• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    تحريم صرف شيء من مخلوقات الله لغيره سبحانه وتعالى
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    الله يخلف على المنفق في سبيله ويعوضه
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    الحذر من عداوة الشيطان
    د. عبدالرحمن بن سعيد الحازمي
  •  
    حث النساء على تغطية الصدور ولو في البيوت
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    حكم صيام عشر ذي الحجة
    أ. د. حلمي عبدالحكيم الفقي
  •  
    إمام دار الهجرة (خطبة)
    ساير بن هليل المسباح
  •  
    يوم عرفة وطريق الفلاح (خطبة)
    حسان أحمد العماري
  •  
    العشر مش مجرد أيام... هي فرص عمر
    محمد أبو عطية
  •  
    الدرس الثاني والعشرون: تعدد طرق الخير
    عفان بن الشيخ صديق السرگتي
  •  
    الموازنة بين الميثاق المأخوذ من الأنبياء عليهم ...
    د. أحمد خضر حسنين الحسن
  •  
    أفضل أيام الدنيا: العشر المباركات (خطبة)
    وضاح سيف الجبزي
  •  
    دلالة القرآن الكريم على أن الأنبياء عليهم السلام ...
    د. أحمد خضر حسنين الحسن
  •  
    عظيم الأجر في الأيام العشر
    خميس النقيب
  •  
    فضل التبكير إلى الصلوات (1)
    د. أمين بن عبدالله الشقاوي
  •  
    أحب الأعمال في أحب الأيام (خطبة)
    الشيخ عبدالله محمد الطوالة
  •  
    مدى مشروعية طاعة المعقود عليها للعاقد في طلب ...
    محمد عبدالرحمن صادق
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / منبر الجمعة / الخطب / الرقائق والأخلاق والآداب / في النصيحة والأمانة
علامة باركود

الأعمال الصالحات طريق إلى الجنات العاليات

الأعمال الصالحات طريق إلى الجنات العاليات
الشيخ فؤاد بن يوسف أبو سعيد

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 29/6/2019 ميلادي - 25/10/1440 هجري

الزيارات: 14843

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الأعمال الصالحات طريق إلى الجنات العاليات

 

إن الحمد لله؛ نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.

 

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102].

 

﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً ﴾ [النساء: 1].

 

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً ﴾ [الأحزاب: 70 – 71].

 

أما بعد: فإن أصدق الحديث كتابُ الله، وخيرَ الهديِ هديُ محمد صلى الله عليه وسلم، وشرَّ الأمورِ محدثاتُها، وكلَّ محدثةٍ بدعة، وكلَّ بدعة ضلالة، وكلَّ ضلالةٍ في النار، أعاذني الله وإياكم وسائر المسلمين من النار، ومن كل عمل يقرب إلى النار، اللهم آمين.

 

الأعمال الصالحات، والعبادات الخالصات، تؤدي إلى الدرجات الرفيعات، والجنات العاليات، قال سبحانه: ﴿ مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ ﴾ [غافر: 40].

 

الأعمال الصالحات عشناها في رمضان، وإن انتهى شهر رمضان فلم تنتهِ الأعمال الصالحة التي كنا نفعلها فيها، فالعمرة في رمضان كحجة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، القيام والصلاة في رمضان لم تنتهِ بعد رمضان، الصدقات والزكوات والإنفاق والعطاء والجود لم ينتهِ بعد رمضان إن شاء الله، التلاوة والذكر وقراءة القرآن آناء الليل وأطراف النهار زدناه في رمضان لكنه لم ينقطع بعد رمضان. هذا لمن أراد الجنات والدرجات العاليات.

 

ومن هذه الأعمال الصالحات؛ عندما انتهى شهر رمضان بدأ هلال شوال، وهلال شوال أول أشهر الحج، والحج من الأعمال الصالحات، فبعدَ أن تحجَّ الفرضيةَ يا عبد الله؛ أَكثِر وتابِع بين الحجِّ والعمرة، فعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ("تَابِعُوا بَيْنَ الْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ، فَإِنَّهُمَا يَنْفِيَانِ الْفَقْرَ وَالذُّنُوبَ كَمَا يَنْفِي الْكِيرُ خَبَثَ الْحَدِيدِ وَالذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ، وَلَيْسَ لِلْحَجِّ الْمَبْرُورِ ثَوَابٌ إِلَّا الْجَنَّةُ"). (س) (2631)، (ت) (810).

 

بعضهم يجبن عن ملاقاة الأعداء، ويضعف عن جهاد المعتدين، فالحج يعوض ذلك، كما ثبت ذلك عَنِ الْحُسَيْنِ بن عَلِيًّ رضي الله -عنهما- قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: (إِنِّي جَبَانٌ، وَإِنِّي ضَعِيفٌ)، قَالَ: ("أَلَا أَدُلُّكَ عَلَى جِهَادٍ لَا شَوْكَةَ فِيهِ؟!")، قَالَ: (بَلَى)، قَالَ: ("الْحَجُّ"). (طس) (4287)، انظر صَحِيح الْجَامِع: (2611).

 

فإن تعذرّ ذلك؛ فأكثِر من عبادة الصيام، ومنها بعد رمضان؛ صومُ ستٍّ من شوال، فعَنْ أَبِي أَيُّوب الْأَنْصَارِيِّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ("مَنْ صَامَ رَمَضَانَ، ثُمَّ أَتْبَعَهُ سِتًّا مِنْ شَوَّالٍ؛ كَانَ كَصِيَامِ الدَّهْرِ"). (م) 204- (1164).

 

وصوم الاثنين والخميس، وثلاثة أيام من كل شهر، فعَنْ قَتَادَةَ بْنِ مِلْحَانَ الْقَيْسِيِّ رضي الله عنه قَالَ: (كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَأمُرُنَا بِصَوْمِ أَيَّامِ اللَّيَالِي الْغُرِّ الْبِيضِ: ثَلَاثَ عَشْرَةَ، وَأَرْبَعَ عَشْرَةَ، وَخَمْسَ عَشْرَةَ)، وَقَالَ: ("هُنَّ كَصَوْمِ الدَّهْرِ"). (س) (2430)، (2432)، جة (1707)، (د) (2449).

 

وصوم يوم عرفة وعاشوراء، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ رضي الله -تعالى- عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ("صَوْمُ يَوْمِ عَرَفَةَ يُكَفِّرُ سَنَتَيْنِ، مَاضِيَةً وَمُسْتَقْبَلَةً، وَصَوْمُ عَاشُورَاءَ، يُكَفِّرُ سَنَةً مَاضِيَةً"). (حم) (22535).

 

فالصوم عبادة تدل على تقوى الصائم، وهذا يباعده عن نار جهنم، فعَن أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ("مَنْ صَامَ يَوْمًا فِي سَبِيلِ اللهِ؛ بَاعَدَ اللهُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ النَّارِ بِذَلِكَ الْيَوْمِ سَبْعِينَ خَرِيفًا"). (خ) (2840)، (م) 168- (1153)، أي: سبعين عاما، وفي رواية: ("مَسِيرَةَ مِائَةِ عَامٍ"). (س) (2254).

 

وفي رواية: ("جَعَلَ اللهُ بَيْنَهُ") -أي: بين هذا الصائم- ("وَبَيْنَ النَّارِ خَنْدَقًا كَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ"). (ت) (1624).

 

فإن ضعُفت البُنْيَةُ عن تحمل الصوم، وضعف الجسم عن احتمال الجوع، فأنفق مما آتاك الله جلَّ جلالُه، بعد أداء الزكوات المفروضة، تصدق على المحتاجين، وأنفق على الأهل والأقربين، وساهم في سبل الخير من مساجد ومدارس، ومشاف وعيادات، وحفر الآبار وتحلية المياه...

 

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: («مَنْ أَنْفَقَ زَوْجَيْنِ") -أي: نوعين من أنواع المال تمتلكه- ("فِي سَبِيلِ اللَّهِ، دَعَتْهُ") -أي: نادته- ("خَزَنَةُ الجَنَّةِ، أَيْ فُلُ") أي: يا فلان يدعونه باسمه، ("هَلُمَّ»)، -أي: أقبل من ها هنا،- فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: (ذَاكَ الَّذِي لاَ تَوَى عَلَيْهِ)، أي: لا بأس عليه، ولا هلاك عليه. قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: («أَرْجُو أَنْ تَكُونَ مِنْهُمْ»). (خ) (3216).

 

فإن كنت أنت من أهل العوز والحاجة، ولا تملك أموالاً للزكوات والصدقات والنفقات، فلن تعدم عبادةً محبوبة لله، وطاعةً تقربك من الرحمن سبحانه، ألا وهي الصلاة، فبعد المحافظة على الصلوات الخمس المفروضات، هناك مجال واسع لأداء العبادة، منها؛ السنن الرواتب، كركعتي الفجر، وأربعٍ قبل الظهر وأربع بعدها، واثنتين بعد المغرب، واثنتين بعد العشاء.

 

والسنن ذوات الأسباب، كركعتي سنة الوضوء، وسنة الطواف، وتحية المسجد، والاستسقاء، والكسوف، ونحو ذلك.

 

وهناك السنن النوافل، كصلاة الضحى وأقلها ركعتان وأكثرها ثمان، وكصلاة القيام، وغيرها.

 

عَنْ أُمِّ حَبِيبَةَ بِنْتِ أَبِي سُفْيَانَ, زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم -رضي الله عنها وعن أبيها-، قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: ("مَنْ صَلَّى فِي يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ ثِنْتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةً") ("تَطَوُّعًا") ("سِوَى الْفَرِيضَةِ")، (بَنَى اللهُ لَهُ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ")، وفي رواية: ("مَنْ ثَابَرَ عَلَى اثْنَتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةً فِي الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ، دَخَلَ الْجَنَّةَ)؛ (أَرْبَعًا قَبْلَ الظُّهْرِ، وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَهَا، وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَ الْمَغْرِبِ، وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَ الْعِشَاءِ، وَرَكْعَتَيْنِ قَبْلَ صَلَاةِ الْفَجْرِ")، (قَالَتْ أُمُّ حَبِيبَةَ: فَمَا تَرَكْتُهُنَّ مُنْذُ سَمِعْتُهُنَّ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم). (م) 101- (728)، 103- (728).

 

عبد الله؛ لا تضيع الصلاة، وتضييع الصلاة يكون بتركها مطلقًا، حتى يفوت وقتها، وتفويت الصلاة وتضييعها يكون بالإخلال بشروطها أو واجباتها، فقد صح عَنْ تَمِيمٍ الدَّارِيِّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ("إِنَّ أَوَّلَ مَا يُحَاسَبُ بِهِ الْعَبْدُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ عَمَلِهِ صَلَاتُهُ، فَإِنْ صَلَحَتْ، فَقَدْ أَفْلَحَ وَأَنْجَحَ، وَإِنْ فَسَدَتْ، فَقَدْ خَابَ وَخَسِرَ").

 

وفي رواية: ("فَإِنْ صَلَحَتْ، صَلَحَ لَهُ سَائِرُ عَمَلِهِ، وَإِنْ فَسَدَتْ فَسَدَ سَائِرُ عَمَلِهِ")، ("فَإِنْ أَكْمَلَهَا كُتِبَتْ لَهُ نَافِلَةٌ")، -أكمل الفريضة ما زاد عليها تكتب له نوافل،- ("وَإِنْ كَانَ انْتُقِصَ") -أي: من الفريضة فيها خلل انتقص- ("مِنْ فَرِيضَتِهِ شَيْءٌ، قَالَ الرَّبُّ عزّ وجلّ: انْظُرُوا هَلْ تَجِدُونَ لِعَبْدِي مِنْ تَطَوُّعٍ يُكَمِّلُ لَهُ مَا انْتَقَصَ مِنْ فَرِيضَتِهِ؟) -فيبحثون عن الرواتب، ويبحثون عن النوافل-، (فَإِنْ كَانَ لَهُ تَطَوُّعٌ، قَالَ: أَتِمُّوا لِعَبْدِي فَرِيضَتَهُ مِنْ تَطَوُّعِهِ)، (ثُمَّ يُفْعَلُ بِسَائِرِ الْأَعْمَالِ الْمَفْرُوضَةِ مِثْلُ ذَلِكَ"). (ت) (413)، (جة) (1425)، (1426).

 

عبد الله؛ انفَعِ الناسَ، بمالك أو بجهدك، أو بنصيحتك، وتعاون معهم على الخير، فعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "أَحَبُّ الْعبادِ إلى اللهِ؛ أَنْفَعُهُمْ لِعِيَالِهِ". أخرجه (عبد الله في زوائد الزهد)، (طب) (10033)، وقَالَ تَعَالَى: ﴿ وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ﴾. [المائدة: 2].

 

وَعَنْ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ومَنْ فَرَّجَ عَنْ مُسلمٍ كُرْبةً فَرَّجَ اللَّهُ عَنْهُ بها كُرْبةً مِنْ كُرَبِ يوم القيامةِ.

 

خالق الناس بخلق حسن، فعَنْ أَبِي ذَرٍّ رضي الله عنه قَالَ: (قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ أَوْصِنِي!) فَقَالَ: ("اتَّقِ اللهَ حَيْثُمَا كُنْتَ، وَأَتْبِعْ السَّيِّئَةَ الْحَسَنَةَ تَمْحُهَا")، وفي رواية: ("إِذَا عَمِلْتَ سَيِّئَةً، فَاعْمَلْ حَسَنَةً، فَإِنَّهَا عَشْرُ أَمْثَالِهَا")، ("وَخَالِقِ النَّاسَ بِخُلُقٍ حَسَنٍ"). (حم) (21403).

 

فإن ضعفت عن العمل الصالح؛ فكف شرك وأذاك عن الناس، فعَنْ أَبِي ذَرٍّ، قَالَ: (قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَيُّ الْأَعْمَالِ أَفْضَلُ؟) قَالَ: «الْإِيمَانُ بِاللهِ وَالْجِهَادُ فِي سَبِيلِهِ» قَالَ: (قُلْتُ: أَيُّ الرِّقَابِ أَفْضَلُ؟) قَالَ: «أَنْفَسُهَا عِنْدَ أَهْلِهَا وَأَكْثَرُهَا ثَمَنًا»، قَالَ: (قُلْتُ: فَإِنْ لَمْ أَفْعَلْ؟) -يعني ليس عندي هذا الشيء.- قَالَ: «تُعِينُ صَانِعًا أَوْ تَصْنَعُ لِأَخْرَقَ»، -يعني لا يحسن الصناعة،- قَالَ: (قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَرَأَيْتَ إِنْ ضَعُفْتُ عَنْ بَعْضِ الْعَمَلِ؟) قَالَ: «تَكُفُّ شَرَّكَ عَنِ النَّاسِ فَإِنَّهَا صَدَقَةٌ مِنْكَ عَلَى نَفْسِكَ». (م) 136- (84).

 

تكف شر لسانك وشر بنانك، وشر يدك وشر رجلك، وشر عينك، كل الشرور التي تنبثق من جوارحك كفها يا عبد الله، فهي صدقة منك على نفسك.

 

أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم.

 

الخطبة الآخرة

الحمد لله، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة مهداة للعالمين كافة، وعلى آله وصحبه ومن والاه واهتدى بهداه إلى يوم الدين، أما بعد:

 

عبد الله؛ أين أنت؟ وأين أنا عندما ينادي المنادي يوم القيامة: أين أهل الصلاة؟ أين أهل الحج والعمرة؟ أين الصائمون؟ أين أهل الإنفاق والعطاء والجود والكرم؟ أين ذوو الأخلاق والمعاملة الحسنة؟ أين أهل الخير والنفع للناس؟ من سيقوم إلا هؤلاء الناس؟

 

﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [النحل: 97].

 

فإن كنت ترغب وتطمح في أن تكون أقربَ المسلمين مجلسًا من رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فحسِّن خُلُقَك مع الناس، حسِّن أخلاقك مع الناس عموما، ومع المسلمين خصوصاً، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ("أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِأَحَبِّكُمْ إِلَيَّ، وَأَقْرَبِكُمْ مِنِّي مَجْلِسًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟!")، -أعاد هذا النص ("أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِأَحَبِّكُمْ إِلَيَّ، وَأَقْرَبِكُمْ مِنِّي مَجْلِسًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟!")- فَسَكَتَ الْقَوْمُ، فَأَعَادَهَا مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا، فَقَالَ الْقَوْمُ -في المرة الثالثة-: (نَعَمْ يَا رَسُولَ اللهِ!) قَالَ: ("أَحْسَنُكُمْ خُلُقًا"). (حم) (6735).

 

فاللهمَّ صلّ وسلِّم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهديه إلى يوم الدين.

 

اللهم إنَّا عَبيدُكَ، ظَلَمنا أنفسنا، وَاعْتَرَفْنا بِذنوبنا، فَاغْفِرْ لنا ذُنُوبنا جَمِيعًا، إِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ، وَاهْدِنا لِأَحْسَنِ الْأَخْلَاقِ؛ لَا يَهْدِي لِأَحْسَنِهَا إِلَّا أَنْتَ، وَاصْرِفْ عَنّا سَيِّئَهَا لَا يَصْرِفُ عَنّا سَيِّئَهَا إِلَّا أَنْتَ، لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ، وَالْخَيْرُ كُلُّهُ فِي يَدَيْكَ، وَالشَّرُّ لَيْسَ إِلَيْكَ، إنَّا بِكَ وَإِلَيْكَ، تَبَارَكْتَ وَتَعَالَيْتَ، نَسْتَغْفِرُكَ وَنتُوبُ إِلَيْكَ، اللَّهُمَّ إِنّا نَعُوذُ بِكَ مِنْ مُنْكَرَاتِ الأخْلاَقِ وَالأعْمَالِ والأهْوَاءِ.

 

وأقم الصلاة؛ ﴿ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ ﴾ [العنكبوت: 45].





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • صفاء الأعمال.. وتعيسها
  • فضائل الأعمال الصالحة
  • الذنوب التي تكفرها الأعمال الصالحة
  • المفاضلة بين الأعمال
  • قواعد تفاضل الأعمال

مختارات من الشبكة

  • تنبيهان حول تخير أفضل الأعمال الصالحة في العشر والحذر من موانع قبول العمل(محاضرة - موقع الشيخ د. خالد بن عبدالرحمن الشايع)
  • الأعمال الصالحات التي يجري للإنسان أجرها وثوابها بعد الممات (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • بشريات عظيمات لأصحاب الأعمال الصالحات في هذه الأيام المباركات(مقالة - ملفات خاصة)
  • تفسير: (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات إنا لا نضيع أجر من أحسن عملا)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • المسارعة إلى الخيرات والمنافسة في الأعمال الصالحات(مقالة - موقع الشيخ عبدالله بن صالح القصيِّر)
  • عمل من الأعمال التي يجب أن تكون دائمة ومتواصلة في حياة المسلم(مقالة - آفاق الشريعة)
  • طرق الوقاية من الذنوب: الأعمال الصالحة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الكثير من الأعمال الصالحة في رمضان وضرورة مبادرتها (وعجلت إليك رب لترضى)(محاضرة - موقع الشيخ د. خالد بن عبدالرحمن الشايع)
  • موعظة في التفريط في الأعمال الصالحة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الأعمال الصالحة في أيام عشر ذي الحجة(مقالة - موقع د. أمين بن عبدالله الشقاوي)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • بعد 3 عقود من العطاء.. مركز ماديسون الإسلامي يفتتح مبناه الجديد
  • المرأة في المجتمع... نقاش مفتوح حول المسؤوليات والفرص بمدينة سراييفو
  • الذكاء الاصطناعي تحت مجهر الدين والأخلاق في كلية العلوم الإسلامية بالبوسنة
  • مسابقة للأذان في منطقة أوليانوفسك بمشاركة شباب المسلمين
  • مركز إسلامي شامل على مشارف التنفيذ في بيتسفيلد بعد سنوات من التخطيط
  • مئات الزوار يشاركون في يوم المسجد المفتوح في نابرفيل
  • مشروع إسلامي ضخم بمقاطعة دوفين يقترب من الموافقة الرسمية
  • ختام ناجح للمسابقة الإسلامية السنوية للطلاب في ألبانيا

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 4/12/1446هـ - الساعة: 18:49
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب