، أما أحدهما فكان يسعى بالنميمة، وأما الآخر فكان لا يستنزهُ من بوله، ثم أخذ عودًا فكسره باثنين، ثم غرز كل واحد منهما على قبر، ثم قال: لعله يخفف عنهما العذاب ما لم ييبسا))؛ [صحيح ابن حبان (3128)].

 

♦ الدم المسفوح من الرجس ومعه الميتة ولحم الخنزير؛ فقال الله تعالى: ﴿ قُلْ لَا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَمًا مَسْفُوحًا أَوْ لَحْمَ خِنْزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقًا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَإِنَّ رَبَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [الأنعام: 145].

 

♦ الخمر وهو من النجاسات؛ قال الله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ [المائدة: 90].

 

♦ سؤر الكلب في الأواني (بقية الشيء بعد ولوغه)؛ فعن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((طَهورُ إناءِ أحدكم إذا ولغ فيه الكلب، أن يغسله سبع مرات أُولاهنَّ بالتراب))؛ [صحيح مسلم (279)].

التطهر المعنوي:

وكما حرص الإسلام العظيم على تنظيف الظاهر، فقد أكد أيضًا على تطهير الباطن تطهيرًا معنويًّا، وقد برع المفسرون والمحدثون في تفسير الآيات والأحاديث التي اهتمت بأمور الطهارة المعنوية، وتنظيف القلب والقالب معًا ترغيبًا وترهيبًا؛ مثل: نظافة اليد من الرشوة والتعدي على الأموال والأعراض واجتراح الذنوب، ونظافة اللسان من الخنا وسوء المقال، ونظافة القلب والجنان من النفاق والتدليس والبغضاء والكراهية، ونظافة المجتمع كله من كل ما يشينه.

 

وفي بيان فضل الطهارة المعنوية من الذنوب والآثام، فقد عدَّ النبي الكريم صلى الله عليه وسلم المرض سببًا مباشرًا للتطهر؛ كونه كفارة للخطايا؛ فعن عبدالله بن عباس رضي الله تعالى عنهما: ((أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل على أعرابي يعودُهُ، قال: وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل على مريض يعوده، قال له: لا بأس، طَهورٌ إن شاء الله، قال: قلتَ: طهور؟ كلا، بل هي حمى تفور - أو تثور - على شيخ كبير، تُزِيره القبور، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: فنعم إذًا))؛ [صحيح البخاري (5656)].

 

وامتدح القرآن الكريم أهل مسجد قباء؛ كونهم يحبون التطهر والنظافة؛ قال الله تعالى: ﴿ لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ ﴾ [التوبة: 108]، وقد جعل النبي الكريم صلى الله عليه وسلم التطهر في أرقى المعارج من هذا الدين؛ فقال: ((الطهور شطر الإيمان، والحمد لله تملأ الميزان، وسبحان الله والحمد لله تملآن - أو تملأ - ما بين السماوات والأرض، والصلاة نور، والصدقة برهان، والصبر ضياء، والقرآن حجة لك أو عليك، كل الناس يغدو فبايعٌ نفسَه؛ فمعتقها أو موبقها))؛ [صحيح مسلم (223) عن أبي مالك الأشعري رضي الله تعالى عنه].

 

والصلاة المباركة تطهر العبد على الدوام؛ حيث تنفي ذنوبه وتغسل صحيفته؛ فعن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((أرأيتم لو أن نهرًا بباب أحدكم يغتسل فيه كل يوم خمسًا، ما تقول: ذلك يُبقي من درنه، قالوا: لا يبقي من درنه شيئًا، قال: فذلك مَثَلُ الصلوات الخمس، يمحو الله بها الخطايا))؛ [صحيح البخاري (528)].

 

والمؤمن دومًا له وصف الطهور على العموم بحسن تدينه وإسلامه، وقد يفقد طهارته التي تؤهله للعبادة بعض الوقت، بيد أنه يستعيدها بالغسل والوضوء، ولا يكون نجسًا على الإطلاق؛ فقد استغرب النبي الكريم صلى الله عليه وسلم ذلك الوصف من سيدنا أبي هريرة رضي الله تعالى عنه على نفسه قال: ((لقيني رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا جُنُبٌ، فأخذ بيدي، فمشيتُ معه حتى قعد، فانسللتُ، فأتيتُ الرحل، فاغتسلتُ ثم جئتُ وهو قاعد، فقال: أين كنتَ يا أبا هرٍّ؟ فقلت له، فقال: سبحان الله يا أبا هرٍّ، إن المؤمن لا ينجُسُ))؛ [صحيح البخاري (285)].

وفي الختام: فإن طهارة الأرواح حدٌّ فاصل في القبول في رحمة الله الرحيم في الآخرة، وسبب موجب للفلاح والنجاح الآني في الدنيا، والمستقبلي في جنات الخلود؛ قال الله تعالى: ﴿ يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ﴾ [الشعراء: 88، 89]، ومن طهَّر لله قلبه في الدنيا من البغضاء والكراهية وأغلال النفوس الحاجبة عن رضا الله القدوس - فاز بلذة النعيم الروحي بالتخفف من الأحقاد والغل في الجنة؛ حيث نزعه الله تعالى من القلوب؛ قال تعالى: ﴿ وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ لَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ وَنُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾ [الأعراف: 43]، ومن طهر لله قلبه في الدنيا كذلك، فاز في الدنيا والآخرة بحب الله مالك الأكوان: ﴿ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ ﴾ [البقرة: 222]، ومما مدح الله به أهل المسجد في ارتقائهم قوله: ﴿ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ ﴾ [التوبة: 108].

 

وكما أن للأبدان نجاساتٍ يجب الاحتراز منها والتطهر إذا حلَّت، فكذلك القلوب والأرواح يجب غسلها دائمًا من الأحقاد العابرة فيها والمقيمة، بالحب والعفو والتخلي عن الكيد والحقد.

 

وقد بقيَ على الأمة المسلمة واجب كبير جدًّا تجاه دينها في تصدير المعنى إلى العالم بالنظافة أو ضدها، ونحن نملك ما لا يملكه غيرنا في ذات المضمار؛ وهو أن الفرد والمجتمع يؤجر على ارتياد الآفاق في التنظف والتطهر وإحراز الثواب؛ بمعنى: أننا يجب أن نرمم الجزء المتصدع من حضارتنا على أساسٍ ديني فبه نربح ونغنم ونسلم.

 

وعلى دعاة الإسلام دوامُ الترغيب في أمر النظافة وشرحها وبيان ثوابها المذخور، وكذلك بيان مذمة القذر والتنجس، وأن المسلمين يخسرون الكثير من طاقتهم وصحتهم وأموالهم وتقدمهم بإهمال أمر النظافة والتطهر.

 

نسأل الله تعالى أن يجعلنا من أهل التطهر والنظافة، وأن يبعدنا عن الرجس والنجس وأهله، وأن يديم علينا رضاه في الدنيا والآخرة، والحمد لله تعالى في المبدأ والختام.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • هديه - صلى الله عليه وسلم - في الطهارة وقضاء الحاجة
  • الوسوسة في الطهارة
  • الطهارة الحسية للمرأة
  • أحكام الطهارة
  • أهمية الطهارة وتعريفها وحكمها
  • أهمية الطهارة والنظافة (خطبة)
  • الطهارة وفضل الوضوء (خطبة)
  • تخريج حديث مفتاح الصلاة الطهور
  • الطهارة والتجمل (خطبة)
  • النظافة قيمة إسلامية (خطبة)

مختارات من الشبكة

  • الفقه الميسر (كتاب الطهارة – باب المياه)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الطهارة من شروط الصلاة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • أهمية المال في الإسلام(محاضرة - مكتبة الألوكة)
  • أهمية الأشجار في الإسلام (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • خطبة: أهمية الأسرة في الإسلام(مقالة - آفاق الشريعة)
  • أهمية بناء الأسرة في الإسلام (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • أهمية الأخلاق في الإسلام(مقالة - آفاق الشريعة)
  • أهمية التيامن في الإسلام(مقالة - آفاق الشريعة)
  • أهمية الأسرة ومكانتها في الإسلام(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • الزكاة وأهميتها في الإسلام(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 16:33
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب