• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    ملخص من كتاب الحج (2)
    يحيى بن إبراهيم الشيخي
  •  
    الدرس السابع عشر: آثار الذنوب على الفرد والمجتمع
    عفان بن الشيخ صديق السرگتي
  •  
    خطبة: (ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب)
    الشيخ عبدالله محمد الطوالة
  •  
    سورة الكافرون.. مشاهد.. إيجاز وإعجاز (خطبة)
    د. صغير بن محمد الصغير
  •  
    من آداب المجالس (خطبة)
    الشيخ عبدالله بن محمد البصري
  •  
    خطر الميثاق
    السيد مراد سلامة
  •  
    أعظم فتنة: الدجال (خطبة)
    د. محمد بن مجدوع الشهري
  •  
    فضل معاوية والرد على الروافض
    الدكتور أبو الحسن علي بن محمد المطري
  •  
    ما جاء في فصل الشتاء
    الشيخ عبدالله بن جار الله آل جار الله
  •  
    من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: (الرحمن، ...
    فهد بن عبدالعزيز عبدالله الشويرخ
  •  
    تفسير: (فلما قضينا عليه الموت ما دلهم على موته ...
    تفسير القرآن الكريم
  •  
    تخريج حديث: إذا استنجى بالماء ثم فرغ، استحب له ...
    الشيخ محمد طه شعبان
  •  
    الخنساء قبل الإسلام وبعده
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    اختر لنفسك
    د. حسام العيسوي سنيد
  •  
    فاذكروا آلاء الله لعلكم تفلحون (خطبة) - باللغة ...
    حسام بن عبدالعزيز الجبرين
  •  
    آية المحنة
    نورة سليمان عبدالله
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / منبر الجمعة / الخطب / الرقائق والأخلاق والآداب
علامة باركود

من وصايا السلف (خطبة)

من وصايا السلف (خطبة)
الشيخ عبدالله محمد الطوالة

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 5/11/2021 ميلادي - 29/3/1443 هجري

الزيارات: 21940

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

من وصايا السلف


الحمدُ للهِ، الحمدُ للهِ الكريمِ الشّكورِ، الحليمِ الصبورِ، ﴿ الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ ﴾ [الملك: 2]، ﴿ يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ ﴾ [غافر: 19]، وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدهُ لا شريكَ لهُ، ولا ربَّ لنا سواهُ، ﴿ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ الرَّحِيمُ الْغَفُورُ ﴾ [سبأ: 2]، وأشهدُ أن محمدًا عبدهُ ورسولهُ، ومصطفاهُ وخليلهُ، المبعوثُ بالهدى والرحمةِ والنورِ، هوَ صفوةُ الباريِ وخاتمُ رُسلِهِ، وأمينُهُ المخصوصُ منهُ بفضلهِ، لا درَّ درُّ الشعرِ إنْ لمْ أُملِهِ، في مدحِ أحمدَ لؤلؤًا منثورًا، صلَّى اللهُ وسلَّمَ وباركَ عليهِ، وعلى آله وصحبهِ ذوي الفضلِ المشهورِ، والعملِ المبرورِ، والتابعين ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم البعثِ والنشورِ، وسلَّم تسليمًا كثيرًا؛ أمَّا بعدُ:

فـ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَاخْشَوْا يَوْمًا لَا يَجْزِي وَالِدٌ عَنْ وَلَدِهِ وَلَا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَنْ وَالِدِهِ شَيْئًا إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ ﴾ [لقمان: 33].

 

معاشر المؤمنين الكرام، المؤمنُ بحاجةٍ دائمةٍ إلى النصيحة الصادقةِ والموعظةِ النافعةِ، التي تُحرك الإيمانَ، وَتُرَقِّقُ الْقَلْبَ، وَتُوقظُ النَّفْسَ، وتزيلُ رواسبَ الغفلةِ، وتُبصرُ بالأخطاء، وتقوِّمُ الاعوِجاجَ، وتحثُ على الاستقامة والتقوى، ﴿ وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ [الذاريات: 55].

 

وعلماءُ الأمُّةِ هُم مصابيحُ الأنوارِ، وينابِيعُ الحكمةِ، وهُم أئِمةُ الدينِ، وورثةُ الأنبياءِ، وهُم في الأرض بمنزلة النجومِ في السماء، بهم يهتدي الحيارى في الظَلماء، يدعون من ضلَّ إلى الهدى، ويُحيونَ بكتاب اللهِ الموتى، ويبصِرونَ بنور اللهِ أهلَ العمى، وفِي الْحَدِيثِ: «إِنَّ اللَّهَ وَمَلاَئِكَتَهُ وَأَهْلَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ حَتَّى النَّمْلَةَ فِي جُحْرِهَا وَحَتَّى الْحُوتَ لَيُصَلُّونَ عَلَى مُعَلِّمِي النَّاسِ الخَيْرَ».

 

وعلماءُ السلفِ بالذات، عُرِفوا بصفاءِ الأذهانِ، وذكاءِ العقول، وقوةِ الفراسةِ، واللسانِ العربي المبين، كلامُهم قليـل، لكنه دُرر، كثـيرُ البركة، عظيمُ النفع، فهم قومٌ نورَ اللهُ قلوبهم، وأجرى الحكمةَ على السنتهم، ﴿ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا ﴾ [البقرة: 269]، وهم كما قال الإمام الشافعي: "هم فوقَنا في كُلِّ علمٍ وعقل، ودينٍ وفضل، ورأيُهم لنا خيرٌ مِن رأينا لأنفسنا"، ولما قيل لحمدون بن أحمد: ما بالُ كلام السلفِ أنفعُ من كلامنا، قال: "لأنهم تكلموا لعز الإسلامِ، ونجاةِ النفوسِ، ورضاءِ الرحمن، ونحنُ نتكلمُ لعز النفسِ، وطلبِ الدنيا، وقبولِ الخلق"، فتعالوا بنا نطوفُ بمجالسهم، نحظرُ دُروسهم، ونغشى حِلقهُم، ننهلُ من عِلمهم، ونستمعُ لنصائِحهم، ونُنصِتُ لوصاياهُم، فهم القوم لا يشقى بهم جليسُهم، كرِّر علي حديثُهم يا حادي، فحديثهم يجلو الفؤادَ الصادي، قال زيد بن الحارث رحمه الله: "سمعتُ كلمةً فنفعني اللهُ عزَّ وجلَّ بها ثلاثينَ سنة".

 

ولنبدأ من كبار الصحابةِ رضوانُ الله عليهم أجمعين: فمن أقوالِ ﺍﻟﻔﺎﺭﻭﻕ رضي الله عنه: "من أراد صفاءَ قلبهِ، فليؤثِر اللهَ على شهواتهِ، فإن القلوبَ المتعلقةَ بالشهوات محجُوبةٌ عن اللهِ بقدر تعلُّقِها بها"، ومن نصائحهِ البليغة: "ﺇﺫﺍ ﺳﻤﻌﺖَ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔَ تؤذيك فطأطئ ﻟﻬﺎ ﺣﺘﻰ ﺗﺘﺨﻄﺎﻙ، وقال رضي الله عنه: "كلُّ عملٍ كرهت من أجله الموتَ فاتركه، ثم لا يَضُركَ متى مُتَّ"، ومن وصايا أميرِ المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه: قال: "من لانت كلمتهُ، وجبت محبَّتهُ"، وقال رضي الله عنه: "إذا أحبَّ الله عبدًا ألهمهُ حُسنَ العبادة"، وقال أيضًا يوصي ابنه الحسن رضي الله عنهما: "يا بني، اجعل نفسك مِيزانًا بينك وبين غيرك، فأحبب لغيرِكَ ما تُحبُّ لنفسِك، واكره لهُ ما تكرهُ لها"، ومن وصايا الصحابي الجليل عبدالله بن مسعودٍ رضي الله عنه قال: "تعودوا الخيرَ، فإن الخيرَ عادة، وقال رضى الله عنه أيضًا: "من أرادَ عِلم الأولينِ والآخرينِ، فليتدبر القرآن"، وقال أيضًا: "خيرُ ما أُلقيَ في القلوب اليقين"، قال رضي الله عنه أيضًا: "واللهِ الذي لا إله إلا هو ما على ظهر الأرضِ شيءٌ أحوجَ إلى طولِ سَجنٍ من اللسان"، ومن حِكم أمنا الصديقة عائشة رضي الله عنها قالت: "ما تمتع الأشرارُ بشيءٍ إلا تمتعَ الأخيارُ بمثله، وزادوا عليه رضا اللهِ تعالى"، وكتب إليها معاوية رضي الله عنه أن اكتبي لي كتابًا توصيني فيه ولا تُكثري، فكتبت إليه: من عائشة إلى معاوية، سلام عليك، أما بعد فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من التمس رضا الله بسخط الناس، كفاه الله مؤنة الناس، ومن التمس سخط الله برضا الناس وكله اللهُ إلى الناس، والسلام، وقال رجلٌ لأبي بن كعب رضي الله عنه: أوصني، قال: اتخذ كتابَ الله إمامًا، وارضَ به قاضيًا وحكمًا، ثم ننتقل إلى وصايا ونصائحِ التابعين ومن بعدهم من كبار علماءِ الأمة وأئمةِ الدين، جزاهم الله عنا وعن أمَّةِ الإسلام خيرًا، فمن وصايا سيد التابعين الإمام الحسن البصري رحمهُ الله قال: "أكثروا من الاستغفارِ، فإنكم لا تدرون متى تتنزلُ المغفرة"، وقال رحمه الله: "النفسُ أمارة بالسوء، فإن عصتْك في الطاعة، فلا تُطعِها أنت في المعصية"، وقال أيضًا رحمه الله: "لئن تصحبَ أقوامًا يخوفونك حتى يُدركك الأمانُ، خيٌر لك من أن تصحبَ أقوامًا يؤمِنونك حتى يُدركك الخوف، وقال أيضًا: "من خافَ اللهَ أخافَ اللهُ مِنهُ كلَّ شيءٍ، ومنْ خافَ الناسَ أخافهُ اللهُ منْ كلِّ شيءٍ"، وقال عن التقوى: "ما زالت التقوى بالمتقين حتى تركوا كثيرًا من الحلال مخافةَ الحرام"، وقال أيضًا: "أحبُّ عبادِ الله إلى الله أكثرُهم لهُ ذِكرًا وأتقاهُم قلبًا"، كما أن له حِكمًا جميلة كأنها الأمثال: من ذلك قولهُ رحمه الله: "من طالَ أملهُ ساءَ عمله"، وقال أيضًا: "من ساءَ خلُقهُ عذَّبَّ نفسهُ"، ومن أقوال الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله قال: "إذا أحببتَ أن يدومَ اللهُ لك على ما تُحِبَّ، فدُمْ لهُ على ما يُحِبُّ"، وقال رحمه الله: "تلينُ القلـوبُ بأكلِ الحلال"، وقال رحمهُ الله أيضًا: "انوِ الخيرَ فإنكَ لا تزالُ بخيرٍ ما نويتَ الخير"، وقال الإمام الشافعي رحمهُ الله: "ليسَ إلى السلامةِ من الناسِ سبيلٌ، فانظُر إلى ما فيه صلاحُك فألزمهُ"، وقال رحمهُ الله: "همُّ السعيدِ آخرتُه، وهمُّ الشقِي دُنياه"، وللفضيل بن عياضٍ رحمهُ اللهُ أقوالٌ جميلةٌ بليغةٌ رائعة، من ذلك قولهِ رحمه الله: "منْ وجدَ اللهَ فماذا فقدَ؟ ومنْ فقدَ اللهَ فماذا وجدَ؟ وقال رحمهُ الله أيضًا: "إنما يهابُكَ الخلقُ على قدر مهابتِك لله"، وقال أيضًا: "من خافَ اللهُ دَلهُ خَوفهُ على كُلِّ خير"، ومن أقواله البليغة جدًّا قولهُ رحمهُ الله: "بقدر ما يصغرُ الذنبُ عندك، بقدر ما يعظمُ عند الله، وبقدر ما يعظمُ الذنبُ عِندك، بقدر ما يصغرُ عند الله"، وقال بلال بن سعد رحمه الله في هذا المعنى الجليل: "لا تنظر الى صِغرِ المعصيةِ، ولكن انظر الى عَظمةِ من عَصيتَ"، ومن أقوال الإمام سفيان الثوري رحمه الله قال: "انظر درهمك من أين هو، وصلِّ في الصف الأخير"، ومن أقوال الإمام يحيى بن مُعاذ رحمه الله قال: "لا تستبطئ الإجابة وقد سددت طرقاتها بالذنوب"، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: ﴿ وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ * وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ * وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ * يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ * يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ * وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ * وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ ﴾، [لقمان: 13 – 19]، بارك الله لي ولكم في القرآن.

 

الحمد كما ينبغي لجلاله وجماله وكماله وعظيم سلطانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيمًا لشأنه، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه صلى الله، أما بعد:

فاتقوا عباد الله، وكونوا مع الصادقين، وكونوا ممن يستمع القول فيتبع أحسنه، أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولو الألباب.

 

معاشر المؤمنين الكرام، لا زلنا مع وصايا سلفنا الصالح، رحمهم الله وجزاهم عنا كل خير، ولا تزالُ النصائحُ الغاليةُ والوصايا النفيسةُ تتابعُ علينا من علماءِ السلف وأئمةِ الدين، فمن أقوالِ الإمامِ إبراهيم بن أدهم رحمه الله الرائعة: "من عرف ما يطلب، هان عليه ما يبذُل"، وقال رحمه الله: "من منعَ نفسهُ هواها، فقد استراحَ من الدنيا وبلاها، وحُفظَ من شرِّها وأذاها"، وقال سُفيان الثوري رحمه الله لجلسائه: لو كان معكم من يرفعُ حديثكم للسلطان، فهل كُنتم تتكلمون بشيء قبيح؟ قالوا: لا، قال: فإن معكم من يرفع حديثكم إلى الله عز وجل، وقال عمرو بن قيسٍ رحمه الله: "إذا بلغكَ شيءٌ من الخير فاعمل به ولو مرةً، تكن من أهله"، وقال أبو سليمان الداراني رحمه الله: "كُلُّ ما أشغلَك عن الله فهو شُؤم"، وقال أيضًا: "من اشتغلَ بعيب نفسـه، شُغل عن عيوب الناس"، وقال مالك بن دينار رحمه الله: "ما تنعَّمَ المتنعِمون بمثل ذِكرِ اللهِ"، وقال أيضًا: "اتخذ طاعةَ الله تجارةً تأتكَ الأرباحُ من غير بضاعةٍ"، وقال ابن المبارك رحمهُ الله: "ما الذُّلُّ إلا في الطمع"، وقيلَ لهُ: اجمعَ لنا حُسنَ الخلقِ في كلمةٍ، قال رحمه الله: "لا تغضب"، وقال الأحنفُ بن قيسٍ رحمه الله:" كثرةُ الأماني من غرور الشيطان"، وقال ابن الجوزي رحمه الله: "من تَفَكَّرَ في عواقب الدنيا، أخذَ بالحذر، ومن أيقن بطول الطريقِ تأهبَ للسفر"، وقال أيضًا: "أسفًا لعبدٍ كلما كثرت أوزاره قلَّ استغفارُهُ، وكلما قربُ من القبورِ زادَ عِندهُ الفُتور"، وقال ابن يحيى بن أبي كثيرٍ: "تعلموا النَّيةَ فإنها أبلغُ من العمل"، وقال الإمام الساجي رحمه الله: "لو لم يكن للهِ ثوابٌ يُرجى، ولا عقابٌ يُخشى، لكان أهلًا لأن يُطاع فلا يُعصى، ويُذكر فلا يُنسى، أما تسمعُ لقولِ موسى عليه السلام: ﴿ وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى ﴾ [طه: 84]، وقال بشرُ بن الحارثِ رحمه الله: "لو تفكَّرَ الناسُ في عظمة اللهِ لما عَصَوهُ"، وقال يوسفُ بن أسباطٍ رحمه الله: "غايةُ التواضُعِ: أن تَخرجُ من بيتك فلا تلقى أحدًا إلا رأيتَ أنهُ خيرٌ مِنك"، ونختمُ بوصايا شيخي الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيمِ رحمهما اللهُ: فمن جميلِ أقوالِ شيخ الإسلام ابن تيمية رحمهُ الله قال: "بالصبر واليقين تُنالُ الإمَامَةُ في الدِّين"، وقال رحمه الله: "من أرادَ السعادةَ الأبدِيةَ، فليلزم عَتبةَ العُبوديةَ"، وقال أيضًا: "من اعتادَ التسبيحَ قبلَ نومهِ، أُعطِي نشاطًا في قضاء أمورهِ، وقوةً في عبادتهِ"، ومن أقوال الإمامِ ابن القيمِ رحمه الله: "على قدرِ نيةِ العبدِ وهمتهِ، يكونُ توفيقُ اللهِ لهُ وإعانتهُ"، وقال أيضًا: "عِمَارةُ القلبِ بالذكرِ والخشيةِ، وخرابهُ بالأمن والغفلةِ"، وقال أيضًا: "نَصِيبُكَ مِنْ مَحَبَّةِ اللهِ عَلَى قَدْرِ ذِكْرِكَ لَهُ، فمن أحبَّ شيئًا أكثرَ من ذكرهِ"، وقال أيضًا: "كيفَ يكونُ عاقلًا منْ باعَ الجنَّةَ بما فيها بشهوة ساعةٍ"، ومن حكمهِ المأثورة رحمه الله قال: "من عابَ أخاهُ بذنبٍ لم يمُت حتى يفعلَهُ، فإياكَ والشماتةُ بأخيك، فيعافيهِ اللهُ ويبتليك".

 

والوصيةُ المكررة، يا بن آدمَ، عِش ما شئت فإنك ميت، وأحبِب مَن شئت فإنك مفارقه، واعمل ما شئت فإنك مَجزي به، البر لا يبلى والذنب لا يُنسى، والديان لا يموت، وكما تدين تدان، اللهم صل.

 





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • لماذا ندعو إلى اتباع السلف الصالح؟
  • التعليم في عهد السلف
  • حال السلف في رمضان
  • ما هي السلفية؟
  • أين تكمن قوة السلفية؟!
  • السلف والخلف

مختارات من الشبكة

  • خطبة: من وصايا السلف(محاضرة - مكتبة الألوكة)
  • السلف الصالح(مقالة - موقع الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي)
  • من أقوال السلف ووصاياهم للشباب(مقالة - آفاق الشريعة)
  • من أقوال السلف ووصاياهم لأبنائهم(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • حكم اشتراط عقد تبرع في عقد تبرع (صيغة القروض المتبادلة)(مقالة - موقع د. طالب بن عمر بن حيدرة الكثيري)
  • الزاد والعدة في زمان الغربة (٢)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الإحسان وحال السلف في رمضان (خطبة)(مقالة - موقع د. صغير بن محمد الصغير)
  • خطبة السلف والعمل بالعلم(مقالة - آفاق الشريعة)
  • حرص السلف على قضاء حوائج الناس وتفريط الخلف (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • البركة عند السلف الصالح (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 13/11/1446هـ - الساعة: 23:33
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب