• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    آية المحنة
    نورة سليمان عبدالله
  •  
    توزيع الزكاة ومعنى "في سبيل الله" في ضوء القرآن ...
    عاقب أمين آهنغر (أبو يحيى)
  •  
    النبي عيسى عليه السلام في سورة الصف: فائدة من ...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
  •  
    أحكام شهر ذي القعدة
    د. فهد بن ابراهيم الجمعة
  •  
    خطبة: كيف نغرس حب السيرة في قلوب الشباب؟ (خطبة)
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    من صيام التطوع: صوم يوم العيدين
    د. عبدالرحمن أبو موسى
  •  
    حقوق الوالدين
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    تفسير سورة الكوثر
    يوسف بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن السيف
  •  
    من مائدة العقيدة: شهادة أن لا إله إلا الله
    عبدالرحمن عبدالله الشريف
  •  
    الليلة الثلاثون: النعيم الدائم (3)
    عبدالعزيز بن عبدالله الضبيعي
  •  
    العلم والمعرفة في الإسلام: واجب ديني وأثر حضاري
    محمد أبو عطية
  •  
    حكم إمامة الذي يلحن في الفاتحة
    د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر
  •  
    طريق لا يشقى سالكه (خطبة)
    عبدالله بن إبراهيم الحضريتي
  •  
    خطبة: مكانة العلم وفضله
    أبو عمران أنس بن يحيى الجزائري
  •  
    خطبة: العليم جلا وعلا
    الشيخ الدكتور صالح بن مقبل العصيمي ...
  •  
    في تحريم تعظيم المذبوح له من دون الله تعالى وأنه ...
    فواز بن علي بن عباس السليماني
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / منبر الجمعة / الخطب / الرقائق والأخلاق والآداب
علامة باركود

إتحاف النبلاء بفضل الصبر على البلاء (خطبة)

إتحاف النبلاء بفضل الصبر على البلاء (خطبة)
أبو زيد السيد عبد السلام رزق

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 20/1/2019 ميلادي - 13/5/1440 هجري

الزيارات: 46199

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

إتحاف النبلاء بفضل الصبر على البلاء


أما بعد، فيا أيها الناس، اتقوا الله تعالى، واعلموا أن الصبر من الدين بمنزلة الرأس من الجسد، فمن يتصبر يُصبره الله، وما أعطي أحد عطاءً خيرًا وأوسع من الصبر، وبه يظهر الفرق بين ذوي العزائم والهمم، وبين ذوي الجبن والضعف والخور، والصبر من مقام الأنبياء والمرسلين وحلية الأصفياء المتقين؛ قال الله تعالى عن عباد الرحمن: ﴿ أُولَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلَامًا ﴾ [الفرقان: 75]، وقال عن أهل الجنة: ﴿ وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ * سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ ﴾ [الرعد: 23، 24].

 

والصبر في اللغة: الحبس والكف والمنع؛ أي: يجب أن يقوم الإنسان بحبس نفسه وإلزامها على ذلك.

 

والصبر اصطلاحًا: هو حبس النفس عن الجزع واللسان عن التسخط، والجوارح عن لطم الخدود وشق الجيوب. والصبر ثلاثة أقسام: صبر على طاعة الله، وصبر عن محارم الله، وصبر على أقدار الله التي يجريها؛ إما مما لا كسب للعباد فيه، وإما مما يجريه الله على أيدي بعض العباد.

 

وإن للبلاء فوائدَ عظيمة لو علِمها المبتلى لهانت عليه المصائب ورضي ولم يسخط، ولم يشتكِ من ربه تبارك وتعالى، ومن فوائد البلاء:

أولًا: من فوائد البلاء أن البلاء يغفر الخطايا ويغسل الذنوب؛ أخرج الطبراني في معجمه الكبير بسند صححه الألباني في السلسلة الصحيحة الجزء الرابع حديث رقم (1611) عَنْ أَبِي أمامة، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (إِنَّ الْمُسْلِمَ إِذَا مَرِضَ، أَوْحَى اللَّهُ تَعَالَى إِلَى مَلَائِكَتِهِ، فَيَقُولُ: يَا مَلَائِكَتِي: أَنَا قَيَّدْتُ عَبْدِي بِقَيْدٍ مِنْ قُيُودِي، فَإِنْ قَبَضْتُهُ، أَغْفِرْ لَهُ، وَإِنْ عَافَيْتُهُ، فَجَسَدٌ مَغْفُورٌ لَهُ، لَا ذَنْبَ لَهُ)، وفي صحيح البخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (مَا يُصِيبُ الْمُسْلِمَ مِنْ نَصَبٍ وَلَا وَصَبٍ، وَلَا هَمٍّ وَلَا حُزْنٍ وَلَا أَذًى وَلَا غَمٍّ، حَتَّى الشَّوْكَةِ يُشَاكُهَا - إِلَّا كَفَّرَ اللَّهُ بِهَا مِنْ خَطَايَاهُ)، وفي رواية لمسلم: (ما يصيبُ المؤمنَ من وصبٍ، ولا نصبٍ، ولا سقمٍ، ولا حَزنٍ، حتَّى الهمَّ يُهمُّه، إلَّا كفَّر به من سيِّئاتِه)؛ النصب: التعب، الوصب: المرض، وفي الصحيحين عن عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا زَوْجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (مَا مِنْ مُصِيبَةٍ تُصِيبُ الْمُسْلِمَ إِلَّا كَفَّرَ اللَّهُ بِهَا عَنْهُ، حَتَّى الشَّوْكَة يُشَاكُهَا)، وفي سنن الترمذي بسند قال عنه: حسن صحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: (مَا يَزَالُ البَلاَءُ بالمُؤمِنِ وَالمُؤْمِنَةِ في نفسِهِ ووَلَدِهِ وَمَالِهِ، حَتَّى يَلْقَى الله تَعَالَى وَمَا عَلَيهِ خَطِيئَةٌ)، وفي صحيح مسلم عن جابر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل على أم السائب أو أم المسيب، فقال: (ما لَكِ يا أمَّ السائبِ، أو يا أمَّ المُسيَّبِ تُزَفْزِفينَ؟)، قالت: الحمَّى، لا بارك اللهُ فيها، فقال: (لا تسُبِّي الحُمَّى، فإنها تُذهِبُ خطايا بني آدمَ، كما يُذهبُ الكِيرُ خبثَ الحديدِ)؛ رواه مسلم؛ وتزفزفين: هي الرعدة التي تحصل للمحموم.

 

وأخرج البيهقي في الآداب بسند قال عنه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب: حسن لغيره (صحيح الترغيب والترهيب الجزء الثالث حديث رقم (3431) عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ أَن رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: (إِذَا مَرِضَ الْعَبْدُ بَعَثَ اللَّهُ إِلَيْهِ مَلَكَيْنِ، فَيَقُولُ: انْظُرُوا مَا يَقُولُ لِعُوَّادِهِ فَإِنْ هُوَ إِذَا جاءوه حَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ رَفَعَا ذَلِكَ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَهُوَ أَعْلَمُ، فَيَقُولُ: لِعَبْدِي عَلَيَّ إِنْ تَوَفَّيْتُهُ أَنْ أُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ، وَإِنْ شَفَيْتُهُ أَنْ أُبَدِّلَهُ لَحْمًا خَيْرًا مِنْ لَحْمِهِ وَدَمًا خَيْرًا مِنْ دَمِهِ، وَأَنْ أُكَفِّرَ عَنْهُ سَيِّئَاتَهُ).

 

ثانيًا: من فوائد البلاء أن البلاء يرفع العبد الدرجات العالية في جنة الله تعالى، فالله تعالى يبتلي عباده بالسراء والضراء وبالشدة والرخاء، وقد يبتليهم بها لرفع درجاتهم وإعلاء ذكرهم؛ كما يفعل بالأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام والصلحاء من عباد الله، ففي مسند أحمد بسند صحيح عن مصعب بن سعد عن أبيه رضي الله عنه، قال: (قلتُ: يا رسولَ اللهِ، أيُّ النَّاسِ أشدُّ بلاءً؟ قالَ الأَنبياءُ ثمَّ الأَمثلُ فالأَمثلُ؛ يُبتلَى الرَّجلُ علَى حسَبِ دينِهِ، فإن كانَ دينُه صلبًا اشتدَّ بلاؤُهُ، وإن كانَ في دينِهِ رقَّةٌ ابتليَ علَى قدرِ دينِهِ، فما يبرحُ البلاءُ بالعبدِ حتَّى يترُكَهُ يمشي علَى الأرضِ وما علَيهِ خطيئةٌ)، فإذا أحب الله تعالى عبدًا ابتلاه؛ ليرفع درجته في الجنة، ففي سنن أبي داود بسند صححه الألباني في الصحيحة حديث رقم (2599) عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، وَكَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: (إِنَّ الْعَبْدَ إِذَا سَبَقَتْ لَهُ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مَنْزِلَةٌ لَمْ يَبْلُغْهَا بِعَمَلِهِ، ابْتَلاهُ اللَّهُ فِي جَسَدِهِ أَوْ فِي مَالِهِ أَوْ فِي وَلَدِهِ، ثُمَّ صَبَّرَهُ عَلَى ذَلِكَ حَتَّى يُبَلِّغَهُ مَنْزِلَتَهُ الَّتِي سَبَقَتْ لَهُ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ)، وفي صحيح مسلم عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «مَا يُصِيبُ الْمُؤْمِنَ مِنْ شَوْكَةٍ فَمَا فَوْقَهَا إِلاَّ رَفَعَهُ اللَّهُ بِهَا دَرَجَةً أَوْ حَطَّ عَنْهُ بِهَا خَطِيئَةً».

 

ثالثًا: من فوائد البلاء أن البلاء يعجل العقوبة للعبد في الدنيا؛ لتسقط عنه يوم القيامة، مما لا شك فيه أنه لا يخلو عبد من ذنب، فمن ذا الذي ما ساء قط، ومن له الحسنى فقط، هنا يأتي البلاء ليرد العبد إلى ربه ويرجع إلى خالقه، ويجدد التوبة والعهد مع الله.

 

والبلاء يكون بالخير والشر، فيبتلي عبده ليعجل عقوبته في الدنيا، فيطهره بها، والبلاء يحل في رحل العبد بذنوبه؛ كما قال تعالى: ﴿ وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ ﴾ [شورى:30]، قال ابن عباس: (يعجل للمؤمنين عقوبتهم بذنوبهم، ولا يؤاخذون بها في الآخرة)، وأخرج الترمذي بسند صححه الألباني في صحيح الجامع في الجزء الأول حديث رقم ( 307) عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إذا أرادَ اللَّهُ بعبدِهِ الخيرَ عجَّلَ لهُ العقوبةَ في الدُّنيا، وإذا أرادَ بعبدِهِ الشَّرَّ أمسَكَ عنهُ بذنبِهِ حتَّى يُوافَى بهِ يومَ القيامةِ)، وفي سنن البيهقي بسند صححه الألباني في السلسلة الصحيحة في الجزء الثاني حديث رقم (557) عنْ أَبي هُرَيْرَةَ قَالَ: خَرَجَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم يَعُودُ رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِهِ وَبِهِ وَجَدٌ وَأَنَا مَعَهُ، فَقَبَضَ عَلَى يَدِهِ وَوَضَعَ يَدَهُ عَلَى جَبْهَتِهِ، وَكَانَ يَرَى ذَلِكَ مِنْ تَمَامِ عِيَادَةِ الْمَرِيضِ، ثُمَّ قَالَ: «إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَقُولُ: هِيَ نَارِي أُسَلِّطُهَا عَلَى عَبْدِى الْمُؤْمِنِ لِتَكُونَ حَظَّهُ مِنَ النَّارِ فِي الآخِرَةِ».

 

رابعًا: من فوائد البلاء أن الله تعالى ضمن الجنة لأهل البلاء وأعظَم لهم الأجر فيها، ولم يحدده لهم في الدنيا؛ ليرى منهم الرضا والصبر الجميل؛ قال الله تعالى: ﴿ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ ﴾ [الزمر: 10]، وفي تفسير البغوي: كل مطيع يكال له كيلًا، ويوزن له وزنًا إلا الصابرون، فإنه يحثى لهم حثيًا، وقال أنس بن مالك رضي الله عنه: (يؤتى بأهل البلاء، فلا ينصب لهم ميزان، ولا ينشر لهم ديوان، ويصب عليهم الأجر صبًّا بغير حساب)، وفي تفسير ابن كثير قال الأوزاعي: ليس يوزن لهم ولا يكال لهم، إنما يغرف لهم غرفًا، وقال ابن جريج: بلغني أنه لا يحسب عليهم ثواب عملهم قط، ولكن يزادون على ذلك، وقال السدي: «إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب»؛ يعني في الجنة، في الصحيحين عن عطاء بن أبي رباح قال: قال لي ابن عباس رضي الله عنهما: ((أَلاَ أُرِيكَ امْرَأَةً مِنْ أَهْلِ الجَنَّةِ؟ قُلْتُ: بلى، قال: هذه المرأةُ السَّوْداءُ، أتَتِ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فقالتْ: إني أُصْرَعُ، وإني أتَكَشَّفُ، فادْعُ اللهَ لي، قال: (إن شِئتِ صبرتِ ولك الجنَّةُ، وإن شِئتِ دعَوتُ اللهَ أن يُعافيَكِ)، فقالتْ: أصبِرُ، فقالتْ: إني أتَكَشَّفُ، فادْعُ اللهَ ألا أتَكَشَّفَ، فدَعا لها)، وفي صحيح البخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى: مَا لِعَبْدِي الْمُؤْمِنِ عِنْدِي جَزَاءٌ إِذَا قَبَضْتُ صَفِيَّهُ مِنْ أَهْلِ الدُّنْيَا ثُمَّ احْتَسَبَهُ إِلَّا الْجَنَّةُ).

 

خامسًا: من فوائد البلاء صلاة الله تعالى عليهم ورحمته لهم وهدايتهم إلى صراطه المستقيم؛ قال الله تعالى في محكم التنزيل وأحسن القيل: ﴿ وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ, الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ ﴾ [البقرة: 155-157]، قال ابن كثير: (قال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب: نعم العدلان ونعمت العلاوة، (أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة)، فهذان العدلان، (وأولئك هم المهتدون)، فهذه العلاوة، وهي ما توضع بين العدلين، وهي زيادة في الحمل، وكذلك هؤلاء أعطوا ثوابهم وزيدوا أيضًا، فالعدل الأول أن صلى الله عليهم، والعدل الثاني أن رحمهم الله، فلما زادوا في الصبر، زادهم الله في الأجر، فأعطاهم فوق ذلك علاوة، فهداهم إلى صراطه المستقيم.

 

سادسًا: ومن فوائدِ البلاء أنَّ اللهَ تعالى يكونُ قريبًا من المبتلى يرحمُه ويجيبُ دعاءَه، ويُثيبُ زوَّارَه والقائمين عليه، ولذلك تحتفي الملائكةُ بعائدِ المريضِ، بل يعتبُ سبحانَه على من تركَ عيادة المريض؛ كما جاءَ في صحيح مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَا ابْنَ آدَمَ مَرِضْتُ فَلَمْ تَعُدْنِي قَالَ يَا رَبِّ كَيْفَ أَعُودُكَ وَأَنْتَ رَبُّ الْعَالَمِينَ، قَالَ: أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ عَبْدِى فُلاَنًا مَرِضَ فَلَمْ تَعُدْهُ، أَمَا عَلِمْتَ أَنَّكَ لَوْ عُدْتَهُ لَوَجَدْتَنِي عِنْدَهُ)، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، قَالَ: كُنْتُ مَعَ سَلْمَانَ رضي الله عنه وَعَادَ مَرِيضًا فِي كِنْدَةَ، فَلَمَّا دَخَلَ عَلَيْهِ قَالَ: (أَبْشِرْ!) - سلمان يبشر المريض - (فَإِنَّ مَرَضَ الْمُؤْمِنِ يَجْعَلُهُ اللهُ لَهُ كَفَّارَةً وَمُسْتَعْتَبًا)، لو كان صحيحًا حتى يرجع على الإساءة مرة أخرى: (وَإِنَّ مَرَضَ الْفَاجِرِ كَالْبَعِيرِ عَقَلَهُ أَهْلُهُ) - أي: رَبَطوهُ بالحبل - (ثُمَّ أَرْسَلُوهُ، فَلَمْ يَدْرِ لِمَ عَقَلُوهُ، وَلَمْ يَدْرِ لِمَ أَرْسَلُوهُ)، وهنا قد يتبيَّنُ لنا بعض الحِكَم في مرضِ كثيرٍ من المسلمين في آخرِ حياتِهم، وأن الله يريد بعبدِه المؤمن الخيرَ، فأهلُه بينَ الهمومِ والأحزانِ والقيام على شؤونه مأجورون، وهو بمرضه وصبره مأجور ويُهيَّأُ للحورِ الحِسانِ.

 

إخوة الإيمان، ومما يدل على عظم ثواب المرضى الصابرين في الآخرةِ ما صححه الألباني في صحيح الجامع أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (يَوَدُّ أَهْلُ الْعَافِيَةِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، حِينَ يُعْطَى أَهْلُ الْبَلاَءِ الثَّوَابَ، لَوْ أَنَّ جُلُودَهُمْ كَانَتْ قُرِضَتْ فِي الدُّنْيَا بالْمَقَارِيضِ)، ومصداق ذلك في قولِه تعالى: ﴿ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ ﴾.

 

سابعًا: ومن فوائد البلاء أنَّ صاحبَه تُكتَبْ له جميعُ أعمالِه التي كانَ يَعملُها وهو صحيحٌ، فتستمر حسناتُه على ما كانَ يعملُ وهو مُعافى لا ينقصُ منها شيءٌ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: (إذَا مَرِضَ الْعَبْدُ أَوْ سَافَرَ كُتِبَ لَهُ مِنَ الأَجْرِ مِثْلُ مَا كَانَ يَعْمَلُ صَحِيحًا مُقِيمًا)؛ رواه البخاري، وحسَّن الألباني في السلسلة الصحيحة عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (إِذَا ابْتَلَى اللهُ الْعَبْدَ الْمُسْلِمَ بِبَلَاءٍ فِي جَسَدِهِ، قَالَ اللهُ لِلْمَلَكِ الَّذِي يَكْتُبُ عَمَلَهُ: اكْتُبْ لِعَبْدِي فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ مِثْلَ مَا كَانَ يَعْمَلُ مِنْ الْخَيْرِ مَا دَامَ مَحْبُوسًا فِي وَثَاقِي، حَتَّى أَقْبِضَهُ) - أي يموت في مرضه - (أَوْ أُطْلِقَهُ، فَإِنْ شَفَاهُ، غَسَلَهُ وَطَهَّرَهُ، وَإِنْ قَبَضَهُ، غَفَرَ لَهُ وَرَحِمَهُ).

 

قصص في الصبر على البلاء:

أولًا: صبر نبي الله أيوب عليه السلام؛ أخرج الإمام ابن حبان في صحيحه عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم، قَالَ: (إِنَّ أَيُّوبَ نَبِيُّ اللهِ كَانَ فِي بَلاَئِهِ ثَمَانِيَ عَشْرَةَ سَنَةً، فَرَفَضَهُ الْقَرِيبُ وَالْبَعِيدُ، إِلاَّ رَجُلاَنِ مِنْ إِخْوَانِهِ كَانَا من أخص إِخْوَانِهِ، كَانَا يَغْدُوَانِ إِلَيْهِ وَيَرُوحَانِ إِلَيْهِ، فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ: أَتَعْلَمُ؟ وَاللهِ لَقَدْ أَذْنَبَ أَيُّوبُ ذَنْبًا مَا أَذْنَبَهُ أَحَدٌ، قَالَ لَهُ صَاحِبِهُ: وَمَا ذَاكَ؟ قَالَ: مُنْذُ ثَمَانِيَ عَشْرَةَ سَنَةً لَمْ يَرْحَمْهُ اللَّهُ فَيَكْشِفْ عَنْهُ مَا بِهِ، فَلَمَّا رَاحَا إِلَيْهِ لَمْ يَصْبِرِ الرَّجُلُ حَتَّى ذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ أَيُّوبُ: لاَ أَدْرِي مَا تَقُولُ، غَيْرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ أَنِّي كُنْتُ أَمُرُّ بِالرَّجُلَيْنِ يَتَنَازَعَانِ، فَيَذْكُرَانِ اللَّهَ، فَأَرْجِعُ إِلَى بَيْتِي فَأُكَفِّرُ عَنْهُمَا كَرَاهِيَةَ أَنْ يُذْكَرَ اللَّهُ إِلاَّ فِي حَقٍّ، قَالَ: وَكَانَ يَخْرُجُ إِلَى حاجتهِ فَإِذَا قَضَى حَاجَتَهُ أَمْسَكْتِ امْرَأَتُهُ بِيَدِهِ حَتَّى يَبْلُغَ، فَلَمَّا كَانَ ذَاتَ يَوْمٍ أَبْطَأَ عَلَيْهَا، وَأُوحِيَ إِلَى أَيُّوبَ فِي مَكَانِهِ أَنِ ﴿ ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ ﴾ [ص: 42]، فَاسْتَبْطَأَتْهُ فَتَلَقَّتْهُ يَنْظُرُ، فَأَقْبَلَ عَلَيْهَا وَقَدْ أَذْهَبَ اللَّهُ مَا بِهِ مِنَ الْبَلاَءِ، وَهُوَ عَلَى أَحْسَنِ مَا كَانَ، فَلَمَّا رَأَتْهُ قَالَتْ: أَيْ بَارَكَ اللَّهُ فِيكَ، هَلْ رَأَيْتَ نَبِيَّ اللهِ هَذَا الْمُبْتَلَى، فوَاللهِ عَلَى ذَلِكَ مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَشْبَهَ بِهِ إذْ كَانَ صَحِيحًا مِنْكَ، قَالَ: فَإِنِّي أَنَا هُوَ، وَكَانَ لَهُ أَنْدَرَانِ: أَنْدَرٌ لِلْقَمْحِ، وَأَنْدَرٌ لِلشَّعِيرِ، فَبَعَثَ اللَّهُ سَحَابَتَيْنِ، فَلَمَّا كَانَت إِحْدَاهُمَا عَلَى أَنْدَرِ الْقَمْحِ أفَرغَتْ فِيهِ الذَّهَبَ حَتَّى فَاضَ، وَأَفْرَغَتِ الأُخْرَى عَلَى أَنْدَرِ الشَّعِيرِ الْوَرِقَ حَتَّى فَاضَ)، وفي صحيح البخاري عن أبي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «بَيْنَمَا أَيُّوبُ يَغْتَسِلُ عُرْيَانًا خَرَّ عَلَيْهِ جَرَادٌ مِنْ ذَهَبٍ، فَجَعَلَ أَيُّوبُ يَحْتَثِي فِي ثَوْبِهِ، فَنَادَاهُ رَبُّهُ: يَا أَيُّوبُ أَلَمْ أَكُنْ أَغْنَيْتُكَ عَمَّا تَرَى؟ قَالَ: بَلَى يَا رَبِّ، وَلَكِنْ لاَ غِنَى لِي عَنْ بَرَكَتِكَ).

 

ثانيًا: صبر الإمام العابد عروة بن الزبير أحد فقهاء المدينة السبعة، وهو ابن السيدة أسماء، ذهب إلى الوليد بن عبدالملك ومعه ابنه محمد ووقعت الأكلة – السوسة - في رجل عروة، فقال له الأطباء: لا بد من قطعها، قالوا له: نعطي لك دواءً يُغيب عقلك، أو تشرب الخمر حتى تفقد الوعي، فأبى وقال: إن ربي اختبرني؛ ليرى مدى صبري، قالوا: فماذا نفعل؟ قال: إذا دخلت إلى الصلاة فاقطعوها لي، فدخل في صلاته، فلما علا المنشار على العرق ما زاد على أن قال: حسبي، ثم غُشِي عليه، فلما أفاق من غشيته استنار وجهه، وقال: أين القدم المبتورة؟ فحملها على يديه، وقال: أما والذي حملني عليك إلى عتبات الليل إلى المساجد، إنه ليعلم أنني ما مشيت بك إلى حرام قط، ثم قال: خذها يا بني، فكفِّنها وطيِّبها، وادفنها في مقابر المسلمين، والله ما مشيت بها إلى فاحشة قط، وَأُصِيبَ عُرْوَةُ بِابْنٍ لَهُ يُقَالُ لَهُ مُحَمَّدٌ فِي ذَلِكَ السَّفَرِ، وَدَخَلَ اصْطَبْلَ دَوَاب مِنَ اللَّيْلِ لِيَبُولَ، فَرَكَضَتْهُ بَغْلَةٌ فَقَتَلَتْهُ، وَكَانَ مِنْ أَحَبِّ وَلَدِهِ إِلَيْهِ، وَلَمْ يُسْمَعْ مِنْ عُرْوَةَ فِي ذَلِكَ كَلِمَةٌ حَتَّى رَجَعَ فَلَمَّا كَانَ بِوَادِي الْقُرَى، قَالَ: ﴿ لَقِينَا مِنْ سَفَرِنَا هَذَا نَصَبًا ﴾ [الكهف: 62]، وجاء الناس يعزونه فقالوا له: أحسن الله عزاءك في رجلك، وأحسن الله عزاءك في ابنك، فقال عروة رضي الله عنه: (اللَّهُمَّ كَانَ لِي بَنُونَ سَبْعَةٌ فَأَخَذْتَ مِنْهُمْ وَاحِدًا وأَبْقَيْتَ سِتَّةً، وَكَانَتْ لِي أَطْرَافٌ أَرْبَعَةٌ فَأَخَذْتَ مِنِّي طَرَفًا وَأَبْقَيْتَ لِي ثَلَاثًا، وَايْمُكَ لَئِنِ ابْتَلَيْتَ لَقَدْ عَافَيْتَ، وَلَئِنْ أَخَذْتَ لَقَدْ أَبْقَيْتَ، فلك الحمد يا ربي على ما قضيت).

 

رسالة إلى كل مبتلى:

ما يهون البلاء على العبد أن يَعلم المؤمن أن البلاء خير له إن صَبَر واحتَسَب؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ يُرِدِ اللهُ بِهِ خَيْرًا يُصِبْ مِنْهُ»؛ (صحيح البخاري [5645]).

 

وكلما عظُمَت المصيبة كلما عظُم الأجر؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ عِظَمَ الْجَزَاءِ مَعَ عِظَمِ الْبَلَاءِ، وَإِنَّ اللهَ إِذَا أَحَبَّ قَوْمًا ابْتَلَاهُمْ، فَمَنْ رَضِيَ فَلَهُ الرِّضَا وَمَنْ سَخِطَ فَلَهُ السُّخْطُ» (جامع الترمذي [2396]، وسنن ابن ماجه [2396]، وصححه الشيخ الألباني، وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط: (إسناده جيد)، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقول في دُعائه: «أَسْأَلُكَ الرِّضَاءَ بَعْدَ الْقَضَاءِ»؛ (مسند أحمد [22069]، وسنن النسائي [1304/1]، وصححه الألباني).

 

وأن يستشعر الأجر لتهون عليه البلايا، وأن يحمد ربه عند البلاء، ويسترجع ليخلف الله تعالى له خيرًا مما فقد، في صحيح مسلم عن أمِ سَلَمَةَ زَوْجَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم تَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «مَا مِنْ عَبْدٍ تُصِيبُهُ مُصِيبَةٌ، فَيَقُولُ: إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ، اللَّهُمَّ أْجُرْنِي فِي مُصِيبَتِي، وَأَخْلِفْ لِي خَيْرًا مِنْهَا، إِلاَّ أَجَرَهُ اللَّهُ فِي مُصِيبَتِهِ وَأَخْلَفَ لَهُ خَيْرًا مِنْهَا»، قَالَتْ فَلَمَّا تُوُفِّىَ أَبُو سَلَمَةَ قُلْتُ كَمَا أَمَرَنِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَأَخْلَفَ اللَّهُ لِي خَيْرًا مِنْهُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم).

 

وأن يلح على ربه في الدعاء أن يكشف عنه البلاء، ويسأل ربه العافية؛ قال مطرف بن عبدالله: (لأن أعافى فأشكر أحبُّ إلى من أن أُبتلى فأصبر)؛ لأن هناك أناس لا يثبتون عند البلاء؛ روى الحاكم في ((المستدرك)) (4121)، وقال: «هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ»، ووافقه الذهبي، والبيهقي في ((الشعب)) (611)، وغيرهما، وصححه الألباني في ((صحيح الجامع)) (3383).

 

عن سعد بن أبي وقاص قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (دَعْوَةُ ذِي النُّونِ الَّتِي دَعَا بِهَا فِي بَطْنِ الْحُوتِ، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ، لَمْ يَدْعُ بِهَا مُسْلِمٌ فِي كُرْبَةٍ إِلَّا اسْتَجَابَ اللهُ لَهُ)، وفي لفظ عند الحاكم (1864) عن سعد رضي الله عنه أيضًا: «أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِشَيْءٍ إِذَا نَزَلَ بِرَجُلٍ مِنْكُمْ كَرِبٌ، أَوْ بَلَاءٌ مِنْ بَلَايَا الدُّنْيَا دَعَا بِهِ يُفَرَّجُ عَنْهُ؟»، فَقِيلَ لَهُ: بَلَى، فَقَالَ: (دُعَاءُ ذِي النُّونِ: لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ)، وفي لفظ عند ابن السني في ((اليوم والليلة)) (343): (إِنِّي لَأَعْلَمُ كَلِمَةً لَا يَقُولُهَا مَكْرُوبٌ إِلَّا فَرَّجَ اللَّهُ عَنْهُ: كَلِمَةُ أَخِي يُونُسَ عَلَيْهِ السَّلَامُ: ﴿ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ ﴾ [الأنبياء: 87].

 

هذا وصلى الله على البشير النذير والسراج المنير صلى الله عليه وسلم.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • من حكم البلاء (خطبة)
  • مشاهد رفع البلاء
  • الصبر على البلاء (خطبة)
  • الصدق في مواضع البلاء
  • عند البلاء لا تفقد الأمل والرجاء
  • عبادات تدفع البلاء
  • آيات عن البلاء والابتلاء
  • تنبيه العقلاء إلى وجوب الصبر على البلاء
  • الصبر في الإسلام
  • شرح أحاديث في فضل الصبر على البلاء
  • خطبة: أسباب دفع البلاء
  • العوض الرباني (خطبة)
  • وحسبك أن الله أثنى على الصبر
  • إتحاف الراغبين بما نقله الذهبي عن ابن العطار مما ليس في كتابه تحفة الطالبين
  • فضل الصبر على البلاء

مختارات من الشبكة

  • إتحاف النبلاء بصحيح أذكار الصباح والمساء (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • إتحاف النبلاء بفقه صوم خاتم الأنبياء (PDF)(كتاب - ملفات خاصة)
  • مخطوطة إتحاف النبلاء بأخبار الثقلاء(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • إتحاف الساجد بفضل عمار المساجد (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • إتحاف الأنام بفضل وفقه السلام (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • إتحاف الأخيار بأربعين حديثا في فضل الاستغفار (WORD)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • إتحاف أهل الإيمان بفضائل شهر شعبان (خطبة)(مقالة - ملفات خاصة)
  • الإتحاف بالهدي النبوي بالقراءة في خطبة الجمعة بسورة (ق)(محاضرة - موقع الشيخ د. خالد بن عبدالرحمن الشايع)
  • الإتحاف بالهدي النبوي بالقراءة في خطبة الجمعة بسورة ق(مقالة - موقع الشيخ د. خالد بن عبدالرحمن الشايع)
  • الإتحاف بالهدي النبوي بالقراءة في خطبة الجمعة بسورة ق(مادة مرئية - موقع الشيخ د. خالد بن عبدالرحمن الشايع)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 12/11/1446هـ - الساعة: 18:29
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب