• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    طريق لا يشقى سالكه (خطبة)
    عبدالله بن إبراهيم الحضريتي
  •  
    خطبة: مكانة العلم وفضله
    أبو عمران أنس بن يحيى الجزائري
  •  
    خطبة: العليم جلا وعلا
    الشيخ الدكتور صالح بن مقبل العصيمي ...
  •  
    في تحريم تعظيم المذبوح له من دون الله تعالى وأنه ...
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    كل من يدخل الجنة تتغير صورته وهيئته إلى أحسن صورة ...
    فهد عبدالله محمد السعيدي
  •  
    محاضرة عن الإحسان
    د. عطية بن عبدالله الباحوث
  •  
    ملامح تربوية مستنبطة من قول الله تعالى: ﴿يوم تأتي ...
    د. عبدالرحمن بن سعيد الحازمي
  •  
    نصوص أخرى حُرِّف معناها
    عبدالعظيم المطعني
  •  
    فضل العلم ومنزلة العلماء (خطبة)
    خميس النقيب
  •  
    البرهان على تعلم عيسى عليه السلام القرآن والسنة ...
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    الدرس السادس عشر: الخشوع في الصلاة (3)
    عفان بن الشيخ صديق السرگتي
  •  
    القرض الحسن كصدقة بمثل القرض كل يوم
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    الليلة التاسعة والعشرون: النعيم الدائم (2)
    عبدالعزيز بن عبدالله الضبيعي
  •  
    حكم مشاركة المسلم في جيش الاحتلال
    أ. د. حلمي عبدالحكيم الفقي
  •  
    غض البصر (خطبة)
    د. غازي بن طامي بن حماد الحكمي
  •  
    كيف تقي نفسك وأهلك السوء؟ (خطبة)
    الشيخ محمد عبدالتواب سويدان
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / منبر الجمعة / الخطب / الرقائق والأخلاق والآداب / في النصيحة والأمانة
علامة باركود

الغفلة عن ذكر الله ( خطبة )

الغفلة عن ذكر الله ( خطبة )
الشيخ إبراهيم المشهداني

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 5/2/2014 ميلادي - 4/4/1435 هجري

الزيارات: 225718

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الغفلة عن ذكر الله [*]


أيها المسلمون:

قال تعالى في محكم التنزيل بسم الله الرحمن الرحيم ﴿ اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ * مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ * لَاهِيَةً قُلُوبُهُمْ وَأَسَرُّوا النَّجْوَى الَّذِينَ ظَلَمُوا هَلْ هَذَا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ أَفَتَأْتُونَ السِّحْرَ وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ * قَالَ رَبِّي يَعْلَمُ الْقَوْلَ فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ﴾ [الأنبياء: 1 - 4].


إن الغفلة هي عدم الانتباه أو التجاهل، أو التناسي والنسيان، وهي صفة بشرية وجب الاحتياط منها، وعدم الوقوع فيها، والانتباه أن المحاسب غير غافل. قال تعالى في سورة هود: ﴿ وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ ﴾ [هود: 123] ومن اتصف بالغفلة هو غافل والغافل مفرط. قال تعالى: ﴿ وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا ﴾ [الكهف: 28]، بل هو كالأنعام ﴿ وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ ﴾ [الأعراف: 179]، وقد لا ينتبه الغافل حتى يفاجأ بالموت والحساب. قال تعالى ﴿ وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ ﴾ [الزمر: 55].


أيها المسلمون:

إن التفريط في جنب الله اليوم هو حال الأمة، لقد نسيت الدار الآخرة والجزاء والحساب، وأصبح المسلمون وأضحوا وأمسوا وباتوا لا يفكرون إلا في الدنيا وشهواتها، لقد أغوتهم وأنستهم ذكر الله. روى عمرو بن عوف: أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث أبا عبيدة إلى البحرين فأتى بجزيتها، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم صالح أهل البحرين وأمَّر عليهم العلاء بن الحضرمي، فقدم أبو عبيدة بمال من البحرين، فسمعت الأنصار بقدوم أبي عبيدة، فوافوا صلاة الفجر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم انصرف، فتعرضوا له، فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم حين رآهم ثم قال: أظنكم سمعتم أبا عبيدة قدم بشيء من البحرين؟ قالوا: أجل يا رسول الله، قال: فأبشروا وأمّلوا ما يسركم، فوالله ما الفقر أخشى عليكم، ولكن أخشى عليكم أن تُبْسَط عليكم الدنيا كما بسطت على من كان قبلكم، فتنافسوا فيها كما تنافسوها، فتهلككم كما أهلكتهم)، هذا وهم - رضي الله عنهم - كانوا في فاقة شديدة، وحاجة ماسة لا يملكون من متاع الدنيا إلا ما يسد الرمق، ويستر العورة، وسقف يؤويهم فما هو حالنا نحن؟

وما الدُنيَا وإن كثُرت وطابَت
بها اللذاتُ إلا كالسَرابِ
يمُرُ نعيمُها بعدُ اِلتذاذِ
ويمضِي ذاهبًا مرّ السحابِ

 

روي أن عيسى عليه السلام رأى الدنيا وهي على صورة عجوز هرمة فقال لها: كم كان لك من زوج؟ فقالت: لا يحصون كثرة، فقال عيسى: ماتوا أم طلقوك؟ فقالت: بل أنا قتلتهم وأفنيتهم، فقال: يا عجبًا ومن دواهيك هذا صنعك بأهلك وهم فيك راغبون، وعليك يقتتلون، وبمن مضى لا يعتبرون.


معاشر الأحبة:

لقد وصف الله الدنيا فقال ﴿ اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ * سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ﴾ [الحديد: 20، 21].

 

أيها المسلمون: إن من اعظم أسباب الغفلة التي نحن فيها:

• الانشغال التام بالدنيا، فكثير من الناس لا يجد وقتا للراحة لكثرة الأشغال الدنيوية، والتوسع في المباحات، فإذا حصل هذا تنوسيت الدار الآخرة.


• ومنها الاقتصار على بعض مظاهر التدين، حيث يعتقد بعض الناس أنهم إذا أدوا بعض إشكال التدين فقد نجحوا وسلموا، وهذا منهم يؤدي إلى الغفلة، والدين كامل لا نقص فيه قال تعالى: ﴿ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ﴾ [الأنعام: 38]، فليس من الدين في العبادات فقط، أو في المعاملات، أو في السلوك والأخلاق، أو في الإعمال الاجتماعية، والسياسية، أو الاقتصادية، بل الدين يشمل ذلك كله، حتى إذا أدى الإنسان العبادة بغير روح فلا تعتبر عبادة جاء في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رجلاً دخل المسجد ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس فيه فرد عليه السلام، ثم قال له: ارجع فصل فإنك لم تصل. فرجع فصلى كما صلى، ثم جاء فسلم على النبي صلى الله عليه وسلم فرد عليه السلام ثم قال: ارجع فصل فإنك لم تصل، فرجع فصلى كما صلى، ثم جاء فسلم على النبي صلى الله عليه وسلم فرد عليه السلام، وقال: ارجع فصل فإنك لم تصل ثلاث مرات، فقال في الثالثة: والذي بعثك بالحق يا رسول الله ما أحسن غيره فعلمني. فقال صلى الله عليه وسلم: إذا قمت إلى الصلاة فكبر، ثم اقرأ ما تيسر معك من القرآن، ثم اركع حتى تطمئن راكعاً، ثم ارفع حتى تعتدل قائماً، ثم اسجد حتى تطمئن ساجداً، ثم اجلس حتى تطمئن جالساً، ثم اسجد حتى تطمئن ساجداً، وافعل ذلك في صلاتك كلها وفي الحديث الصحيح (إن الرجل لينصرف، وما كتب له إلا عُشر صلاته، تُسعها، ثُمنها، سُبعها، سُدسها، خُمسها، ربُعها، ثُلثها، نُصفها [رواه أبو داود والنسائي، والزكاة كذلك لها آداب من أي المال يؤدي الزكاة، والصوم مثله (فرب صائم حظه من الصيام الجوع والعطش)، (ورب قائم حظه من القيام السهر والتعب) والحج كذلك:

إذا حججت بمال أصله سحت
فما حججت ولكن حجت العير

 

وكلما زادت رغبة الفرد في ملذات الدنيا أوصلته إلى مكروهاتها، ومن ثم الى محرماتها، سأل علي رضي الله عنه ابنه الحسن رضي الله عنه عن الغفلة فقال: (الغفلة ترك المسجد وطاعتك المفسد).


ومن الناس من يغالط نفسه ويقول أنا إلا اغتاب الناس، ولا أكذب عليهم، ولا غشهم ولا فعل، وبعد ذلك يقول انظروا إلى المصلي فلان الكذاب الغشاش، أو يقول أنا لأصلي لأقوم بمثل أعمال أولئك الحجاج المصلين، وهذه دعوى باطلة، فنقول له أنت لا تغش وصل تكن خيرا منه، ﴿ وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَإِنْ تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلَى حِمْلِهَا لَا يُحْمَلْ مِنْهُ شَيْءٌ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى إِنَّمَا تُنْذِرُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَمَنْ تَزَكَّى فَإِنَّمَا يَتَزَكَّى لِنَفْسِهِ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ ﴾ [فاطر: 18]، وربما يقوم السكين برعاية الأيتام والإحسان إلى الأرامل والمحتاجين وهو لا يصلي، جاء في الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إن أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة من عمله صلاته فإن صلحت فقد أفلح وأنجح وإن فسدت فقد خاب وخسر فإن انتقص من فريضته شيء قال الرب عز وجل انظروا هل لعبدي من تطوع فيُكَمَّلَ بها ما انتقص من الفريضة ثم يكون سائر عمله على ذلك).


• من أسباب الغفلة عدم إدراك قيمة النعم، والنعمة تحتاج الى شكر قال الله تعالى ﴿ وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ ﴾ [إبراهيم: 7]، ويقول سيدنا سليمان عليه السلام بعد تلك النعم التي وهبه الله إياها (قال هذا من فضل ربي ليبلوني ءأشكر أم أكفر ومن شكر فإنما يشكر لنفسه ومن كفر فإن ربي غني كريم).


فعلى الإنسان ان لا يغيب عنه ان الله قد أحاط بكل شيء علما، وهو المستحق لجميع المحامد، ويعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور، وليتذكر خَوْلة بنت ثعلبة، والتي جاءت تشكي زوجها أَوْس بن الصامت - رضي الله عن الصحابة جميعاً - إلى رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم -؛ فقد روى البخاريّ عن عائشة - رضي الله عنها - أنها قالت: "الْحَمْد لِلَّهِ الَّذِي وَسِعَ سَمْعه الأصْوَات، لَقَدْ جَاءَتْ الْمُجَادِلَة تَشْكُو إِلَى رَسُول اللَّه -صلى الله عليه وسلم-، وَأَنَا فِي نَاحِيَة الْبَيْت مَا أَسْمَع مَا تَقُول، فَأَنْزَلَ اللَّه عَزَّ وَجَلَّ: ﴿ قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا ﴾ [المجادلة: 1].


وهذا موسى عليه السلام خطب يوما فسئل هل يوجد منه واعلم منك فنفى وجود ذلك، فبعثه الله ليتعلم من الخضر عليه السلام ثم ننظر رزق الله (ما عنكم ينفذ وما عند الله باق).


وفي الحديث القدسي (عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه عز وجل أنه قال: -يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي، وجعلته بينكم محرماً فلا تظالموا، يا عبادي كلكم ضال إلا من هديته فاستهدوني أهدكم، يا عبادي كلكم جائع إلا من أطعمته فاستطعموني أطعمكم، يا عبادي كلكم عارٍ إلا من كسوته فاستكسوني أكسكم، يا عبادي إنكم تخطئون بالليل والنهار وأنا أغفر الذنوب جميعاً فاستغفروني أغفر لكم، يا عبادي إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني، يا عبادي، لو أن أولكم و آخركم، وإنسكم وجنكم كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئاً، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أفجر قلب رجل واحد منكم ما نقص ذلك في ملكي شيئاً، يا عبادي لو أن أولكم و آخركم وإنسكم وجنكم قاموا على صعيد واحد فسألوني فأعطيت كل واحد مسألته ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر، يا عبادي إنما هي أعمالكم أحصيها لكم ثم أوفيكم إياها فمن وجد خيراً فليحمد الله ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه) - رواه مسلم، فالذي يؤمن بما عند الله لا يغفل.


من أسباب الغفلة أيها المسلمون: التسويف وهو مرض خطير، وهو من أعمال إبليس، يقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه (القوة في إلا تؤخر عمل اليوم إلى الغد) وقال سهل بن عبدالله (الجاهل ميت، والناسي نائم، والعاصي سكران، والمصر هالك، والإصرار هو التسويف).


ومعنى التسويف هو ان يقول أتوب غدا، وهذا كيف يتوب غدا وغدا لا يملكه وفي الحديث عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

فال: (بَادِرُوا بِالْأَعْمَالِ سَبْعًا: هَلْ تَنْتَظِرُونَ إِلَّا فَقْرًا مُنْسِيًا، أَوْ غِنًى مُطْغِيًا، أَوْ مَرَضًا مُفْسِدًا، أَوْ هَرَمًا مُفَنِّدًا، أَوْ مَوْتًا مُجْهِزًا، أَوْ الدَّجَّالَ؛ فَشَرُّ غَائِبٍ يُنْتَظَرُ، أَوْ السَّاعَةَ؛ فَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ؟).


ان الشيطان يجعلك تعيش مع سوف، مع الطالب حتى يحصل على الشهادة ثم يتفرغ للعبادة، ومع الأعزب حتى يتزوج، ومع الغنى حتى يكمل مشروعه، ومع الفلاح حتى ينتهي موسم الحصاد، وهكذا يؤخر الناس عن التوبة والزرع والحصاد وعمل الخير.

إذا أنت لم تزرع وأبصرت حاصدا
ندمت على التفريط في زمن البذرِ

 

قال تعالى ﴿ وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ * وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ * حَتَّى إِذَا جَاءَنَا قَالَ يَا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ ﴾ [الزخرف: 36 - 38].


فأيها الناس تفرغوا من هموم الدنيا ما استطعتم إلى ذلك سبيلا، واجعلوا همكم في آخرتكم التي ستتنقلون اليها، وآثروا ما يبقى على ما يفنى، واعملوا وادخروا من الباقات الصالحات، واحذروا من التسويف فهو من أبواب الشيطان ومن السيئات، ﴿ الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا ﴾ [الكهف: 46].


أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين، وطوبى لمن وجد في صحفيته استغفار كثيرا، وصلاة على الحبيب المختار محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله والصحب الأبرار.



[*] طريقة الشيخ في إعداد الخطبة كما ترى تعتمد على الإعداد الجيد للخطبة، ومحاولة أن تكون الخطبة واضحة المعاني، وتتوفر فيها العناصر اللازمة من وحدة الموضوع، ووضوح الهدف وربطها بحاضر الواقع (فقه الواقع)، وللشيخ دفتر خاص يقوم بتسجيل ما يعجبه من آداب وأشعار، ويفهرسه حسب موضوعه فتجتمع لديه العديد من الفوائد والفرائد، وبما يملكه هو من مهارات لغوية، واطلاع واسع بالعلوم الشرعية والأدبية، ومن كتب الأدباء الذين جمعوا بين التوجه الإسلامي الصحيح، والمقدرات الأدبية العالية، وهو مع ذلك يستشير طلبته والمقربين منه حول ما يصلح وما لا يصلح، وبعد الانتهاء من الخطبة يسألهم عما تعلموه وانتفعوا من توجيهه وخطبته ومواعظه.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • الغفلة... عندما تصيب الدعاة!!
  • مظاهر الغفلة في حياتنا المعاصرة
  • العقيدة والغفلة
  • مرض الغفلة والإعراض
  • التحذير من الغفلة في الصلاة
  • الغفلة .. السلاح الفتاك
  • الغفلة عن الموت
  • الغفلة المحمودة والغفلة المذمومة
  • التحذير عما يشغل عن ذكر الله (خطبة )
  • الغفلة
  • الحث على ذكر الله والتحذير من الإعراض عنه
  • السعادة في ذكر الله تعالى
  • مواعظ في الغفلة عن ذكر الله

مختارات من الشبكة

  • احذروا الغفلة ( دراسة لمواضع الغفلة في القرآن PDF )(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • الصوم علاج الغفلة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الدرس التاسع: الغفلة(مقالة - ملفات خاصة)
  • الغفلة: أسبابها وعلاجها(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تحذير الصفوة من أدران الغفلة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • ذكر الله جل جلاله بين الغفلة وضدها(مقالة - آفاق الشريعة)
  • أسباب الغفلة (خطبة)(مقالة - موقع الشيخ إبراهيم بن محمد الحقيل)
  • آثار الغفلة (خطبة)(مقالة - موقع الشيخ إبراهيم بن محمد الحقيل)
  • تحذير الوسنان من الغفلة عن رمضان (خطبة)(مقالة - ملفات خاصة)
  • داء الغفلة (خطبة)(مقالة - موقع الشيخ إبراهيم بن محمد الحقيل)

 


تعليقات الزوار
6- شكرا لكم
عبدالله - السعودية 06-11-2020 09:43 AM

ما شاء الله جزاكم الله خير الجزاء

5- شكر وتقدير
محمد بقير - تونس 24-08-2019 01:55 PM

ما شاء الله اللهم اجعلها في ميزان حسناتك، اللهم لا تجعلنا من الغافلين وأجرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة.

4- ما شاء الله
Wagih - مصر 25-01-2019 07:48 AM

ماشاء الله
اللهم لا تجعلنا من الغافلين

3- شكر
محمد - سوريا 29-05-2017 09:22 AM

جزاكم الله كل خير

2- شكر
خليفة بايزيد - الجزائر - تقرت 19-11-2016 03:49 AM

جزى الله كل القائمين على هذه الشبكة وجزى الشيخ عن هذه الخطبة الرائعة ونسأل الله تعالى أن ينقدنا من غفلتنا آمين يا رب العالمين لا تنسونا من دعائكم أخوكم خليفة بايزيد الجزائر

1- شكر وتقدير
منصور عشري - مصر 28-10-2016 11:13 AM

ما شاء الله اللهم أجعلها في ميزان حسناته وأجزه عنا خير الجزاء خطبه رائعة جدا

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 0:55
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب