• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    طريق لا يشقى سالكه (خطبة)
    عبدالله بن إبراهيم الحضريتي
  •  
    خطبة: مكانة العلم وفضله
    أبو عمران أنس بن يحيى الجزائري
  •  
    خطبة: العليم جلا وعلا
    الشيخ الدكتور صالح بن مقبل العصيمي ...
  •  
    في تحريم تعظيم المذبوح له من دون الله تعالى وأنه ...
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    كل من يدخل الجنة تتغير صورته وهيئته إلى أحسن صورة ...
    فهد عبدالله محمد السعيدي
  •  
    محاضرة عن الإحسان
    د. عطية بن عبدالله الباحوث
  •  
    ملامح تربوية مستنبطة من قول الله تعالى: ﴿يوم تأتي ...
    د. عبدالرحمن بن سعيد الحازمي
  •  
    نصوص أخرى حُرِّف معناها
    عبدالعظيم المطعني
  •  
    فضل العلم ومنزلة العلماء (خطبة)
    خميس النقيب
  •  
    البرهان على تعلم عيسى عليه السلام القرآن والسنة ...
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    الدرس السادس عشر: الخشوع في الصلاة (3)
    عفان بن الشيخ صديق السرگتي
  •  
    القرض الحسن كصدقة بمثل القرض كل يوم
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    الليلة التاسعة والعشرون: النعيم الدائم (2)
    عبدالعزيز بن عبدالله الضبيعي
  •  
    حكم مشاركة المسلم في جيش الاحتلال
    أ. د. حلمي عبدالحكيم الفقي
  •  
    غض البصر (خطبة)
    د. غازي بن طامي بن حماد الحكمي
  •  
    كيف تقي نفسك وأهلك السوء؟ (خطبة)
    الشيخ محمد عبدالتواب سويدان
شبكة الألوكة / ثقافة ومعرفة / التاريخ والتراجم / تاريخ
علامة باركود

اليرموك معركة غيرت مسار التاريخ

عبدالستار المرسومي

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 6/5/2013 ميلادي - 25/6/1434 هجري

الزيارات: 212495

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

اليرموك

معركة غيرت مسار التاريخ

اليرموك معركة وقعت بين المسلمين والروم، وسميت بهذا الاسم نسبة إلى الوادي الذي وقعت فيه، وهو وادي (اليرموك)، و"اليرموك: نهر ينبع من جبال حوران، يجري قرب الحدود بين سوريا وفلسطين، وينحدر جنوباً ليصب في غور الأردن ثم في البحر الميت، وينتهي مصبه في جنوب الحولة، وقبل أن يلتقي بنهر الأردن بمسافة تتراوح بين ثلاثين وأربعين كيلومتراً يوجد وادٍ فسيح تحيطه من الجهات الثلاث جبال مرتفعة بل شاهقة الارتفاع ويقع في الجهة اليسرى لليرموك.

 

اختار الروم الوادي لأنه المكان الذي يتسع لجيشهم الضخم، الذي يبلغ عدده مائتين وأربعين ألف مقاتل تقريباً، وأما المسلمون فقد عبروا النهر إلى الجهة اليمنى، وضربوا معسكرهم هناك في وادٍ منبطح يقع على الطريق المفتوح لجيش الروم، وبذلك أغلقوا الطريق أمام الجيش المزهو بعدده وعدته، فلم يعد للروم طريق يسلكونه، أو يفرون إذا اضطروا للفرار، لأن جيش المسلمين قد أخذ عليهم مسلكهم الوحيد"[1].

 

سنة وقوعها: 13 هجرية [2].

 

القائد العام لجيش الدولة الإسلامية: خالد بن الوليد-رضى الله عنه.

 

عدد مقاتلي الجيش الإسلامي: (36 40) ألف مقاتل، يزيد أو ينقص قليلاً.


التقسيم التنظيمي للجيش الإسلامي:

قَسَّم قائد الجيش الإسلامي خالد بن الوليد -رضى الله عنه- الجيش إلى (36 -40) كردوساً[3]، كل كردوس فيه 1000 مقاتل، ثم قسم كراديس الجيش إلى قلب وميمنة وميسرة وجعل على كل منها أميراً.

 

قادة الجيش الإسلامي[4]:

1- أبو عبيدة عامر بن الجراح -رضى الله عنه- يقود كراديس القلب.

 

2- عمرو بن العاص -رضى الله عنه- يقود كراديس الميمنة.

 

3- يزيد بن أبي سفيان يقود كراديس الميسرة.

 

بعض قادة الكراديس:

• عياض بن غنم -رضى الله عنه.

 

• القعقاع بن عمرو التميمي -رضى الله عنه.

 

• هاشم بن عتبة -رضى الله عنه.

 

• زياد بن حنظلة -رضى الله عنه.

 

• امرؤ القيس -رضى الله عنه.

 

• عكرمة بن أبي جهل -رضى الله عنه.

 

• عبدالرحمن بن خالد بن الوليد وهو يومئذ ابن ثماني عشرة سنة.

 

• حبيب بن مسلمة -رضى الله عنه.

 

• صفوان بن أمية -رضى الله عنه.

 

• عبدالله بن قيس -رضى الله عنه.

 

• عمرو بن عبسة -رضى الله عنه.

 

• الزبير بن العوام -رضى الله عنه.

 

• ضرار بن الأزور -رضى الله عنه.

 

عن سماك بن حرب، عن عياض الأشعري -رضى الله عنه-، قال: "شهدت اليرموك، وعليها خمسة أمراء أبو عبيدة بن الجراح، ويزيد بن أبي سفيان، وشرحبيل ابن حسنة، وخالد بن الوليد، وعياض، - وليس عياض صاحب الحديث الذي يحدث سماك عنه - "[5].

 

القاضي: أبو الدرداء -رضى الله عنه.


القاص: أبو سفيان بن حرب[6] -رضى الله عنه.


جيش الروم:

قائد جيش الدولة البيزنطية (الرومية): باهان وهو رجل من أبناء فارس تنصر ولحق الروم[7].

 

عدد مقاتلي جيش الروم: بحدود 240 ألف مقاتل[8].


التقديم للمعركة:

بعد الخسائر التي تكبدتها جيوش الدولة البيزنطية (الرومية) برئاسة هرقل[9]، في المعارك مع جيوش الدولة الإسلامية التي يرأسها أبو بكر الصديق -رضى الله عنه- في إقليم الشام، كانت إقامة هرقل في أنطاكية فقرر جمع ما يستطيع من مقاتلي الروم من القسطنطينية وبلاد الشام وروميا، لخوض معركة فاصلة يوقف من خلالها المد الإسلامي في أراضي الشام، وبالفعل استطاع أن يجمع حشود هائلة من الجند أتوه من جميع أنحاء مملكته وتجمعوا في وادي اليرموك في الشام.

 

وكان موقف جبلَّة بن الأيهم العربي الغساني مخجلاً ومعيباً، فقد تنكر لأخلاق أهله وأجداده، وتنصل من تلك العروق العربية الأصيلة، وانحرف عن قيم الفضيلة، وتنازل عن الشهامة والنخوة العربية، وجاء بسابقة لم يسبقه إليها إلا أبا رغال[10] ومن على شاكلته، حين انظم مع جيش الروم لقتال ابناء عمومته من العرب المسلمين، فلقد "خرج جبلّة بن الأيهم الغساني في ستين ألفاً من متنصرة العرب فقدمهم الروم، فانتقى لهم خالد رجالاً من أشراف العرب فقاتلوهم يوماً كاملاً ثم نصر الله المسلمين وهرب جبلّة ولم ينجُ منهم إلا القليل" [11]. أما فيما يتعلق بالجيش الإسلامي، فقد وقع اختيار أمير المؤمنين أبو بكر الصديق -رضى الله عنه- على خالد بن الوليد -رضى الله عنه- لقيادة جيوش المسلمين، وقال الصديق -رضى الله عنه- مقالته المشهورة: "والله لأشغلن النصارى عن وساوس الشيطان بخالد بن الوليد"[12].

 

أصدر أبو بكر -رضى الله عنه- أوامره لخالد بن الوليد -رضى الله عنه- بأن يترك العراق، ويتوجه على وجه السرعة إلى بلاد الشام ويستلم القيادة من أبي عبيدة بن الجراح -رضى الله عنه-، "وبعد وصول خالد بن الوليد -رضى الله عنه- إلى بلاد الشام، أمر الخليفة أبو بكر -رضى الله عنه- خالداً أن يتولى أمر القيادة فيها، حيث كانت قوات المسلمين موزعة في الأقاليم المخصصة لها، أما القوات الرومية فقد توزعت في ناحيتين: الناحية الأولى على الساحل وهدفها ملاقاة عمرو بن العاص في أرض فلسطين، أما الناحية الثانية فوجهتها حمص وبعلبك ودمشق، والهدف من ذلك هو شل قوات عمرو بن العاص ثم الالتفاف حول بقية قوات المسلمين وتدميرها، لذلك قرر خالد بن الوليد -رضى الله عنه- أن تتجمع جيوش المسلمين في (سهل اليرموك) على أن تبقى بعض قوات عمرو بن العاص في فلسطين لصد تقدم القوات الرومية تجاهه"[13].

 

مشاهد من المعركة

موقف الزبير بن العوام -رضى الله عنه:

كان موقف الزبير بن العوام -رضى الله عنه- موقفاً مشهوداً، ومثالاً رائعاً في الصدق في العمل والإخلاص والتفاني من أجل القضية والاستبسال في القتال، فهو علامة فارقة للرجولة، والشجاعة الفائقة، ورباطة الجأش، وصدق العزيمة والزهد في الدنيا، فلقد شدَّ الزبير بن العوام -رضى الله عنه- على جحافل الجيش البيزنطي لوحده فاخترق مقدمته حتى طلع من الجهة الأخرى، ثم عاد من مؤخرة الجيش حتى طلع من مقدمته، فعن هشام بن عروة، عن أبيه، أن أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قالوا للزبير يوم اليرموك: ألا تشد فنشد معك؟ فقال: "إني إن شددت كذبتم، فقالوا: لا نفعل، فحمل عليهم حتى شق صفوفهم، فجاوزهم وما معه أحد، ثم رجع مقبلاً، فأخذوا بلجامه، فضربوه ضربتين على عاتقه، بينهما ضربة ضربها يوم بدر، قال عروة (ولده): "كنت أدخل أصابعي في تلك الضربات ألعب وأنا صغير" وقال: " وكان معه عبد الله بن الزبير يومئذ وهو ابن عشر سنين فحمله على فرس ووكل به رجلاً "[14].

 

وهكذا فإن القادة العظام يعلّمون أبناءهم اقتحام الصعاب، والرجولة والعيش في ظروف شديدة وقاسية، ويمنحونهم الفرصة للمرور في ظروف الأزمات والتجارب المريرة، والخوض في عباب المعضلات، ومواجهة الشدائد والوقوف بوجهها، ويكونون لهم القدوة الحسنة، وهكذا فعل الزبير بن العوام -رضى الله عنه- حين اصطحب ولدة الصغير عبد الله معه في معركة ليست كباقي المعارك، إنها معركة فاصلة وهائلة، ولكن الكبار يُنَشِّئون كباراً.

 

النظرية والتطبيق:

ضَربَ قادة وجنود الجيش الإسلامي نماذج رائعة في التطبيق العملي لمبادئ ما آمنوا به، فلقد كان من تلك المبادئ أن الإسلام يشجع أن يقوم المسلم بتقديم الآخرين على النفس في المصالح، أو على الأقل أن يحب المسلم لأخيه ما يحب لنفسه، فعن حبيب بن أبي ثابت، "أن الحارث بن هشام، وعكرمة بن أبي جهل، وعياش بن أبي ربيعة ارتأوا يوم اليرموك، فدعا الحارث بماء ليشربه فنظر إليه عكرمة، فقال الحارث: ادفعوه إلى عكرمة، فنظر إليه عياش بن أبي ربيعة، فقال عكرمة: ادفعوه إلى عياش، فما وصل إلى عياش ولا إلى أحد منهم، حتى ماتوا وما ذاقوه"[15].

 

نساء المسلمين يشاركن في القتال:

فقد كُنَّ نماذج رائعة للشجاعة والبطولة ونافسن الرجال في خدمة الإسلام، فقد قتلت أسماء بنت يزيد بن السكن سبعة من جيش الروم، فعن عمرو بن مهاجر، عن أبيه، أن أسماء بنت يزيد الأنصارية "شهدت اليرموك مع الناس، فقتلت سبعة من الروم بعمود فسطاط ظلتها"[16].

 

استثمر بعض الصحابة -رضى الله عنهم- ظروف المعركة:

واشتداد خطوبها للوفاء بالعهود التي قطعوها لرسول الله محمد - صلى الله عليه وسلم - قبل وفاته، ومن أولئك عكرمة بن أبي جهل -رضى الله عنه-، حيث نزل من فرسه وقاتل قتال الأبطال الأفذاذ وضحى بحياته من أجل إعلاء كلمة الله، فإنه كان: "لما أسلم عكرمة بن أبي جهل فأتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله: والله لا أترك مقاماً قُمته ليُصدَّ به عن سبيل الله إلا قمتُ مثليه في سبيل الله، ولا أترك نفقة أنفقتها ليُصد بها عن سبيل الله إلا أنفقت مثلها في سبيل الله, فلما كان يوم اليرموك نزل فترجل فقاتل قتالاً شديداً فقتل، فوجد به بضع وسبعون من بين طعنة ورمية وضربة"[17].

 

• بالنظر لأهمية الفتوحات الإسلامية وفضل الجهاد في سبيل الله فقد كان كبار الصحابة من أوائل المشاركين في معركة اليرموك.

 

يقول ابن جرير الطبري رحمه الله: "شهد اليرموك ألف من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيهم نحو من مائة من أهل بدر -رضى الله عنهم-، وكان أبو سفيان يسير فيقف على الكراديس فيقول: الله الله إنكم ذادة العرب وأنصار الإسلام، وإنهم ذادة الروم وأنصار الشرك، اللهم إن هذا يوم من أيامك اللهم أنزل نصرك على عبادك"[18].

 

موقف أبي سفيان بن حرب -رضى الله عنه- كان مثالياً:

فلقد كان الجندي المقاتل في سبيل قضيته، فقبوله بأن يكون جندياً تحت راية ولده يزيد بن أبي سفيان رضي الله عنهما لهو مشهد مؤثر ويؤكد صحة العمل وسلامة الصدر من حظوظ الدنيا، وهذه هي حقيقة الإيمان المقترن بالعمل، فليس المهم أين يكون الفرد ليخدم دينه، المهم أن ينتصر الجمع ويرتفع شأن الدين، وكان أبو سفيان -رضى الله عنه- قد فقد عينه الثانية في هذه المعركة بعد أن كان فقد الأولى في غزوة الطائف.

 

معركة اليرموك بيّنت أسباب انتصار المسلمين في معاركهم ضد الروم:

وذلك من أفواه خصومهم، يقول ياقوت الحموي رحمه الله: "نصر الله المسلمين بفحل وقدم المنهزمون من الروم على هرقل بأنطاكية، فدعا رجالاً منهم فأدخلهم عليه، فقال: حدثوني ويحكم عن هؤلاء القوم الذين يقاتلونكم أليسوا بشراً مثلكم؟، قالوا: بلى، قال: فأنتم أكثر أو هم؟ قالوا: بل نحن، قال: فما بالكم؟ فسكتوا. فقام شيخ منهم وقال: أنا أخبرك، أنهم إذا حملوا صبروا ولم يكذبوا، وإذا حملنا لم نصبر، ونكذب وهم يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر، ويرون أن قتلاهم في الجنة وأحياءهم فائزون بالغنيمة والأجر، فقال: يا شيخ لقد صدقتني ولأخرجن من هذه القرية وما لي في صحبتكم من حاجة، ولا في قتال القوم من أرب فقال ذلك الشيخ: أنشدك الله أن لا تدع سورية جنة الدنيا للعرب وتخرج منها ولم تعذر، فقال: قد قاتلم بأجنادين ودمشق وفحل وحمص كل ذلك تفرون ولا تصلحون، فقال الشيخ: أتفر وحولك من الروم عدد النجوم؟ وأي عذر لك عند النصرانية! فثناه ذلك إلى المقام، وأرسل إلى رومية وقسطنطينية وأرمينية، وجميع الجيوش فقال لهم: يا معشر الروم إن العرب إذا ظهروا على سورية لم يرضوا حتى يتملكوا أقصى بلادكم ويسبوا أولادكم ونساءكم ويتخذوا أبناء الملوك عبيداً، فامنعوا حريمكم وسلطانكم، وأرسلهم نحو المسلمين فكانت وقعة اليرموك وأقام قيصر بأنطاكية فلما هُزِمَ الروم وجاءه الخبر، وبلغه أن المسلمين قد بلغوا قنسرين فخرج يريد القسطنطينية، وصعد على نشز وأشرف على أرض الروم، وقال: سلام عليك يا سورية سلام مودعٍ لا يرجو أن يرجع إليك أبداً، ثم قال: ويحك ما أنفعك أرضاً، ما أنفعك لعدوك لكثرة ما فيك من العشب والخصب ثم إنه مضى إلى القسطنطينية"[19].

 

كما كان قائد جيش المسلمين خالد بن الوليد -رضى الله عنه- يوضح لأفراد جيشه بأن النصر من الله - جل جلاله -، فقد "قال رجل لخالد: ما أكثر الروم وأقل المسلمين!، فقال خالد: ما أقل الروم وأكثر المسلمين!، إنما تكثر الجنود بالنصر وتقل بالخذلان لا بعدد الرجال"[20].

 

أصابَ جيشَ الروم اضطرابٌ ورعبٌ شديدان من شدة قتال الجيش الإسلامي:

فعن أبي واقد الليثي، صاحب النبي - صلى الله عليه وسلم - أخبر في حديث رواه وهو قد شهد اليرموك، قال: "وكانت أسماء بنت أبي بكر مع الزبير، قال: فسمعتها وهي تقول للزبير: "يا أبا عبد الله؛ والله إن كان الرجل من العدو ليمر يسعى فتصيب قدمه عروة أطناب خبائي فيسقط على وجهه ميتاً ما أصابه السلاح "[21].

 

إسلام القائد الرومي (جرجة بن توذرا):

ومن أحداث معركة اليرموك اللافتة للنظر إسلام القائد (جرجة) وهو أحد قادة الجيش البيزنطي، حيث خرج من أجل المبارزة وكان خالد بن الوليد -رضى الله عنه- قد خرج له، وقبل القتال دار حديث جميل بينهما كانت نتيجته أن أسلم جرجة وعاد مع خالد -رضى الله عنه- مقاتلاً في سبيل الله كجندي من جنود جيش المسلمين. روى ابن جرير الطبري رحمه الله: "وخرج جرجة حتى كان بين الصفين ونادى ليخرج إلي خالد فخرج إليه خالد وأقام أبا عبيدة مكانه، فوافقه بين الصفين، حتى اختلفت أعناق دابتيهما وقد أمن أحدهما صاحبه، فقال جرجة: يا خالد أصدقني ولا تكذبني فإن الحر لا يكذب، ولا تخادعني فإن الكريم لا يخادع المسترسل بالله، هل أنزل الله على نبيكم سيفاً من السماء فأعطاكه فلا تسله على قوم إلا هزمتهم؟

• قال خالد -رضى الله عنه-: لا.


•• قال جرجة: فبِمَ سُمِّيت سيف الله؟

• قال خالد -رضى الله عنه-: إن الله عز وجل بعث فينا نبيه فدعانا فنفرنا عنه ونأينا عنه جميعاً، ثم إن بعضنا صدقه وتابعه وبعضنا باعده وكذبه، فكنت فيمن كذبه وباعده وقاتله، ثم إن الله أخذ بقلوبنا ونواصينا فهدانا به فتابعناه، فقال - صلى الله عليه وسلم -: "أنت سيف من سيوف الله سله الله على المشركين" ودعا لي بالنصر فسميت سيف الله بذلك فأنا من أشد المسلمين على المشركين.


• • قال جرجة: صدقتني، ثم أعاد عليه جرجة:

يا خالد أخبرني إلامَ تدعوني؟

• قال خالد -رضى الله عنه-: إلى شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله، والإقرار بما جاء به من عند الله.


•• قال جرجة: فمن لم يجبكم؟

• قال خالد -رضى الله عنه-: فالجزية ونمنعهم.


•• قال جرجة: فإن لم يعطها؟

• قال خالد -رضى الله عنه-: نؤذنه بحرب ثم نقاتله.


•• قال جرجة: فما منزلة الذي يدخل فيكم ويجيبكم إلى هذا الأمر اليوم؟

• قال خالد -رضى الله عنه-: منزلتنا واحدة فيما افترض الله علينا شريفنا ووضيعنا وأولنا وآخرنا.


•• ثم أعاد عليه جرجة: هل لمن دخل فيكم اليوم يا خالد مثل مالكم من الأجر والذخر؟

• قال خالد: نعم وأفضل.


•• قال جرجة: وكيف يساويكم وقد سبقتموه؟

• قال خالد -رضى الله عنه-: إنا دخلنا في هذا الأمر، وبايعنا نبينا وهو حي بين أظهرنا، تأتيه أخبار السماء ويخبرنا بالكتب، ويرينا الآيات، وحق لمن رأى ما رأينا وسمع ما سمعنا أن يسلم ويبايع، وإنكم أنتم لم تروا ما رأينا، ولم تسمعوا ما سمعنا من العجائب والحجج، فمن دخل في هذا الأمر منكم بحقيقة ونية كان أفضل منا.


•• قال جرجة: بالله لقد صدقتني ولم تخادعني ولم تألفني؟

• قال خالد -رضى الله عنه-: بالله لقد صدقتك، وما بي إليك ولا إلى أحد منكم وحشة وإن الله لولي ما سألت عنه.


•• فقال جرجة: صدقتني، وقلب الترس ومال مع خالد، وقال علمني الإسلام.

• فمالَ به خالد إلى فسطاطه فشن عليه قربة من ماء ثم صلى ركعتين، وحملت الروم مع انقلابه إلى خالد وهم يرون أنها منه حملة فأزالوا المسلمين عن مواقفهم إلا المحامية عليهم، عكرمة، والحارث بن هشام، وركب خالد ومعه جرجة والروم خلال المسلمين فتنادى الناس فثابوا وتراجعت الروم إلى مواقفهم فزحف بهم خالد حتى تصافحوا بالسيوف، فضرب فيهم خالد، وجرجة من لدن ارتفاع النهار إلى جنوح الشمس للغروب، ثم أصيب جرجة ولم يصل صلاة سجد فيها إلا الركعتين اللتين أسلم عليهما "[22].


أحداث المعركة:

حاول قادة جيش الروم مسك زمام المبادرة في المعركة، مستثمرين الفرق العددي الهائل بينهم وبين جيش المسلمين، فباشروا بالهجوم من أول أيام المعركة، وبالفعل استطاعوا اختراق كراديس الجيش الإسلامي في أول الأمر من الميمنة والميسرة والنفاذ إلى مقر القيادة خلف القلب، والاقتراب كثيراً من خيمة القائد خالد بن الوليد -رضى الله عنه-، والتحم خيالة الجيش الإسلامي ورجاله مع الروم وأظهروا صوراً عجيبة في القتال، والتضحية والفداء.

 

فمن المواقف المشهودة موقف عكرمة بن أبي جهل -رضى الله عنه- حيث: "قال عكرمة بن أبي جهل يومئذ: قاتلت رسول الله في كل موطن وأفر منكم اليوم، ثم نادى من يبايع على الموت فبايعه الحارث بن هشام، وضرار بن الأزور، في أربعمائة من وجوه المسلمين وفرسانهم، فقاتلوا قدام فسطاط خالد حتى أثبتوا جميعاً جراحاً وقُتلوا إلا من برأ ومنهم ضرار بن الأزور، قال: وأتي خالد بعدما أصبحوا بعكرمة جريحاً فوضع رأسه على فخذه وبعمرو بن عكرمة فوضع رأسه على ساقه، وجعل يمسح عن وجوههما ويقطر في حلوقهما الماء"[23].

 

كما قاتلت نساء المسلمين قتالاً مشرفاً ودافعن كمقاتلات مؤمنات عن حياض الإسلام وشوكته، وقد سئل إبراهيم النخعي[24] رحمه الله عن جهاد النساء فقال: " كن يشهدن مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيداوين الجرحى، ويسقين المقاتلة، ولم أسمع معه بامرأة قتلت، وقد قاتلن نساء قريش يوم اليرموك حين رهقهم جموع الروم حتى خالطوا عسكر المسلمين، فضرب النساء يومئذ بالسيوف في خلافة عمر رضي الله عنه"[25].

 

"وواجه خالد -رضى الله عنه- ميسرة الروم التي حملت على ميمنة المسلمين، فقتل منهم ستة آلاف، والتفت إلى أصحابه وقال: والذي نفسي بيده لم يبقَ عندهم من الصبر والجلد إلا ما رأيتم، وإني لأرجو أن يمنحكم الله أكتافهم، ثم اعترضهم فحمل بمائة فارس على مائة ألف منهم، فلم يكد يصل إليهم حتى أنفضَّ جمعهم، وحمل عليهم المسلمون حملة صادقة، فانكشفوا لا يلوون على شيء وتبعهم المسلمون يقتلون ويأسرون "[26].

 

بعد هذا الاستبسال استطاع مقاتلي الجيش الإسلامي دفع الكتل البشرية من الروم، وإرجاعهم إلى ماكانوا عليه وليعود القتال طبيعياً، واستمر القتال لمدة ستة أيام متتالية، كانت الأيام الأربعة الأولى أيام شدة وضيق على الجيش الإسلامي، مثلما هي على جيش الروم.

 

وتخفت الأصوات في أرض المعركة، فقد حمي الوطيس، ولا يُسمع إلا صوت صهيل الخيول وصليل السيوف، ويسمع صوت مدوٍ يحفز الرجال ويبعث الهمة والعزيمة فيهم، إنه صوت أبي سفيان بن حرب -رضى الله عنه-، فعن سعيد بن المسيب، عمن حدثه أنه "لم يسمع صوتاً أشد من صوته - يعني أبا سفيان - يوم اليرموك وهو تحت راية ابنه يقول: هذا يوم من أيام الله، اللهم أنزل نصرك"[27].

 

حتى كان اليوم الخامس والسادس، انهارت فيهما قوى جيش الروم، وبانت بوادر نصر المؤمنين المسلمين وهزيمة الروم المشركين.

 

ومن الأمور التي لا بد من ذكرها أن قادة الروم قد ربطوا كل عشرة (أو أقل من ذلك) من جنودهم في سلسلة حديدية واحدة من أجل أن لا يهربوا أثناء المعركة فراداً، فلما كان اشتداد القتال استطاع المسلمون أن يسحبوهم للقتال إلى قرب وادي فحين يقتل من الروم جنديٌ أو يُدفع ليقع في الوادي يسحب معه بقية العشرة فيسقطوا جميعاً، فسقط كمٌ غفيرٌ بلغوا عشرات الألوف من مقاتلة الروم في الوادي.

 

يقول الذهبي رحمه الله: "وكانت الروم قد سلسلوا أنفسهم الخمسة والستة في السلسلة لئلا يفروا، فلما هزمهم الله - جل جلاله - جعل الواحد يقع في نهر اليرموك فيجذب من معه السلسلة حتى ردموا في الوادي واستووا فيما قيل بحافتيه، فداستهم الخيل وهلك خلق لا يحصون"[28].

 

وهكذا فإن من يُقاتل بلا مبدأ أو عقيدة، ومن يعوزه الإيمان الراسخ ليربطه بقضيته، سيحتاج إلى سلاسل يُربط بها من أجل أن لا يهرب مما جيء به من أجله.

 

صدور الأمر بتغيير القيادة في الجيش الإسلامي:

كانت المعركة على أشدها في حوض اليرموك، وأمير المؤمنين أبو بكر -رضى الله عنه- في المدينة عاصمة الدولة الإسلامية، وكان أبو بكر -رضى الله عنه- قد مرض وأوصى إن مات فالخليفة من بعده عمر بن الخطاب -رضى الله عنه.

 

وكانت سياسة عمر بن الخطاب -رضى الله عنه- تختلف عن سياسة أبي بكر الصديق -رضى الله عنه-، فقرر استبدال قيادة الجيش الإسلامي في إقليم الشام من خالد بن الوليد -رضى الله عنه- إلى أبو عبيدة عامر بن الجراح -رضى الله عنه-، وبعث بكتابه الذي يتضمن الأمر بذلك.

 

يقول ابن الأثير: "قدم البريد من المدينة واسمه محمية بن زنيم وأخذته الخيول فسألوه الخبر، فأخبرهم بسلامة وإمداد، وإنما جاء بموت أبي بكر وتأمير أبي عبيدة، فبلغوه خالداً فأخبره خبر أبي بكر سراً، وأخبره بالذي أخبر به الجند، قال:أحسنت فقف، وأخذ الكتاب وجعله في كنانته وخاف إن هو أظهر ذلك أن ينتشر له أمر الجند"[29].

 

فلما انتهت المعركة جاء خالد -رضى الله عنه- ليعلن مضمون الكتاب على الملأ، ويضع نفسه جندياً مطيعاً للقائد الجديد للجيوش أبو عبيدة بن الجراح -رضى الله عنه- الذي عينه أمير المؤمنين.

 

وكانت رؤية عمر بن الخطاب -رضى الله عنه- في تغيير منصب القائد لسببين:

السبب الأول: تَعلُّق المسلمين بخالد بن الوليد -رضى الله عنه- شخصياً، وافتتانهم به، فخالد بن الوليد -رضى الله عنه- لم يدخل معركة في الإسلام ولا في الجاهلية إلا وانتصر فيها، وذلك لقوته وخبرته العسكرية وحسن تدبيره -رضى الله عنه- ودهائه بتوفيق الله - جل جلاله -، حتى أن بعض قادة الفرس صار يعتقد أن خالداً كان يحمل سيفاً أنزله له الله - جل جلاله - من السماء، وهكذا كانت تروج الإشاعات، ومن أُسس السياسة في الإسلام أن يأخذ الناس بالأسباب ثم تكون النتائج على الله - جل جلاله - فتتعلق القلوب بالله وليس بالبشر، لذلك فقد كتب عمر-رضى الله عنه- كتب إلى الأمصار: "إني لم أعزل خالداً عن سخطة ولا خيانة، ولكن الناس فتنوا به فأحببت أن يعلموا أن الله هو الصانع "[30].

 

السبب الثاني: إنَّ عمر بن الخطاب-رضى الله عنه- عرف بشدته وقوته، وكذلك خالد بن الوليد -رضى الله عنه- عرف بهما، فرأى عمر أن يكون الخليفة شديداً وقائد الجيوش شديداً أمر ليس فيه مصلحة للأمة.

 

ومن خلال قراءة لهذا الحدث نتوصل إلى حقائق ناصعة تمثل قيم عالية في الطاعة والوفاء ومنها:

1- إن المنصب الذي يكلف فيه القائد المسلم هو (تكليف وليس تشريف)، فالهدف منه خدمة القضية والناس والدولة وليس المنافع الشخصية الدنيوية.

 

2- رقي وسمو أنفس أصحاب النبي - رضي الله عنهم -، وقبولهم لأي وظيفة يكونون بها من غير تمرد ولا شكوى ولا تبرير، ولقد كان موقف خالد -رضى الله عنه- موقفاً رشيداً.

 

3- حرص خالد بن الوليد -رضى الله عنه- على عدم إشاعة خبر وفاة أمير المؤمنين أبي بكر الصديق -رضى الله عنه- مخافة أن تتزعزع معنويات مقاتلي الجيش الاسلامي ويتقهقروا أثناء القتال.

 

4- كفاءة حامل البريد إلى الجيش الإسلامي وحكمته، وهو (محمية بن زنيم) حيث لم يخبر مقاتلي الجيش الإسلامي بأخبار تزعزع ثقتهم بأنفسهم، بل على العكس أسمعهم ما يعزز تلك الثقة، ثم قبوله برأي خالد -رضى الله عنه- بتأجيل الإعلان عن ما هو حامله.

 

هروب قيصر الروم هرقل:

بعد انتهاء المعركة وقد قُتل عشرات الآلاف من الروم، وأُسر الآلاف، قرر قيصر الروم (هرقل) أن يهرب نحو (القسطنطينية)، وهي عاصمة الدولة البيزنطية، يقول ابن الأثير في الكامل: "وسار هرقل فنزل بشمشاط ثم أدرب منها نحو القسطنطينية فلما أراد المسير منها علا على نشز ثم التفت إلى الشام فقال: السلام عليك يا سورية، سلام لا اجتماع بعده، ولا يعود إليك رومي أبداً إلا خائفاً"[31].

 

وهذا خطاب صادر عن رجل عالم بالكتب السماوية، فلقد كان يعرف أن المسلمين على الحق، لأنهم يعتنقون الدين الحق وهو دين الإسلام، فإذا فتحوا أرض سوريا خاصة والشام عامة وحرروها من براثنه فلن تعود إلى سلطانه أبداً، لقد كان هرقل يعلم أن الإسلام دين الحق ولكنه الصلف والتكبر والظّنُّ بالملك وحب الذات، كل ذلك كانت موانع في طريق هدايته ولكن كان الثمن بالنسبة للروم كبيراً.

 

الشعراء يتغنون باليرموك:

ولأن اليرموك ملحمة من ملاحم التاريخ، ولأنها سفر سطر بمداد المخلصين من المسلمين، فقد تغنى الشعراء بها إكباراً وتقديراً وفخراً، فقال أبو الفضل الوليد عنها:

أدِمَشقُ ما أمضى سيوفَ بنيكِ
تِلكَ التي شَلَّت عُروشَ ملوكِ
ولكلِّ أرضٍ من جمالِكِ قِسمَةٌ
وجمالُ كلِّ الأرضِ في ناديك
إن الضّحايا في هواكِ كثيرةٌ
فَتَذكّري ما كانَ في اليَرموك
اللهُ راضٍ عن شِهادةِ فِتَيةٍ
بعُيونِهم وقُلوبهم حَجَبوك
أبناؤك العربُ الكِرامُ تَطوّعوا
واستهلكوا ليقوكِ أو ليفوك
سالت لدَيكِ دِماؤُهم فَتَعطّفي
بتحيَّةٍ لِشبيبةٍ تفديك

 

وقال الأسود بن مقرن التميمي -رضى الله عنه- وهو أحد أبطالها:

وَكَم قَد أَغرنا غارَة بعد غارَة
يَوماً وَيَوماً قَد كَشَفنا أَهاوِلَه
وَلَولا رجال كان عَشر غَنيمَة
لَدى مَأقط رجت عَلَينا أَوائِلَه
لَقَيناهُم اليَرموك لما تَضايَقت
بِمَن حَلَّ بِاليَرموك منهُ حَمائِله
فَلا يَعدَمن منا هرقل كتائِباً
إِذا رامَها رامَ الَّذي لا يحاوِله

 

وقال محمد بن الحسن الكلاعي:

فحَلّت بأرضِ الرومِ منهم سحايِبٌ
فظَلَّت علَيهِم بالمصائبِ تمطِرُ
فكانَ لدى اليرموكِ منهُم مواقِفٌ
وقائِعُها فيهِم على الدهرِ تكبرُ
هوَوا في هوىً كانوا أرادوا اتّخاذها
لمَكرٍ وكُلُّ هالِكٌ حيثُ يمكُرُ
وما زالَ منهُم موقِفٌ بعدَ موقِفٍ
ورايَةُ نصرٍ بالهدايَةِ تُنشَرُ
إلى أن حَووا أرضَ الشامِ وقتّلوا
علوجَ بني ليطِيّ فيها ودَمَّروا
وجازوا بها حمصاً والأردن واغتدَت
على الحكمِ منهُم قنسرينَ وتدمُرُ
وأرضُ فلَسطينَ وحازوا دمَشقِها
وأضحى هرَقلٌ وهوَ بالذُلِ مُجحَرُ
وقَد سُلِبَت تيجانهُ وتُقُسِّمَت
مساكِنهُ فيها الصليبُ المُكَسَّرُ


[1] جولة تاريخية في عصر الخلفاء الراشدين، د. محمد السيد الوكيل، ص 57.

[2] المنتظم في تاريخ الملوك والأمم، أبو الفرج ابن الجوزي، ج4، ص 123.

[3] المنتظم المنتظم في تاريخ الملوك والأمم، أبو الفرج ابن الجوزي، ج4، ص 118.

[4] تاريخ الأمم والرسل والملوك، ابن جرير الطبري، ج2، ص336.

[5] صحيح ابن حبان -كتاب السير- باب التقليد والجرس للدواب، ذكر ما يستحب للإمام أن يستنصر بالله جل وعلا عند قتال العدو.

[6] جاء في معرفة الصحابة لأبي نعيم الصبهاني: "صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف أبو سفيان سيد البطحاء، وأبو الأمراء عاش ثمان وثمانين سنة، وقيل: ثلاثا وتسعين، مولده قبل الفيل بعشر سنين، وإسلامه عام الفتح ليلة الفتح، شهد حُنيناً والطائف مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأصيبت عينه فيهما، وأصيبت الأخرى يوم اليرموك، كان ربعة عظيم الهامة، أعطاه النبي - صلى الله عليه وسلم - من غنائم حنين مائة من الإبل، وأربعين أوقية تألفاً، وأعطى ابنيه: يزيد ومعاوية مثله، فقال أبو سفيان: فداك أبي وأمي، والله إنك لكريم، ولقد حاربتك فنعم محاربي كنت، ثم سالمتك فنعم المسالم أنت، فجزاك الله خيراً، توفي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأبو سفيان عامله على نجران، امرأته: صفية بنت حزن من بني مالك بن عامر بن صعصعة، توفي سنة إحدى وثلاثين، وقيل: اثنتين وثلاثين بالمدينة وصلى عليه عثمان بن عفان –رضى الله عنه- بعدما عمي بصره وكان غلامه يقوده".

[7] تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام، شمس الدين الذهبي. ج3، ص 140.

[8] المنتظم في تاريخ الملوك والأمم، أبو الفرج ابن الجوزي، ج4، ص 118.

[9] هرقل: هو اسم ملك الدولة البيزنطية في تلك الحقبة الزمنية، وأما (القيصر) فهي تعني ملك الدولة الرومية (البيزنطية).

[10] أبو رغال: رجل من ثقيف الذين كانوا يسكنون الطائف، فلما أراد إبرهة هدم الكعبة ومعه الفيلة كان قد مر بالطائف، فعرضت عليه ثقيف من يدله على الطريق إلى مكة لهدم الكعبة، فأرسلوا معه أبا رغال، ومات أبو رغال في الطريق وبقيت العرب ترجم قبره لخيانته، وصار مثالاً يضرب به لمن يخون بني جلدته.

[11] شذرات الذهب في أخبار من ذهب، عبد الحي بن أحمد بن محمد العكري الحنبلي، ج1، ص27.

[12] البداية والنهاية، ابن كثير الدمشقي، ج9، ص 547.

[13] أطلس الخليفة أبي بكر الصديق، سامي عبد الله المغلوث، ص 95.

(1) صحيح البخاري - كتاب المغازي- باب قتل أبي جهل.

[15] المستدرك على الصحيحين للحاكم - كتاب معرفة الصحابة -رضى الله عنهم - ذكر مناقب عكرمة بن أبي جهل واسم أبيه مشهور.

[16] سنن سعيد بن منصور - كتاب الجهاد - باب ما جاء في سهمان النساء.

[17] مصنف ابن أبي شيبة - كتاب فضل الجهاد - ما ذكر في فضل الجهاد والحث عليه.

[18] تاريخ الأمم والرسل والملوك، ابن جرير الطبري، ج2، ص336.

[19] معجم البلدان، ياقوت الحموي، حرف السين، ص 280.

[20] تاريخ الأمم والرسل والملوك، ابن جرير الطبري، ج2،ص337.

[21] الطبقات الكبرى لابن سعد - طبقات البدريين من الأنصار- تسمية النساء المسلمات المبايعات من قريش وحلفائهم ومواليهم وغرائب نساء العرب -أسماء بنت أبي بكر الصديق بن أبي قحافة.

[22] تاريخ الأمم والرسل والملوك، ابن جرير الطبري، ج3، ص398–400

[23] تاريخ الرسل والملوك، ابن جرير الطبري، ج2، ص 338.

[24] إبراهيم بن يزيد بن قيس بن الأسود النخعي، قال عنه الذهبي في الكشاف: "الفقيه كان عجباً فى الورع و الخير، متوقياً للشهرة، رأساً فى العلم"

[25] مصنف عبد الرزاق الصنعاني - كتاب الجهاد - باب جهاد النساء والقتل والفتك.

[26] جولة تاريخية في عصر الخلفاء الراشدين، د. محمد السيد الوكيل، ص67.

[27] المطالب العالية للحافظ ابن حجر العسقلاني - كتاب المناقب - فضل أبي سفيان صخر بن حرب بن أمية.

[28] تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام، شمس الدين الذهبي، ج3، ص 139- 140.

[29] الكامل في التاريخ، ابن الأثير، ج2، ص260.

[30] البداية والنهاية، ابن كثير الدمشقي، ج10، ص 47.

[31] الكامل في التاريخ، ابن الأثير، ج2، ص341- 342.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • دروس من معركة الفرقان
  • ألب أرسلان بطل معركة ملاذ كرد
  • الحصون والقلاع .. عمارتها وأنظمتها ودورها التاريخي
  • أطفال اليرموك .. اغتيال مبكر للطفولة
  • قصة معركة اليرموك

مختارات من الشبكة

  • قصة معركة أجنادين(مقالة - موقع د. محمد منير الجنباز)
  • معركة اليرموك: دروس وعبر(مقالة - آفاق الشريعة)
  • أنا جوعان .. كلمة صرخ بها طفل مخيم اليرموك !(مقالة - المسلمون في العالم)
  • موقعة اليرموك(مقالة - آفاق الشريعة)
  • نهاية بطل .. موت خالد بن الوليد ( مسرحية شعرية )(مقالة - حضارة الكلمة)
  • فتح دمشق(مقالة - آفاق الشريعة)
  • من قادة الفتوحات الإسلامية: القعقاع بن عمرو التميمي(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • من قادة الفتوحات الإسلامية (القعقاع بن عمرو التميمي)(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • القادسية معركة غيرت مسار التاريخ(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها(مقالة - ثقافة ومعرفة)

 


تعليقات الزوار
9- بوركتم
عبد الستار المرسومي - العراق 08-04-2016 08:05 PM

نعم يا أخي مصطفى البابا، الأمل بالله تعالى وينبغي أن لا نفقده ، كما ينبغي أن نعد جيلاً مؤمناً بالنصر مفتخراً بانجازات الأجداد

8- الأمل
مصطفى البابا - لبنان 30-03-2016 11:39 PM

يجب أن لا نفقد الأمل في المستقبل
والأجيال القادمة قادرة بإذن الله على إعادة مجد الإسلام كما كان وأكثر
فالنصر من عند الله
وهذا الماضي المجيد خير دليل على أن لا شيء مستحيل إذا خلصت النوايا وبذل الجهد في سبيل الله.

7- الحزن أولى
عبد الستار المرسومي - العراق 08-02-2016 06:33 PM

لقد ضيعنا كل شيء يا منى
لا بد من حزن مع العزيمة على إعادة المجد
وإلا سيضيع منا المزيد

6- الإسلام
منى - الكويت 04-02-2016 11:54 PM

لا أعلم نفرح أم نحزن بعد قراءتنا للقصة العظيمة

أين كنا وأين وصلنا الآن للأسف ،، !!

5- معركة اليرموك
زائر - السعودية 21-11-2015 06:48 PM

نشكر القائمين على هذا الموقع

4- شكراً لكم
عبد الستار المرسومي - العراق 05-02-2015 10:15 PM

حياكم الله الأخوة: خالد، طارق، أحمد، دمتم مسددين جميعاً

3- اليرموك
احمد - الأردن 02-02-2015 04:36 PM

شكرا لكم أفادني

2- معركة اليرموك
TAREQ - الأردن 18-11-2014 08:25 PM

معركة رائعة ونشكركم جزيل الشكر

1- حسن محتوى القصة
خالد - المملكة العربية السعودية 02-11-2014 08:02 PM

نشكر القائمين على هذا الموقع ونتمنى لهم التوفيق

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 0:55
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب