• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    حقوق الأولاد (1)
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    التلاحم والتنظيم في صفوف القتال في سبيل الله...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
  •  
    أسس التفكير العقدي: مقاربة بين الوحي والعقل
    الشيخ حذيفة بن حسين القحطاني
  •  
    ابتلاء مبين وذبح عظيم (خطبة)
    د. محمود بن أحمد الدوسري
  •  
    فضل من يسر على معسر أو أنظره
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    حديث: لا طلاق إلا بعد نكاح، ولا عتق إلا بعد ملك
    الشيخ عبدالقادر شيبة الحمد
  •  
    كونوا أنصار الله: دعوة خالدة للتمكين والنصرة
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
  •  
    لا تعير من عيرك
    نورة سليمان عبدالله
  •  
    من مائدة التفسير: سورة النصر
    عبدالرحمن عبدالله الشريف
  •  
    أربع هي نجاة الإنسان في الدنيا والآخرة (خطبة)
    د. أحمد بن حمد البوعلي
  •  
    وحدة المسلمين (خطبة)
    د. غازي بن طامي بن حماد الحكمي
  •  
    المسارعة إلى الاستجابة لأمر الله ورسوله صلى الله ...
    د. أمين بن عبدالله الشقاوي
  •  
    فوائد وأحكام من قوله تعالى: { إذ قال الله يا عيسى ...
    الشيخ أ. د. سليمان بن إبراهيم اللاحم
  •  
    نعمة الماء (خطبة)
    الشيخ محمد عبدالتواب سويدان
  •  
    تدبر خواتيم سورة البقرة
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    قال ما أظن أن تبيد هذه أبدا (خطبة)
    حسان أحمد العماري
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / منبر الجمعة / الخطب / الرقائق والأخلاق والآداب
علامة باركود

خطبة: اللسان

خطبة: اللسان
الدكتور أبو الحسن علي بن محمد المطري

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 10/11/2024 ميلادي - 8/5/1446 هجري

الزيارات: 5452

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

خطبة: اللسان

 

الخطبة الأولى

إن الحمد لله، نحمَده تعالى ونستعينه ونستغفره، ونعوذ به من شرور أنفسنا ومِن سيئات أعمالنا، مَن يَهده الله فلا مُضل له، ومَن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده ربي لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله:

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102].

 

﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللَّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء: 1].

 

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 70 - 71].

 

أما بعد:

فإن خير الكلام كلام الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.

 

معاشر المؤمنين، إن الله جل وعلا يأمُرنا بالقول السديد؛ ذلك أن أقوالنا مسجلة علينا لا يخفى على الله شيءٌ منها، إلا أن الله جل وعلا جعل من الملائكة كاتبين لها، وكفى بشهادة الله شهادةً، ولكن ابن آدم يوم القيامة لا يرضى إلا بشاهدٍ من نفسه، فكيف بشهادة الله وبشهادة ملائكة الله الذين خصَّصهم الله لذلك، إن دل ذلك على شيء، فإنما يدل على عِظم القول، إن كان خيرًا فأمرٌه عظيم وأجره كثيرٌ، وإن كان شرًّا فضرره عظيم.

إن اللسان صغيرٌ جِرمُه وله
جُرم كبيرٌ كما قد قيل في المثلِ

والمراد بالمثل: اللسان صغير جِرمه، كبير جُرمه، فهو حجمه صغير، لكن أمره وشأنه عظيم عند رب العالمين؛ لذا جعل الله للعبد لسانًا واحدًا، وجعل له عينين وأذنين؛ ليكون من ذلك اعتبار واتِّعاظ، وليكون كلامه أقلَّ من نظراته وسمعه، فخطر هذا اللسان ربما أوجب لصاحبه نكسة رأس في الدنيا، أو سبَّب له قرحة في المعدة، أو جلطة في الدماغ، وربما أدخله السجن وألحق به والعياذ بالله كثيرًا من الآفات الدنيوية، ناهيك عن عذاب القبر، ناهيك عن العذاب الأخروي، كما ستسمعون شيئا من ذلك إن شاء الله، وتأملوا بجلاء قول ربنا سبحانه: ﴿ مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ﴾ [ق: 18].

 

ففي قوله: ﴿ مِن قَوْلٍ ﴾ نكرة في سياق النفي تفيد العموم؛ كما يقول الأصوليون، حتى على مستوى الأنين والتوجع عند المرضى، فإنه يُحسب ذلك على ابن آدم، ويقول سبحانه: ﴿ هَذَا كِتَابُنَا يَنطِقُ عَلَيْكُم بِالْحَقِّ إِنَّا كُنَّا نَسْتَنسِخُ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾ [الجاثية: 29]، وقال سبحانه: ﴿ وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولًا ﴾ [الإسراء: 36]، ومعنى لا تقف؛ أي لا تتَّبع ولا تقل ما لا تعلَمه، فربما ألقيتَ بنفسك إلى الهلكة، وقال جل وعلا: ﴿ وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ * كِرَامًا كَاتِبِينَ * يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ ﴾ [الانفطار: 10 - 12]، فهناك ملائكة خصَّصهم الله – عز وجل – لكتابة أعمال بني آدم من الخير والشر من الحسنات والسيئات، فهي ملائكة تسير معنا، تقيل حيث قِلنا، وتبيت حيث بِتنا، وترافقنا حيث ما كنا، لذلك قال بعضهم: ألا تستحيي من الملائكة التي تستحيي من الله، هذه الملائكة الذين خلقهم الله – عز وجل – وجعل لهم وظائف عظيمة، فمن ضمن هذه الوظائف أن يقوموا بكتابة الحسنات والسيئات، فإذا ما أنكر العبد يوم القيامة، جيء بهؤلاء الشهود، بل هناك شهود آخرون يشهدون على ابن آدم، أتدرون ما هم يا عباد الله؟ هذه الأعضاء التي نحملها ونحافظ عليها من الحر والبرد ومن الجوع والعطش ومن العري، التي خدمناها أيما خدمة، إنهما تفضحنا في ذلك اليوم؛ يقول سبحانه: ﴿ الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُم بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ﴾ [يس: 65]، ويقول: ﴿ حَتَّى إِذَا مَا جَاؤُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [فصلت: 20].

 

فجسدُك يا بن آدم، أتستطيع أن تكلم جسدَك، يشهد عليك الوجه، ويشهد عليك الجنب، ويشهد عليك الذكَر، وتشهد عليك العين، وتشهد عليك الأذن، تشهد الأعضاء كلها، فإذا ما خُلِّي بينك وبين الكلام بعد أن خُتم على فِيكَ، هنالك تخاطب هذه الأعضاء، تقول: بعدًا لَكُنَّ، وسحقًا من أجْلِكُنَّ كنت أُناضل.

يا خادمَ الجسمِ كم تَسعى لخدمته
أتطلُب الربحَ مما فيه خسرانُ
أقبِل على الرُّوح فاستكمِل
فأنت بالرُّوح لا بالجسم إنسانُ

 

وتبسَّم النبي صلى الله عليه وسلم مرة أمام أصحابه، فَقَالَ: «هَلْ تَدْرُونَ مِمَّ أَضْحَكُ»، قَالَ: قُلْنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: «مِنْ مُخَاطَبَةِ الْعَبْدِ رَبَّهُ يَقُولُ يَا رَبِّ أَلَمْ تُجِرْنِي مِنَ الظُّلْمِ، قَالَ يَقُولُ بَلَى، قَالَ فَيَقُولُ فَإِنِّي لاَ أُجِيزُ عَلَى نَفْسِي إِلاَّ شَاهِدًا مِنِّي، قَالَ فَيَقُولُ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ شَهِيدًا، وَبِالْكِرَامِ الْكَاتِبِينَ شُهُودًا، قَالَ: فَيُخْتَمُ عَلَى فِيهِ فَيُقَالُ لأَرْكَانِهِ انْطِقِي، قَالَ فَتَنْطِقُ بِأَعْمَالِهِ، قَالَ: ثُمَّ يُخَلَّى بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْكَلاَمِ، قَالَ: فَيَقُولُ: بُعْدًا لَكُنَّ وَسُحْقًا، فَعَنْكُنَّ كُنْتُ أُنَاضِلُ».

 

هذه شهادة وكذا شهادة الأرض، ﴿ إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا * وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا * وَقَالَ الْإِنْسَانُ مَا لَهَا * يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا * بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا * يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا لِيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ * فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ ﴾ [الزلزلة: 1 - 8]، فهذه الأرض تشهد بما فعل على ظهرها، فهي شهادات كثيرة، شهادة رب العالمين ﴿ إِنَّ رَبَّهُمْ بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَخَبِيرٌ ﴾ [العاديات: 11].

 

شهادة الملائكة، شهادة الأرض: شهادة الملائكة هذه شهادات كثيرة على الأقوال، وعلى الأعمال، بل على النيات ما كان العبد قد نواه في قلبه، فإن الله عز وجل يعلم ذلك كله إذا وفد العبد على ربه في يوم مقداره خمسين ألف سنة، لذا يا عباد الله وجب علينا أن نُراقب الله سبحانه، ولا سيما فيما يتعلق بحصاد الألسن، وما يكون ناتجًا من هذا اللسان الذي نتكلم به صباحًا ومساءً، فربما جرَّ اللسان أحدنا إلى جهنم وبئس القرار؛ لذا يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يتبيَّن فيها، فيَزِل بها في النار أبعد ما بين المشرق والمغرب)، وهذا معاذ بن جبل يأتي إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فيقول: أَخْبِرْنِي بِعَمَلٍ يُدْخِلُنِي الْجَنَّةَ قَالَ: بَخٍ لَقَدْ سَأَلْتَ عَنْ عَظِيمٍ وَهُوَ يَسِيرٌ عَلَى مَنْ يَسَّرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ تُقِيمُ الصَّلَاةَ الْمَكْتُوبَةَ وَتُؤَدِّي الزَّكَاةَ الْمَفْرُوضَةَ وَتَلْقَى اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَا تُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا أَوَلَا أَدُلُّكَ عَلَى رَأْسِ الْأَمْرِ وَعَمُودِهِ وَذُرْوَةِ سَنَامِهِ أَمَّا رَأْسُ الْأَمْرِ فَالْإِسْلَامُ فَمَنْ أَسْلَمَ سَلِمَ وَأَمَّا عَمُودُهُ فَالصَّلَاةُ وَأَمَّا ذُرْوَةُ سَنَامِهِ فَالْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوَلَا أَدُلُّكَ عَلَى أَبْوَابِ الْخَيْرِ الصَّوْمُ جُنَّةٌ وَالصَّدَقَةُ وَقِيَامُ الْعَبْدِ فِي جَوْفِ اللَّيْلِ يُكَفِّرُ الْخَطَايَا وَتَلَا هَذِهِ الْآيَةَ، ﴿ تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ ﴾ [السجدة: 16]، أَوَلَا أَدُلُّكَ عَلَى أَمْلَكِ ذَلِكَ لَكَ كُلِّهِ قَالَ فَأَقْبَلَ نَفَرٌ قَالَ فَخَشِيتُ أَنْ يَشْغَلُوا عَنِّي رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ شُعْبَةُ أَوْ كَلِمَةً نَحْوَهَا قَالَ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَوْلُكَ أَوَلَا أَدُلُّكَ عَلَى أَمْلَكِ ذَلِكَ لَكَ كُلِّهِ قَالَ فَأَشَارَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِهِ إِلَى لِسَانِهِ قَالَ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَإِنَّا لَنُؤَاخَذُ بِمَا نَتَكَلَّمُ بِهِ قَالَ ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ مُعَاذُ - أي فقدتك، وهي عبارة تطلقها العرب لا تريد معناها - وَهَلْ يَكُبُّ النَّاسَ عَلَى مَنَاخِرِهِمْ إِلَّا حَصَائِدُ أَلْسِنَتِهِمْ).

 

ويأتي عقبة بن عامر وهو صحابي جليل إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فيقول: ما النجاة يا رسول الله؟ قال: (أمسِك عليك هذا، وأشار إلى لسانه، وليَسعك بيتك، وابْكِ على خطيئتك). وهذا رجل من بني إسرائيل كان ينصح أخًا له في الله، فقال له المذنب مرة: دعني وشأني، أبُعثت عليَّ رقيبًا؟ فقال: والله لا يغفر الله لك، هذه عبارة قالها يريد بها النصيحة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، لكنه احتكر مغفرةَ الله وحصرها، وأباها على خلقٍ مِن خلق الله، على هذا المخلوق الضعيف العاصي، عَلَّه أن يتوب في يوم من الدهر، قال: والله لا يغفر الله لك، فأوحى الله إلى نبي ذلك الزمان أن يقول: (من ذا الذي يتألَّى عليَّ - أي من ذا الذي يحلف عليَّ - لقد غفرت له وأحبَطت عملك)، قال أبو هريرة: إنما قال كلمة أفسدت عليه دنياه وآخرته، هي عبارة صغيرة أطلقها وما فكر فيها، فأورَدته مهاوي الرَّدى عياذًا بالله، لذا كان القول الحسن الطيب له ارتباطٌ بالله وبصلاح القلب؛ لذا يقول صلى الله عليه وسلم: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فليقل خيرًا أو ليصمُت)، لذا يقول علماؤنا: إذا أراد العبد أن يتكلم بالكلمة، فلابد أن يتأمل فيها، فإن كان فيها الخير تكلَّم بها، وإن كان فيها الشر وجب عليه أن يُمسك عنها، فإنها حينئذ تكون هذه الكلمة هي التي تَحبسك بعد أن كنت أنت الذي تحبسها، وهل جاءت الشرور والآثام إلا بسبب حصائد هذا اللسان، فكم أوردت أناسًا الموارد يقول عبد الله بن عباس: هذا اللسان أوردني الموارد، لهذا اهتم العلماء بما يتعلق بأمر اللسان، فألف ابن أبي الدنيا كتابًا سماه الصمت، وما كان للصمت من المنزلة الرفيعة عند الله سبحانه وتعالى، لذا يقول الإمام الشافعي رحمه الله:

يَموت الفتى مِن عَثرةٍ بلسانه
وليس يموت الفتى مِن عثرةِ
فعثرتُه من فيه تُلقي برأسه
وعثرته بالرِّجل تبرأ على مَهلِ

 

فربَّما انكسرت قدمِ أحدنا، والله لكان ذلك خيرًا له وأهون؛ لأن في ذلك علاجًا، أما إذا قال كلمة من سخط الله، ربما ما تاب إلى الله، وربما تغافل عنها والعياذ بالله، فكانت هذه الكلمة والعياذ بالله سيئة يوم القيامة يَلقى بها ربه تبارك وتعالى، لذا يا عباد الله ترى كثيرًا من المسلمين يتساهلون بأمر اللسان، فبعضهم تجده طعانًا ولعانًا، وبعضهم تجده كذابًا مغتابًا، وبعضهم يشهد شهادة الزور، وبعضهم يُكثر من قول الفجور، ويُكثر من الخنا، ويكثر من الكلام السيئ بهذا اللسان، ظانًّا أنها كلمة كما يقال: كلمة وأخذتها الرياح، والله إن الرياح لن تأخذها، وإنها لمسجلة عليك، هذا أحد الشعراء يقال له محمد بن هانئ دخل على رجل من الأمراء ادعى الربوبية في القرن الرابع الهجري، يقال له الحاكم بأمر الله، الذي حكم بلاد مصر ردحًا من الزمان، وكان قرمطيًّا إسماعيليًّا بهريًّا، كان من البهرة السليمانية الذين قال عنهم شيخ الإسلام ابن تيمية: هم أكفرُ من اليهود والنصارى، هذا الرجل ادَّعى الربوبية ادعى النبوة أولًا، ثم ادعى الربوبية، فكان إذا ذكر يوم الجمعة قام الناس إجلالًا لاسمه، دخل عليه هذا الشاعر الذي استعمل شعره مجاملةً ومدحًا أو قدحًا في سخط الله لا في مرضاة الله دخل عليه قائلًا:

ما شئتَ لا ما شاءتِ الأقدارُ
فاحكُم فأنت الواحدُ القهَّارُ

فابتُلي هذا الرجل، ابتلاه الله جل وعلا بمرض الطاعون، فذهب جسده كله حتى كان كالفرخ على سريره، فكان يعوي كالكلب، فجاءه الأمير مرة، فقال: ما بك يا محمد بن هانئ قال:

أبعينِ مُفتقر إليك نظرتني
وأَهَنْتني وقذَفتني من حالقِ
لستَ الملومَ أنا الملومُ لأنني
علَّقت آمالي بغير الخالقِ

 

من الناس من لا يبالي بكلامه، تراه يتكلم بملءِ فيه، يظن والعياذ بالله أن هذا الكلام من لغو الكلام، وأن لغو الكلام لا شيء فيه، ونسِي قول النبي صلى الله عليه وسلم: (سبابُ المسلم فسوق وقتاله كفرٌ)، كذلك أيضًا الذين ابتُلوا بحب الطرب وبحب الأغاني والغزل، تقول لهم اتقوا الله عز وجل، واعلموا أنكم مسؤولون عن هذا بين يديه سبحانه، فإن العبد إن استمع إلى آلات اللهو والطرب صار يكرِّرها، بل والعياذ بالله تَشغله عن الدين وعن الصلاح والاستقامة، فبدلًا من أن يذكر الله عز وجل، يذكر الأغاني والمغنيين.

أيها اللاهي على أعلى وجل
اتَّقِ الله الذي عز وجلَّ
اعتزِل ذكرَ الأغاني والغزلْ
وقلِ الفصلَ وجانِب مَن هزَلْ

 

كذلك الذين يتاجرون بكلامهم بالشهادة، ربما يشهد زورًا من أجل قليل من الدريهمات خمسين ألفًا أو مائة ألف، فإذا به يفرح، شهادة عظيمة هو مسؤول عن هذه الشهادة، وشهادة الزور إنما هي كلام، وقد جاء من حديث أبي بكر في الصحيحين قال النبي صلى الله عليه وسلم: (ألا أُخبركم بأكبر الكبائر؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال الإشراك بالله وعقوق الوالدين وشهادة الزور، وكان متكئًا فجلس، ثم قال: ألا وشهادة الزور)، فقال الصحابة: فما زال يكررها حتى قلنا ليتَه سكت)، وشهادة الزور من أكبر الكبائر كما نص على ذلك الإمام الذهبي في كتابه الكبائر.

 

فيظن هذا العبد أنه بهذا المال سوف يربح، إنها خسارة عظيمة، والله إنها لخسارة، وهذا من سَفه القول، ومن سفه العقل أيضًا، يوم أن يبيع العبد دينه من أجل دنيا غيره، ومن أجل سلامة غيره، والإسلام حدَّ لنا حدًّا فاصلًا، فقال: انصُر أخاك ظالِمًا أو مظلومًا، فإن كان مظلومًا نصرناه بالحق، ومن كان ظالِمًا يجب علينا أن ننصُره، وليس معنى أن ننصره أن نشهد معه زورًا، وأن نكون له رجالًا أكفاء، وإنما نَحجزه عن الظلم وهذه عادات الجاهلية، يوم أن تتعصب للظالم أو الفاجر، كما كان حال الجاهلين يقول قائلهم:

ألا لا يَجهلنَّ أحدٌ علينا
فنجهَل فوقَ جهل الجاهلينا

عادات جاهلية جاء الإسلام بـ(انصر أخاك ظالِمًا أو مظلومًا)، الظالم ينصر بحجزه عن الظلم أبًا أو أخًا أو عمًّا أو قريبًا، وجب عليك أن تنصره بالحق لا بالباطل، تحجزه عن الظلم، تَمنعه عن الظلم، ومن كان مظلومًا أيضًا تنصُره بالحق، وتقوِّمه بالحق، لا أن تقوِّمه بالباطل، فنقول: يا عباد الله، وجب علينا أن نتقي الله في ألسنتنا في أي مكان كنا، فإن هناك من الملائكة مَن لا نراهم وهم يسجلون، رقيب ملك اليمين، وعتيد ملك الشمال يسجلون، هذا ما نطَق به القرآن، والقرآن حقٌّ كله، وأنت مؤمن بالقرآن، نؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسوله وباليوم الآخر، والقضاء والقدر خيره وشره، فإذا كنت من أهل الإيمان ومن أهل التقى والورع، فعليك أن توقِن بهذا لتمسك هذا اللسان.

إن كان يُعجبك السكوتُ فإنه
كان يُعجب قبلك الأخيارَا
ولإن نَدِمت على سكوتك مرةً
فلقد ندِمت على الكلام مِرارَا
إن السكوت سلامةٌ ولرُبَّما
زرَع الكلامُ عداوةً وضِرارَا

 

اللهم بارِك لي ولكم في القرآن العظيم، وأستغفر الله لي ولكم.

 

الخطبة الثانية

الحمد لله، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا.

 

عباد الله، اتقوا الله واعلموا أن الله سائلكم عن كل ما قلتموه، وعن كل بلغتموه، وهناك من الذنوب ما يتفاوت بعضها على بعض، فحصائد الألسن عظيمٌ أمرها، فكيف إذا كان الكلام كذبًا وزورًا، وكيف إذا كان الكلام غيبة ونميمة، فقد نفَّر الله عز وجل عن الغيبة أشد التنفير، وجعَلها بأقبح مَعرضٍ، فقال جل وعلا: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلاَ تَجَسَّسُوا وَلاَ يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ ﴾ [الحجرات: 12].

 

والمراد بالغيبة ذكرُك أخاك بما يكره، هذا تفسير النبي صلى الله عليه وسلم، صح الحديث عنه في صحيح مسلم من حديث أبي هريرة: (ذكرك أخاك بما يكره)، فإن كان في أخيك ما تقول فإن هذا يعتبر غيبة، وإن كان ليس فيه فهو يعتبر إفكًا وبهتانًا، وإثمه أشد من ذلك، وعليك أن تعلم أن من اغتاب عندك رجلًا، فإنه ينقل عنك الغيبة إلى غيرك، لا شك في ذلك ولا مرية، ومِن نَمَّ إليك قول فلان، فإنه ينم أقوالك إليه، ونقول لمن كانت هذه مهنته اتَّقِ الله – سبحانه وتعالى – فأنت محاسب على ذلك بين يدي الله، فإن الله يقول في كتابه الكريم: ﴿ وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ المُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا ﴾ [الأحزاب: 58].

 

وهكذا وجب على العلماء والخطباء والدعاة إلى الله أن يتقوا الله - عز وجل - في ألسنتهم، وأن يعلموا يقينًا أن كلامهم هذا معروض على الله سبحانه وتعالى، ثم عليهم أن يحذروا من زلات اللسان، وإن حصل شيء من زلات اللسان، وجب على السامع أيضًا أن يحمله على خير محمل، ووجب أيضًا على الجواسيس الذين ينقلون أقوال العلماء والخطباء وما إلى ذلك - أن ينقلوها بحقٍّ من غير زيادة ولا نقصان، لماذا؟ حتى لا يكون وشاية بين الخطباء والعلماء وبين ولاة الأمر، فربما زلت كلمة من العالم أو من الخطيب، لكن وجب على من كانت هذه مهنته أن ينقلها كما هي، ووجب على السامع أيضًا أن يحملها على مَحمل حسن، فإن المؤمن عذَّار والمنافق والعياذ بالله عثَّار، فالمنافق يبحث عن الكلمة السيئة، فيركِّب عليها ما شاء، ويحمل عليها ما شاء، وينقل عليها ما شاء، بخلاف المؤمن فإنه يعفو ويصفح، فما منا من أحدٍ إلا وله أخطاؤه، فإن كان صاحب حسنات كثيرة، فأخطاؤه تُغمر في بحر حسناته.

وإذا الحبيبُ أتى بذنبٍ واحدٍ
جاءت محاسنُه بألف شفيعِ

كذلك أيضًا علينا أن نعلم يقينًا يا عباد الله أن هذه الألسن إنما تنقل وتعبِّر عن القلوب، فاللسان هو عبارة عن مترجم عما في القلب، فإن كان في القلب خيرٌ، خرج من هذا اللسان خير، وإن كان في هذا القلب شرٌّ، خرج من هذا اللسان شرٌّ، لذلك يقول بعضهم: القلوب كالقدور والألسن مغارفها، وقال بعضهم: كل إناء بما فيه ينضَح، فمن كان في قلبه الخير والقرآن، والأحاديث والتقوى والإسلام، وحب النصح للآخرين، خرَج الخير من هذا القلب، وإن كان في القلب النفاق، فإن الأعضاء تكفِّر اللسان؛ أي تُنزله منزلة الكافر بالنعمة، وتقول له: اتَّقِ الله فينا فإنما نحن بك، فإن استقمت استقمنا، وإن اعوجَجت اعوجَجنا، لا يظن أحد أن الأمر سهل، فكم من رجل نَقَّال للأخبار فرَّق بين الأب وأولاده، وفرَّق بين الزوجة وزوجها، وفرق بين الجار وجاره، وفرَّق بين شخص وآخر، فرَّق بين الأمة، وما قصة ابن أُبي عنا ببعيد، وما قصة عبد الله بن سبأ الذي دخل في الإسلام، ففرَّق بين علي وعائشة وبين علي ومعاوية بن أبي سفيان، وأجلَب الويلات، وهو الذي سبب معركة الجمل ومعركة صفين، عبد الله بن سبأ اليهودي الذي دخل الإسلام متزندقًا، يحمل الكفر والخبث في قلبه، وتظاهر بالدين والشعائر الدينية والفضيلة، وهو يحمل الحقد الدفين على الإسلام، وهكذا عبد الله بن أبي بعد حادثة بدر، حينما رأوا الغنائم الكثيرة أسلموا رياءً ونفاقًا من أجل أن يَضربوا الإسلام من داخله، فماذا كان من ابن أُبي؟ فالمطلوب يا عباد الله أن نتقي الله في ألسنتنا، وأن تكون هذه قاعدة: مَن نقل إليك كلامًا فاحذَره، فإنه نقَّال عنك، فمن نَمَّ إليك أقوالًا، فإنه ينم عنك، لا سيما إذا كان بينك وبين أخيك أو بينك وبين جارك، اكسِر الحواجز بينك وبين جارك، اذهب إليه وقل له: الأمر على كذا وكذا، وهكذا أيضًا إذا كان بينك وبين أولادك، وإن كان ولدك بعيدًا، فلا تجعل آخر واسطة يدخل بينك وبين ابنك، لا سيما بين الورثة، ربما جاء من يزيد النار اشتعالًا، فبدلًا من أن يُخمد النار، يأخذ شُعلة من البترول أو من المحروقات الأخرى، فيزيدها اشتعالًا، فاحذَره فإنه مترقِّب للسانك، فعليك أن تتفكَّر قبل أن تأخذ نومتك في زلات اللسان، فإن وجدتَ أنك قد أخطأتَ فعليك أن تبادر، فإن المسافة بين ملك الشمال وملك اليمين ست ساعات، يقول ملك الشمال لملك اليمين: انتظِر ستَّ ساعات فإن تابَ وأقلَع، وإلا فاكتُبها في سِجل السيئات، فلا تكن عبدًا متوانيًا، وإياك أن تكون مسوِّفًا، بل عليك أن تكون دائما أوَّابًا رجَّاعًا تقيًّا ورعًا عفيفًا، ولا سيما فيما يتعلق باللسان، ومن أكثر القول من غير فائدة، أو من الأقوال التي والعياذ بالله فيها صفة القول، كان ذلك دليلًا على حمقه، لا يدري ما يخرج من رأسه، حاله كحال المجانين الذين يطلقون الألفاظ لا يدرون معناها، نسأل الله عز وجل أن يرينا الحق حقًّا ويرزُقنا اتباعه.

اللهم لا تدَع لنا ذنبًا إلا غفرته.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • اللسانيات
  • اللسانيات العامة
  • صوم اللسان
  • حفظ اللسان
  • بالسنان واللسان
  • التحذير من خطر اللسان
  • نظام الوراثة في الإسلام (خطبة)

مختارات من الشبكة

  • أنواع الخطابة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خطبة صلاة الكسوف(مقالة - موقع الشيخ فيصل بن عبدالعزيز آل مبارك)
  • خطبة: كيف نغرس حب السيرة في قلوب الشباب؟ (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • حكم وزواجر من خطب البلغاء (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خطبة: عام مضى وعام أتى (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • كيف تكون خطبة الجمعة خطبة عظيمة ومؤثرة؟ (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • الخطبة الأخيرة من رمضان (خطبة)(مقالة - ملفات خاصة)
  • خطبة سلسلة خطب الدار الآخرة (13)(محاضرة - مكتبة الألوكة)
  • خطبة سلسلة خطب الدار الآخرة (12)(محاضرة - مكتبة الألوكة)
  • خطبة سلسلة خطب الدار الآخرة (10)(محاضرة - مكتبة الألوكة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 14/11/1446هـ - الساعة: 17:59
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب