• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    محاضرة عن الإحسان
    د. عطية بن عبدالله الباحوث
  •  
    ملامح تربوية مستنبطة من قول الله تعالى: ﴿يوم تأتي ...
    د. عبدالرحمن بن سعيد الحازمي
  •  
    نصوص أخرى حُرِّف معناها
    عبدالعظيم المطعني
  •  
    فضل العلم ومنزلة العلماء (خطبة)
    خميس النقيب
  •  
    البرهان على تعلم عيسى عليه السلام القرآن والسنة ...
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    الدرس السادس عشر: الخشوع في الصلاة (3)
    عفان بن الشيخ صديق السرگتي
  •  
    القرض الحسن كصدقة بمثل القرض كل يوم
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    الليلة التاسعة والعشرون: النعيم الدائم (2)
    عبدالعزيز بن عبدالله الضبيعي
  •  
    حكم مشاركة المسلم في جيش الاحتلال
    أ. د. حلمي عبدالحكيم الفقي
  •  
    غض البصر (خطبة)
    د. غازي بن طامي بن حماد الحكمي
  •  
    كيف تقي نفسك وأهلك السوء؟ (خطبة)
    الشيخ محمد عبدالتواب سويدان
  •  
    زكاة الودائع المصرفية الحساب الجاري (PDF)
    الشيخ دبيان محمد الدبيان
  •  
    واجب ولي المرأة
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    وقفات مع القدوم إلى الله (9)
    د. عبدالسلام حمود غالب
  •  
    علامات الساعة (1)
    تركي بن إبراهيم الخنيزان
  •  
    تفسير: (يعملون له ما يشاء من محاريب وتماثيل وجفان ...
    تفسير القرآن الكريم
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / منبر الجمعة / الخطب / الرقائق والأخلاق والآداب / في النصيحة والأمانة
علامة باركود

تذكير الأنام بشيء من جليل الإنعام

تذكير الأنام بشيء من جليل الإنعام
الشيخ عبدالله بن صالح القصيِّر

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 17/8/2016 ميلادي - 13/11/1437 هجري

الزيارات: 15602

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

تذكير الأنام بشيء من جليل الإنعام[1]

 

الحمد لله الرب الأكرم، العلي الأعظم، مولي النعم، ذي الجود والفضل والكرم.

أحمده سبحانه، وأشكر له فضله وإحسانه، وأسأله الثبات على الهدى والإعانة.

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده فلا معبود بحق سواه، قد أفلح من أخلص الدين لله، وقد خاب من كفر أو أشرك بالله، فحسبه جهنم وبئست النار مثواه.

وأشهد أن محمداً صلى الله عليه وسلم عبد الله ورسوله ومصطفاه، الذي ختم الله به النبوة، وعمم به الرسالة، وكمل به الشريعة، وأتم به النعمة، وأوضح به المحجة، وأقام به الحجة، وأزال به المعذرة، فلا دين إلا دينه، ولا شريعة إلا شريعته، ومن يبتغي غير الإسلام ديناً فلم يقبل منه، وهو في الآخرة من الخاسرين.

اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك محمد وآله وصحبه ومن تبعه إلى يوم يبعثون.

 

أما بعد:

فيا أيها الناس، أوصيكم ونفسي بالتقوى، خير زاد ولباس، ونعم المتقون الذين هم عند الله أكرم الناس، وهم فريق الجنة من الناس.

 

عباد الله:

لقد تكرر في التنزيل الكريم، والذكر الحكيم، تذكير الناس عامة، وأهل الإيمان خاصة، بأصناف النعم أن يذكروها ويشكروها، بأن يعترفوا بها لله تعالى باطناً، وأن يتحدثوا بها ظاهراً، وأن يعملوا بها لله شكراً، وأن لا يبدلوها كفراً، وأن لا يتخذوها سلماً للمعصية، ولا وسيلة للإفساد في الأرض، ولا ذريعة للبغي على الخلق، لما في ذلك من اللؤم، والوقوع في حمأة الإثم، ولما يفضي إليه ذلك من زوال النعم، وتبدلها بالنقم، وما يعقب ذلك من نغص العيش الأكيد، والتعرض لعذاب الله الشديد، بما كسبت أيدي الكافرين للنعم، وما ربك بظلام للعبيد، قال تعالى: ﴿ أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلا هُدًى وَلا كِتَابٍ مُنِيرٍ ﴾ [لقمان: 20]، قال سبحانه: ﴿ وَآتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا ﴾ [إبراهيم: 34]، وقال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ ﴾ [فاطر: 3]، وقال تبارك اسمه: ﴿ فَاذْكُرُوا آلاءَ اللَّهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ [الأعراف: 69]، وقال تعالى: ﴿ وَاشْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ ﴾ [النحل: 114]، وقال جل ذكره: ﴿ وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ ﴾ [إبراهيم: 7]، وقال سبحانه: ﴿ وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ ﴾ [النحل: 112]، وذكر سبحانه ما أنعم به على أهل سبأ، وأنهم ملوا النعمة وسئموا من الرخاء، وطلبوا التغيير والنوى، فغير الله عليهم نعمتهم، وسلبهم خير ما كان بين أيديهم، وأحل بهم بأسه وألوانا من النقمة، حتى صاروا أحدوثة للسمار ومتتبعي الأخبار، قال تعالى: ﴿ لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ جَنَّتَانِ عَنْ يَمِينٍ وَشِمَالٍ كُلُوا مِنْ رِزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ * فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ وَبَدَّلْنَاهُمْ بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَي أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِنْ سِدْرٍ قَلِيلٍ * ذَلِكَ جَزَيْنَاهُمْ بِمَا كَفَرُوا وَهَلْ نُجَازِي إِلَّا الْكَفُورَ * وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا قُرًى ظَاهِرَةً وَقَدَّرْنَا فِيهَا السَّيْرَ سِيرُوا فِيهَا لَيَالِيَ وَأَيَّامًا آمِنِينَ * فَقَالُوا رَبَّنَا بَاعِدْ بَيْنَ أَسْفَارِنَا وَظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ فَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ وَمَزَّقْنَاهُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُور * وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلَّا فَرِيقًا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ [سبأ: 15-20]، فذكر سبحانه ما آتاهم من أصناف النعم والخير الكثير من سعة الرزق، ورغد المعيشة، ونظافة البيئة، وطيب الهواء والمناخ، وأمن الطريق، وسهولة ويسر أمر السفر وما في ذلك من اجتماع الكلمة وعزة الدولة، والتواصل مع القرى المباركة، وحدد سبحانه المطلوب منهم على ذلك بقوله: ﴿ كُلُوا مِنْ رِزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ ﴾ [سبأ: 15] فليأكلوا من الرزق، ويستعينوا به على الطاعة، وليبشروا بدوام طيب البلاد والأحوال، واستقرار النعم ونمائها، لكنهم قابلوا ذلك بالإعراض، وكفران النعم، وطلب التغيير، والمباعدة بين الأسفار، فظلموا أنفسهم بذلك، وتعرضوا للعقوبات وشر المهالك، ﴿ فَقَالُوا رَبَّنَا بَاعِدْ بَيْنَ أَسْفَارِنَا وَظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ ﴾ [سبأ: 19]، وظلموا أنفسهم بسأمتهم النعمة، وتمنيهم التغيير، وسعيهم في موجبات زوالها، بظلمهم لأنفسهم وغيرهم، وكفرهم بربهم، أصابتهم القوارع والنكبات، وحلت بهم فنون العقوبات والمثلات، وصاروا شذر مذر، يتسامر الناس بما يروى عما آلت إليهم أحوالهم بالأحدوثات ﴿ ذَلِكَ جَزَيْنَاهُمْ بِمَا كَفَرُوا وَهَلْ نُجَازِي إِلَّا الْكَفُورَ ﴾ [سبأ: 17]، ﴿ فَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ وَمَزَّقْنَاهُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ ﴾ [سبأ: 19].

 

أيها الناس:

مضى القوم، ومن يعنى بالخطاب إلا أنتم، فاعتبروا بالماضين واللاحقين، واشكروا نعمة رب العالمين، ولا تكونوا من الكافرين، فما بكم من النعم لا تحصى أجناسها، فضلاً أن تستقصى أفرادها، فـ﴿ مَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنِ اللَّهِ ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ * ثُمَّ إِذَا كَشَفَ الضُّرَّ عَنْكُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِنْكُمْ بِرَبِّهِمْ يُشْرِكُونَ ﴾ [النحل: 53،54].

 

عباد الله:

إن نعم تسوية الله لخلقكم، ثم تكميل خلقكم بالفطرة السليمة، والعقول الصحيحة، وتكريمكم على غيركم، وحملكم في البر والبحر، ورزقكم من أنواع الطيبات، ولذيذ المشروبات، وفنون المساكن والملبوسات، وما هداكم له ويسره في عهدكم من أنواع الوقاية والحمية، وفنون الطب والحكمة نعم كبرى لا ينكرها إلا كافر بليد، أو مكابر مريد، أو مسلم جهول عنيد.

 

معشر المسلمين:

وكم سخر الله تبارك وتعالى لكم مما في السماوات والأرض والبحار والعيون والأنهار، والجبال والنجوم المسخرة والقوار والشمس والقمر، الذين بسيرهما بتعاقب الليل والنهار، لتشكروا الملك الوهاب وتعلموا عدد السنين والحساب. وكم خلق لكم وعلمكم صنعته من المراكب الفارهة المسخرة في جو السماء، ومسالك الأرض، والسفن التي تشق عباب البحر، لتبلغوا عليها حاجة في صدوركم، أو مواطن مناياكم، ومصارع آجالكم، وتحمل أثقالكم، وأرزاقكم وأمتعتكم، إلى بلد لن تبلغوه إلا بشق الأنفس، وتحفظوا أمنكم، وتدافعوا عدوان من اعتدى عليكم، وتروا من آيات ربكم، وتذكروا نعمة الله عليكم، إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون.

 

معشر المسلمين:

وأعظم نعم الله عليكم أن اصطفى لكم الدين، وسماكم المسلمين لتتعبدوا به لرب العالمين، فتسعدوا في الدنيا ويوم الدين، فإن دين الإسلام هو نظام الله تبارك وتعالى للمكلفين، ينظم علاقتهم برب العالمين، ونعاملهم مع ذويهم وغيرهم، ويحدد الحقوق التي لهم أو عليهم، لمن خولهم من الآدميين ويهديهم لتوقي شر ما تجري به المقادير، وما في هذا الكون من نواميس ومنافع، وما فيه من مهلكات قواطع، فإن الشرع نظام الله تبارك وتعالى للمكلفين، كما أن الكون منظم بنظام قدري خفي ومبين، هو نظام الله تبارك وتعالى للملك وسره في الخلق يتحقق به التدبير، وبلوغ الغاية والمصير، للكون والخلق وفق علم وقدرة وحكمة اللطيف الخبير.

 

معاشر المسلمين:

ومن أجل النعم وأكبر المنن، أن بعث الله تبارك وتعالى رسوله منكم وبلغتكم فجعلكم أول المخاطبين بشريعته، وحق ذلك أن تكونوا أعلم الناس وأتبعهم وأشدهم تمسكاً بهديه وسنته، وقياماً بتبليغ دعوته إلى أقصى وآخر أمته، وجعل القرآن لكم ذكرا وضياء ونورا وتبيانا وموعظة وشفاء قال تعالى: ﴿ وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ ﴾ [الزخرف: 44]، ﴿ ولَكِنْ رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ لِتُنذِرَ قَوْمًا مَا أَتَاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ ﴾ [القصص: 46]، وقال تعالى: ﴿ كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولاً مِنْكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ * فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلا تَكْفُرُونِ ﴾ [البقرة: 151،152]، وقال سبحانه في القرآن والرسول: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ * قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ ﴾ [يونس: 57،58] ففضل القرآن عظيم ورحمة الرسول الكريم وهما أفضل مفروح بهما في الدنيا وبثواب إتباعهما في الأخرى، كما جعل سبحانه في بلادكم قبلة المسلمين، ومثوى رسوله الأمين، ومأرز الدين آخر الزمان بين الحرمين.

 

أيها المؤمنون:

ولقد جعل الله سبحانه بلادكم آخذة نصيبها الطبيعي من الحر والقر، وكم في ذلك من جلد عظيم النفع، ودفع كبير شر وكثير ضر، وجعلها بعيدة عن الأعاصير العاتية والأمطار الدائمة، والفيضانات الجائحة المدمرة ومع ذلك تجبى ثمرات كل شيء، وصناعة كل حي، وعلم كل عبقري، وجهد كل عصامي أبي. فبلادكم متوجهة أفئدة المؤمنين وأبدان الحجاج والمعتمرين، والعمالة والمستثمرين، وناهيكم عباد الله بما خصكم الله به الصحة في الأبدان، والأمن في الأوطان، وتوفر فرص الكسب والعمل، الذي جاء يطلبه الناس عندكم من كل وطن وجنس، إما لاستهانتكم به، أو ترفعكم عنه، أو جهلكم بشأنه، أو عجزكم عن إتقانه، فعرفه غيركم وجاء من أقصى الدنيا يطلب ما زهدتم فيه، أو سخره الله ليخدمكم وتستعينوا به على الطاعة، وتشكروا نعمة الله فيه مدة المهلة.

 

معاشر المؤمنين:

وتذكروا من نعم الله العظيمة عليكم أن الأرزاق كما تأتيكم من كل صقع فإنكم أرخص الناس في الجملة أسعاراً في قيم المنتوجات والمشتروات، وأبعدهم عن مظالم الضرائب والجبايات، وكم تبذل الدولة -حرسها الله- مستعينة بحول الله وقوته وقدرته وعزته من جهود جهيدة في مدافعة شر أهل المخدرات، ومتجاوزي الحدود مخالفين للأنظمة لمختلف الغايات، والمفسدين في الأرض بالتفجير الجالب للقتل ونشر الرعب، وإتلاف الثروات والمقدرات، وانتهاك الحرم المحرمات، وتفريق المجتمع إلى أحزاب وجماعات، ثم قبائل ومناطق تصبح دويلات نتيجة للفتنة والتفريق والتشرذم والتمزق، وتسلط اللصوص، وخوف الطرق، وعمي البصائر، وسوء المصائر، وتسلط الرافضي والكافر، فاشكروا معاشر المؤمنين لله تبارك وتعالى إنعامه، واعرفوا له فضله وإكرامه، واحذروا غيرته سبحانه على نعمه ومحارمه، وشدة أخذه وانتقامه، ثم ادعوا واشكروا لمن يسهر على أمنكم، ويحافظ على بقاء نعمتكم، ويحرص على وحدة مجتمعكم، ويقيم لكم دينكم ولا تغتروا بطرح وأراء الرويبضات، ولا من يغرونكم بدعاوى التغيير بمعسول العرض والكلمات، فإن أولئك هم موقظوا الفتن والمتسببون والساعون إلى زوال النعم والمنن الذين يهدفون عن قصد أو جهل أن تكون بلادكم بلا وال ولا وحدة جماعة ولا أمن ولا عيشة مستطاعة أولئك الذين يثيرون الفتن ولا يحملونها بل يخربون الكيان ثم يتخلون عن المسؤولية خوف الخسارة والنقصان بحساباتهم الحزبية أو توجهات القوى الاستعمارية. فجعلوا البلاد بعد التغيير المشؤوم، والإصلاح المزعوم نهباً للبلاطجة، ومرتعاً للمنظمات التنصيرية الدولية، أتونا للصراعات الحزبية الطائفية، ويهدفون إلى دستور غير القرآن والسنة، وهدي السلف الصالح من الأمة، وإلى إرضاء الدول الكبرى التي تختلف أو تتفق بحسب مصالحها، والضحية بلاد وأهل الإسلام.

 

أمة الإسلام:

التفتوا يمينا وشمالا وشرقا وغربا وانظروا فيما حولكم من الأوطان فأي بلاد أنتم تغبطون، وأي نعمة عندهم تتمنون، وأي حالة هم عليها ترضون، وأي خير حصلوه ترون إن كنتم تعقلون، فاشكروا نعمة الله عليكم ولا تعرضوها للزوال واذكروا آلاء الله عليكم، فإنكم على ما بكم على خير حال ولا تخربوا بيوتكم بأيديكم فأصدق عليكم شر مثال، واعلموا أنكم إن خسرتم دنياكم وأمنكم كما هي حال غيركم فإنكم خاسرون في دينكم وإن ذهبت دنياكم فستذهب عليكم آخرتكم، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ * وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ * وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ * وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴾ [آل عمران: 102-105]، وقال تعالى: ﴿ واعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ * وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ﴾ [الأنفال: 24-25].

 

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: ﴿ وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُوا مِنْ دِيَارِكُمْ مَا فَعَلُوهُ إِلَّا قَلِيلٌ مِنْهُمْ وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا * وَإِذًا لَآتَيْنَاهُمْ مِنْ لَدُنَّا أَجْرًا عَظِيمًا * وَلَهَدَيْنَاهُمْ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا * وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُوْلَئِكَ رَفِيقًا * ذَلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ عَلِيمًا ﴾ [النساء: 66-70].

 

بارك الله لي ولكم في القرآن، ونفعنا بما فيه، وأنزل له من الهدى والبيان، واستغفر الله لي ولكم، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.



[1] خطبة الشيخ عبد الله بن صالح القصير - حفظه الله - بجامع الأمير فيصل بن محمد بن تركي آل سعود.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • حال الناس مع النعم
  • النعم وشكرها
  • مهمات من جلائل النعم
  • تذكرة الأنام بفضائل وأحكام السلام
  • تذكير الأنام بمنافع الصيام
  • تذكير الأنام بفضائل سيد الأيام (خطبة)

مختارات من الشبكة

  • تذكير المسلم بشيء من سيرة النبي - صلى الله عليه وسلم -(مقالة - موقع الشيخ عبدالله بن صالح القصيِّر)
  • موجة الحر: تذكير وعبر (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير: (إن تبدوا شيئا أو تخفوه فإن الله كان بكل شيء عليما)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الدرس الثالث عشر: ﴿ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء﴾(مقالة - ملفات خاصة)
  • {ليبلونكم الله بشيء من الصيد..}(مقالة - آفاق الشريعة)
  • {وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم} (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير قوله تعالى: {ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال...}(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تخريج حديث: لا تنتفعوا من الميتة بشيء(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير: (قال أولو جئتك بشيء مبين)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • هل يجوز الانتفاع بشيء أخذ بالربا؟(استشارة - الاستشارات)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 9/11/1446هـ - الساعة: 17:29
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب