• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    طريق لا يشقى سالكه (خطبة)
    عبدالله بن إبراهيم الحضريتي
  •  
    خطبة: مكانة العلم وفضله
    أبو عمران أنس بن يحيى الجزائري
  •  
    خطبة: العليم جلا وعلا
    الشيخ الدكتور صالح بن مقبل العصيمي ...
  •  
    في تحريم تعظيم المذبوح له من دون الله تعالى وأنه ...
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    كل من يدخل الجنة تتغير صورته وهيئته إلى أحسن صورة ...
    فهد عبدالله محمد السعيدي
  •  
    محاضرة عن الإحسان
    د. عطية بن عبدالله الباحوث
  •  
    ملامح تربوية مستنبطة من قول الله تعالى: ﴿يوم تأتي ...
    د. عبدالرحمن بن سعيد الحازمي
  •  
    نصوص أخرى حُرِّف معناها
    عبدالعظيم المطعني
  •  
    فضل العلم ومنزلة العلماء (خطبة)
    خميس النقيب
  •  
    البرهان على تعلم عيسى عليه السلام القرآن والسنة ...
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    الدرس السادس عشر: الخشوع في الصلاة (3)
    عفان بن الشيخ صديق السرگتي
  •  
    القرض الحسن كصدقة بمثل القرض كل يوم
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    الليلة التاسعة والعشرون: النعيم الدائم (2)
    عبدالعزيز بن عبدالله الضبيعي
  •  
    حكم مشاركة المسلم في جيش الاحتلال
    أ. د. حلمي عبدالحكيم الفقي
  •  
    غض البصر (خطبة)
    د. غازي بن طامي بن حماد الحكمي
  •  
    كيف تقي نفسك وأهلك السوء؟ (خطبة)
    الشيخ محمد عبدالتواب سويدان
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / منبر الجمعة / الخطب / الرقائق والأخلاق والآداب / في النصيحة والأمانة
علامة باركود

توقير الصحابة ( خطبة )

الشيخ عبدالله بن ناصر الزاحم

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 11/3/2014 ميلادي - 9/5/1435 هجري

الزيارات: 21720

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

توقير الصحابة


تاريخ الخطبة

11/1/1435هـ

اسم المدينة

القصب، المملكة العربية السعودية

اسم الجامع

جامع القصب القديم

 

الخطبة الأولى

الحمد لله وحده، نصر عبده، وأعز جنده، وهزم الأحزاب وحده، أحمده حمدا كثيرا كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، جلّ عن الشبيه وعن المثيل وعن النظير ﴿ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ﴾ [الشورى: 11]، وأشهد أن نبينا محمدًا عبده ورسوله؛ اصطفاه الله على العالمين، وفضَّله على الخلق أجمعين، وأنار به الطريق للسالكين، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه.....

 

أما بعد عباد الله:

فاتقوا الله تعالى حق تقواه، واعمروا قلوبكم بمحبته؛ ابتغاء رحمته ورضاه، وأحبوا أولياءه ووالوهم، وعادوا أعداءه ولا تُقرِّبوهم، واجعلوا حُبَّكم في الله، وبُغضَكم لله، فمن فعل ذلك وجد حلاوة الإيمان، وحظِيَ بولاية الرحمن ﴿ إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ * وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ ﴾ [المائدة: 55، 56].

 

أيها المسلمون:

يقول ابْنُ مَسْعُودٍ رضي الله عنه : (إِنَّ اللهَ نَظَرَ فِي قُلُوبِ الْعِبَادِ، فَوَجَدَ قَلْبَ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم خَيْرَ قُلُوبِ الْعِبَادِ، فَاصْطَفَاهُ لِنَفْسِهِ، فَابْتَعَثَهُ بِرِسَالَتِهِ، ثُمَّ نَظَرَ فِي قُلُوبِ الْعِبَادِ بَعْدَ قَلْبِ مُحَمَّدٍ، فَوَجَدَ قُلُوبَ أَصْحَابِهِ خَيْرَ قُلُوبِ الْعِبَادِ، فَجَعَلَهُمْ وُزَرَاءَ نَبِيِّهِ، يُقَاتِلُونَ عَلَى دِينِهِ).

 

فصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم بلا شك هم خير الأمة بعد نبيها عليه الصلاة والسلام، أجمع المسلمون على أنّهم رأسُ الأولياء وصفوةُ الأتقياء، وقدوةُ المؤمنين وأسوة المسلمين، جمَعوا بين العلم بما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين الجهادِ معه، شرّفهم الله بمشاهدة خاتَم أنبيائه وصُحبته في السّراء والضّرّاء، وبذلِهم أنفسَهم وأموالهم في الجهاد في سبيل الله، حتّى صاروا خِيرَةَ الخِيَرَة وأفضلَ القرون بشهادة المعصوم صلى الله عليه وسلم.

 

هم خيرُ الأمَم سابقِهم ولاحقهم، أولِّهم وآخرهم. أقاموا أعمدَة الإسلام وشادوا قصورَ الدّين، وقطعوا حبائلَ الشّرك، وأوصلوا دينَ الإسلام إلى أطرافِ المعمورة، هم أدقُّ النّاس فهمًا وأغزرُهم علمًا وأصدقهم إيمانًا وأحسنهم عملاً؛ كيف لا؟! وقد تربّوا على يدَي النبي صلى الله عليه وسلم ونهلوا من معينه الصّافي.

 

شهد الله جل وعلا بطهارة قلوبهم وصلاحها وصدقها وإخلاصها، واختارهم لصُحبةِ أفضلِ أنبيائه ورُسله ونُصرتِه، وحملِ دينه، وتبليغِ شريعته.

 

ملأ الله قلوبهم بالإيمان، وكرَّه لهم الكفر والفسق والمعاصي، وشهد لهم بالرشاد فقال تعالى: ﴿ وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُولَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ ﴾ [الحجرات: 7].

 

وشهد لهم بالإيمان الحق، فقال: ﴿ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا ﴾ [الأنفال: 74].

 

وعلِم عزَّ وجلَّ ما فيه قلوبهم من الإيمان واليقين، فأثابهم عليه: ﴿ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ ﴾ [الفتح: 18]، وبسكينة الله تعالى ازدادوا إيمانًا ويقينًا: ﴿ هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَعَ إِيمَانِهِمْ ﴾ [الفتح: 4].

 

وأخبر سبحانه عن استجابتهم لأمره حتى في الشدائد التي تميد بالقلوب: ﴿ الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ ﴾ [آل عمران: 172]، وثبتوا وزاد إيمانهم بهذا الثبات، ﴿ الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ ﴾ [آل عمران: 173].

 

ناصروا الرسول صلى الله عليه وسلم حين قلَّ النصير، وكانوا رُكنه وسنَدَهُ حين تخلَّى القريب، وكانوا حُماتَه حين تسلَّط العدو: ﴿ هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالمُؤْمِنِينَ ﴾ [الأنفال: 62]، وصفهم الله جل وعلا بالصدق في قولهم وفعلهم فقال عنهم: ﴿ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ الله وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ ﴾ [الحشر: 8].

 

هم أهل التقوى ﴿ وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى وَكَانُوا أَحَقَّ بِهَا وَأَهْلَهَا ﴾ [الفتح: 26]، وأهل الفلاح ﴿ لَكِنِ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ جَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ وَأُولَئِكَ لَهُمُ الْخَيْرَاتُ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾ [التوبة: 88]، وأهل الفوز ﴿ الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِنْدَ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ ﴾ [التوبة: 20]، وأهل الصدق والتصديق والثبات في أشد الساعات ﴿ وَلَمَّا رَأَى المُؤْمِنُونَ الأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا * مِنَ المُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا ﴾ [الأحزاب: 22، 23].

 

بهذه الصفات حَظوا برضوان الله تعالى: ﴿ وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴾ [التوبة: 100].

 

وكتاب الله عز وجل مليء بالآيات التي تزكيهم وتذكر فضلهم رضي الله عنهم؛ فكلُّ وصفٍ في القرآن مُدح به المؤمنون، فالصحابة أولى به، وكلُّ صفاتٍ أثنى الله تعالى على من اتَّصف بها من المؤمنين، فالصحابة هم أول من اتَّصف بها، وكلُّ فعلٍ مَدَح الله تعالى فاعله من هذه الأمة، فالصحابة أولُ من فعَله، فهم أولى بالمدح والثناء ممن بعدهم.

 

وقد بيَّن النبي صلى الله عليه وسلم فضلهم فقال: ((خَيْرُ النَّاسِ قَرْنِي، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ)) قال الراوي: فلا أدري أذَكرَ بعد قرنه قرنين أو ثلاثًا، وفي الصحيحين عن أبي سعيد الخدريّ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((لاَ تَسُبُّوا أَصْحَابِي، فَلَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ أَنْفَقَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا مَا بَلَغَ مُدَّ أَحَدِهِمْ وَلاَ نَصِيفَهُ))، فمهما أنفق المنفقون من قناطير الذهب والفضة في سبل الخير، فلن يبلغوا نفقة صحابي واحد أنفق مُدَّ طعام أو نصف مُدٍّ. وهم أمان الأمة من البدع والضلال والأهواء، وظهور أهل النفاق، وعُلو أهل الكفر على المؤمنين؛ كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : ((أَصْحَابِي أَمَنَةٌ لِأُمَّتِي، فَإِذَا ذَهَبَ أَصْحَابِي أَتَى أُمَّتِي مَا يُوعَدُونَ)).

 

فعِزُّ الأمةِ في خلافة الصحابة ليس كعِزِّهَا في خلافةِ غيرهم، واجتماعُها في وقتهم ليس كاجتماعِهَا بعدهم، وديانَتُهَا في قرنهم ليست كديانَتِها في القرون التي تلتهم.

 

ومعتقدُ أهلِ السُّنَّةِ والجماعة، محبةُ أصحابِ رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وعدمُ الإفراط أو التفريط في محبةِ أحدٍ منهم، ولا يذكرونهم إلا بالخير، ويشهدون لجميع المهاجرين والأنصارِ بالجنّة والرضوان والتّوبة والرحمة من الله، ويعتقدون ويوقنون أنّ من رأى النبيّ صلى الله عليه وسلم وشاهده وآمن به واتّبعه ولو ساعة من نهار أفضل ممّن لم يرَه ولم يشاهده.

 

ويترضَّوْن عنهم جميعاً، ويذكرون محاسنَهم، وينشرون فضائلهم، ويقتدون بهديِهم ويقتفون أثرهم، ويكفّون عمّا شجر بينهم، ولا يتتبّع هفواتِهم وزللَهم إلاّ مفتونٌ في قلبِه ودينه، وما حدث منهم فهم معذورون؛ إمّا مجتهدون مصيبون، وإمّا مجتهدون مخطِئون، وهي قليلة ومغفورة في جنب فضائلِهم ومحاسنهم.

 

لا يُسأل عن عدالة أحدٍ من الصّحابة، بل ذلك أمرٌ مفروغ منه؛ لكونِهم على الإطلاق معدَّلين بنصوص الكتاب والسنّة وإجماع من يُعتَدُّ به في الإجماع مِن الأمّة.

 

وخيرُ الصّحابة العشرةُ المبشرون بالجنة، وخيرُ هؤلاء العشرةِ الخلفاءُ الراشدون، وخيرهم أبو بكر وعمر، وثبت في صحيح البخاري عن محمد ابن الحنفية قال قلت لأبي- يعني علي بن أبي طالب رضي الله عنه - أيُّ صحابة النبي صلى الله عليه وسلم خير؟

 

قال: أبو بكر، قال: قلت: ثم مَنْ؟ قال عمر، قال: قلت: ثم أنت؟ قال: ما أنا إلا واحدٌ من المسلمين.

 

وثبت عنه رضي الله عنه أنه قال: لا يبلُغُني عن أحدٍ أنَّه يُفضِّلُنِي على أبي بكر وعمر إلا جلدتُّه حدَّ المفتري.

 

عباد الله:

علينا أن نعيَ تماماً أن الطَّعنَ في الصحابةِ أو في أحدهم طعنٌ في دين الله؛ لأن الطّعن في الناقل طعن في المنقول، والصّحابةُ رضي الله عنه هم الذين بلَّغُوا دين الله، وهم الذين نصحوا لعباد الله؛ فإذا طُعن في الصّحابة فالدين ذاتُه مطعونٌ فيه؛ ولهذا قال أبو زُرعة الرَّازي: (إذا رأيتم الرجل ينتقص أحداً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعلموا أنه زنديق؛ لأن القرآن حقّ والدّين حق وإنما أَدَّى إلينا ذلك الصحابة، وهؤلاء أرادوا أن يجرحوا شهودنا، فهم بالجرح أولى فهم زنادقة).

 

ومن كفَّر الصحابة أو فسَّقهم أو اتهمهم بالردة فلا شك في كفره؛ ومن قذف عائشة رضي الله عنها بما برَّأها الله منه كفر بلا خلاف.

 

ومسألة سبِّ الصحابة رضي الله تعالى عنهم من المسائل التي فيها تفصيل طويل، ومِنْ أحسن مَنْ فصَّل في هذه القضيَّة، شيخُ الإسلام ابنُ تيمية رحمه الله في آخر كتابه (الصارم المسلول على شاتم الرسول).

 

فواجب على الأمة أن تُوقِّرَ صحابةَ رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وتعرفَ قدرهم، فتوقيرُهم من تعظيمِ الله جل وعلا، ومن توقير النبي صلى الله عليه وسلم.

 

اللهم ارض عن صحابة نبيك أجمعين، واجزهم عنّا أفضل الجزاء وأعظَمَه، اللهم اعمر قلوبنا بمحبتهم، ووفقنا لاحترامهم ومعرفة قدرهم يا حيُّ يا قيّوم، ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غِلاً للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم.

 

أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه.....

 

الخطبة الثانية

الحمد لله حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه، كما يحب ربنا ويرضى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه، ومن اهتدى بهداهم إلى يوم الدين.

 

أما بعد عباد الله فاتقوا الله تعالى وأطيعوه، ﴿ وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 281].

 

أيها المسلمون:

يكفي أصحابُ محمد صلى الله عليه وسلم شرفًا أنهم مذكورون في الكتب المنزلة على الرُّسل، فذُكِروا في التوراة والإنجيل بأجلِّ وصفٍ، وأرفع ذكرٍ، ذكره الله في آخر سورة الفتح، فقال جل وعلا: ﴿ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ ﴾ [الفتح: 29].

 

عباد الله: لقد وقع في الصحابة رضي الله عنهم طائفتان من الناس:

الطائفة الأولى: الفرق الباطنية التي أسسها اليهود والفرس، حين قوَّضَ الصحابةُ رضي الله عنهم دُوَلهم، وحرَّروا البشر من تسلُّطِهم واستعبادهم، وتعبيدهم لغير الله تعالى، فامتلأت صدورهم وقلوبهم بالأحقاد، فعَمِدوا إلى الطَّعنِ في الصحابة؛ فاتهموهم بالكذب والخيانة، والرِّدة والنفاق، وهم أولى بهذه الأوصاف، وورَّثُوهَا مِنْ بَعْدِهِم لمِنْ خَلَفَهُم من فرق الضلال الذين يعادون أولياءَ الصحابةِ من أهل السنة والجماعة.

 

وأما الطائفة الثانية، فهم تلامذةُ المستشرقين، وذيولُ الغرب، ممن بهَرتهم الحضارة الغربية، فبذلوا دينهم وكرامتهم ومُروءتهم لها، فاتهموا الصحابة بالجهل، وضيق الأفق، وقِصَر النَّظَر، قَاتَلَ اللهُ الجهلَ وأهلَه، فحين يظُنُّ الجاهلُ أنه أصبح عالماً، وهو لا يعلمُ أنَّ أعظَمَ العلمِ العلمُ بالله تعالى، فمن حاز العلمَ بالله تعالى، حاز رأسَ العلم وأسَاسَه، وأشرفَهُ وأفضَلَه، وكانت كلُّ العلوم الأخرى تحتَه ودونَه وأقلَّ منه، وعِلْمُ الصحابةِ بالله تعالى لا يُدَانيهُ علمُ غيرِهِم به، سوى عِلْمُ الرُّسُلِ عليهم الصلاة والسلام، قال الإمام أحمد رحمه الله تعالى: فأدناهم صُحبةٌ هو أفضلُ من القرن الذين لم يروه، ولو لقوا الله بجميع الأعمال.

 

هذا وصلوا وسلموا رحمكم الله على رسول الله ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [الأحزاب: 56].





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • الاعتصام من الفتن ( خطبة )
  • برامج وأجهزة التواصل ( خطبة )
  • أعظم الفرائض ( خطبة )
  • حث النبي للصحابة على العبادة
  • مواقف من إنصاف وصفح الصحابة رضي الله عنهم (1)
  • صور من اعتدال الصحابة في الإنفاق والمعيشة
  • أوائل الصحابة
  • صحابة رسول الله رضي الله عنهم وأرضاهم
  • الصحابة أمنة للأمة (خطبة)

مختارات من الشبكة

  • توقير الكبير وبر الوالدين (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • توقير رسول الله صلى الله عليه وسلم (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • توقير الله وتعظيمه (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • وجوب توقير الصحابة رضي الله عنهم(مقالة - موقع د. محمود بن أحمد الدوسري)
  • شغف الصحابة بحب وتوقير المصطفى صلى الله عليه وسلم(مقالة - موقع الشيخ د. خالد بن عبدالرحمن الشايع)
  • شغف الصحابة بحب وتوقير المصطفى صلى الله عليه وسلم(محاضرة - موقع الشيخ د. خالد بن عبدالرحمن الشايع)
  • (مالكم لا ترجون لله وقارا) من أعظم التوقير إحسان الشكر(مقالة - آفاق الشريعة)
  • احترام العلماء وتوقيرهم: الجزاء من جنس العمل (أهل الحديث أنموذجا) (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم وتوقيره(مقالة - موقع د. محمود بن أحمد الدوسري)
  • احترام كبار السن وتوقيرهم في الإسلام(محاضرة - موقع د. علي بن عبدالعزيز الشبل)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 16:33
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب