• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    خطبة عيد الأضحى: عيدنا طاعة وعبادة
    محمد بن عبدالله بن فياض العلي
  •  
    خطبة عيد الأضحى: الامتثال لأوامر الله
    محمد بن عبدالله بن فياض العلي
  •  
    أقسام المشهود عليه
    الشيخ عبدالله بن جار الله آل جار الله
  •  
    الشهادتان - شهادة: أن لا إله إلا الله
    تركي بن إبراهيم الخنيزان
  •  
    تحريم النذر لغير الله تبارك وتعالى
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    تخريج حديث: أن ابن مسعود جاء إلى النبي صلى الله ...
    الشيخ محمد طه شعبان
  •  
    تفسير قوله تعالى: {وما محمد إلا رسول قد خلت من ...
    سعيد مصطفى دياب
  •  
    خطبة عيد الأضحى المبارك 1446هـ (من وضع ثقته في ...
    د. محمد جمعة الحلبوسي
  •  
    الثابتون على الحق (7) خباب بن الأرت
    الشيخ د. إبراهيم بن محمد الحقيل
  •  
    { فلا اقتحم العقبة }
    ماهر غازي القسي
  •  
    خطبة العيد بين التكبير والتحميد
    د. فهد بن ابراهيم الجمعة
  •  
    تفسير: ﴿وجعلنا بينهم وبين القرى التي باركنا فيها ...
    تفسير القرآن الكريم
  •  
    علامات صحة القلب
    الشيخ عبدالله بن جار الله آل جار الله
  •  
    علو الهمة
    ساير بن هليل المسباح
  •  
    المرأة في القرآن (2)
    قاسم عاشور
  •  
    خواتيم الأعمال.. وانتظار الآجال (خطبة)
    الشيخ د. إبراهيم بن محمد الحقيل
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / منبر الجمعة / الخطب / الرقائق والأخلاق والآداب
علامة باركود

حديث عن الأمانة

حديث عن الأمانة
الشيخ عبدالله بن محمد البصري

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 10/12/2016 ميلادي - 11/3/1438 هجري

الزيارات: 49209

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

حديث عن الأمانة

 

أَمَّا بَعدُ، فَـ ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ [البقرة: 21].

 

أَيُّهَا المُسلِمُونَ، إِذَا كَانَ بَقَاءُ الأُمَمِ مِن بَقَاءِ أَخلاقِهَا، وَفَنَاؤُهَا ثَمَرَةً مِن ثَمَرَاتِ ضَعفِ تِلكَ الأَخلاقِ وَذَهَابِهَا، فَإِنَّ الحَدِيثَ عَنِ الأَخلاقِ وَالتَّواصِيَ بِجَمِيلِ الفِعَالِ، يَجِبُ أَن يَكُونَ هُوَ السَّائِدَ في مُجتَمَعَاتِ المُسلِمِينَ، وَيَتَحَتَّمُ أَن يُجعَلَ خَيرَ مَا يُهدَى في المَجَالِسِ مِن كُلِّ أَبٍ لابنِهِ، أَو في المَدَارِسِ مِن أَيِّ مُعَلِّمٍ لِتِلمِيذِهِ، بَل وَيَخُصُّ بِهِ كُلُّ وَاحِدٍ مِنَّا أَخَاهُ أَو صَدِيقَهُ أَو رَفِيقَهُ. وَالقُرآنُ الكَرِيمُ وَالسُّنَّةُ المُطَهَّرَةُ هُمَا أَصلُ كُلِّ خُلُقٍ كَرِيمٍ، وَمَعدِنُ كُلِّ سُلُوكٍ نَبِيلٍ، وَأَسَاسُ كُلِّ فِعلٍ سَوِيٍّ، فَتَعَالَوا بِنَا اليَومَ - أَيُّهَا الإِخوَةُ - نُعَرِّجْ في عُجَالَةٍ وَاختِصَارِ عَلَى حَدِيثٍ رَوَاهُ الشَّيخَانِ عَن حُذَيفَةَ - رَضِيَ اللهُ عَنهُ - قَالَ: حَدَّثَنَا رَسُولُ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ - حَدِيثَينِ قَد رَأَيتُ أَحَدَهُمَا، وَأَنَا أَنتَظِرُ الآخَرَ. حَدَّثَنَا " أَنَّ الأَمَانَةَ نَزَلَت في جَذرِ قُلُوبِ الرِّجَالِ، ثُمَّ نَزَلَ القُرآنُ فَعَلِمُوا مِنَ القُرآنِ وَعَلِمُوا مِنَ السُّنَّةِ. ثُمَّ حَدَّثَنَا عَن رَفعِ الأَمَانَةِ قَالَ: " يَنَامُ الرَّجُلُ النَّومَةَ فَتُقبَضُ الأَمَانَةُ مِن قَلبِهِ، فَيَظَلُّ أَثَرُهَا مِثلَ الوَكتِ، ثُمَّ يَنَامُ النَّومَةَ فَتُقبَضُ الأَمَانَةُ مِن قَلبِهِ، فَيَظَلُّ أَثَرُهَا مِثلَ المَجلِ، كَجَمرٍ دَحرَجَتهُ عَلَى رِجلِكَ فَنَفِطَ فَتَرَاهُ مُنتَبِرًا وَلَيسَ فِيهِ شَيءٌ - ثُمَّ أَخَذَ حَصىً فَدَحرَجَهُ عَلَى رِجلِهِ - فَيُصبِحُ النَّاسُ يَتَبَايَعُونَ، لا يَكَادُ أَحَدٌ يُؤَدِّي الأَمَانَةَ، حَتَّى يُقَالَ: إِنَّ في بَني فُلاَنٍ رَجُلاً أَمِينًا، حَتَّى يُقَالَ لِلرَّجُلِ: مَا أَجلَدَهُ مَا أَظرَفَهُ مَا أَعقَلَهُ! وَمَا في قَلبِهِ مِثقَالُ حَبَّةٍ مِن خَردَلٍ مِن إِيمَانٍ " وَلَقَد أَتَى عَلَيَّ زَمَانٌ وَمَا أُبَالي أَيَّكُم بَايَعتُ، لَئِن كَانَ مُسلِمًا لَيَرُدَّنَّهُ عَلَيَّ دِينُهُ، وَلَئِن كَانَ نَصرَانِيًّا أَو يَهُودِيًّا لَيَرُدَّنَّهُ عَلَيَّ سَاعِيهِ، وَأَمَّا اليَومَ فَمَا كُنتُ لأُبَايِعَ مِنكُم إِلاَّ فُلاَنًا وَفُلانًا...

 

إِنَّهُ لَحَدِيثٌ عَظِيمٌ جَلِيلُ القَدرِ، تَحَدَّثَ عَن صِفَةٍ عَظِيمَةٍ جَلِيلَةٍ، كَانَت في صَدرِ الأُمَّةِ الأَوَّلِ، ثُمَّ لم تَزَلْ تَضعُفُ شَيئًا فَشَيئًا وَتَضمَحِلُّ مِنَ القُلُوبِ، حَتَّى أَوشَكَت في عَصرِنَا هَذَا أَن تُصبِحَ مِن حَدِيثِ المَاضِي وَذِكرَيَاتِهِ. وَقَولُهُ - عَلَيهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ - في الأَمَانَةِ إِنَّهَا نَزَلَت في جَذرِ قُلُوبِ الرِّجَالِ " أَي في أَصلِهَا، وَمَعنَاهُ أَنَّ اللهَ - تَعَالى - جَبَلَ القُلُوبَ الكَامِلَةَ وَفَطَرَهَا عَلَى الأَمَانَةِ، فَمَتى وَجَدتَ الرَّجُلَ أَمِينًا صَادِقًا، فَاعلَمْ أَنَّهُ مَا زَالَ عَلَى الفِطرَةِ السَّوِيَّةِ، وَمَتى مَا ظَهَرَ مِنهُ خِيَانَةٌ أَو بَدَت مِنهُ قِلَّةٌ في الأَمَانَةِ، فَاعلَمْ أَنَّ فِطرَتَهُ قَدِ انتَكَسَت، وَأَنَّ أَخلاقَهُ في الحَضِيضِ قَدِ ارتَكَسَت. وَقَولُ حُذَيفَةَ: ثُمَّ حَدَّثَنَا عَن رَفعِ الأَمَانَةِ. المُرَادُ مِنهُ ذَهَابُهَا أَو ذَهَابُ أَهلِهَا، حَتى يَكُونَ الأَمِينُ في حُكمِ النَّادِرِ فَلا يَكَادُ يُرَى وَلا يُوجَدُ، وَقَولُهُ - عَلَيهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ -: " يَنَامُ الرَّجُلُ النَّومَةَ فَتُقبَضُ الأَمَانَةُ مِن قَلبِهِ " يُحتَمَلُ أَنَّ المُرَادَ مِنهُ أَنَّ الأَمَانَةَ تُنزَعُ في حَالِ غَفلَةٍ وَضَعفٍ في العَقِيدَةِ وَالإِيمَانِ، وَيُحتَمَلُ أَن يَكُونَ عَلَى ظَاهِرِهِ، وَأَنَّ المَقصُودَ سُرعَةُ رَفعِ الأَمَانَةِ مِنَ القَلبِ، حَتَّى إِنَّهُ بِمُجَرَّدِ نَومِ امرِئٍ في لَيلٍ أَو نَهَارٍ تُرفَعُ الأَمَانَةُ مِن قَلبِهِ، فَيَصحُو وَقَد فُقِدَت مِنهُ. وَقَولُهُ: " فَيَظَلُّ أَثَرُهَا مِثلَ الوَكتِ " أَي الأَثَرُ اليَسِيرُ، وَالمَعنى أَنَّ الأَمَانَةَ تَذهَبُ حَتى مَا يَبقَى مِنهَا إِلاَّ اليَسِيرُ القَلِيلُ " فَيَظَلُّ أَثَرُهَا مِثلَ المَجلِ فَنَفِطَ فَتَرَاهُ مُنتَبِرًا " وَالمَجْلُ هُوَ الانتِفَاخُ الَّذِي يَكُونُ في اليَدِ مِن أَثَرِ العَمَلِ بِفَأسٍ وَنَحوِهِ، أَو في الرِّجلِ بِسَبَبِ الحِذَاءِ وَنَحوِهِ، يَصِيرُ مِثلَ القُبَّةِ وَيَمتَلِئُ مَاءً وَيَتَوَرَّمُ، ثم لا يَلبَثُ أَن يَنفَجِرَ فَيَذهَبَ مَا فِيهِ، وَالمَقصُودُ هُوَ سُرعَةُ ذَهَابِ الأَمَانَةِ وَفُقدَانِهَا. وَقَولُهُ - عَلَيهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ -: " فَيُصبِحُ النَّاسُ يَتَبَايَعُونَ لا يَكَادُ أَحَدٌ يُؤَدِّي الأَمَانَةَ " مَعنَاهُ يَبِيعُونَ وَيَشتَرُونَ بِكَذَبٍ وَخِيَانَةٍ وَخِدَاعٍ، وَبِلا أَدَاءٍ لِلأَمَانَةِ أَو وَفَاءٍ بِالعُقُودِ. وَقَولُهُ - عَلَيهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ -: " حَتَّى يُقَالَ لِلرَّجُلِ مَا أَجلَدَهُ مَا أَظرَفَهُ مَا أَعقَلَهُ " أَيْ يُوصَفُ بِقُوَّةِ الجَسَدِ وَحُسنِ الوَجهِ وَبَهَاءِ الهَيئَةِ وَفَصَاحَةِ اللِّسَانِ، بَل وَحِدَّةِ العَقلِ وَتَفَتُّحِ الذِّهنِ وَصَفَاءِ التَّفكِيرِ وَالتَّميِيزِ بَينَ الحَسَنِ وَالقَبِيحِ، وَالحَقِيقَةُ أَنَّهُ " مَا في قَلبِهِ مِثقَالُ حَبَّةٍ مِن خَردَلٍ مِن إِيمَانٍ " وَفي هَذَا - أَيُّهَا المُسلِمُونَ - فَائِدَةٌ جَلِيلَةُ القَدرِ، وَتَوجِيهٌ نَبَوِيٌّ كَرِيمٌ، قَلَّ مَن يَنتَبِهُ لَهُ وَيُقَدِّرُهُ، خَاصَّةً في زَمَانِنَا، حَيثُ كَثُرَ اغتِرَارُ النَّاسِ بِالمَظَاهِرِ الخَارِجِيَّةِ، فَأَثَّرَت في قُلُوبِهِم وَامتَلَكَت نُفُوسَهُم، بَل وَخَدَعَتهُمُ وَمَالَت بِهِم عَنِ الحَقِّ في تَقوِيمِ الرِّجَالِ، وَجَنَّبَتهُمُ الصِّدقَ في حُكمِهِم عَلَى الآخَرِينَ وَثَنَائِهِم عَلَيهِم، مُغَتَرِّينَ بِمَظَاهِرِهِم، غَافِلِينَ عَن حَقِيقَةِ مَخَابِرِهِم، مُتَعَامِينَ عَن ضَعفِ إِيمَانِهِم وَقِلَّةِ أَمَانَتِهِم وَدِيَانَتِهِم، وَهَذَا مِنِ انتِكَاسِ المَفَاهِيمِ وَعَدَمِ سَلامَةِ المَعَايِيرِ في الحُكمِ عِندَ النَّاسِ، إِذْ يَمدَحُونَ أَحَدَهُم بِجَلَدِهِ وَطُولِ صَبرِهِ عَلَى تَحصِيلِ دُنيَاهُ، أَو بِفَصَاحَةِ لِسَانِهِ وَجَهَارَةِ صَوتِهِ في الجَدَلِ وَالمُخَاصَمَاتِ، أَو طُولِ لِسَانِهِ في الرَّدِّ عَلَى الآخَرِينَ وَإِسكَاتِهِم، أَو بِقُوَّةِ جَسَدِهِ وَدَهَاءِ عَقلِهِ وَقُدرَتِهِ عَلَى غَلَبَةِ الآخَرِينَ وَلَو بِمُخَادَعَتِهِم، وَهُوَ في الحَقِيقَةِ خَاوِي الجَوفِ خَالي القَلبِ مِمَّا يُمدَحُ بِهِ، وَخَاصَّةً الأَمَانَةَ، الَّتي هِيَ مِن أَقوَى دَلائِلِ الإِيمَانِ، وفي الحَدِيثِ الَّذِي رَوَاهُ الإِمَامُ أَحمَدُ وَغَيرُهُ وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ عَن أَنَسٍ - رَضِيَ اللهُ عَنهُ - قَالَ: مَا خَطَبَنَا رَسُولُ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ - إِلاَّ قَالَ: " لا إِيمَانَ لِمَن لا أَمَانَةَ لَهُ، وَلا دِينَ لِمَن لا عَهدَ لَهُ " وَقَولُ حُذَيفَةَ - رَضِيَ اللهُ عَنهُ -: وَلَقَد أَتَى عَلَيَّ زَمَانٌ... يَقصِدُ بِهِ زَمَنَ الصَّدرِ الأَوَّلِ في الإِسلامِ، حِينَ كَانَتِ الأَمَانَةُ مُستَقِرَّةً في القُلُوبِ، فَالمُؤمِنُ يَدفَعُهُ إِيمَانُهُ لأَدَائِهَا، وَالنَّصرَانيُّ أَوِ اليَهُودِيُّ يَدفَعُهُ مَن يَتَوَلاَّهُ... وَأَمَّا اليَومَ فَمَا كُنتُ لأُبَايِعَ مِنكُم إِلاَّ فُلانًا وَفُلانًا... يَعني - رَضِيَ اللهُ عَنهُ - أَنَّهُ عَادَ لا يَثِقُ إِلاَّ بِأَشخَاصٍ مُعَيَّنِينَ في دِيَانَتِهِم وَأَمَانَتِهِم.. وَهَذَا دَلِيلٌ عَلَى عُلُوِّ شَأنِ الأَمَانَةِ عِندَ الصَّادِقِينَ وَأَهلِ العُقُولِ الرَّشِيدَةِ وَالفِطَرِ السَّلِيمَةِ، وَلِذَلِكَ قَالَتِ ابنَةُ شُعَيبٍ - عَلَيهِ السَّلامُ - لأَبِيهَا في شَأنِ مُوسَى - عَلَيهِ السَّلامُ -: " قالَت إِحدَاهُمَا يَا أَبَتِ استَأجِرهُ إِنَّ خَيرَ مَنِ استَأجَرتَ القَوِيُّ الأَمِينُ "

 

أَلا فَاتَّقُوا اللهَ - أَيُّهَا المُسلِمُونَ - وَأَدُّوا الأَمَانَةَ في كُلِّ مَا يُوكَلُ إِلى أَحَدِكُم حِفظَهُ ويُخلَّى بَينَهُ وَبينَهُ، سَوَاءٌ عَمَلاً للهِ كَانَ، أَو تَكلِيفًا مِن غَيرِهِ بِأُجرَةٍ، أَو وَدِيعَةً أو سرًّا ﴿ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا ﴾ [النساء: 58] ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ * وَاعْلَمُوا أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ وَأَنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ * يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا وَيُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ﴾ [الأنفال: 27 - 29]

•••

 

أَمَّا بَعدُ، فَاتَّقُوا اللهَ - تَعَالى - وَأَطِيعُوهُ وَلا تَعصُوهُ، وَاشكُرُوهُ وَلا تَكفُرُوهُ ﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ ﴾ [الطلاق: 2، 3].

 

أَيُّهَا المُسلِمُونَ، إِنَّ الأَمَانَةَ خُلُقٌ عَظِيمٌ، بَل هِيَ أَصلٌ مِن أُصُولُ الأَخلاقِ ؛ لِتَعَلُّقِهَا بِشُؤُونِ العِبَادِ الدِّينِيَّةِ وَالدُّنيَوِيَّةِ، وَلِتَوَقُّفِ الفَلاحِ وَالنَّجَاحِ في الدُّنيَا وَالآخِرَةِ عَلَيهَا، قَالَ - تَعَالى -: ﴿ قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ ﴾ [المؤمنون: 1] ثم ذَكَرَ عَدَدًا مِن صِفَاتِهِم إِلى أَن قَالَ: ﴿ وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ ﴾ [المؤمنون: 8] ثم خَتَمَ الآيَاتِ بِقَولِهِ: ﴿ أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ * الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴾ [المؤمنون: 10، 11] وَالأَمَانَةُ صِفَةُ الرُّسُلِ وَالأَنبِيَاءِ، فَفِي سُورَةِ الشُّعَرَاءِ نَجِدُ نُوحًا وَلُوطًا وَهُودًا وَصَالِحًا - عَلَيهِمُ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ - يَقُولُ كُلُّ وَاحِدٍ مِنهُم لِقَومِهِ: ﴿ إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ ﴾ [الشعراء: 107] وَقَد لُقِّبَ نَبِيُّنَا - صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ - بِالأَمِينِ لِمَا عُرِفَ عَنهُ مِن صِدقٍ وَأَمَانَهٍ وَوَفَاءٍ بِالعَهدِ. وَالأَمَانَةُ عَلامَةُ الإِيمَانِ، وَفِيهَا بَرَاءَةٌ مِنَ النِّفَاقِ، فَفِي الصَّحِيحَينِ قَالَ - صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ -: " آيَةُ المُنَافِقِ ثَلاثٌ: إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ، وَإِذَا وَعَدَ أَخلَفَ، وَإِذَا ائتُمِنَ خَانَ " وَأَمَّا الخِيَانَةُ فَهِيَ مِن أَسبَابِ عَدَمِ مَحَبَّةِ اللهِ، قَالَ - تَعَالى -: " إِنَّ اللهَ لا يُحِبُّ الخَائِنِينَ " وَلِعَدَمِ مَحَبَّتِهِ - تَعَالى - لِلخَائِنِ فَإِنَّهُ يُخَلِّي بَينَهُ وَبَينَ غَدرَتِهِ في الدُّنيَا حَتى يُفضَحَ بها يَومَ القِيَامَةِ، فَفِي الصَّحِيحَينِ قَالَ - صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ -: " إِنَّ الغَادِرَ يُنصَبُ لَهُ لِوَاءٌ يَومَ القِيَامَةِ فَيُقَالُ: هذِهِ غَدرَةُ فُلانِ بنِ فُلانٍ "

 

أَلا فَاتَّقُوا اللهَ - أَيُّهَا المُسلِمُونَ - وَأَدُّوا الأَمَانَةَ عَلَى كُلِّ حَالٍ، وَلا يَغُرَّنَّكُم مَن تَهَاوَنَ بها أَو فُقِدَت مِن قَلبِهِ، فَقَد قَالَ إِمَامُكُم - عَلَيهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ -: " أَدِّ الأَمَانَةَ إِلى مَنِ ائتَمَنَكَ، وَلا تَخُنْ مَن خَانَكَ " رَوَاهُ التِّرمِذِيُّ وَأَبُو دَاوُدَ وغيرهما وصححه الألبانيُّ.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • الأمانة
  • حكاية الأمانة
  • أداء الأمانة مفتاح الرزق (خطبة)
  • الصدق والأمانة في الحوار
  • الأمانة ( خطبة )
  • ابدأ بنفسك
  • موضوع عن الأمانة

مختارات من الشبكة

  • مخطوطة جزء من حديث أبي نصر العكبري ومن حديث أبي بكر النصيبي ومن حديث خيثمة الطرابلسي(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • نقد النقد الحديثي المتجه إلى أحاديث صحيح الإمام البخاري: دراسة تأصيلية لعلم (نقد النقد الحديثي) (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • شرح الحديث الخامس من أحاديث الأربعين النووية (حديث النهي عن البدع)(محاضرة - مكتبة الألوكة)
  • تخريج ودراسة تسعة أحاديث من جامع الترمذي من الحديث (2995) إلى الحديث (3005) (PDF)(رسالة علمية - مكتبة الألوكة)
  • مخطوطة حديث عيسى ابن مريم وحديث الطير مع أبي بكر وحديث الضب مع النبي(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • حراسة السنة(مقالة - حضارة الكلمة)
  • الفوائد البيداغوجية في الأحاديث النبوية - حديث الأمانة(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • شرح حديث: من حج هـذا البيت(مقالة - موقع الشيخ عبدالله بن حمود الفريح)
  • كل حديث في صحيح البخاري تابعه على روايته غيره من المحدثين المعاصرين له واللاحقين(مقالة - آفاق الشريعة)
  • كلمة التوحيد في الكتاب والسنة (2)(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • بعد عامين من البناء افتتاح مسجد جديد في قرية سوكوري
  • بعد 3 عقود من العطاء.. مركز ماديسون الإسلامي يفتتح مبناه الجديد
  • المرأة في المجتمع... نقاش مفتوح حول المسؤوليات والفرص بمدينة سراييفو
  • الذكاء الاصطناعي تحت مجهر الدين والأخلاق في كلية العلوم الإسلامية بالبوسنة
  • مسابقة للأذان في منطقة أوليانوفسك بمشاركة شباب المسلمين
  • مركز إسلامي شامل على مشارف التنفيذ في بيتسفيلد بعد سنوات من التخطيط
  • مئات الزوار يشاركون في يوم المسجد المفتوح في نابرفيل
  • مشروع إسلامي ضخم بمقاطعة دوفين يقترب من الموافقة الرسمية

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 15/12/1446هـ - الساعة: 0:30
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب