• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    المرأة في القرآن (1)
    قاسم عاشور
  •  
    ملخص من شرح كتاب الحج (11)
    يحيى بن إبراهيم الشيخي
  •  
    الإنصاف من صفات الكرام ذوي الذمم والهمم
    د. ضياء الدين عبدالله الصالح
  •  
    الأسوة الحسنة
    نورة سليمان عبدالله
  •  
    أحكام المغالبات
    الشيخ عبدالله بن جار الله آل جار الله
  •  
    تفسير: (ذلك جزيناهم بما كفروا وهل نجازي إلا ...
    تفسير القرآن الكريم
  •  
    تخريج حديث: الاستطابة
    الشيخ محمد طه شعبان
  •  
    ثمرات الإيمان بالقدر
    تركي بن إبراهيم الخنيزان
  •  
    العشر وصلت... مستعد للتغيير؟
    محمد أبو عطية
  •  
    قصة موسى وملك الموت (خطبة)
    د. محمود بن أحمد الدوسري
  •  
    من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: (الشاكر، ...
    فهد بن عبدالعزيز عبدالله الشويرخ
  •  
    وقفات مع القدوم إلى الله (12)
    د. عبدالسلام حمود غالب
  •  
    تلك الوسائل!
    التجاني صلاح عبدالله المبارك
  •  
    حقوق المسنين (2)
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    تعوذوا بالله من أربع (خطبة)
    عبدالله بن عبده نعمان العواضي
  •  
    حكم المبيت بالمخيمات بعد طواف الوداع
    د. محمد بن علي اليحيى
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / منبر الجمعة / الخطب / العبادات / الصيام ورمضان وما يتعلق بهما
علامة باركود

أنا رمضان (خطبة)

أنا رمضان (خطبة)
وضاح سيف الجبزي

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 15/3/2025 ميلادي - 15/9/1446 هجري

الزيارات: 2381

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

أنا رمضان

 

الحمد لله الذي اختصَّ شهرَ رمضان بفضيلة الصيام من بين سائر الشهور، وفتح فيه أبوابَ الجنان بما فيها من السرور والحبور، وكمَّلها بأنواع الكرامات، وهيَّأها لكل موحِّد شكور، وأغلق فيه أبواب النيران، وأعدَّها لكل مشرك كفور، وسلسل فيه مردة الشياطين، فكل منهم مسلسل مأسور، واستعبد فيه خلاصةً ارتضاها لخدمته، وكفَّ عن قلوبهم الحجب والستور، فنصبوا في خدمته الأقدام، ولازموا الصيام والقيام، وأنصبوا الأبدان، وبادروا الوقت والزمان، وهجروا التواني والفتور، علموا أنَّ الدنيا فانيةٌ فقنعوا فيها بأقل ميسور، وتاجروا للآخرة ﴿ يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ * لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ ﴾ [فاطر:29 - 30].

 

فسبحان من قسَّم عطاءه بين عباده، فهذا مقبول وهذا مردود، وهذا موفق للخير وهذا مصدود، وهذا مجبور، وهذا مكسور.

 

نحمده -سبحانه- وهو أحقُّ محمود، وأعظم مذكور، ونشكره -تعالى- على نعمٍ تتجدَّد بالرَّواح والبكور، ونتوب إليه وندعوه ونستغفره فهو الغفور الشكور.

 

ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، شهادةً تنفع قائلها يوم النشور، وترفعه في غرفات الجنَّات والقصور.

 

ونشهد أنَّ محمدًا عبده ورسوله، أفضل داعٍ إلى الخيرات ومحذِّر من الشرور، وأتقى من صلى وصام، وتهجَّد وقام، وامتثل المأمور، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه الذين هم للاهتداء نجوم، وللظلم بدور، وسلم تسليمًا كثيرًا.

يا خيرَ من صلَّى وصام
وهدى به اللهُ الأنامْ
وسمتْ به أرواحُنا
-من وحْيِهِ -فوق الغمامْ
يا مِلَّة الدِّين الحنيفِ
وخاتمَ الرُّسْلِ الكرامْ
يا سورة الفَتْح العظيمِ
لنا ويا مسك الختامْ
لك يا حبيبُ صلاتُنا
ما طِيْفَ بالبيتِ الحرامْ
وعليك ما هبَّ الصّبا
أزْكى التحيةِ والسّلامْ!

 

اللهم صلِّ عليه صلاةً دائمةً إلى مُنتهى الأبد، بِلا انقطاعٍ ولا نفاد، صلاةً تنجينـا بها من حرِّ جهنمَ وبئس المهاد.

وآلِه وصحبه الأبرارِ
الحائِزي مَراتِبِ الفخَارِ

وبعد:

أنا رمضان
أَسكبُ الأنوارَ فجرًا في قلوبٍ مُظلِمةْ
أَملأُ الأرواحَ طُهْرًا في نُفوسٍ هائِمةْ
أجعلُ التَّقْوى دليلًا كي تعودَ إلى الطريقْ
أُمَّةٌ عَزَّتْ وسَادتْ يومَ عاشتْ مُسلِمةْ

أنا رمضان
دمعة العاصي بِليلٍ خجلة مِمّنْ عصَاهْ
سجدةُ الملهوفِ للرَّحمن يستجدِي رِضاهْ
موجةُ الإيمانِ ألقتْ نحو شُطآنِ النَّجاةْ
نفحةٌ من فضلِ ربي جلَّ ربي في عُلاهْ

أنا رمضان
قوةُ الإيمانِ في حَربٍ لظاها دائِرة
نجدةُ الأقصى الذي يشكو الجراحَ الغَائِرةْ
دَمعةُ المسكينِ أمحُوها بِوَعدٍ لنْ يغيبْ
نَصْرُكُم آتٍ قريبٌ يا قلوبًا طَاهرةْ

 

أنا رمضان: شهر الرضا والرضوان، شهر التوبة والغفران، شهر اليُمن والإيمان، شهر البرّ والإحسان، شهر الذِّكر والقرآن، شهر الهدى والفرقان، شهر تصفيد الشيطان، والعتق من النيران، والدُّخول من باب الريان.


أنا رمضان: شهرُ المصابيح والتباريح، شهرُ التسابيح والتراويح، شهر التجدُّد والتجرُّد، شهر التَّعبُّدِ والتّهجُّد، شهر الفضائل والشمائل، شهر المشاعر والمشاعل، شهر السُّمو الروحي، والتهيؤ النَّفسي، والصفاء القلبي، والتّسامي المعنوي.

أنا للناس قاهرٌ دون قهرٍ
أنا سلطانُهم بلا سلطانِ
قال ربي: جوعوا له فأطعتم
خُشَّعًا تلهجون بالشكرانِ
أفسحوا لي في الذاكرين مكانًا
ومكانًا في مجلس القرآنِ
هيئوا لي منارةً أحتفي بالفجْـ
ـر فيها، مجلجلًا بالأذانِ
إنَّ أيامي الثلاثينَ تَمضي
كلذيذ الأحلام للوَسْنَانِ
كلما سرَّكم قدوميَ أشجا
ني نذيرُ الفِراق والهجرانِ
وستأتي بعد النَّوى ثم تأتي
يا تُرى هل لنا لقاءٌ ثانِ؟!

 

أنا رمضان: تاجٌ على مفرق الدُّهور، وقبَّةٌ في فَلَكِ الشهور، وإكليلٌ على ممرِّ الأعوام، وغُرةٌ في جبين الزمن، وذروةُ سَنام القرب، وهلالُ ملكوتِ الحُبِّ.


أنا رمضان: فيه تشرقُ المصابيح، وتحلو التراويح، ويُهجَرُ فيه كلُّ فعل قبيح، ويهبُّ معه نسيمُ القبول، فهل تجدون الريح؟

 

أنا رمضان: بقدومي تلقي سحائبُ اللطف بظلالها، وتجود نسائم الرحمة بعبيرها، وتتألق أنجم المغفرة في سماء عُشاقها؛ فالجود متدفِّق، والخير متتابع، والفضل متوالٍ، والباب مفتوح، والعطاء ممنوح، والنوال يغدو ويروح.

الخيرُ بادٍ فيك والإحسانُ
والذّكرُ والقرآن يا رمضانُ
والصوم فيك عبادةٌ ورياضةٌ
تسمو بها الأرواحُ والأبدانُ
والشرُّ فيك مكبَّلٌ ومغلَّلٌ
والبرُّ فيكَ مجلّلٌ هتّانُ
واللَّيل فيك نسائمٌ هفهافةٌ
رَقصتْ لطيب عبيرِها الرُّهبانُ
والرُّوح فيك طليقة رفرافة
أحلامُها الغفرانُ والرِّضوانُ

 

أنا رمضان: ساق الله تعالى إليكم سعادة إهلاله، وعرَّفكم بركة كماله وإكماله، وقسم لكم من فضله، ووفَّقكم لفرضه ونفله، ولقَّاكم ما ترجونه، ورقَّاكم إلى ما تحبُّونه، وتقبَّل منكم ما تقدمونه وتتلونه، ولا أخلاكم من برّ مرفوع، ودعاء مسموع.


فخذوا مني الصِّحة لأجسامكم، والسمو لأرواحكم، والحب لقلوبكم، والعظَمة لنُفُوسِكم، والقوَّة والنّبل، والبَذل والفَضْل، وخذوا منه ذخرًا للعالمِ كُلّه يكُن لكم ذخرًا.

واحةٌ أنت في صحاري الوجود
ونسيم يرفُّ بين الورودِ
في زمان الجفاف أنت ربيع
وشعاع في حالكات العهودِ
يا حبيب القلوب أنت قريب
ما طواك الزمان خلف الحدودِ
أيها الشهر أنت سفر المعالي
أنت شمس الزمان بين العقودِ
بشر التائبين بشرى أمان
بانعتاق من خزي نار الخلودِ

 

أنا رمضان: إذا هلَّ هلالُههَلَّتالدموعُالسواكب، وتلألأت الأفلاك والكواكب، وتزاحمت الذكريات من كل جانب، وجاش الفؤاد، بالحب والوداد، ونسيت النفس همومها، وأغفلت الروح غمومها، وسبح العقل في ملكوت الحب، وطاف القلب بكعبة القرب.

شوقي إليك مجاوزٌ وصفي
وظُهُور وجدي دون ما أخفي
ما دار ذِكرٌ منك في خلدي
إلَّا طرفتُ بمدمعي طرفي

 

أنا رمضان: شهر العتق والرفق والصدق؛ رقاب تعتق، ونفوس ترفق، وقلوب تصدق، ﴿ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ [البقرة: 183].

 

«مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ، وَمَنْ قَامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ»[1].. «مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ»[2].. «كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ إِلَّا الصِّيَامَ، فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ، وَالصِّيَامُ جُنَّةٌ، وَإِذَا كَانَ يَوْمُ صَوْمِ أَحَدِكُمْ فَلَا يَرْفُثْ وَلَا يَصْخَبْ، فَإِنْ سَابَّهُ أَحَدٌ أَوْ قَاتَلَهُ فَلْيَقُلْ: إِنِّي امْرُؤٌ صَائِمٌ، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ، لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ يَفْرَحُهُمَا: إِذَا أَفْطَرَ فَرِحَ، وَإِذَا لَقِيَ رَبَّهُ فَرِحَ بِصَوْمِهِ»[3].

من نالهُ داءُ الهَوى بِذنوبِهِ
فليأتِ في رمضانَ بابَ طبيبِهِ
فخلوفُ هذا الصومِ يا قومُ اعلموا
أشهى من المِسكِ السَّحيقِ وطِيبِهِ
أوَليس هذا القولُ قولَ مليكِكُم
«الصومُ لِي وأنا الّذي أجزي بِهِ»

 

أنا رمضان: يرتمي أهل التقوى يأنسون بدفئه، وينعمون بلطفه، وينهلون من نهر رحماته، يظمئون نهاره، ويُحيُون ليله، يعمرون الأوقات، ويغنمون الساعات، وينعمون باللحظات؛ فيعظم حظُّهم، وينمو خيرهم، ويكثر برُّهم، ويكبر أنسهم، يديرون بينهم كؤوس الرضا، ويتضمخون بعبير التقى، ويعزفون ألحان القلوب على نغمات الهدى، الطهر سميرهم، والذكر أنيسهم، والوحي جليسهم، والشكر شعارهم، والفكر دثارهم، والحق منارهم، والله مرادهم، والرضوان أملهم، والجنة بغيتهم، والمصطفى قدوتهم.

وكنتُ إذا ما اشتدَّ بي الشَّوقُ والجوى
وكادت عُرى الصبر الجميل تَفصَّمُ
أعلِّل نفسي بالتّلاقي وقربِهِ
وأوهِمُها لكنّها تتوهّمُ

 

فأيامي لحظات تختلس من الدنيا! تمضي الدنيا وتفنى وتبقى أيامي ضحى ممتدًا في الزمن الخالد!


أيامٌ قلبيَّةٌ في الزمن، متى أشرفَتْ على الدُّنيا قال الزمنُ لأهله: هذه أيامٌ من أَنفُسكم لا مِنْ أيَّامي، ومن طبيعتكم لا من طبيعتي، فيُقبلُ العالمُ كلُّه على حالةٍ نفسيَّةٍ بالغة السموِّ، يتعهَّدُ فيها النفس؛ برياضتها على معالي الأمور ومكارم الأخلاق، ويفهمُ الحياةَ على وجهٍ آخرَ غير وجهها الكالح، ويراها كأنَّما أُجِيعَتْ مِن طعامها اليوميِّ كما جاع هو، وكأنَّما أُفْرِغَتْ مِن خَسائسها وشهواتها كما فَرَغَ هو، وكأنَّما أُلزِمَتْ معاني التقوى كما أُلزِمَها هو[4].

فُزْ بالرِّضا والعفوِ منه تعالى
وزِدِ القلوبَ نزاهةً وجلالًا
ومُرِ الخيال بأن يكونَ حقيقةً
إنَّ الحقائِق قبلُ كُنَّ خيالًا

 

وما أدراك ما رمضان؟! إنه إقبال على الله بالهمم العلية، وتحرير النفس من الأمور الدنيَّة، وإبعادُ الذهن عن الأفكار الدُّونيَّة، وكفّ القلب عما سوى الله بالكليَّة.


إنه انقطاع عن كل صخب أو صراخ أو ضجيج! وانقطاع عن كل جدل عقيم أو مراء يجر إلى ذلك، وانقطاع عن كل ما يمهد أو يُذكر بالشهوات! ومن كان لله لم يكن لغيره!

أتى رمضانُ مزرعةُ العباد
لتطهيرِ القلوبِ مِن الفسادِ
فأدِّ حقوقَهُ قولًا وفعلًا
وزادَك فاتخذهُ للمعادِ
فمَن زرعَ الحبوبَ وما سقَاها
تأَوَّه نادمًا يومَ الحصادِ

 

رمضان عبيرٌ يُبهِج النفوس التي أزكمتها ذنوب الخلوات، والتفريط في جنب الله في الجلوات.. يقدم رمضان فيملأ القلوب تقوى، ويصبِّر الأجساد لتقوى، وينسخ روائح القسوة والدَّعة والأثرة والجفاف.. إنه ربيعُ الفضلِ لِرُوَّاده، والمغنمُ الباردُ لِوُرّادِه.

رمضان يا أملَ النُّفُو
سِ الظامئاتِ إلى السلامْ
يا شهرُ بل يا نهرُ ينهَلُ
من عذوبتهِ الأنامْ
طافتْ بك الأرواحُ سا
بحةً كأسراب الحمامْ
بِيضٌ يجلِّلها التُّقى
نورًا ويصقلها القيامْ

 

وما أدراكم ما رمضان؟! يتجلَّى هذا الشهر الكريم المعطاء، فيشرق ويبرق، ثم يغدق ويعتق.

 

إنهُ كعبةُ الشهور، وحرمُ الأعوام، من دخله كان آمنًا، ومن صامه بصدق نجا من الرِّقّ، واستوجب العتق.

فيا له من موسم أطلَّت أيامُه، ورفعت أعلامُه!

أهلًا وسهلًا بك من زائرٍ
كنتُ إلى وجهك مشتاقًا

 

إنه ضيف كريم، وحبيب عظيم، تلوح فيه ذكريات عابقة، وأمجاد رائعة، وتاريخ مشرق، ومجد وضَّاء؛ ولا غرو فقد سُقي بماء الوحي، وشَرِب من رحيق الهدى، وتضلع من زلال الكتاب، فهو زمن اتصال الفنـاء بالبقـاء، والأرض بالسماء، والضعف بالقوة، والمغلوب بالغالب، والفقر بالغنى، والمخلوق بالخالق؛ رُصِّعَتْ أيامُهُ بجواهرِ الألفاظ السماوية، وأُلْبِسَتْ لياليه حلل النفحات الإلهية، ﴿ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ﴾ [القدر:1]، وتُوِّجَت لحظاته بروائع الكلمات الربانية، وتألقت ساعاته باستقبال الأحرف النورانية ﴿ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ ﴾ [العلق:1].

أطلِقِ الأرواح من أصْفَادها
في بهيج من رياض الأتقياءْ
غاديات رائحات كالسنا
سابحات بين آفاق الضياءْ
إنها يا شهر ظمأى فاسقها
مشتهاها من ينابيع الصفاءْ

 

وما أدراكم ما رمضان؟!

أيامه إكليل على رأس الزمان، من رُحم فيها فهو المرحوم، ومن حُرِم خيرها فهو المحروم، ومن لم يتزوَّد من عامه فيها فهو الظلوم الملوم.

إذا أنت لم تزرعْ وأبصرتَ حاصدًا
ندِمت على التفريط في زمن البذرِ

 

أيها الصائمون، رمضان طلعةُ الوليد، وبشير الخير، ومشرق أنوار القرآن، وشذا نفحات الجنان، وواحة الاسترواح في صحراء الضعف والتقصير، وراحُ الأرواح بالصلاة والصيام والقيام والقرآن والذكر الحكيم، ﴿ فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا ﴾ [الكهف: 110].

 

وما أدراكم ما رمضان؟!

إنه -يا عباد الله- اصطفاءٌ إلهي، وتفضيلٌ سماوي، وتشريعٌ ربَّاني، وامتحان إيماني، وتجرُّدٌ إنساني.. تنشرح فيه الصدور، وتسمو الأرواح، وتطمئنُّ القلوب، وتسكنُ النفوس؛ فهو مدرسة للتربية وإعداد النفس، والتخلِّي عن عاداتٍ مستحكمة، واكتساب أنماط من السلوك فاضلة.

صيامُكَ مِفْتاح لِكُل فَضيلَةٍ
يُزودُكَ التقوى ويُغْريكَ بالطُّهْرِ
فقلْ مُخلِصًا: آمَنْتُ باللهِ واستَقِمْ
وأحْسِنْ لَهُ الأعْمَالَ في السِّر والجَهْرِ
هنا مَصْنَعُ الأبطالِ.. يَصْنَعُ أمَّةً
وينفُخُ فيها قوةَ الرّوح والفِكْرِ
ويَخلَعُ عنها كل قَيْد يَعوقُها
ويُعْلي منارَ الحَق.. والصدْقِ والصبْرِ
تَصومُ إذا صامَتْ عَن الفُحْش والخَنا
وتُفطِرُ في منأى عَن الرِّجْسِ والجوْرِ

 

فهنيئًا لكم -يا أيها الصائمون- شهر رمضان الذي تضَمَّخَ بالعبيرِ، ونافَ على التكدير، ولم يعكر بهاءَه وجلالَه وضع جافٍ، أو ليلٌ عافٍ، فلا تتلبسوا بروح الحبيس التعيس البئيس المبتلى، فالفجرُ سوف ينبثق، فَثِقْ، والفألُ لمن يَثِقُ، وفألُكَ في فيك، والثقةُ بالله تكفيكَ

أَقبِلْ على البشرَى وعِش متفائلًا
ماذا جَنَى مِن شُؤمِهِ المتشائمُ؟
واصرخْ على ليلِ المواجعِ قائلًا
رمضانُ يا ليلَ المواجعِ قادمُ

 

 

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ﴿ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ﴾ [البقرة:186].

 

جعل الله دعاءكم مسموعًا، وعملكم مقبولًا مرفوعًا، قد قلت ما قلت، وأستغفر الله من كل ذنب وخطيئة، فاستغفروه إنه كان للأوَّابين غفارًا.

 

الخطبة الثانية

الحمد لله الذي ظهر لأوليائه بنعوت جلاله، وأنار قلوب أصفياءه بمشاهدة صفات كماله، وتحبَّب إلى عباده بما أسدى من جزيل إنعامه وكريم أفضاله، أحمده سبحانه وأشكره على ما أولاه من عظيم نواله، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، لا شريك له في أسمائه وصفاته وأفعاله، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمد عبد الله ورسوله، عمت النعمة بنبوته وإرساله، اللهم صلِّ وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين ومن تبعهم بإحسان ممن اهتدى بهديه وسار على منواله، وبعد:

عامٌ تولَّى فَعاد الشّهرُ يطلبُنا
كأنَّنا لم نكن يومًا ولا كانا
حفَّتْ بنا نَفحةُ الإيمان فارتفعتْ
حرارةُ الشَّوق في الوجدانِ رِضْوانا
يا باغي الخيرِ هذا شهرُ مكرُمةٍ
أقْبِل بصدقٍ جزاك اللهُ إحسانا

 

أيها المسلمون، أتاكم شهرُ المرابح بظلاله ونواله، وجماله وجلاله، زائرٌ زاهر، وشهر عاطر، فضله ظاهر، بالخيرات زاخر، أرفع من أن يُحدَّ حسنُ ذاته، وأبدع من أن تُعدَّ نفحاتُه، وتحصى خيراته، وتستقصى ثمراته، نشر فينا عُرفَ الكِبا، وريح الصبا، فلا ترى إلا عابدًا يركع، وقارئًا يرتّل ويخشع، يرقُّ قلبه ويدمع، بآيات تجلو الصدى، وتذهب الظما، وتزيل العشى، فاحمدوا الله أن بلَّغكم، واشكروه على أن أخَّركم إليه ومكَّنكم، فكم من طامع بلوغَ هذا الشهر فما بلغه، كم مؤمِّل إدراكَه فما أدركه، فاجأه الموت فأهلكه!

 

أيها الصائمون، هذا شهرُ التوبة قد أناخَ بساحتِكم، ونزل بباحَتِكم، وهو عن قريبٍ راحِلٌ عنكم، شاهِدٌ لكم أو عليكم، فاعمُروا نهارَه وليلَه بما يُقرِّبُكم من رِضوانِ الله وجنَّته، ومغفرتِه ورحمتِه وكرامتِه، ﴿ وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ * وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ * أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ ﴾ [آل عمران: 134-136].

 

أيها المسلمون، في رمضان تخرج النفوس من رِق الغفلة ووفاق الكسل والفترة إلى فضاء العبادة وربيع الطاعة؛ فالألسن ضارعة، والعيون دامعة، والقلوب مخبتة، والنفوس مقبلة، وللعبادة لذة، ولها في النفس بهجة، وفي العمر والرزق بركة.


في رمضان -يا أيها الصائمون- تُصفَّدُ فيه الشياطين، وتُغضُّ فيه أبصار الناظرين، وتُحبسُ فيه ألفاظ المتكلمين، ويَظهرُ الخشوعُ على الصائم ويَبين، وخيرُه مبثوثٌ في كل مكان، ﴿ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ ﴾.

 

للتلاوة فيه حلاوة، وعلى وجه الصائم نورٌ وطلاوة، ويبسُ الشفتين أحسنُ النداوة، وكلُّ الخيرات فيه نقاوة، تُفتح الجنة وتُغلق النيران، ﴿ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ ﴾.

إذا رمضان أتى مقبلًا
فأقبل فبالخير يُستقبلُ
لعلك تخطئه قابلًا
وتأتي بعذر فلا يُقبلُ

 

عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: لَمّا حَضَرَ رَمَضانُ، قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «قَدْ جاءَكُمْ رَمَضانُ، شَهْرٌ مُبارَكٌ، افْتَرَضَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ صِيامَهُ، تُفْتَحُ فِيهِ أبْوابُ الجَنَّةِ، وتُغْلَقُ فِيهِ أبْوابُ الجَحِيمِ، وتُغَلُّ فِيهِ الشَّياطِينُ، فِيهِ لَيْلَةٌ خَيْرٌ مِن ألْفِ شَهْرٍ، مَن حُرِمَ خَيْرَها، فَقَدْ حُرِمَ»[5].

 

وصحَّ عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إذا دَخَلَ شَهْرُ رَمَضانَ فُتِّحَتْ أبْوابُ السَّماءِ، وغُلِّقَتْ أبْوابُ جَهَنَّمَ، وسُلْسِلَتِ الشَّياطِينُ»[6].

 

وفي روايةٍ: «إذا جاءَ رَمَضانُ فُتِّحَتْ أبْوابُ الجَنَّةِ، وغُلِّقَتْ أبْوابُ النّارِ، وصُفِّدَتِ الشَّياطِينُ»[7].

 

وفي رواية: «إذا دَخَلَ رَمَضانُ فُتِّحَتْ أبْوابُ الجَنَّةِ، وغُلِّقَتْ أبْوابُ جَهَنَّمَ وسُلْسِلَتِ الشَّياطِينُ»[8].

 

وفي رواية: «إذا كانَ رَمَضانُ فُتِّحَتْ أبْوابُ الرَّحْمَةِ، وغُلِّقَتْ أبْوابُ جَهَنَّمَ، وسُلْسِلَتِ الشَّياطِينُ»[9].

 

وثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إذا كانَ أوَّلُ لَيْلَةٍ مِن شَهْرِ رَمَضانَ صُفِّدَتِ الشَّياطِينُ، ومَرَدَةُ الجِنِّ، وغُلِّقَتْ أبْوابُ النّارِ، فَلَمْ يُفْتَحْ مِنها بابٌ، وفُتِّحَتْ أبْوابُ الجَنَّةِ، فَلَمْ يُغْلَقْ مِنها بابٌ، ويُنادِي مُنادٍ: يا باغِيَ الخَيْرِ أقْبِلْ، ويا باغِيَ الشَّرِّ أقْصِرْ، ولِلَّهِ عُتَقاءُ مِنَ النّارِ، وذَلكَ كُلُّ لَيْلَةٍ»[10].

 

فيا عبدًا يحذر الآخرة، ويرجو رحمة ربه:

إذا هَبّتْ رياحُك فاغتنِمها
فعُقْبى كلِّ خافقَةٍ سُكونُ
ولا تغفَلْ عن الإحسان فيها
فما تدري السكونُ متى يكونُ

 

 

أيها الصائمون، إنَّ شهر رمضان ضيفٌ كريمُ الهبات والفضائل، عظيمُ الأعطيات والنَّوَائل، جليل الفوائد، غزير العوائد، لا منتهى لمداه، ولا إقلاع لنداه.

 

وهو إنما يُرادُ ليُعمَر لا ليُعبَر، وليُتخذ منه زادًا للُّجّة والمضيق، ويُستأنسُ به في السير في الطريق، لا لنغُطّ في سبات عميق.

 

فاغنم فيه -يا أيها الصائم- اللحظات والدقائق، تتجلى لك المعاني والحقائق، واهتبل ساعاته تظفر بهباته، فما سعد من سعد إلا بذلك، وما شقي من شقي إلا بورود المهالك!

أيها الراجي ثِمار الصوم
أعْط الصومَ حقَّهْ
من خشوع واصطبارٍ
والتذِاذ بالمشَقَّةْ
وانطلاق في سبيل العيش
في رِفْقٍ ورِقّةْ
طارحًا عن روحك المغلول
بالشهوات رِبْقه
إن في هذا لِعَبْد الجسم
طولَ العام عِتْقه

 

ألا فقوموا -يا عباد الله- بحق شهركم، واتقوا الله في سرِّكم وجهركم، واعلموا أن عليكم ملكين يصحبانكم طول دهركم، ويكتبان كل أعمالكم، فلا تهتكوا أستاركم عند من لا تخفى عليه أسراركم، ﴿ عَالِمِ الْغَيْبِ لَا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَلَا أَصْغَرُ مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْبَرُ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ ﴾[سبأ: 3].

 

أيها الصائمون، احفظوا صومكم مِن غِيبة، وصلاتكم عن غَيْبة، واعرفوا للحق سبحانه الهَيْبةَ، واحذروا أن يكون حظكم الخيبة، سبِّحوا في رمضان فالتسبيحة مضاعفةٌ بالمئين، واحفظوا جوارحَكم واللهُ المعين، وتسحَّروا بدمعةٍ وشوقٍ ويقين.

 

واغتنموا -يا عباد الله- الأعمار، ولا تكونوا كالأغمار، الذين يضيّعون الليل والنهار[11].

 

فيا إخوتاه، البدارَ البدارَ، كلوا من طعام الجد، واشربوا دموع الأسف، تناولوا من طعام الاستغفار ولو جرعة[12].

 

فرحم الله أقوامًا رمضانهم دائم، وشوالهم صائم.

 

ورحِمَ الله امْرأً قدَرَ الله حقَّ قَدرِه؛ فطيَّبَ كلامه، وحفِظ صِيامَه، وأخلَص إطعامَه، وسابق إلى ربه بصلاح العمل، وانقطاع الأمل، قبل دنو الأجل: ﴿ يَاأَيُّهَا الْإِنْسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَاقِيهِ ﴾ [الانشقاق: 6].

 

فاكدح تفلح، واصبر وصابر، وبادر وثابر، وجد بالعزم تبلغ، ونافس نحو الله والدار الآخرة تسبق، فها هو مولاك، قد دعاك وأغراك: ﴿ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فِي رَوْضَاتِ الْجَنَّاتِ لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ ﴾ [الشورى: 22].

أُعطيت ملكًا فسُس ما أنت مالكُهُ
من لم يسُس ملكَه فالملك قاتلُهُ
وبادر العمر فالساعات تنهبهُ
وما انقضى بعضه لم يبقَ كاملُه
وليس ينفع بعد الموت عض يدٍ
من نادمٍ وَلَوَ انْبَتَتْ أناملُهُ

 

فجدَّ أخيّ هذه مواسم الخيرات فاغتنمها وبادر، وهذا إبَّانُ الزرع فهلا كنت للخير باذرًا؟!

 

فطوبى لمن جوَّع نفسه ليوم الشبع الأكبر، طوبى لمن أظمأ نفسه ليوم الرِّي الكامل، طوبى لمن ترك شهوة حاضرة لموعد غيب لم يره، طوبى لمن ترك طعامًا في دار تنفد لدار أكلها دائم وظلها![13]

كبرتْ همة عبدٍ
طمعت في أنْ تراكا
من يصم عن مفطراتٍ
فصيامي عن سواكا

 

 

فاعرفْ خطرَك، واغضضْ بصرَك، وسلِّم العبادة خالصًة لـمَن فطرك، ولا تترك شيئًا ممّا ندبَك إليه وأمرَك، واحمل قنديل الأمل، لرؤية فجر الأجل[14]، ﴿ وَتَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ * الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ * وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ * إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ﴾ [الشعراء: 217-220].

 

اللهم أعِنَّا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك، اللهم افتح أقفال قلوبنا بذكرك، وأتمم علينا نعمتك من فضلك، واجعلنا من عبادك الصالحين.

 

اللهم اهدنا بهداك، واجعلنا ممن يسارع في رضاك، ولا تكلنا لأحد سواك، ولا تجعلنا ممن خالف أمرك وعصاك.

 

اللهم لا تجعلنا من المُضيِّعِين، ولا تجعلنا من المُفرِّطين.



[1]رواه البخاري في صحيحه (2014)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، باب فضل ليلة القدر(3/ 45)، ورواه مسلم (760)، باب الترغيب في قيام رمضان (1/ 523).

[2]رواه البخاري في صحيحه (37)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، باب تطوع قيام رمضان من الإيمان (1/ 16)، ورواه مسلم (759)، باب الترغيب في قيام رمضان (1/ 523).

[3]رواه البخاري (1904)، باب وجوب صوم رمضان، ومسلم (1151)، باب فضل الصيام.

[4] وحي القلم (2/ 59).

[5] مسند أحمد (7148)، سنن النسائي (2106)، المنتخب من مسند عبد بن حميد (1429)، شعب الإيمان (3328).

[6] رواه البخاري (1899).

[7] رواه مسلم (1079).

[8] رواه البخاري (3277).

[9] رواه مسلم (1079).

[10] رواه الترمذي (682)، وابن ماجه (1642)، وابن حبان (3435)، والحاكم (1532)، والبيهقي في الشعب (3327).

[11] مجلس شهر رمضان، لابن الجوزي.

[12] مقامات ابن الجوزي.

[13] لطائف المعارف (1/ 72).

[14] مقامات ابن الجوزي.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • من الطارق؟ أنا رمضان (خطبة)
  • خطبة: مجاهدة النفس في أواخر رمضان

مختارات من الشبكة

  • علمني رمضان(مقالة - ملفات خاصة)
  • "رمضان ليس من أجل رمضان، رمضان من أجل بقية السنة"(مقالة - ملفات خاصة)
  • حال السلف في رمضان(مقالة - آفاق الشريعة)
  • فانوس رمضان ( قصة قصيرة )(مقالة - حضارة الكلمة)
  • هيا بنا نستقبل رمضان؟ (استعداد)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • انتصف رمضان فاحذر!(مقالة - آفاق الشريعة)
  • شهر رمضان شهر مبارك وشهر عظيم(مقالة - ملفات خاصة)
  • من حصاد رمضان (1)(مقالة - ملفات خاصة)
  • استعراض الصحف الإيطالية لشهر رمضان 2014 في إيطاليا(مقالة - ملفات خاصة)
  • استقبال شهر رمضان: رمضان فرصة للتغيير (خطبة)(مقالة - ملفات خاصة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مسابقة للأذان في منطقة أوليانوفسك بمشاركة شباب المسلمين
  • مركز إسلامي شامل على مشارف التنفيذ في بيتسفيلد بعد سنوات من التخطيط
  • مئات الزوار يشاركون في يوم المسجد المفتوح في نابرفيل
  • مشروع إسلامي ضخم بمقاطعة دوفين يقترب من الموافقة الرسمية
  • ختام ناجح للمسابقة الإسلامية السنوية للطلاب في ألبانيا
  • ندوة تثقيفية في مدينة تيرانا تجهز الحجاج لأداء مناسك الحج
  • مسجد كندي يقترب من نيل الاعتراف به موقعا تراثيا في أوتاوا
  • دفعة جديدة من خريجي برامج الدراسات الإسلامية في أستراليا

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 29/11/1446هـ - الساعة: 21:31
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب