• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    أربع هي نجاة الإنسان في الدنيا والآخرة (خطبة)
    د. أحمد بن حمد البوعلي
  •  
    وحدة المسلمين (خطبة)
    د. غازي بن طامي بن حماد الحكمي
  •  
    المسارعة إلى الاستجابة لأمر الله ورسوله صلى الله ...
    د. أمين بن عبدالله الشقاوي
  •  
    فوائد وأحكام من قوله تعالى: { إذ قال الله يا عيسى ...
    الشيخ أ. د. سليمان بن إبراهيم اللاحم
  •  
    نعمة الماء (خطبة)
    الشيخ محمد عبدالتواب سويدان
  •  
    تدبر خواتيم سورة البقرة
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    قال ما أظن أن تبيد هذه أبدا (خطبة)
    حسان أحمد العماري
  •  
    تحريم الإهلال لغير الله تبارك وتعالى
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    مشاهد عجيبة حصلت لي!
    أ. د. عبدالله بن ضيف الله الرحيلي
  •  
    ملخص من شرح كتاب الحج (2)
    يحيى بن إبراهيم الشيخي
  •  
    الدرس السابع عشر: آثار الذنوب على الفرد والمجتمع
    عفان بن الشيخ صديق السرگتي
  •  
    خطبة: (ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب)
    الشيخ عبدالله محمد الطوالة
  •  
    سورة الكافرون.. مشاهد.. إيجاز وإعجاز (خطبة)
    د. صغير بن محمد الصغير
  •  
    من آداب المجالس (خطبة)
    الشيخ عبدالله بن محمد البصري
  •  
    خطر الميثاق
    السيد مراد سلامة
  •  
    أعظم فتنة: الدجال (خطبة)
    د. محمد بن مجدوع الشهري
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / منبر الجمعة / الخطب / الرقائق والأخلاق والآداب
علامة باركود

ثلاثون بابا من أبواب الخير في حديث أبي ذر (خطبة)

ثلاثون بابا من أبواب الخير في حديث أبي ذر (خطبة)
الشيخ فؤاد بن يوسف أبو سعيد

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 8/2/2021 ميلادي - 25/6/1442 هجري

الزيارات: 41306

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

ثلاثون بابا من أبواب الخير في حديث أبي ذر

 

إن الحمد لله؛ نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.

 

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102].

 

﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء: 1].

 

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 70، 71].

 

أما بعد؛ فإنّ أصدق الحديث كتابُ الله، وخيرَ الهديِ هديُ محمد صلى الله عليه وسلم، وشرَّ الأمورِ محدثاتُها، وكلَّ محدثةٍ بدعة، وكلَّ بدعة ضلالة، وكلَّ ضلالةٍ في النار.

 

أعاذني الله وإياكم وسائر المسلمين من النار، ومن كل عمل يقرب إلى النار، اللهم آمين.

 

قال الله سبحانه وتعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا ﴾ [النساء: 40].

 

الحسنة تُضاعف، والسيئةُ تبقى كما هي أو تمحا، وهذا من فضل الله العظيم علينا، لذلك ولفضل الله العظيم ولمنته ونعمته علينا، جعل على هذا الجسد أن تزكيه؛ على كل مفصل منه كلّ يوم أن تقدم عنه صدقة.

 

وعندما راجعتُ حديثَ أبي ذرٍّ رضي الله عنه برواياته المختلفة؛ عند البخاري في صحيحه، وفي الأدب المفرد، وعند الإمام أحمد والإمام مسلم، وسنن أبي داود والترمذي، وابن حبان، وجدت أن هذه الروايات جمعت كمًّا كبيرًا من أبواب الخير.

 

فأبواب الخير في حديث أبي ذر وصلت إلى حوالي ثلاثين بابًا، وإن ما أريد أن أقوله وأذكره هو ما في هذا الحديث النبوي؛ لأن معظم أبواب الخير لا تحتاج إلى تفسير، وإنما تحتاج إلى وعظ وتذكير.

 

فعَنْ أَبِي ذَرٍّ رضي الله تعالى عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم: "خُلِقَ كُلُّ إِنْسَانٍ مِنْ بَنِي آدَمَ عَلَى سِتِّينَ وَثَلَاثِ مِائَةِ مَفْصِلٍ"، (فَعَلَيْهِ أَنْ يَتَصَدَّقَ عَنْ كُلِّ مَفْصِلٍ مِنْهُ بِصَدَقَةٍ)، (كُلَّ يَوْمٍ تَطْلُعُ فِيهِ الشَّمْسُ) إذًا؛ كم صدقةً سيتصدّق الإنسان كل يوم؟ ثلاثمائة وستين.

 

(فَشَقَّ ذَلِكَ عَلَى الْمُسْلِمِينَ)، فمَن عنده كلّ يوم ثلاثمائة وستين دينارا؟ من عنده ثلاثمائة وستين درهما؟ من عنده ثلاثمائة وستين شيكلا في اليوم؟ هذه صدقة لهذا الجسد، شق ذلك على المسلمين، (فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، وَمِنْ أَيْنَ لَنَا صَدَقَةٌ نَتَصَدَّقُ بِهَا؟! فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم):

(إِنَّ أَبُوَابَ الْخَيْرِ لَكَثِيرَةٌ)، ليس الذي تذهبون إليه وأن الصدقات لا تكون إلا من الأموال فقط، هناك صدقات لا تحتاج إلى أموال، صدقات الأموال معروفة، وإنما صدقات تحتاج إلى النيات والأقوال، وتحتاج إلى الأفعال، قال: ("فَكُلُّ تَسْبِيحَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَحْمِيدَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَهْلِيلَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَكْبِيرَةٍ صَدَقَةٌ")، ("وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ") صدقة، ("وَلَهُ بِكُلِّ صَلَاةٍ صَدَقَةٌ، وَصِيَامٍ صَدَقَةٌ، وَحَجٍّ صَدَقَةٌ")، ("وَتَبَسُّمُكَ فِي وَجْهِ أَخِيكَ صَدَقَةٌ")، ("وَسَلَامُكَ عَلَى عِبَادِ اللهِ صَدَقَةٌ")، إذا مرَرْتَ على مسلمين تقول: السلام عليكم، هذا صدقة، ("وَتَعْدِلُ بَيْنَ الِاثْنَيْنِ") أي: بين المتخاصمين تصلح بينهما ("صَدَقَةٌ، وَتُعِينُ الرَّجُلَ فِي دَابَّتِهِ فَتَحْمِلُهُ عَلَيْهَا، أَوْ تَرْفَعُ لَهُ عَلَيْهَا مَتَاعَهُ صَدَقَةٌ، وَالْكَلِمَةُ الطَّيِّبَةُ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ خُطْوَةٍ تَمْشِيهَا إِلَى الصَلَاةِ صَدَقَةٌ")، ("وَأَمْرُكَ بِالْمَعْرُوفِ صَدَقَةٌ، وَنَهْيُكَ عَن الْمُنْكَرِ صَدَقَةٌ")، ("وَتُمِيطُ الْأَذَى")، ("وَالْحَجَرَ وَالشَّوْكَ وَالْعَظْمَ")، ("عَنْ طَرِيقِ النَّاسِ لَكَ صَدَقَةٌ")، ("وَالنُّخَاعَةُ") النخامة تراها في الحائط أو على الأرض (فِي الْمَسْجِدِ تَدْفِنُهَا")، إذا كانت أرض المسجد ترابًا، أو تزيلها ولا تبقيها في المسجد صدقة، ("وَإِفْرَاغُكَ مِنْ دَلْوِكَ فِي دَلْوِ أَخِيكَ لَكَ صَدَقَةٌ")، تجتمعون على المياه المحلاة والكلّ يريد أن يملأ وعاءه، فهو يريد أن يملأ لصاحبه وصديقة له بذلك الفعل صدقة، ("وَالشَّرْبَةُ مِنَ الْمَاءِ يَسْقِيهَا صَدَقَةٌ")، تقدم لإنسانٍ أن يشرب الماء الذي هو موجود في كل مكان، ومع ذلك تعينه وتسقيه صدقة، ("وَتُسْمِعُ الْأَصَمَّ وَالْأَبْكَمَ حَتَّى يَفْقَهَ")، ("صَدَقَةٌ")، كأن تشير إليه إشاراتٍ معينةٍ حتى يفهم الوضع فلك صدقة، ("وَبَصَرُكَ لِلرَّجُلِ الرَّدِيءِ الْبَصَرِ صَدَقَةٌ")، يعني تأخذ رجلًا أعمى فتوصله إلى ما يريد فلك بذلك صدقة، وفي رواية: ("وَتَهْدِي الْأَعْمَى")، صدقة، ("وَدَلُّ الطَّرِيقِ صَدَقَةٌ")، إنسانُ يسألك أين بيت فلان؟ فتعرِّفُه وتدلّه هذه صدقة، ("وَتَدُلُّ الْمُسْتَدِلَّ عَلَى حَاجَةٍ لَهُ قَدْ عَلِمْتَ مَكَانَهَا")، تدلُّه وأنت تعرفها أين هي، وهو يبحث عنها، هو ما سألك، لكنك قلت له هي في مكان كذا، كدابة ضائعة ونحو ذلك تدلّه عليها أنك رأيتها في مكان كذا صدقة، ("وَتَسْعَى بِشِدَّةِ سَاقَيْكَ إِلَى اللهِفَانِ الْمُسْتَغِيثِ")، هذه صدقة، يستغيث إنسان فتسرع لمساعدته وإنقاذه مما هو فيه، أو معاونته على ما هو فيه صدقة، (وَتَرْفَعُ بِشِدَّةِ ذِرَاعَيْكَ مَعَ الضَّعِيفِ)، تأخذ أغراضه فتوصلها إلى البيت، أو تضعها على السيارة ونحو ذلك صدقة، ("فَهَذَا كُلُّهُ صَدَقَةٌ مِنْكَ عَلَى نَفْسِكَ")، ("وَلَكَ فِي جِمَاعِكَ زَوْجَتَكَ")، ("صَدَقَةٌ")، حتى في هذا الأمر الذي لا يحتاج إلى حَضٍّ ولا حث ولا تشجيع، هذه الشهوة التي يفعلها الكافر والحيوان، إذا فعلها المؤمن فله صدقة، يؤجر عليها، فَقُلْنَا:

 

(يَا رَسُولَ اللهِ، أَيَقْضِي الرَّجُلُ شَهْوَتَهُ وَتَكُونُ لَهُ صَدَقَةٌ؟!) فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:

("نَعَمْ، أَرَأَيْتَ لَوْ جَعَلَ تِلْكَ الشَّهْوَةَ فِيمَا حَرَّمَ اللهُ عَلَيْهِ، أَلَمْ يَكُنْ عَلَيْهِ وِزْرٌ؟!") قُلْنَا: (بَلَى!) قَالَ: ("فَإِنَّهُ إِذَا جَعَلَهَا فِيمَا أَحَلَّ اللهُ عز وجل)، ("كَانَ لَهُ فِيهَا أَجْرٌ")، وفي رواية ويخاطب فيها أبا ذرٍّ رضي الله عنه:

 

("أَرَأَيْتَ لَوْ كَانَ لَكَ وَلَدٌ فَأَدْرَكَ وَرَجَوْتَ خَيْرَهُ، فَمَاتَ")، فمات عندما صار شابا، ("أَكُنْتَ تَحْتَسِبُ بِهِ؟!")، فَقُلْتُ: (نَعَمْ)، أي: يحتسبه عند الله، قَالَ:

("فَأَنْتَ خَلَقْتَهُ؟!") فَقُلْتُ: (بَلْ اللهُ خَلَقَهُ)، قَالَ عليه الصلاة والسلام:

("فَأَنْتَ هَدَيْتَهُ؟!") فَقُلْتُ: (بَلْ اللهُ هَدَاهُ)، قَالَ صلى الله عليه وسلم:

("فَأَنْتَ تَرْزُقُهُ؟!"، فَقُلْتُ: (بَلْ اللهُ كَانَ يَرْزُقُهُ)، قَالَ:

("كَذَلِكَ فَضَعْهُ فِي حَلَالِهِ، وَجَنِّبْهُ حَرَامَهُ، فَإِنْ شَاءَ اللهُ أَحْيَاهُ، وَإِنْ شَاءَ أَمَاتَهُ، وَلَكَ أَجْرٌ"). (قَالَ):

("فَمَنْ كَبَّرَ اللهَ، وَحَمِدَ وَهَلَّلَ، وَسَبَّحَ وَاسْتَغْفَرَ، وَعَزَلَ حَجَرًا أَوْ شَوْكَةً، أَوْ عَظْمًا عَنْ طَرِيقِ النَّاسِ، وَأَمَرَ بِمَعْرُوفٍ، أَوْ نَهَى عَنْ مُنْكَرٍ، عَدَدَ تِلْكَ السِّتِّينَ وَالثَّلَاثِ مِائَةِ السُّلَامَى، فَإِنَّهُ يُمْسِي يَوْمَئِذٍ وَقَدْ زَحْزَحَ نَفْسَهُ عَنْ النَّارِ"). ("وَيُجْزِئُ أَحَدَكُمْ مِنْ ذَلِكَ كُلِّهِ، رَكْعَتَانِ يَرْكَعُهُمَا مِنْ الضُّحَى"). انظر الحديث بزوائده: (خ) (2707)، (2891)، (م) 84- (720)، (م) 53- (1006)، (م) 54- (1007)، (م) 56- (1009)، (د) (1285)، (1286)، (5242)، (ت) (1956)، انظر صحيح الجامع: (2908)، والصحيحة: (572). (حم) (8354)، (حم) (21473)، (حم) (21475)، (حم) (21484)، انظر صَحِيحِ الْجَامِع: (4038)، والصَّحِيحَة: (575)، وقال الأرناؤوط: إسناده صحيح. (حم) (22998)، انظر الصحيحة تحت حديث: (1025)، وقال الأرناؤوط: حسن لغيره. (حم) (21548)، وقال الأرناؤوط: حديث صحيح، رجاله رجال الصحيح، (حب) (3377)، صحيح الترغيب: (2970)، (خد) (891)، (خد) (422)، انظر الصحيحة: (576).

 

أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم.

 

الخطبة الآخرة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، واهتدى بهداه إلى يوم الدين، أمّا بعد:

أرأيتم أبواب الخير؟ هذه ذُكِرَت في حديث واحد لأبي ذرٍّ رضي الله عنه، فكيف بأحاديثَ أُخرَ؟

 

فأبواب الخير كثيرة جدًّا، فكلٌّ مِنَّا ينهلُ مما شاء، ويدخل من أي باب شاء، ويتوكل على الله.

 

ثبت عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رضي الله تعالى عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:

("كُلُّ مَعْرُوفٍ صَدَقَةٌ")، كُلُّ شيءٍ معروفٍ ليس بشرٍّ وليس بمنكر صدقة، حتى ملاعبتك لزوجتك صدقة، ملاعبتك لأهلك وأولادك ونحو ذلك، وتدريبك الدابة صدقة، فالصدقات أبوابها كثيرة كثيرة.

 

لكنّ هذا الحديثَ لو عددنا ما فيه من أبواب الخير؛ لوجدنا فيه أكثرَ من عشرين أو ثلاثين بابا من أبواب الخير، التي ذكرت في حديث أبي ذر آنِفًا، وعندما أحصيتُها وجدتُ من هذه الثلاثين عشرة فقط بين العبد وربه، والبقيةُ بين عبد الله وعباد الله.

 

فلنقل هذه العشر أولا التي بينك وبين الله، 1) التَسْبِيح، 2) التَّحْمِيد، 3) التَهْلِيل، 4) التَكْبِير، 5) الاستغفار، 6) الصَلَوات المفروضة والمسنونة، 7) كُلُّ خُطْوَةٍ تَمْشِيهَا إِلَى الصَلَاةِ، 8) الصِيَام، 9) الحَجّ، 10) صلاة الضحى.

 

هذه العشرة بينك وبين الله، لا يستفيد منها العباد، لكن ما يستفيد منه العباد، وحث عليه هذا الحديث عشرون.

 

والعشرون بابا المذكورة هي بين عبد الله وبين عباد الله: 1) التَبَسُّمُ فِي وَجْهِ أَخِيكَ، 2) الَسَلَامُ عَلَى عِبَادِ اللهِ، 4) العدْلُ بَيْنَ المتخاصمين، 5) إعانة الآخرين ومساعدتهم، 6) الْكَلِمَةُ الطَّيِّبَةُ، 7) الأَمْرُ بِالْمَعْرُوفِ، 8) النَهْيُ عَن الْمُنْكَرِ، 9) إماطة الْأَذَى وَالْحَجَرَ وَالشَّوْكَ وَالْعَظْمَ عَنْ طَرِيقِ النَّاسِ، 10) النُّخَاعَةُ فِي الْمَسْجِدِ تَدْفِنُهَا، وتزيلها حتى لا تؤذي غيرك، 11) وَإِفْرَاغُكَ مِنْ دَلْوِكَ فِي دَلْوِ أَخِيكَ لَكَ صَدَقَةٌ، 12) وَالشَّرْبَةُ مِنَ الْمَاءِ تَسْقِيهَا صَدَقَةٌ، 13) وَتُسْمِعُ الْأَصَمَّ وَالْأَبْكَمَ حَتَّى يَفْقَهَ، 14) وَبَصَرُكَ لِلرَّجُلِ الرَّدِيءِ الْبَصَرِ صَدَقَةٌ، 15) وتَهْدِي الْأَعْمَى صدقة، 16) وَتدَلُّ على الطَّرِيقِ، 17) وَتَدُلُّ الْمُسْتَدِلَّ عَلَى حَاجَةٍ لَهُ قَدْ عَلِمْتَ مَكَانَهَا، 18) وَتَسْعَى بِشِدَّةِ سَاقَيْكَ إِلَى اللهِفَانِ الْمُسْتَغِيثِ، 19) وَتَرْفَعُ بِشِدَّةِ ذِرَاعَيْكَ مَعَ الضَّعِيفِ 20) وَلَكَ فِي جِمَاعِكَ زَوْجَتَكَ صَدَقَةٌ.

 

كلُّ هذه معاملاتٌ مع الآخرين، فمع الآخرين نحتاج نقدِّمَ أكثرَ وأكثرَ من أبواب الخير، حتى يعمَّ الأمنُ والأمانُ، والسلمُ والسلام، والمحبة والمودة والوئام، بين المسلمين التي تكاد تكون مفقودة في هذا الزمان.

 

فالأمة الإسلامية -أنتم ترونها- ترزحُ تحت نِيْرِ أعداءِ اللهِ عزّ وجلّ، امتصُّوا خيراتِها، واستلبوا مقدَّراتِها، واجتذبوا النوابغ من رجالاتها، واغتنموا العقول المهاجرة، واستفادوا منها، وتركوا هذه الأمَّةَ عالةً عليهم، هذه الملابس التي نلبسها، وهذه المراكب التي نركبها، وما شابه ذلك كلُّها من صنعهم، ونستجديها منهم، وندفع فيها ما جنيناه بعرقنا، وما استخرجناه من أرضنا، وهكذا حالُ الناس من هذه الأمة حتى نراجع ديننا.

 

اللهم صلِّ وسلِّم وباركْ على نبيِّنا محمّد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

 

اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات، والمسلمين والمسلمات، الأحياء منهم والأموات، إنك سميع قريب مجيب الدعوات يا رب العالمين.

 

اللهم لا تدع لنا في مقامنا هذا ذنبا إلاّ غفرته، ولا همًّا إلا فرجته، ولا دينا إلا قضيته، ولا مريضا إلا شفيته، ولا مبتلى إلا عافيته، ولا غائبا إلا رددته إلى أهله سالمًا غانمًا يا رب العالمين.

 

اللهم كنْ معنا ولا تكن علينا، اللهم أيِّدْنا ولا تخذلنا، اللهم انصرنا ولا تنصر علينا، برحمتك يا أرحم الراحمين.

 

﴿ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ ﴾ [العنكبوت: 45].





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • من أبواب الخير
  • أبواب الخير في رمضان
  • خطبة المسجد النبوي 10 / 5 / 1434هـ - كثرة أبواب الخير
  • إسلام أبي ذر

مختارات من الشبكة

  • قراءة في كتاب: إلى من أدرك رمضان 150 بابا من أبواب الخير(مقالة - ملفات خاصة)
  • شرح حديث: "إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة وغلقت أبواب النار"(محاضرة - موقع الشيخ د. خالد بن عبدالرحمن الشايع)
  • شرح حديث: إذا دخل رمضان فتحت أبواب الجنة وغلقت أبواب النار(مقالة - ملفات خاصة)
  • من أبواب فعل الخير (خطبة)(مقالة - موقع الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري)
  • إذا دخل رمضان فتحت أبواب الجنان وغلقت أبواب النيران وصفدت الشياطين(مقالة - ملفات خاصة)
  • سعة أبواب الخير في الشريعة الإسلامية(محاضرة - مكتبة الألوكة)
  • من أبواب فعل الخير(محاضرة - موقع الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري)
  • من أبواب الخير في رمضان، ووجوب العناية بالشباب(مقالة - موقع الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري)
  • أبواب الخير بعد انتصاف شهر رمضان(مقالة - ملفات خاصة)
  • أبواب الخير في رمضان (مطوية)(مقالة - ملفات خاصة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 14/11/1446هـ - الساعة: 17:59
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب