• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    أحكام التعاقد بالوكالة المستترة وآثاره: دراسة ...
    د. ياسر بن عبدالرحمن العدل
  •  
    خطبة: أم سليم ضحت بزوجها من أجل دينها (1)
    د. محمد جمعة الحلبوسي
  •  
    خطبة: التربية على العفة
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    حقوق الأولاد (1)
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    التلاحم والتنظيم في صفوف القتال في سبيل الله...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
  •  
    أسس التفكير العقدي: مقاربة بين الوحي والعقل
    الشيخ حذيفة بن حسين القحطاني
  •  
    ابتلاء مبين وذبح عظيم (خطبة)
    د. محمود بن أحمد الدوسري
  •  
    فضل من يسر على معسر أو أنظره
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    حديث: لا طلاق إلا بعد نكاح، ولا عتق إلا بعد ملك
    الشيخ عبدالقادر شيبة الحمد
  •  
    كونوا أنصار الله: دعوة خالدة للتمكين والنصرة
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
  •  
    لا تعير من عيرك
    نورة سليمان عبدالله
  •  
    من مائدة التفسير: سورة النصر
    عبدالرحمن عبدالله الشريف
  •  
    أربع هي نجاة الإنسان في الدنيا والآخرة (خطبة)
    د. أحمد بن حمد البوعلي
  •  
    وحدة المسلمين (خطبة)
    د. غازي بن طامي بن حماد الحكمي
  •  
    المسارعة إلى الاستجابة لأمر الله ورسوله صلى الله ...
    د. أمين بن عبدالله الشقاوي
  •  
    فوائد وأحكام من قوله تعالى: { إذ قال الله يا عيسى ...
    الشيخ أ. د. سليمان بن إبراهيم اللاحم
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / منبر الجمعة / الخطب / الرقائق والأخلاق والآداب
علامة باركود

اتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم (خطبة)

اتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم (خطبة)
حسن عبدالرحمن عبدالحافظ عثمان

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 3/2/2018 ميلادي - 17/5/1439 هجري

الزيارات: 47800

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

اتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم


إنَّ الحمد لله تعالى نحمده، ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم:

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102].


﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء: 1].

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 70 - 71].


أما بعد فإن أصدق الحديث كلام الله عز وجل وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وآله وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.


وبعد:

فقد قال الله عز وجل ﴿ يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ قُلِ الْأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ * إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ ﴾ [الأنفال: 2].


هذه الآيات نزلت عَقِبَ غزوة بدر وقد غَنِمَ المسلمون غنائم كثيرة من قريش فحصل نزاع وخلاف بينهم في هذه الغنائم فأنزل الله عز وجل هذه الآيات ليبين أن هذه الغنائم لله ورسوله يضعانها حيث شاءا، ثم أمرهم المولى تعالى بالتقوى وإصلاح ما بينهم من التشاحن والتقاطع والتدابر وذلك بالتوادد والتحاب والتواصل، فبذلك تجتمع كلمتهم ويزول ما يحصل من التخاصم والتشاجر والتنازع.


ولا يكون ذلك إلا بإزالة أسباب التنازع بينهم وتصفية النفوس والقلوب للمسلمين.


ثم بيَّن الأمر الجامع لذلك والدال عليه والمحفز إليه وهو تقوى الله عز وجل وطاعته ورسوله، ودليل ذلك أن المؤمنين الإيمان الحق هم الذين إذا ذكر الله عز وجل وجِلت قلوبهم فخافت وخشيت غضبَ ربِّها فأوجبَ ذلك لها الانكفافَ عما يُغْضِبُ الربَّ سبحانه.


عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى: ﴿ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ ﴾ [الأنفال: 1]. قَالَ: هَذا تَحريجٌ مِن اللَّهِ عَلى المُؤمنينَ أَنْ يَتقوا اللَّهَ، وأنْ يُصلِحُوا ذَاتَ بَينِهم[1].


عباد الله:

لقد صارت هناك وحشةٌ غريبةٌ بين المسلمين وصارت الأخوةُ مقتصرةِ على التَّبَسُّمِ في الوجه مع ما في القلبِ من الغلِّ والحقدِ والحسدِ، وما في السرِّ من الغيبة والنميمة وسوءِ الظنِّ والغشِّ.


وقد حذرنا نبينا صلى الله عليه وسلم من كلِّ ما يوقعُ العداوةَ والبغضاءَ بين المسلمين، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا تَحَاسَدُوا، وَلَا تَنَاجَشُوا، وَلَا تَبَاغَضُوا، وَلَا تَدَابَرُوا، وَلَا يَبِعْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَيْعِ بَعْضٍ، وَكُونُوا عِبَادَ اللَّهِ إِخْوَانًا، الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ، لَا يَظْلِمُهُ، وَلَا يَخْذُلُهُ، وَلَا يَكْذِبُهُ، وَلَا يَحْقِرُهُ، التَّقْوَى هَاهُنَا - وَيُشِيرُ إِلَى صَدْرِهِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ - بِحَسْبِ امْرِئٍ مِنَ الشَّرِّ أَنْ يَحْقِرَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ، كُلُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حَرَامٌ: دَمُهُ وَمَالُهُ وَعِرْضُهُ».


ففي هذا الحديث نهانا النبيُّ صلى الله عليه وسلم عن بعض الأمور التي توقعُ العداوةَ والبغضاءَ بين المسلمين، وهذه الأمور التي ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم ليست على سبيل الحصر ولكنها غالبُ ما يكون بين الناس مما يوقعُ بينهم البغضاء، لكنه في نهاية الحديث أجمل فقال " كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه ".


وقد أخبر نبيُّكم أن الفرقةَ بين المسلمين من عبادةِ الشيطان، فعَنْ جَابِرٍ - رضي الله عنه - قَالَ سَمِعْتُ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: " إِنَّ الشَّيْطَانَ قَدْ أَيِسَ أَنْ يَعْبُدَهُ الْمُصَلُّونَ فِي جَزِيرَةِ الْعَرَبِ وَلَكِنْ فِي التَّحْرِيشِ بَيْنَهُمْ".


فجعل التحريش بين المسلمين من عبادة الشيطان، فغايةُ اللعين الأولى أن يُعبَدَ من دون الله، وإذا عجزَ عن تحقيقِ مراده، تنحَّى إلى المرتبة التي تليها، وهي فصْلُ الروابطِ الإيمانيةِ بين المسلمين، عن طريق إحداث النزاع بالتحريش.


وبيَّن النبي صلى الله عليه وسلم أن فَسَادَ البَيْنِ تَحْلِقُ الدين أي تَنْزِعُهُ وتُزِيُلُه، عن أبي الدرداء -رضي اللَّه عنه-، قال: قال رسول اللَّه - صلى اللَّه عليه وسلم -: "أَلا أُخْبِرُكُمْ بأفضل من درجةِ الصيام والصلاة والصدقة؟ قالوا: بلى، قال: إصلاحُ ذاتِ البَيْن، وفسادُ ذاتِ البَيْن: الحالِقَةُ"[2].

وفي رواية: "هي الحالقة، لا أقول: هي تَحْلِق الشعرَ، ولكن تحلق الدين".


وذلك لأن الاجتماع والألفة بين المسلمين من أعظم مقاصد الشريعة وهو سببُ قوةِ المسلمين، وفرقةُ المسلمين وتنازُعُهم سببٌ لضعفهم وتكالبِ الأعداء عليهم، قال الله عز وجل ﴿ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِين ﴾ [الأنفال: 46]، وقال المولى تبارك وتعالى ﴿ وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴾ [آل عمران: 105].


ومن أجل ذلك حرَّم الله عز وجل كل ما يُوغِرُ الصدورَ ويكونُ سببًا للنزاع والفرقةِ بين المسلمين، فَحَرَّمَ التَّحَزُّبَ لأنَّه سببٌ للفُرقَةِ بين المسلمين وجَعَلَه من دعوى الجاهلية، وحرَّم الظنَّ المبنيَّ على التَّوَهُّمِ الذي لا يستند إلى دليلٍ ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ ﴾ [الحجرات: 12].


والظن الآثم هو الظن السيئ وهو التهمة التي تقع في القلب بلا دليلٍ بل بسبب كلمةٍ يسمعها المرء من أخيه أو فعلٍ يراه من أفعاله؛ فيبني عليه ظنونًا وأوهاما، تكون سببا في إضعاف الأخوة بل وقطعها.


قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: «لَا تَظُنَّنَّ بِكَلِمَةٍ خَرَجَتْ مِنْ مُسْلِمٍ شَرًّا، وَأَنْتَ تَجِدُ لَهَا فِي الْخَيْرِ مَحْمَلًا».

وقال محمد بن سيرين رحمه الله تعالى: «إذا بلغك عن أخيك شيء، فالتمس له عذرا، فإن لم تجد له عذرا، فقل: لعل له عذرا».


وحرَّم الشارع الغيبة وجعلها من كبائر الذنوب حتى وإن كان ما تقوله في حق أخيك المسلم حقًّا ولكنه يشينه فهو من الغيبة وهي من كبائر الذنوب قال الله تعالى ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ ﴾ [الحجرات: 12].


وحرَّم النميمة وهي السعي والوقيعة بين المسلمين عن طريق نقل الأخبار، يا فلان إن فلان قال كذا وكذا، عنِ ابنِ عباسٍ -رضي اللَّه عنهما- قال: "مَرَّ النبيُّ -صلى اللَّه عليه وسلم- على قَبْرَينِ، فقال: إنهُما يُعَذَّبانِ، وما يعذبانِ في كَبِيرٍ، أمَّا هذا فكان لَا يَسْتَنْزِهُ مِنَ البَوْلِ، وأمَّا هذا فكان يمْشيِ بالنَّمِيْمَةِ".


بل ورخَّصت الشريعة في الكذب وهو من كبائر الذنوب إذا كان الغرض من الكذب إصلاح ما بين الناس، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أُمِّهِ أُمِّ كُلْثُومَ بِنْتِ عُقْبَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَيْسَ الْكَاذِبُ مَنْ أَصْلَحَ بَيْنَ النَّاسِ فَقَالَ خَيْرًا وَنَمَى خَيْرًا».


فالكذب كبيرة من الكبائر ومفسدته عظيمة ولكن لعظم مصلحة الإصلاح بين المسلمين وجمع الكلمة وزرع الألفة والمودة بينهم رخَّصَ الشارع في الكذب لعدم تفويت هذه المصلحة.


وجعل النبي صلى الله عليه وسلم المحبة والألفة بين المسلمين سبب دخول الجنة، عن أبي هريرة -رضي اللَّه عنه- قال: قال رسولُ اللَّهِ - صلى اللَّه عليه وسلم -: "وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدهِ لَا تَدْخُلُوا الجَنّةَ حَتَّى تُؤْمِنُوا، وَلَا تُؤْمِنُونَ حَتَّى تَحَابُّوا، أَفلَا أَدُلُّكُمْ على أَمْرٍ إذَا فَعَلْتُمُوهُ تَحَابَبْتم؟ أَفشُوا السَّلَامَ بَينكم".


فليست العبرة بمجرد أن تلقى أخاك وتلقي عليه السلام وتتبسم في وجه مع ما في قلبك من الغل والحقد والحسد، ولكن العبرة بإزالة ما في القلوب من أسباب النزاع والشقاق والبغض بين المسلمين وهي التي أخبرنا عنها المولى عز وجل في آية سورة الأنفال وهي " التنازع على الدنيا ".


فما أفسدَ قلوبَ المسلمين وأوجدَ الشقاقَ والفرقةَ بينهم إلا التنازعُ على الدنيا، سواءٌ كان هذا التنازعُ في المالِ أو المنصبِ أو الرياسةِ أو حبِّ الظهورِ أو الانتصار للنفس أو الكبر والعجب، فكلُّ هذا من أمورِ الدنيا، أما الدينُ الحقُ فإنه لا يفرِّق بل هو سببُ الألفةِ واجتماعِ القلوبِ كما قال ربُّ العزةِ سبحانه ﴿ وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ﴾ [آل عمران: 103].


وهذا التنازع على الدنيا لم يُفْسِدْ علينا الأخوةَ بيننا فحسب، بل أفسد علينا لذة الطاعة، وكل مسلم أنعم الله عليه بالطاعة فإنه دائما يشتاق لبداية التزامه حيث كانت لذة المناجاة ولذة القرب من الله عز وجل، وحيث كان صدقُ المحبة في الله وصدقُ الأخوةِ، وما كان ذلك إلا بسبب وحدة الهدف وهو طاعةُ الله عز وجل ونيلُ رضاه.


أمَّا حين تنازعتنا الدنيا أفسدت علينا طاعتنا وأفسدت علينا الأخوة والمحبة بيننا، وقد حذرنا النبي صلى الله عليه وسلم من ذلك فقال: " وَاللهِ مَا الْفَقْرَ أَخْشَى عَلَيْكُمْ، وَلَكِنِّي أَخَشَى عَلَيْكُمْ أَنْ تُبْسَطَ عَلَيْكُمْ الدُّنْيَا كَمَا بُسِطَتْ عَلَى مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ، فَتَنَافَسُوهَا كَمَا تَنَافَسُوهَا فَتُهْلِكَكُمْ كَمَا أَهْلَكَتْهُمْ".


عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَّهُ قَالَ إِذَا فُتِحَتْ عَلَيْكُمْ فَارِسُ وَالرُّومُ أَيُّ قَوْمٍ أَنْتُمْ قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ نَقُولُ كَمَا أَمَرَنَا اللَّهُ.


قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَوْ غَيْرَ ذَلِكَ تَتَنَافَسُونَ ثُمَّ تَتَحَاسَدُونَ ثُمَّ تَتَدَابَرُونَ ثُمَّ تَتَبَاغَضُونَ أَوْ نَحْوَ ذَلِكَ ثُمَّ تَنْطَلِقُونَ فِي مَسَاكِينِ الْمُهَاجِرِينَ فَتَجْعَلُونَ بَعْضَهُمْ عَلَى رِقَابِ بَعْضٍ.


فالتنافس في أمور الدنيا أفسد على الناس دينهم وأفسد عليهم الألفة والمحبة والمودة، نسأل الله عز وجل أن يألف بين قلوب المسلمين وصلِّ اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلِّم.

 

الخطبة الثانية

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خير المرسلين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له يقول الحق وهو يهدي السبيل، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله الطيبين وصحابته الغر الميامين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وبعد:

عباد الله:

إن اجتماع كلمة المسلمين وإصلاح ما بين قلوبهم من أعظم مقاصد الشريعة الإسلامية، وهي من أسباب القوة ومن أسباب حفظ دين المسلم، ولذلك نهت الشريعة عن الفرقة وجعلت الاجتماع من أسباب حفظ الدين، عن أَبي الدَّرْدَاءَ رضي الله عنه قال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: «مَا مِنْ ثَلَاثَةِ نَفَرٍ فِي قَرْيَةٍ وَلَا بَدْوٍ لَا تُقَامُ فِيهِمُ الصَّلَاةُ إِلَّا اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ، فَعَلَيْكَ بِالْجَمَاعَةِ، فَإِنَّمَا يَأْكُلُ الذِّئْبُ مِنَ الْغَنَمِ الْقَاصِيَةَ».


لذلك جعلت الشريعة رباطا بين أصحاب الشريعة الواحدة هو رباط الدين، وهو رباط وثيقٌ قد يعلوا فوق رباط الدم إذا حصل تعارض بينهم، ﴿ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ﴾ [الحجرات: 10].


وعَنْ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى"[3].


فانظروا إلى هذا التشبيه لما بين المسلمين من الألفة والمودة والترابط كالترابط والتآلف بين أعضاء الجسد الواحد، وهذا مثال وتشبيه محسوس يدركه كل إنسان، فأنت إذا أصاب عضوٌ منك مرض أو فساد أحستت بأن هذا المرض قد ألم بكل جسدك ولا يستقر لجسدك قرارٌ ولا ينعم براحة حتى يلتأم هذا العضو ويبرأ ويطيب فساعتها ينعم الجسد بالراحة.


كذلك الأخوة الحقة بين المسلمين، فلا يستقر لك قرارٌ ولا تنعم براحة إذا كان أخوك المسلم في كرب وضيق، كذلك إذا كانت بينك وبين أخيك وحشة فلا يكْمُلُ إيمانك حتى تزيل أسباب هذه الوحشة، ولا يصدنك عن ذلك الكبر، فقد أخبر نبيك أن خيرَ المتخاصمين من يبدأ بالسلام بغض النظر عن المخطأ من المصيب.


ولذلك جعل الله عز وجل معاملته للمسلم على وفق معاملة المسلم لأخيه المسلم، عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه، عن النبي صلى اللَّه عليه وسلم قال: "مَنْ نَفَّسَ عن مسلم كُربةً من كربِ الدنيا نَفَّسَ اللَّه عنه كُربةً من كُرَب يوم القيامة، ومَنْ يَسَّر على مُعْسِر يَسَّر اللَّه عليه في الدنيا والآخرة، ومَنْ سَتَر على مسلم سَتَرهُ اللَّه في الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَاللَّهُ في عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كانَ العبدُ في عَوْنِ أخِيه"[4].


وقال ابن القيم: (من رَفَقَ بعبادِ الله رَفَقَ الله به، ومن رحمهم رحمه، ومن أحسن إليهم أحسن إليه، ومن جاد عليهم جاد الله عليه، ومن نفعهم نفعه، ومن سترهم ستره، ومن منعهم خيره منعه خيره، ومن عامل خلقه بصفةٍ عامله الله بتلك الصِّفة بعينها في الدنيا والآخرة، فالله تعالى لعبده حسب ما يكون العبد لخلقه).


أيها المسلمون:

إن الأخوةَ الإيمانيةَ ليست ليستْ مجردَ كلمةٍ تلفِظُها الأفواه، ولا لحنًا يتغنَّى به الشعراء؛ بل هي معنًى عظيمٌ، ودين يُرجى من الله ثوابُه، فأهلُ المحبَّة في الله على منابرِ النورِ في المحشر، يَغبطهم لأجلها خيرُ الخلق على الإطلاق، عَنْ أَبِي مُسْلِمٍ الْخَوْلَانِيِّ قَالَ: دَخَلْتُ مَسْجِدَ حِمْصَ فَإِذَا فِيهِ نَحْوٌ مِنْ ثَلَاثِينَ كَهْلًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَإِذَا فِيهِمْ شَابٌّ أَكْحَلُ الْعَيْنَيْنِ، بَرَّاقُ الثَّنَايَا سَاكِتٌ، فَإِذَا امْتَرَى الْقَوْمُ فِي شَيْءٍ أَقْبَلُوا عَلَيْهِ فَسَأَلُوهُ. فَقُلْتُ: لِجَلِيسٍ لِي مَنْ هَذَا؟ قَالَ: هَذَا مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ فَوَقَعَ لَهُ فِي نَفْسِي حُبٌّ، فَكُنْتُ مَعَهُمْ حَتَّى تَفَرَّقُوا، ثُمَّ هَجَّرْتُ إِلَى الْمَسْجِدِ، فَإِذَا مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ قَائِمٌ يُصَلِّي إِلَى سَارِيَةٍ، فَسَكَتَ لَا يُكَلِّمُنِي فَصَلَّيْتُ، ثُمَّ جَلَسْتُ فَاحْتَبَيْتُ بِرِدَائِي، ثُمَّ جَلَسَ فَسَكَتَ لَا يُكَلِّمُنِي، وَسَكَتُّ لَا أُكَلِّمُهُ، ثُمَّ قُلْتُ: وَاللَّهِ إِنِّي لَأُحِبُّكَ. قَالَ: فِيمَ تُحِبُّنِي؟ قَالَ: قُلْتُ: فِي اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى فَأَخَذَ بِحُبْوَتِي فَجَرَّنِي إِلَيْهِ هُنَيَّةً، ثُمَّ قَالَ: أَبْشِرْ إِنْ كُنْتَ صَادِقًا سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «الْمُتَحَابُّونَ فِي جَلَالِي لَهُمْ مَنَابِرُ مِنْ نُورٍ يَغْبِطُهُمُ النَّبِيُّونَ وَالشُّهَدَاءُ».


قَالَ: فَخَرَجْتُ فَلَقِيتُ عُبَادَةَ بْنَ الصَّامِتِ فَقُلْتُ: يَا أَبَا الْوَلِيدِ لَا أُحَدِّثُكَ بِمَا حَدَّثَنِي مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ فِي الْمُتَحَابِّينَ. قَالَ: فَأَنَا أُحَدِّثُكَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَرْفَعُهُ إِلَى الرَّبِّ عَزَّ وَجَلَّ قَالَ: «حَقَّتْ مَحَبَّتِي لِلْمُتَحَابِّينَ فِيَّ، وَحَقَّتْ مَحَبَّتِي لِلْمُتَزَاوِرِينَ فِيَّ، وَحَقَّتْ مَحَبَّتِي لِلْمُتَبَاذِلِينَ فِيَّ، وَحَقَّتْ مَحَبَّتِي لِلْمُتَوَاصِلِينَ فِيَّ».


وهذه المحبة في الله ليست كلمة ولكنها قاعدة لها ضوابط، وهي أن تكون هذه المحبة قائمة على النصح في الله عز وجل، فهذه هي المحبة الحقة التي تبقى وتنفع أصحابها في الدنيا والآخرة، أما في الدنيا فقد قال الله عز وجل: ﴿ وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ ﴾ [العصر: 1 - 3].


فالمسلم مرآة أخيه إن رأى منه اعوجاجًا نَبَّهه ونصحه وسلك كلَّ السبل في إصلاحه واقامته على المنهج الصحيح عقيدة وأخلاقا وعملا، وإن رأى منه تقصيرًا حفَّزَه وشدَّ عزمه ورفع همته لينال المطالب العليا، ولذلك كان من دعاء المسلم في صلاته أن يسأل ربه أن ينعم عليه بصراط الذين أنعم الله عليهم.


وأما في الآخرة فينال جزاء هذه الأخوة الصالحة القائمة على النصح في الله، قال تعالى ﴿الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِين﴾ [الزخرف: 67]، ﴿ يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَنِ وَفْدًا ﴾ [مريم: 85].


فالأخوة الحقة هي القائمة على النصح والتعاون على البر والتقوى، فلابد للمسلمين أن يصلحوا ما بينهم، فهذا أمرٌ واجب على كل مسلم أن يُصلح ما بينه وبين أخيه لأن هذه الفرقة وهذا النزاع خطر عظيمٌ قد يحول بين المسلم ورفع عملِهِ إلى الله عز وجل.


ولابد أن يكون المولى جل وعلى وشرعُه هو الأساس الذي تقوم عليه الأخوة وإصلاح ما في القلوب، فهذه المحبة وهذه الأخوة هي التي تبقى وتنفع.


وأما التنازع في الدنيا، وأما التحاسد والتباغض والتدابر، وأما فساد ذات البين فهي المهلكة وهي الحالقة التي تحلق الدين.


نسأل المولى جل في علاه أن يعصمنا من الفرقة وأن يألف بين قلوبنا وأن يجمع كلمتنا إنه ولي ذلك والقادر عليه وصل اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلِّم.



[1] أخرجه البخاري مرفوعا في الأدب المفرد (392).

[2] صحيح الترمذي (3751).

[3] أخرجه مسلم.

[4] أخرجه مسلم (2699)، وأبو داود (4946)، وابن ماجه (225)، والترمذي (1425)، وأحمد (7427).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • وأصلحوا ذات بينكم
  • فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم
  • واتقوا الله (قصيدة)
  • اتقوا الله حق تقاته (خطبة)
  • اتقوا الله واحذروا الدنيا (خطبة)

مختارات من الشبكة

  • اتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم(مقالة - آفاق الشريعة)
  • إتقان العمل في ضوء القرآن وسنة النبي العدنان(مقالة - آفاق الشريعة)
  • وأصلحوا ذات بينكم(مقالة - موقع الشيخ أحمد بن حسن المعلِّم)
  • خطبة {اتقوا الله حق تقاته}(محاضرة - مكتبة الألوكة)
  • اتقوا الشح (خطبة)(مقالة - موقع الشيخ أحمد بن حسن المعلِّم)
  • خطبة: (اتقوا فراسة المؤمن)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • اتقوا الظلم (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • اتقوا النار ولو بشق تمرة فمن لم يجد فبكلمة طيبة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • اتقوا الله، واعدلوا بين أولادكم(مقالة - موقع الشيخ فيصل بن عبدالعزيز آل مبارك)
  • تفسير: (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا)(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 14/11/1446هـ - الساعة: 17:59
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب