• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    أحكام التعاقد بالوكالة المستترة وآثاره: دراسة ...
    د. ياسر بن عبدالرحمن العدل
  •  
    خطبة: أم سليم ضحت بزوجها من أجل دينها (1)
    د. محمد جمعة الحلبوسي
  •  
    خطبة: التربية على العفة
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    حقوق الأولاد (1)
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    التلاحم والتنظيم في صفوف القتال في سبيل الله...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
  •  
    أسس التفكير العقدي: مقاربة بين الوحي والعقل
    الشيخ حذيفة بن حسين القحطاني
  •  
    ابتلاء مبين وذبح عظيم (خطبة)
    د. محمود بن أحمد الدوسري
  •  
    فضل من يسر على معسر أو أنظره
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    حديث: لا طلاق إلا بعد نكاح، ولا عتق إلا بعد ملك
    الشيخ عبدالقادر شيبة الحمد
  •  
    كونوا أنصار الله: دعوة خالدة للتمكين والنصرة
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
  •  
    لا تعير من عيرك
    نورة سليمان عبدالله
  •  
    من مائدة التفسير: سورة النصر
    عبدالرحمن عبدالله الشريف
  •  
    أربع هي نجاة الإنسان في الدنيا والآخرة (خطبة)
    د. أحمد بن حمد البوعلي
  •  
    وحدة المسلمين (خطبة)
    د. غازي بن طامي بن حماد الحكمي
  •  
    المسارعة إلى الاستجابة لأمر الله ورسوله صلى الله ...
    د. أمين بن عبدالله الشقاوي
  •  
    فوائد وأحكام من قوله تعالى: { إذ قال الله يا عيسى ...
    الشيخ أ. د. سليمان بن إبراهيم اللاحم
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / منبر الجمعة / الخطب / الرقائق والأخلاق والآداب
علامة باركود

الأذان ومنعه من المساجد

الشيخ فؤاد بن يوسف أبو سعيد

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 30/11/2016 ميلادي - 29/2/1438 هجري

الزيارات: 17088

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الأذان ومنعه من المساجد

 

إن الحمد لله؛ نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.

 

﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102].

 

﴿ يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء: 1].

 

﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 70، 71].

 

أما بعد؛ فإن أصدق الحديث كتابُ الله، وخيرَ الهديِ هديُ محمد صلى الله عليه وسلم، وشرَّ الأمورِ محدثاتُها، وكلَّ محدثةٍ بدعة، وكلَّ بدعة ضلالة، وكلَّ ضلالةٍ في النار.

أعاذنا الله وإياكم من النار، ومن كل عمل يقرب إلى النار، اللهم آمين يارب العالمين.

 

قال سبحانه وتعالى: ﴿ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُولَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوهَا إِلَّا خَائِفِينَ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴾ [البقرة: 114].

 

الذين يمنعون ذكر الله في بيوت الله سبحانه وتعالى - كما نسمع في الأنباء والأخبار والقوانين التي تسن بمنع الأذان-، ومنه كلمة الله أكبر، أن تصدح في المساجد، وأن يسمعها البعيد والقريب، هذا من المنع لذكر الله سبحانه وتعالى، أبشروا بهذا المنع سيكون لهم خزي في الدنيا، غير ما ادخر الله لهم من عذاب عظيم في الآخرة.

 

عباد الله! الله سبحانه وتعالى أحبَّ أن يتعبّد عباده بعبادات، ومنها أن شرع الله لنا عبادة الصلاة، وفرض علينا خمس صلوات في اليوم والليلة، ينادَى لهنّ في أوّل أوقاتهن، التي علمها جبريلُ عليه السلام للنبي صلى الله عليه وسلم، فأول وقت الظهر بعد زوال الشمس عن كبد السماء، وأول وقت العصر حين يصير ظل كل شيء مثلَه، وعند غروب الشمس يبدأ وقت صلاة المغرب، وأول وقت صلاة العشاء حين يغيب الشفق الأحمر، وأول وقت الفجر عند ظهور الفجر الصادق.

 

فكيف يعرف عامة الناس دخول الوقت؟ فليس كل الناس يترقبون هذا، فوكل هذا لأناس معيّنين، أُطلق عليهم المؤذنون، فالمؤذن من عمله ووظيفته؛ مراقبة أوقات الصلاة في أوائلها، حتى يعلم الناس بدخول الأوقات، فكيف كان الناس يعرفون ذلك في عهد النبي صلى الله عليه وسلم؟ قبل أن يعرف الأذان الذي يبدأ بكلمة الله أكبر وينتهي بكلمة التوحيد.

 

ثبت أَنَّ ابْنَ عُمَرَ، رضي الله تعالى عنهما كَانَ يَقُولُ: (كَانَ المـُسْلِمُونَ حِينَ قَدِمُوا المَدِينَةَ يَجْتَمِعُونَ فَيَتَحَيَّنُونَ الصَّلاَةَ لَيْسَ يُنَادَى لَهَا)، - يتحينون أي وقت الصلاة التي يظنون أنه وقت للصلاة فيذهبون إلى المسجد، بدون نداء، يقولون: زالت الشمس عن كبد السماء، أي دخل وقت الظهر، غربت الشمس أي دخل وقت المغرب، فيذهبون إلى المسجد دون نداء- (فَتَكَلَّمُوا يَوْمًا فِي ذَلِكَ)، -يعني يكون لهم مَعْلَمٌ يعلمهم بهذا الوقت- (فَقَالَ بَعْضُهُمْ: اتَّخِذُوا نَاقُوسًا مِثْلَ نَاقُوسِ النَّصَارَى)، -أي جرس يضرب به عند دخول الوقت- (وَقَالَ بَعْضُهُمْ: بَلْ بُوقًا مِثْلَ قَرْنِ اليَهُودِ)، -يعني مزمار طويل، بصوت مستمر، يعرف الناس فيه دخول الوقت- (فَقَالَ عُمَرُ: أَوَلاَ تَبْعَثُونَ رَجُلًا يُنَادِي بِالصَّلاَةِ)، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَا بِلاَلُ قُمْ فَنَادِ بِالصَّلاَةِ». (خ) (604)، -نادي بالصلاة ليس معناها الأذان المعروف عندنا، كما ورد ذلك في طبقات ابن سعد من مراسيل سعيد بن المسيب.

 

[وكان اللفظ الذي ينادي به بلال للصلاة بإشارة عمر قوله: "الصلاة جامعة". أخرجه ابن سعد في الطبقات من مراسيل سعيد بن المسيب]، مرعاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح (2/ 356).

وذلك بأن يدور حول المسجد، ويمشي بين البيوت، فيقول لهم: الصلاة جامعة فيجتمعون للصلاة.

 

وكيف كانت بداية الأذان المعروف، الذي هو عندنا حتى الآن، وبعض الناس يريد منعه؟

عَنْ أَبِي عُمَيْرِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ عُمُومَةٍ لَهُ مِنَ الْأَنْصَارِ، - أي من الصحابة رضي الله تعالى عنهم- قَالَ: اهْتَمَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِلصَّلَاةِ كَيْفَ يَجْمَعُ النَّاسَ لَهَا، فَقِيلَ لَهُ: (انْصِبْ رَايَةً عِنْدَ حُضُورِ الصَّلَاةِ، فَإِذَا رَأَوْهَا آذَنَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا)، -فإذا رأوا الراية قالوا: دخل الوقت - (فَلَمْ يُعْجِبْهُ) صلى الله عليه وسلم (ذَلِكَ، قَالَ: فَذُكِرَ لَهُ الْقُنْعُ - يَعْنِي الشَّبُّورَ، وَقَالَ زِيَادٌ: شَبُّورُ الْيَهُودِ-) - وهو البوق - (فَلَمْ يُعْجِبْهُ ذَلِكَ، وَقَالَ: "هُوَ مِنْ أَمْرِ الْيَهُودِ")، - والرسول صلى الله عليه وسلم لا يريد أن نتشبه في عبادتنا بعبادة غيرنا، فالأذان لا يوجد في الأمم السابقة، وإنما في هذه الأمة- قَالَ: (فَذُكِرَ لَهُ النَّاقُوسُ)، فَقَالَ: "هُوَ مِنْ أَمْرِ النَّصَارَى"، فَانْصَرَفَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ زَيْدِ بْنِ عَبْدِ رَبِّهِ - أنصاري جليل ليس له إلا الحديث هذا، فليس له أحاديث أخرى- وَهُوَ مُهْتَمٌّ لِهَمِّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأُرِيَ الْأَذَانَ فِي مَنَامِهِ، قَالَ: فَغَدَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَخْبَرَهُ، فَقَالَ لَهُ: (يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي لَبَيْنَ نَائِمٍ وَيَقْظَانَ، إِذْ أَتَانِي آتٍ فَأَرَانِي الْأَذَانَ)، - هذا الآتي جاءه، وهو جبريل عليه السلام ملك من الملائكة جبريل أو غيره، فعلَّم عبدَ الله بن زيد الأذان من كلمة الله أكبر، وحتى كلمة التوحيد لا إله إلا الله.

 

وفي رواية بيَّنَت: أنه (قام على جذم حائط)، (حم) (22027)، ركب على مكان عال حتى يصل صوته إلى أبعد مدى، ثم استأخر قليلا فقال: إن أردت أن تقيم الصلاة... وعلمه الإقامة، فالإقامة في غير موضع الأذان- قَالَ: وَكَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ - تعالى - عَنْهُ، قَدْ رَآهُ قَبْلَ ذَلِكَ فَكَتَمَهُ عِشْرِينَ يَوْمًا، قَالَ: ثُمَّ أَخْبَرَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، -بما رأى أنه رأى كما رأى عبد الله بن زيد- فَقَالَ لَهُ: "مَا مَنَعَكَ أَنْ تُخْبِرَنِي؟" فَقَالَ: (سَبَقَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ زَيْدٍ، فَاسْتَحْيَيْتُ)، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "يَا بِلَالُ، قُمْ فَانْظُرْ مَا يَأْمُرُكَ بِهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ زَيْدٍ، فَافْعَلْهُ"، قَالَ: (فَأَذَّنَ بِلَالٌ)،... (د) (498).

 

عباد الله؛ فإذا دخل وحَلَّ وقتُ الصلاة، وأَذّن المؤذن وأحدنا في المسجد فلا يجوز له الخروج منه؛ لأنه سينشغل بأمر آخر، والآن أنت مشغول في الصلاة، لذلك ورد عَنْ أَبِي الشَّعْثَاءِ، قَالَ: (كُنَّا قُعُودًا فِي الْمَسْجِدِ مَعَ أَبِي هُرَيْرَةَ) رضي الله تعالى عنه، (فَأَذَّنَ الْمُؤَذِّنُ، فَقَامَ رَجُلٌ مِنَ الْمَسْجِدِ يَمْشِي، فَأَتْبَعَهُ أَبُو هُرَيْرَةَ بَصَرَهُ حَتَّى خَرَجَ مِنَ الْمَسْجِدِ)، فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: "أَمَّا هَذَا، فَقَدْ عَصَى أَبَا الْقَاسِمِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ". (م) 258 - (655)، وعَنْ عُثْمَانَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَنْ أَدْرَكَهُ الْأَذَانُ فِي الْمَسْجِدِ، ثُمَّ خَرَجَ، لَمْ يَخْرُجْ لِحَاجَةٍ، وَهُوَ لَا يُرِيدُ الرَّجْعَةَ، فَهُوَ مُنَافِقٌ". (جة) (734).

 

الأذان يقطع الأشغال، فعَنِ الأَسْوَدِ بْنِ يَزِيدَ، سَأَلْتُ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ تعالى عَنْهَا، مَا كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَصْنَعُ فِي البَيْتِ؟ قَالَتْ: «كَانَ يَكُونُ فِي مِهْنَةِ أَهْلِهِ، فَإِذَا سَمِعَ الأَذَانَ خَرَجَ». (خ) (5363)، وكما في جاء الرواية الأخرى: َعَنْ الْأَسْوَدِ قَالَ: (سَأَلْتُ عَائِشَة رضي الله عنها: مَا كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَصْنَعُ فِي بَيْتِهِ؟) قَالَتْ: (كَانَ بَشَرًا مِنْ الْبَشَرِ؛ يَخْصِفُ نَعْلَهُ، وَيَرْقَعُ ثَوْبَهُ، وَيَحْلُبُ شَاتَهُ، وَيَخْدُمُ نَفْسَهُ، وَيَعْمَلُ مَا يَعْمَلُ الرِّجَالُ فِي بُيُوتِهِمْ، فَإِذَا حَضَرَتْ الصَّلَاةُ، خَرَجَ إِلَى الصَلَاةِ). (خ) 644، 5048، (حم) 24272، 24793، 24947، 26237، (ت) 2489، انظر الصَّحِيحَة: 671، صَحِيح الْجَامِع: 4937.

 

إذا سمع الأذان فكأنهم لا يعرفونه، وكأنه لا يعرفهم لأنه دخل وقت آخر فينشغل المؤمن.

ألا واعلموا عباد الله! أن للْأَذَانِ فضلا عظيما، وَللْمُؤَذِّنِ ثوابا كبيرا، من ذلك أن الأذان أمانة، حمَّلها النبي صلى الله عليه وسلم المؤذنين، عَنْ أَبِي مَحْذُورَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "الْمُؤَذِّنُونَ أُمَنَاءُ الْمُسْلِمِينَ عَلَى صَلَاتِهِمْ وَسُحُورِهِمُ". (هق) (1849)، انظر صَحِيح الْجَامِع (1403)، الإرواء (221).

وفي رواية: "الْمُؤَذِّنُونَ أُمَنَاءُ الْمُسْلِمِينَ عَلَى فِطْرِهِمْ وَسُحُورِهِمْ". (طب) 6743، صَحِيح الْجَامِع: 6647، الارواء تحت حديث: 217.

 

فالمؤذن إذا أذن يعرف الناس وقت الصلاة، وإذا أذن يعرف الناس وقت السحور، فيمتنعون عن الأكل والشرب، ويعرفون وقت الإفطار فيفطرون، فإذا خان المؤذن هذا الأمر فأذن قبل الوقت فإنه يعتبر خائنا، وهذا أشد من خيانة الدولة والحكومة؛ إنها خيانة الأمة.

 

ومن فضائل المؤذنين أنهم يتميزون عن غيرهم يوم القيامة بطول أعناقهم، الناس يغرقون في عرقهم، وهم لا ينالهم العرق إن شاء الله سبحانه وتعالى، لما ورد عن مُعَاوِيَةَ رضي الله تعالى عنه قال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "الْمُؤَذِّنُونَ أَطْوَلُ النَّاسِ أَعْنَاقًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ". (م) 14- (387)، (جة) 725، (حم) 16907.

 

المؤذن جاء في حقه أكثر من فضيلة في حديث واحد؛ عَنْ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ رضي الله تعالى عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ("الْمُؤَذِّنُ يُغْفَرُ لَهُ مَدَّ صَوْتِهِ"). (حم) 18529، (س) 646، انظر صَحِيح الْجَامِع: 1841.

 

وفي رواية: (يُغْفَرُ لَهُ مَدَى صَوْتِهِ). (د) 515، (جة) 724، (حم) 7600، صَحِيح الْجَامِع: 6644، -ويريدون أن يمنعونا من الأذان.

(وَيَشْهَدُ لَهُ مَنْ سَمِعَهُ مِنْ رَطْبٍ وَيَابِسٍ). (س) 645، (د) 515، (حم) 6201، صَحِيح الْجَامِع: 6644، -ويريدون أن يمنعونا من الأذان.

 

وفي رواية: (وَيَسْتَغْفِرُ لَهُ كُلُّ رَطْبٍ وَيَابِسٍ سَمِعَ صَوْتَهُ). (حم) 6202، (جة) 724، انظر صَحِيح التَّرْغِيبِ 233.

(وَلَهُ مِثْلُ أَجْرِ مَنْ صَلَّى مَعَهُ). (س) 646، (حم) 18529، انظر صَحِيح الْجَامِع: 1841.

 

وله أجر من استمع إلى الصوت فقام فصلى جماعة، أو صلى في بيته مريضا كان أو امرأة، الأجور هنا تأتي للمؤذن، يشارك غيره في الأجور من غير أن ينقص من أجورهم شيء.

 

والأذان فيه خير كثير لا يعلمه الناس، ومنها عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَوْ يَعْلَمُ النَّاسُ مَا فِي النِّدَاءِ" -أي الأذان- "وَالصَّفِّ الأَوَّلِ، ثُمَّ لَمْ يَجِدُوا إِلَّا أَنْ يَسْتَهِمُوا عَلَيْهِ لاَسْتَهَمُوا"، -يعني أكثر من واحد يجيء ليؤذن من تأكُّد معرفتهم بما للأذان من خير وفضل وثواب، لا يصلح بينهم إلا بالقرعة والاستهام، لكن اليوم زهد الناس في الأذان فلا يؤذن إلا الضعفة والمساكين- "وَلَوْ يَعْلَمُونَ مَا فِي التَّهْجِيرِ لاَسْتَبَقُوا إِلَيْهِ، وَلَوْ يَعْلَمُونَ مَا فِي العَتَمَةِ وَالصُّبْحِ، لَأَتَوْهُمَا وَلَوْ حَبْوًا». (خ) 615 (م) (437).

 

وعَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله تعالى عنه؛ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: "مَنْ أَذَّنَ ثِنْتَيْ عَشْرَةَ سَنَةً وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ، وَكُتِبَ لَهُ بِتَأْذِينِهِ فِي كُلِّ يَوْمٍ سِتُّونَ حَسَنَةً، وَلِكُلِّ إِقَامَةٍ ثَلَاثُونَ حَسَنَةً". (جة) 728.

فأبشر أيها المؤذن! وأبشر يا من تردد معهم الأذان! فكأنك أذنت، الخير يصل إليك مع أخيك المؤذن.

 

وهذا دعاء نبوي، دعاء من النبي صلى الله عليه وسلم للمؤذنين عن عَائِشَةَ رضي الله تعالى عنها قالت: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: "الْإِمَامُ ضَامِنٌ"، -يضمن عن المصلين صلاتهم كما أمر الله - "وَالْمُؤَذِّنُ مُؤْتَمَنٌ، فَأَرْشَدَ اللَّهُ الْأَئِمَّةَ، وَعَفَا عَنِ الْمُؤَذِّنِينَ". (حم) 24363، (حب) 1671، التعليق الرغيب (1/ 108).

وفي رواية الإمام أبي داود: "الْإِمَامُ ضَامِنٌ وَالْمُؤَذِّنُ مُؤْتَمَنٌ، اللَّهُمَّ أَرْشِدِ الْأَئِمَّةَ، وَاغْفِرْ لِلْمُؤَذِّنِينَ". (د) 517، هذا دعاء من النبي صلى الله عليه وسلم.

 

ولو سألنا يا عباد الله! من أخبار وآثار رسول الله صلى الله عليه وسلم: من هم خيار عباد الله؟ جاء النص في ذلك في صفة المؤذنين، ما قال: المؤذنون، وإنما جاء بصفات لهم تدل عليهم فـعَنْ ابْنِ أَبِي أَوْفَى رضي الله تعالى عنه قَالَ: قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ خِيَارَ عِبَادِ اللهِ؛ الَّذِينَ يُرَاعُونَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ، وَالنُّجُومَ وَالْأَظِلَّةَ؛ لِذِكْرِ اللهِ". (ك) 163، (هق) 1656، الصَّحِيحَة: 3440، صَحِيح التَّرْغِيبِ 244.

 

إِنَّ خِيَارَ عِبَادِ اللهِ الَّذِينَ يُرَاعُونَ الشَّمْسَ في النهار، وفي صلاة النهار، كالظهر والعصر، وَالْقَمَرَ كصلوات الليل، وَكذلك النُّجُومَ هل طلع الفجر الصادق أم لم يطلع؟ وَالْأَظِلَّةَ في صلاة العصر، حتى يعرف الظل هؤلاء يفعلون ذلك ويراقبون هذه لِذِكْرِ اللهِ سبحانه وتعالى، ومع ذلك يريد أعداء الله أن يمنعونا من هذا الخير، فلا والله كل هذا الفضل العظيم، والخير العميم، في الأذان، ويريدوننا أن نترك الأذان! خسروا وخابوا، وأخزاهم الله في الدنيا قبل الآخرة.

أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم.

 

الخطبة الآخرة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، وعلى من اهتدى بهداه إلى يوم الدين، أما بعد:

عباد الله! لا تتركوا الأذان في السفر ولا في الحضر، ولا في قرية ولا بادية، فأذِّنْ أيها الراعي في مرعاك وحيثما كنت! عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله تعالى عنه، قَالَ: (كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُغِيرُ) - أي في الجهاد والقتال في سبيل الله يبدأ متى؟ - (إِذَا طَلَعَ الْفَجْرُ، وَكَانَ يَسْتَمِعُ الْأَذَانَ)، - يستمع هل يسمع من هذه القرية التي يريد أن يغير عليها النبي صلى الله عليه وسلم، يستمع هل فيها أذان؟- (فَإِنْ سَمِعَ أَذَانًا أَمْسَكَ وَإِلَّا أَغَارَ، فَسَمِعَ رَجُلًا) يَقُولُ: (اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ)، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "عَلَى الْفِطْرَةِ"، ثُمَّ قَالَ: (أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ)، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "خَرَجْتَ مِنَ النَّارِ"، فَنَظَرُوا فَإِذَا هُوَ رَاعِي مِعْزًى. (م) (382).

 

راعي في الفلاة منع القرية بأكملها من غارة النبي صلى الله عليه وسلم بسبب الأذان.

وَأذن أيها البدوي والأعرابي في البادية في الصحراء، عَنْ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ رضي الله تعالى عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "إِذَا كَانَ الرَّجُلُ بِأَرْضِ قِيٍّ" -القِيُّ: الفلاة، والصحراء-. "إِذَا كَانَ الرَّجُلُ بِأَرْضِ قِيٍّ فَحَانَتِ الصَلَاةُ، فَلْيَتَوَضَّأ، فَإِنْ لَمْ يَجِدْ مَاءً، فَلْيَتَيَمَّمْ، فَإِنْ أَقَامَ، صَلَّى مَعَهُ مَلَكَاهُ، وَإِنْ أَذَّنَ وَأَقَامَ صَلَّى خَلْفَهُ مِنْ جُنُودِ اللهِ مَا لَا يُرَى طَرَفَاهُ". (طب) 6120، (هق) 1766، (عب) 1955، انظر صَحِيح التَّرْغِيبِ (249، 414).

 

وأذِّن أيها المسافر حيثما كنت، إذا حان وقت الصلاة، فعَنْ أَبِي قِلاَبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكٌ؛ (أَتَيْنَا إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَنَحْنُ شَبَبَةٌ مُتَقَارِبُونَ)، -صغار في السن، في العشرينات- (فَأَقَمْنَا عِنْدَهُ) -أي عند النبي صلى الله عليه وسلم- (عِشْرِينَ يَوْمًا وَلَيْلَةً، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَحِيمًا رَفِيقًا، فَلَمَّا ظَنَّ أَنَّا قَدِ اشْتَهَيْنَا أَهْلَنَا -أَوْ قَدِ اشْتَقْنَا- سَأَلَنَا عَمَّنْ تَرَكْنَا بَعْدَنَا، فَأَخْبَرْنَاهُ)، -تركوا أهلهم وعيالهم- قَالَ: «ارْجِعُوا إِلَى أَهْلِيكُمْ، فَأَقِيمُوا فِيهِمْ وَعَلِّمُوهُمْ وَمُرُوهُمْ" -وَذَكَرَ أَشْيَاءَ أَحْفَظُهَا أَوْ لاَ أَحْفَظُهَا- "وَصَلُّوا كَمَا رَأَيْتُمُونِي أُصَلِّي، فَإِذَا حَضَرَتِ الصَّلاَةُ فَلْيُؤَذِّنْ لَكُمْ أَحَدُكُمْ، وَلْيَؤُمَّكُمْ أَكْبَرُكُمْ». (خ) 631.

 

وأذن أخي المسلم في أذن طفلك المولود حديثا، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: "رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَذَّنَ فِي أُذُنِ الحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ" -رضي الله تعالى عنهما- "حِينَ وَلَدَتْهُ فَاطِمَةُ بِالصَّلَاةِ"... (ت) 1514، يعني أذن أذان الصلاة، في غير وقت الصلاة.

 

وأذن أيها المسلم إذا أحسست بخوف في طريقك طريق موحش، ولو في غير وقت صلاة، فعَنْ سُهَيْلٍ، قَالَ: أَرْسَلَنِي أَبِي إِلَى بَنِي حَارِثَةَ، قَالَ: (وَمَعِي غُلَامٌ لَنَا -أَوْ صَاحِبٌ لَنَا- فَنَادَاهُ مُنَادٍ مِنْ حَائِطٍ بِاسْمِهِ)، -يعني قال: يا فلان لمن معه- قَالَ: (وَأَشْرَفَ الَّذِي مَعِي عَلَى الْحَائِطِ) -أي البستان ونظر فيه- (فَلَمْ يَرَ شَيْئًا)، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِأَبِي فَقَالَ: (لَوْ شَعَرْتُ أَنَّكَ تَلْقَ هَذَا لَمْ أُرْسِلْكَ، وَلَكِنْ إِذَا سَمِعْتَ صَوْتًا فَنَادِ بِالصَّلَاةِ)، -يعني أذن إذا سمعت شيئا يخيفك- فَإِنِّي سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: «إِنَّ الشَّيْطَانَ إِذَا نُودِيَ بِالصَّلَاةِ وَلَّى وَلَهُ حُصَاصٌ». (م) (389).

 

كذلك الخوف يشمل التهيئات والتخيلات، وربما من بعض الأصوات كما سمعنا، ومن بعض الحركات التي لها أصل، ولكن لا يراها الإنسان ولا يعرف سببها، وهذه قد تكون من الجن، ونوع من الجن يسمى غيلان، جمع غول، عن عمر قال: (إذا تغولت الغيلان فليؤذن؛ فإن ذلك لا يضره).

 

وفي رواية عن أسير بن عمرو قال: (ذكرنا عند عمر الغيلان)، -أي أنواع الجن- فقال: (إنه لا يستطيع شيء أن يتحول عن خلق الله الذي خلقه، ولكن فيهم سحرة كسحرتكم، فإذا أحسستم من ذلك شيئا فأذنوا). (عب ش). أورد هذين الأثرين في كنز العمال (6/ 166، 167) ح (15230)، (15231).

 

والغيلان نوع من الجن، فإذا تراءت للناس فالمشروع المبادرة بالأذان حتى يكفيَهم الله سبحانه وتعالى شرها.

عباد الله؛ هذا المؤذن إذا أذن لا يحبه شياطين الإنس والجن ولا يريدونه، شياطين الإنس يقولون عنه أن هذا حمار ينهق، بعض الناس قال هذا الكلام، وشياطين الإنس لهم القوة والقانون يريدون منعه، وشياطين الجن يفرون من الأذان، وحالتهم صعبة فهم في ضراط مستمر نسأل الله السلامة، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "إِذَا نُودِيَ لِلصَّلاَةِ أَدْبَرَ الشَّيْطَانُ، وَلَهُ ضُرَاطٌ، حَتَّى لاَ يَسْمَعَ التَّأْذِينَ، فَإِذَا قَضَى النِّدَاءَ أَقْبَلَ، حَتَّى إِذَا ثُوِّبَ بِالصَّلاَةِ أَدْبَرَ"، -أيضا يفر عند الإقامة- "حَتَّى إِذَا قَضَى التَّثْوِيبَ أَقْبَلَ، حَتَّى يَخْطِرَ بَيْنَ المَرْءِ وَنَفْسِهِ، يَقُولُ: اذْكُرْ كَذَا، اذْكُرْ كَذَا، لِمَا لَمْ يَكُنْ يَذْكُرُ حَتَّى يَظَلَّ الرَّجُلُ لاَ يَدْرِي كَمْ صَلَّى". (خ) 608.

 

وفي رواية مسلم: "إِنَّ الشَّيْطَانَ إِذَا سَمِعَ النِّدَاءَ بِالصَّلَاةِ أَحَالَ لَهُ ضُرَاطٌ"، -يعني بدل أن يكون متجها جهة الشرق، يتجه جهة الغرب، يفر وحال له ضراط- "حَتَّى لَا يَسْمَعَ صَوْتَهُ، فَإِذَا سَكَتَ رَجَعَ فَوَسْوَسَ فَإِذَا سَمِعَ الْإِقَامَةَ ذَهَبَ حَتَّى لَا يَسْمَعَ صَوْتَهُ فَإِذَا سَكَتَ رَجَعَ فَوَسْوَسَ". (م) (389).

 

عباد الله؛ كم المسافة التي يفرها الشيطان وإلى أين يهرب عند سماع الأذان؟ لنستمع إلى هذا الحديث الذي رواه جَابِرٍ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: "إِنَّ الشَّيْطَانَ إِذَا سَمِعَ النِّدَاءَ بِالصَّلَاةِ ذَهَبَ حَتَّى يَكُونَ مَكَانَ الرَّوْحَاءِ"، -هذا الحديث في المدينة، وأين الروحاء؟ الروحاء بين مكة والمدينة جهة بدر.

 

قَالَ سُلَيْمَانُ: فَسَأَلْتُهُ عَنِ الرَّوْحَاءِ -أي عن مكانها، وعن بعدها عن المدينة؟- فَقَالَ: (هِيَ مِنَ الْمَدِينَةِ سِتَّةٌ وَثَلَاثُونَ مِيلًا). (م) 15- (388)، والسائل هو طلحةَ بن نافع القرشي، مولاهم، أبو سفيان الواسطي.

 

ستة وثلاثون ميلا، والميل كيلو ونصف تقريبا، أكثر من خمسين كيلو متر، يفر من الأذان حتى لا يسمع الصوت، وهذا في المدينة حيث لم يكن مكبرات صوت، ويفر هذه المسافة، فكيف اليوم؟ يؤذن المؤذن هنا من جهة الشرق والغرب والشمال والجنوب فإلى أين يصل فرار هذه الشياطين؟ نسأل الله السلامة.

 

وحتى لا يحرم غير المؤذنين الخير والفضل الذي هو للمؤذنين فليرددوا خلفهم يدركوهم، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، أَنَّ رَجُلًا، قَالَ: (يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ الْمُؤَذِّنِينَ يَفْضُلُونَنَا)، -كما سمعنا أن الخير الكثير للمؤذنين، فهم أكثر منا فضلا- فَقَالَ: رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "قُلْ كَمَا يَقُولُونَ فَإِذَا انْتَهَيْتَ فَسَلْ تُعْطَهْ". (د) 524 (ن) 9872، (حم) 6601، (حب) 1695، انظر صَحِيح التَّرْغِيبِ 256.

 

بعد الأذان اطلب من الله ما شئت إذا رددت خلفه، فاطلب من الله ما شئت تعطه.

عباد الله؛ وفي ختام هذه الخطبة مُنِع الأذان عبر التاريخ أكثر من مرة، وآخر ما قرأناه قبل هذه المرة من القانون اليهودي ما ذكره التاريخ أيام كمال أتا تورك، حيث منع الأذان باللغة العربية ستة عشر عاما، باسم العلمانية يقولون حرية، ثم أرجعوه مرة أخرى باسم العلمانية والحرية، إذن يرجع المسلمون؛ لأذانهم وبقي حتى الآن، فهل يمنعون الصلاة، فسيأتي وقت والله أعلم إن قدروا على ذلك، لكن الله بالمرصاد، ﴿ إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ ﴾ [الفجر: 14]، لمن يريد أن يمنع ذكر الله سبحانه وتعالى، ألا يكفي المسلمين ما هم فيه من بعد عن دين الله، من بعد عن الصلاة، من بعد عن الأذان، من بعد عن العبادة، يريدون إجبارهم؟! فالمسلم الفاسق العاصي البعيد عن الله؛ إذا سمع إنسانا يريد أن يجبره أن يبتعد الله يرجع إلى الله، وربما سمعتم من لا يصلي يؤذن من فوق مسجده، من فوق بيته، وهم لا يصلون، النصارى بعضهم كان يؤذن، فالمسألة مسألة سياسية تجري هنا وهناك ولكن الله بالمرصاد، فلا تحزنوا على ما فاتكم ولا تيأسوا، ولا تفقدوا الأمل والرجاء من عند الله سبحانه وتعالى إذا صححنا نياتنا.

 

ألا واعلموا عباد الله! أنه هناك صلوات لا ينادى لها بـأذان ولا إقامة، وإنما ينادى بالصلاة جامعة، أو الصلاة على الميت أو ما شابه ذلك وهي صلاة العيد والجنائز والاستسقاء، فهذه لا ينادي لها بالأذان، وإنما باتفاق بين الناس، ثم يجتمعون بعد ذلك في وقت معين.

 

عباد الله؛ رسول الله ما ترك لنا شاردة ولا واردة من الخير إلا ودلنا عليها، ألا فصلوا عليه، اللهم صل وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهديه إلى يوم الدين.

 

اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات، والمسلمين والمسلمات، الأحياء منهم والأموات، إنك سميع قريب مجيب الدعوات يارب العالمين.

اللهم اسقنا الغيث ولا تجعلنا من القانطين، اللهم اسقنا الغيث ولا تجعلنا من القانطين، اللهم اسقنا الغيث ولا تجعلنا من القانطين.

اللهم اسقنا غيثا مغيثا غدقا طبقا مجللا هنيئا مريئا، برحمتك يا أرحم الراحمين.

اغفر ولنا وارحمنا وعافنا واعف عنا، اللهم اغفر لنا ذنوبنا، وإسرافنا في أمرنا، وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين.

نستغفر الله، نستغفر الله، نستغفر الله، نستغفر الله العظيم الجليل الذي لا إله إلا هو الحي القيوم ونتوب إليه، نستغفر الله العظيم الجليل الذي لا إله إلا هو الحي القيوم ونتوب إليه، نستغفر الله العظيم الجليل الذي لا إله إلا هو الحي القيوم ونتوب إليه.

اللهم اغفر ولنا وارحمنا، وعافنا واعاف عنا، وبارك لنا فيما رزقتنا يارب العالمين.

وأنت يا أخي المؤذن أقم الصلاة؛ ﴿ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ ﴾ [العنكبوت: 45].





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • الأذان في الإسلام
  • احذروا يوم الأذان
  • أذكار الأذان
  • أخطاء شائعة في الأذان
  • أحكام الأذان

مختارات من الشبكة

  • من فضل ترديد الأذان: ترديد الأذان بصدق وإخلاص سبب لدخول الجنة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • باب فضل ترديد الأذان: الدعاء للنبي صلى الله عليه وسلم بعد الأذان سبب لنيل شفاعته(مقالة - آفاق الشريعة)
  • باب فضل ترديد الأذان: التهليل بعد الأذان سبب من أسباب مغفرة الذنوب(مقالة - آفاق الشريعة)
  • باب فضل الأذان: الأذان نجاة لصاحبه من النار(مقالة - آفاق الشريعة)
  • في استحباب الالتفات في الأذان والإقامة (الفرع الأول: استحباب الالتفات في الأذان)(كتاب - موقع الشيخ دبيان محمد الدبيان)
  • صفة الأذان والإقامة وحكمهما(مقالة - آفاق الشريعة)
  • أذربيجان: منع الأذان في مساجد العاصمة باكو(مقالة - المسلمون في العالم)
  • الأرجنتين: لأول مرة سماع الأذان في مقاطعة قرطبة(مقالة - المسلمون في العالم)
  • تشنيف الآذان في حكم الأذان (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • تشنيف الآذان بما ورد في فضل وآداب وأحكام الأذان (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 15/11/1446هـ - الساعة: 15:5
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب