• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    بحث في حال ابن إسحاق (WORD)
    سليمان المهنا
  •  
    السوق بين ضوابط الشرع ومزالق الواقع (خطبة)
    د. مراد باخريصة
  •  
    فوائد من توبة سليمان الأواب (خطبة)
    د. محمود بن أحمد الدوسري
  •  
    رعاية الله تعالى للنبي صلى الله عليه وسلم وحمايته ...
    د. أحمد خضر حسنين الحسن
  •  
    حياة مؤجلة! (خطبة)
    حسان أحمد العماري
  •  
    الرد على المقال المتهافت: أكثر من 183 سنة مفقودة ...
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    التسبيح عون للمنافسة في الطاعات
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    اقرأ كتابك
    صلاح عامر قمصان
  •  
    زكاة الجاه (خطبة)
    د. محمد بن عبدالله بن إبراهيم السحيم
  •  
    مرويات الهجوم على بيت السيدة فاطمة الزهراء رضي ...
    محمد نذير بن عبدالخالق
  •  
    الطريق إلى سعادة القلب
    إبراهيم الدميجي
  •  
    تفسير قوله تعالى: {كنتم خير أمة أخرجت للناس ...
    الشيخ أ. د. سليمان بن إبراهيم اللاحم
  •  
    أقوال العلماء في الصداقة
    الشيخ صلاح نجيب الدق
  •  
    كثرة السجود... طريقك لرفقة الحبيب (صلى الله عليه ...
    د. محمد جمعة الحلبوسي
  •  
    التوكل على الله (خطبة)
    د. أيمن منصور أيوب علي بيفاري
  •  
    كراهية قول: قوس قزح
    فواز بن علي بن عباس السليماني
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / منبر الجمعة / الخطب / الرقائق والأخلاق والآداب
علامة باركود

{ فاستبقوا الخيرات } (خطبة)

 فاستبقوا الخيرات
الشيخ عبدالله محمد الطوالة

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 6/9/2021 ميلادي - 29/1/1443 هجري

الزيارات: 46691

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

﴿ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ ﴾


الحمدُ للهِ، الحمدُ للهِ أبدعَ ما أوجدَ وأتقنَ ما صنَعَ، وأحسنَ كلَّ شيءٍ خلقَهُ وأحكمَ ما شرعَ، وذلَّ لجبروتهِ كلُّ شيءٍ وخضَعَ، سبحانهُ وبحمده، في رحمتهِ الرجاءُ، وفي عفوِهِ الطمعُ، وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدهُ لا شريك له، تعالى الله في مجده وارتفعَ، وتفرَّدَ في خلقِه فأعطى ومنعَ، وخفضَ ورفعَ، وأشهدُ أن محمدًا عبدُ اللهِ ورسولهُ، ومصطفاه وخليله، أفضلُ مُقتدىً وأكملُ مُتَّبَع، صلَّى اللهِ وسلَّم وبارَكَ عليهِ، وعلى آله وصحبهِ ذوو الفضلِ والتّقَى والورَعِ، والتابعين ومن تبِعَهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، أما بعد: فاتقوا الله وكونوا من المحسنين، فالمحسنونَ بمعيَّة الله جلَّ وعلا هم الفائزونَ: ﴿ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ ﴾ [النحل: 128]، وهمُ الأقْرَبُ من رَحمةِ ربِّ العالمين: ﴿ إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ ﴾ [الأعراف: 56]، وهم مَوعُودُونَ بالمزيد: ﴿ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ ﴾ [البقرة: 58]، أجرُهُم محفُوظٌ: ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ ﴾ [التوبة: 120]، ولا يَزالونَ مُبشَرِينَ: ﴿ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ ﴾ [الحج: 37]، وأعظمُ جوائِزهم رُؤيةِ رَبهم: ﴿ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ وَلَا يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلَا ذِلَّةٌ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴾ [يونس: 26].

 

معاشر المؤمنين الكرام، نقفُ اليوم بإذن اللهِ تعالى وعونهِ، مع معنى قرآنيٍ عميق، ومنهجٍ نبويٍ دقيق، دلت عليه آياتٌ متظافرة، وأفعالٌ وتوجيهاتٌ نبويةٌ مُتواترة، حريٌّ بالمؤمن أن يتأملها مليًّا، ويستوعِبها جيدًا، ثم يجعلَها لهُ منهجًا ومسلكًا، فهي والله سبيلُ النجاةِ والسعادة، وطريقُ الفلاحِ في الدنيا والآخرة..

 

فاستمعوا وأنصتوا؛ يقولُ الحقُّ جلَّ وعلا: ﴿ وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعًا إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾ [البقرة: 148]، ويقولُ تبارك وتعالى: ﴿ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ ﴾ [المائدة: 48]، ويقولُ سبحانهُ وبحمده: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ هُمْ مِنْ خَشْيَةِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ بِرَبِّهِمْ لَا يُشْرِكُونَ * وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ ﴾، [المؤمنون: 75 - 61]، ويقولُ تبارك وتعالى: ﴿ لَيْسُوا سَوَاءً مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللَّهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ * يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَأُولَئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ * وَمَا يَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَلَنْ يُكْفَرُوهُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ ﴾ [آل عمران: 113 - 115]، ويقولُ سبحانهُ وتعالى: ﴿ وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ ﴾ [آل عمران: 133]، ويقول عزَّ وجلَّ: ﴿ سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ﴾ [الحديد: 21]، ويقول جلَّ وعلا: ﴿ وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ * أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ * فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ ﴾ [الواقعة: 10 - 12].

 

تأملتم أحبتي في الله: ﴿ سَابِقُوا ﴾، ﴿ سَارِعُوا ﴾، ﴿ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ ﴾، ﴿ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ ﴾، وفي الحديث الصحيح: "بادروا بالأعمال فتنًا كقطع الليل المظلم"، وفي لفظ آخر: "بادِرُوا بِالأَعْمَالِ سَبْعًا، هَلْ تَنْتَظِرُونَ إلاَّ فَقرًا مُنسيًا، أَوْ غِنىً مُطغِيًا، أَوْ مَرَضًا مُفسِدًا، أَوْ هَرَمًا مُفْندًا، أَوْ مَوتًا مُجْهزًا، أَوْ الدَّجَّالَ فَشَرُّ غَائِبٍ يُنْتَظَرُ، أَوْ السَّاعَةَ فالسَّاعَةُ أدهَى وَأَمَرُّ"، وفي الحديث الآخر: «اغتَنِم خَمسًا قبلَ خَمسٍ: شَبابَك قبلَ هَرَمِك، وصِحَّتَك قبلَ سَقَمِك، وغِناكَ قبلَ فَقرِك، وفَراغَكَ قبلَ شُغلِك، وحياتَك قبلَ مَوتِك»، ويقولُ صلى الله عليه وسلم: "التؤدةُ في كلِّ شيءٍ إلا في عمل الآخرة"؛ قالَ اللهُ تعالى على لسان موسى عليه السلام: ﴿ وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى ﴾ [طه: 84]، وقال صلى الله عليه وسلم: "من خافَ أدلج، ومن أدلجَ بلغَ المنزل"، وصَحَّ عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال: "لا تزولُ قدما عبدٍ يومَ القيامةِ حتى يُسألَ عن أربع: عن عُمُرِه فيم أفناه, وعن شبابهِ فيم أبلاه, وعن مالهِ من أين اكتسبهُ وفيم أنفقهُ, وعن علمهِ ماذا عملَ به"، وفي صحيح مُسلم: «لا يَزال قَومٌ يتأخَّرُون حتى يُؤخِّرهم اللهُ في النار»، وانظروا إلى هِمم الصحابة ومسارعتهم في الخيرات، فحين سألَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم أصحابَه: «مَن أصبَحَ مِنكم صائِمًا؟»، قال أبو بكرٍ: أنا، فقال صلى الله عليه وسلم: «مَن تبِعَ مِنكم اليومَ جنازةً؟»، قال أبو بكرٍ: أنا، فقال صلى الله عليه وسلم: «ومَن عادَ مِنكم مريضًا؟»، فقال أبو بكرٍ: أنا، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «ما اجتَمعنَ في امرِئٍ إلا دخلَ الجنَّة»، والحديث في مسلم، وقال الصحابي الجليل عبدالله بن مسعود رضي الله عنه: "ما ندمت على شيء ندمي على يوم غربت شمسه, نقص فيه أجلي ولم يزدد فيه عملي"، وقال وهيب بن الورد رحمه الله: "إن استطعت أن لا يسبقك إلى الله أحدٌ فافعَل"، وقال خالد بن معدان: "إذا فُتحَ لأحدكم بابُ خيرٍ فليسرع إليه، فإنه لا يدري متى يُغلق عنه"، وقال شُعبة بن الحجاج: "لا تقعدوا فُراغًا فإن الموت يطلُبكم"، وقال الحسن البصري: "الليل والنهار يعملان فيك، فاعمل فيهما"، وظل الجنيد يقرأ القرآن الكريم، حتى وروحه تخرج، فقيل له: "أفي هذا الوقت!"، قال: "أبادرُ طيَّ صحيفتي"، وقال ابن القيِّم رحمه الله: "السَّابِقُونَ في الدُّنْيا إلى الخَيْراتِ هُمْ السَّابِقُونَ يومَ القَيامةِ إلى الجنَّات"، ويقول رحمه الله: "إضاعةُ الوقتِ أشدُّ من الموت؛ لأن إضاعَةَ الوقتِ تقطعك عن اللهِ والدارِ الآخرةِ، والموتُ يقطعك عن الدنيا وأهلها"، وقال بعض الحُكماء: "التوانِي ضياعٌ للفرص، وضياعُ الفُرَصِ غُصص".

 

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ * وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ * وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ﴾ [المنافقون: 9 - 11].

 

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم...

 

الخطبة الثانية

الحمد لله كما ينبغي لجلاله وجماله وكماله، أما بعد:

فاتقوا الله عباد الله وكونوا مع الصادقين.

معاشر المؤمنين الكرام، المُسابقةُ إلى الخيرات خُلُقٌ عظيمٌ، ومسلَكٌ كريمٌ، لا يتَّصِفُ به إلا الجادُّون المُشمِّرون، أصحابُ الهممِ العالية، والعزائمِ القوية، والإرادة الجادَّة..

 

عُلوُّ القَدْرِ بالهِمَمِ العوالي، وعِزُّ المَرءِ في طلبِ المعالي بقَدْرِ الكَدِّ تُكْتَسَبُ المَعالِي، ومَن طَلبَ العُلا سَهِرَ الليالِي، ومَن رَامَ العُلا مِن غيرِ كَدٍّ، أضاعَ العُمْرَ في طَلَبِ المُحَالِ.

 

إذا هبَّت رياحك فاغتنِمها *** فإن لكل خافقةٍ سكونَا

♦   ♦   ♦

وإذا كانت النفوس كبارًا *** تعِبت في مُرادها الأجسام

♦   ♦   ♦

ولم أر في عيوب الناس عيبًا *** كعجز القادرين على التمام

♦   ♦   ♦

ومن يتهيَّب صعود الجبال *** يعش أبد الدهر بين الحفر

♦   ♦   ♦


فاستبقوا الخيرات، فلله أقوامٌ يُبادِرُون الأوقات، ويَستثمرون الدقائقَ والثوانيَ واللحظات، يبادرونَ أيامهم قبلَ فنائِها، وأعمارِهم قبلَ انقضائِها، فالحياةُ قصيرةٌ، والفرصُ محصورةٌ، والصوارفُ والشواغِلُ كثيرةٌ، والأيامُ تمرُّ سِراعًا، وتمضي تباعًا، ﴿ أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ ﴾ [فاطر: 37]، حَتَّى ﴿ حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ ﴾ [المؤمنون: 99، 100]، فيكون الجواب: كلَّا.

 

استبقوا الخيرات قبل نفادِ الأجل، وتوقفِ العمل، وانقطاعِ الرجاءِ والأمل: ﴿ أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ * أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنْتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ * أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ ﴾ [الزمر: 56 - 58].

 

استبقوا الخَيراتُ، فالخيراتُ ميدانٌ واسعٌ متنوعٌ، صلواتٌ وزكَوات، وصِيامٌ وصدَقات، وقراءةٌ وذكر، وصلةُ رحمٍ وبرُّ والدين، ومساعدةُ محتاجٍ، وإغاثَةُ ملهُوفٍ، وزِيارةُ مريضٍ، وإحسانٌ للجار، وطلَبٌ للعلمِ، ودعوةٌ إلى الله، وأمرٌ بمعروفٍ ونهيٌ عن مُنكر، ﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [النحل: 97].

 

استبقوا الخيرات، فمن اجتهدَ ورفعَ نفسَهُ, علتْ وارتفعتْ، ومن قصَّرَ بها ووضَعَها, سَفُلَتْ وانحدرتْ، ﴿ وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُورًا ﴾ [الإسراء: 19].

 

استبقوا الخيرات، وتنافسوا فيها تكونوا من أهلها، وأكثِروا منها تأْلفوها وتتعوَّدوا عليها، ولازموها تُعرفوا بها وتنسبوا إليها، ﴿ وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ ﴾ [محمد: 17].

 

استبقوا الخيرات، واعمَلوا للدنيا بقدر بقائِكم فيها، واعملوا للآخرة بقدر بقائِكم فيها، واعمَلوا لله تعالى على قدر محبتِكم له وطلبِكم لرضاه، واعمَلوا للجنة على قدر شوقِكم إليها، وحرصِكم عليها.

 

استبقوا الخيرات، وسارِعُوا كما سارَعَ المسارِعون تلحقوا بهم، وسابِقُوا كما سابَقَ السابِقون تفوزوا معهم فوزًا عظيمًا، ﴿ وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴾ [التوبة: 100].

 

استبقوا الخيرات، وحرِّكوا الهِمم، وشدُّوا العزائم، فإنَّما يُقاسُ المرءُ بهمَتِهِ، فمن صَلَحَتْ همَّتُهُ وصَدَقَ فيها، صَلحَ لهُ ما وراءَ ذلكَ من الأعمَالِ، ورُبَّ هِمَّةٍ أوصلت للقمَّة، ﴿ وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ ﴾ [العنكبوت: 69].

 

ألا فاتقوا الله عباد الله، واستبقوا الخيرات، وسارعوا، وسابقوا، واصبروا وصابروا، واتقوا الله ورابطوا، ومن أرادَ الراحةَ هناك، فليترك الراحة هنا، ومن أرادَ أن لا يتعبَ هناك، فليتعب هنا.

 

ويا بن آدم عش ما شئت فإنك ميت، وأحبِب مَن شئت فإنك مفارقه، واعمل ما شئت فإنك مجزي به، البر لا يَبلى والذنب لا يُنسى، والديان لا يموت، وكما تدين تدان، اللهم صلِّ.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • افتتاح مسجد "فاستبقوا الخيرات 2" بقرية أتولي الغانية
  • افتتاح مسجد فاستبقوا الخيرات بقرية أليجي كورا
  • خطبة: {فاستبقوا الخيرات}
  • من وجد خيرا فليحمد الله
  • استبقوا الخيرات

مختارات من الشبكة

  • مفتاح الخيرات (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خطبة (فاستبقوا الخيرات)(محاضرة - مكتبة الألوكة)
  • فاستبقوا الخيرات (كلمة)(مادة مرئية - مكتبة الألوكة)
  • من ترك شيئا لله عوضه خيرا منه (خطبة)(مقالة - موقع د. محمود بن أحمد الدوسري)
  • بلزوم الاستغفار والدعاء يدوم الخير والرخاء (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خطبة: الخير فيما اختاره الله وقسمه لكل عبد(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خطبة: العدل ضمان والخير أمان(مقالة - آفاق الشريعة)
  • السوق بين ضوابط الشرع ومزالق الواقع (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • فوائد من توبة سليمان الأواب (خطبة)(مقالة - موقع د. محمود بن أحمد الدوسري)
  • حياة مؤجلة! (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • أكثر من 40 مسجدا يشاركون في حملة التبرع بالدم في أستراليا
  • 150 مشاركا ينالون شهادات دورة مكثفة في أصول الإسلام بقازان
  • فاريش تستضيف ندوة نسائية بعنوان: "طريق الفتنة - الإيمان سندا وأملا وقوة"
  • بحث مخاطر المهدئات وسوء استخدامها في ضوء الطب النفسي والشريعة الإسلامية
  • مسلمات سراييفو يشاركن في ندوة علمية عن أحكام زكاة الذهب والفضة
  • مؤتمر علمي يناقش تحديات الجيل المسلم لشباب أستراليا ونيوزيلندا
  • القرم تشهد انطلاق بناء مسجد جديد وتحضيرًا لفعالية "زهرة الرحمة" الخيرية
  • اختتام دورة علمية لتأهيل الشباب لبناء أسر إسلامية قوية في قازان

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 18/6/1447هـ - الساعة: 16:44
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب