• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    آية المحنة
    نورة سليمان عبدالله
  •  
    توزيع الزكاة ومعنى "في سبيل الله" في ضوء القرآن ...
    عاقب أمين آهنغر (أبو يحيى)
  •  
    النبي عيسى عليه السلام في سورة الصف: فائدة من ...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
  •  
    أحكام شهر ذي القعدة
    د. فهد بن ابراهيم الجمعة
  •  
    خطبة: كيف نغرس حب السيرة في قلوب الشباب؟ (خطبة)
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    من صيام التطوع: صوم يوم العيدين
    د. عبدالرحمن أبو موسى
  •  
    حقوق الوالدين
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    تفسير سورة الكوثر
    يوسف بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن السيف
  •  
    من مائدة العقيدة: شهادة أن لا إله إلا الله
    عبدالرحمن عبدالله الشريف
  •  
    الليلة الثلاثون: النعيم الدائم (3)
    عبدالعزيز بن عبدالله الضبيعي
  •  
    العلم والمعرفة في الإسلام: واجب ديني وأثر حضاري
    محمد أبو عطية
  •  
    حكم إمامة الذي يلحن في الفاتحة
    د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر
  •  
    طريق لا يشقى سالكه (خطبة)
    عبدالله بن إبراهيم الحضريتي
  •  
    خطبة: مكانة العلم وفضله
    أبو عمران أنس بن يحيى الجزائري
  •  
    خطبة: العليم جلا وعلا
    الشيخ الدكتور صالح بن مقبل العصيمي ...
  •  
    في تحريم تعظيم المذبوح له من دون الله تعالى وأنه ...
    فواز بن علي بن عباس السليماني
شبكة الألوكة / المواقع الشخصية / مواقع المشايخ والعلماء / الشيخ أحمد بن عبدالرحمن الزومان / مقالات
علامة باركود

أحوال لعن الكافر والدعاء عليه

أحوال لعن الكافر والدعاء عليه
الشيخ أحمد الزومان


تاريخ الإضافة: 26/7/2017 ميلادي - 2/11/1438 هجري

الزيارات: 98016

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

أحوال لعن الكافر والدعاء عليه


لعن الكافر

لعن الكافر لا يخلو من حالين:

الأولى: أن يكون لعناً عاماً.

الثانية: أن يكون لعناً خاصاً فيُلعَن كافرٌ بعينه.


الحال الأولى: لعن الكفار على سبيل العموم:

لعن الكفار على سبيل العموم جائز بدلالة الكتاب والسنة والإجماع وينص على جوازه الأحناف [1] والمالكية [2] والشافعية [3] والحنابلة [4] واختُلِف في حكم اللعن هل هو على سبيل الوجوب أو الإباحة؟ وتأتي الإشارة إليه.

 

الدليل الأول: قوله تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ ﴾ [البقرة: ١٦١].

 

الدليل الثاني: عن عائشة رضي الله عنها، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لَعَنَ اللهُ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى، اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ» [5].

 

الدليل الثالث: قال أبو هريرة رضي الله عنه،: والله لأقربن بكم صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكان أبو هريرة رضي الله عنه «يقنت في الظهر، والعشاء الآخرة، وصلاة الصبح، ويدعو للمؤمنين، ويلعن الكفار» [6].

 

الدليل الرابع: عن داود بن الحصين أنَّه سمع الأعرج يقول: «مَا أَدْرَكْتُ النَّاسَ إِلَّا وَهُمْ يَلْعَنُونَ الْكَفَرَةَ فِي رَمَضَانَ» [7] والناس هم الصحابة رضي الله عنهم.


الدليل الخامس: الإجماع قال القاضي عياض: لا خلاف في الدعاء على الكفرة [8].

وقال أبو العباس أحمد القرطبي: لا خلاف في جواز لعن الكفرة، والدعاء عليهم [9].

 

وقال أبو عبد الله محمد القرطبي: لعن الكفار جملة من غير تعيين فلا خلاف في ذلك [10] وقال ابن كثير: لا خلاف في جواز لعن الكفار، وقد كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه ومن بعده من الأئمة، يلعنون الكفرة في القنوت وغيره، فأمَّا الكافر المعين، فقد ذهب جماعة من العلماء إلى أنَّه لا يلعن لأنَّا لا ندري بما يختم الله له [11].


وقال ابن الملقن: لعن اليهود والنصارى غير المعينين وهو إجماع سواء أكان لهم ذمة أم لم يكن لجحودهم الحق وعداوتهم الدين وأهله [12].


الحال الثانية: أن يكون لعناً خاصاً فيُلْعَن كافرٌ بعينه.

أهل العلم لهم في لعن الكافر المعين قولان قول بالتحريم وقول بالجواز.

القول الأول: يحرم لعن الكافر المعين: وهو مذهب الأحناف [13] وقول للمالكية [14] ومذهب الشافعية [15] ورواية عند الحنابلة [16] واختاره شيخنا الشيخ محمد العثيمين [17].

 

الدليل الأول: قوله تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ ﴾ [البقرة: ١٦١].

وجه الاستدلال: لا تعلم حال الكافر المعين عند الوفاة وقد شرط الله لعنه موته على الكفر [18].

 

الرد من وجوه:

الأول: الاستدلال بالآية من باب دلالة المفهوم ودلالة المفهوم ضعيفة.

الثاني: في الآية الإخبار أنَّ من مات على الكفر يوم القيامة عليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ولم تتعرض للكافر للحي.

الثالث: يرى بعض أهل العلم أنَّ الآية واردة لبيان وجوب لعن من مات من الكفار [19].


الدليل الثاني: عن أبي هريرة رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَدْعُوَ عَلَى أَحَدٍ أَوْ يَدْعُوَ لِأَحَدٍ، قَنَتَ بَعْدَ الرُّكُوعِ، فَرُبَّمَا قَالَ: إِذَا قَالَ: سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ، اللَّهُمَّ رَبَّنَا لَكَ الحَمْدُ اللَّهُمَّ أَنْجِ الوَلِيدَ بْنَ الوَلِيدِ، وَسَلَمَةَ بْنَ هِشَامٍ، وَعَيَّاشَ بْنَ أَبِي رَبِيعَةَ، اللَّهُمَّ اشْدُدْ وَطْأَتَكَ عَلَى مُضَرَ، وَاجْعَلْهَا سِنِينَ كَسِنِي يُوسُفَ يَجْهَرُ بِذَلِكَ، وَكَانَ يَقُولُ فِي بَعْضِ صَلاَتِهِ فِي صَلاَةِ الفَجْرِ: «اللَّهُمَّ العَنْ فُلاَنًا وَفُلاَنًا، لِأَحْيَاءٍ مِنَ العَرَبِ» حَتَّى أَنْزَلَ اللَّهُ: ﴿ لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ ﴾ [آل عمران: 128] [20].

 

الدليل الثالث: عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه أنَّه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رفع رأسه من الركوع في الركعة الآخرة من الفجر، يقول: «اللَّهُمَّ العَنْ فُلاَنًا وَفُلاَنًا وَفُلاَنًا» بَعْدَ مَا يَقُولُ: «سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ، رَبَّنَا وَلَكَ الحَمْدُ» فأنزل الله: ﴿ لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ ﴾ إلى قوله: ﴿ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ ﴾ [آل عمران: 128] [21].

وجه الاستدلال: نُهِي النبيُ صلى الله عليه وسلم عن لعن الكفار المعينين وهذا نسخ [22].

 

الرد من وجوه:

الأول: ليس في الآية نهي عام عن لعن الكافر المعين إنَّما هي في قضية النفر الثلاثة وقد أسلموا فتاب الله عليهم كما أخبر الله عزَّ وجلَّ.

 

الثاني: ترك النبي صلى الله عليه وسلم لعنهم يحتمل أنَّه على سبيل الوجوب أو الاستحباب ودلت النصوص الآتية على جواز لعن المعين فيكون تركه صلى الله عليه وسلم تنزهاً والله أعلم.

 

الثالث: يحمل النهي في حق من يرجى إسلامه بخلاف المعاند [23].

 

الرابع: نهاه الله عن لعنهم إذ كان في سابق علمه تعالى أن يسلم بعضهم [24].

 

الخامس: عن أنس رضي الله عنه، أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كسرت رباعيته يوم أحد، وشج في رأسه، فجعل يسلت الدم عنه، ويقول: «كَيْفَ يُفْلِحُ قَوْمٌ شَجُّوا نَبِيَّهُمْ، وَكَسَرُوا رَبَاعِيَتَهُ، وَهُوَ يَدْعُوهُمْ إِلَى اللهِ؟» فأنزل الله عز وجل:  ﴿ لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ ﴾ [25] فنزلت الآية لاستبعاد النبي صلى الله عليه وسلم فلاح الكفار ولا شك أنَّ الأمر لله.

الجواب: لا مانع من تعدد سبب النزول فتكون نزلت في الأمرين.

 

الدليل الرابع: عن خالد بن أبي عمران، قال: بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو على مضر إذ جاءه جبريل فأومأ إليه أن اسكت فسكت، فقال: يا محمد إنَّ الله لم يبعثك سباباً ولا لعاناً وإنَّما بعثك رحمة ولم يبعثك عذاباً ﴿ لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ ﴾ [آل عمران: 128] قال: ثم علمه هذا القنوت: «اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْتَعِينُكَ وَنَسْتَغْفِرُكَ وَنُؤْمِنُ بِكَ وَنَخْضَعُ لَكَ، وَنَخْلَعُ وَنَتْرُكُ مَنْ يَكْفُرُكَ، اللَّهُمَّ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَلَكَ نُصَلِّي وَنَسْجُدُ، وَإِلَيْكَ نَسْعَى وَنَحْفِدُ نَرْجُو رَحْمَتَكَ وَنُخَافُ عَذَابَكَ الْجَدَّ، إِنَّ عَذَابَكَ بِالْكُفَّارِ مُلْحِقٌ» [26].

وجه الاستدلال: نُهِي النبيُ صلى الله عليه وسلم عن لعن مضر.

 

الرد من وجوه:

الأول: الحديث معضل وإسناده ضعيف.

الثاني: لم يلعن النبي صلى الله عليه وسلم مضر في قنوته إنَّما كان يقول: « اللَّهُمَّ اشْدُدْ وَطْأَتَكَ عَلَى مُضَرَ ».

الثالث: على فرض أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم نُهِي عن لعن مضر فلعن الكفار على سبيل العموم جائز إجماعاً وتقدم.

 

الدليل الخامس: اللعن هو الحكم عليه بالإبعاد عن رحمة الله وما ندري بما يختم للكافر المعين [27].

الرد: من يلعن الكافر المعين يدعو عليه ولا يحكم عليه بالطرد من رحمة الله.

 

القول الثاني: يجوز لعن الكافر المعين: وهو قول للمالكية [28] وقول للشافعية [29] ومذهب الحنابلة [30] واختاره ابن حزم[31] وشيخ الإسلام ابن تيمية [32].

 

الدليل الأول: قوله تعالى: ﴿ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَةَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ ﴾ [آل عمران: ٦١].

 

الدليل الثاني: قوله تعالى:  ﴿ وَالْخَامِسَةُ أَنَّ لَعْنَةَ اللَّهِ عَلَيْهِ إِنْ كَانَ مِنَ الْكَاذِبِينَ ﴾ [النور: ٧].

وجه الاستدلال: تقدم أنَّ الآيتين تدلان على جواز لعن الفاسق المعين فلعن الكافر المعين أولى بالجواز والله أعلم.

 

الدليل الثالث: قوله تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ ﴾ [البقرة: ١٥٩].

وجه الاستدلال: في الآية لعن اليهود [34].

 

الرد من وجهين:

الأول: اختلف في اللاعنين هل هم الادميون أو الملائكة أو ما يدب على الأرض أو كل ما على الأرض؟ [34].

الثاني: في الآية لعن الكفار على سبيل العموم وتقدم جوازه بالإجماع.

 

الدليل الرابع: قوله تعالى:  ﴿ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ ﴾ [البقرة: ١٦١].

وجه الاستدلال: تقدم أنَّ الآية تدل على وجوب لعن من مات كافراً فلعن الكافر المعين مشروع في الجملة.

الرد: تقدم أنَّ الآية من باب الخبر وذلك يوم القيامة.

 

الدليل الخامس: قوله تعالى: ﴿ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكَافِرِينَ ﴾ [البقرة: ٨٩].

وجه الاستدلال: في الآية الإخبار أنَّ الكفار ملعونون فيجوز لعنهم.

الرد: الآية في لعن الكفار على سبيل العموم [35] وتقدم جوازه بالإجماع.

 

الدليل السادس: عن عائشة رضي الله عنها، قالت: استأذن رهط من اليهود على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: السام عليكم، فقالت عائشة رضي الله عنها: بل عليكم السام واللعنة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا عائشة رضي الله عنها «إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الرِّفْقَ فِي الْأَمْرِ كُلِّهِ» قالت: ألم تسمع ما قالوا؟ قال: «قَدْ قُلْتُ وَعَلَيْكُمْ» [36].

وجه الاستدلال: لعنت عائشة رضي الله عنها اليهود ولم ينكر عليها النبي صلى الله عليه وسلم إنَّما أرشدها للأفضل [37].

 

الدليل السابع: في حديث ثابت بن الضحاك رضي الله عنه، « لَعْنُ الْمُؤْمِنِ كَقَتْلِهِ» [38].

 

الدليل الثامن: عن جابر رضي الله عنه، أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم مر عليه حمار قد وسم في وجهه فقال: «لَعَنَ اللهُ الَّذِي وَسَمَهُ» [39].

 

الدليل التاسع: عن عائشة رضي الله عنها، قالت: دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلان فكلماه بشيء، لا أدري ما هو فأغضباه، فلعنهما، وسبهما، فلما خرجا، قلت: يا رسول الله من أصاب من الخير شيئا، ما أصابه هذان، قال: «وَمَا ذَاكِ» قالت: قلت: لعنتهما وسببتهما، قال: « أَوَ مَا عَلِمْتِ مَا شَارَطْتُ عَلَيْهِ رَبِّي؟ قُلْتُ: اللهُمَّ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ، فَأَيُّ الْمُسْلِمِينَ لَعَنْتُهُ، أَوْ سَبَبْتُهُ فَاجْعَلْهُ لَهُ زَكَاةً وَأَجْرًا» [40].

 

الدليل العاشر: عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إِذَا دَعَا الرَّجُلُ امْرَأَتَهُ إِلَى فِرَاشِهِ، فَأَبَتْ أَنْ تَجِيءَ، لَعَنَتْهَا المَلاَئِكَةُ حَتَّى تُصْبِحَ» [41].

وجه الاستدلال: تقدم الاستدلال بهذه الأحاديث على جواز لعن الفاسق المعين فلعن الكافر المعين أولى بالجواز والله أعلم.

 

الدليل الحادي عشر: عن أبي الدرداء رضي الله عنه، قال: قام رسول الله صلى الله عليه وسلم فسمعناه يقول: «أَعُوذُ بِاللهِ مِنْكَ» ثم قال «أَلْعَنُكَ بِلَعْنَةِ اللهِ» ثلاثاً، وبسط يده كأنَّه يتناول شيئاً، فلما فرغ من الصلاة قلنا: يا رسول الله قد سمعناك تقول في الصلاة شيئاً لم نسمعك تقوله قبل ذلك، ورأيناك بسطت يدك، قال: «إِنَّ عَدُوَّ اللهِ إِبْلِيسَ، جَاءَ بِشِهَابٍ مِنْ نَارٍ لِيَجْعَلَهُ فِي وَجْهِي، فَقُلْتُ: أَعُوذُ بِاللهِ مِنْكَ، ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ قُلْتُ: أَلْعَنُكَ بِلَعْنَةِ اللهِ التَّامَّةِ، فَلَمْ يَسْتَأْخِرْ، ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ أَرَدْتُ أَخْذَهُ، وَاللهِ لَوْلَا دَعْوَةُ أَخِينَا سُلَيْمَانَ لَأَصْبَحَ مُوثَقًا يَلْعَبُ بِهِ وِلْدَانُ أَهْلِ الْمَدِينَةِ » [42].

وجه الاستدلال: لعن النبي صلى الله عليه وسلم إبليس وهذا لعن معين.

الرد: يجوز لعن إبليس ومن مات على الكفر بخلاف الحي الذي لا تعلم خاتمته [43].

الجواب: دلت النصوص السابقة على جواز لعن الكافر الحي اعتباراً بظاهر حاله.

 

الدليل الثاني عشر: عن البراء بن عازب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اللَّهُمَّ إنَّ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ هَجَانِي، وَهُوَ يَعْلَمُ أَنِّي لَسْتُ بِشَاعِرٍ، فَاهْجُهُ وَالْعَنْهُ عَدَدَ مَا هَجَانِي أَوْ مَكَانَ مَا هَجَانِي» [44].

 

وجه الاستدلال: لعن النبي صلى الله عليه وسلم عمرو بن العاص رضي الله عنه قبل إسلامه وهذا من لعن الكافر المعين [45].

الرد: الحديث مرسل وإسناده ضعيف.

 

الدليل الثالث عشر: الأحكام الشرعية تتعلق بالظاهر فيلعن الكافر المعين لظاهر حاله كسائر الأحكام المتعلقة بالكفر [46].

الترجيح: الذي يترجح لي جواز لعن الكافر المعين لما تقدم من دلالة الكتاب والسنة واعتباراً بظاهر حاله وليس اللعن مذموماً مطلقاً فقد يجب على الشخص إذا كان يتوقف عليه نفي ولد يعلم أنَّه من الزنا [47] والأولى تركه ففي حديث أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قيل: يا رسول الله ادع على المشركين قال: «إِنِّي لَمْ أُبْعَثْ لَعَّانًا، وَإِنَّمَا بُعِثْتُ رَحْمَةً»[48].

 

الدعاء على الكافر المعين بغير اللعن:

المسألة السابقة الدعاء على الكافر بالطرد من رحمة الله وذلك باللعن وفي هذه المسألة الدعاء عليه بغير اللعن كالدعاء عليه بالمرض والفقر والهزيمة وغير ذلك

الدعاء على الكافر لا يخلو من حالين:

الأولى: أن يكون دعاءً عاماً.

الثانية: أن يكون دعاءً خاصاً فيدعى على كافر بعينه.


الحال الأولى: الدعاء على الكفار على سبيل العموم:

دل الكتاب والسنة والإجماع على جواز الدعاء على الكفار على سبيل العموم.

الدليل الأول: قوله تعالى:  ﴿ وَقَالَ نُوحٌ رَبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا ﴾ [نوح: ٢٦].

 

الدليل الثاني: في حديث أبي هريرة رضي الله عنه « اللَّهُمَّ اشْدُدْ وَطْأَتَكَ عَلَى مُضَرَ، وَاجْعَلْهَا سِنِينَ كَسِنِي يُوسُفَ » [49].

 

الدليل الثالث: الإجماع تقدم قول أبي العباس أحمد القرطبي: لا خلاف في جواز لعن الكفرة، والدعاء عليهم. وتقدم الإجماع على جواز لعنهم فالدعاء أولى بالجواز.

 

الحال الثانية: الدعاء على الكافر المعين:

أهل العلم لهم قولان في جواز الدعاء على الكافر المعين ومنعه.

القول الأول: يجوز الدعاء على الكافر المعين: وهو مذهب الأحناف [50] والمالكية [51] والشافعية [52] والحنابلة [53] وابن حزم [54].

 

الدليل الأول: قوله تعالى: ﴿ وَقَالَ مُوسَى رَبَّنَا إِنَّكَ آَتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلَأَهُ زِينَةً وَأَمْوَالًا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا رَبَّنَا لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِكَ رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُوا حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ ﴾ [يونس: ٨٨].

 

وجه الاستدلال: دعا موسى صلى الله عليه وسلم على فرعون وعلى قومه بالموت على الكفر واستجاب الله دعاءه وهذا من الدعاء على كافر معين [55].


الدليل الثاني: في حديث ابن مسعود رضي الله عنه في قصة طرح سلا الجزور على النبي صلى الله عليه وسلم قال النبي صلى الله عليه وسلم: «اللهُمَّ، عَلَيْكَ بِقُرَيْشٍ» ثلاث مرات، فلما سمعوا صوته ذهب عنهم الضحك، وخافوا دعوته، ثم قال: «اللهُمَّ، عَلَيْكَ بِأَبِي جَهْلِ بْنِ هِشَامٍ، وَعُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ، وَشَيْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ،...» قال ابن مسعود رضي الله عنه فوالذي بعث محمداً صلى الله عليه وسلم بالحق، لقد رأيت الذين سمى صرعى يوم بدر، ثم سحبوا إلى القليب [56].

 

وجه الاستدلال: دعاء النبي صلى الله عليه وسلم على كفار معينين فاستجاب الله دعاءه فقتلوا ببدر.

الرد: خص النبي صلى الله عليه وسلم الدعاء على عتبة وشيبة وأصحابه لعلمه بمآلهم [57].

الجواب: لعن النبي صلى الله عليه وسلم أشخاصاً بأسمائهم ثم أسلموا.

 

الدليل الثالث: عن علي رضي الله عنه، قال: لما كان يوم الأحزاب، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَلَأَ اللهُ قُبُورَهُمْ وَبُيُوتَهُمْ نَارًا، كَمَا حَبَسُونَا، وَشَغَلُونَا عَنِ الصَّلَاةِ الْوُسْطَى، حَتَّى غَابَتِ الشَّمْسُ» [58].

وجه الاستدلال: دعاء النبي صلى الله عليه وسلم على كفار معينين فدل ذلك على الجواز [59].

 

الدليل الرابع: عن أبي هريرة رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَدْعُوَ عَلَى أَحَدٍ أَوْ يَدْعُوَ لِأَحَدٍ، قَنَتَ بَعْدَ الرُّكُوعِ، فَرُبَّمَا قَالَ: " إِذَا قَالَ: سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ، اللَّهُمَّ رَبَّنَا لَكَ الحَمْدُ اللَّهُمَّ أَنْجِ الوَلِيدَ بْنَ الوَلِيدِ، وَسَلَمَةَ بْنَ هِشَامٍ، وَعَيَّاشَ بْنَ أَبِي رَبِيعَةَ، اللَّهُمَّ اشْدُدْ وَطْأَتَكَ عَلَى مُضَرَ، وَاجْعَلْهَا سِنِينَ كَسِنِي يُوسُفَ " يَجْهَرُ بِذَلِكَ، وَكَانَ يَقُولُ فِي بَعْضِ صَلاَتِهِ فِي صَلاَةِ الفَجْرِ: «اللَّهُمَّ العَنْ فُلاَنًا وَفُلاَنًا، لِأَحْيَاءٍ مِنَ العَرَبِ» حَتَّى أَنْزَلَ اللَّهُ: ﴿ لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ ﴾ [آل عمران: 128]

 

الدليل الخامس: عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه أنَّه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رفع رأسه من الركوع في الركعة الآخرة من الفجر، يقول: «اللَّهُمَّ العَنْ فُلاَنًا وَفُلاَنًا وَفُلاَنًا» بَعْدَ مَا يَقُولُ: «سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ، رَبَّنَا وَلَكَ الحَمْدُ» فأنزل الله: ﴿ لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ ﴾ إلى قوله: ﴿ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ ﴾ [60] [آل عمران: 128]

وجه الاستدلال: دعاء النبي صلى الله عليه وسلم على كفار معينين[61].

الرد: نُهِي النبيُ صلى الله عليه وسلم عن ذلك فدل على النسخ.

الجواب: تقدم الجواب من خمسة وجوه [62].

 

القول الثاني: لا يجوز الدعاء على الكافر المعين: قال به ابن العربي [63].

الدليل: الكافر المعين لا تعلم خاتمته فلا يدعى عليه؛ لأنَّ مآله عندنا مجهول[64].

الرد: الدعاء عليه باعتبار الحال كسائر أحكام الكافر.

الترجيح: الذي يظهر لي جواز الدعاء على الكفار المعينين وأهل العلم كالمجمعين على جوازه ما لم يكن في الدعاء محذور شرعي والله أعلم.



[1] انظر:حاشية ابن عابدين (5/ 49)وبريقة محمودية (3/ 196).

[2] انظر: التنبيهات المستنبطة (1/ 342) والاستذكار (2/ 73) وشرح الزرقاني على الموطأ (1/ 421).

[3] انظر: الإحياء (3/ 123) والفتاوى الحديثية للهيثمي ص:(270) وفتح الباري (12/ 76) وشرح السيوطي على مسلم (4/ 292) وتحفة الحبيب (5/ 91).

[4] انظر: الآداب الشرعية (1/ 285) وكشاف القناع (6/ 126).

[5] رواه البخاري (1330) ومسلم (529).

[6] رواه البخاري (797) ومسلم (676).

[7] رواه مالك (1/ 115) - وعنه عبد الرزاق (7734) - عن داود بن الحصين أنَّه سمع الأعرج يقول: فذكره وإسناده صحيح.

[8] إكمال المعلم (2/ 659).

[9] المفهم (2/ 304).

[10] تفسير القرطبي (2/ 127).

[11] تفسير ابن كثير (1/ 201)

[12] الإعلام بفوائد عمدة الأحكام (4/ 508).

[13] انظر:حاشية ابن عابدين (5/ 49).

[14] انظر: أحكام القرآن لابن العربي (1/ 74).

[15] انظر: الإحياء (3/ 124) والفتاوى الحديثية للهيثمي ص:(270) وحاشية إعانة الطالبين (4/ 467) وأسنى المطالب (4/ 346) وتحفة الحبيب (5/ 91).

[16] انظر: الآداب الشرعية (1/ 285) وكشاف القناع (6/ 126) وكشف اللثام (6/ 410).

[17] انظر: القول المفيد (1/ 302) وشرح رياض الصالحين (6/ 191).

[18] انظر: أحكام القرآن لابن العربي (1/ 74،76) وتفسير القرطبي (2/ 126) وتفسير ابن كثير (1/ 201) .

[19] اختلف في وجوب لعن من مات كافراً فقال الجصاص في أحكام القرآن (1/ 143) فيه دلالة على أنَّ على المسلمين لعن من مات كافرا وأنَّ زوال التكليف عنه بالموت لا يسقط عنه لعنه والبراءة منه لأنَّ قوله: ﴿ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ ﴾ قد اقتضى أمرنا بلعنه بعد موته... فإن قيل روي عن أبي العالية أنَّ مراد الآية أنَّ الناس يلعنونه يوم القيامة كقوله تعالى: ﴿ ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُمْ بِبَعْضٍ وَيَلْعَنُ بَعْضُكُمْ بَعْضًا ﴾ [العنكبوت: ٢٥] قيل له هذا تخصيص بلا دلالة ولا خلاف أنَّه يستحق اللعن من الله تعالى والملائكة في الدنيا بالآية فكذلك من الناس وإنَّما يشتبه ذلك على من يظن أنَّ ذلك إخبار من الله تعالى أنَّ الناس يلعنونه وليس كذلك بل هو إخبار باستحقاقه اللعن من الناس لعنوه أو لم يلعنوه.

وقال الكيا الهراسي في أحكام القرآن (1/ 26) فيه دليل على أنَّ على المسلمين لعن من مات كافراً... والمراد بالآية على هذا المعنى أنَّ الناس يلعنونه يوم القيامة ليتأثر بذلك ويتضرر به ويتألم قلبه ويكون ذلك جزاء على كفره... ويدل على صحة هذا القول أنَّ الآية دالة على الإخبار من الله تعالى بلعنهم لا على الأمر . قال أبو عبد الرحمن وهذا هو الظاهر من الآية وعليه جمهور المفسرين انظر: تفسير القرطبي (2/ 127) وتفسير ابن كثير (1/ 200) والله أعلم.

[20] رواه البخاري (4560).

[21] رواه البخاري في مواضع منها (4069).

[22] انظر: التوضيح لشرح الجامع الصحيح (29/ 342) وفتح الباري (11/ 196).

[23] انظر: فتح الباري (11/ 196).

[24] انظر: بحر المذهب (2/ 78).

[25] رواه مسلم (1791).

[26] رواه البيهقي (2/ 210) أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ حدثنا أبو العباس: محمد بن يعقوب حدثنا بحر بن نصر الخولانى قال قرئ على ابن وهب أخبرك معاوية بن صالح ورواه أبو داود في المراسيل (91) حدثنا سليمان بن داود، حدثنا ابن وهب، أخبرني معاوية بن صالح، عن عبد القاهر، عن خالد بن أبي عمران، قال: فذكره معضل إسناده ضعيف.

عبد القاهر ترجم له ابن حبان في ثقاته فقال عبد القاهر أبو عبد الله شيخ يروي عن خالد بن أبي عمران عداده في أهل مصر روى عنه أهلها وترجم له البخاري في الكبير وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ولم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلاً. وقال الحافظ ابن حجر في التقريب عبد القاهر بن عبد الله مجهول من السابعة. وخالد بن أبي عمران من صغار التابعين ليس له رواية عن الصحابة رضي الله عنهم

ونزول قوله تعالى: ﴿ لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ ﴾ في دعائه على مضر في الصحيحين من حديث أبي هريرة وتقدم لكن نزول جبريل عليه السلام وتعليمه النبي صلى الله عليه وسلم هذا القنوت منكر وهذا القنوت محفوظ عن عمر رضي الله عنه ويأتي.

قال البيهقي: هذا مرسل.

[27] انظر: إحياء علوم الدين (3/ 123) والأذكار للنووي ص:(439) والفتاوى الحديثية للهيثمي ص:(270).

[28] انظر: أحكام القرآن لابن العربي (1/ 74) والمفهم (5/ 74) وتفسير القرطبي (2/ 126).

[29] انظر: حاشية الشبراملسي على نهاية المحتاج (1/ 533) وحاشية الجمل على شرح المنهج (2/ 99).

تنبيه: اختلف رأي النووي في لعن المعين فقال في الأذكار ص:(439) لعن الإنسان بعينه ممن اتصف بشئ من المعاصي كيهودي، أو نصراني، أو ظالم، أو زان أو مصور، أو سارق، أو آكل ربا، فظواهر الأحاديث أنَّه ليس بحرام. وأشار الغزالي إلى تحريمه إلا في حق من علمنا أنَّه مات على الكفر.

وبوب في رياض الصالحين ص:(407) باب تحريم لعن إنسان بعينه أو دابة وقال في شرح مسلم (11/ 265) هذا دليل لجواز لعن غير المعين من العصاة... وأما المعين فلا يجوز لعنه.

[30] قال ابن مفلح في الفروع (6/ 116) من لعن نصرانياً أدب أدباً خفيفاً، لأنَّه ليس له أن يلعنه بغير موجب إلا أن يكون صدر من النصراني ما يقتضي ذلك.

وقال المرداوي في الإنصاف (10/ 250) من لعن نصرانياً أدب أدباً خفيفاً، إلا أن يكون قد صدر من النصراني ما يقتضي ذلك.

وانظر: الآداب الشرعية (1/ 285) ومعونة أولي النهى (10/ 470) والروض الندي (2/ 973) وشرح منتهى الإرادات (4/ 236) ونيل المآرب (2/ 145).

[31] انظر: المحلى (5/ 156).

[32] قال شيخ الإسلام ابن تيمية في مختصر الفتاوى ص:(505) لعن الكفار مطلقاً حسن لما فيهم من الكفر وأما لعن المعين فينهى عنه وفيه نزاع وتركه أولى.

[33] انظر: تفسير البغوي (1/ 175) وزاد المسير (1/ 127).

[34] انظر: تفسير البغوي (1/ 194) وتفسير ابن كثير (1/ 200) وتفسير ابن عطية (1/ 231).

[35] انظر: تفسير سورة البقرة لشيخنا العثيمين (1/ 293).

[36] رواه البخاري (6395) ومسلم (2165).

[37] انظر: الآداب الشرعية (1/ 292).

[38] رواه مسلم (110).

[39] الحديث رواه عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه:

1: أبو الزبير محمد بن مسلم. 2: ماعز التميمي رضي الله عنه. 3: محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان.

الرواية الأولى: رواية أبي الزبير: رواه مسلم (107) (2117) حدثني سلمة بن شبيب، حدثنا الحسن بن أعين، حدثنا معقل، عن أبي الزبير، عن جابر رضي الله عنه، أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم مر عليه حمار قد وسم في وجهه فذكره.

الحسن هو ابن محمد بن أعين نسب إلى جده.

وتابع معقلَ بنَ عبيد الله العبسي سفيانُ الثوري عند ابن أبي شيبة (4/ 263) والبخاري في الأدب المفرد (175) وحمادُ بن سلمة عند أبي يعلى (2099) وعنه ابن حبان (5627) وزكريا بن إسحاق المكي عند ابن حبان (5626) وزيدُ بنُ أبي أنيسة الجزري عند ابن حبان (5620).

الرواية الثانية: رواية ماعز التميمي رضي الله عنه: رواه الطبراني في مسند الشاميين (1014) حدثنا إبراهيم بن محمد بن عرق، ثنا محمد بن مصفى والطبري في تهذيب الآثار الجزء المفقود (640) حدثني سعيد بن عمرو الحمصي ح (641) حدثني محمد بن عوف، قال: حدثنا حيوة قالوا حدثنا بقية بن الوليد، قال: حدثني صفوان بن عمرو، قال: حدثني ماعز التميمي رضي الله عنه، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : أنَّه رأى حماراً، قد وسم في وجهه، « فَلَعَنَ مَنْ فَعَلَ ذَلِكَ » وإسناده صحيح.

شيخ الطبراني إبراهيم بن محمد بن الحارث نسب إلى جده وهو مجهول ولا يضر فهو متابِع وبقية بن الوليد مدلس تدليس تسوية لكن صرح هو وغيره بالسماع وبقية رواته محتج بهم.

وحيوة بن شريح هو الحضرمى ومحمد بن عوف هو الطائي.

الرواية الثالثة: رواية محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان: رواه أحمد (13750) حدثنا عبد الرزاق [(8450)] أخبرنا معمر، عن يحيى بن أبي كثير، عن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه، قال: رأى النبي صلى الله عليه وسلم حماراً قد وسم في وجهه، فقال: « لَعَنَ اللهُ مَنْ فَعَلَ هَذَا» ورواته ثقات.

تنبيه: رواه أحمد (14015) حدثنا يحيى، ح (14628) حدثنا محمد بن بكر ومسلم (106) (2116) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا علي بن مسهر،ح (2116) وحدثني هارون بن عبد الله، حدثنا حجاج بن محمد، ح وحدثنا عبد بن حميد، أخبرنا محمد بن بكر والترمذي (1710) حدثنا أحمد بن منيع قال: حدثنا روح بن عبادة، يروونه عن ابن جريج، عن أبي الزبير، عن جابر رضي الله عنه، قال: «نَهَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، عَنِ الضَّرْبِ فِي الْوَجْهِ، وَعَنِ الْوَسْمِ فِي الْوَجْهِ».

[40] رواه مسلم (2600).

[41] رواه البخاري (5193) ومسلم (1736).

[42] رواه مسلم (542).

[43] انظر:الزواجر عن اقتراف الكبائر (2/ 60) وحاشية ابن عابدين (5/ 49)وحاشية إعانة الطالبين (4/ 467).

[44] رواه الروياني في مسنده (382) نا محمد بن المثنى، نا سهل بن حماد أبو عتاب الدلال والطحاوي في شرح مشكل الآثار (3332) حدثنا أبو أمية قال: حدثنا أحمد بن المفضل الحفري قالا نا عيسى بن عبد الرحمن، نا عدي بن ثابت، عن البراء بن عازب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكره مرسل إسناده ضعيف.

الحديث مداره على عيسى بن عبد الرحمن واختلف في تعيينه فرواه الجوزجاني في الأباطيل والمناكير (168) بإسناده عن الروياني فقال: حدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا سهل بن حماد أبو عتاب الدلال، قال: حدثنا عيسى بن عبد الرحمن بن فروة، قال: حدثنا عدي بن ثابت به. وكذلك قال الذهبي في ترجمة عيسى بن عبد الرحمن من الميزان قال: في مسند الرويانى: حدثنا محمد بن المثنى، حدثنا أبو عتاب الدلال، حدثنا عيسى بن عبد الرحمن بن فروة الزرقى، حدثنا عدى بن ثابت، عن البراء رضي الله عنه مرفوعاً....

وعيسى بن عبد الرحمن الزرقي ضعفه شديد قال أبو حاتم: منكر الحديث، ضعيف الحديث شبيه، بالمتروك وقال أبو زرعة: ليس بالقوي، وتركه النسائي، وقال أبو داود: شبه متروك وقال البخاري: حديثه مقلوب.

وجعله ابن أبي حاتم السلمي فترجم لسهل بن حماد في الجرح والتعديل وذكر من شيوخه عيسى بن عبد الرحمن السلمي وقال في علل الحديث (2283) سألت أبي عن حديث رواه سهل بن حماد أبو عتاب، عن عيسى بن عبد الرحمن السلمي؛ قال: حدثني عدي بن ثابت، عن البراء رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنَّه قال:... قال أبي: هذا حديث خطأ؛ إنَّما يروونه عن عدي، عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلاً، بلا براء رضي الله عنه.

وعيسى بن عبد الرحمن السلمي وثقه ابن معين وابن مهدي وأبو حاتم وأبو داود وغيرهم. وعلى القول بأنَّ عيسى بن عبد الرحمن هو السلمي فأعل ابن أبي حاتم الحديث بالإرسال.

قال الذهبي: الحديث منكر وضعف الحديث ابن كثير في تفسيره (1/ 201).

[45] انظر: أحكام القرآن لابن العربي (1/ 75) .

[46] انظر: أحكام القرآن لابن العربي (1/ 74) .

[47] انظر: غاية المقتصدين شرح منهج السالكين (3/ 231).

[48] رواه مسلم (2599).

[49] رواه البخاري في مواضع منها (4560).

[50] تقدم أنَّ الظاهر من مذهب الأحناف جواز الدعاء على الفاسق المعين فكذلك الكافر والله أعلم.

[51] انظر: الكافي ص:(44) وشرح مختصر خليل للخرشي (1/ 569) والتاج والإكليل (2/ 253) ومنح الجليل (1/ 161).

[52] انظر: فتح الباري (1/ 352).

[53] انظر: الفروع (6/ 118) وكشاف القناع (6/ 127).

[54] انظر: الفصل (3/ 90) والمحلى (5/ 156).

[55] انظر: تفسير البغوي (4/ 147( وشرح ابن ناجي على الرسالة (1/ 171) والفروع (6/ 119).

[56] رواه البخاري (2934) ومسلم (1794).

[57] انظر: أحكام القرآن لابن العربي (4/ 312).

[58] رواه البخاري (2931) ومسلم (627).

[59] انظر: الأذكار للنووي ص:(439) وفتح الباري (1/ 352).

[60] رواه البخاري في مواضع منها (4069).

[61] انظر: المفهم (2/ 304) والتوضيح لشرح الجامع الصحيح (8/ 222).

[62] انظر: لعن الكافر المعين.

[63] انظر: أحكام القرآن لابن العربي (4/ 312).

[64] انظر: أحكام القرآن لابن العربي (4/ 312).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


مختارات من الشبكة

  • شرح مائة المعاني والبيان (أحوال المسند - أحوال متعلقات الفعل)(مادة مرئية - مكتبة الألوكة)
  • هذه أحوال السلف الصالح في رمضان فما هي أحوالنا؟(مقالة - ملفات خاصة)
  • أحوال لعن المسلم والدعاء عليه(مقالة - موقع الشيخ أحمد بن عبدالرحمن الزومان)
  • من أحوال إجابة الدعاء الفاضلة (بطاقة دعوية)(كتاب - موقع الشيخ د. خالد بن عبدالرحمن الشايع)
  • من أحوال النبي صلى الله عليه وسلم في رمضان(مقالة - ملفات خاصة)
  • أحوال النبي صلى الله عليه وسلم في الحج(مقالة - ملفات خاصة)
  • أحوال النبي صلى الله عليه وسلم في الحج مع أمته (خطبة)(مقالة - ملفات خاصة)
  • دراسة أحوال النبي صلى الله عليه وسلم الشخصية(مقالة - موقع أ.د. مصطفى مسلم)
  • أحوال البناء(مقالة - حضارة الكلمة)
  • فائدة في أحوال اقتران الكلمة بـ (الألف واللام)(مقالة - حضارة الكلمة)

 


تعليقات الزوار
1- جزاك الله خيرا
أحمد 09-05-2018 03:26 PM

أشكرك جزيلا على الاعتدال في طرح الموضوع؛ فقد ذكرتم بوضوح أنه يوجد اختلاف في مسألة اللعن والدعاء على الكافر المعين، وأتيتم بحجج الطرفين ورجحتم، جزاكم الله خيرا.

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 12/11/1446هـ - الساعة: 18:29
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب