• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    القران الكريم في أيدينا، فليكن في القلوب
    أ. د. فؤاد محمد موسى
  •  
    مقام العبودية الحقة (خطبة)
    د. عبدالرزاق السيد
  •  
    الصدقات والطاعات سبب السعادة في الدنيا والآخرة
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    الخشوع المتخيل! الخشوع بين الأسطورة والواقع
    شهاب أحمد بن قرضي
  •  
    الانقياد لأوامر الشرع (خطبة)
    د. غازي بن طامي بن حماد الحكمي
  •  
    الوقت في الكتاب والسنة ومكانته وحفظه وإدارته ...
    الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري
  •  
    تفسير قوله تعالى: {قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى ...
    الشيخ أ. د. سليمان بن إبراهيم اللاحم
  •  
    تفسير سورة العلق
    أبو عاصم البركاتي المصري
  •  
    النهي عن الوفاء بنذر المعصية
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    الدرس السادس والعشرون: الزكاة
    عفان بن الشيخ صديق السرگتي
  •  
    الخلاصة في تفسير آية الجلابيب وآية الزينة
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    خطبة: وقفة محاسبة في زمن الفتن
    الشيخ عبدالله محمد الطوالة
  •  
    فضل التبكير إلى صلاة الجمعة والتحذير من التخلف ...
    د. أمين بن عبدالله الشقاوي
  •  
    مختصر رسالة إلى القضاة
    الشيخ عبدالله بن جار الله آل جار الله
  •  
    كيف أكون سعيدة؟
    د. عالية حسن عمر العمودي
  •  
    أوقات إجابة الدعاء والذين يستجاب دعاؤهم
    الشيخ محمد جميل زينو
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / منبر الجمعة / الخطب / الرقائق والأخلاق والآداب
علامة باركود

خطبة عن أهوال يوم القيامة

خطبة عن أهوال يوم القيامة
أ.د. محمود عبدالعزيز يوسف حجاب

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 11/10/2018 ميلادي - 1/2/1440 هجري

الزيارات: 339288

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

خطبة عن أهوال يوم القيامة

 

الحمد لله رب العالمين، نحمده ونستعين به ونستهديه ونستغفره، ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهد الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، اللهم صلِّ على سيدنا محمد النبي وأزواجه أمهات المؤمنين وذريته وآل بيته كما صليت ربنا على آل إبراهيم إنك حميدٌ مجيد.

 

أيها الأحبة:

أوصيكم وأوصي نفسي بتقوى الله - جل وعلا -، يقول الله - جل وعلا -: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102].

 

الإيمان باليوم الآخر:

أيها الأحبة:

أتحدث إليكم اليوم عن ركنٍ من أركان الإيمان، ألا وهو الإيمان باليوم الآخر.

أيها الأحبة الكرام، يجب علينا جميعًا أن نؤمن باليوم الآخر لأنه من أركان الإيمان، ومن أنكر اليوم الآخر الذي يقف فيه العباد بين يدي الله - جل وعلا - فقد كفر، من أنكر الإيمان باليوم الآخر وأن هناك يومًا نقف فيه بين يدي الله - سبحانه وتعالى - نحاسب وتوزن أعمالنا بين يدي الله - جل وعلا -، يوم البعث، يوم النشور، يوم الحساب، يوم الحاقة، يوم القارعة. هذا اليوم العظيم أيها الأحبة الكرام ﴿ يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ [المطففين: 6] يجب علينا أن نؤمن بهذا اليوم لأنه معلوم من الدين بالضرورة أيها الأحبة الكرام، ولكن متى هذا اليوم؟ كثير من الناس يسأل عن الساعة، من أيام النبي صلى الله عليه وسلم، ﴿ يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا * فِيمَ أَنتَ مِن ذِكْرَاهَا * إِلَىٰ رَبِّكَ مُنتَهَاهَا * إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرُ مَن يَخْشَاهَا * كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا ﴾ [النازعات: 42-46] ﴿ يَسْأَلُكَ النَّاسُ عَنِ السَّاعَةِ قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ اللَّهِ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ تَكُونُ قَرِيبًا ﴾ [الأحزاب: 63]، والله - جل وعلا - يقول: ﴿ اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُّعْرِضُونَ ﴾ [الأنبياء: 1]، والله - جل وعلا - يقول: ﴿ يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ * يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ ﴾ [الحج: 1، 2]. هذا النداء الأول ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ ﴾ هذا النداء الأول بصدر سورة الحج. النداء الثاني: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَاخْشَوْا يَوْمًا لَّا يَجْزِي وَالِدٌ عَن وَلَدِهِ ﴾ [لقمان :33] في هذا اليوم العظيم، يوم القيامة، يوم الحسرة والندامة ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَاخْشَوْا يَوْمًا لَّا يَجْزِي وَالِدٌ عَن وَلَدِهِ وَلَا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَن وَالِدِهِ شَيْئًا إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُم بِاللَّهِ الْغَرُورُ * إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ ﴾ [لقمان: 33-34].

 

ولكن أقول أيها الأحبة الكرام: بعثة النبي صلى الله عليه وسلم دليل على اقتراب الساعة، بعثة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم هي من علامات الساعة أيضًا، يقول النبي - عليه الصلاة والسلام -: «بُعِثْتُ بَيْنَ يَدَي السَّاعَة»[1].

 

البعث بعد الموت:

أيها الأحبة الكرام: حذر النبي صلى الله عليه وسلم هؤلاء الذين ينكرون البعث بعد الموت، حذرهم وأنذرهم وأخبر بأبي هو وأمي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: «وَاللهِ لَتَمُوتُنَّ كَمَا تَنَامُونَ، وَلَتُبْعَثُنَّ كَمَا تَسْتَيْقِظُون، وَلَتُجْزَون بالإحسَانِ إِحسَانًا، وَبالسُّوءِ سُوءًا»[2] ﴿ زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَن لَّن يُبْعَثُوا قُلْ بَلَىٰ وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِمَا عَمِلْتُمْ وَذَٰلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ ﴾ [التغابن: 7] الذين كفروا أنكروا البعث بعد الموت لكن الله - جل وعلا - أخبرهم ﴿ زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَن لَّن يُبْعَثُوا قُلْ بَلَىٰ وَرَبِّي ﴾ قل يا محمد ﴿ قُلْ بَلَىٰ وَرَبِّي ﴾ قَسمٌ عظيم ﴿ قُلْ بَلَىٰ وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِمَا عَمِلْتُمْ ﴾.

 

البعث بعد الموت، أيها الأحبة الكرام:

الله - جل وعلا - يقول: ﴿ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَن شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَىٰ فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنظُرُونَ ﴾ [الزمر: 68] الملك الموكل بالنفخ هو إسرافيل - عليه السلام -، والذي يجب علينا أن نؤمن بهذا الملك ونؤمن بوظيفته كذلك، نؤمن بإسرافيل وأن وظيفته النفخ في البوق، ينفخ فيه مرتين، نفخة الصعق ونفخة البعث ﴿ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَن شَاءَ اللَّهُ ﴾ ثم النفخة الثانية ﴿ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَىٰ فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنظُرُونَ ﴾ النفخة الثانية هي نفخة البعث بعد الموت: «كُلُّ ابن آدَمَ يَبْلَى إلّا عَجَبُ الذَّنَب منْهُ يُرَكَّبُ الخلق»[3] عظمة في أسفل العمود الفقري، عظمة صغيرة في ظهرك، يا ابن آدم كل جسدك يبلى إذا دخل القبر ومات وخرجت الروح، كل هذا الجسم بما فيه من رأس وصدر وسيقان وأرجل وأيادي وأصابع وعيون كل هذا يأكله التراب، يأكله الدود، إلا عظمة صغيرة كما أخبر بذلك النبي صلى الله عليه وسلمهذه العظمة الصغيرة في أسفل الظهر «عَجَبُ الذَّنَب منْهُ يُرَكَّبُ الخلق» سبحان الله العظيم.

 

أحوال الناس يوم القيامة:

النبي صلى الله عليه وسلم يقول لأُمِّنَا عائشة - رضي الله عنها -: «يُبْعَثُ النَّاسُ يَومَ القيَامَةِ حُفَاةً عراةً» الحافي من ليس في قدميه نعل، والعاري من ليس على جسده ثوب، «يُبْعَثُ النَّاسُ يَومَ القِيَامَةِ حُفَاةً عُرَاةً غُرْلًا» جمع أَغْرَل، والأغرل: هو الصبي قبل ختانه «يُبْعَثُ النَّاسُ يَومَ القِيَامَةِ حُفَاةً عُرَاةً غُرْلًا» فقالت أُمُّنَا عائشة رضي الله عنها: يا رسول الله، الرجال مع النساء! ينظر الرجال إلى النساء وتنظر الرجال إلى عورة الرجال! فقال - عليه الصلاة والسلام -: «الأَمْرُ أَشَدُّ مِنْ أَنْ يُهِمَّهُم ذَلِك»[4].

 

يوم القيامة يا إخواني الكرام:

﴿ يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ * وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ * وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ * لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ ﴾ [عبس: 34-37] في هذا اليوم العظيم أيها الأحبة الكرام لا يسمح لأحد مهما كان شأنه؛ لا يسمح له بالكلام ﴿ وَخَشَعَتِ الْأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَٰنِ فَلَا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْسًا ﴾ [طه:108] ﴿ وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْمًا ﴾ [طه: 111] يا خسارة الظالمين في هذا اليوم، يا خسارة الظالمين الذين ظلموا العباد في هذا اليوم، يوم القيامة ﴿ وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَىٰ يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا * يَا وَيْلَتَىٰ لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا * لَّقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنسَانِ خَذُولًا ﴾ [الفرقان: 27-29] يومٌ عظيم يا إخواني الكرام تدنو الشمس من الرؤوس في هذا اليوم؛ يوم القيامة، من أعظم أهوال يوم القيامة أن في هذا اليوم العظيم ﴿ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ ﴾ [المعارج: 4] في هذا اليوم المهيب الطويل تدنو الشمس من الرؤوس مقدار ميل، الآن بيننا وبين الشمس 93 مليون ميل، يوم القيامة من أعظم أهوال يوم القيامة أن تدنو الشمس من الرؤوس مقدار ميل، فيكون العرق الشديد في هذا اليوم العظيم، من الناس من يبلغه العرق إلى ركبتيه، ومن الناس من يبلغه العرق إلى سُرته، ومن الناس من يبلغه العرق إلى الترقوة وهي العظمة الناتئة عند الرقبة، ومن الناس من يلجمه العرق إلجامًا، كل على قدر عمله في هذا اليوم العظيم، وهناك من الناس أناس هم في ظل عرش الرحمن، يوم لا ظل إلا ظله - سبحانه وتعالى - أسأل الله أن يجعلنا وإياكم منهم «وَمِنْهُم إِمَامٌ عَادِل، وَشَابٌّ نَشَأَ فِي طَاعَةِ اللهِ، وَرَجُلَانِ تَحَابَّا في اللهِ اجْتَمَعَا عَلَيْهِ وَتَفَرَّقَا عَلَيه، وَرَجُلٌ قَلْبُهُ مُعَلَّقٌ بالمسَاجِد، وَرَجُلٌ ذَكَرَ اللهَ خَاليًا فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ، وَرَجُلٌ دَعَتْهُ امرَأَةٌ ذَاتَ مَنْصِبٍ وَجَمَالٍ فَقَالَ إِنِّي أَخَافُ الله» وقبل كل ذلك «وَشَابٌّ نَشَأَ فِي طَاعَةِ اللهِ» «وَرَجُلٌ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ فَأَخْفَاهَا حَتّى لَا تَعْلَمَ شِمَالُهُ مَا تُنْفِقُ يَمِينُهُ»[5] فأين أنت من هؤلاء؟ هل أنت من المتصدقين آناء الليل وأطراف النهار؟ هل أنت من الشباب الذين نشؤوا في طاعة الله فلم تتلوث أعينهم بمعصية الله؟ هل وليت على مجموعة من الموظفين سواء كنت رئيس قسم أو مدير إدارة أو رئيس مجلس إدارة؟ «إِنَّ اللهَ سَائِلٌ كُلَّ رَاعٍ عَمَّا استَرْعَاهُ يَومَ القِيَامَةِ أَحَفِظَ ذَلِكَ أَمْ ضَيَّع»[6] هل أنت تحب الناس في الله - جل وعلا - «وَرَجُلَانِ تَحَابَّا في اللهِ»؟ فسل نفسك يوم القيامة أين ستكون، هل ستكون ممن يلجمه العرق إلجامًا أم ستكون في ظل عرش الرحمن يوم لا ظل إلا ظل الله - جل وعلا -؟

 

في يوم القيامة أيها الأحبة الكرام:

هذا اليوم يسمى يوم الحسرة يقول الله - جل وعلا -: ﴿ وَأَنذِرْهُمْ يَوْمَ الْآزِفَةِ إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَنَاجِرِ كَاظِمِينَ ﴾ [غافر: 18] ﴿ وَأَنذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ ﴾ [مريم: 39] يوم الندامة يتحسر الإنسان على أعماله القليلة بين يدي الله -جل وعلا-، لأن من أهوال يوم القيامة أيها الأحبة الكرام أن الأعمال توزن بين يدي الله -جل وعلا- ﴿ فَأَمَّا مَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ * فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ * وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ * فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ * نَارٌ حَامِيَةٌ ﴾ [القارعة: 6-11] ﴿ فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ ﴾ [العاديات: 7-8]. الإيمان بالميزان: يوضع الميزان يوم القيامة وتوزن أعمالك بين يدي الله ولابد وأن تؤمن بتطاير الصحف، يوم القيامة لك صحيفة فيها أعمالك، الله أكبر ﴿ وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَٰذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا ﴾ [الكهف: 49]، ﴿ فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ * إِنِّي ظَنَنتُ أَنِّي مُلَاقٍ حِسَابِيَهْ * فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ * فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ * قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ * كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ * وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيَهْ * وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيَهْ * يَا لَيْتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَةَ * مَا أَغْنَىٰ عَنِّي مَالِيَهْ * هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ * خُذُوهُ فَغُلُّوهُ * ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ * ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا فَاسْلُكُوهُ * إِنَّهُ كَانَ لَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ * وَلَا يَحُضُّ عَلَىٰ طَعَامِ الْمِسْكِينِ * فَلَيْسَ لَهُ الْيَوْمَ هَاهُنَا حَمِيمٌ * وَلَا طَعَامٌ إِلَّا مِنْ غِسْلِينٍ * لَّا يَأْكُلُهُ إِلَّا الْخَاطِئُونَ ﴾ [الحاقة:19-37]. إذًا تطاير الصحف أيها الأحبة، من الناس ما يأخذه بشماله أو من وراء ظهره ﴿ فَسَوْفَ يَدْعُو ثُبُورًا * وَيَصْلَىٰ سَعِيرًا ﴾ [الانشقاق: 11-12]. أسأل الله - سبحانه وتعالى - أن يجعلنا وإياكم ممن يأخذ كتابه بيمينه.

 

كفى بنفسك اليوم عليك حسيبًا:

أيها الأحبة الكرام: كل إنسان فينا سيقرأ هذا الكتاب، ﴿ اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَىٰ بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا ﴾ [الإسراء: 14] حتى الأميّ الذي لا يقرأ ولا يكتب سيقرأ كتابه يوم القيامة ﴿ اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَىٰ بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا ﴾ [الإسراء: 14] النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «مَا مِنْكُم مِنْ أَحَدٍ إلّا وَسَيُكَلِّمُهُ رَبُّهُ يَومَ القيامَةِ، فَيَنْظُرَ عَن يَمِينِهِ فَلَا يَرَى إلّا مَا قَدَّم، وَيَنْظُرَ عَن شِمَالِهِ فَلَا يَرَى إِلّا مَا قَدَّم، وَيَنْظُرَ بَيْنَ يَدَيهِ فَلَا يَرَى إلّا النَّارَ تِلقَاءَ وجهِهِ، فاتّقُوا النَّارَ وَلَو بِشِقِّ تَمْرَةٍ»[7].

 

أيها الأحبة الكرام: ماذا أعددنا لهذا اليوم العظيم، يوم يشتد بالإنسان الظمأ والعطش يوم القيامة. كان الحسن البصري - رحمه الله - يشرب من ماء زمزم ويقول: ماء زمزم لما شرب له، وإني أشرب من ماء زمزم لعطش يوم القيامة. أشرب من ماء زمزم بنية أن الله يرويني يوم الظمأ الأكبر بين يدي الله رب العالمين.

 

إخواني الكرام: جاء في الحديث: (إِنَّ اللَّهَ يُدْنِي المُؤْمِنَ، فَيَضَعُ عَلَيْهِ كَنَفَهُ وَيَسْتُرُهُ، فَيَقُولُ: أَتَعْرِفُ ذَنْبَ كَذَا، أَتَعْرِفُ ذَنْبَ كَذَا؟ فَيَقُولُ: نَعَمْ أَيْ رَبِّ، حَتَّى إِذَا قَرَّرَهُ بِذُنُوبِهِ، وَرَأَى فِي نَفْسِهِ أَنَّهُ هَلَكَ، قَالَ: سَتَرْتُهَا عَلَيْكَ فِي الدُّنْيَا، وَأَنَا أَغْفِرُهَا لَكَ اليَوْمَ، فَيُعْطَى كِتَابَ حَسَنَاتِهِ...).

 

وقال - جل وعلا - ﴿ وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدتُّمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنطَقَ كُلَّ شَيْءٍ ﴾ [فصلت: 21]، فهذه الجوارح ستنطق عليك يوم القيامة، الأيدي، واللسان، والأرجل، فتقول الأرجل: وأنا للحرام سعيت، وتقول اليدان: وأنا للحرام بطشت..

الدعاء...



[1] أخرجه أحمد في مسنده ط الرسالة (9/ 126)، مسند عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما-، رقم: (5115). صححه الألباني في صحيح الجامع الصغير وزيادته (1/ 545).

[2] قال الإمام الألباني في تحقيقه لـفقه السيرة للغزالي (ص: 105): "لم أجد في الرواة هذا الراوي، وإنما فيهم «جعفر بن عبد الله بن الحكم» وهو أنصاري أوسي تابعي صغير، يروي عن أنس والتابعين، فإذا كان هو هذا، فالإسناد مرسل ضعيف، ولم أقف على إسناده إليه، وإن كان غيره فلم أعرفه".

[3] أخرجه مسلم في صحيحه (4/ 2271)، كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب ما بين النفختين، رقم: (142).

[4] أخرجه البخاري في صحيحه (8/ 1099) كتاب الرقاق، باب كيف الحشر، رقم: (6527).

[5] أخرجه البخاري في صحيحه (1/ 133)، كتاب الأذان، بابُ مَنْ جَلَسَ فِي المَسْجِدِ يَنْتَظِرُ الصَّلاَةَ وَفَضْلِ المَسَاجِدِ رقم: (660).

[6] النسائي في السنن الكبرى (8/ 267)، باب عشرة النساء، مسألة كل راع عمَّا استرعى، رقم: (9129). حسنه الألباني في صحيح الجامع الصغير وزيادته (1/ 365).

[7] أخرجه البخاري في صحيحه صحيح البخاري (9/ 148)، كتاب التوحيد، بَابُ كَلاَمِ الرَّبِّ -عَزَّ وَجَلَّ- يَوْمَ القِيَامَةِ مَعَ الأَنْبِيَاءِ وَغَيْرِهِمْ رقم: (7512).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • اللعانون لا يكونون شفعاء ولا شهداء يوم القيامة
  • عقاب الكافرين يوم القيامة
  • اشتر ظلك يوم القيامة
  • جماليات يوم القيامة (1)
  • المنافقون يوم القيامة
  • ما المراد بيوم القيامة؟
  • يوم القيامة وأهواله
  • كن من أفضل العباد يوم القيامة
  • أحوال الناس يوم القيامة (خطبة)
  • القصاص بين الناس يوم القيامة (خطبة)
  • الإيمان بأحوال السماوات وتغيراتها يوم القيامة (خطبة)

مختارات من الشبكة

  • سبل السلامة من أهوال يوم القيامة (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • أهوال القيامة مشاهد تنخلع منها القلوب (الجزء الأول) (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خطبة مختصرة عن أهوال القيامة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • أهوال الصراط وأسباب النجاة (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • دار الشقاء: أهوال وأحوال (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • طرق الوقاية من أهوال يوم القيامة(محاضرة - مكتبة الألوكة)
  • الدرس الثامن العشرون: تابع موجبات النجاة العشرة من أهوال يوم القيامة(مقالة - ملفات خاصة)
  • الدرس السابع والعشرون: موجبات النجاة العشرة من أهوال يوم القيامة(مقالة - ملفات خاصة)
  • ملامح بعض أهوال يوم القيامة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • أهوال يوم القيامة(مادة مرئية - موقع د. أمين بن عبدالله الشقاوي)

 


تعليقات الزوار
2- شكر
محمود محمد ماهر - مصر 26-01-2022 09:17 PM

فتح الله عليك..

1- جزاكم الله خير الجزاء
aissa chahboun - maroc 14-10-2019 07:11 AM

شكرا جزيلا أحبتي في الله 

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • النسخة الثانية عشرة من يوم المسجد المفتوح في توومبا
  • تخريج دفعة جديدة من الحاصلين على إجازات علم التجويد بمدينة قازان
  • تخرج 220 طالبا من دارسي العلوم الإسلامية في ألبانيا
  • مسلمو سابينسكي يحتفلون بمسجدهم الجديد في سريدنيه نيرتي
  • مدينة زينيتشا تحتفل بالجيل الجديد من معلمي القرآن في حفلها الخامس عشر
  • بعد 3 سنوات أهالي كوكمور يحتفلون بإعادة افتتاح مسجدهم العريق
  • بعد عامين من البناء افتتاح مسجد جديد في قرية سوكوري
  • بعد 3 عقود من العطاء.. مركز ماديسون الإسلامي يفتتح مبناه الجديد

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 26/12/1446هـ - الساعة: 15:19
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب