• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    طريق لا يشقى سالكه (خطبة)
    عبدالله بن إبراهيم الحضريتي
  •  
    خطبة: مكانة العلم وفضله
    أبو عمران أنس بن يحيى الجزائري
  •  
    خطبة: العليم جلا وعلا
    الشيخ الدكتور صالح بن مقبل العصيمي ...
  •  
    في تحريم تعظيم المذبوح له من دون الله تعالى وأنه ...
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    كل من يدخل الجنة تتغير صورته وهيئته إلى أحسن صورة ...
    فهد عبدالله محمد السعيدي
  •  
    محاضرة عن الإحسان
    د. عطية بن عبدالله الباحوث
  •  
    ملامح تربوية مستنبطة من قول الله تعالى: ﴿يوم تأتي ...
    د. عبدالرحمن بن سعيد الحازمي
  •  
    نصوص أخرى حُرِّف معناها
    عبدالعظيم المطعني
  •  
    فضل العلم ومنزلة العلماء (خطبة)
    خميس النقيب
  •  
    البرهان على تعلم عيسى عليه السلام القرآن والسنة ...
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    الدرس السادس عشر: الخشوع في الصلاة (3)
    عفان بن الشيخ صديق السرگتي
  •  
    القرض الحسن كصدقة بمثل القرض كل يوم
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    الليلة التاسعة والعشرون: النعيم الدائم (2)
    عبدالعزيز بن عبدالله الضبيعي
  •  
    حكم مشاركة المسلم في جيش الاحتلال
    أ. د. حلمي عبدالحكيم الفقي
  •  
    غض البصر (خطبة)
    د. غازي بن طامي بن حماد الحكمي
  •  
    كيف تقي نفسك وأهلك السوء؟ (خطبة)
    الشيخ محمد عبدالتواب سويدان
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / منبر الجمعة / الخطب / العبادات / الصلاة وما يتعلق بها
علامة باركود

أخطاؤنا في الصلاة

الشيخ أحمد الفقيهي

المصدر: ألقيت بتاريخ: 25 /5 /1429هـ
مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 14/11/2009 ميلادي - 26/11/1430 هجري

الزيارات: 39112

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

أخطاؤنا في الصلاة

 

عباد الله:
تعدَّدت الآيات والنِّداءات من ربِّ الأرْباب في القُرآن الكريم بالحثِّ على الصَّلاة والأمر بها، وبيان جزيل الأجْر والثَّواب لِمن حافظ عليْها، ومع تَكْرار تِلْك النِّداءات إلاَّ أنَّ الملفت حقًّا هو عدَم وجود آيةٍ واحدة في كِتاب الله يأمُر الله من خِلالها عبادَه بالصَّلاة بلفظ: "أدُّوا الصَّلاة" أو "افعلوا الصلاة"، بل كان النداء الربَّاني للمسلمين جميعًا بقوله: "أقيموا الصَّلاة"، وشتَّان ما بين أداء الصَّلاة وفعلِها وبين إقامة الصَّلاة.

يقول ابن سعدي رحمه الله تعليقًا على قولِه تعالى: ﴿ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ ﴾ [البقرة: 3]: لم يقل: يفعلون الصلاة، أو يأتون الصلاة؛ لأنَّه لا يكْفي فيها مجرَّد الإتيان بصورتِها الظَّاهرة، فإقامة الصَّلاة إقامتها ظاهرًا بإتْمام أرْكانِها وواجباتها وشروطها، وإقامتها باطنًا بإقامةِ رُوحِها، وهو حضور القلْب فيها، وتدبُّر ما يقوله ويفعله منها، فهذه الصَّلاة هي التي قال الله عنْها: ﴿ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ ﴾ [العنكبوت: 45]، وهي التي يترتَّب عليْها الثَّواب، فلا ثوابَ للإنسان من صلاتِه إلاَّ ما عقل منها، ويدخُل في الصَّلاة فرائضُها ونوافلها". اهـ.

أيُّها المسلمون:
الصَّلاة عبادة توقيفيَّة يَجب على المسلِم أن يؤدِّيها كما شرع الله تعالى، وبيَّن رسولُه صلَّى الله عليه وسلَّم دون زيادةٍ أو نقْصان، أو تبْديل أو تحريف، بل كما أمر عليْه الصَّلاة والسَّلام: ((صلُّوا كما رأيتموني أُصَلِّي))؛ رواه البخاري.

وإنَّ من المؤسف عباد الله:

تهاونَ كثيرٍ من النَّاس بالصَّلاة، وتضْييعهم لها، وتكاسلهم عنها، وتفريطهم في أركانِها وواجباتها وشروطها، فضلاً عن سُنَنها ومستحبَّاتها، حتَّى وُجِد في النَّاس مَن يصلِّي صلاةً ليستْ على هدْي رسولِ الله، ولا على شرْعِه، لا يعرف منها إلاَّ رسْمها وصورتها فقط، وهذه وقفات أيُّها المسلِمون مع بعْض مِن مخالفات المصلين في صلاتهم؛ رجاءَ أن تكون صلاتُهم صحيحة مقْبولة، مستوجبة للأجْر والثَّواب.

عباد الله:
إنَّ من أعظم مُخالفات النَّاس في الصَّلاة هجرَهم المساجدَ، وتفريطهم في الصَّلاة مع جماعة المسلمين، ولو كان يسَع أحدًا عذر لوسَّع النَّبيُّ الرَّحيم بأمَّته صلَّى الله عليه وسلَّم لذلك الشَّيخ الكفيف الَّذي يفصِل بينه وبين المسجد وادٍ كثير السِّباع والهوامّ، فقال: يا رسولَ الله، إنَّه ليْس لي قائدٌ يقودُني إلى المسجِد، فسأل رسولَ الله صلَّى الله عليه وسلَّم أن يُرخِّص له فيصلي في بيته، فرخَّص له، فلمَّا ولى دعاه، فقال: ((هل تسمع النِّداء بالصلاة؟)) قال: نعم، قال: ((فأجب))، وفي رواية: ((فإني لا أجد لك رخصة)).

فهل يا عباد الله:
يجد رخصةً في ترْك الجُمَع والجماعات مَن أفاء الله عليْه ببيْتٍ لا يكاد يفصلُه عن المسجد إلاَّ بضعة أمتار، والطُّرق معبَّدة، والهوامّ نافِرة، والقوى مكتملة؟!

 

رجل أعمى لا يَجد له الحبيب صلَّى الله عليه وسلَّم عذرًا في ترْك الجماعة، فيا تُرى ما هو عذْر الأصحَّاء الأقْوياء في ترْك الجماعة؟!

عباد الله:
لقد غدا التأخُّر عن الصلاة والزُّهد في الصَّفّ الأوَّل وتكبيرة الإحرام من السِّمات الغالبة عند بعض الناس، تفوتُهم تكبيرة الإحرام مع فضْلِها، والرَّكعة الأولى، وقد لا يُدْرِك أحدُهم من الصَّلاة إلاَّ ربعَها، وقد كان السَّلف رحِمهم الله تعالى يُفاخِرون عند موتِهم بالمحافظة على تكْبيرة الإحرام، حتَّى كان بعضُهم يقول: ما فاتتْني تكبيرة الإحْرام مع الجماعة منذ ستّين سنة.

قال صلَّى الله عليه وسلَّم: ((لو يعْلم النَّاس ما في النِّداء والصَّفِّ الأوَّل ثمَّ لم يَجِدوا إلاَّ أن يستهِموا عليه لاستهموا، ولو يعلم النَّاس ما في التَّهْجير لاستبقوا إليْه، ولو يعلمون ما في العتمة والصُّبح لأتوْهُما ولو حبوًا))؛ متَّفق عليه.

أيُّها المسلمون:
إنَّ مِن أدَب المشْي إلى الصَّلاة أن يستعدَّ لها المسلِم متى ما نُودي لها، يأتي إليْها بسكينةٍ ووقار، سكينة في الألفاظ والحركة، ووقار في الهيْئة؛ لأنَّه مقبل على مكان يقِف فيه بين يدَي ملك الملوك عزَّ وجلَّ.

قال صلَّى الله عليه وسلَّم: ((إذا سمعْتُم الإقامة فامشُوا إلى الصَّلاة وعليْكُم السَّكينة والوقار، ولا تُسْرِعوا))؛ أخرجه البخاريُّ ومسلم.

عباد الله:
ما بالُ أقوام يأتي أحدُهم إلى لقاء ربِّه بثياب النَّوم، وبثياب العمل والمهنة، ومنهم مَن يأتي بثياب ضيِّقة أو شفَّافة تصِف العورة وتحدِّدها، ويزداد الأمرُ إيلامًا عندما يصلِّي المصلِّي وهو يَحمل صورةً أو شعاراتٍ لأهل الكُفْر والنفاق، أو يصلِّي بثياب الكُفْر ولباسهم الَّذي تميَّزوا به عن المسلمين، وقد نصَّ العُلماء على أنَّ مِن شرْط صحَّة الصَّلاة أن يستُر الإنسانُ ما بين سرَّتِه وركبته، وإذا كانت السَّراويل قصيرةً لا تستر ما بين السرَّة والركبة، أو كانت الثِّياب شفَّافة تبيِّن لون البشرة، فإنَّ المصلي حينئذٍ لا يكون ساترًا لعورتِه التي يجب سترُها، ولو صلَّى بهذه الملابس فصلاتُه باطلة؛ لأنَّ الله تعالى أمر بأخْذ الزِّينة عند الصَّلاة، وأقلّ ما يُمكن ستْرُه ما بين السرَّة والركبة، وهو أدْنى ما يحصل به امتِثال قوْلِ الله عزَّ وجلَّ: ﴿ يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ ﴾ [الأعراف: 31]، وإذا كان الإنسان إذا خرج لعملِه، أو لمناسبةٍ من المناسبات، أو لمقابلة مسؤول من النَّاس أو ملكٍ أو أميرٍ من أهل الدٌنيُا يستحْيي أن يَخرج بثياب لا تستُر، فكيف لا يستحيي أن يقِف بين يدَي ملك الملوك - عزَّ وجلَّ - بثيابٍ هو قادر على التجمُّل بأحسنَ منها؟!

عاتب ذات يوم عبدالله بن عمر مولاه نافعًا حينما رآه مرَّة يصلِّي في خلْوته بثوبٍ واحد، فقال له: "ألَم أكسُك ثوبين؟" قال: بلى، قال: "أفكنت تخرُج إلى السوق في ثوب واحد؟" قال: لا، قال: "فالله أحق أن يتجمَّل له"؛ أخرجه الطحاوي بسند صحيح.

ورآه مرَّة أخرى يصلِّي وهو حاسرُ الرأس، فقال له: "غطّ رأسَك، هل تَخرج إلى النَّاس وأنت حاسِر الرَّأس؟" قال: لا، قال: "فالله أحقّ أن تتجمَّل له"، قال العلامة ابن عثيمين رحِمه الله: وهذا صحيح لِمن عادتُهم أنَّهم لا يحسرون عن رؤوسهم".

أيُّها المسلمون:
ومما له تعلُّق بهيئات اللباس المنهيّ عنْها في الصلاة: تشْمير الثياب وأكْمام الثياب، حيثُ نَهى الشَّرع عن كفّ الكُمّ ولفّه، وكفُّ الكمّ: جذبه حتَّى يرتفع، ولفُّه: أن يطويَه حتَّى يرتفع، ويشمل النَّهي كذلك كف الثَّوب ولفه، كما لو كفَّه كلَّه من أسفل، أو كفَّ بعضه كالأكمام، أو لفَّ الثوب بأن يطويَه حتَّى يحزمه على بطنِه، ولا فرق بين أن يفعلَ ذلك عند الصَّلاة من أجل الصلاة، أو أن يفعل ذلك لعملٍ قبْل الصَّلاة، كما لو كان في عملٍ معيَّن، وقد كفَّ كمَّه أو ثوْبَه أو لفَّهما ثمَّ جاء يصلِّي، فيُقال له: أطلِقِ الكمَّ أو الثوب وفكَّ اللفة؛ لأنَّ من أخذ الزينة عند الناس أن يكون الثوب مرسلاً غير مكفوف، وربَّما يؤْجَر الإنسان على كلِّ ما يتَّصل به ممَّا يباشر الأرض؛ فلهذا جاء النهي عن ذلك، والدليل على ذلك ما جاء عنِ ابن عبَّاس رضِي الله عنْهما قال: قال النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم: ((أُمِرتُ أن أسجُد على سبعة أعظُم، ولا أكفَّ شعرًا ولا ثوبًا))؛ رواه البخاري ومسلم. 

عباد الله:
إنَّ تغْطية المصلِّي وجْهَه ووضْعه اللِّثام على فمِه وأنفِه، كأن يضع الغترة أو العمامة على فمِه وأنفه أو يغطِّي بها وجهه - من الأُمور الَّتي رُوي عن النَّبيِّ صلَّى الله عليْه وسلَّم نهيُه عنها؛ لأنَّها تكون حائلةً بين المصلِّي وبين سجوده، وقد تؤدِّي إلى عدم بيان الحروف عند القراءة والذِّكْر، لكن لوِ احتاج الإنسان إلى تغْطية وجْهِه أو وضْع اللثام على وجهه وأنفِه لسببٍ من الأسباب، كعطاس أو تثاؤب أو وجود رائِحة تؤْذيه في الصَّلاة فلا بأْس بذلك؛ للحاجة إليه.

أيُّها المسلمون:
إذا دخل أحدُكم المسجد، فلا يجوز له الجلوسُ حتَّى يصلِّي ركعتَين؛ لنهْي المصْطفى صلَّى الله عليه وسلَّم عن ذلك، فإن كان قد أذّن فإنَّه يصلّي الرَّاتبة إذا كان للصَّلاة المقصودة راتبة، وإن لم يكُن لها راتبة فيصلِّي المسلم ركعتَين سنَّة ما بين الأذانين؛ لأنَّ بين كلِّ أذانين صلاة، وتجزئ هذه الصَّلاة - أعْني: سنَّة ما بين الأذانين أو الرَّاتبة - عن تحيَّة المسجد؛ لأنَّ قوْل النَّبيِّ صلَّى الله عليْه وسلَّم: ((إذا دخل أحدُكم المسجد فلا يجلس حتَّى يصلِّي ركعتين)) يصدُق على مَن صلَّى الرَّاتبة، أو سنَّة ما بين الأذانين.

أيُّها المسلمون:
وإذا أقيمَتِ الصَّلاة فلا صلاةَ إلاَّ المكتوبة - كما روى مسلمٌ في صحيحه - فعلى المسلِم أن يقطع صلاةَ النَّافلة ليدرك تكبيرة الإحرام مع الجماعة، ما لم يكُن المصلِّي في آخر الصلاة، فلا بأس حينئذٍ من إتمامها خفيفة، وأمَّا الشروع في صلاة النافلة أثْناء إقامة الصَّلاة أو بعدها فهو من الأمور المحرَّمة التي نَهى عنْها النَّبي صلَّى الله عليه وسلَّم.

عباد الله:
ما بالُ أقوام يَجهرون بنيَّاتهم عند ابتداء الصَّلاة، يقول أحدُهم: نويت أن أصلِّي كذا وكذا، وفئام منهم لا يَجهرون بالنيَّة لكن يتلفَّظون بها سرًّا، وهذا كلّه من البدع المنكرة؛ لأنَّ النّيَّة محلّها القلب، وليستْ من أعمال الجوارح، وهي سهلة وترْكها هو الشَّاقّ، فإذا توضَّأ المسلم وخرج من بيتِه إلى الصَّلاة، فهو بلا شكٍّ قد نوى، ولم يأْت به إلى المسجد سوى نيَّة الصلاة، بل قال بعْض أهل العلْم: لو كلفنا الله عملاً بلا نيَّة لكان من تكليف ما لا يطاق.

 

ولهذا قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: النيَّة تتبع العِلم، فمن علِم ما أراد فعلَه فقد نواه؛ إذ لا يمكن فعله بلا نيَّة، ويقول ابن القيم رحمه الله تعالى: كان صلَّى الله عليه وسلَّم إذا قام إلى الصَّلاة قال: الله أكبر، ولم يقُل شيئًا قبلها، ولا تلفَّظ بالنية ألبتَّة، ولا قال: أصلِّي لله صلاة كذا مستقْبل القبلة أربَع ركعات إمامًا أو مأمومًا، لم يَنقل عنه أحدٌ قطّ بإسناد صحيحٍ ولا ضعيف لفظةً واحدة منها ألبتَّة، بل ولا عن أحدٍ من أصحابه، ولا استحْسَنه أحدٌ من التَّابعين، ولا الأئمَّة الأربعة.

عباد الله:
لقد أمر النَّبي صلَّى الله عليه وسلَّم بتسْوية الصفوف، وحذَّر العباد من مُخالفة أمره وترْكهم تسْوية الصفوف، فقال: ((سوُّوا صفوفَكم، فإنَّ تسْوية الصَّفِّ من تَمام الصَّلاة))؛ متَّفق عليه، وفي الحديث الآخَر قال: ((عباد الله، لتسوُّن صفوفَكم، أو ليخالفَنَّ الله بين وجوهِكم))؛ أخرجه الشَّيخان، وتسْوية الصفوف تكون بالتَّساوي، بحيث لا يتقدَّم أحدٌ على أحد، والمعتبر في ذلك المناكب في أعْلى البدن، والأكعب في أسفل البدن.

أيها المسلمون:
إنَّ تسوية الصّفوف في الصَّلاة واجبة على المأْمومين، وإنَّ جماعة المأمومين إذا لَم يسوُّوا صفوفَهم فهم آثِمون، كما رجَّح ذلك بعضُ أهْل العلم ومنهُم شيخ الإسْلام ابن تيميَّة رحمه الله تعالى وقد بوَّب البخاري رحمه الله في صحيحِه: "باب إثم مَن لم يتمَّ الصفوف".

إنَّ ممَّا عمَّت بها البلوى عباد الله ترْكَ تسوية الصفوف، فأحدُ المصلِّين يتقدَّم قليلاً عن الصَّفّ، وآخَر يبتعِد عن صاحبه، وثالث يفتح الفرج للشَّيطان، ولقد كان الصَّحابة رضِي الله عنهم يَحرصون على تسوية الصفوف في الصَّلاة، وكان عمر رضِي الله عنْه يوكِّل رجالاً بإقامة الصّفوف، ولا يكبِّر حتَّى يُخبَر أنَّ الصفوف قد استوت، وقد كان أنسُ بن مالك يُنكِر من يتهاون في تسوية الصفوف ويقول: لقد رأيتُ أحدَنا يلزق منكبَه بمنكب صاحبِه، وقدَمه بقدمِه، ولو ذهبت تفعل ذلك اليوم، لترى أحدَهم كأنَّه بغل شموس - يعني: ينفر من إلْصاق قدمك بقدمه.

يقول العلامة ابن عثيمين رحمه الله تعالى: إلْصاق القدَم بالقدم والمنكب بالمنكب لأمرين، الأمر الأول: تسوية الصفوف واستقامتها، الأمر الثَّاني: سدّ الفرج والخلل؛ وبذلك يعلم خطأ مَن فهم من فعل الصَّحابة أنَّهم يفرجون بين أرجُلهم حتَّى يلزق أحدهم قدمه بقدم صاحبه، مع تباعُد ما بين مناكبهم، فإنَّ هذا بدعة لا يحصل بها اتّباع الصَّحابة رضِي الله عنهم ولا يحصُل بها سدّ الخلل.

عباد الله:
إنَّ الصِّبيان إذا تقدَّموا إلى مكان، فهم أحقّ به من غيرهم؛ لعموم الأدلَّة على أنَّ مَن سبق إلى ما لم يَسبق إليه أحد فهو أحقّ به، والمساجد بيوت الله، يستوي فيها عبادُ الله، فإذا تقدَّم الصبيُّ إلى الصَّفِّ الأوَّل وجلس فليكُن في مكانه، وأمَّا قولُه صلَّى الله عليه وسلَّم: ((ليلنِّي منكم أولو الأحلام والنُّهى))؛ أخرجَه مسلم، فمرادُه صلَّى الله عليه وسلَّم حثّ البالغين العقلاء على التقدُّم، لا تأخير الصِّغار عن أماكنهم.

اللَّهُمَّ علِّمْنا ما ينفعُنا وانفعْنا بما علَّمتَنا، وزدنا علمًا وعملاً يا ذا الجلال والإكرام.

أقول ما تسمعون عباد الله، وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم ولسائر المسلمين، من كل ذنب وخطيئةٍ فاستغفروه.



الخطبة الثانية

الحمد لله ربِّ العالمين، الرَّحمن الرحيم، ولا عدْوان إلاَّ على الظَّالمين، والصَّلاة والسَّلام على المبعوث رحْمة للعالمين، نبيِّنا محمَّد وعلى آله وصحْبه والتَّابعين ومَن تبِعَهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، أمَّا بعد:


فيا عباد الله:
الصَّلاة في الإسلام منزلتُها رفيعة، ومكانتُها عظيمة، جعلها الإسلام في المرْتبة الثَّانية بعد الشَّهادة بالتَّوحيد والرسالة، وهي آخِر ما أوْصى به النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم أمَّتَه، وهو في سكرات الموْت، حتَّى جعَل صلَّى الله عليه وسلَّم يُلَجْلِجها في صدْرِه وما يفيض بها لسانه؛ كما عند أحمد وابن ماجه.

 

الصَّلاة أيُّها المسلمون هي أوَّل ما يُحاسَب عليه العبدُ من عمله يوم القيامة، فإنْ صلحتْ قُبِل سائر عمله، وإن ردَّت ردَّ سائر عمله.

ألا فاتَّقوا الله عباد الله، أقيموا الصَّلاة كما أمر الله، واستنُّوا واقتدوا بسنَّة رسولِه تفوزوا وتُفْلِحوا.

ثمَّ صلُّوا على مَن أُمِرْتم بالصَّلاة والسَّلام عليه.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • الصلاة وحكمة تشريعها
  • العناية بالصلاة والخشوع فيها
  • حكم المحافظة على الصلاة وعقوبة من أضاعها
  • الحث على الصلاة وأدائها جماعة
  • نماذج من شروط الصلاة وأركانها
  • نماذج من أحكام الصلاة
  • وجعلت قرّة عيني في الصلاة
  • حي على الصلاة
  • حافظوا على الصلاة
  • حكم تأخير الصلاة
  • مجموعة رسائل في الصلاة
  • الصلاة ومكانتها في الإسلام
  • صلاة الروح والبدن
  • هيئات وحركات منهي عنها في الصلاة
  • ارجع فصل فإنك لم تصل
  • أهمية الصلاة ومكانتها
  • الاطمئنان في الصلاة.. الركن الغائب
  • في التحذير من التكاسل عن الصلاة (1)
  • ملخص مبطلات الصلاة
  • الطمأنينة والقراءة في الصلاة من العمدة في الأحكام لتقي الدين المقدسي
  • أخطاء في الطهارة والصلاة
  • السترة في الصلاة وما يسن فيها (السترة والمرور بين يدي المصلي)
  • الأمور المباحة والمكروهة في الصلاة
  • لو تكلم من سلم ناسيا لمصلحة الصلاة وكان كلامه كثيرا

مختارات من الشبكة

  • أخطاؤنا في رمضان... الأخطاء الخاصة بالنساء (WORD)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • الخطأ الطبي إشكالية قانون أم ضمير؟(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • القدوة وتصحيح الأخطاء(مقالة - آفاق الشريعة)
  • أخطاء المزكين: من أخطاء الناس في باب الزكاة (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • أخطاؤنا في أفراحنا (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • عرض كتاب: أخطاؤنا في تربية الأبناء(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • قولي صواب يحتمل الخطأ، وقول المخالف خطأ يحتمل الصواب(مقالة - آفاق الشريعة)
  • زوجتي ترد علي الخطأ بالخطأ(استشارة - الاستشارات)
  • هل نتعلم بحجم أخطائنا؟!(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • أخطاؤنا كيف نعالجها ؟(مادة مرئية - موقع الشيخ عبدالله بن عبدالعزيز بن عقيل العقيل)

 


تعليقات الزوار
1- félicitation
kemamine - Algérie 20-11-2016 04:50 PM

السلام عليكم عذرا لأني لم أحسن اللغة هذا جميل جدا من طرفكم
Bonjour je vous félicite pour votre tâche que vous faite franchement c'est intéressant travail que vous avez fais votre site me plais beaucoup je vous fais savoir pour les quelques lignes que je porte an langue Arabe je l'ais fais à l'aide de google traduction et copie coller et je vous présente toutes mes excuse cordialement Fetheddine

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 16:33
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب