• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    ملخص من كتاب الحج (2)
    يحيى بن إبراهيم الشيخي
  •  
    الدرس السابع عشر: آثار الذنوب على الفرد والمجتمع
    عفان بن الشيخ صديق السرگتي
  •  
    خطبة: (ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب)
    الشيخ عبدالله محمد الطوالة
  •  
    سورة الكافرون.. مشاهد.. إيجاز وإعجاز (خطبة)
    د. صغير بن محمد الصغير
  •  
    من آداب المجالس (خطبة)
    الشيخ عبدالله بن محمد البصري
  •  
    خطر الميثاق
    السيد مراد سلامة
  •  
    أعظم فتنة: الدجال (خطبة)
    د. محمد بن مجدوع الشهري
  •  
    فضل معاوية والرد على الروافض
    الدكتور أبو الحسن علي بن محمد المطري
  •  
    ما جاء في فصل الشتاء
    الشيخ عبدالله بن جار الله آل جار الله
  •  
    من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: (الرحمن، ...
    فهد بن عبدالعزيز عبدالله الشويرخ
  •  
    تفسير: (فلما قضينا عليه الموت ما دلهم على موته ...
    تفسير القرآن الكريم
  •  
    تخريج حديث: إذا استنجى بالماء ثم فرغ، استحب له ...
    الشيخ محمد طه شعبان
  •  
    الخنساء قبل الإسلام وبعده
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    اختر لنفسك
    د. حسام العيسوي سنيد
  •  
    فاذكروا آلاء الله لعلكم تفلحون (خطبة) - باللغة ...
    حسام بن عبدالعزيز الجبرين
  •  
    آية المحنة
    نورة سليمان عبدالله
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / منبر الجمعة / الخطب / عقيدة وتوحيد
علامة باركود

محبة الله لعبده: مكانتها وعلاماتها وسبل الحصول عليها

محبة الله لعبده: مكانتها وعلاماتها وسبل الحصول عليها
الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 4/11/2018 ميلادي - 24/2/1440 هجري

الزيارات: 31924

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

مَحَبَّةُ اللهِ لعبدهِ

مَكَانَتُها، وعلاماتها، وسُبُل الحُصولِ عليها

 

الحمد لله، نحمده ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلَّم تسليماً كثيراً.


أما بعد:

فيا أيها الناس، اتقوا الله حق تقاته، وسارعوا إلى محبَّته ومغفرته ومرضاته.


أيها المسلمون:

إنَّ أعظمَ ما يُحصِّلُهُ العبدُ في دُنياهُ وأُخراه: محبَّةُ اللهِ لَهُ، قال الشيخ عبدالله الغنيمان وفقه الله: (وهي التي يَتسابقُ إليها أنبياؤُه وملائكتُه وأولياؤُه وعبادُه الصالحون) انتهى.


وقال الشيخ ابنُ سعدي: (إنَّ مَحبَّةَ اللهِ للعبدِ هي أجلُّ نعمةٍ أنعَمَ بها عليه، وأفضلُ فضيلةٍ تفضَّلَ اللهُ بها عليهِ، وإذا أحبَّ اللهُ عبداً يسَّرَ له الأسبابَ، وهوَّنَ عليه كُلَّ عسيرٍ، ووفَّقهُ لفعلِ الخيراتِ وتركَ المنكراتِ، وأقبلَ بقلوبِ عبادهِ إليهِ بالمحبَّةِ والوِدادِ) انتهى.


قال ابنُ كثيرٍ: (قالَ بعضُ الحُكَمَاءِ العُلَمَاءِ: ليسَ الشَّأْنُ أنْ تُحِبَّ، إنما الشَّأْنُ أنْ تُحَبَّ) انتهى.


وقال الشيخُ ابنُ عثيمين: (كلٌّ يدَّعي أنه يُحبُّ اللهَ، لكن الشأن: الذي في السماء عزَّ وجلَّ هلْ يُحبُّكَ أم لا؟!) انتهى.


ويكونُ ذلك عن طريق العلمِ بالله سبحانه، قال ابنُ رَجَبٍ: (فالعلمُ النافعُ ما عرَّفَ العبدِ بربِّه ودلَّه عليه حتى عَرَفَ ووحَّدَهُ وأَنِسَ به واستَحَى من قُربهِ وعَبَدَهُ كأنهُ يَراهُ) انتهى.


فمَا حقيقةُ محبَّةِ اللهِ لعبدِه المؤمن؟ وما الأدلةُ على إثباتها؟ وهل يُمكنُ أن يُحِبَّ اللهُ عبدَهُ من وَجْهٍ ويُبغضُه من وَجْهٍ؟ وهل مَحبَّةُ اللهِ لعبادهِ المؤمنينَ مُتفاضلة؟ وما مَراتبُ محبَّةِ اللهِ لعبادهِ المؤمنينَ وما أنواعُها؟ وما الأسبابُ الجالبةُ لمحبَّةِ اللهِ لعبدهِ؟ وما ثمراتُها؟.


عباد الله:

إن صفةَ محبَّةِ الله لعبدِه المؤمن صفةٌ حقيقةٌ على ما يليقُ به سبحانه، وهي من الصفاتِ الفعليةِ الاختياريةِ المتعلِّقةِ بمشيئتهِ سبحانهُ، فهوَ سُبحانهُ يُحبُّ مَن شاءَ، وما شاءَ، ومتى شاءَ، على الوجهِ اللائقِ بهِ سُبحانَهُ، قال الله تبارك وتعالى: ﴿ قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ ﴾ [آل عمران: 31]، وقال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ ﴾ [المائدة: 54].


وقال صلَّى الله عليه وسلَّمَ: (لأُعْطِيَنَّ الرَّايةَ غَداً، أو لَيَأْخُذَنَّ الرَّايةَ غداً رَجُلٌ يُحبُّهُ اللهُ ورسُولُهُ) الحديث رواه البخاري ومسلم، قال ابنُ القيِّم: (والقُرآنُ والسُّنَّةُ مَمْلُوءانِ بذكْرِ مَن يُحبُّهُ اللهُ سُبحانَهُ من عبادِهِ المؤمنينَ، وذِكْرِ ما يُحبُّهُ من أعمالِهِم وأقوالِهِم وأخلاقِهِم) انتهى.


وقال شيخُ الإسلامِ ابنُ تيمية: (فإنَّ الكتابَ والسُّنَّةَ وإجماعَ المسلمينَ: أثبَتَتْ مَحَبَّةَ اللهِ لعبادِهِ المؤمنينَ ومَحبَّتَهُم لَهُ.. وقد أجمَعَ سَلَفُ الأُمَّةِ وأئمَّتُها على إثباتِ مَحبَّةِ اللهِ تعالى لعبادِهِ المؤمنينَ ومَحَبَّتِهِم لهُ، وهذا أَصْلُ دينِ الخليلِ إمامِ الحُنَفاءِ عليهِ السلامُ) انتهى.


أيها المسلمون:

من أُصولِ أهلِ السنةِ أن اللهَ يُحِبَّ عبدَهُ المؤمن لِما فيه من الصفاتِ الحَسَنةِ، ويُبغضُهُ لِما فيه من الصفاتِ السيِّئة؟ قال شيخ الإسلام: (وأمَّا الظالمُ لنفسِهِ من أهلِ الإيمانِ: فَمَعَهُ مِن وِلايَةِ اللهِ بقَدْرِ إيمانهِ وتقواهُ، كمَا مَعَهُ من ضِدِّ ذلكَ بقدْرِ فُجُورِهِ، إذ الشخصُ الواحِدُ قد يَجتمِعُ فيهِ الحَسَناتُ المُقتضيَةُ للثوابِ والسيِّئاتُ المقتضيَةُ للعِقَابِ، حتى يُمكِنَ أنْ يُثابَ ويُعاقَبَ، وهذا قولُ جميعِ أصحابِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وآلهِ وسلَّمَ، وأئمَّةِ الإسلامِ وأهلِ السُّنةِ والجَماعةِ الذينَ يقولُونَ: إنهُ لا يُخلَّدُ في النارِ مَن في قَلْبهِ مِثقالُ ذرَّةٍ من إيمانٍ) انتهى.


ولقد دلَّت الأدلة على أن مَحبَّةَ اللهِ لعبادهِ المؤمنينَ مُتفاضلة؟ فعن ابن مسعودٍ رضي الله عنه قال: (سَألتُ النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: أيُّ العَمَلِ أحَبُّ إلى اللهِ؟ قالَ: «الصلاةُ على وَقْتِها»، قالَ: ثمَّ أيٌّ؟ قالَ: «ثمَّ برُّ الوالديْنِ»، قالَ: ثمَّ أيٌّ؟ قالَ: «الجهادُ في سَبيلِ اللهِ») رواه البخاري ومسلم.

وقال صلَّى الله عليه وسلَّمَ: (إنَّ أَحَبَّ الكَلامِ إلى اللهِ: سُبحانَ اللهِ وبحمْدِهِ) رواه مسلم.

فالله يُحبُّ بعضَ الأعمالِ أكثرَ من بعضٍ، ويُحبُّ بعضَ عبادهِ المؤمنينَ أكثرَ من بعضٍ.


وأمَّا مراتب محبَّة اللهِ لعباده المؤمنين فهي أربعة، قال ابنُ أبي العِزِّ الحَنَفي: (واعلَمْ أنَّ وَصْفَ اللهِ تعالى بالْمَحبَّةِ والخُلَّةِ هوَ كمَا يَليقُ بجلالِ اللهِ تعالى وعَظَمَتِهِ كسائِرِ صفاتهِ تعالى، وإنما يُوصَفُ اللهُ تعالى من هذهِ الأنواعِ بالإرادَةِ والْوُدِّ والْمَحَبَّةِ والخُلَّةِ، حَسْبَما وَرَدَ النَّصُّ) انتهى.


الإرادة بمعنى المحبَّة، وهي الإرادةُ الشرعية، فاللهُ يُريدُ منك أن تُصلِّي، فهو يُحبُّ ذلك ويَطلُبهُ، قال تعالى: ﴿ وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ ﴾ [النساء: 27]، قال ابنُ القيِّم: (وأمَّا الْوُدُّ فهو خالصُ الحُبِّ، وألطَفُهُ وأرَقُّهُ) انتهى، قال تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا ﴾ [مريم: 96]، وأمَّا الْخُلَّةُ فهي أعلى مراتب المحبَّة، فالخليلانِ: إبراهيمُ ومحمد عليهما الصلاةُ والسلام، هما أحبُّ العبادِ إلى الله تعالى، قال تعالى: ﴿ وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا ﴾ [النساء: 125]، وقال صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: (فإنَّ اللهَ تعالى قدِ اتخذني خليلاً كمَا اتخذَ إبراهيمَ خَليلاً، ولَوْ كُنتُ مُتَّخذاً من أُمَّتي خليلاً لاتَّخَذتُ أبا بكرٍ خليلاً) رواه مسلم، وبهذا نعلم خَطَأ من يقتصر على تسمية الرسول صلى الله عليه وسلم بحبيب الله، قال الشيخ عبدالرحمن البراك: (وكأنَّ المحبَّةَ عندَهُم أعلى من الخُلَّة، وهذا خلافُ اللغةِ وخلافُ دلالات النصوص) انتهى، قال ابن القيم: (وأمَّا ما يَظُنُّهُ بعضُ الغالطينَ: أنَّ المحبَّةَ أكمَلُ منَ الخُلَّةِ، وأنَّ إبراهيمَ خليلُ اللهِ، ومحمداً حَبيبُ اللهِ فمِنْ جَهْلِهِ، فإنَّ المحبَّةَ عامَّةٌ والخُلَّةَ خاصَّةٌ، والخُلَّةَ نهايَةُ المحبَّةِ) انتهى.

 

الخطبة الثانية

أمَّا بعدُ:

(فإنَّ خَيْرَ الحديثِ كِتابُ اللهِ، وخيرُ الْهُدَى هُدَى مُحمَّدٍ، وشَرُّ الأُمُورِ مُحْدَثاتُها، وكُلُّ بدعَةٍ ضَلالَةٌ)، و (لا إيمانَ لِمَن لا أَمانةَ لَهُ، ولا دِينَ لِمَنْ لا عَهْدَ لَهُ).


أيها المسلمون:

أمَّا عن الأسباب الجالبة لمحبَّةِ اللهِ لعبدهِ؟ فكثيرةٌ في الكتاب والسنة، قال شيخ الإسلام: (وأمَّا الأعمَالُ التي يُحِبُّها اللهُ من الواجباتِ والمُستَحبَّاتِ الظاهرةِ والباطنةِ فكثيرَةٌ مَعرُوفَةٌ) انتهى، فمن أراد أن يُحبَّهُ الله فليحرص على الأعمال التي يُحبُّها الله، ومن أهمِّها:

تقوى الله تعالى: قال تعالى: ﴿ فَإِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ ﴾ [آل عمران: 76]، وقال صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: (إنَّ اللهَ يُحِبُّ العَبْدَ التَّقيَّ الغَنِيَّ الخَفِيَّ) رواه مسلم.


ومنها: اتِّباعُ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: قال تعالى: ﴿ قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ﴾ [آل عمران: 31]، ومنها: الصبر، قال تعالى: ﴿ وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ ﴾ [آل عمران: 146]، ومنها: الإحسان بجميع أنواعه، قال تعالى: ﴿ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ﴾ [البقرة: 195]، ومنها:التوبةُ والطهارةُ، قال تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ ﴾ [البقرة: 222]، ومنها: التوكُّلُ على الله، قال تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ ﴾ [آل عمران: 159]، ومنها: العدلُ بين الناس، قال تعالى: ﴿ وَإِنْ حَكَمْتَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ ﴾ [المائدة: 42]، ومنها: القتالُ في سبيلِ الله، قال تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ ﴾ [الصف: 4]، ومنها: التقرُّبُ إلى اللهِ بالنوافِلِ بعدَ أداءِ الفرائضِ، قال صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: (إنَّ اللهَ قالَ: مَن عادى لي وليَّاً فقدْ آذنْتُهُ بالحَرْبِ، وما تَقَرَّبَ إليَّ عبدِي بشيءٍ أحَبَّ إليَّ مما افتَرَضْتُ عليهِ، وما يَزالُ عبدِي يَتقَرَّبُ إليَّ بالنوافِلِ حتى أُحِبَّهُ) رواه البخاري، قال ابنُ القيِّم: (فتَضَمَّنَ هذا الحديثُ الشريفُ الإلَهِيُّ الذي حَرَامٌ على غَليظِ الطَّبْعِ كَسِيفِ القَلْبِ فَهْمُ مَعناهُ والمُرادُ بهِ: حَصْرَ أسبابِ مَحَبَّتِهِ في أمرينِ: أداءِ فرائضِهِ والتقرُّبِ إليهِ بالنوافِلِ، وأخبرَ سُبحانهُ أنَّ أداءَ فَرائضِهِ أحَبُّ ما يَتَقَرَّبُ بهِ إليهِ المُتقرِّبُونَ، ثمَّ بعدَها النوافِلُ، وأنَّ المُحِبَّ لا يَزالُ يُكثرُ من النوافِلِ حتى يَصيرَ مَحْبُوباً للهِ) انتهى، ومنها: محبَّةُ أسماءِ الله وصفاتهِ: فعن عائشةَ رضي الله عنها: (أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ بَعَثَ رَجُلاً على سَرِيَّةٍ، وكانَ يَقْرَأُ لأصحابهِ في صَلاتِهِمْ فيَخْتِمُ بقُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ، فلَمَّا رَجَعُوا ذكَرُوا ذلكَ للنبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، فقالَ: «سَلُوهُ لأيِّ شيءٍ يَصْنَعُ ذلكَ؟»، فسأَلُوهُ، فقالَ: لأنَّها صِفَةُ الرحمنِ، وأنا أُحِبُّ أنْ أقْرَأَ بها، فقالَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: «أَخْبرُوهُ أنَّ اللهَ يُحِبُّهُ) رواه البخاري ومسلم، ومنها: الْحُبُّ والتَّزاورُ والتناصحُ في الله: قال أبو إدرِيسَ الخَوْلاَنِيّ: (دخَلْتُ مَسْجِدَ دِمَشْقَ فإذا فَتىً شَابٌّ بَرَّاقُ الثَّنايا، وإذا الناسُ مَعَهُ، إذا اختَلَفُوا في شيءٍ أسْنَدُوا إليهِ وصَدَرُوا عن قَوْلِهِ، فسَأَلْتُ عنهُ فقيلَ: هذا مُعَاذُ بنُ جَبَلٍ، فلَمَّا كانَ الْغَدُ هَجَّرْتُ، فوَجَدْتُهُ قد سَبَقَني بالتهجيرِ، ووَجَدْتُهُ يُصَلِّي، قالَ: فانتَظَرْتُهُ حتى قَضَى صَلاتَهُ، ثُمَّ جِئْتُهُ منْ قِبَلِ وجْهِهِ، فسَلَّمْتُ عليهِ، ثمَّ قلتُ: واللهِ إني لأُحِبُّكَ للهِ، فقالَ: آللهِ؟ فقلتُ: آللهِ، فقالَ: آللهِ؟ فقلتُ: آللهِ، فقالَ: آللهِ؟ فقلتُ: آللهِ، قالَ: فأخَذَ بحُبْوَةِ رِدَائي فجَبَذَني إليهِ، وقالَ: أَبْشِرْ، فإني سمعتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليهِ وسلمَ يقولُ: قالَ اللهُ تباركَ وتعالى: وجَبَتْ مَحَبَّتي للمُتحَابِّينَ فيَّ، والمُتجالسينَ فيَّ، والمُتَزاوِرِينَ فيَّ، والمُتَباذلينَ فيَّ) رواه مالك وصحَّحه الألباني، وقال صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: (إنَّ رَجُلاً زارَ أَخَاً لَهُ في قريَةٍ أُخْرى، فأَرْصَدَ اللهُ لَهُ علَى مَدْرَجَتِهِ مَلَكاً، فلَمَّا أَتى عليهِ قالَ: أينَ تُرِيدُ؟ قالَ: أُرِيدُ أَخَاً لي في هذهِ القَرْيةِ، قالَ: هلْ لَكَ عليهِ مِنْ نِعْمَةٍ تَرُبُّها؟ قالَ: لا، غيْرَ أنِّي أحْبَبْتُهُ في اللهِ عزَّ وجلَّ، قالَ: فإني رسولُ اللهِ إليكَ بأنَّ اللهَ قدْ أحَبَّكَ كمَا أحْبَبْتَهُ فيهِ) رواه مسلم، ومنها: مَحبَّةُ الأنصارِ: قال صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: (الأنصارُ لا يُحِبُّهُم إلا مُؤمنٌ، ولا يُبغِضُهُم إلا مُنافقٌ، فمَنْ أحَبَّهُم أحَبَّهُ اللهُ، ومَن أبغَضَهُم أبغَضَهُ اللهُ) رواه البخاري ومسلم، ومنها: القوَّةُ في الدِّين والبَدَن، قال صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: (المؤمِنُ القَوِيُّ خيرٌ وأَحَبُّ إلى اللهِ منَ المؤمنِ الضعيفِ، وفي كُلٍّ خيرٌ) رواه مسلم، ومنها: الزهدُ في الدنيا، قال صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: (ازهَدْ في الدُّنيا يُحبَّكَ اللهُ، وازْهَدْ فيما في أيدِي الناسِ يُحبُّكَ الناسُ) رواه ابن ماجه وصححه الألباني، ومنها: صلاةُ الوِترِ، قال صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: (إنَّ اللهَ وِتْرٌ يُحبُّ الوِتْرَ، فأوْتِرُوا يا أهلَ القُرآنِ) رواه الترمذي وحسنه.


أيها المسلم:

أما عن العلامات التي تدلُّ على أن الله يُحبُّ عبده، فمنها: الرِّفقُ، ومنها: القَبُولُ في الأرض: قال صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: (إذا أَحَبَّ اللهُ العَبْدَ نادَى جبريلَ: إنَّ اللهَ يُحِبُّ فُلاناً فأَحْببْهُ، فيُحبُّهُ جبريلُ، فيُنادِي جبريلُ في أهلِ السماءِ: إنَّ اللهَ يُحِبُّ فُلاناً فأحبُّوهُ، فيُحِبُّهُ أهلُ السماءِ، ثُمَّ يُوضَعُ لَهُ القَبُولُ في الأرضِ) رواه البخاري ومسلم، ومنها: الابتلاءُ والامتحانُ: قال صلى الله عليه وسلم: (عِظَمُ الجَزاءِ مَعَ عِظَمِ البلاءِ، وإن اللهَ إذا أحَبَّ قوماً ابتلاهُمْ، فَمَنْ رَضيَ فَلَهُ الرِّضَا، ومَن سَخِطَ فَلَهُ السُّخْطُ) رواه ابن ماجه وحسنه الألباني، ومنها: حُسنُ الخاتمة: قال صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: («إذا أَحَبَّ اللهُ عبداً عَسَلَهُ»، قالَ: يا رسولَ اللهِ وما عَسَلَهُ؟ قالَ: «يُوفِّقُ لَهُ عَمَلاً صالحاً بينَ يَدَيْ أجَلِهِ حتى يَرْضَى عنهُ جيرَانُهُ»، أو قالَ: «مَنْ حَوْلَهُ») رواه الحاكم وصححه ووافقه الذهبي، ومنها: إعطاء الإيمان، قال صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: (وإنَّ اللهَ يُعطي الدُّنيا مَنْ يُحِبُّ ومَنْ لا يُحِبُّ، ولا يُعْطي الإيمانَ إلاَّ مَن يُحِبُّ) رواه الحاكم وصححه ووافقه الذهبي.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • محبة الله - أسبابها - علاماتها - نتائجها
  • محبة الله والعوامل الجالبة لها
  • فوائد محبة الله ورسوله
  • كيف نعرف أن الله تعالى يحبنا؟
  • محبة الله لك

مختارات من الشبكة

  • محبة الله لعبده: مكانتها، وعلاماتها، وسبل الحصول عليها(محاضرة - موقع الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري)
  • من أسباب محبة الله تعالى عبدا اتباع النبي ومحبته وآل بيته (1)(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • اثنتا عشرة علامة من علامات حب الله لعبده (1)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • علامات محبة الله لعبده المؤمن ( ملف صوتي)(محاضرة - موقع ثلاثية الأمير أحمد بن بندر السديري)
  • علامات محبة الله لعبده المؤمن ( ملف مرئي )(مادة مرئية - موقع ثلاثية الأمير أحمد بن بندر السديري)
  • {وألقيت عليك محبة مني}: كيف ألقيت على موسى المحبة وقد لقي من العداوة ما لقي؟(مقالة - آفاق الشريعة)
  • محبة الله عز وجل ومحبة رسوله صلى الله عليه وسلم (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • في محبة الله ومحبة نبيه - صلى الله عليه وسلم(مقالة - آفاق الشريعة)
  • أقسام المحبة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • محبة الله جل جلاله لعبده: أسبابها وآثارها(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 13/11/1446هـ - الساعة: 23:33
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب