• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    يعلمون.. ولا يعلمون
    أشرف شعبان أبو أحمد
  •  
    تبديد الخوف من المستقبل المجهول (خطبة)
    الشيخ د. إبراهيم بن محمد الحقيل
  •  
    عظة مع انقضاء العام (خطبة)
    الشيخ محمد بن إبراهيم السبر
  •  
    من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: (العلي، ...
    فهد بن عبدالعزيز عبدالله الشويرخ
  •  
    تفسير قوله تعالى: ﴿وما كان لنفس أن تموت إلا بإذن ...
    سعيد مصطفى دياب
  •  
    تفسير: (ولقد صدق عليهم إبليس ظنه فاتبعوه إلا ...
    تفسير القرآن الكريم
  •  
    تخريج حديث: أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى أن ...
    الشيخ محمد طه شعبان
  •  
    من فوائد الدعاء
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    الشهادتان - شهادة: أن محمدا رسول الله صلى الله ...
    تركي بن إبراهيم الخنيزان
  •  
    وقفات مع القدوم إلى الله (16)
    د. عبدالسلام حمود غالب
  •  
    مناجاة
    دحان القباتلي
  •  
    قاعدة الخراج بالضمان (PDF)
    عمر عبدالكريم التويجري
  •  
    خاطرة: ((شر الناس منزلة عند الله))
    بكر البعداني
  •  
    من مائدة السيرة: بدء الوحي
    عبدالرحمن عبدالله الشريف
  •  
    همسة حاضر في ذكرى غائب
    د. عوض بن حمد الحسني
  •  
    واو الحال وواو المصاحبة في ميزان التعريف
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / منبر الجمعة / الخطب / الرقائق والأخلاق والآداب
علامة باركود

شرح حديث اتق المحارم تكن أعبد الناس (2) (خطبة)

شرح حديث اتق المحارم تكن أعبد الناس (2) (خطبة)
أحمد إبراهيم عبدالرؤوف

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 14/9/2020 ميلادي - 27/1/1442 هجري

الزيارات: 56465

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

شرح حديث اتق المحارم تكن أعبد الناس (2)


الخطبة الأولى

قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «وارض بما قسم الله لك تكن أغنى الناس» اقنع بما أعطاك الله وجعله حظك من الرزق؛ تكن أغنى الناس، فإن من قنع استغنى..

 

قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «لَيْسَ الغِنَى عَنْ كَثْرَةِ العَرَضِ، وَلَكِنَّ الغِنَى غِنَى النَّفْسِ» [رواه البخاري 6446، ومسلم 1051].

 

فالقناعة غنًى وعزٌّ بالله، وضدها فقر وذل للغير، ومن لم يقنع لم يشبع أبدا، ففي القناعة العز والغنى والحرية، وفي فقدها الذل والتعبد للغير..

 

قال صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «تَعِسَ عَبْدُ الدِّينَارِ، وَالدِّرْهَمِ، وَالقَطِيفَةِ، وَالخَمِيصَةِ، إِنْ أُعْطِيَ رَضِيَ، وَإِنْ لَمْ يُعْطَ لَمْ يَرْضَ» [رواه البخاري 2886].

 

وقال: «لَوْ أَنَّ لِابْنِ آدَمَ مِثْلَ وَادٍ مَالًا لَأَحَبَّ أَنَّ لَهُ إِلَيْهِ مِثْلَهُ، وَلاَ يَمْلَأُ عَيْنَ ابْنِ آدَمَ إِلَّا التُّرَابُ، وَيَتُوبُ اللَّهُ عَلَى مَنْ تَابَ» [رواه البخاري 6436، ومسلم 1048].

 

الله (عز وجل) قسم النعم والأرزاق بين الناس، قال تعالى: ﴿ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ ﴾ [الزخرف: 32] وقال تعالى: ﴿ وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى ﴾ [طه: 131] فيتعين على كل عاقل أن يعلم أن الرزق بالقَسْمِ والْحَظِّ لا بالعلم والعقل، ولو جرت الأقسام على قدر العقول لم تعش البهائم!

 

ارض بما قسم الله لك.. تكن أغنى الناس..

الرضا: سكون القلب إلى اختيار الرب..

الرضا: سرور القلب بمر القضاء، واستقبال الأحكام بالفرح، وارتفاع الجزع في أي حكم كان..

الرضا: هو جنة الدنيا، به يواجه الإنسان تقلبَها، وتبدُّلَ أحوالها، بنفس راضية عن الله، راضية بقضائه وقدره.

سلامٌ روحيٌّ مع كل قضاء.. حب لما يحبه الله ويختاره..

 

تَمرُّ برجل فاقدٍ لبصره، تتعجَّب من ابتسامة تملأ وجْهَه، وعبارات الشُّكر والرضا يَلهج بها لسانُه، لا يشكو لأحدٍ ولا يَضْجَر من حاله، فتتعجَّب: كم منَّا مِن مُبصرٍ يشكو من الدنيا وهمومها وهو سليم يُبصر!

 

تزور مريضًا لازَمَ السَّرير، لَم يَلزمه يومًا أو شهرًا، بل سنوات، لا يتحرَّك منه شيء سوى رأْسٍ يحرِّكه يمنة ويسرة، ولسانٍ ذاكرٍ شاكر، وتَشعر بانشراح صدْره وتقَبُّله لمرضِه، فتتعجَّب: كم منَّا معافًى يتحرَّك ويذهب، ويغدو ويتنقَّل في كلِّ مكان، ومع ذلك يَمقُت حاله، ويشكو ظروفه!

 

عامل نظافة بسيط، تحت أشِعَّة الشمس الحارقة يُمارس عمله برضًا تامٍّ، ورَجل في سيَّارته المُكَيَّفة المُريحة، تَجده يشكو من الحرِّ وأشعة الشمس، فسبحان الله!

 

موظف بسيط، يأخذ راتبًا قليلاً، ولكنَّه مُنظَّم في نَفَقاته، ويَستهلك حسب حاجته، شاكرٌ لله، ويتصدَّق من ماله؛ يَبتغي وجْه الله، وآخَرُ راتبُه أعلى، ومَنصبه أكبر، يشكو من النفقات واستهلاك الأبناء، ودائمًا الشكوى معه أينما ذهَب.

 

روي أن عروة بن الزبير (رضي الله عنهما) قطعت رجله، ومات أعز أولاده في ليلة واحدة، فدخل عليه أصحابه وعزوه فقال: اللهم لك الحمد، كان أولادي سبعة، فأخَذت واحدًا وأبْقَيت ستة، وكان لي أطرافٌ أربعة، فأخَذت واحدًا وأبْقَيت ثلاثة، فلئن كنتَ قد أخَذت، فلقد أعْطَيت، ولئن كنتَ قد ابْتَلَيتَ، فقد عافَيْت [سير أعلام النبلاء 4 /431].

 

انظر إلى رضاه رضي الله عنه، ما نظر إلى المفقود، بل نظر إلى الموجود.. هذا هو الفَهْم السليم للرضا.

 

ارض بما قسم الله لك تكن أغنى الناس..

 

بعض الناس يحرص على أن تجتمع فيه النعم المقسمة بين الناس! ينظر إلى هذا فيجد عنده أولاد، فيقول ليت لي أولاد مثله! وينظر إلى هذا فيجد عنده الأموال، فيقول ليت لي أموال مثله! وهذا عنده القوة والصحة، فيقول ليت مثله! وهذا عنده الجمال، فيقول ليت لي مثله! وهذا عنده العلم فيقول ليت لي مثله!.. وهو في الحقيقة قد يكون عنده من النعم ما ليس عند واحد من هؤلاء، وكل واحد من هؤلاء عنده ما ليس عند الآخر..

 

فيا عبد الله ارض بما قسم الله لك.. تكن أغنى الناس

 

قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ: «انْظُرُوا إِلَى مَنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ، وَلَا تَنْظُرُوا إِلَى مَنْ هُوَ فَوْقَكُمْ، فَهُوَ أَجْدَرُ أَنْ لَا تَزْدَرُوا نِعْمَةَ اللهِ عَلَيْكُمْ» [رواه مسلم 2963] وفي رواية: «إِذَا نَظَرَ أَحَدُكُمْ إِلَى مَنْ فُضِّلَ عَلَيْهِ فِي الْمَالِ وَالْخَلْقِ، فَلْيَنْظُرْ إِلَى مَنْ هُوَ أَسْفَلَ مِنْهُ مِمَّنْ فُضِّلَ عَلَيْهِ» [رواه البخاري 6490، ومسلم 2963] لأن الإنسان إذا رأى من فُضِّلَ عليه في الدنيا؛ طلبت نفسُهُ مثلَ ذلك، واستصغَرَ ما عنده من نعمة الله تعالى، وحرَص على الازدياد ليلحق بذلك أو يقاربه، هذا هو الموجود في غالب الناس، وأما إذا ما نظر في أمور الدنيا إلى من هو دونَه فيها؛ ظهرت له نعمة الله تعالى عليه، فشكرها، وتواضع، وفعل فيه الخير.

 

عبد الله.. ارض بما قسم الله لك، فلن تموت حتى تستوفي ما كتب لك، لن ينقص من رزقك شيء، ولن ينقص من عمرك شيء، فلم الخوف؟ تترقب المستقبل بهم كبير، وتعيش الحاضر وأنت تقاسي أحزان الماضي، يضيع اليوم ويضيع العمر وأنت بين حزن وهم! ارض عن الله يرضى الله عنك ويهد قلبك، عود نفسك وجاهدها على الرضا، قال تعالى ﴿ وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ ﴾ [العنكبوت: 69].

 

نسأل الله أن يهدي قلوبنا، ويقنعنا بما آتانا.

 

الخطبة الثانية

عبد الله.. ارض بما قسم الله لك، واحذر أن تسخط، والله عز وجل يعلم ما في القلوب، مطلع على حقيقة ما في قلبك أيها العبد أهو الرضا أم السخط؟

 

وشأن المؤمن أنه يطمئن ويرضى بما قسم الله له، وشأن المنافق وضعيف الإيمان عدم الرضا..

 

لما وسع الله على نبيه صلى الله عليه وعلى آله وسلم في أمر تعامله مع زوجاته رضي الله عنهن، جعل الله لنبيه مطلق الحرية في المعاملة معهن، يبيت عند من يشاء منهن، ويعتزل من يشاء، قال الله عز وجل: ﴿ تُرْجِي مَنْ تَشَاءُ مِنْهُنَّ وَتُؤْوِي إِلَيْكَ مَنْ تَشَاءُ وَمَنِ ابْتَغَيْتَ مِمَّنْ عَزَلْتَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكَ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ تَقَرَّ أَعْيُنُهُنَّ وَلَا يَحْزَنَّ وَيَرْضَيْنَ بِمَا آتَيْتَهُنَّ كُلُّهُنَّ ﴾ [الأحزاب: 51] ذلك التخيير الذي خيرناك في صحبتهن أدنى وأقرب إلى رضاهُنَّ وعدمِ حزنِهن، إذ كان من عندنا -لا من عندك-، لأنهن إذا علمن أن فعلك إنما هو بوحي من الله؛ قرت أعينهن وطابت نفوسهن بذلك ورضين، سواء سويت بينهن أم لم تسو، ﴿ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا فِي قُلُوبِكُمْ ﴾ [الأحزاب: 51] أي: من حب وبغض، ورضا وسخط، ومن ميل إلى شيء، ومن عدم الميل إلى شيء آخر. وفي هذه الجملة وعيد لمن لم ترض منهن بما دبر الله (تعالى) من ذلك، قال صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «وإن الله إذا أحب قوماً ابتلاهم، فمن رضي فله الرضا، ومن سَخِطَ فله السُّخْطُ» [رواه الترمذي 2396، وابن ماجة 4031].

 

فالمؤمن إذا علم أن ما قُسِمُ له إنما هو اختيار الرب تعالى؛ قرت عينه ورضي بذلك، فأصبح غنيًا بالله عما سواه!

 

قال تعالى: ﴿ وَلَوْ أَنَّهُمْ رَضُوا مَا آتَاهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ سَيُؤْتِينَا اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَرَسُولُهُ إِنَّا إِلَى اللَّهِ رَاغِبُونَ ﴾ [التوبة: 59].

 

إذًا يا عبد الله.. عندما تنظرُ إلى الناس من حولك، فإنك إما أن تجد من هو أعلى منك أو من هو دونك في أمور الدنيا..

 

أما من هو دونك فإن نظرك إليه يُظهر لك نعم الله عليك، فاشكرها.

 

وأما من هو أعلى منك، قد أعطي ما لم تعط، فإذا رأيت منه ما يسرُّك فاحذر أن تحقِد عليه أو تحسُدَه على ما آتاه الله من فضله، فإن الحسد ذنب عظيم، يذهب الحسنات، ويحلق الدين وهو في الحقيقة سوء أدب مع الله تعالى، لأنه تمني زوالِ النعمةِ من المحسود، فكأن الحاسد يعترض على الله أن أنعم على المحسود بهذه النعمة..

 

قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «إِذَا رَأَى أَحَدُكُمْ مِنْ أَخِيهِ مَا يُعْجِبُهُ، فَلْيَدْعُ لَهُ بِالْبَرَكَةِ» [رواه ابن ماجة 3509] وهذا الحديث له قصة، وهي واقعة وقعت للصحابي الجليل سهل بن حنيف، وكان سهلٌ رضي الله عنه جميلَ الخِلْقة حسنَ الهيئة أبيضَ الجلد، بعدما نصر الله المؤمنين يوم حنين، وهم في الطريق، مروا بغدير (مكان منخفض في الأرض يتجمع فيه ماء السيل) فأراد سهلٌ رضي الله عنه أن يغتسل، فابتعد عن الناس وأخذ مكانًا بحيث لا يراه أحد من الناس، ثم نزع جُبَّةً كانت عليه وخاض في الماء، فرآه عامر بن ربيعة رضي الله عنه، فنظر إليه فأعجبه خَلْقُهُ وحُسْنُ جلدِهِ، فقال: ما رأيت كاليوم ولا جلدَ عذراءَ، وَلَا جَارِيَةٌ فِي سِتْرِهَا بِأَحْسَنَ جَسَدًا مِنْ جَسَدِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ، فَأَخَذَتْهُ قَعْقَعَةٌ (رعشة) وَهُوَ فِي الْمَاءِ، فلُبِطَ به (سقط على الأرض بسبب ما أصابه من إعياءٍ شديد) فأُخبِر النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم بذلك، فقال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «من تتهمون به؟» قَالُوا: عَامِرَ ابْنَ رَبِيعَةَ. فقال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «عَلَامَ يَقْتُلُ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ؟ إِذَا رَأَى أَحَدُكُمْ مِنْ أَخِيهِ مَا يُعْجِبُهُ، فَلْيَدْعُ لَهُ بِالْبَرَكَةِ» ثُمَّ دَعَا بِمَاءٍ فَأَمَرَ عَامِرًا أَنْ يَتَوَضَّأَ، فَيَغْسِلَ وَجْهَهُ وَيَدَيْهِ إِلَى الْمِرْفَقَيْنِ وَرُكْبَتَيْهِ وَدَاخِلَةَ إِزَارِهِ، وَأَمَرَهُ أَنْ يَصُبَّ عَلَيْهِ، ففعل عامرٌ ذلك، ثم صَبَّ الماء عليه من خلفه، فراح سهل مع الناس ليس به بأس..

 

لَمْ يُعَاتِبْهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وعلى آله وسلم عَلَى إعجابه بحسن خلقة صاحبه، لأن الإعجاب بالشيء الحسن أمر لا يملكه العبد، وَإِنَّمَا عَاتَبَهُ عَلَى تَرْكِ التَّبْرِيكِ الَّذِي كَانَ فِي وُسْعِهِ وطاقته.

 

وقد بين النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أن العين حق وأنها تصرع وربما َتَقْتُلُ.

 

وَفِي قَوْلِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «أَلَا بَرَّكْتَ» دَلِيلٌ عَلَى أَنَّ الْعَيْنَ لَا تَضُرُّ وَلَا تَعْدُو إِذَا بَرَّكَ الْعَائِنُ، وَأَنَّهَا إِنَّمَا تَعْدُو إِذَا لَمْ يُبَرِّكْ، فَوَاجِبٌ عَلَى كُلِّ مَنْ أَعْجَبَهُ شَيْءٌ أَنْ يُبَرِّكَ، فَإِنَّهُ إِذَا دَعَا بِالْبَرَكَةِ صُرِفَ الْمَحْذُورُ لَا مَحَالَةَ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ.

 

وَالتَّبْرِيكُ: أَنْ يَقُولَ: تَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ اللَّهُمَّ بَارِكْ فيه.

 

ودل الحديث على أن العائن يؤمر بالاغتسال للذي عَانَهُ - وبعض العلماء قالوا أنه يجبر عَلَى ذَلِكَ إِنْ أَبَاهُ لِأَنَّ الْأَمْرَ حَقِيقَتُهُ الْوُجُوبُ - وَلَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ أن يمنع أخاه ما ينتفع به أخوه وَلَا يَضُرُّهُ هُوَ لَا سِيَّمَا إِذَا كَانَ بِسَبَبِهِ وَكَانَ هو الْجَانِي عَلَيْهِ فَوَاجِبٌ عَلَى الْعَائِنِ الْغُسْلُ.

 

فإذا رأيت من أخيك ما يعجبك ويسرك، فادع له بالبركة، ومن باب أولى إذا رأيت من نفسك ما يعجبك فادع بالبركة وقل ما شاء الله لا قوة إلا بالله، كما قال الرجل المؤمن لصاحب الجنتين: ﴿ وَلَوْلَا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ ﴾ [الكهف: 39].

 

ادع لنفسك بالبركة، وادع لإخوانك بالبركة أيضًا، وكم نحن في أمس الحاجة إلى البركة من ربنا تبارك وتعالى، أن يغشانا الخير الإلهي في أنفسنا وأهلينا وأموالنا وأوقاتنا وكل حياتنا..

 

أمرنا بالدعاء للعروسين بالبركة، فنقول بارك الله لكما، وبارك عليكما، وجمع بينكما في خير..

 

عندما تستخير ربك في أمر تطلب من ربك في دعاء الاستخارة البركة والرضا: «اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ خَيْرٌ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي فَاقْدُرْهُ لِي وَيَسِّرْهُ لِي، ثُمَّ بَارِكْ لِي فِيهِ... وَاقْدُرْ لِي الخَيْرَ حَيْثُ كَانَ، ثُمَّ رَضِّنِي بِهِ» [رواه البخاري 6382].

 

ارض بما قسم لك وسل البركة فيه.

سل الله من فضله، فبيده خزائن السماوات والأرض، استغن بربك سبحانه عما سواه.. ارض بما قسم الله لك تكن أغنى الناس.

نسأل الله أن يغنينا بفضله عمن سواه





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • شرح حديث اتق المحارم تكن أعبد الناس (1) (خطبة)
  • شرح حديث اتق المحارم تكن أعبد الناس (3) (خطبة)
  • شرح حديث اتق المحارم تكن أعبد الناس (4) (خطبة)

مختارات من الشبكة

  • اتق المحارم تكن أعبد الناس (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • وصية الرسول صلى الله عليه وسلم بـ (اتق المحارم تكن أعبد الناس)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • العناية بشروح كتب الحديث والسنة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • شرح حديث: ازهد في الدنيا يحبك الله، وازهد فيما عند الناس يحبك الناس(مقالة - آفاق الشريعة)
  • مخطوطة نور النبراس على سيرة ابن سيد الناس ( شرح عيون الأثر لابن سيد الناس )(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • المداراة مع الناس وقول النبي عليه الصلاة والسلام شر الناس من تركه الناس اتقاء شره(محاضرة - موقع الشيخ د. خالد بن عبدالرحمن الشايع)
  • إتقان العمل في ضوء القرآن وسنة النبي العدنان(مقالة - آفاق الشريعة)
  • عناية العلماء بالعقيدة الواسطية(مقالة - موقع د. علي بن عبدالعزيز الشبل)
  • ازهد مما في أيدي الناس تكن أغنى الناس(مقالة - آفاق الشريعة)
  • من سلسلة أحاديث رمضان حديث: يأتي على الناس زمان، فيغزو فئام من الناس(مقالة - ملفات خاصة)

 


تعليقات الزوار
1- شرح حديث اتق المحارم
محمد الرفاعي - مصر 01-09-2023 11:28 AM

سعيد جدا بشرح الحديث وصية وصية في صورة خطبة جمعة
جهد مشكور،، جزاكم الله خيرا

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مسلمو سابينسكي يحتفلون بمسجدهم الجديد في سريدنيه نيرتي
  • مدينة زينيتشا تحتفل بالجيل الجديد من معلمي القرآن في حفلها الخامس عشر
  • بعد 3 سنوات أهالي كوكمور يحتفلون بإعادة افتتاح مسجدهم العريق
  • بعد عامين من البناء افتتاح مسجد جديد في قرية سوكوري
  • بعد 3 عقود من العطاء.. مركز ماديسون الإسلامي يفتتح مبناه الجديد
  • المرأة في المجتمع... نقاش مفتوح حول المسؤوليات والفرص بمدينة سراييفو
  • الذكاء الاصطناعي تحت مجهر الدين والأخلاق في كلية العلوم الإسلامية بالبوسنة
  • مسابقة للأذان في منطقة أوليانوفسك بمشاركة شباب المسلمين

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 21/12/1446هـ - الساعة: 17:24
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب