• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    خطبة: محدثات نهاية العام وبدايته
    الشيخ الدكتور صالح بن مقبل العصيمي ...
  •  
    المغنم بصيام عاشوراء والمحرم (خطبة)
    الشيخ محمد بن إبراهيم السبر
  •  
    خطبة المسكرات والمفترات
    الدكتور علي بن عبدالعزيز الشبل
  •  
    تفسير: (وما كان له عليهم من سلطان إلا لنعلم من ...
    تفسير القرآن الكريم
  •  
    تحريم الخوف دون الطبيعي من غير الله تبارك وتعالى
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    خطبة: الهجرة النبوية دروس وعبر
    مطيع الظفاري
  •  
    الصدقات تطفئ غضب الرب
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    السلام النفسي في فريضة الحج
    د. أحمد أبو اليزيد
  •  
    الذكر بالعمل الصالح (خطبة)
    الشيخ الحسين أشقرا
  •  
    الدرس السابع والعشرون: حقوق الزوجة على زوجها
    عفان بن الشيخ صديق السرگتي
  •  
    الخيانة المذمومة (خطبة)
    د. غازي بن طامي بن حماد الحكمي
  •  
    الإسلام كرَّم الإنسان ودعا إلى المساواة بين الناس
    الشيخ ندا أبو أحمد
  •  
    أدلة الأحكام من القرآن
    عبدالعظيم المطعني
  •  
    قبسات من الإعجاز البياني للقرآن (2)
    قاسم عاشور
  •  
    التقوى
    الشيخ عبدالله بن جار الله آل جار الله
  •  
    نار الآخرة (10) سجر النار وتسعيرها
    الشيخ د. إبراهيم بن محمد الحقيل
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / منبر الجمعة / الخطب / الرقائق والأخلاق والآداب
علامة باركود

تنبيه المؤمنين بتثقيل الموازين

تنبيه المؤمنين بتثقيل الموازين
الشيخ فؤاد بن يوسف أبو سعيد

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 5/12/2018 ميلادي - 27/3/1440 هجري

الزيارات: 16847

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

تنبيه المؤمنين بتثقيل الموازين


إن الحمد لله؛ نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.

 

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102].

 

﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً ﴾ [النساء: 1].

 

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً ﴾ [الأحزاب: 70، 71].

 

أما بعد:

فإن أصدق الحديث كتابُ الله، وخيرَ الهديِ هديُ محمد صلى الله عليه وسلم، وشرَّ الأمورِ محدثاتُها، وكلَّ محدثةٍ بدعة، وكلَّ بدعة ضلالة، وكلَّ ضلالةٍ في النار، أعاذني الله وإياكم وسائر المسلمين من النار، ومن كل عمل يقرب إلى النار، اللهم آمين.

 

من عدل الله الرحمن الرحيم، أنه خلق الإنسان، وعلمه النطق والبيان، وأمره بصالح الأعمال، ونهاه عما يوجب النيران، فوضع الميزان، ليعم العدل في الأرض والسماء، وليُجازَى أهل الإحسان بالإحسان، وأهل الكفر والظلم بغضب الديان، واستحقاق النيران، ﴿ وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ* وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ بِمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَظْلِمُونَ ﴾ [الأعراف: 8، 9].

 

وهذا الميزان له كفتان؛ يوضع في إحداهما الحسنات وفي الأخرى السيئات، فيزن مثاقيل الذرِّ والهباء والغبار، من الحسنات والسيئات، ويزن أيضا مثاقيل السماوات والأرضين، قَالَ الله تَعَالَى: ﴿ وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ ﴾ [الأنبياء: 47].

 

وَقَالَ سبحانه وتَعَالَى: ﴿ فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ* وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ ﴾ [الزلزلة: 7، 8].

 

لو سألتم عن سعة هذا الميزان، ولا بد للمؤمن أن يثقِّلَه، فاستمعوا إلى ما ثبت عَنْ سَلْمَانَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ("يُوضَعُ الْمِيزَانُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَلَوْ وُزِنَ فِيهِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ لَوُسِعَتْ، فَتَقُولُ الْمَلَائِكَةُ: يَا رَبِّ! لِمَنْ يَزِنُ هَذَا؟! فَيَقُولُ اللهُ تَعَالَى: لِمَنْ شِئْتُ مِنْ خَلْقِي، فَتَقُولُ الْمَلَائِكَةُ: سُبْحَانَكَ مَا عَبَدْنَاكَ حَقَّ عِبَادَتِكَ! وَيُوضَعُ الصِّرَاطُ مِثْلَ حَدِّ الْمُوسَى، فَتَقُولُ الْمَلَائِكَةُ: يَا رَبِّ! مَنْ تُجِيزُ عَلَى هَذَا؟! فَيَقُولُ: مَنْ شِئْتُ مِنْ خَلْقِي، فَتَقُولُ الْمَلَائِكَةُ: سُبْحَانَكَ، مَا عَبَدْنَاكَ حَقَّ عِبَادَتِكَ!"). (ك) (8739)، انظر الصَّحِيحَة: (941)، صَحِيح التَّرْغِيبِ: (3626)، - قَالَ إِمَام الْحَرَمَيْنِ: الْوَزْن لِلصُّحُفِ الْمُشْتَمِلَة عَلَى الْأَعْمَال، وَيَقَع وَزْنهَا عَلَى قَدْر أُجُور الْأَعْمَال. وَقَالَ غَيْره: يَجُوز أَنْ تُجَسَّد الْأَعْرَاض فَتُوزَن، وَمَا ثَبَتَ مِنْ أُمُور الْآخِرَة بِالشَّرْعِ لَا دَخْل لِلْعَقْلِ فِيهِ. (فتح الباري) ح (22).

 

وثبت عَنْ عَائِشَةَ رضي الله تعالى عنها قَالَتْ: (كُنُتُ لَا أَسْمَعُ شَيْئًا لَا أَعْرِفُهُ، إِلَّا رَاجَعْتُ فِيهِ حَتَّى أَعْرِفَهُ)، وَإنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: ("لَيْسَ أَحَدٌ يُحَاسَبُ؛ إِلَّا عُذِّبَ")، فَقُلْتُ: (يَا رَسُولَ اللهِ! أَوَلَيْسَ يَقُولُ اللهُ تَعَالَى: ﴿ فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا؟! ﴾ (الانشقاق: 7). قَالَ عليه الصلاة والسلام: ("لَيْسَ ذَاكَ الْحِسَابُ، إِنَّمَا ذَلِكِ الْعَرْضُ") -أَيْ: عَرْضُ النَّاسِ عَلَى الْمِيزَانِ -ليروا حسناتهم وسيئاتهم-. (فتح الباري)-؛ ("الرَّجُلُ تُعْرَضُ عَلَيْهِ ذُنُوبُهُ، ثُمَّ يُتَجَاوَزُ لَهُ عَنْهَا")، ("وَلَكِنْ مَنْ نُوقِشَ الْحِسَابَ هَلَكَ"). (خ) (103)، (خ) (4655)، (خ) (6172)، (م) (2876)، (حم) (25555)، وقال الأرناؤوط: إسناده قوي، وانظر ظلال الجنة: (885).

 

• (الْمُنَاقَشَة): أَصْلُهَا الِاسْتِخْرَاجُ، وَمِنْهُ: نَقَشَ الشَّوْكَةَ، إِذَا اِسْتَخْرَجَهَا، وَالْمُرَاد هُنَا: الْمُبَالَغَةُ فِي الِاسْتِيفَاءِ، وَالْمَعْنَى: أَنَّ تَحْرِيرَ الْحِسَابِ يُفْضِي إِلَى اِسْتِحْقَاقِ الْعَذَابِ؛ لِأَنَّ حَسَنَاتِ الْعَبْدِ مَوْقُوفَةٌ عَلَى الْقَبُولِ، وَإِنْ لَمْ تَقَعْ الرَّحْمَةُ الْمُقْتَضِيَةُ لِلْقَبُولِ، لَا يَحْصُل النَّجَاء. (فتح الباري)-.

 

والميزان بيد الرحمن؛ يرفع أقواما قد ثقُلت موازينهم، ويخفض أقواما قد خفّت موازينهم، عَنْ النَّوَّاسِ بْنِ سِمْعَانَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ("مَا مِنْ قَلْبٍ إِلَّا وَهُوَ بَيْنَ إِصْبَعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِ الرَّحْمَنِ، إِنْ شَاءَ أَنْ يُقِيمَهُ أَقَامَهُ") -أَيْ: -أقامه- عَلَى الْحَقّ-، ("وَإِنْ شَاءَ أَنْ يُزِيغَهُ أَزَاغَهُ")؛ -أي: أبعده عن الحق، وأماله عن الاستقامة-، (وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "يَا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ ثَبِّتْ قُلُوبَنَا عَلَى دِينِكَ")، ("وَالْمِيزَانُ بِيَدِ الرَّحْمَنِ يَرْفَعُ أَقْوَامًا، وَيَخْفِضُ آخَرِينَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ"). (حم) (17667)، (جة) (199)، صَحِيح الْجَامِع: (5747)، صحيح موارد الظمآن: (2050).

 

(يَا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ)، -أَيْ: يا مُصَرِّفَهَا تَارَةً إِلَى الطَّاعَةِ، وَتَارَةً -أخرى- إِلَى الْمَعْصِيَةِ، وَتَارَةً إِلَى الْحَضْرَةِ، وَتَارَةً -أخرى- إِلَى الْغَفْلَةِ. تحفة الأحوذي (5/ 428).

فنسأل الله أن يقلب قلوبنا على طاعته وعلى دينه وعلى حضرته وعلى ما يحب ويرضى.

 

ومما يملأ الميزان عند الله ذكر الله، خصوصا حمده وشكره عند النعماء والسراء، و -عند- البأساء والضراء، عَنْ أَبِي مَالِكٍ الْأَشْعَرِيِّ رضي الله -تعالى- عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ("الطُّهُورُ شَطْرُ الْإِيمَانِ")، وفي رواية: ("الْوُضُوءُ شَطْرُ الْإِيمَانِ")، وفي رواية: ("إِسْبَاغُ الْوُضُوءِ شَطْرُ الْإِيمَانِ")، ("وَالْحَمْدُ للهِ، تَمْلَأُ الْمِيزَانَ، وَسُبْحَانَ اللهِ، وَالْحَمْدُ للهِ، تَمْلَآَنِ مَا بَيْنَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ")، وفي رواية: ("وَالتَّسْبِيحُ وَالتَّكْبِيرُ، يَمْلَأُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ)، ("وَالصَلَاةُ نُورٌ، وَالصَّدَقَةُ بُرْهَانٌ")، وفي رواية: ("وَالزَّكَاةُ بُرْهَانٌ")، ("وَالصَّبْرُ ضِيَاءٌ، وَالْقُرْآنُ حُجَّةٌ لَكَ أَوْ عَلَيْكَ، كُلُّ النَّاسِ يَغْدُو، فَبَائِعٌ نَفْسَهُ فَمُعْتِقُهَا، أَوْ مُوبِقُهَا"). (م) (223)، (ت) (3517)، (جة) (280)، (حم) (22959)، (س) (2437).

 

ثقل ميزانك يا عبد الله! بذكر الله في كل حين، واصبر واحتسب من مات لك من الأولاد، ففقدان الأولاد يثقل الموازين، عَنْ ثَوْبَانَ مَوْلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ("بَخٍ بَخٍ") -بَخٍ: كلمة تَدُلُّ على الاستحسان-؛ ("خَمْسٌ مَا أَثْقَلَهُنَّ فِي الْمِيزَانِ: سُبْحَانَ اللهِ، وَالْحَمْدُ لِلهِ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَاللهُ أَكْبَرُ، وَالْوَلَدُ الصَّالِحُ")، ("يُتَوَفَّى لِلْمَرْءِ الْمُسْلِمِ فَيَحْتَسِبُهُ"). (حم) (15700)، (حم) (18101)، (حب) (833)، وقال الأرناؤوط في (حب): إسناده صحيح، (ن) (9995)، (ك) (1885)، انظر صَحِيح الْجَامِع: (2817)، الصَّحِيحَة: (1204).

 

"خَمْسٌ مَا أَثْقَلَهُنَّ فِي الْمِيزَانِ: سُبْحَانَ اللهِ، وَالْحَمْدُ لِلهِ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَاللهُ أَكْبَرُ"، هذه تقولها بلسانٍ وقلبٍ حاضر، لكن الخامسة مصيبة في الولد، قال: "وَالْوَلَدُ الصَّالِحُ يُتَوَفَّى لِلْمَرْءِ الْمُسْلِمِ فَيَحْتَسِبُهُ"، يعني يصبر ويقول: إنا لله وإنا إليه راجعون.

 

ثقّل ميزانك يا عبد الله! بحسن الخلق وطول الصمت، فعَنْ أَنَس -بن مالك- رضي الله -تعالى- عنه قَالَ: (لَقِيَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَبَا ذَرٍّ)، فَقَالَ: ("يَا أَبَا ذَرٍّ! أَلَا أَدُلُّكَ عَلَى خَصْلَتَيْنِ؛ هُمَا أَخَفُّ عَلَى الظَّهْرِ، وَأَثْقَلُ فِي الْمِيزَانِ مِنْ غَيْرِهَا؟!") قَالَ: (بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ!) قَالَ: ("عَلَيْكَ بِحُسْنِ الْخُلُقِ، وَطُولِ الصَّمْتِ، فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، مَا تَجَمَّلَ الْخَلائِقُ بِمِثْلِهِمَا"). (يع) (3298)، (طس) (7103)، صَحِيح الْجَامِع: (4048)، الصَّحِيحَة: (1938).

 

خصلتان؛ حسن الخلق الذي تفتقده ويفتقده كثير من أبناء هذه الأمة، فالأخلاق شبه ضائعة، أخلاقٌ في النفس، وأخلاق في معاملة الآخرين، اللسان منطلق في غير ذكر الرحمن؛ بل منطلق في الغيبة والنميمة، وهتك الأعراض والكلام الفارغ، والكلام السيئ، ويجلب ما يخفف الموازين ويثقل السيئات والعياذ بالله.

 

حسن الخلق وطول الصمت، لن تحاسب على طول الصمت يا عبد الله، لكن هذا يثقل ميزانك، فأحسن من صمت فنجا أو تكلم فنفع غيره.

 

ومما يثقّل موازين العبد المؤمن؛ التسبيح دبُرُ الصلوات المكتوبات، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ("خَلَّتَانِ") -أي: صفتان- ("لَا يُحْصِيهِمَا رَجُلٌ مُسْلِمٌ إِلَّا دَخَلَ الْجَنَّةَ، أَلَا وَهُمَا يَسِيرٌ، وَمَنْ يَعْمَلُ بِهِمَا قَلِيلٌ، يُسَبِّحُ اللهَ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ عَشْرًا، وَيَحْمَدُهُ عَشْرًا، وَيُكَبِّرُهُ عَشْرًا")، -فالمجموع ثلاثون-، قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرٍو: (وَرَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَعْقِدُهُنَّ بِيَدِهِ)، وفي رواية: (يَعْقِدُ التَّسْبِيحَ بِيَمِينِهِ)، قَالَ: ("فَتِلْكَ خَمْسُونَ وَمِائَةٌ بِاللِّسَانِ، وَأَلْفٌ وَخَمْسُ مِائَةٍ فِي الْمِيزَانِ")، ("وَإِذَا أَوَى إِلَى فِرَاشِهِ")، -الكلمة الثانية والخصلة الثانية- ("سَبَّحَ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، وَحَمِدَ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، وَكَبَّرَ أَرْبَعًا وَثَلَاثِينَ")، ("فَتِلْكَ مِائَةٌ بِاللِّسَانِ، وَأَلْفٌ فِي الْمِيزَانِ، فَأَيُّكُمْ يَعْمَلُ فِي الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ أَلْفَيْنِ وَخَمْسَ مِائَةِ سَيِّئَةٍ؟!") قَالُوا: (يَا رَسُولَ اللهِ! كَيْفَ هُمَا يَسِيرٌ، وَمَنْ يَعْمَلُ بِهِمَا قَلِيلٌ؟!) قَالَ: ("إِنَّ الشَّيْطَانَ يَأتِي أَحَدَكُمْ وَهُوَ فِي صَلَاتِهِ، فَيَقُولُ: اذْكُرْ كَذَا اذْكُرْ كَذَا")، وفي رواية: ("إِنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا قَضَى صَلَاتَهُ، أَتَاهُ الشَّيْطَانُ فَذَكَّرَهُ حَوَائِجَهُ، فَيَقُومُ قَبْلَ أَنْ يَقُولَهَا، فَإِذَا أَوَى إِلَى فِرَاشِهِ أَتَاهُ")، ("فلَا يَزَالُ يُنَوِّمُهُ، حَتَّى يَنَامَ")، ("قَبْلَ أَنْ يَقُولَهَا"). (ت) (3410)، (ت) (3486)، (خد) (1216)، (س) (1348)، (س) (1355)، (د) (1502)، (د) (5065)، (حب) (2018)، (ن) (9981)، (جة) (926)، (ش) (29264)، (عب) (3189)، (طس) (6215)، (حم) (6910)، انظر صَحِيح التَّرْغِيبِ (606)، وقال الأرناؤوط: إسناده حسن.

 

إنه ذكرُ الله؛ ما أخفّه على اللسان، وما أثقلَه في الميزان، وما أحبَّه للرحمن! فلا يكلِّفُك إلا أن تشغلَ قلبك، وتحرِّك لسانك، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (" كَلِمَتَانِ خَفِيفَتَانِ عَلَى اللِّسَانِ، ثَقِيلَتَانِ فِي الْمِيزَانِ، حَبِيبَتَانِ إِلَى الرَّحْمَنِ: سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ، سُبْحَانَ اللهِ الْعَظِيمِ"). (خ) (6304)، (م) 31- (2694)، (ت) (3467)، (حم) (7167).

 

هذه هي أعمالك توزنُ لك، وكما توزن الأعمالُ توزن الأجسام، فمهما كنت ضعيف الجسد، خفيف الوزن، بإيمانك يثقل ميزانك، فَعَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه قَالَ: (أَمَرَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم) -عبدَ الله- (ابْنَ مَسْعُودٍ رضي الله عنه فَصَعِدَ عَلَى شَجَرَةٍ)، (مِنْ الْأَرَاكِ)، (فَأَمَرَهُ أَنْ يَأتِيَهُ مِنْهَا) (بِسِوَاك)، (فَنَظَرَ أَصْحَابُهُ إِلَى سَاقِ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ حِينَ صَعِدَ الشَّجَرَةَ، فَضَحِكُوا مِنْ دِقَّةِ سَاقَيْهِ)، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ("مِمَّ تَضْحَكُونَ؟!") قَالُوا: (يَا نَبِيَّ اللهِ مِنْ دِقَّةِ سَاقَيْه!)، فَقَالَ: ("وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ! لَهُمَا أَثْقَلُ فِي الْمِيزَانِ مِنْ أُحُدٍ"). (حم) (920)، (حم) (3991)، وحسن إسنادهما الأرناؤوط، (حب) (7069)، (خد) (237)، الصَّحِيحَة: (2750)، (3192) وحسنه الألباني في الإرواء تحت حديث: (65).

 

وكُتُبُ العبادِ توزن أيضا يوم القيامة، ما كتبه لك الملكان يوضع لك على الميزان، عن عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ العَاصِ -رضي الله عنهما-، قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ("إِنَّ اللَّهَ سَيُخَلِّصُ رَجُلًا مِنْ أُمَّتِي عَلَى رُءُوسِ الخَلَائِقِ يَوْمَ القِيَامَةِ، فَيَنْشُرُ عَلَيْهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ سِجِلًّا؛ كُلُّ سِجِلٍّ مِثْلُ مَدِّ البَصَرِ، ثُمَّ يَقُولُ: أَتُنْكِرُ مِنْ هَذَا شَيْئًا؟") -كلها سيئات، تسع وتسعون سجلا، في كل سجل لا ندري كم صفحة، في كل صفحة لا ندري كم سطرا، في كل سطر لا ندري كم سيئة، كل سجل مدُّ البصر، أتنكر من هذا شيئا؟- ("أَظَلَمَكَ كَتَبَتِي الحَافِظُونَ؟ فَيَقُولُ: لَا يَا رَبِّ، فَيَقُولُ: أَفَلَكَ عُذْرٌ؟ فَيَقُولُ: لَا يَا رَبِّ! فَيَقُولُ: بَلَى! إِنَّ لَكَ عِنْدَنَا حَسَنَةً، فَإِنَّهُ لَا ظُلْمَ عَلَيْكَ اليَوْمَ، فَتَخْرُجُ بِطَاقَةٌ فِيهَا: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، فَيَقُولُ: احْضُرْ وَزْنَكَ")، -التسع وتسعون سجلا ستوضع في كفة، سيئات وهذه الشهادة بطاقة واحدة ستوضع في كفة، احضر وزنك،- ("فَيَقُولُ: يَا رَبِّ! مَا هَذِهِ البِطَاقَةُ مَعَ هَذِهِ السِّجِلَّاتِ؟! فَقَالَ: إِنَّكَ لَا تُظْلَمُ، قَالَ: فَتُوضَعُ السِّجِلَّاتُ فِي كَفَّةٍ وَالبِطَاقَةُ فِي كَفَّةٍ، فَطَاشَتِ السِّجِلَّاتُ وَثَقُلَتِ البِطَاقَةُ، فَلَا يَثْقُلُ مَعَ اسْمِ اللَّهِ شَيْءٌ"). (ت) (2639) وغيره.

 

وعَنْ صُهَيْبٍ، قَالَ: تَلَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَذِهِ الْآيَةَ: ﴿ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ ﴾ [يونس: 26]، وَقَالَ: ("إِذَا دَخَلَ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ، وَأَهْلُ النَّارِ النَّارِ، نَادَى مُنَادٍ: يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ إِنَّ لَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ مَوْعِدًا يُرِيدُ أَنْ يُنْجِزَكُمُوهُ، فَيَقُولُونَ: وَمَا هُوَ؟ أَلَمْ يُثَقِّلِ اللَّهُ مَوَازِينَنَا، وَيُبَيِّضْ وُجُوهَنَا، وَيُدْخِلْنَا الْجَنَّةَ، وَيُنْجِنَا مِنَ النَّارِ؟ قَالَ: فَيَكْشِفُ الْحِجَابَ، فَيَنْظُرُونَ إِلَيْهِ، فَوَاللَّهِ مَا أَعَطَاهُمُ اللَّهُ شَيْئًا أَحَبَّ إِلَيْهِمْ مِنَ النَّظَرِ -يَعْنِي إِلَيْهِ-، وَلَا أَقَرَّ لِأَعْيُنِهِمْ")، (جة) (187)، (حب) (7441)، [قال الألباني]: صحيح- "ظلال الجنة" (472)

 

أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم.

 

الخطبة الآخرة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه إلى الدين، أما بعد:

قال سبحانه: ﴿ وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ ﴾ [الأنبياء: 47]، وقال جلّ جلاله: ﴿ فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلَا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءَلُونَ* فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ* وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ* تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ ﴾ [المؤمنون: 101– 104].

 

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ("إِنَّهُ لَيَأتِي الرَّجُلُ الْعَظِيمُ السَّمِينُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، لَا يَزِنُ عِنْدَ اللهِ جَنَاحَ بَعُوضَةٍ، اقْرَءُوا: ﴿ قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا* الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا* أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا ﴾ [الكهف: 103– 105]، (خ) (4452)، (م) (2785)

 

وعلى قدر الخير والإيمان والتوحيد في القلوب، يخرج المؤمنون من النيران، فأثقلهم وزنا أسرعهم خروجا، وأقلهم وزنا آخرهم خروجا، عَنْ أَنَسٍ -رضي الله عنه-، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: («يَخْرُجُ مِنَ النَّارِ مَنْ قَالَ: لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَفِي قَلْبِهِ وَزْنُ شَعِيرَةٍ مِنْ خَيْرٍ")، -وفي رواية: ("من إيمان")،- ("وَيَخْرُجُ مِنَ النَّارِ مَنْ قَالَ: لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَفِي قَلْبِهِ وَزْنُ بُرَّةٍ مِنْ خَيْرٍ، -أي: وزن قمحة- ("وَيَخْرُجُ مِنَ النَّارِ مَنْ قَالَ: لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَفِي قَلْبِهِ وَزْنُ ذَرَّةٍ مِنْ خَيْرٍ»)، -وفي وراية: (من إيمان)-،

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ وهو البخاري رحمه الله: قَالَ أَبَانُ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، حَدَّثَنَا أَنَسٌ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مِنْ إِيمَانٍ» مَكَانَ «مِنْ خَيْرٍ». (خ) (44).

 

أما إن مات عبدٌ على غير الإيمان والتوحيد؛ فمهما كان حجمه، ومهما كان وزنه، ومهما كان سِمنه، فلا يزن عند الله شيئا، ولا حتى جناح بعوضة، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ -تعالى- عَنْهُ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ("إِنَّهُ لَيَأْتِي الرَّجُلُ العَظِيمُ السَّمِينُ يَوْمَ القِيَامَةِ، لاَ يَزِنُ عِنْدَ اللَّهِ جَنَاحَ بَعُوضَةٍ، وَقَالَ: اقْرَءُوا: ﴿ فَلاَ نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ القِيَامَةِ وَزْنًا ﴾ (الكهف: 105)، (خ) (4729).

 

بعض الناس اليوم يحسب أنه يحسن صنعا، وأنه أفضل من المؤمنين، وأفضل من المسلمين، وهؤلاء كثرٌ تطفح بهم وسائل الإعلام، يصدون الناس عن دينهم الحق، باسم الحداثة تارة، وباسم التقدم والرقي أخرى، كل ذلك يصدر من بني جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا، ﴿ وَإِخْوَانُهُمْ يَمُدُّونَهُمْ فِي الْغَيِّ ثُمَّ لَا يُقْصِرُونَ ﴾ [الأعراف: 202]. عَنْ مُصْعَب قَالَ: (سَأَلْتُ أَبِي -يَعْنِي سَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ-: ﴿ قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالأخْسَرِينَ أَعْمَالا ﴾ أَهُمُ الحَرُورية؟) -أي: هل هم الخوارج؟ قَالَ: (لَا! هُمُ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى، أَمَّا الْيَهُودُ فَكَذَّبُوا مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَمَّا النَّصَارَى كَفَرُوا بِالْجَنَّةِ، وَقَالُوا: لَا طَعَامَ فِيهَا وَلَا شَرَابَ، وَالْحَرُورِيَّةُ الَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ). وَكَانَ سَعْدٌ رَضِيَ اللَّهُ عنه، يسميهم الفاسقين. (خ) (4728).

 

فَمَا ظَنُّكم يا عباد الله! بعباد الله؛ حِينَ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُمْ، وَحِينَ صَارَتِ الصُّحُفُ فِي أَيْمَانِهِمْ، -نسأل الله أن نكون منهم،- وَحِينَ جَاوَزُوا جِسْرَ جَهَنَّمَ، وَأُدْخِلُوا الْجَنَّةَ، وَأُعْطُوا مَا فِيهَا مَا أُعْطُوا مِنَ الْكَرَامَةِ وَالنَّعِيمِ؟ ما بالكم بهؤلاء؟

 

اللهم صل وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهديه إلى يوم الدين.

 

اللهم أصلح أحوالنا، اللهم أصلح أحوالنا، اللهم أصلح أحوالنا وأحوال المسلمين يا رب العالمين.

 

اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات، والمسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات، إنك سميع قريب مجيب الدعوات يا رب العالمين.

 

اللهم كن معنا ولا تكن علينا، اللهم أيدنا ولا تخذلنا، اللهم انصرنا ولا تنصر علينا، اللهم وحد صفوفنا، اللهم ألف بين قلوبنا، اللهم أزل الغل والحقد والحسد والبغضاء من صدورنا، وانصرنا على عدوك وعدونا يا أرحم الراحمين.

 

اللهم لا تدع لنا في مقامنا هذا ذنبا إلا غفرته، ولا همًّا فرجته، ولا دينا إلا قضيته، ولا مريضا إلا شفيته، ولا مبتلىً إلا عافيته، ولا غائبا ولا سجينا إلا رددته إلى أهله سالما غانما يا رب العالمين.

 

اللَّهُمَّ اغْفِرْ لنا ذنوبنا، وَأَخْسِئْ شَياطينَنا، وَفُكَّ رِهَانَنا، وَثَقِّلْ وموازينَنا، وَاجْعَلْنا -اللهم- فِي النَّدِيِّ الْأَعْلَى.

﴿ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ ﴾ [العنكبوت: 45].





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • حقيقة الفساد والصلاح في ضوء الموازين الربانية
  • نصوص وفهوم (3) {ونضع الموازين القسط ليوم القيامة} ميزان أم موازين؟
  • تبدلت بعدنا كل الموازين (قصيدة)
  • الموازين يوم القيامة
  • خطبة: انقلاب الموازين الأسباب والعلاج
  • من مظاهر اختلال الموازين بين يدي الساعة (خطبة)

مختارات من الشبكة

  • تحذيرات وتنبيهات للذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات(مقالة - آفاق الشريعة)
  • مخطوطة الوعظ الثمين في تنبيه جل المؤمنين وتيقظ جملة الإخوان في تعمير أعصار رمضان(مخطوط - ملفات خاصة)
  • تنبيه المشيع للموتى والزائر للمقابر إلى بدع ومخالفات وتنبيهات وملاحظات وعظات ومسائل تتعلق بالمقابر (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • التراحم والأخوة بين المؤمنين (إنما المؤمنون إخوة)(مادة مرئية - مكتبة الألوكة)
  • تفسير: (لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ...)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • صفات المؤمنين في سورة المؤمنون(مقالة - آفاق الشريعة)
  • بيان أنه لا يدخل الجنة إلا المؤمنون، وأن محبة المؤمنين من الإيمان(مقالة - موقع الشيخ عبدالله بن حمود الفريح)
  • تذكير المؤمنين بفوائد قصة موسى والبنتين (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • تفسير: (ولقد صدق عليهم إبليس ظنه فاتبعوه إلا فريقا من المؤمنين)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • أزواج النبي صلى الله عليه وسلم أمهات المؤمنين (قصيدة)(مقالة - حضارة الكلمة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • في حفل مميز.. تكريم المتفوقين من طلاب المسلمين بمقاطعة جيرونا الإسبانية
  • ندوة دولية في سراييفو تبحث تحديات وآفاق الدراسات الإسلامية المعاصرة
  • النسخة الثانية عشرة من يوم المسجد المفتوح في توومبا
  • تخريج دفعة جديدة من الحاصلين على إجازات علم التجويد بمدينة قازان
  • تخرج 220 طالبا من دارسي العلوم الإسلامية في ألبانيا
  • مسلمو سابينسكي يحتفلون بمسجدهم الجديد في سريدنيه نيرتي
  • مدينة زينيتشا تحتفل بالجيل الجديد من معلمي القرآن في حفلها الخامس عشر
  • بعد 3 سنوات أهالي كوكمور يحتفلون بإعادة افتتاح مسجدهم العريق

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 29/12/1446هـ - الساعة: 21:8
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب