• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    دعاء يجمع خيري الدنيا والآخرة
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    عبرة اليقين في صدقة أبي الدحداح (خطبة)
    د. محمد بن عبدالله بن إبراهيم السحيم
  •  
    ففروا إلى الله إني لكم منه نذير مبين
    أ. د. فؤاد محمد موسى
  •  
    البر بالوالدين دين ودين (خطبة)
    الشيخ عبدالله بن محمد البصري
  •  
    تخريج حديث: أنه خرج ومعه درقة، ثم استتر بها، ثم ...
    الشيخ محمد طه شعبان
  •  
    أهدافك أم الهدف منك؟!! أيهما أولى باهتمامك؟!
    نبيل بن عبدالمجيد النشمي
  •  
    { ثم لتسئلن يومئذ عن النعيم }
    د. حسام العيسوي سنيد
  •  
    سلسلة شرح الأربعين النووية: الحديث (32) «لا ضرر ...
    عبدالعزيز محمد مبارك أوتكوميت
  •  
    خطبة: مصعب بن عمير باع دنياه لآخرته
    يحيى سليمان العقيلي
  •  
    من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: الودود
    فهد بن عبدالعزيز عبدالله الشويرخ
  •  
    أسباب البركة في الأولاد
    رمضان صالح العجرمي
  •  
    أنت الآن في الأمنية
    نورة سليمان عبدالله
  •  
    معنى عالمية الدين
    عبدالعزيز بن محمد السلمان
  •  
    كن نافعا
    محمد أحمد عبدالباقي الخولي
  •  
    من مائدة الفقه: مخالفات شائعة في الوضوء
    عبدالرحمن عبدالله الشريف
  •  
    خطبة: كيف يتحلى الشباب بالوقار؟
    عدنان بن سلمان الدريويش
شبكة الألوكة / ثقافة ومعرفة / التاريخ والتراجم / تاريخ
علامة باركود

سيدة دار الخلافة العباسية ترعى صبيا ضريرا

أ.د. عبدالحكيم الأنيس

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 10/3/2014 ميلادي - 9/5/1435 هجري

الزيارات: 5759

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

سيِّدةُ دار الخلافة العباسية

تَرْعى صبياً ضريراً


حلَّ الليلُ في بغداد، ومضى أولُه، وأوى الناسُ إلى فرشهم يأخذون قسطاً من الراحة، ولكنَّ أباً من الآباء المحزونين لم يجدْ إلى النوم سبيلاً، لقد جفا النومُ جفنيه، وسيطرتْ عليه الأفكارُ من كل جانب، لقد بلغه الكِبَرُ وبدأتْ علائم الرحيل، واشتدَّ عليه أن يترك ابنة وابناً ضريراً دون راعٍ ولا كفيل، ولم يجد هذا الأبُ مِن وسيلة سوى أنْ يبثَّ حزنه إلى زوجته فقال لها: أنا رجلٌ كبير، وأنتِ أيضاً قد كبرتِ وضعفتِ، وقد قرُب منا ما بَعُدَ، كما قال الشاعر:

وإنَّ امرأً قد سار خمسين حجةً
إلى منهلٍ مِن وردِهِ لقريبُ

 

وهذه الصبيّة يمكنُ أنْ تعيش بصحة جسمها، وتخدمُ الناس وتكفي نفسَها بنفسها، وهذا الصبي ضريرٌ، قطعةُ لحم، ليتَ شعري ما يكون منه؟


وبكى الأبُ وبكت الأمُّ، وداما على ذلك وقتاً طويلاً من الليل، ولم يكونا يعلمان أنَّ هذا الصبي الضرير كان يسمع كلامهما ولم يكن قد نام، ولعل أفكاراً تشبه أفكار والده كانت تراوده وتؤرِّقه، ويحدِّثنا هو عن هذه الليلة وما كان من والديه ويقول: (فأحزنا قلبي وهيجا كربي)، ولكنه لم يبُح لهما بشيءٍ، وجاء الصباحُ فمضى إلى المكتب على عادته، حيث تعلَّم القرآن وحفظه على شيخٍ ناصحٍ مشفقٍ.


وهنا كانت المفاجأةُ التي لم تكن بالحسبان...

جلس الصبيُّ يقرأُ ويراجعُ حفظَه ويثبِّته، والمكتبُ يعجُّ بالصبيان بين قارئٍ ومراجعٍ ومسمع، والمعلِّمُ يراقبُ ويتابعُ ويصحِّحُ ويدقِّقُ، وإذا بداخلٍ غير عادي يَدخلُ إلى المكتب، إنّه غلامٌ للخليفة جاء من القصر برسالةٍ إلى المعلِّم، ولم يكن الصبيُّ يرى ولكنه شعر بضجةِ دخوله، واهتمامِ المعلِّم وترحيبه به، ثم أنصتَ وإذا بالمبعوث يقول: السيدةُ -وإذا أُطلق هذا اللفظ فيعني زوجةَ الخليفة، السيدة الأولى في البلاد-... السيدةُ تُسَلِّمُ عليكَ، وتقولُ لك: قد أقبل شهرُ رمضان، وأُريد منكَ صبيّاً دون البلوغ، حسنَ القراءة، طيِّبَ الصوت، يصلِّي بنا التراويح.


ولم يطل المكثُ كثيراً ليأتي ردُّ المعلِّم بما لم يتوقعْهُ الصبيُّ الضريرُ: عندي مَنْ هذه صفته، وهو مكفوفُ البصر. إنه صبيٌ دون البلوغ، حسنُ القراءة، طيِّبُ الصوت.


يقول الصبيُّ: ثم أمرني معلِّمي بالقيام معه. فأخذ الرسولُ بيدي وسرنا حتى وصلنا الدارَ، فاستأذنَ، فأذنت السيدةُ لي بالدخول، فدخلتُ وسلَّمتُ.


وعَرَفَ أنَّ هذا اللقاء للاختبار والامتحان. قال: واستفتحتُ وقرأتُ: بسم الله الرحمن الرحيم. ويبدو أنّه قرأ بحزنٍ وتأثرٍ مما جرى في الليلة الماضية. قال: فبكتِ السيدةُ، واسترسلتُ في القراءة، فزاد بكاؤُها، وقالتْ: ما سمعتُ قطُّ مثلَ هذه التلاوة، فرقَّ قلبي، فبكيتُ. فسألتني عن سبب ذلك فأخبرتُها بما سمعتُ من أبي. فأدركتْها العاطفةُ الإيمانيةُ النبيلةُ، والمشاعرُ الإنسانيةُ الخيِّرةُ المخبوءةُ في ضمير الإنسان فقالت: يا بُنَيَّ، يكونُ لك مَنْ لم يكنْ في حساب أبيك.


وهكذا جاء الجوابُ الحاسمُ على السؤال الحائر: (هذا صبيٌ ضريرٌ قطعةُ لحم ليت شعري ما يكون منه؟)


نعم: يكونُ لك مَن لم يكن في حساب أبيك.


ولكن كيف ينسى الأبُ أنَّ الذي خلقه لن ينساه؟ وها هو القَدَرُ ينطقُ على لسان سيدة القصر: يكون لك مَنْ لم يكن في حساب أبيك.


لقد ادخرَ اللهُ الفضلَ لهذه المرأة، وأكرمها بأنْ جعلها مظهرَ العناية الإلهية بهذا الصبي وأمثاله.


يقول الصبيُّ: ثمَّ أَمرتْ لي بألف دينار فقالتْ: هذه يتَّجِرُ بها أبوك، ويُجهِّزُ أختَك للزواج، وقد أَمرتُ لك بإجراء ثلاثين ديناراً كلَّ شهر راتباً دائماً.


وأَمرتْ له بكسوةٍ تناسِبُ دخولَهُ إلى القصر وتردُّدَهُ عليه، وبغلةٍ مسرجة ملجمة، وسرجٍ محلَّى.


وعاد الصبيُّ إلى البيت ليفاجئَ أبويه بهذا الإكرام الرباني المدهش.


ومرَّت الأيامُ وأصبحَ هذا الصبيُّ شيخاً كبيراً، يُعرف بأبي بكر الضرير، وقدِّر له أن يسافرَ إلى مصر، ويقيم هناك.


ويحدِّثنا مؤرِّخُ مصر أبو سعيد ابن يونس عنه فيقول: (محمد بن حبش الواعظ، أبو بكر الضرير، بغداديٌ، قدم مصر قديماً وهو شاب، وكان مِن حفاظ القرآن، وكان حسنَ الصوت بالقرآن، وكان يجلس للناس حين كبرتْ سنُّه في المسجد الجامع ويقصُّ [يروي الحكايات]، ويقرأ بألحان، ويعظُ الناس، وكان مقبولاً عند الناس، وكان كلامُه يقع بقلوب الناس، وكان يصلِّي بالناس في قيام شهر رمضان في المسجد الجامع العتيق [جامع عمرو بن العاص]، وكان كريماً سمحاً، توفي بمصر سنة 314).


ولِمَ لا يكون كريماً وقد رأى كرمَ الله وعنايتَه بعبيده؟

وذاتَ يومٍ خرَجَ يشيِّعُ جنازة وإذا به يَسمع صبياناً يبكون أمامَها ويقولون: مَنْ لنا بعدَكَ يا أبة؟


فلما سمعهم أبو بكر يقولون ذلك طافتْ بخياله على الفور صورةُ تلك الليلة الحزينة، التي بكى فيها أبوه وأمُّهُ خوفاً على مستقبله، فقال بدون شعورٍ منه: الذي كان لأبي بكر الضرير... يكونُ لكم أيها الصبيان، ولا يضيِّعُكم اللهُ الذي كان كافياً وكافلاً لأبي بكر الضرير...


وسأله أحدُ الحاضرين: ما معنى هذا الكلام يا سيدي؟

فأخذ أبو بكر وقد هزَّته الذكرياتُ يحدِّثُه ويقول: كان أبي مِن فقراء المسلمين، وكان يبيع الخَزَفَ، وكانت لي أختٌ أسنُّ مني، وكنتُ قد أُتِيَ عليَّ في بصَرِي، فانتبهتُ ليلةً فسمعتُ أبي يقول لأمِّي... وهذه الصبية يمكنُ أنْ تعيشَ بصحة جسمها وتخدم الناس، وهذا الصبيُّ ضريرٌ، قطعةُ لحم، ليت شعري ما يكون منه.....


وحين انتهى أبو بكر مِن حديثه كانت السكينةُ تملأُ القلوب...


ولعل الدعوات كانتْ تنطلقُ في تلك الساعة للسيِّدة الكريمة التي وقفتْ إلى جانب ذلك الصبيِّ الضرير، وإلى جانب أسرتهِ الفقيرة.


وتشيرُ صفحاتُ التاريخ إلى أنَّه في سنة (314هـ) تُوِّفي أبو بكر هذا، ولكننا بعد أكثر من ألف سنة نذْكُرُه، ونذْكُرُ فضائلَ تلك السيِّدة التي سندَتْهُ وأكرمتْهُ، وشَقَّتْ له طريقَ الحياة الكريمة[1].



[1] انظر: (نكت الهميان) للصفدي ص41، واجتهدتُ أن يكون المذكورُ فيه هو المترْجَم في (تاريخ بغداد) للخطيب البغدادي (2/290).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • كتاب: دور النساء في الخلافة العباسية
  • زبيدة أم الأمين

مختارات من الشبكة

  • من طامع في مال قريش إلى مؤمن ببشارة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • شرح مشكل شعر المتنبي لابن سيده الأندلسي تحقيق محمد رضوان الداية(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • حماية الإسلام للرقيق من أذى سيده(مقالة - آفاق الشريعة)
  • حقوق الطريق (1)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • من دروس خطبة الوداع: أخوة الإسلام بين توجيه النبوة وتفريط الأمة (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الثبات: أهميته وسير الثابتين (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • بدأ تطوير مسجد الكاف كامبونج ملايو في سنغافورة(مقالة - المسلمون في العالم)
  • مسألة: دية قن قيمته(مقالة - موقع الشيخ فيصل بن عبدالعزيز آل مبارك)
  • الله هو الأعظم(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تركيا: أمسية للحث على القرآن في تركيا بمناسبة اقتراب شهر رمضان(مقالة - المسلمون في العالم)

 


تعليقات الزوار
1- قصة تهز القلوب
نور الدين - الإمارات 11/03/2014 09:27 PM

جزاك الله خيرا على الطرح الرائع، والقصة التي حركت في نفوسنا الشفقة، وأنزلت من عيوننا الدمعة، وأثارت في نفوسنا معنى التوكل على الله الذي لن يضيع عباده ولن ينسى أحدا من فضله.

ورحم الله الشيخ أبو بكر الضرير ورحم الله هذه السيدة الفاضلة التي ضربت لنا أجمل مثالا للكرم والفضل.

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • كوبريس تستعد لافتتاح مسجد رافنو بعد 85 عاما من الانتظار
  • 57 متسابقا يشاركون في المسابقة الرابعة عشرة لحفظ القرآن في بلغاريا
  • طلاب هارفارد المسلمون يحصلون على مصلى جديد ودائم بحلول هذا الخريف
  • المعرض الرابع للمسلمين الصم بمدينة دالاس الأمريكية
  • كاتشابوري تحتفل ببداية مشروع مسجد جديد في الجبل الأسود
  • نواكشوط تشهد تخرج نخبة جديدة من حفظة كتاب الله
  • مخيمات صيفية تعليمية لأطفال المسلمين في مساجد بختشيساراي
  • المؤتمر السنوي الرابع للرابطة العالمية للمدارس الإسلامية

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 23/2/1447هـ - الساعة: 18:23
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب