• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    في تحريم تعظيم المذبوح له من دون الله تعالى وأنه ...
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    كل من يدخل الجنة تتغير صورته وهيئته إلى أحسن صورة ...
    فهد عبدالله محمد السعيدي
  •  
    محاضرة عن الإحسان
    د. عطية بن عبدالله الباحوث
  •  
    ملامح تربوية مستنبطة من قول الله تعالى: ﴿يوم تأتي ...
    د. عبدالرحمن بن سعيد الحازمي
  •  
    نصوص أخرى حُرِّف معناها
    عبدالعظيم المطعني
  •  
    فضل العلم ومنزلة العلماء (خطبة)
    خميس النقيب
  •  
    البرهان على تعلم عيسى عليه السلام القرآن والسنة ...
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    الدرس السادس عشر: الخشوع في الصلاة (3)
    عفان بن الشيخ صديق السرگتي
  •  
    القرض الحسن كصدقة بمثل القرض كل يوم
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    الليلة التاسعة والعشرون: النعيم الدائم (2)
    عبدالعزيز بن عبدالله الضبيعي
  •  
    حكم مشاركة المسلم في جيش الاحتلال
    أ. د. حلمي عبدالحكيم الفقي
  •  
    غض البصر (خطبة)
    د. غازي بن طامي بن حماد الحكمي
  •  
    كيف تقي نفسك وأهلك السوء؟ (خطبة)
    الشيخ محمد عبدالتواب سويدان
  •  
    زكاة الودائع المصرفية الحساب الجاري (PDF)
    الشيخ دبيان محمد الدبيان
  •  
    واجب ولي المرأة
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    وقفات مع القدوم إلى الله (9)
    د. عبدالسلام حمود غالب
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / منبر الجمعة / الخطب / خطب المناسبات
علامة باركود

خطبة عيد الأضحى 1443: جمال الإسلام

خطبة عيد الأضحى 1443: جمال الإسلام
الشيخ عبدالله محمد الطوالة

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 7/7/2022 ميلادي - 7/12/1443 هجري

الزيارات: 28350

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

خطبة عيد الأضحى 1443

جمال الإسلام

 

الحمدُ للهِ العزيزِ الغفَّارِ، الجليلِ الجبَّارِ، ﴿ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ ﴾ [القصص: 68]، سبحانهُ وبحمده، ﴿ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ ﴾ [ص: 66]..

 

وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدهُ لا شريك لهُ، ﴿ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ ﴾ [الرعد: 16]..

 

وأشهدُ أن محمداً عبدُ اللهِ ورسولهُ، المصطفى المختارِ.. أزكى الأنامِ، ومِسكُ الختامِ، وبدرُ التمامِ، وخيرُ من صلى وصامَ، وطافَ بالبيت الحرامِ.. صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آلهِ الأعلامِ، وصحابتهِ الكرامِ، والتابعينَ وتابعيهم بإحسانٍ إلى يوم التمامِ..

 

أمَّا بعد: فاتقوا اللهَ عبادَ اللهِ وأطِيعوهُ، واذكروه كثيراً وسبحوه، واحمدوهُ على ما هداكم واشكُروه، وعَظِموهُ في هذا اليوم المباركِ وكبروهُ..

 

اللهُ أَكبرُ اللهُ أَكبرُ، لا إلهَ إلا اللهُ.. اللهُ أَكبرُ اللهُ أَكبرُ، ولله الحمد..

اللهُ أَكبرُ، لبَّى لهُ الملبونَ وكبَّروا.. اللهُ أَكبرُ، صلَّى له المصلونَ وسبحوا..

اللهُ أَكبرُ، طافَ له الطائفونَ وعظَّموا.. اللهُ أَكبرُ، ضحَّى له المضحونَ ونحروا..

اللهُ أَكبرُ كبيرا، والحمدُ لله كثيرا، وسبحانَ اللهِ بكرةً وأصيلا..

 

معاشرَ المؤمنينَ الكرام: يَومُكُمْ هذا يَومٌ عَظيمٌ مُبارَكٌ، رَفعَ اللهُ قدرَهُ، وأعلى شأنه وذِكرَهُ، وسمَّاهُ يَومَ الحجِّ الأكبر، يَوْمَ الْعَجِّ وَالثَّجِّ، يَوْمَ النَّحْرِ والشُّكر، يومَ التكبيرِ والذِّكر، يومَ العِيدِ السَّعيدِ، أَفضَلُ الأَيَّامِ عِندَ اللهِ وَأَعظَمُهَا، وأجلُّها وأشرفُها..

 

فاعرِفوا لهذا اليومِ قدْرَهُ وعَظمَته، واستشعِروا برَكتَهُ وأهميتَهُ، وتعرَضوا لنفحاتِ رَبِكُم ورحمتِه، وامْلَؤُوا قُلُوبَكُمْ من تَعْظِيمَ اللهِ تَعَالَى وَإجْلَالهِ وهيبتِه: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [الحديد: 28]..

 

ثم اعلموا يا عباد الله: أنَّ العَيدَ شَعِيرةٌ مِنْ شَعائِرِ اللهِ المجيدَةِ، ومُناسبةٌ غَاليةٌ مِن المناسَباتِ السَّعِيدةِ.. فأسْعدَ اللهُ أيامَكُم، وبَاركَ اللهُ أعيادَكُم، وأدَامُ اللهُ أفراحَكُم، وتَقبلَ اللهُ منَّا ومِنكُم، وبُشراكُم بإذنِ اللهِ أجراً عظيماً، وفضلاً كبيراً..

 

ولمَ لا، فربُكُم جَلَّ وعَلا، مُحسنٌ كَريمٌ، لا يُضيعُ أجرَ من أحسَنَ عَملا..

اللهُ أَكبرُ اللهُ أَكبرُ، لا إلهَ إلا اللهُ.. اللهُ أَكبرُ اللهُ أَكبرُ، وللهِ الحمدُ..

 

معاشر المؤمنين الكرام: كم في هذه الحياةِ من أُمورٍ جميلةٍ، ذاتُ فوائدَ عظيمةٍ جليلة، إلا إنه قد يفوتنا (لسببٍ ما) أنْ نتَعرَّفَ عليهَا، وأنْ نستفِيدَ مِنها كما ينبغي.. ولذا فأدعوكم اليوم أيها الكرام: أدعوكم إلى رِحلَةٍ شيِّقةٍ ماتعة، نتعرفُ خِلالها على شيءٍ من جمالِ الإسلامِ وروعَتهِ.. لعلنا بعدها أن نفعل كما فعل شيخُ الإسلام ابن تيمية رحمه الله إذ يقول: والله إني إلى الآن أجدد إسلامي في كل وقت، وما أسلمتُ بعدُ إسلاماً جيداً..

 

اللهُ أَكبرُ اللهُ أَكبرُ، لا إلهَ إلا اللهُ.. اللهُ أَكبرُ اللهُ أَكبرُ، وللهِ الحمدُ..

 

أيها الكرام: نحن نوقنُ أنَّ اللهَ جلَّ وعلا قد أتقنَ خلْقَه أيَّما إتقانٍ، وأنه خلقَ الانسانَ في أحسن تقويم، ومن ثمَّ فلا يُعقلُ أن يُتركَ الانسانُ سُدى، بل لا بد أن يوضعَ له منهجاً مُتكامِلاً، يُحقِّقُ مُرادَ الخالق جلَّ وعلا، وحكمتَهُ من خلقه، وذاكَ هو شريعةُ الإسلامُ.. فالإسلامُ هو مِنهاجُ اللهِ للبشرِ.. منهجٌ يقتضي الاستِسلامُ التَّامُّ للهِ تعالى، والانقِيادُ لهُ بالطَّاعةِ، وتجنُبِ كلَّ أشكالِ الشركِ والمعاصي..

 

وابتداءً.. لك أن تتصورَ الإسلامَ كبِناءٍ عظيمٍ مُتكامِلٍ جميل، لهُ أساسٌ، وله حُجُراتٌ، وله سِياجٌ، فأسَاسُهُ (أركانُ الإيمانِ الستة)، وهي العقائِدُ والأعمالُ الباطِنةُ.. وحُجُراتُه (أركانُ الإسلامِ الخمسة)، وهي العِباداتُ والأعمالُ الظَّاهِرةُ.. وسِياجُهُ القِيمُ والأحكام والشَّرائِعُ التي تضبِطُ السُّلوكَ، وتحمِي الحقوقَ، وتمنعُ الظُّلمَ، وتُنظِّمُ كُلَّ أمورِ الحياةِ.. إنَّهُ منهجٌ رَبَّانِيٌّ شامِلٌ، يُعرِّفُ النَّاسَ بخالِقهم، ويُبيِّنُ حقَّهُ عليهِم، ويُغذِي أرْواحَهم وعُقُولَهم، ويرتقي بأخلاقِهم، ويضبِطُ علاقاتهِم، ويحكُمُ كلَّ شؤونِ حياتهِم، ويضمنُ تساوي الفُرَصِ بينهم، ويُحقِّقُ المصالحَ بأعلى قدرٍ، ويدرأُ المفاسِدَ لأدنى حدٍ، ويَكفلُ لمن استقامَ عليهِ الحياةَ الآمِنةَ المستَقِرةَ، والسَّعادةَ في الدًّنيا والآخرةِ: ﴿ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ ﴾ [الأنعام: 82]..

 

ولا شكَّ أنَّ البَشرَ مهما بلغَ عِلمُهُم فلن يستطيعوا إدرَاكَ ذلكَ بأنفُسِهم، لقُصُورِ عُقُولِهم، ولتعارُضِ أهوائِهم ومَصَالحِهم، فلا يَقدِرُ على ذلك إلّا خَالِقُهم، والعالمُ بما يُصلِحهم، قالَ تعالى: ﴿ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ﴾ [النساء: 82]..

اللهُ أَكبرُ اللهُ أَكبرُ، لا إلهَ إلا اللهُ.. اللهُ أَكبرُ اللهُ أَكبرُ، وللهِ الحمدُ..

 

ثم إنَّ الإسلامَ يتَحلَّى بإيجابيَّاتٍ ومحاسِنَ كثيرةٍ، تدلُ على جمالِه وروعَتهِ، منها:

أنَّهُ سَهلُ الفَهمِ، واضِحُ التَّصورِ، مُعتدِلُ المنهَجِ، ميسُورُ التكاليفِ، يتلاءَمُ مع الفِطرةِ السَّليمةِ، ويتوافَقُ مع العَقلِ والمنطِقِ، ويَدعو إلى كُلِّ فضِيلةٍ، ويَنهى عن كُلِّ رذِيلةٍ، ويُوازِنُ بين المثالِيةِ والواقِعِيةِ، وبين مُتطلبَاتِ الرُّوحِ والجسدِ، وبين العَملِ للدُّنيا والعَملِ للآخِرةِ. قالَ صلى الله عليه وسلم: "بُعثتُ بالحنيفيةِ السَّمحةِ"..

 

وثانِياً: أنَّهُ دِينُ الرَّحمةِ والتَّيسيرِ، فالضَّروراتُ تُبيحُ المحظوراتِ، والحرجُ مرفوعٌ عن النَّائِمِ وعن النَّاسِي والـمُكرهِ، و﴿ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ﴾ [البقرة: 286]..

 

وثالثاً: أنَّهُ دِينُ السَّعادةِ وطُمأنِينةُ القلبِ، وسَكِينةُ النَّفسِ، وانْشِراحُ الصَّدرِ، وهذا ما يقولُهُ كُلُّ من دَخلَ في الإسلامِ وذاقَ حَلاوةَ الإيمانِ، ﴿ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ﴾ [الرعد: 28]..

 

ورابِعاً: أنَّهُ دِينُ النِّظامِ والانضِباطِ، يضْبِطُ حياةَ الـمـُسلِمِ وعمَلَهُ، ويضبِطُ كُلَّ مناشِطِ الحياةِ، قال تعالى: ﴿ ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ﴾ [الجاثية: 18]..

 

وخامِساً: أنَّهُ دِينُ الـمحبَّةِ والإخَاءِ، والتَّعاونِ والبِناء، يَبني العَلاقاتِ، ويَمدُّ جُسُورَ التَّواصُلِ، ويأمرُ بِبرِّ الوالدِينِ، وصِلةِ الأرحَامِ، واحتِرامِ الكبِيرِ، وتَوقِيرِ ذَوي الفَضْلِ والسُّلطانِ، والسَّلامِ على من عرَفتَ ومن لم تعرِف، والإحسَانِ إلى الجيرانِ، ومُساعَدةِ المحتاجِينَ، والتَّعاونِ على البِرِّ وَالتَّقوَى، وأن يكونَ الجميعُ إخوةً مُتحابِينَ، قال تعالى: ﴿ وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ﴾ [آل عمران: 103]..

 

وسادِساً: أنَّهُ دِينُ العدلِ والمساواةِ، ألْغَى كُلَّ أسبابِ الفُرقَةِ والاختِلافِ، فلا عُنصُرِيَّةَ، ولا طَائِفيَّةَ، ولا طَبقِيَّةَ ولا قومِيَّةَ في الإسلامِ، الكُلُّ سَواسِيةٌ، وأكَّدَ ذلكَ وأصَّلَهُ بشَعائِرَ جماعيَّةٍ مُتنوِّعةٍ كالصَّلاةِ والحجِّ. قال تعالى: ﴿ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ﴾ [الحجرات: 13]..

 

وسابِعاً: أنَّهُ دِينُ الذَّوقِ والجمالِ، ودِينُ الأخلاقِ الرَّاقيةِ، والآدابِ الرَّفيعةِ، كالبَشَاشةِ والتَّبسُمِ والقولِ الطَّيبِ، وإدخالِ السُّرورِ على الآخَرينَ، وإماطةِ الأذى عن الطَّريقِ، وكالنَّظافَةِ والطَّهارةِ والاغتِسَالِ، والتَّطَيُبِ والتَّجَمُلِ، والوضُوءِ لكُلِّ صَلاةٍ..

 

وثامِناً: أنَّ الإسلامَ يُعظِّمُ حُقُوقَ الإنسانِ ويُراعِيها، ويحمي الضُّعفاءِ، ويكفَلُ لكُلِّ إنسانٍ حُقوقَهُ العامَّة، وحُرِّيتَهُ المنضَبِطَةِ، والعيشَ بكرامةٍ وخُصوصِيةٍ.. كما خصَّ المرأةَ بتشريعاتٍ خاصةٍ، تصُونُها وتُحافِظُ عليها، بِنْتاً وأُخْتاً وزَوجَةً وأمَّاً، قال صلى الله عليه وسلم: "اسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا"..

 

وتاسِعاً: أنَّ الإسلامَ يُبِيحُ الطَّيباتِ، وكُلَّ ما كانَ نفعُهُ أكبرَ من ضرَرهِ، تحقِيقاً للمصلَحةِ، ويحرِّمُ الخبائِثَ، وكُلَّ ما كانَ ضرَرُهُ أكبرَ من نفعِهِ، حِفظاً للدِّينِ والنَّفسِ والعقلِ والعِرضِ والمالِ..

 

وعاشِراً: أنَّ الإسلامَ يَمحو ما قَبلهُ من الذُّنوبِ والأخطاءِ، قالَ تعالى: ﴿ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ﴾ [هود: 114]، وفي الحديث الصحيح: "الإسلامُ يهدمُ ما كان قبلَه، والتوبةُ تَجبُّ ما كان قبلَها"..

 

وحاديَ عشر: أنَّ الإسلامَ يُجيبُ إجاباتٍ مُقنعةٍ عن كُلِّ ما يتعلَّقُ بالخَالقِ وحِكمَتهِ، أو نشأةِ الكونِ ونهايتهِ، أو عالَـمِ الغيبِ وحقيقتهِ، أو الموتِ وما بعدَهُ.. الخ..

 

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم: ﴿ قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ * إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ * وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ ﴾ [ص: 86 - 88]

اللهُ أكبر، اللهُ أكبرُ لا إله إلا الله.. الله أكبرُ اللهُ أكبرُ وللهِ الحمد..

 

بارك الله لي ولكم في القرآن الكريم، وبهدي سيد المرسلين..

أقول ما تسمعون...

 

الخطبة الثانية

الحمدُ للهِ حمدًا لاَ مُنْتَهَى لِحَدِّهِ، وَلا حِسَابَ لِعَدَدِهِ، وَلا انْقِطَاعَ لأمَدِهِ.. وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحدهُ لا شريك، سبحانه وبحمده، ملكوتُ كلِّ شيءٍ بيده.. وأشهدُ أن محمدًا عبده ورسولهُ ومصطفاه، صلى الله وسلم وبارك عليه، وعلى آله وصحابته ومن والاه.. وسلَّم تسليماً كثيراً لا حدَّ لمنتهاه..

 

اللهُ أكبر، اللهُ أكبرُ لا إله إلا الله.. الله أكبرُ اللهُ أكبرُ وللهِ الحمد..

اللهُ أكبر كبيرًا، والحمدُ للهِ كثيرًا، وسبحان اللهِ بُكرةً وأصيلاً..

 

معاشرَ المؤمنينَ الكرام: ومن جوانب جمالِ الإسلامِ وروعته، أن له مزاياً وخصائِصَ عجيبةٍ ينفرِدُ بها عن غيرهِ:

أولُها: أنَّهُ منهجٌ شامِلٌ مُتكامِلٌ، فهو عقِيدةٌ وشريعةٌ، وفكرٌ وسُلوكٌ، وعِلمٌ وتربيةٌ، ودِينٌ ودَولةٌ، ودُنيا وآخِرةٌ، قالَ تعالى: ﴿ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ﴾ [الأنعام: 38]..

 

وثانِياً: أنَّهُ منهجٌ معصومٌ من التناقُضِ والنَّقصِ والخطأِ والهوى، قائمٌ على أساسِ العدلِ المطلَقِ، والحقِّ الخالِصِ، والرَّحمةِ التَّامَّةِ، قالَ تعالى: ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ ﴾ [الأنبياء: 107]، وقالَ تعالى: ﴿ اللَّهُ الَّذِي أَنْزَلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ وَالْمِيزَانَ ﴾ [الشورى: 17]..

 

وثالِثاً: أنَّهُ منهجٌ ثابتٌ محفوظٌ، لا يتغيَّرُ ولا يتبدَّلُ، صالحٌ لكلِّ زمانٍ ومكانٍ وفِئةٍ.. قال تعالى: ﴿ إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ﴾ [الحجر: 9]..

 

ونختم الحديث عن جمال الإسلام، وروعته أنَّ هناك أدِلةً كثيرةً تُبرهن أنَّ الإسلامَ هو الدين الحقّ، وأنَّهُ من عندِ اللهِ تعالى، منها: أنَّ جميعَ الدساتير الوضعية، والتشريعات البَشرِية لا تبدأ بالظهور إلا بَعدَ نهوض الأمةِ واكتِمالِ حضَارتها، ونضوج تجربتها، فإذا ظهر دستورٌ ما فلا يزالُ في تَغيُّرٍ وتَطورٍ مُستمرٍ، أمَّا شريعةُ الإسلامِ فقد ظهرت واكتَملَت قبلَ أن تبدَأَ حَضارَة المسلمين، ومنذُ ظهوره لا يَزالُ ثابتاً مَحفُوظاً بحفظِ اللهِ، لم يتغيَّرْ فيهِ شَيءٌ البتة..

 

وثانِيها: الإقبالُ الكبيرُ والمستمرُ على الدُخُول في الإسلامِ أَفواجاً، وعن طَواعِيةٍ واقتنِاعٍ، ثمَّ ثَباتُهم عليهِ، حتى أصبَحَ الإسلامُ اليومَ هو الأسرعُ انتِشَاراً، والأكثرُ قَبولاً..

 

وثالِثُها: عَجْزُ الأوَّلِينَ والآخِرينَ أنْ يَأتوا بمثلِ القُرآنِ الكريمِ، بل ولا حتى بسورةٍ مِن مِثلهِ، قالَ تعالى: ﴿ أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِثْلِهِ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ﴾ [يونس: 38].. يقول الدكتور شارل، عميد كلية الحقوق في جامعة فيينا: "ان البشرية لتفتخرُ بانتساب رجلٍ كمحمدٍ اليها، فإنه على الرغم من أميتهٍ استطاعَ قبل بضعة عشر قرناً ان يأتي بتشريعٍ سنكونُ نحن الأوروبيين أسعدَ ما نكون لو استطعنا أن نصلَ الى قمته بعد ألفي سنة"..

 

ورابِعُ الأدلة: أن الرَّسولِ صلى الله عليه وسلم أخبرَ بأمورٍ غيبيةٍ كثيرةٍ ستحدُثُ في المستقبلِ، وحدَثَت كما أخبرَ تماماً.. وغيرها من الأدلة الكثيرة..

 

فيا أيها المسلم: كفاك فخرًا أنك تدين بهذا الدين الرائع، وأنك من خير أمَّةٍ أخرجت للناس، أكرمك الله أيما كرم، اختار لك أفضلَ رُسلهِ، وأنزلَ إليك خيرَ كُتبه، وشرعَ لك أحسنَ شرائعه، وأكمل لك الدين، وأتمَّ عليك النعمة.. فمن يدانيك فخراً وشرفاً.. ﴿ قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ ﴾ [يونس: 58]

 

اللهُ أكبر، اللهُ أكبرُ لا إله إلا الله.. الله أكبرُ اللهُ أكبرُ وللهِ الحمد.. الحمد لله الذي اختصنا بفضله العظيم، وأكرمنا بشرعه القويم، وهدانا صراطه المستقيم.. ﴿ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [النحل: 18]..

 

أيها الكرام المباركون رجالاً ونساءا: إذا عُدتمْ بتوفيقِ اللهِ لبيوتِكُم وأهلِيكُم، فعُودوا بقلوبٍ صَافيةٍ نَقيةٍ، ونفوسٍ مُتسامحةٍ سخية، صِلوا من قَطعكُم، وأعطوا من حَرمكُم، وأحسِنوا لمن أساءَ إليكم.. فالعيد مُناسَبةٌ عَظيمةٌ، يظهرُ فيهِ جمالُ اجتماعِ الأمّةُ وأُلفتِها، وروعَةَ تواصُلِها وترابُطها، وقوةَ تلاحُمها وتراحُمها..

 

العيدُ يا رعاكم الله: دَرسٌ عَظيمٌ من دُروسِ التَّسامُحِ والتَّصافي، تَتناسَى فيهِ النفوسُ الكبيرةُ خِلافاتِها.. وتعودُ القلوبُ النقيةُ فيه إلى سابق مودتها.. ﴿ فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ ﴾ [الشورى: 40]..

 

اللهُ أَكبرُ اللهُ أَكبرُ، لا إلهَ إلا اللهُ.. اللهُ أَكبرُ اللهُ أَكبرُ، وللهِ الحمدُ..

 

ألا فاتقوا الله ربكم، وأصلِحوا ذاتَ بينكم، واهنأوا بعيدكم، ولا تنسوا الدُّعاء لإخوانِكم المستضعفِينَ في كل مكان.. فرَّج الله همَّهم، وأصلح أحوالهم، ويسَّر أُمورهم، وأعَادَ اللهُ علينا وعليهم الأعيادَ باليُمنِ والرحمةِ والبركات، وتَقبلَ اللهُ منَّا ومنهم الطاعاتِ والقربات، وتجاوزَ عن الزلاتِ والسيئات..

 

اللهم آمنا في أوطاننا، وأصلح.....

﴿ سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ * وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ * وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ [الصافات: 180-182]..

 





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • خطبة عيد الأضحى لعام 1431هـ (1)
  • خطبة عيد الأضحى المبارك لعام 1432هـ
  • خطبة عيد الأضحى 1435 هـ
  • خطبة عيد الأضحى 1436هـ (عيد النحر)
  • خطبة عيد الأضحى لعام 1438 هـ
  • خطبة عيد الأضحى
  • خطبة عيد الأضحى المبارك 1444 هـ اتقاء الشبهات والشهوات
  • خطبة عيد الأضحى المبارك 1444 هـ
  • خطبة عيد الأضحى وبيان لفضل وأحكام أيام التشريق ومختصر أحكام الأضاحي
  • (هذا العيد يخاطبكم) خطبة عيد الأضحى 1444 هـ
  • خطبة عيد الأضحى
  • خطبة عيد الأضحى ‏لعام 1425هـ
  • خطبة عيد الأضحى: نعم للحب والإخاء

مختارات من الشبكة

  • أنواع الخطابة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خطبة صلاة الكسوف(مقالة - موقع الشيخ فيصل بن عبدالعزيز آل مبارك)
  • خطبة عيد الفطر 1444 (خطبة)(مقالة - ملفات خاصة)
  • خطبة عيد الفطر 1437 هجرية (خطبة دينية اجتماعية)(مقالة - ملفات خاصة)
  • هل لصلاة العيد خطبة أو خطبتان؟(مقالة - ملفات خاصة)
  • حكم وزواجر من خطب البلغاء (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خطبة: عام مضى وعام أتى (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • كيف تكون خطبة الجمعة خطبة عظيمة ومؤثرة؟ (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • الخطبة الأخيرة من رمضان (خطبة)(مقالة - ملفات خاصة)
  • خطبة سلسلة خطب الدار الآخرة (13)(محاضرة - مكتبة الألوكة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 0:55
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب