• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    أحكام التعاقد بالوكالة المستترة وآثاره: دراسة ...
    د. ياسر بن عبدالرحمن العدل
  •  
    خطبة: أم سليم ضحت بزوجها من أجل دينها (1)
    د. محمد جمعة الحلبوسي
  •  
    خطبة: التربية على العفة
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    حقوق الأولاد (1)
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    التلاحم والتنظيم في صفوف القتال في سبيل الله...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
  •  
    أسس التفكير العقدي: مقاربة بين الوحي والعقل
    الشيخ حذيفة بن حسين القحطاني
  •  
    ابتلاء مبين وذبح عظيم (خطبة)
    د. محمود بن أحمد الدوسري
  •  
    فضل من يسر على معسر أو أنظره
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    حديث: لا طلاق إلا بعد نكاح، ولا عتق إلا بعد ملك
    الشيخ عبدالقادر شيبة الحمد
  •  
    كونوا أنصار الله: دعوة خالدة للتمكين والنصرة
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
  •  
    لا تعير من عيرك
    نورة سليمان عبدالله
  •  
    من مائدة التفسير: سورة النصر
    عبدالرحمن عبدالله الشريف
  •  
    أربع هي نجاة الإنسان في الدنيا والآخرة (خطبة)
    د. أحمد بن حمد البوعلي
  •  
    وحدة المسلمين (خطبة)
    د. غازي بن طامي بن حماد الحكمي
  •  
    المسارعة إلى الاستجابة لأمر الله ورسوله صلى الله ...
    د. أمين بن عبدالله الشقاوي
  •  
    فوائد وأحكام من قوله تعالى: { إذ قال الله يا عيسى ...
    الشيخ أ. د. سليمان بن إبراهيم اللاحم
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / منبر الجمعة / الخطب / الرقائق والأخلاق والآداب
علامة باركود

عظيم لا تحيط به الظنون

عظيم لا تحيط به الظنون
سامي بن عيضه المالكي

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 18/12/2017 ميلادي - 29/3/1439 هجري

الزيارات: 17370

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

عظيمٌ لا تُحيطُ به الظنون

 

الحَمْد لله ذي العظَمة والجَلال، الذي تفرَّد بِكُلِّ جمالٍ وكمالٍ، وأشْهد أنْ لا إله إلا الله، وحْده لا شريك له، ولا نِدَّ ولا مِثال، له الأسْماء الحُسْنى والصِّفات العُلى، وهو الكبير المُتَعال، وأشْهد أنَّ نبيَّنا محمدًا عبْده ورسوله، كريم الأخْلاق، وطَيِّب الخصال، وخيْرُ منْ تقرَّب إلى الله بالإعْظام والإكْبار والإجْلال، صلَّى الله وسلَّم عليْه وعلى آله وصحْبه خير صحْبٍ وآل، وعلى مَنْ تَبِعهم بإحْسانٍ ما تجدَّدت البُكور والآصال.

 

أما بعْد:

فأُوصيكم إخوة الإسلام ونَفْسي بِتَقْوى المَلِك العلاَّم، امْلؤوا بها الليالي والأيَّام؛ علَّ الله أنْ يكْتب لي ولكم حُسْن المُنْقلب والمقام.

عَظِيمٌ لاَ تُحِيطُ بِهِ الظُّنُونُ
بِقَبْضَتِهِ التَّحَرُّكُ والسُّكُونُ
تَعَالَى اللهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ
مُقَدِّرُهُ إِلَى وَقْتٍ يَكُونُ

 

تقول عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها: الحمد لله الذي وسع سمعه الأصوات، لقد جاءت المجادلة إلى النبي صلى الله عليه وسلم تكلمه وأنا في ناحية من البيت ما أسمع ما تقول وأنزل الله تعالى:  ﴿ قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ﴾ [المجادلة: 1].

 

هذه خولة بنت ثعلبة تهامس النبي صلى الله عليه وسلم تشكو إليه حالها وورطتها مع زوجها الذي ظاهر عليها حلف عليها أنها كظهر أمه، وبالقرب منها عائشة ما تسمع ما تقول، وسمع الله تحاورها مع النبي صلى الله عليه وسلم، والله تعالى في علوه وفوق عرشه ومع ذلك لا يخفى عليه حال خلقه، مطلعٌ على أحوالهم وأفعالهم وأقوالهم وحركاتهم وسكناتهم وما في ضمائرهم لا تخفى عليه خافية سبحانه وتعالى.

 

إن من عظمة الله سبحانه أنه علا فوق خلقه وهو سبحانه فوق عرشه وعرشه فوق سماواته وسماواته فوق أرضه قال تعالى: ﴿ إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ﴾ [الأعراف: 54].

 

روى البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلاً أتى النبي صلى الله عليه وسلم أي نزل ضيفًا على النبي صلى الله عليه وسلم فأرسل النبي إلى نسائه فقلن ما عندنا إلا الماء - ليس في بيوت رسول الله أكرم الخلق وأعظم الخلق إلا الماء - فقال الرسول الله صلى الله عليه وسلم من يضيف هذا ؟ فقال رجل من الأنصار: أنا يا رسول الله. فأخذه وانطلق به إلى امرأته وقال لها: أكرمي ضيف رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقالت امرأته: ما عندنا إلا قوت صبياني. ما كان حال هذا الأنصاري ببعيد عن حال رسول الله صلى الله عليه وسلم. ليس في بيته إلا قوت صبيانه كما تقول زوجه.

 

فقال لها: هيئي طعامك وأصلحي سراجك ونومي صبيانك إن أرادوا عشاءً، فهيأت طعامها وأصلحت سراجها ونومت صغارها، ثم قامت إلى السراج كأنها تصلحه فأطفأته ثم طفقا - أي الأنصاري وامرأته - يُريانِ ضيفَهما أنهما يأكلان معه في الظلام حتى يطمئن الضيف فيأكل، حتى أكل الضيف وشبع هنيئًا مريئًا وباتا طاويين جائعين هما وصبيانهِما، فلما أصبح غدا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال صلى الله عليه وسلم: ضحك الله الليلة أو عجب من فِعالِكما. وأنزل الله في تلك الليلة:  ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون.

 

سبحان الله العظيم.. ذلك الأنصاري الغريب وامرأته ومع ضيفهِما في ظلمةِ ذلك الليل في جوفِ ذلك البيت ومع ذلك الله من فوق عرشه اطلع على فِعالِهما وضحك وعجب من فِعالِهما ورضي عنهما إذ آثرا ضيفهَما على نفسيهِما وعلى صبيانهِما، سبحان من وسع بصره الأشياء، سبحان من وسع كل شيء علمًا وأحاط بكل شيء علمًا.

 

ومن عظمة الله سبحانه أنه احتجب عن خلقه لا تدركه أبصار خلقه ولا يحيط به علم المخلوق، هذا سيد الخلق رسول الله  وقد عُرج به إلى السماوات ووصل إلى أعلى مقام ممكن أن يصل إليه مخلوق دنا من ربه عز وجل حتى لم يبق بينه وبين ربه إلا الحجاب ومع ذلك لم ير النبي  إلا الحجاب لما سئل أرأيت ربك قال:- رأيت نورا،ً ومرة قال:- نورٌ أنى أراه؟. أي حجابه النور فأنى أراه سبحانه وتعالى. فأما موسى عليه السلام فقد طمع في الرؤية غلبَه شوقُه عليه السلام إلى رؤيةِ ربه ونسي أن الإنسانَ لا يُدرك ببصره الخالق العظيم فقال: ﴿ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ ﴾ [الأعراف: 143] فأدبه الرب سبحانه ذلك التأديب الإلهي العجيب: ﴿ قَالَ لَنْ تَرَانِي وَلَكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا ﴾ [الأعراف: 143].

 

سبحان الله العظيم لما تجلى الله للجبل هذا المخلوق العظيم لم يطق ذلك فذهب هباء منثوراً ونسف نسفاً لما تجلى الله للجبل وخر موسى عليه السلام مغشياً عليه من هول هذا الموقف ﴿ فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ﴾ [الأعراف: 143]. سبحان الله العظيم رب العرش الكريم.

 

وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (رأيتُ جبريل له سُتمائة جناح)، وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (مررتُ ليلة أسْريَ بي بالملأ الأعلى وجبريلُ كالحِلس البَالي - يعني كالقماش القديم الذائب - من خشية الله تعالى).

 

فإذا كانَ المخلوقُ عظيماً.. فكيف يكونُ الخالق؟ وذا كانت هذه الجنودُ العظيمة تمتثلُ لأمر ربها ولا تستطيعُ أن تَعصِيَ أمرَه.. فمَن أنتَ في هذا الكون.. حتى تعصِي المَلِك العظيم جل جلاله؟؟، أخي الكريم.. أختي الكريمة.. انكسِر أمامَ ربك العظيم في الصلاة، وقل له بقلبك: (كيف لِحَقِيرٍ مِثلي أن يَعصِيَ عظيماً مثلك؟!).

 

أيها المسلمون:

اسمعوا لهذا الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم في وصف عظمة الله سبحانه يوم القيامة، روى البخاري في صحيحه عن عبد الله بن مسعود رضى الله عنه قال: جاء رجل من أهل الكتاب إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال:- يا أبا القاسم إن الله يمسك السموات على إصبع و الأرضين على إصبع والشجر والزرع والخلائق على إصبع فضحك النبي صلى الله عليه وسلم حتى بانت نواجذه - ضحك النبي تعجباً وتصديقاً لما يقول ذلك الكتابي - ثم قرأ قول الله تعالى: ﴿ وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ﴾ [الزمر: 67].

 

أيها المسلمون:

اعرفوا عظمة الله تبارك وتعالى، تعرفوا على عظمة الخالق العظيم الجليل الكريم جبار السموات والأرض ومن عرف عظمة القهار الجبار وجب أن يخاف من قهرهِ وجبروتهِ ويتقى غضبَهُ وسخَطه ويثني عليه الخير كله.

أقول قولي هذا وأستغفر الله....

♦♦♦♦♦


الحمد لله وكفَى، وسلام على عبادِه الذين اصطفى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحدَه لا شريك له العليّ الأعلى، وأشهد أنّ سيّدنا ونبيّنا محمّدًا عبده ورسوله، صاحب النّهج السوي والخلق الأسنى، صلّى الله عليه وعلى آله وصحبه.

 

أما بعد: فأوصيكم ونفسي بتقوى الله.

إن من عظمة الله تعالى أن جعل إنزال الغيث من خصائص ربوبيته سبحانه، ولم يكل ذلك إلى أحد من خلقه ﴿ إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ﴾ [لقمان: 34].

 

إن الغيث لو كان بيد البشر، يملكون إنزاله ومنعه لحصل فساد عريض في الأرض، ولوقع الخلاف بين الناس حول إنزالِ المطر وعدمِ إنزاله؛ فحاجةُ أهل السائمة والزرع إلى الغيث ليست كحاجة غيرهم، فهم يستبطئونه ويريدونه، وغيرهُم يستعجلونه ويؤخرونه، ولربما حصل اقتتال بين بني آدم بسبب ذلك.

 

والناسُ كذلك يظلم بعضهم بعضاً، وفيهم من الأثرةِ وحب الذات ما يجعلهم يمنَعون الرزق عن غيرهم، ولو كانوا يملكون المطر لاستأثر به الأقوياء دون الضعفاء، ولأهلكوهم بالعطشِ والجدبِ والجوع، أو بالأعاصيرِ والغرقِ والفيضان، وقد عايشنا أحداثاً اقتصادية كُسرت فيها أُسَرٌ ، وأُفقرت بيوت، وأفلس رجال، وما هي إلا من ظلم أباطرة المال لغيرهم، ورأينا دولاً مستكبرة تحبس مياه الأنهارِ عن جيرانها للإضرارِ بها، وإهلاكِ شعوبها، وشاهدنا دولاً تغزو أخرى فتدمرها، وتقتل بشَرَها، وتُهلكُ حرَثها ونسَلها من أجل شيءٍ من ثرواتِها، فماذا سيفعلُ هؤلاءِ وأولئك بالناسِ لو كانوا يملكون قطر السماء.

 

 

فاعرفوا حكمة الله تعالى في تقديره ، وتأملوا رحمته بعباده ؛ إذ جعل تقدير الغيث ونزوله إليه سبحانه ، ولم يكل ذلك إلى خلقه، وهو سبحانه من يقسمه بين عباده، وهذا أعظمُ أثر من آثار رحمة الله تعالى في الغيث فنحمده سبحانه حمدا يليق بجلاله وسلطانه : ﴿ وَهُوَ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُورًا * لِنُحْيِيَ بِهِ بَلْدَةً مَيْتًا وَنُسْقِيَهُ مِمَّا خَلَقْنَا أَنْعَامًا وَأَنَاسِيَّ كَثِيرًا * وَلَقَدْ صَرَّفْنَاهُ بَيْنَهُمْ لِيَذَّكَّرُوا فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُورًا ﴾ [الفرقان: 48 - 50].

 

ولأن الغيث رحمة من الله تعالى شُرع للمسلم التعرض له ليصيبه شيء من تلك الرحمة ؛ كما روى أنس رضي الله عنه فقال: "أصابنا ونحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم مطر، قال: فحسر رسول الله صلى الله عليه وسلم ثوبه حتى أصابه من المطر. فقلنا: يا رسول الله، لم صنعت هذا ؟ قال: لأنه حديثُ عهدٍ بربهِ تعالى " رواه مسلم.

 

كما شُرع الدعاء حال نزوله؛ لأن وقت تنزله وقت رحمة ، وأوقات الرحمة مرجوة الإجابة، ولذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا رأى المطر قال: " اللهم صيباً نافعاً "  وفي رواية " اللهم اجعله صيباً هنيئاً ".

 

كما يُشرع للمسلم أن يقِرَ بافتقاره إلى الله تعالى، وحاجته إلى رحمته وغوثه، فينُسب الفضلُ إليه سبحانه ، لا إلى غيره ؛ ولذلك أثنى الله تعالى في الحديث القدسي على من قال" مُطرنا برحمة الله ، وبرزق الله ، وبفضل الله".

 

أيها المسلمون:

إنه لحرِي بنا أن نبحثَ عما يغذي تعظيم الله في قلوبنا، وإنَّ مِن أعظم ذلك ما يلي:

أولاً: معرفة أسماء الله الحسنى وصفاتهِ العُلَى بِمعانيها، فانظر إلى صفة العلم مثلاً، وتأمَّلْ ما ورَدَ فيها؛ قال - تعالى -: ﴿ وَأَحَاطَ بِمَا لَدَيْهِمْ وَأَحْصَى كُلَّ شَيْءٍ عَدَدًا ﴾ [الجن: 28].

 

فتمعَّنْ فيما حولَك مِن نباتٍ وشجَرٍ، ورمْل وحجر، واستشْعِر سعةَ علمِه - سبحانه - وتأمَّلْ قولَ الله: ﴿ وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ ﴾ [الأنعام: 59].

 

ثانيًا: مما يغذي تعظيم الله في القلب: التفكُّرُ والنظر والتأمُّل في مخلوقات الله، إذا خرجت في نزهة مع أبنائك، ذكرهم بالله، اربط قلوبهم بالله، علمهم بأن كل شيء حولك هو من مخلوقات الله، علقهم به سبحانه وتفكروا في هذا الكون العجيب، وما فيه من الإتقان الرهيب.

 

وربُّنا يقول عن أُولي الألباب: ﴿ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا ﴾ [آل عمران: 191] .

 

وثالثًا: مما يزيد تعظيمَ القلب لخالقه: قراءةُ كلامه - تعالى - بتدبُّر وحضور قلب؛ فإن المسلم حين يقرأ كلام ربِّه يَقرأ عن ذاته العَليَّة، وعن آياته الكونية، ويمرُّ بقَصصٍ وعِبَر، وتخويف وإنذار: ﴿ فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَنْ يَخَافُ وَعِيدِ ﴾[ق: 45].

 

وإنَّ في بعض الاكتشافات الحديثة وما يسمَّى الإعجاز العلمي، لَعِبرةً لأولي الألباب.

تَأَمَّلْ فِي نَبَاتِ الْأَرْضِ وَانْظُرْ
إلَى آثَارِ مَا صَنَعَ الْمَلِيكُ
عُيونٌ مِنْ لُجَيْنٍ سَابِغَاتٌ
عَلَى وَرقٍ هُوَ الذَّهَبُ السَّبِيكُ
عَلَى كُثُبِ الزَّبَرْجَدِ شَاهِدَاتٌ
بِأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ لَهُ شَرِيكُ

 

ألا وصلوا - عباد الله - على رسول الهدى فقد أمركم الله بذلك في كتابه فقال: إِ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾ [الأحزاب: 56].

 

اللهم صلِّ وسلّم على عبدك ورسولك محمد، وعلى آله وصحبه الطيِّبين الطاهرين، ومَن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

 

اللَّهم امْلأْ قلوبَنا إعْظامًا وإجْلالاً لك، واجْعلْنا من الرَّاغبين الرَّاهبين الخاشعين، اللهم وفِّقْنا لطاعتك، وجنِّبْنا معْصيتك، واجْعلْنا من الراشدين.

 

اللهمَّ وأعِزَّ الإسْلام والمسْلمين، وأَذِلَّ الشِّرْك والمشْركين، وأعْلِ بفضْلك كلمةَ الحقِّ والدين، ووفِّقِ - اللهم - وُلاة أمورنا لما تحبُّ وترْضى، وخذْ بنواصيهم للْبِرِّ والتقْوى، واجْعل - اللهم - هذا البلد آمنًا مطْمئنًا، سخاءً رخاءً، دار عدْلٍ وإيمانٍ، وسائر بلاد المسْلمين.

 

اللهم كُنْ لإخواننا المسلمين في كل مكان، كن لهم في سوريا وبورما والعراق وفلسطين واليمن، اللهم أطعم جائعهم، وأمِّنْ خائفهم، واجبر كسيرهم، واشف مريضهم، وفك أسيرهم.

 

اللهم أنت الله، لا إله إلا أنت، أنت الغنيُّ ونحن الفقراء، أنزِلْ علينا الغيث، ولا تجعلنا من القانِطين، اللهم إنا نستغفرك إنَّك كُنتَ غفَّارًا، فأرسل السماء علينا مدرارًا، اللهم اسقنا الغيث ولا تجعلنا من القانطين، اللهم سُقْيا رحمة، لا سقيا بَلاء ولا عذاب، ولا هَدْم ولا غرَق.

 

اللهم ارفع عنَّا الغلاء والوَباء، والزَّلازل والمِحَن، وسُوء الفِتَن ما ظهَر منها وما بطن، عن بلدنا هذا خاصة، وعن سائر بلاد المسلمين عامَّة، يا ربَّ العالمين.

﴿ رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴾ [الأعراف: 23]

﴿ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ﴾ [البقرة: 201]

﴿ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ ﴾ [العنكبوت: 45]





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • عظمة الله تعالى
  • عظمة الله (جل وعلا)

مختارات من الشبكة

  • رقية المريض بقول: أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك سبع مرات(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير: (ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا المضغة عظاما فكسونا العظام لحما)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • نحن إسلامنا عظيم عظيم.. رائعة الشاعر محمود مفلح(مقالة - موقع أ. محمود مفلح)
  • معاني أسماء الله الحسنى: {العظيم، الملك، المالك، المليك، مالك الملك}(مقالة - آفاق الشريعة)
  • ابتلاء مبين وذبح عظيم (خطبة)(مقالة - موقع د. محمود بن أحمد الدوسري)
  • في تحريم تعظيم المذبوح له من دون الله تعالى وأنه على خطرٍ عظيم(مقالة - آفاق الشريعة)
  • حديث: أعوذ بالله منك فقال: لقد عذت بعظيم الحقي بأهلك(مقالة - موقع الشيخ عبد القادر شيبة الحمد)
  • عبودية استماع القرآن العظيم (خطبة) - باللغة البنغالية(مقالة - آفاق الشريعة)
  • صدقة السر لها أجر عظيم وثواب جزيل عند الله تعالى(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الحديبية الفتح المبين والنصر العظيم(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 14/11/1446هـ - الساعة: 17:59
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب