سمات الشخصية اليهودية الإسرائيلية

سمات الشخصية اليهودية الإسرائيلية

تتكون الشخصية اليهودية الإسرائيلية من مزيج من العناصر الدينية والتوراتية، والتراثية، والأساطيرية (بعض الأساطير والروايات التي ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالتاريخ العبراني)، علاوة على العناصر المكتسبة من الحضارات التي عاش في ظلالها اليهود، سواء كانت المجتمعات العربية أو المجتمعات الغربية التي كان لها عظيم الأثر على نفوس الجماعات اليهودية التي عاشت في ظلالها؛ فلقد تأثَّروا بالفكر الغربي من الليبرالية، والعلمانية، والقومية... إلخ، وفي ضوء ذلك يتضح لنا مدى الحاجة إلى التعرف على سمات الشخصية اليهودية الإسرائيلية، والتي يمكن إجمال أبرزها في الآتي:

• الاستعلائية: تُعتبر صفة الاستعلاء من أبرز سمات الشخصية اليهودية الإسرائيلية، والتي ترتب عليها العديد من الصفات التابعة، فاعتقاد اليهودي بالتفوق والتميز، وبأنه شعب الله المختار، وبأنهم أحباؤه وخاصته، وبأن كل ما غير يهودي (الأغيار) خُلقوا لخدمتهم، وسُخِّروا لهم كالبهائم، واعتقادهم بأنه الجنس السامي الوحيد، جعلهم يَستعلون على الآخر سواء كان مسيحيًّا أو مسلمًا، وسواء كان أوربيًّا أو أمريكيًّا أو عربيًّا، فالكل سواء ما دام غير يهودي، وهذه النظرة الاستعلائية جعلتهم مغرورين، ومُنعزِلين عن غيرهم، وقد اشتهر اليهود بالغرور والكبر، والميل إلى الانعزال في وسط كل المجتمعات التي عاشوا في ظلالها؛ حتى عُرف عنهم ما سُمي بالجيتو اليهودي.

• التعقيد السلبي: يعدُّ التعقيد سِمة أساسية من سمات الشخصية اليهودية الإسرائيلية التي تكوَّنت من مزيج من العناصر الدينية والتوراتية، والتراثية، والأساطيرية (بعض الأساطير والروايات التي ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالتاريخ العبراني)، علاوة على العناصر المكتسبة من الحضارات التي عاش في ظلالها اليهود، سواء كانت المجتمعات العربية أو المجتمعات الغربية التي كان لها عظيم الأثر على نفوس الجماعات اليهودية التي عاشَت في ظلالها، فلقد تأثَّروا بالفكر الغربي من الليبرالية، والعلمانية، والقومية... إلخ، هذا علاوة على أن هذه المصادر مقسَّمة ومتشعِّبة؛ فمثلاً المصدر الديني مقسَّم إلى التوراة، والتلمود، وغيرها من الكتب الدينية أو التي صار لها قداسة مثل التوراة، وأيضًا الحضارة الغربية ليست كلها في رابطة واحدة، فلكل بلد أوروبي حضارته المميزة له عن الآخر، ويُضاف للعناصر السابقة التي ساهمت في تعقيد تلك الشخصيةِ عنصرُ السمات المكتسبة من المرحلة الإسرائيلية؛ أي: خبرة هؤلاء اليهود الذين يعيشون في إسرائيل، خلال الستِّين عامًا من حروب ومفاوضات، وغيرها، ويظهر التعقيد السلبي في الشخصية اليهودية الإسرائيلية في مواقف كثيره؛ منها:

الموقف الأول: التمييز: ويُصوَّر هذا الموقف - كما جاء في التوراة على حد زعمهم - بأن اليهود مميزون عن كافة أجناس العالم، وبأنهم شعب الله المختار، فكيف يتقابَل ذلك مع أفكار الثورة الفرنسية التي كان شعارها: "الحرية، والإخاء، والمساواة"؟ كيف يؤمِن بالمُساواة وهو مؤمن بأنه مُختلف ومتميِّز؟

الموقف الثاني: الدين والعلمانية: ويصور هذا الموقف - كما جاء في التوراة على حد زعمهم - إيمان اليهودي بأن الإله معه دائمًا، يُحارب معه، ويفكِّر ويعيش معه، فكيف يتقبَّل ذلك مع العلمانية التي تدعو إلى فصل الدين عن الدولة؟

• العدوانية: تتَّصف الشخصية اليهودية الإسرائيلية بالعدوانية والميل للعنف، لا سيما مع غير اليهودي، الذين يُسمون الأغيار (غير اليهودي)، فهو لا يستحقُّ إلا العنف؛ لأنه مخلوق لخدمة اليهود، وهم يؤمنون بأن القوة وحدها هي التي تؤمِّن وجودهم وبقاءهم؛ ولذا يَحرصون أن يمتلكوا كل أشكال القوة، سواء أكانت ناعِمة مثل القوة الدبلوماسية، أو الصلدة مثل القوة الاقتصادية والعسكرية، ويركِّزون على تفوقهم النوعي والكمي في التكنولوجيا العسكرية، وتعتبر القوة والحل العسكري الحل الأمثل لحل أي نزاع، كما أنهم لا يحترمون أي مواثيق أو أعراف أو قرارات دولية أو أممية، لا فيما يتعلق بالإنسان سواء كان مدنيًّا أو امرأة أو طفلاً أو شيخًا مسنًّا، ولا ينجو من بطشهم وغِلاظة قلوبهم حتى الحيوان والنبات، وللأسف أن هذا الميل للعنف ناتج عن الأساطير التي دائمًا ما نُسجت عن اليهودي بأنه البطل الذي يُبيد كل شيء على بكرة أبيه بمُجرد أن تَطأه أقدامه، فللأسف أن العهد القديم في كل الأسفار تقريبًا لا يخلو من سرد قصص هجوم اليهود على مدن وإبادتها على بكرة أبيها لا يبقون فيها لا طيرًا، ولا نباتًا ولا حيوانًا ولا إنسانًا، فكل ما هو غير يهودي هذا مصيره الذي يرضاه الإله - تعالى الله عما يصفون.

• التطرف: يميل اليهود للتطرف في كل شيء؛ فلا يوجد وسطية في الشخصية اليهودية في كل شيء، حتى الاتجاه أو الرأي، فينقسم اليهود إما متطرفون في الإلحاد؛ فمنهم من بالغ في إلحاده إلى أن قالوا: إن الإله دائمًا ما يتخلى عنا، وقد تَرَكنا نُعاني ويلات الاضطهاد والتعذيب والتِّيه، فإن الإله قد مات - تعالى رب العزة عما يصفون - ومنهم مَن يُغالي في التدين حتى إنهم يتمسَّكون بحروف التوراة ولو خالف هذا مصالح إسرائيل على أرض الواقع.

• التناقُض: تعتبر الشخصية اليهودية شخصية شديدة التناقُض؛ فهي تجمع بين الشعور بالتميز والاستعلاء والتفوق والعبقرية، وفي نفس الوقت تَشعر بالضعف والمهانة والمذلة وكراهية النفس واحتقار الذات، تجمع بين الإيمان بقوتها الخارقة والجبن الشديد، ولعل ذلك يرجع إلى الأسباب الآتية:

• إدراك الشخصية اليهودية ما لديها من عناصر جبن وخوف؛ لذا كثيرًا ما تبني الأساطير والروايات الوهمية عن البطولات الأسطورية لقادة يهود.

• وجود تناقض بين الواقع الذي عاشه اليهود وبين الأساطير التي وردَت بكتُبِهم المقدَّسة، وهذا التناقُض يبدو بوضوح في موقفين:

الأول: والذي يصوِّر اليهودي بأنه العبقري الوحيد المتفوِّق، في حين يُلاحظ في الواقع كم العلماء العرب والأوربيين.

الثاني: والذي يصوِّر اليهود بأنهم شعب الله المختار، والواقع أنهم عاشوا مضطهدين، مشتتين، لا وطن لهم، هذا التناقُض بين الأساطير التي يُربى وتؤثر وتشكل شخصية اليهود، وتجارب الواقع، تجعل في شخصيته خللاً وتناقضًا.

• الشخصية اليهودية مغلولة: الشخصية اليهودية هي شخصية يَستعبدها المال، وتُكبِّلها الشائعات، وتَخنقها الأساطير، ويُغلِّلها الحقد، ومن هنا إطلاقة تسمية الشخصية المغلولة.