• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    المنة ببلوع عشر ذي الحجة (خطبة)
    الشيخ محمد بن إبراهيم السبر
  •  
    أهمية التعلم وفضل طلب العلم
    د. حسام العيسوي سنيد
  •  
    حديث: رفع القلم عن ثلاثة: عن النائم حتى يستيقظ، ...
    الشيخ عبدالقادر شيبة الحمد
  •  
    حقوق المسنين (1)
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    تفسير سورة النصر
    يوسف بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن السيف
  •  
    المرأة في الإسلام: حقوقها ودورها في بناء المجتمع
    محمد أبو عطية
  •  
    مفهوم الفضيلة لغة واصطلاحا
    د. أحمد خضر حسنين الحسن
  •  
    ملخص من شرح كتاب الحج (7)
    يحيى بن إبراهيم الشيخي
  •  
    خطبة أحداث الحياة
    الشيخ إسماعيل بن عبدالرحمن الرسيني
  •  
    {هماز مشاء بنميم}
    نورة سليمان عبدالله
  •  
    الإيمان بالقرآن أصل من أصول الإيمان
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    أسباب اختلاف نسخ «صحيح البخاري»
    د. هيثم بن عبدالمنعم بن الغريب صقر
  •  
    خطبة: اشتداد المحن بداية الفرج
    يحيى سليمان العقيلي
  •  
    خطبة: إن الله لا يحب المسرفين
    عبدالعزيز أبو يوسف
  •  
    فضل عشر ذي الحجة (خطبة)
    أ. د. إبراهيم بن صالح بن عبدالله
  •  
    فصلٌ: فيما إذا جُهل حاله هل ذُكر عليه اسم الله أم ...
    فواز بن علي بن عباس السليماني
شبكة الألوكة / ثقافة ومعرفة / التاريخ والتراجم / تاريخ
علامة باركود

حوادث دمشق اليومية (11)

د. محمد مطيع الحافظ

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 31/8/2015 ميلادي - 16/11/1436 هجري

الزيارات: 5265

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

حوادث دمشق اليومية (11)


الاثنين 13 أيلول 1909م

[توزيع مياه عين الفيجة بدمشق] [ص3]

اجتمع أمس مجلسُ الإدارة[1] والمجلس البلديُّ[2] ولجنة ماء الفيجة[3] بحضور والي سورية السَّابق[4] للمفاوضة في مَسألة عين الفيجة، وإبقائها للبلديَّة وتلزيمها لشركة، فتَقرَّر مبدئيًّا أنَّ منفعة دِمشق تقضي بإعطاء هذا الماء لشركة تَستثمره على أصول الشركات في البلاد الرَّاقية، وأن تجعل سبلان البلد، ثلاثمائة سبيل بدلاً من 170 التي كانت مقرَّرة في المقاولة المعقودة بين الحكومة والمتعهد، ويباع المتر المكعَّب كلُّ سنة بثلاث ليرات، والنِّصفُ بمائة وخمسة وسبعين قرشًا، والربع بِلِيرَةٍ واحدة، على أن لا تَبيع الشركةُ لكلِّ بيت أكثر من مترٍ واحد، وستعيَّن هيئةٌ من البلديَّة لتنظر في المحالِّ المقتضية لوضع السبلان، حتى لا تَبقى بقعة في هذه المدينة خالِية من سبيلٍ يشرب منه السكَّان ماءً طاهرًا.

صورة عامة لأعضاء لجنة عين الفيجة في القاعة سنة 1943

صورة عامة لأعضاء لجنة عين الفيجة في القاعة سنة1943

 

وهم من اليمين الجلوس السادة: محمد علي العمري، محمد مدني الحفار، عارف حمزة، لطفي الحفار، حسني المهايني، رشيد قدة.


والوقوف من اليمين السادة: عبدالوهاب القنواتي، رشيد الطرابيشي، خالد الحكيم، وجيه الجابري، حسني البيطار، مسلم السيوفي، سامي الميداني، أديب الروماني، زكي الجابي

صورة غلاف الكتاب الصادر عن مياه عين الفيجة سنة 1947م

صورة غلاف الكتاب الصادر عن مياه عين الفيجة سنة 1947م

♦ ♦ ♦

سبيل الماء المجاور لحمام الرأس قرب مدخل سوق السروجية سنة 1912م

سبيل الماء المجاور لحمام الرأس قرب مدخل سوق السروجية سنة 1912م


[حوادث] [ص3]

• ظهر حريق في مزبلة مصطفى البغال في عين الكرش[5]، فأُطفئ بعد أن حُرق قسمٌ منها، دون أن تتناول غيرها، وسببها: هو أنَّ أحد المارِّين ألقى لفافة مُلتهبة عليها.

 

• قُبض على زاكي بن يعقوب من التبعة الرُّوسية لجرحه نَخلة بن يوسف مصابني من باب توما.

 

• توفِّي شحادة بن جبران شلهوب من باب توما متأثِّرًا من الجرح الذي جرحه إياه زكي بن شحود من محلَّة الزينبية في 19 آب شرقي.

 

• قبض على أحمد خلف من مئذنة الشَّحم - جارح يحيى بن يوسف - من محلَّة الإسرائيليين، وزجَّ في السجن.

 

• تشاجر كلٌّ من (معرديني) (وخرستيني) (وسنيني) من تبعة دَولة إيطاليا عند جسر الحديد فأُلقي القبض عليهم وسلِّموا للقنصليَّة.

 

• أُلقي القبض على أحمد بن محمود آغا جعفري من محلَّة السويقة وحامد بن فارس ملك من محلَّة باب الجابية، لسفاهتهم وإزعاجهم الناس ليلاً في الطريق العام.


• أُلقي القبض على جميل بن محمود السوتلي ومحيي الدين بن محمد انجابه من محلَّة العقيبة لنزاعهما وإزعاجهما الأهالي.


• تمَّ تنسيق المأمورين في نظارة الداخلية، فبقي منهم داخل هيئة العمال 242 وخرج منهم 235.

 

• وضع نظام لمنع تجارة الرَّقيق في الممالك العثمانية.

 

[الفريق إسماعيل فاضل باشا والي سورية الجديد] [ص3]

يسرُّنا أن نذكِّر بأنَّ والي سورية الجديد الفريق إسماعيل فاضل باشا هو من رجال الدولة المشهورين بحريَّتهم وغيرتهم واستقامتهم، وهو كريتي الأصل، تخرَّج في مدارس العسكرية على الأصول، فنال بجدِّه رتبةَ أركان حرب، وتقلَّب في فيالق الدولة ولا سيما في أرزنجان وصنعاء، وقد لاقى من حكومة الاستبدادِ ما لاقاه أمثالُه ممَّن فُطروا على حبِّ الحقِّ والعدل، حتى إذا انتشرَ القانونُ الأساسي عُيِّن ناظرًا للمدرسة الحربية، فأبان في إدارتها عن كفاءة وحبِّ النظام، ثمَّ عُيِّن قائدًا لفرقة أزمير، ولمَّا وقع بينه وبين والِيها كاظم باشا ما وقع عُيِّن رئيسًا للديوان الحربي في أطنة (أضنة)، ثمَّ واليًا على سورية.

 

ومن أخلاقه الجدُّ وحبُّ العمل، وهو الآن في نحو الخامسة والخمسين من عمره، هذا ما عرفناه الآن من ترجمته، وسننشر ما نظفر به من هذا القبيل، ليعرف السوريُّون واليَهم الجديد حقَّ المعرفة.

 

[شكر الشيخ محمد كامل القصاب[6] على نجاحه في المدرسة العثمانية] [ص3]

ابتهج الأهلُون كثيرًا بنجاح (المدرسة العثمانيَّة) في تلقين الفضيلة والآداب لبعض ناشئة دِمشق، وتأكَّدوا أنَّ من لا يتعلَّم بالعمل لا يَعمل بالعمل، وأصبحوا كلُّهم لسانًا واحدًا في الثناء على الشيخ كامل القصاب مدير المدرسة المومَأ إليها، لِما لاقوه في معهده العِلمي من النجابة والرُّقي العقلي والأخلاقي في الحفلتين الليلية والنهارية، اللتين أقامهما أمس وبذلك أَيقن القومُ أنَّ عزيمة الفرد إذا كانت صحيحة تغلِب عزيمة الأفراد إذا كانوا ضعافًا، وأنَّ فن التعليم كسائر الفنون لا يَبرز فيه إلاَّ العالمون المدرَّبون سنين كثيرة، فألف ألف شكر لِبيض أيادي الأستاذ المشار إليه، وسائر رفقائه الأساتذة الذين ينفعون هذه الحاضرة بفضلِ عقولهم أضعاف أضعاف ما تنفعه المشروعات الخياليَّة، التي تُخلق كالمصائب كبيرة ثم تصغر، وما هي على الأمَّة في الحقيقة إلاَّ من المصائب.

[عودة البيطار والقاسمي إلى دمشق] [ص3]

[عودة البيطار والقاسمي إلى دمشق] [ص3]


عاد من قلمون الشيخ عبدالرزاق البيطار والشيخ جمال القاسمي والشيخ سليم البيطار.

 

الثلاثاء 14 أيلول 1909م

(الجلسة السريَّة في جامع القيمرية[7]) [وصف حال المساجد في هذه الفترة] [ص2]

أخبرني بعضُ المتهجدين أنَّ المساجد عقدَت مؤتمرًا للنظر في شؤونها تحت رئاسة الجامع الأموي وسكرتير المؤتمر جامع الدرويشية[8]، وكان في المؤتمر جماعة من كبار المساجد، وبعض من المدارس والزوايا المهجورة، وبعد أن غصَّ المجلس بأهله وأخذ كلٌّ منهم مجلسه دار الحديث بينهم، وبدأ كلٌّ يغنِّي على لَيلاه، فمنهم من شكا تخريبه، ومنهم من شكا ضياع أوقافه، ومنهم من شكا ضياع أوقافه، ومنهم من شكا انقطاع مائه، ومنهم ومنهم... إلخ.

 

وقد كثر اللَّغط والقيل والقال بين الجماعة واشتدَّ الخصام، وكلٌّ منهم يَنسب التقصيرَ إلى أمرٍ من الأمور ولا حاجة إلى إيراد ما ذكروه...

 

فلمَّا هدأ الجأشُ وخفتت الأصواتُ وساد السكون انتدب جامع السنانية[9]، وقام خطيبًا بين الجماعة وما زال يحثُّهم وينصح لهم ويريهم أنَّ ما هو حاصل لهم في التخريب وضياع الحقوق ناشئ عن عدم اعتناء كبيرهم بصغيرهم، وتجافي بعضهم عن بعض، وأنَّه إن دام الحالُ على هذا المنوال فيا سوء المآل، إلى أنْ أتمَّ خطابه ثمَّ جلس فقام بعده الجامع المُعَلق[10] والتفتَ إلى الخطيب السابق قائلاً: إنَّ ما قاله حضرة الخطيب هو في غير محلِّه، بل القصور واقع من نظارنا الكرام؛ لعدم عنايتهم بنا، وقِلَّة مبالاتهم بما يؤول إليه أمرنا؛ إذ لا وازع ولا رادِع، وهذا هو السبب في خرابنا، وقد أتى بجملة أدلَّة وبراهين أيَّد بها دعواه ممَّا لا ينبغي ذِكره، فانقسم عند ذلك المجلسُ إلى شطرين كلُّ حزبٍ انحازَ إلى خطيب، وارتفعت الأصواتُ وعلا الضجيج، وكادَت تقع بينهم ثورة تُودِي بالباقي من عمارهم، لولا أن تدارَكها جامعُ القيمرية المشهور بحجَّته الدامغة، وبراهينه القاطعة ووقف بين الحِزبين وأسكتَ الفريقين مطلِقًا للسانه العنان قائلاً: اعلموا أيُّها الإخوان أنَّ ما قاله حضرة الفاضل (الجامِع المعلَّق) هو الذي عليه المعول، وأنا أزيد على ما قاله في نِسبة القصور إلى النظار أنَّ القصور واقع من أهل الجيرة أكثر، لأنَّهم هم الأقرب والأكثر من النظار؛ إذ النَّاظر لا يهمه إلاَّ نفعه، وعلى الدنيا السلام، بل وعلى الآخرة أيضًا.. والدَّليل على قولي: أنِّي قد صرت مخفرًا (قره قول) للشرطة منذ شهور وأيام، بعد أن كانَت تُقام فيَّ الصلوات الخمس وتجمع فيَّ الجُمَع، حتى اشمأزَّت منِّي النفوس وهجرني المصلُّون، وكل هذا على مرأًى من الجيران وأهل المحلَّة على ما فيهم من الأعيان وأهلِ العلم، ومع ذلك لم يَعترض منهم أحد ولم ينبسوا ببنتِ شفَة، كأنَّ الواقف أوقفني لسُكنى الشرطة لا للعبادة.

 

فلمَّا سمع المتشاغبون حجَّتَه انصاعوا إلى الحقِّ، ورجعوا عن تحزُّبهم وسلَّموا الأمر إلى قائدهم، وكان السكرتير قد حرَّر كلَّ ما دار بينهم من الكلام، وأوضح ما فيه من الشكوك والأوهام، ثمَّ عرضَه على حضرة الرئيس ليرى فيه رأيَه، فأجال فيه النظرَ ووقف على ما فيه من المبتدأ والخبر، ورأى أنَّ حلَّ هذا المشاكل لا يمكن إلاَّ بعرض الدَّعوى على المراجع الإيجابيَّة؛ لأنَّها هي المسؤولة بين يدي الديَّان، وألزم جامع القيمرية بأن يَستحضر شهودًا على دعواه، ليقدِّمها عند اللزوم، وطمأنه أنَّ أولي الأمر لا يتقاعدون عن إغاثته، ولا يتأخَّرون عن تلبية دَعوته، واعِدًا إيَّاه أنَّ الجواب إلى الجلسة الآتية، وكلُّ آتٍ قريب، وانفضَّ المجلس بسلام، وسنوافي القرَّاء بما نَقف عليه في الجلسة الآتية إن شاء الله.

 

ميداني

جادة الدرويشية وجامع الدرويش باشا سنة 1941م

جادة الدرويشية وجامع الدرويش باشا سنة 1941م


لوحة من القيشاني في جامع درويش باشا

لوحة من القيشاني في جامع درويش باشا


محراب السنانية

محراب السنانية


قبة جامع السنانية

قبة جامع السنانية


ساحة جامع السنانية

ساحة جامع السنانية


جامع سنان باشا كما تبدو سكك ترام الميدان سنة 1946م

جامع سنان باشا كما تبدو سكك ترام الميدان سنة 1946م


شارع الملك فيصل – جامع المعلق بالعمارة سنة 1942م

شارع الملك فيصل - جامع المعلق بالعمارة سنة 1942م


[تبرئة بعض ضباط الجيش] [ص2]

ورد في رسالة برقيَّة من نظارة الحربيَّة تبرئة ساحَة البيكباشي حسن آغا، واليوزباشي حسين أفندي، والآلاي أميني شمعي أفندي.

 

[مشكلة الفحم وثمنه وتصرُّف دائرة الحراج السيئ] [ص2]

دائرتان في هذه الحاضرة لم نرَ أسخفَ من أعمالهما: إحداهما دائرة الحراج والثانية نذكرها في فرصة ثانية، فقد سمعناها تشَترط على ملتزمي الفَحم من جبال عجلون أن يحرِقوا اثنين وثلاثين ألف قِنطار، وهم لا يَكتفون بأقل من إحراق مائة ألف قِنطار فيلتزمون على أن يَبيعوا دمشقَ وضواحيها فقط، ثمَّ يصرفون من فحومِهم في صفد وعكا والقدس والناصرة وطبريا وحوران وغيرها؛ بمعنى أنَّهم ملتزمون الثُّلث ويحرقون الثلثين على الأقل على مرأًى من تلك الدائرة ومَسمعها.

 

أمَّا دائرة الحراج فقد اكتفَت من مراقبة أولئك المحتكِرين بإقامة حرسين فارسين، راتب كلٍّ منهما مائتا قرش، ويُطلب منهما أن يَحرسا أرضًا طولها ساعات، ولو أنصفتَ لوضعتَ عشرة حرَّاس راتب كلٍّ منهم ستمائة قِرش على الأقل.

 

وهكذا يضطر هذان الحرسيان بحكم الطَّبيعة أن يتناولا ما تَجود به أكفُّ الملتزمين المحتكرين، وما فَضَل من ملل الالتزام يضيِّعه أولئك المأمورون هنا وهناك، مثل ذاك الكاتب النابلسي الذي دخل في الخدمة فقيرًا فصار بتلاعُبه صاحبَ ألوف من الليرات، جمعها في سنين قَليلة، على حين لا يتجاوز راتبه المئات من القروش، تكاد لا تكفيه طعامًا ومسكنًا.

 

ومن أسخف ما رآه أحدُهم جوابٌ كتبَه ذاك الكاتب على لِسان مفتِّش الحراج الجديد إلى المجلس البلدي هزأَ فيه من دِفاع البلديَّة عن حقوق الأهلين في مسألة الفَحم، وقولها: إنَّ أثمانه أخذَت تضرُّ بالفقير لارتفاعها، ويخشى أن تَبلغ هذا الشتاء نحو ثلاثمائة قرش إذا دام ظُلم المحتكرين وتساهل الحراج معهم على هذا النحو الغريب.

 

قالت دائرة الحراج في جوابها للبلدية:

ودعواكم بأنَّ الفحم سترتفعُ أثمانه هي من الخيالات الواهِية، وما كنَّا نظنها تصدر من دائرة رسميَّة مثلكم، وكان عليكم أن تُقنعوا الأهالي بأنَّ أثمان الفحم لا تتجاوز 160 قرشًا إلخ، هذا مع أنَّ الرسم الذي تَستوفيه تلك الدائرة عن كلِّ قنطار 72 قرشًا، ويكلِّف حرقه 24، ونقله 24، ونقله من المحطة إلى المدينة 20، والنفقات المتفرِّقة 15، فيكون مجموع ما يكلِّف القنطار نحو 155 قرشًا أو نحوها، فكيف لا يُباع الآن بمائة وستين، وغدًا بمئتين، ومائتين وخمسين، وثلاثمائة، والفقير الدِّمشقي يَبتاع الوقود للدفء والطَّبخ وبالقراريط، كما يبتاع الخبزَ أو أغلى.

 

فما قولُ الحكومة فيما تأتيه دائرة الحراج في حاضرة الولاية، من هذه الأعمال البعيدة عن مِحور العقل، المنافِية لمصلحة الولاية، وهي لا تستَحي من الكِتابة هكذا إلى مثل المجلس البلدي، الذي هو ممثِّل الدِّمشقيين عامَّة، وشرفه بشرفهم، أمَّا نحن فنعلم أنَّ الكاتب لهذه السَّخافات هو ذاك المتلاعِب، وليس للمفتش أو غيره أثَر، ومن البلاء أن ينفِّذ صاحبُ الغاية غايتَه من وراء ستار ويكون الموقع غيره.

 

[التبرعات لدار الصنائع] [ص2]

تبرَّعَ نجيب بك سرسق بخمسة وعشرين لِيرة عثمانية لإعانة دار الصنائع في دمشق، وبلغ ما جُمع لهذه الغاية من حاصبيا 1600 قرشًا صحيحًا، ومن بعلبك 672 قرشًا ومن حاصبيا 670 قرشًا، وهذا من أصل مبلغ الألفَي ليرة التي وَعد ناظم باشا بجمعها.

 

[عودة بعض الأفاضل إلى دمشق] [ص3]

عاد إلى الحاضرة شفيق بك القوتلي[11]، وعاد من حلب محمد بشير أفندي القوتلي، وعاد وكيلنا العام شفيق أفندي فاكهاني من رحلته في شمالي سورية، وعاد عبدالله أفندي الكحالة، وقدم من بغداد علي أفندي الخوجة وسعيد أفندي خطيب من فضلائها، وعاد إلى دمشق سليم أفندي هاشم أحد أصحاب المطبعة العلمية.

 

[حوادث] [ص3]

• أُلقي القبضُ على رسلان بن محيي الدِّين بحصَّة لي من محلَّة الشاغور لجرحه كامل بن علي مكاوي من المحلَّة المذكورة.

 

• أُلقي القبضُ على عبدالله بن سليم سمسمة لأخذه ثلاثة ريالات من جيب حسن بن حسين العلي من غباغب.

 

• قُبض على الشقي مصطفى حرحش من محلَّة العمارة المحكوم عليه بمادة هجوم على المخفر، وضرب وجرح.

 

• وقُبض أيضًا على صالح أبو العكاكيز من محلَّة سوقساروجة السارق الشهير المحكوم عليه بثلاث عشرة سرقة، ويبلغ مقدار المدد المحكوم بها عليه مائة وسبعة أشهر، وهو من مظنَّة السوء أودعَت أوراقه إلى العدلية ليطبق عليه قانون المتشرِّدين.

 

[المطالبة بإعطاء الفقير حقه من ماء الفيجة] [ص3]

لمَّا أرادَت الحكومة أن تجرَّ ماء عين الفيجة في قسطل من منبعه إلى دِمشق ليشرب أهلُها ماءً طاهرًا كان من الشروط الكثيرة التي تقرَّرَت، أن لا يُباع هذا الماء للجوامع ولا للكنائس ولا للمدارس ولا لغيرِها من المحالِّ الخاصة، بل أن يكون مباحًا مسبلاً في شوارع دمشق على عامَّة أهلها بالسواءِ، وضُربَت للإنفاق عليه ضريبة قدرها ثلاثة قروش على كلِّ صندوق زيت كاز.

 

وعلى هذا جُلب الماء لا بأموال الدَّماشقة فقط، بل بأموال أهل الولاية قاطِبة، وإن كان ما دفعه أهلُ الملحقات قليلاً بالنسبة لأهل دمشق، وها قد أخذَت الحكومة المحليَّة تُشوِّق الأهلين بعد أن تمَّ جَلب الماء بواسطة مجلس الإدارة والمجلسِ البلدي ولجنة ماء عين الفيجة وبعضِ الذوات - أن يقرِّروا تَحكير هذا الماء لشركة على أن تَبيع المترَ المكعب منه بثلاث ليرات، ونصف [المتر] بمائة وسبعين قرشًا وربع [المتر] بليرة واحدة، على نحو ما ذَكرنا أمس، ولكن تحكير الماء على هذه الصورة ليس من العدل، ولا من المصلحةِ في شيء، وكيف يجوز أن يَجلب الأهالي ماءهم بأموالهم حتى إذا تمَّ الاستقاء منه مجانًا أن يَبيعوه من غيرهم، فيتحكَّم فيهم كما يشاء على هواه، وناهيك بتحكُّم أمثال هذه الشركات ومطامعها الأشعبيَّة (نسبةً لأشعب)، فقد كان ثمن متر الماء في بيروت على أول عَهد جَرِّ ماء نهر الكلب إليها ثلاثَ ليرات، فأصبحَت الشركة تبيعه الآن بستِّ ليرات، ولا يبعد أن تبيعه غدًا بعشر أو أكثر، ولعلَّ شركة ماء عين الفيجة لا تقلُّ عن جارتها جشعًا.

 

يقول القائمون على هذا المشروع: إنَّ النيَّة معقودة أن يُزاد عدد السبلان إلى ثلاثمائة سبيل، بعد أن كانت 175 سبيلاً، وأنَّ هذا القدر من الماء الذي ستحتكره الشركةُ لتبيعه لكل طالب إلى بيته، هو ممَّا يفيض عن السبلان، وما يدرينا غدًا أن لا تُبقي الشركة للسبلان إلاَّ الفائض من الماء؛ أي: أن يبقى لكلِّ سبيل نقاط معدودة لا يَملأ بها المستقي إناءه إلاَّ بشقِّ النفس، وما نظنُّ الحكومة هنا يبلغ بها التوريط أن تفضل مصلحة الفقير في هذا الباب؛ لأنَّ إعطاء الماءِ لشركة ممَّا ينفع الأغنياء فقط، وهم قلائل، ولا يُفيد الفقير بل يضره، وناهيك بأنَّ بيوت الفقراء هي مبعث الأمراض والأدواء، وهم أجدر بالعناية لأنَّهم لا يهتمون بصحَّتهم في مطعمهم ومَشربهم ومَلبسهم عنايةَ أهل السعة واليسار.

 

فإن كان الماء الذي جُلب كثيرًا يفيض عن عدد السبلان التي كانت تقرَّرَت - مع أنَّها قليلة بالنسبة لبيوت المدينة وعددِ سكانها المتزايد كل يوم - فما أحرى الحكومة المحليَّة أن تقضي بزيادة عددِ السبلان، حتى توصِلها إلى خمسمائة أو ستمائة مثلاً؛ بحيث لا تخلو بقعةٌ صغيرة من سبيلٍ لبضعة عشر ساكنًا، وإذا قالت: إنَّ بقاء الماء يحتاج إلى الإنفاق عليه، قلنا لها: إنَّه خيرٌ لدمشق أن ترى ماءَها غيرَ محتكَر، وأن تصرف على بقائه من مالها، بإبقاء رَسم بضع بارات على كلِّ صندوق كاز تنفق منها على ما تَحتاج القساطل والسبلان وغيرها من التصليح كلَّ حين.

 

[عدد المشرَّدين] [ص3]

بلغ عدد المتشرِّدين الذين أُلقي عليهم القبض منذ ابتدئ بتطبيق قانون المتشرِّدين في ولاية سورية إلى الآن مائة وواحدًا.

 

[حث الناس على تنشيط المصنوعات الوطنية] [ص3]

قام جماعةٌ من الساعين في تَرقية المصنوعات الوطنية باجتماعٍ حضره كثيرٌ من أهل هذه الحاضرة، حثُّوا الناسَ على تنشيطها وتحسينها، خَطَب فيه ديمتري أفندي قندلفت، ويحيى كاظم أفندي، وسعيد أفندي الباني، وحسام الدين أفندي العمري، فقُوبلَت خطبهم بتصفيق الاستحسان.

 

الأربعاء 15 أيلول 1909م

[الاعتداء على امرأة في الربوة] [ص2]

أخبرنا نوري بك مدير تحريرات الكرك السابق أنَّه بينا كان مارًّا في طريق الربوة أمام وادي أبي أيوب، شاهد أربعةَ رجال من أهالي المزة أحدهم في حال السُّكر مستلاًّ بيده مسدسًا، والآخر شاهرًا قامة، والآخرين يقودان امرأةً أدخلاها إلى البستان بالرغم منها، وهي تستغيثُ مناديةً أهلَ العرض وأنَّه خاطَر بنفسه، وخلَّص المرأةَ من أيديهم الشريرة في داخل البستان، بعد أن أخذ القامةَ من يد ذلك العاتي، وقد سُلِّمَت إلى الحكومة، وقد أُخبر مخفرُ الربوة ومخفر كيوان لإلقاء القبض عليهم، وقد طلب إلينا أن نطلبَ من رجال الضبط والربط أن يجعلوا في الطريقَ الممتدَّ من الشام إلى تدمر - الذي هو المنتزَّه الوحيد لأهالي هذه الحاضرة وزائريها - أربعةً أو خمسة من الفرسان يجولون في هذا الطريق، دفعًا لمثل هذه الأمور التي تنبو عنها الطِّباعُ السليمة، ويقشعرُّ لها بدَن كلِّ من ذاق طعمَ المدنيَّة؛ لأنَّ مثل ذلك تكرَّر وقوعه في هذا الطريق من أهالي تلك الجهات.

 

[منشور شيخ الإسلام بالطاعة للإمام] [ص2]

ذكرنا أمس أنَّ من جملة المواد التي يدور عليها منشورُ شيخ الإسلام الذي ورد إلى هذه الولاية؛ أنَّ الخلافة انقطعَت من عهد الخلفاء الراشدين، وأنَّ مُلك بني عثمان سَلطنة، وقرأنا بعد ذلك صورةَ هذا المنشور في الجرائد البيروتية، فلم نَرَ ذِكرًا لهذا المعنى الذي تلقَّفناه من فم أحد أصحابنا الذين اجتمعوا ببعض الفقهاء والمشايخ الذين حضروا في محكمة الباب الشرعيَّة ليتبلَّغوا الأمر، والسببُ في هذا الغلط الذي سرى إلينا هو أنَّ الحكومة هنا كما قلنا مرارًا منعَت إعطاءَنا أيَّ خبَر، مع أنَّ الأوامر العالية تقضي بتبليغ كلِّ خبر وشأنٍ للجرائد، حتى لا تقَع في مثل هذه الأغلاط ولا تجسم الأخبار التي قد تبلغها محرَّفة، وكم مرَّة ذهب شقيقُنا أحمد كردعلي أحد محرِّري هذه الجريدة لتناول الأخبار من مصادرها من قلَم الأوراق وغيره من الأقلام، فيسأَل المستخدمين فيقولون له: (أنت ما عندك من الأخبار؟) وسننشر صورةَ المنشور نقلاً عن الجرائد البيروتية.

 

وبعد كتابة ما تقدَّم جاءنا من نائب ولاية سورية السيد محمد رفعت أفندي كتابٌ هذا تعريبه: (إنَّ الفقرةَ التي نشرتموها في عدد 230 من جريدتكم بشأن الخطاب الذي وردَ من مقام المشيخة باللُّغة العربية، ليُتلى على جميع القضاة والمفتين والعلماء والمشايخ الكرام في البلاد الإسلاميَّة، وما ذكرتموه في كيفيَّة قراءة هذا البيان في المحكمة الشرعية قد رأيناه جديرًا بالتصحيح، ولا سيما ما تعلَّق منه بمشروعيَّة الخلافة العثمانيَّة، فقد رأينا أنَّكم نشرتموه على غير ما وردَ فيه صراحة، فعليكم أن تسارِعوا إلى تصحيحه وتنشروا بالحرف البيان المذكور)، وهذا نص المنشور العالي:

﴿ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ﴾ [الفاتحة: 1].

 

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خيرِ خلقه محمدٍ وآله وصحبه أجمعين.

 

وبعد:

فلمَّا قضَت إرادةُ الله تعالى في الأزَل أن تَصلح الأرض للعمران، استخلف في مهابطها الإنسانَ القادر على تدبُّر أموره الشخصيَّة والاجتماعية بعقله الذي وهبَه إيَّاه، كما دلَّ عليه قوله تعالى: ﴿ وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلَائِفَ الْأَرْضِ ﴾ [الأنعام: 165]؛ الآية، وجعل ما تحتويه أرضُه التي تقلُّه وسماؤه التي تظلُّه خاضعًا لمنافعه، كما قال جلَّ مِن قائل: ﴿ وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ﴾ [الجاثية: 13]؛ الآية، وجعله مكلَّفًا؛ لأنَّه ذو عقل وإرادة، وهما قوَّتان فعَّالتان يقدر بهما أن يَستعمل القوى الطبيعيَّة لقضاء حاجاته، وتحسينِ أعماله في حياته الدنيا، ولكن أعماله مُرتبطة بأعمال غيره، لا يستطيع أن يأتي نظمُها ما لم تتحِد الآمال وتتبادل المنافِع، فقد علِم الله تعالى أنَّ الإنسان أُلعوبة لهوى نفسه الأمَّارةِ، لا يتخلَّص من أشراكها التي نصبتها له بالسَّهل، وأنَّ العقل الابتدائي قاصرٌ عن استنباط الشرائع الكافِلَة لسعادة البشَر، فأرسل بفضله أنبياءه يوضحون له أحكامَ المصالح العامَّة، وقواعدها التي يعجز العقلُ الابتدائي وحده عن استنباطها، ويعلِّمونه أنَّ السعادة كل السعادة في الإيمان واتِّباع طريق العقل، وقد تمَّت حجَّة الله البالِغة، وظهرَت حكمة التكليف، فالحائدون بعد ذلك عن المنهاج المستقيم الذي أضاءه لهم الهادي الأمينُ مطرودون من رحمته، ومبعدون عن دائرة الهدى، كما وصفهم تعالى بقوله: ﴿ صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَعْقِلُونَ ﴾ [البقرة: 171]؛ الآية، نعم قد تمَّت حجَّةُ الله بخلقه العقولَ فينا وإرساله الأنبياءَ الهادين إلينا؛ فإن ضلَلنا بعد ذلك كنَّا من الظالمين، ومن هنا يُعلم السرُّ في اتِّفاق الأمَّة على أنَّ إصلاح العالَم ليس بواجبٍ على الله، وتقريرهم أنَّ نصب الإمام واجبٌ على الأمَّة، ولما كانت المطالب الاجتماعية ممَّا لا يكلَّف به الواحد المعيَّن، بل الجماعات كما دلَّت عليه صدورُ بعض الآيات القرآنية كقوله تعالى: ﴿ يَاأَيُّهَا النَّاسُ ﴾ [البقرة: 21]، ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ﴾ [البقرة: 104]؛ الآية، فلا تصحُّ الإمامةُ التي هي من أهمِّها إلاَّ بالبيعة الشرعيَّة العامة، وبيعة الناس لرئيس حكومتهم بالطوع والرِّضا مشروطٌ صحَّتها بتمسك ذلك الرئيس بحبل الله المتين، واتِّباع شرائعه وقوانين عباده المرعيَّة، مما يدلُّ على أنَّ كل أحد من المسلمين مكلَّف بمراقبة ما يأتيه ومسؤول عن حكومته، يجب عليه أن يشرئبَّ إلى استطلاع أعمال رجالها ويراقبهم، حتى إذا رأى معروفًا قد غفلوا عنه ذكَّرهم به، أو منكرًا - كاستعمال نفوذهم خلاف الشرائع الربانية ومنافع العباد - نهى عنه وَفق وصفه تعالى في قوله: ﴿ كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ ﴾ [آل عمران: 110]؛ الآية، وحديث نبيِّه الكريم صلى الله عليه وسلم: ((كلُّكم راعٍ، وكلُّكم مسؤول عن رعيَّته))؛ الحديث.

 

[حوادث] [ص3]

• أُمسك محمد ابن الشيخ عبدالله توكلنا من محلَّة العمارة؛ لضربه وجرحه مصطفى بن محيي الدين أوطه باشي من المحلَّة المذكورة، وبعد تسليمه لغَفر الجندرمة المستخدم في المخفر المذكور ونفرين عسكر، ولمَّا وصل إلى قرب المناخلية فرَّ هاربًا من العسكر.

 

• وقُبض على أحمد بن محمد بذق من قرية الناعورة لتجاسره على سرقة خمس مخمسات، وريال مجيدي واثني عشر قرشًا كانت في صندوق عبدالغني بن عبدالفتاح من محلَّة الصالحيَّة، ولدى البحث عن السارق وُجد معه مقدار من المسروقات.

 

• وقُبض على محمد بن أمين الخوام من محلَّة قبر عاتكة لضربه وجرحه أخيه طالب.

 

[آراء الصحافة العثمانية في تهمة صاحب المقتبس بالارتجاع (الرجعية)] [ص3]

قالَت (الرقيب البغدادية) تحت عنوان المؤمن مبتلًى: فلا غرو بعد معرفة هذه الأحوال وتعلُّقها أن وَشى بعضُ الفسقة الفجرَة برصيفنا الحرِّ الفاضِل الشيخ محمد كردعلي صاحب المقتبس الأغر في دمشق الشام، بأنَّه والعياذ بالله (مثلهم) ارتجاعيٌّ حتى آل الأمرُ إلى تفتيش بيته ومطبعته، فأظهر الله الحقَّ وأزهق الباطلَ، فترانا لا نلوم الواشي لما قدمناه من البحث، بل نلوم حضرةَ ناظم باشا على تصديقهم، والأخذِ بقولهم بناءً على قول القائل: فلا تلم الواشي ولُمْ من أطاعه، كيفَ صدَّقهم بعد علمه بأنَّه لولا عطفه عليه، وتنبيهه إيَّاه في ذلك الزمن لكان رصيفنا المومأ إليه ملقًى في أعماق السجون؛ فإنَّه لمَّا ورده الخبر بإلقاء القبض عليه أو عزلِه قبل يوم بأن يجمع أوراقه ويغادر دمشق، فامتثلَ وسافر إلى (حمى الأحرار وقتئذ) مصر، ونجا من شر الأشرار المستبدِّين بفضله، وعموم الأحرار يعدُّون هذه المأثرة لحضرة هذا الوزير في أول صحائف أعماله، ولعلَّه لا يضره بعدها مهما عمِل، فلا ندري ما عدا ممَّا بدا، والناظم هو ذلك الناظم وصاحب المقتبس هو ذلك الرجل الحرُّ، ولعلَّه إنَّما فعل ما فعله قطعًا لألسنة أولئك الوشاة لعلمِه اليقين ببراءة ساحَة هذا الحرِّ الفاضل، الذي يَشهد الله وملائكتُه وخلقه على أنَّه من أشد الأحرار مقاومةً للاستبداد وذويه، والحمد لله على ما حصل من ظهور نجاته وصِدقه وإخلاصه، وخيانةِ وحماقة مَن سعى به، ويمكننا أن نطلب التنازلَ من الرصيف المومأ إليه للتأسِّي.

 

فقد تجاسر الوالي يومئذٍ ناظم باشا على الأمر بتوقيفنا 16 ساعة وتوقيف الحرِّ الفاضل شاعر العراق معروف أفندي الرصافي 25 ساعة يوم الهيجان الذي صار بإيعاز حِزب التقهقُر ومجيء الاستبداد يوم 17 رمضان.

 

[ص3]

اليوم أول رمضان المبارَك أعاده الله على المسلمين بالهَناء.

 


[1] المجلس الإداري للولاية: هو ديوان الولاية، يضمُّ الوالي والدفتردار والقاضي والمفتي، ونقيب الأشراف، وآغا الإنكشارية، ونقيب التجَّار (الشهبندر)، والمكتوبجي، وعددًا من أعيان البلد وعلمائها. ويتمُّ في اجتماع المجلس مناقشة الأمور والقضايا المتعلِّقة بالولاية، وتقديم المشورة في الأمور الهامَّة، مثل فَرض الضرائب، والنظر في الشؤون المالية والإداريَّة والقضائية للولاية، ويتم إرسال تقارير في نهاية السنة للآستانة حول مجريات أعمال هذا المجلس؛ (تاريخ دمشق في عهد السلطان العثماني عبدالحميد، ص190 - 192).

[2] المجلس البلدي: تمَّ تشكيل هذا المجلس سنة 1288هـ/ 1871م للنظر في الأمور البلديَّة في المدينة، وقد تألَّف من رئيس ومعاون وستَّة أعضاء أساسيين وأعضاء استشاريين: طبيب ومهندس، ومأمور المعيشة ومأمور التفتيش، وكاتب وأمين صندوق، وعضوين من غير المسلمين، والأعضاء ينتخبون انتخابًا؛ (تاريخ دمشق في عهد السلطان عبدالحميد، ص200 - 201).

[3] لجنة مياه عَين الفيجة: تتألَّف من رئيس البلديَّة وعضو من البلدية، ورئيس مهندسي المصالح الفنيَّة في البلدية، ورئيس مهندسي النافعة، ورئيس محاسبة الحكومة، ورئيس غرفة التجارة بدمشق، وعضو من غرفة التجارة بدمشق، وثمانية أَعضاء منتخَبين من جمعيَّة ملاَّكي الماء بدمشق؛ (وللتوسع انظر كتاب: مياه عين الفيجة بدمشق الصادر سنة 1947م).

[4] هو حسين ناظم باشا.

[5] عين الكرش: حيٌّ كبير إلى الشمال الغربي من سوق ساروجة، وإلى الجنوب الشرقي من شارع بغداد، سمِّي نسبةً إلى نبعة ماء تسمَّى عين الكرش، وهذه العين كانت تصل إلى الحيِّ من مكان نَبعها جنوبي المدرسة الحافظيَّة تحت نهر ثورا، وزالت العين، وكان الماء الخارج منها يجري في قَناة سمِّيَت نهر عين الكرش، وكان الحيُّ في الأصل بساتين، وزالت هذه البساتين في النِّصف الأول من القرن العشرين وتحولَت إلى أحياء سكنية وشوارع؛ (معالم دمشق التاريخية؛ للإيبش والشهابي 418).

[6] تقدمَت ترجمته والتعريف بالمدرسة العثمانية.

[7] جامع القيمرية: أو المدرسة القيمرية الكبرى، لا يزال بناؤها قائمًا في سوق القيمرية، المعروف قديمًا بالحريميين، أنشأها الأمير ناصر الدِّين الحسين بن عبدالعزيز القيمري سنة 650هـ، وتعرف الآن بمدرسة القطاط؛ (معجم دمشق التاريخي 2/ 206).

[8] جامع الدرويشية: بمحلة الدرويشية، شيَّده والي دمشق العثماني درويش باشا، سنة 982هـ، إلى جانب مجموعة عمرانية تضم مكتبًا (مدرسة) ومدفنًا وسبيل ماء؛ (معجم دمشق التاريخي 1/ 120).

[9] جامع السنانية: في ساحة باب الجابية، شيده الوالي العثماني سنان باشا، ومعه مجموعة عمرانيَّة تشمل حمامًا وسوقًا ومقهًى ومدرسة سنة 999هـ، وأُقيم هذا المسجد مكان مسجد قديم يُعرف بمسجد البصل؛ (معجم دمشق التاريخي 1/ 122).

[10] جامع المعلق: لا يزال قرب الطرف الغربي لشارع الملك فيصل، بمنطقة بين الحواصل بين بابَي الفرج والفراديس، يُنسب بناؤه إلى بردبك الأشرفي إينال، في العهد المملوكي سنة 862هـ، وجدِّد بناء رأس مئذنته عند إصابتها بصاعقة سنة 1058هـ، ثمَّ جدِّدَت سنة 1085هـ، وسكنه اللاجِئون الفلسطينيُّون فترة، وجدِّد الجامع أيضًا سنة 1987م، ويعرف الجامع بالمعلَّق؛ لأنَّه معلَّق على نهر بردى ويُصعد إليه بدرجات؛ (معجم دمشق التاريخي 1/ 134).

[11] محمد شفيق بن حسن محمد القوتلي: من الأعيان، عضو مجلس إدارة الولاية، خلف والده في رئاسة التجار، ثمَّ انتُخب عضوًا في مجلس المبعوثان (الأمة)، توفِّي سنة 1340هـ/ 1921م؛ (منتخبات التواريخ لدمشق 2/ 861).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • حوادث دمشق اليومية (6)
  • حوادث دمشق اليومية (5)
  • حوادث دمشق اليومية (7)
  • حوادث دمشق اليومية (8)
  • حوادث دمشق اليومية (9)
  • حوادث دمشق اليومية (10)
  • حوادث دمشق اليومية (12)
  • حوادث دمشق اليومية (13)
  • حوادث دمشق اليومية (14)

مختارات من الشبكة

  • حوادث دمشق اليومية (4)(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • حوادث دمشق اليومية (3)(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • حوادث دمشق اليومية (2)(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • حوادث دمشق اليومية (1)(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • الإيمان وأثره في الوقاية من حوادث السير(مقالة - آفاق الشريعة)
  • مخطوطة مرآة الجنان وعبرة اليقظان في معرفة حوادث الزمان(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • أحكام حوادث الطائرات في الفقه الإسلامي(رسالة علمية - مكتبة الألوكة)
  • مخطوطة حوادث الدهور(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • صياغة شرعية لأحكام ضمان المتلفات في حوادث السير(مقالة - موقع الشيخ عبدالله بن محمد بن سعد آل خنين)
  • مخطوطة العقيق اليماني في حوادث ووفيات المخلاف السليماني(مخطوط - مكتبة الألوكة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • ختام ناجح للمسابقة الإسلامية السنوية للطلاب في ألبانيا
  • ندوة تثقيفية في مدينة تيرانا تجهز الحجاج لأداء مناسك الحج
  • مسجد كندي يقترب من نيل الاعتراف به موقعا تراثيا في أوتاوا
  • دفعة جديدة من خريجي برامج الدراسات الإسلامية في أستراليا
  • حجاج القرم يستعدون لرحلتهم المقدسة بندوة تثقيفية شاملة
  • مشروع مركز إسلامي في مونكتون يقترب من الانطلاق في 2025
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 25/11/1446هـ - الساعة: 8:19
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب