• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    المرأة في القرآن (1)
    قاسم عاشور
  •  
    ملخص من شرح كتاب الحج (11)
    يحيى بن إبراهيم الشيخي
  •  
    الإنصاف من صفات الكرام ذوي الذمم والهمم
    د. ضياء الدين عبدالله الصالح
  •  
    الأسوة الحسنة
    نورة سليمان عبدالله
  •  
    أحكام المغالبات
    الشيخ عبدالله بن جار الله آل جار الله
  •  
    تفسير: (ذلك جزيناهم بما كفروا وهل نجازي إلا ...
    تفسير القرآن الكريم
  •  
    تخريج حديث: الاستطابة
    الشيخ محمد طه شعبان
  •  
    ثمرات الإيمان بالقدر
    تركي بن إبراهيم الخنيزان
  •  
    العشر وصلت... مستعد للتغيير؟
    محمد أبو عطية
  •  
    قصة موسى وملك الموت (خطبة)
    د. محمود بن أحمد الدوسري
  •  
    من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: (الشاكر، ...
    فهد بن عبدالعزيز عبدالله الشويرخ
  •  
    وقفات مع القدوم إلى الله (12)
    د. عبدالسلام حمود غالب
  •  
    تلك الوسائل!
    التجاني صلاح عبدالله المبارك
  •  
    حقوق المسنين (2)
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    تعوذوا بالله من أربع (خطبة)
    عبدالله بن عبده نعمان العواضي
  •  
    حكم المبيت بالمخيمات بعد طواف الوداع
    د. محمد بن علي اليحيى
شبكة الألوكة / ثقافة ومعرفة / التاريخ والتراجم / تاريخ
علامة باركود

الشتات الطويل

الشتات الطويل
اللواء المهندس أحمد عبدالوهاب علي

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 16/9/2014 ميلادي - 21/11/1435 هجري

الزيارات: 6471

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الشتات الطويل


"رجعت اليهودية والسامرة وأدوم إلى أيدي الحكام الرومان، وكفَّت أورشليم عن أن تكون عاصمة للإقليم (فلسطين) الذي صار يحكم من قصر (هيرودس) في قيصرية.


لقد تتابع الحكام الرُّومان على فلسطين، وكان همهم استتباب الأمن والنظام الذي كان يتعرض للاضطراب، فلقد احتكر الرومان اليهود لشكهم وحيرتهم، ووجد اليهود أن الرومان يحقرون عقيدتهم باستمرار، وبدأت حوادث الإثارة والشغْب ومن بينها السَّطوُ على أحد صغار الموظفين بجوار إحدى القرى، فما كان من الرومان إلا أن عاقبوا القريةَ بأكملها.


وفي أثناء ذلك مزَّق أحد الجنود صفحة من التوراة، وعندئذٍ انقلب حادث الأمن هذا إلى غضبة دينية.


ولقد أرسلت روما الحكامَ الواحد تلو الآخر حتى كان (جسيوس قلورس) الذي أثارت قسوته وجشعه كلَّ يهودي، ولم تكن استجابته إزاءَ ذلك إلا مزيدًا من القسوة والعنف، وفي مدة حكمه (64 – 66م) ذهب بالشعب إلى نقطة اللَّاعودة، فاستولى المتطرفون من اليهود على الهيكل، وأوقفوا الذبائح اليومية التي كانت تُقدَّم باسم الإمبراطور.


وعندما فشلت قوات الحاكم في استعادة النظام، فإن مبعوث روما في سوريَّا تحرك جنوبًا بجيش قِوامه 30 ألف مقاتل، وبعد نجاح أَوَّليٍّ في الجليل بدأ الزحف جنوبًا، إلا أن الشتاء أتعبه فاضطر للانسحاب بعد أن هُزِم في الوِديان الضيقة بين أورشليم والسهل الساحلي، وفي فبراير 67 جاء إلى اليهودية جنديٌّ خبير في شخص (فسبا شيان)، واستمر لمدة عامٍّ يبسط نفوذ روما على الإقليم، وكان على وشك الزحف على أورشليم في صيف 68 إلا أن انتحار الإمبراطور (نيرون) شغله بأمور أخرى، فقد حاول أربعة من القواد تولي السلطة في روما، ولكن في يونيه 69 ظهر واضحًا أن (فسبا شيان) قد لقِيَ القبول وصار هو الإمبراطور؛ ولهذا ترك الحرب ضد اليهودية، وعهد بذلك إلى ابنه (تيطس) الذي قضى بقية العام في تجنيد 65 ألف مقاتل، وفي 10 مايو 70 حوصرت أورشليم، ووقف (تيطس) أمام حوائط الهيكل، ووجَّه نداءً إلى الثوار يدعوهم إلى الاستسلام، ولكنهم رفضوا، ومع ذلك فقد حاول إنقاذ الهيكل من التدمير إلا أن جهوده ذهبت سدًى، وفي 29 أغسطس تم تدميره بعد أنِ التهمتْه النيران.


ولقد بقيت بعض جيوب المقاومة بين الخرائب والأطلال حتى 26 سبتمبر، وأخيرًا استسلمت أورشليم كلُّها بعد حصار دام 139 يومًا.


وفي 16 أبريل 73 قضي على آخرِ الثوار حين استسلمت آخرُ ثلاث قِلاعٍ كانت بأيديهم، ولقد بيع آلافُ اليهود عبيدًا في الإمبراطورية الرومانيَّة، بينما هرَبَ من استطاع منهم إلى أماكن متفرقة.


وقرب نهاية عهد الإمبراطور تراجان (98 - 117م) قام بإحدى الغزوات في أجزاء من الإمبراطورية الفارسية، وعندما عبر الفُرات، فإن يهود بابل وقد أثارهم رؤيةُ جيوش الرومان فإنهم ثاروا خلفَه يريدون الانتقامَ لهدم الهيكل وخراب أورشليم، كما دعوا طوائف أخرى غيرهم إلى الثورة ضد الرومان، ومضى وقت طويل قبل أن يعود الهدوء.


ولما خلف (هادريان) (117 - 138 م) (تراجان) فإنه أثار اليهود في أنحاء الإمبراطورية، حين أقام معبدًا رومانيًّا للإله (جوبير) على أنقاض الهيكل، وبدأت القلاقل من جديد.


وأخيرًا اقتنع الإمبراطور أن دين اليهودية هو عدوُّه الأخير، وأن الأقلية اليهودية هي مصدر القلاقل والاضطراب؛ ولذلك قرر مَحْوَ اليهودية كعقيدة، وأبطل الختان، وممارسة أيٍّ من الشعائر الدينية.


وكانت النتيجة الطبيعية هي زيادةَ القلاقل، وقاد الرِّبيُّون الثورة كخلفاء للفريسيين، وقد قيل: إن شيخهم المعمر (إكيبا) الذي ناهز التسعين عامًا في ذلك الوقت كان المحركَ الحقيقي لتلك الثورة التي تولى قيادتها العسكرية (باركوشبا) الذي دُعِيَ: المسيح المنتظر، وازدادت ثورة الشعب إلا أن مقاومته كانت يائسة.


وكما حدث في الماضي فإن طبيعة الإقليم ساعدت في الفترة الأولى على تحقيق بعض الانتصارات المتوالية على القوات الرومانية، إلا أن الثوار أُجبِروا في النهاية على الحصار داخل قلعة (بيثار) في جنوب أورشليم لمدة عامين.


وعندما قضى عليهم نهائيًّا، فإن كلمتَي: (اليهودية، وأورشليم) قد مُحِيتا تمامًا من القاموس الروماني، وأعيد تسميةُ الإقليم باسم: فلسطين، وأقيمت عاصمتُه (إيليا) (كابيتالينا) على أنقاض أورشليم وحُرِّم دخولها على اليهود[1].


ذلك هو التاريخ الإسرائيلي بفلسطين، وتلك هي خطوطه الدقيقة.


والحق أن الإنسان لَيعجبُ حين يجد الإسرائيليين يتكلمون عن مملكتهم القديمة في فلسطين، أيُّ مملكةٍ هذه؟ بل أي ممالك وملوك كانوا؟!


لقد تكلمت الأسفار عن مملكة الإسرائيليين وملوكهم، فعرفنا من المآسي والمخازي ما يَندَى له الجبين.


فلقد كانت مملكة: فوضى واضطراب، قتل ودماء، وغدر ومظالم، جنس وتهتك ورذيلة، وأسوأ من ذلك كله ما اصطبغت به في أغلب عهدها من وثنيَّة وكفر وانحطاط في العقيدة.


ولقد ظهر أمامنا الملوك الإسرائيليون، وخاصَّةً القُدامَى منهم الذين أسسوا المملكة، وتلقوا وحي الله، وهم على هيئة: قادة عصابات، وقطاع طرق، أهل نزوة وسكر وعربدة، عملاء ومأجورين، معتوهين ومجانين، بل وكفرة مرتدين... و...، وماذا تُقدِّم مملكة الفوضى والاضطراب لركب الإنسانية السائر عبر التاريخ في طريق التقدم والحضارة؟!


اسألوهم إن كانوا ينطقون!


لقد جعل الإسرائيليون أنفسهم عبئًا على الإنسانية؛ بسبب ما يمثله الفكر الإسرائيلي من استعلاء وتعصب وانغلاق، ونتج عن ذلك ما جلبوه على أنفسهم، بل وعلى غيرهم، من المآسي والكوارث.


لقد تكفل الفيلسوف والمؤرخ الفرنسي (جوستاف لوبون) برسم الصورة العامة للإسرائيليين وتاريخهم بفلسطين، وذلك في الفصل الذي اختصهم به في كتابه: (الحضارات الأولى) حين قال[2]:

"لم يجاوز قدماء الإسرائيليين أطوار الحضارة السُّفْلَى التي لا تكاد تميز من طور الوحشية، وعندما خرج هؤلاء البدَويون الذين لا أثر للثقافة فيهم من باديتهم ليستقروا بفلسطين، وجدوا أنفسهم أمام أمم قوية متمدنة منذ زمن طويل، فكان أمرهم كأمر جميع العروق الدنيا التي تكون في أحوال مماثلةٍ، فلم يقتبسوا من تلك الأمم العُليا سوى أخس ما في حضارتها؛ أي: لم يقتبسوا غير عيوبها وعاداتها الضارية، ودعارتها وخرافاتها، فقرَّبوا لجميع آلهة آسية، قرَّبوا لـ(عشتروت) ولـ(بعل) ولـ(مولك) من القَرابين ما هو أكثر جدًّا مما قرَّبوه لإله قبيلتهم.


وكانوا يعبدون عجولاً معدنيَّةً، وكانوا يضعون أبناءهم في زرعان محمَّرة من نار (مولك)، وكانوا يحملون نساءهم على البغاء المقدس في المشارف.


وأثبت الإسرائيليون عجزَهم التام العجيب عن الإتيان بأدنى تقدُّم في الحضارة التي اقتبسوا أحطَّ عناصرها.


والإسرائيليون بعد أن جمعوا ثروات وفق غرائزهم التجارية القوية لم يجدوا بينهم بنَّائين، و متفنِّنِين قادرين على شيد مبانٍ وقصورٍ، فاضطروا إلى الاستعانة على ذلك بجيرانهم (الفينيقيين) على الخصوص، كما تدل عليه التوراة.


والإسرائيليون قد اقتصرت معارفهم على تربية السوائم، وعلى فلح الأرض، وعلى التجارة بوجه خاص، وما كان فلاح الإسرائيليين ليدوم غير هنيهة مع ذلك، فقد أسفرت غرائزهم في النهب والسلب، وقد أسفر تعصبهم عن عدم احتمال جميع جيرانهم لهم، فلم يشقَّ على هؤلاء الجيران أن يَستعبِدوهم.


وإذا كان بنو إسرائيل متمردين على الفنون تمردًا مطلقًا، ولم يكن لهم غير ميل هزيل إلى حياة المدن، فإنهم لم يقيموا معابد وقصور إلا عن غرور، والذي كان بنو إسرائيل يفضلونه بعد الذبح والتقتيل هو السكون تحت شجرِ العنب والتين، على حسب تعبيرهم.


وكان بنو إسرائيل أقل من أمة حتى زمن (شاول)، كانوا أخلاطًا من عصابات جامحة، تقوم حياتها على الغزو والفتح، وانتهاب القرى الصغيرة حيث تقضي عيشًا رغيدًا دفعة واحدة في بضعة أيام، فإذا مضت هذه الأيام القليلة عادت إلى حياة التيه والبؤس.


وهناك عدد غير قليل من الأقوام الصغيرة كـ(الأدوميين)، و(العمونيين) و(الإسماعيليين) يرجعون أصلهم إلى إبراهيم، ويزعم العبريون أنهم وحدهم ذرية إبراهيم الشرعيون مع اعترافهم بقرابة الآخرين لهم.


وقد ظلَّ الإسرائيليون حتى آخر مرحلة من تاريخهم في أدنى درجة من الحضارة قريبين من دور التوحش الخالص.


ولم يجاوز الإسرائيليون طبائع أمم الزراع والرعاة إلا قليلاً جدًّا، وخضَع الإسرائيليون لنظام رعائي، ولم يكادوا يدخلون دائرة التطور الاجتماعي.


وإذًا لم تخرج الصناعة في بلاد اليهودية عن أدنى الأطوار البدائية، أمكننا أن نُبصِرَ من ذلك حال الفنون في تلك البلاد، أو عدم وجود هذه الفنون فيها على الأصح؛ لما كان من عدم وجود أي شيء يتجلى فيه ذلك هنا لك.


ولا تجد شعبًا عُطِّل من الذوق الفني كما عُطِّل بنو إسرائيل.


إذًا لا ينبغي أن نتحدث عن وجود شيء من فن النحت أو التصوير لدى بني إسرائيل، وقل مثل هذا عن فن البناء عندهم، فانظر إلى هيكلهم المشهور (هيكل سليمان) الذي نشر حوله الكثير من الأبحاث المملة، تجدْه بناءً أقيم على الطِّراز الآشوري المصري من قبل بنَّائين من الأجانب كما تدل عليه التوراة، ولم تكن قصورُ ذلك الملك غير نسخ دنيئة من القصور المصرية أو الآشورية.


ولم يمارِس العبريون من الفنون الجميلة سوى الموسيقا، التي هي فن جميع الشعوب البدائية، وكانوا شديدي الحب لها، فيمزجون بها ملاذهم وتمريناتهم العسكرية وأعيادهم الدينية.


وعلى ما كان من ممارسة بني إسرائيل للحرب باستمرار، لم تصبح الحرب فنًّا ولا علمًا عندهم، فكانت تعوزُهم التعبئةُ، وما كان ليُكتَبَ لهم فوز إلا بضرب من الصولة المشابهة لغارة البدويين المعاصرين، وبنو إسرائيل إذ كانوا جبناء خوفًا بطبيعتهم لم يبدوا مرهوبين إلا بما كان يحاول إلقاءه زعماؤهم فيهم من حماسة مؤقتة.


جاء في سفر الملوك: "فسمع شاول وجميع إسرائيل كلام الفلسطيني (جليات) هذا، فارتاعوا جدًّا".


ولما سار (جدعون) إلى (المديانيين) خاطَبَ جنودَه بقوله: "من كان خائفًا مرتعدًا فليرجع وينصرف"، فتركَه من هؤلاء اثنان وعشرون ألفًا من اثنين وثلاثين ألفًا، ليعودوا إلى منازلهم".


ويَعرِفُ جميع قراء التوراة وحشية الإسرائيليين التي لا أثر للرحمة فيها، وما على القارئ ليقنع بذلك إلا أن يتصفح نصوص سفر الملوك التي تدلنا على أن داود كان يأمر بحرق جميع المغلوبين وسلخ جلودهم ونشرهم بالمنشار.


وكان الذبح المنظم بالجملة يعقب كل فتح مهما قلَّ، وكان الأهالي الأصليون يوقَفون فيحكم عليهم بالقتل دفعة واحدة، فيُبادُون باسم يهوه.


وسِفاحُ ذوي القربى، الزنا بالأخت والزنا بالأم، واللواط (زنا الذكر بالذكر)، والمساحقة (زنا الأنثى بالأنثى)، ومواقعة البهائم - من أكثر الآثام التي كانت شائعة بين ذلك الشعب.


ولدى بني إسرائيل، كما عند كل شعب ذي غُلْمَة، خلطٌ لأفظع الملاذّ بالطقوس المقدسة وموافقة الشريعة على هذه الملاذ، فغدت ضروب البغاء تكريمًا لـ(عشتروت)، وعدَّ الانهماك في السُّكر على بسط الأزهار، وتحت ظلال شجر الزيتون في الليالي الرطيبة - نوعًا من العبادة التي لم تفتأ تمارس آنئذٍ في فلسطين على الرغم من غضب الأنبياء.


والنظافة هي الترف الأول الذي حاول المشترعون نشره بين بني إسرائيل، فلاقوا كبير أذًى في الوصول إلى ذلك، والنظافة كانت أمرًا ضروريًّا لذلك الشعب الوخيم أكثر مما لأيِّ شعب آخر؛ وذلك لكيلا تقرضه القروح والجرب والقوباء والجذام، وآية تراث بني إسرائيل المستقلة عن مواعيد يهوه المشكوك فيها هي الدم الفاسد الذي من شأنه أن يستر بني إسرائيل بالأمراض الجلدية على الدوام.


وإذا أريد تلخيص مزاج إسرائيل النفسي في بعض كلمات كما يستنبط من أسفارهم، وجد أنه ظل على الدوام قريبا جدًّا من حال أشد الشعوب بدائية.


فقد كان الإسرائيليون عندًا مندفعين غفلاً سُذَّجًا جفاةً كالوحوش والأطفال، وكانوا مع ذلك عاطلين في كل وقت من الفنون التي يتجلى فيها سحر صبا الناس والشعوب.


وإذا أريد وصف المجتمع الإسرائيلي من ناحية النظم، أمكن تلخيصه في كلمتين، وهما: نظام رعائي، مع طبائع المدن الآسيوية الهرمة وذوقها وعيوبها وخرافاتها.


ويعرب (حزقيال) عن ذلك الرأي في الإصحاح السادس عشر حين يذكر ظهور الشعب الإسرائيلي الحقير وأوائله الهزيلة وما عقب استقراره بفلسطين من الحميا، فيقول مخاطبًا تلك الأمة العاقَّة قائلاً باسم يهوه:

"وفي جميع أرجاسك وفواحشك لم تذكري أيام صباك، وإذ كنت لم تشبعي زنيتِ مع بني آشور ولم تشبعي؛ فلذلك أقضي عليك بما يقضَى على الفاسقات وسافكات الدماء، وأجعلك قتيلَ حنق وغيرة"[3].



[1] المرجع 19 - ص 17 - 39.

[2] في الفقرات المقتطفة من هذا المرجع اضطررت آسفًا لاستبدال كلمة اليهودي أو اليهود بكلمة الإسرائيلي أو الإسرائيليين أو بني إسرائيل؛ وذلك حتى لا نخلط بين اليهودي الأوربي أو الأمريكي أو الإفريقي الذي اتخذ هو - أو آباؤه - اليهودية عقيدة، وبين اليهودي القديم الذي ربط علاقته بالعقيدة بنسبه الجسدي بإسرائيل وبنيه.

[3] اليهود في تاريخ الحضارات الأولى - جوستاف لوبون - نقله إلى العربية عادل زعيتر - الناشر عيسى الحلبي - القاهرة - 1970 - ص 20 - 58.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • السبي والضياع من تاريخ بعض القبائل الإسرائيلية
  • حركة عزرا للإصلاح الديني في تاريخ بيت المقدس
  • ثورة المكابيين الدينية

مختارات من الشبكة

  • شعبان من الشتات إلى الألفة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • منهج لم الشتات (المنهج المقارن)(مقالة - حضارة الكلمة)
  • اللاجئون الفلسطينيون في الشتات(مقالة - المسلمون في العالم)
  • جغرافية الانبعاث في ضوء عصر الشتات(مقالة - موقع أ. د. عبدالحليم عويس)
  • شعر الشتات الشركسي المعرب والعربي (3)(مقالة - حضارة الكلمة)
  • شعر الشتات الشركسي المعرب والعربي (2)(مقالة - حضارة الكلمة)
  • شعر الشتات الشركسي المعرب والعربي (1)(مقالة - حضارة الكلمة)
  • أرمينيا: مطالبة بالانفتاح على مسلمي الشتات الأرمن(مقالة - المسلمون في العالم)
  • مسافة فاصلة وأيام الشتات(مقالة - حضارة الكلمة)
  • شتات الروح (قصيدة)(مقالة - حضارة الكلمة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مسابقة للأذان في منطقة أوليانوفسك بمشاركة شباب المسلمين
  • مركز إسلامي شامل على مشارف التنفيذ في بيتسفيلد بعد سنوات من التخطيط
  • مئات الزوار يشاركون في يوم المسجد المفتوح في نابرفيل
  • مشروع إسلامي ضخم بمقاطعة دوفين يقترب من الموافقة الرسمية
  • ختام ناجح للمسابقة الإسلامية السنوية للطلاب في ألبانيا
  • ندوة تثقيفية في مدينة تيرانا تجهز الحجاج لأداء مناسك الحج
  • مسجد كندي يقترب من نيل الاعتراف به موقعا تراثيا في أوتاوا
  • دفعة جديدة من خريجي برامج الدراسات الإسلامية في أستراليا

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 29/11/1446هـ - الساعة: 21:31
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب