• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    طريق لا يشقى سالكه (خطبة)
    عبدالله بن إبراهيم الحضريتي
  •  
    خطبة: مكانة العلم وفضله
    أبو عمران أنس بن يحيى الجزائري
  •  
    خطبة: العليم جلا وعلا
    الشيخ الدكتور صالح بن مقبل العصيمي ...
  •  
    في تحريم تعظيم المذبوح له من دون الله تعالى وأنه ...
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    كل من يدخل الجنة تتغير صورته وهيئته إلى أحسن صورة ...
    فهد عبدالله محمد السعيدي
  •  
    محاضرة عن الإحسان
    د. عطية بن عبدالله الباحوث
  •  
    ملامح تربوية مستنبطة من قول الله تعالى: ﴿يوم تأتي ...
    د. عبدالرحمن بن سعيد الحازمي
  •  
    نصوص أخرى حُرِّف معناها
    عبدالعظيم المطعني
  •  
    فضل العلم ومنزلة العلماء (خطبة)
    خميس النقيب
  •  
    البرهان على تعلم عيسى عليه السلام القرآن والسنة ...
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    الدرس السادس عشر: الخشوع في الصلاة (3)
    عفان بن الشيخ صديق السرگتي
  •  
    القرض الحسن كصدقة بمثل القرض كل يوم
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    الليلة التاسعة والعشرون: النعيم الدائم (2)
    عبدالعزيز بن عبدالله الضبيعي
  •  
    حكم مشاركة المسلم في جيش الاحتلال
    أ. د. حلمي عبدالحكيم الفقي
  •  
    غض البصر (خطبة)
    د. غازي بن طامي بن حماد الحكمي
  •  
    كيف تقي نفسك وأهلك السوء؟ (خطبة)
    الشيخ محمد عبدالتواب سويدان
شبكة الألوكة / ثقافة ومعرفة / التاريخ والتراجم / سير وتراجم / سير وتراجم وأعلام
علامة باركود

الفهرست للنديم ت 380 هـ/ 990م

أحمد رشدي أحمد عبدالحكيم

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 21/11/2012 ميلادي - 7/1/1434 هجري

الزيارات: 114987

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الفهرست

للنديم ت 380 هـ/ 990م


للطالب/ أحمد رشدي أحمد عبدالحكيم

بحث مقدَّم للأستاذ الدكتور

عصام محمد الشنطي

معهد البحوث والدراسات العربية

قسم البحوث والدراسات التراثية بالقاهرة

 

المقدمة

الحمد لله وحدَه، والصلاة والسلام على من لا نبيَّ بعده.

 

وبعد:

فإن عظمة التُّراث تستدعي كلَّ إنسان أن ينظُر إليها نظرة تعظيمٍ وإجلالٍ، فما من أمة خلَّفت تُراثًا كهذه الأمة، وقد أفنى رجالٌ أعمارهم وحياتهم في بِناء هذا التُّراث، وقد خلَّد الزمان ذِكر رجال بأعمالهم وعلومهم، فيَفنى الرجلُ بالجسد، لكنَّ عمَله وذِكرَه باقٍ إلى أن يرِث الله الأرض ومَن عليها.

 

وصدَق من قال:

ما الفَضْلُ إلا لأهْلِ العِلم إنَّهُمُ
على الهُدى لمنِ استَهْدى أدِلاَّءُ
وقَدْرُ كلِّ امرئ ما كان يُحْسِنهُ
والجاهِلون لأهلِ العِلم أعداءُ
فَفُزْ بعِلمٍ تَعِشْ حيًّا به أبدًا
فالنَّاسُ موتَى وأهلُ العِلم أحْياءُ

 

فأهل العِلم والفضل أحياء بعِلمهم، فيُخلَّد ذِكر الرجل بعمَله، ومِمَّن خُلِّد ذِكرهم، وأسهَموا بجزء وافِر في البيان والحِفاظ على هذا التُّراث: صاحب كتاب "الفهرست"، الذي يُعَدُّ من أَوثق وأقدَم الكتب التي تحمِل إلينا صورةَ تلك النَّهضةِ المعرفية الضخمة التي شهِدتها الأمة العربية الإسلامية، خاصَّة في القرن الرابع الهجري.

 

فكان كتاب النديم واحدًا من الكتب التي تحمِل خارِطة محصول العقل العربي من العِلم والمعرفة حتى وقته.

 

وذلك جهدُ مقلٍّ يسير لعرض وتحليل كتابِ "الفِهرست" للنديم، واتَّبعتُ في هذا البحث المنهجَ التحليلي النَّقدي، فأمَّا التحليلي، فمن خلال النظر حول منهج النديم في كتابه، وهدفه، ونِظامه فيه، وفِكرته، وكان يتبع ذلك الاستقراء لبعض ملامح حياته، وتكوين صورة عن أي قدْر من حياته بما يُزيل الإبهام؛ لقِلَّة المعلومات في ذلك، فلم نعلَم عنه إلا الشيء اليسير، وكان المنهج النَّقدي في تقييم الكتاب وذِكر إيجابياته وسلبياته.

 

وقد جاء البحث في:

مقدِّمة، وثلاثة فصول، وخاتِمة، وثبت للمصادر والمراجع، وثبت للمحتويات.

 

فأما المقدمة:

فكانت عن أهمية وعَظمة التراث، وموضوع البحث.

 

وأما الفصل الأوَّل:

فجاء بعُنوان "التعريف بالمؤلِّف"، وفيه اسمه، وحياته، ومهنته ومدى تأثيرها في كتابه، وعقيدتُه، وكُتُبه، ووفاته.

 

وأما الفصل الثاني:

فجاء بعُنوان "نظرات حول كتاب الفهرست"، حول كلمة الفهرست، اسم الكتاب، فِكرته، أهميته، منهجه، الجهود المبذولة فيه، مصادره، اهتمام المستشرقين به، فائدته للباحثين، وكونه مصدرًا علميًّا، طبعاته.

 

وأمَّا الفصل الثالث:

♦ فكان تقييمًا للكتاب "تقييم الفهرست".

♦وذكرتُ فيه إيجابيَّاتِه وسلبياته.

♦ وأمَّا الخاتمة، فذكرتُ فيها أهمَّ نتائج البحث التي توصَّلتُ إليها.

وتوَّجتُ ذلك بثبت للمصادر والمراجع، وثبت للمحتويات.

♦ والحمد لله أوَّلاً وآخرًا.

 

الفصل الأول: التعريف بالمؤلِّف


اسمه:

أبو الفرج محمد بن إسحاق النَّديم، وكُنيته: أبو الفرج، وكنية أبيه "إسحاق": أبو يعقوب[1].

 

لماذا لقِّب بالنديم؟!

♦ لقد سكَتت المراجع عن هذه، ولعلَّ عبارة الذهبي التي نقلها ابن حجر، وهي: الأخباري الأديب، وعبارة الصفدي - وهي: الأخباري - تُلقيان بصيصًا من الضوء على هذا اللَّقب؛ فلقد كان أخباريًّا أديبًا، فما أولاه أن يكون نديمًا ينادِم الناس بأخباره[2].

 

هل هو (النديم) أم (ابن النديم)؟

♦ اشتَهر الرجل (بابن النديم) فتكاد تُجمِع المصادر التي ترجَمت له على أنه المعروف (بابن النديم)، إلا أن محقِّق طبعة "الفهرست" في طهران "رضا تجدد" نبَّه إلى أنه هو "النديم" لا "ابن النديم"، وصوَّر الصفحة الأولى من مخطوطة نفيسة في تستربيتي، جاء اسم الكتاب فيها "الفهرست للنديم"، وعلى هامِشها من اليمين، بخط المؤرِّخ "أحمد بن علي المقريزي" ما نَصُّه: "مؤلِّف هذا الكتاب أبو الفرج محمد بن أبي يعقوب إسحاق بن محمد إسحاق الورَّاق، المعروف بالنديم"[3].

 

♦ ونجد أيضًا في أكثر من موضِع من كتابه يتردَّد ذِكر اسمه المعروف بـ"النديم"؛ ففي الجزء السابع من كتاب الفهرست: محمد بن إسحاق النديم، المعروف بأبي الفرج بن أبي يعقوب الورَّاق[4].

 

وفي الجزء الثامن من كتاب الفهرست:

محمد بن إسحاق النديم، المعروف بأبي الفرج بن أبي يعقوب الوراق[5].

 

وفي الجزء العاشر من كتاب الفهرست:

محمد بن إسحاق النديم المعروف بأبي الفرج بن أبي يعقوب الورَّاق[6].

 

♦ ومن خلال ذلك نجد أنَّ تَلقيبه بالنديم، يكاد يكون خالصًا له، لا نصيب لأبيه فيه، والنصوص التي ورَدت في كتاب الفهرست لا تُملي غيره؛ فإنَّ الرجل هو "النديم" لا "ابن النديم"، وكما سبَق أنَّه لقِّب بالنَّديم لسببٍ؛ فالملقَّب هو الرجل نفسه "النديم"، والمشهور هو الرجل نفْسه، وهو قول موثَّق بأدلَّة لا عن هوى.

 

حياته:

لا نعلَم عن حياته إلا النزر اليسير، ولا نعلم لمولده تاريخًا، إلا أنه ولِد ببغداد في الربع الأوَّل من القرن الرابع عام 325 هـ، وأنَّ الوراقة كانت مهنة أبيه، فاحترَف حِرفة أبيه، وقد ساعَد أباه في نسْخ الكتب وبيعها في بغداد.

 

مهنته، وثقافته، ومدى تأثيرهما في كتابه الفهرست:

كان النديم ورَّاقًا، وأتاحت له مهنتُه أن يرى مُعظم الكتب التي ذكَرها، وأن يكون على معرفة تامَّة بالإنتاج الفكري في عصره، وما كان من قبل، من كتُب، عربية كانت أو معرَّبة؛ فقد أحصى النديم في الفهرست 8360 كتابًا، لـ 2238 مؤلِّفًا[7]، وكانت هذه الكتب والمؤلَّفات في شتَّى وجميع العلوم، أضِف إلى ذلك مَن سمع منهم، وأخَذ عنهم من الشيوخ[8] مما كان لهم كبيرُ الأثر في ثقافته.

 

ومن أدلَّة احترافه الوراقة:

1- البيانات العديدة التي يكتُبها عن الكتب التي يتعرَّض لذِكرها، من نوع الورق ومساحته، والخط الذي دوِّنت به، والأوصاف الماديَّة الشاملة لأنواع الأوراق، والخطوط، وعدد الصفحات والأسطر بكل صفحة، كما في المقالة الأولى.

 

2- يحذِّر ويبيِّن للناس ما يَفعله النُّساخ في الكتب من التلبيس عليهم في البيع، حتى لا يشتري محبُّ الكتب نسخةً غير أصلية، أو غير تامَّة بثمن الأصلية[9].

 

3- ذِكْره للمزادات التي تُقام للكتب[10].

 

4- كثيرًا ما يذكُر ورَّاقين آخرين[11]، أو رجالاً يَقومون بتجليد الكتب[12]، كما يذكُر من يتَّصل بهم كثيرًا - بحُكم مهنته - من المؤلِّفين والعلماء والشُّعراء.

 

من ذلك يتَّضح أن مهنتَه كانت الوراقة، وأنها كانت السبب في اهتمامه بأن يؤلِّف هذا الكتاب.

 

عقيدته:

تكاد تُجمِع المصادر والمراجع أن النديم كان شيعيًّا مُعتزليًّا، وفي كتابه ما يُدلِّل على ذلك؛ فقد وثَّق عبدَالمنعم بن إدريس، والواقدي، وإسحاق بن بشير وغيرَهم من الكذَّابين، وتكلَّم في محمد بن إسحاق وابن إسحاق الفزاري وغيرهما من الثِّقات[13]، وكان يُسمِّي أهل السُّنة "الحشوية"، ويُسمِّي كل من لم يكن مُتشَيِّعًا "عاميًّا"، ويُثني على علماء الشيعة[14]، ولكنه لم يكن من غُلاة الشيعة.

 

كتبه:

لم يذكُر المترجِمون للنديم من مؤلَّفاته إلا كتابين، هما: الفهرست، وكتاب التشبيهات، والكتاب الثاني لا نعلم عنه شيئًا[15].

 

وفاته:

اضطرَبت آراء الباحثين حول تاريخ وفاته؛ فقد ذكَر ابن النجار في "ذيل تاريخ بغداد" أنه توفِّي سنة 385هـ[16]، وقيل: 388 هـ[17]، وقيل بعد ذلك؛ لأنَّه ترجَم وذكَر أشخاصًا بعد ذلك التاريخ.

 

♦ والراجح أن هذه التَّراجم والإضافات التي كانت بعد ذلك الزمان كانت من إضافات شخص آخر؛ فقد ترَك النديم كتابه فيه بياضات كثيرة، وأتمَّها الوزير المغربي ت 418هـ، إلا أن تتِمَّة الوزير لم تصِلنا، مقارنة بما نقَله منها ياقوت[18].

 

ولما كان الأمر فيه اضطراب، فكان لا بدَّ أن يُردَّ إلى أهله المتخصِّصين في ذلك، وقد حقَّق بعض المتخصِّصين تاريخ الوفاة، وكان الراجح في ذلك أن النديم توفِّي سنة 380 هـ، بفارِق يَزيد خمسين عامًا على الرواية المشهورة[19].

 

الفصل الثاني: نظرات حول كتاب الفهرست


حول كلمة "الفهرست":

♦ أصلُ الكلمة فِهْرِست، وهي فارسية، بمعنى: جملة العدد للكتب، وقد عُرِّبت بحذف التاء، وأصبحت "فِهْرِس"، وخضَعت للاشتقاق، فنقول فَهْرَس يُفَهْرِسُ فَهْرَسَةً، وجُمِعت على فهارس[20].

 

♦ وفي معناها "هو الكتاب الذي تُجمَع فيه أسماء الكتب مرتَّبة بنظام معيَّن، ولَحْق يوضَع في أول الكتاب أو في آخره يذكر فيه ما اشتَمل عليه الكتاب من الموضوعات والأعلام، أو الفصول والأبواب مرتَّبة بنظام معيَّن[21].

 

♦ يرجِع استخدام هذه الكلمة إلى القرن الثاني الهجري، فكان النديم ينقل عن فِهرست جابر بن حيَّان، وفهرست كتب الرازي، واستخْدَمها النديم بمعنى الكشَّاف أيضًا[22].

 

من أمثلة استخدام الكلمة:

فهرس ابن عطية الغرناطي، المتوفَّى 542هـ، وفِهْرس ابن خير الإشبيلي، المُتوفَّى 575هـ.

 

♦ وللكلمة تَسميات أخرى تحمل نفْس المعنى، وهي[23]: [المشيخة، المُعجم، الفِهرس، البرنامج، الثبت، السند].

 

♦ وقد شاع استعمال كلمة الفِهرس، والبرنامج عند المَغاربة والأندلسيِّين[24].

 

♦ وكلٌّ من الكلمات السابقة له معنى آخر، واستعمال خاصٌّ به[25].

 

أما عن تسمية الكتاب:

فقد نُشر الكتاب باسم "الفهرست"، إلا أن ياقوتًا الحمويَّ ذكَره في معجمه على أنه "فِهرست الكتب"[26]، وذكَره ابن حجر باسْم "فِهرست العلماء"[27]، وذكَره صاحب كشْف الظنون باسم "فِهرس العلوم"[28]، أما إسماعيل البغدادي فيُسمِّيه "فوز العلوم"[29]، وأكبَر الظن أن إسماعيل البغدادي قد حرَّف الاسم الوارِد في كشْف الظنون من فِهرس العلوم إلى فوز العلوم.

 

والمشهور الصحيح الراجح أن الكتاب هو "الفهرِست"؛ لمجيئه بهذا الاسم على المخطوطات[30]، ولشهرته بين الناس بهذا الاسم، وكما سمَّاه صاحبه في مُستهَلِّ الكتاب[31].

 

فكرة الفهرست:

♦ لقد وضَّح وبيَّن لنا النديم نفسه فكرة كتابه؛ حيث قال في مُستهَل الكتاب:

"هذا فهرست كتُبِ جميع الأمم، من العرب والعَجم، الموجود منها بلغة العرب وقَلمِها في أصناف العلوم، وأخبار مصنِّفيها، وطبقات مؤلِّفيها، وأنسابهم، وتاريخ مواليدهم وأعمارهم، وأوقات وفاتهم، وأماكن بُلدانهم، ومناقِبهم ومَثالِبهم، منذ ابتداء كلِّ عِلم اختُرِع إلى عصرنا هذا، وهو سَنة سبع وسبعين وثلاثمائة للهجرة"[32].

 

أهمية الفهرست:

يظلُّ كتاب الفهرست أَقدم وثيقة شامِلة يُبيِّن لنا مدى ما وصلَت إليه الحياة العقلية الإسلامية في عصرٍ من أزهى عصور الحضارة، وهو عصر بني العباس، ويرصُد الحياة الفكرية والعلميَّة والثقافية للعرب وغيرهم منذ بدأ التدوين والتأليف إلى أواخر القرن الرابع الهجري، ولولاه لضاعتْ أسماء كثير من كتُب تراثنا وأوصافها كما ضاعت الكتب نفسها.

 

منهج ونظام النديم في كتابه:

بعد أن بيَّن النديم فِكرته في الفهرست أتبَع ذلك ببيان منهجه ونِظامه في الكتاب؛ وكان ذلك في قائمة محتويات الكتاب في عشر مقالات، تختصُّ كل منها بموضوع معيَّن؛ فمقالة في لغات الأمم، وأخرى للنَّحْويين واللغويين، وأخرى للشِّعر والشعراء، وأخرى للكلام والمتكلِّمين، وهكذا.

 

فكان الكتاب فيه عشر مقالات، وتحت كل مقالة تندرِج فنون، بلَغ عددها ثلاثة وثلاثين فنًّا.

 

♦ وطريقته أنه كان يعرِض لكل فنٍّ أو عِلم من العلوم، يعرِّفه، ويذكُر نشأته، ومن ألَّفوا فيه، وشيئًا من حياة المؤلِّف، ويذكُر كتبه، ويصِف كل كتاب منها، ويقيِّمه ويُعلِّق عليه، ولم يخضَع المؤلِّفون والمؤلَّفات في كتابه إلى أي ترتيب هجائي أو زمني، وربما كان يَبتدئ بأشهر المؤلَّفات[33].

 

وكان النظام العام مُتفاوِتًا في منهجه، ولم يكن على نمط واحد؛ فكان يُطيل في بعض التَّراجم، مثل: ترجمته لسيبويه[34]، والأخفش، وقطرب، والمبرِّد[35]، ويختصِر في بعض التَّراجم حتى لا تكاد تتجاوز بعض الأسطر القليلة، مِثل: ترجمته لابن الأنباري، وابن الحائل[36] وغيرهم، وقد لا تتجاوز الترجمة السطر، أو كلمات قليلة؛ مثل: ترجمته لابن سيف السجستاني[37]، والعمري[38].

 

وفي بعض التَّراجم يذكُر الاسم فقط أو الشهرة، ولم يذكُر تحته شيئًا قط؛ مثل أن يقول "ابن سيف الفارض: واسمه...، وله من الكتب...[39]، وأبو الطيب الملقي: وله من الكتب...[40]، وقد لا يذكُر تاريخ الوفاة مثل: ابن السراج "توفِّي سَنة...[41]، وقد لا يذكر المولِد، مثل: أبي الطيب بن شهاب، ومولِده.."[42].

 

♦ وفي بعض التراجم يقول: لم يُذكَر له مصنَّف[43]، وفي بعض التراجم لم يتكلَّم أصلاً عن مؤلَّفات، مثل ذِكره لأبي ثوَّابة الأسدي[44]، وعبَّاد بن كُسيب[45].

 

يقول الدكتور الحلوجي[46]:

"وقد يكون ابن النديم متأثِّرًا في هذا التقسيم العشري بعيون الأخبار لابن قتيبة، وطبقات فحول الشعراء لابن سلاَّم، وكتب الحماسة، وعلى رأسها حماسة أبي تمام".

 

الجهود المبذولة في الفهرست:

من المُسلَّم به أن السَّير يدلُّ على المسير، وكتاب مِثل هذا لا يدلُّ إلا على جُهد شاقٍّ أخَذ سنين عدة ليكون هكذا، بما يَحويه بين دفَّتيه، ومن تلك الجهود الكثيرة تنوُّع الكتب بين يدي النديم، وإحاطة عِلمه بها، وما تَحويه من عِلم، إضافة إلى ذلك وصْفها الدقيق المادي والمعنوي، وما سمِع من شيوخ أكابِر في عصره؛ كالأصفهاني، والسيرافي، فإذا هو يُبوِّب ويفرِّع على هذا النحو الواسع الذي لخَّصته المقالات العشر، وما تحتها من فنون، وهذا يدل على استقصاء جمْع، وكثرةِ نظَر وتقليب، واستحقَّ أن يقول فيه ياقوت: "جدَّد فيه واستوعَبه استيعابًا يدل على اطِّلاعه على فنون من العِلم، وتحقُّقه لجميع الكتب"[47].

 

مصادر الكتاب:

♦ تنوَّعت مصادر النديم في كتابه، ومنها ما نَصَّ عليه بنفْسه في ثنايا كتابه، ومنها:

1- السيرافي والأصفهاني والمرزباني، وهم من أعلام القرن الرابع الهجري.

2- الحسن بن سوار الخمار[48].

3- علي الصفار، يروي عنه كثيرًا[49].

4- يونس القس[50].

5- أبو الحسن محمد بن يوسف الناقط[51].

6- كتاب أبي الحسن بن الكوفي[52].

7- وكتاب ثعلب[53].

8- أبو الفتح النحوي[54].

9- كما نقَل عن بضع قوائم كتب، منها ما أعدَّه عبدان الإسماعيلي بأسماء كتُبه[55].

10- كما اعتمَد على كتب تاريخية، منها: تاريخ ثابت بن سنان[56]، وكتاب الأخبار الداخلة في التاريخ، بقلم أبي القاسم الحجازي[57]، وكتاب أخبار خراسان[58].

11- واعتمَد على كتب الفِرق والأديان، مِثل: نقْض الإسماعيلية؛ لأبي عبدالله بن رزام[59]، وكتاب أخبار بابل لواقد بن عمرو التميمي[60]، والرد على النصارى للقحطبي[61].

12- ورجَع إلى كتُب في تاريخ الطب، منها: تاريخ الأطباء؛ لإسحاق بن حُنين[62]، وغير ذلك من الكتب.

 

اهتمام المستشرِقين بالفهرست:

يرجع اهتمام المستشرقين بالفهرست إلى القرن السابع عشر الميلادي، إذ ورَدت مخطوطة للمقالات الأربع ت.سع الأولى من هذا الكتاب من القاهرة إلى باريس، على حين وردت المقالات الست ت.سع الأخيرة منه من إسطنبول إلى لندن، ولكن لم ينشَر الكتاب إلا في القرن التاسع عشر، بِناءً على هاتين المخطوطتين ومخطوطات أخرى أحضِرت إلى أوربا بعد ذلك، يقول يوهان فيك: "إن فليجل تمكَّن بعد خمسة وعشرين عامًا من العمل المستمِر من نشْره، ويعظِّم "فيك" من قيمة الكتاب؛ إذ يعدُّه كتابًا في تاريخ الأدب العربي الذي لم يؤرِّخ له المسلمون والعرب إلا قليلاً، فعِنايتهم - وبخاصة الفقهاء - إنما كانت بالتَّراجم والسِّير، فهي مرتبِطة بالأشخاص وسِيرهم، وعلى مَن تعلَّموا، ومن درَس عليهم، وعن رحلاتهم في طلَب العلم، ومن ثَمَّ لم يُكتَب عن تاريخ عِلم الحديث أو التشريع أو الشعراء أو الطب، وإنما جُمعت تَراجم عن رواة الحديث والفقهاء والشعراء والأطباء، أمَّا الأعمال التي تختصُّ بالكتب مباشرة، فإن لها طبيعة موسوعيَّة، مِثل: "الفهرست"؛ لابن النديم، و"كشْف الظُّنون"؛ لحاجي خليفة، ولا توجد كتب كثيرة تُشبِههما؛ إذ إن المعرفة كان يجب أن تؤخذ مشافهةً عن الشيوخ، ولم يكن الكتابُ إلا دعامة للذاكرة[63].

 

♦ ونجد من خلال ما سبَق أن أوَّل من اهتمَّ به من المستشرِقين: فليجل[64]، فقام بإخراجه وتحقيقه، ولكنَّه قبل أن يُتمَّ الكتاب وافَته المَنيَّة، فأكمَله تلميذاه أوجست ميالمر[65]، ويوهانس في مواضع أُخر: ريديجر[66].

 

فائدة الفهرست للباحثين، وكونه مصدرًا عامًّا:

"الفهرست": كتاب جليل القدْر؛ فهو أول كتاب يحمِل تاريخ التراث العربي، وكان وحيدًا في بابه، وأكثره شمولاً.

 

لقد أعطى الفهرست شهادة كاملة عن كل ما نُعاني من فقْده في مختلف فروع العلوم دون استثناء حتى عصره.

 

وذلك أثَرى الباحثين في عدة مجالات:

1- فعمَل النديم في كتابه يُبيِّن للباحثين ما كانت عليه الحياة العلميَّة في هذه الحقبة الزمنية التي كانت أزهى العصور بالحركة العلمية.

2- يُبيِّن لنا الكتب الكثيرة المختلِفة في كل المجالات العلمية، وما وجِد منها وبقي حتى الآن، وما فُقِد.

3- يذكُر لنا النديم في كتابه كثيرًا من الأحداث الاجتماعية والسياسيَّة التي أثَّرت في العلماء وفي علومهم، مما يُفيد الباحث في معرفة الكثير عن نشأة العالِم وأقواله واعتقاداته.

4- كان الكتاب شاملاً في بابه؛ فقد استوعَب الكثير من العلوم، فضلاً عن الفنون، وكانت مِهنته عاملاً قويًّا أضاف للباحثين كثيرًا في عالَم التحقيق، بما ذكَره في الورق وأنواعه، والخطوط، والأقلام، والأوصاف المادية لكلِّ ذلك.

5 - طريقته في العرض والمنهج، ما جعل الباحث يقف على أرض صُلبة، ويبدأ في طريق كلِّ عِلم من جذوره، فكان النديم يعرِض لكل فنٍّ، أو عِلم من العلوم يعرِّفه، ويذكُر نشأته، ومن ألَّفوا فيه، وشيئًا من حياة المؤلِّف، وكُتبه... إلخ، وكل هذا مما يُثري الباحث، ويجعله على ثقل من العِلم والفن.

6- وحدة الموضوع في تقسيمه للكتاب، فكان نموذجًا رائدًا للبيليوغرافيين في الرجوع إليه، فكان كافيًا شافيًا للباحثين.

 

الفراغ من تسويده:

كان الفراغ من تسويد الكتاب سَنة 377 هـ، كما ذكَر النديم نفسه في مُستهَل كتابه[67].

 

طبعات الكتاب:

ذكرتُ من قبل أن أوَّل من قام بنشر هذا الكتاب هو المستشرِق فليجل[68]، ولكن نُشر هذا الكتاب بطبعات مختلفة، وقد أحصى هذه الطبعات محقِّقَا طبعة الذخائر التي نشَرتها الهيئة العامة لقصور الثقافة، وذكروا اثني عشر طبعة للكتاب، ولكن أكتفي هنا بذكر ثلاث طبعات؛ لأن عليها المُعوَّل دائمًا، وهي مرجِع جميع الباحثين.

 

وهي:

1- طبعة فليجل:

صدَرت في جزأين بليبزج عام 1871؛ أي: بعد وفاة فليجل بعام واحد، وأشرَف ريديجر على إصداره، وتضمَّن نَصَّ كتاب الفهرست، والقراءات التي وردت بالمخطوطات المستخدَمة، تتصدَّره مقدمة فليجل للكتاب، ومقدمة ريديجر، وصدَر ثانيهما في العام التالي 1872، ويتضمَّن التعليقات والفهارس، وأشرَف على إصداره ميللر، بمعاونة ريديجر، أي إن الذي أصدَر العمل فليجل، وأتمَّه تلميذاه ريديجر وميللر.

 

2- طبعة طهران:

وهي بتحقيق رضا تجدد 1971م، واعتمَد فيها على مخطوطتي شستربيتي، ومخطوطة شديد علي باشا، وصنَع لها فهارس وكشافات.

 

3- طبعة بيروت:

بتحقيق د. يوسف علي الطويل، ونشَرتها دار الكتب العلمية، 1966م، وقد وضَع لها الفهارس الأستاذ أحمد شمس الدين[69].

 

ولا شكَّ أن الكتاب لا يزال بحاجة إلى نظر وتدقيق ودراسة وتحقيق، وقد أخبَر الدكتور أيمن فؤاد سيد أنَّه أرسل للمطبعة بطبْع الكتاب، بعد أن قام فيه بجُهد وافر مشكور، فعساه أن يُتم ويَسُد الخلل، ويُضيف الجديد، وتكمُل فائدة الكتاب العلمية المرجوَّة، وهو أغلب الظن في أستاذنا - حفِظه الله.

 

الفصل الثالث: تقييم الفهرست

لقد كان الكتاب أول مؤلَّف في بابه، ومِن أقدَم كتب التَّراجم وأفضلها، فكان رائدًا في بابه، إلا أنه لم يَسلَم من النقد الشديد من قِبل المتخصِّصين؛ فلذلك كان هذا الفصل تقييمًا للكتاب في ذِكر إيجابيَّاته وسلبياته.

 

من إيجابياته:

1- حرْص النديم على تحديد الكتب التي رآها بنفسه، والكتب التي ت.سع سمع أو قرأ عنها، فأحيانًا يقول: وهذا الكتاب رأيته، أو: رأيتُ بعضه ولم أرَه كاملاً، مِثل قوله عن كتاب "بِناء الكلام لبرزخ العروض": "رأيتُه في جلود"[70].

 

♦ وقوله عن كتاب "الأخبار والأنساب والسير"؛ لأبي العباس المكاولي: "رأيتُ بعضه، ولم أرَه كاملاً"[71].

♦ وذِكره أربعة عشر كتابًا للحسن بن علي بن الحسن بن زيد: "وهذا ما رأيناه من كتُبه.."[72]، ويذكُر كتبًا ت.سع حدَّثه عنها الثقاتُ مع رؤيته لها؛ كذِكره لكتب جابر بن حيان، فيقول: "ونحن نذكُر جُملاً من كتُبه رأيناها، وشاهَدها الثِّقات فذكروها لنا"[73]، وهناك كتُب مفقودة يُنبِّه إليها ت.سع؛ كقوله عن كتاب "الأصول الأكبر" لعلي بن عبدالعزيز الدولابي أحد أصحاب الطبري: إنه "لم يوجَد"[74].

 

2- إنَّه يُحدِّد لنا أحجام الكتب التي رآها، ويُعطينا أوصافها وملامحها البارزة مِثل: كتاب معجم الشعراء للمرزباني، أحد مُعاصريه، "كان يضُم نحو خمسة آلاف ترجمة، وكان يقع في حدود ألف ورقة"[75].

♦ وكتاب "التفقيه"؛ لابن قتيبة: "هذا كتاب رأيتُ منه ثلاثة أجزاء نحو ستمائة ورقة، بخط برك، وكانت تَنقص على التقريب جزأين، وسألتُ عن هذا الكتاب جماعة من أهل الخط فزعَموا أنَّه موجود"[76].

♦ ولا يكتفي النديم بذكر عدد الأوراق، وإنَّما يحدِّد لنا ما يَعنيه بالورقة فيقول: "فإذا قلنا: إن شعر فلان عشْر ورقات، إنما عَنينا بالورقة أن تكون سليمانية، ومقدار ما فيها عشرون سطرًا، أعني في صفحة الورقة، فليُعمَل على ذلك في جميع ما ذكرتُه من قليل أشعارهم وكثيره"[77]، وأكثر من ذلك فهو يصِف النَّقط، والتشكيل، وتقييم الكتب، وتحديد أصيلها من منحولها، ونجد ذلك كثيرًا[78].

 

3- إنَّه يردُّ ما ينقله إلى مصادره في أغلب الأحوال، مِثل نقْله عن ابن مقلة أسماء الخطباء والبُلغاء[79]، وينقل عن أبي جعفر الخلدي أخبار السياح والزُّهاد والعباد[80]، وينقل عن يحيى النحوي وغيره في تاريخ الطب[81]، وغير ذلك.

 

4- إنَّه يستعمِل ما يُعرف الآن بالإحالات، فهو حين يذكُر شخصًا ما في موضعين من الكتاب يُشير في أحد الموضِعين إلى أن ذِكره قد ورَد في موضِع سابق أو لاحق، وحين يذكُر لمؤلِّف بعض كتبه في فنٍّ يُحيل إلى كتبه الأخرى في فن آخر، مِثل كتاب الباقر محمد بن علي بن الحسين يقول عنه: "رواه عنه أبو الجارود زياد بن المنذر رئيس الجارودية الزيديَّة، ونحن نستقي خبرَه في موضِعه"[82]، ثم يذكُره بعد ذلك[83]، وإذا ذكَر شيئًا سابقًا يُشير إليه كذِكره لأسماء النَّقلة من الفارسي إلى العربي؛ كالبلاذري، يقول عنه: "وقد مضى ذِكره"[84].

 

5- إنه لا يَنحاز لرأي على رأي بغير بيِّنة أو دليل؛ ففي حديثه عن الكيميائيين في المقالة العاشرة يقول: "وللفريقين ت.سع جميعًا في الصَّنعة كتُب وعلوم، وهذه أمور اللهُ أعلَم بها، ونحن نبرأ في ذِكرها من العَيب والحكاية"[85]، وغير ذلك[86].

 

6- ضبْطه للأعلام التي يُظن أن يحدُث فيها لَبس، مثل: الكِسَائي[87]، الأثَرْم[88]، الجَرْمي ت.سع[89]، السِّجِستاني[90].

 

7- إزالة الإبهام أيضًا لبعض الألفاظ غير المفهومة[91].

 

سلبياته:

1- يذكُر أشخاصًا ليست لهم مؤلَّفات على الإطلاق، مِثل ترجمته لبعض فصحاء العرب المشهورين الذين أخذ عنهم العلماء، ومنهم من لا مؤلَّفات له، مثل أبي البيداء الرباحي، وأبي عرار العجلي، وأبي سوار الفنوي، وعبدالله بن عمرو المازني وغيرهم[92].

 

2- أحيانًا لا يذكُر أسماء الكتب، مُكتفيًا بذِكر الموضوع، وأسماء المؤلِّفين فيه، مثل قوله: "الكتب المؤلَّفة فيما اتَّفقت ألفاظه ومعانيه في القرآن: كتاب محمود بن الحسن، كتاب المبرِّد.. إلخ[93]، ومعروف أن عُنوان الكتاب ركن أساسي من أركان الوصف الببليوجرافي، لا يَستقيم هذا الوصف بدونه على الإطلاق.

 

3- أنَّه أقحَم على الكتاب ما ليس من طبيعته حين التزَم في المقدمة بأن يترجِم للمؤلِّفين، والترجمة للمؤلِّفين بذكر أخبارهم وطبقاتهم وأنسابهم وتواريخ مواليدهم ووفياتهم...إلخ، مما أخرَج العمل عن طبيعته الببليوجرافية المحضة، وجعله مائعًا بين الببليوجرافيا والتَّراجم، ومع ذلك لم يُنجِز ما وعَد به في كثير من الأحيان.

 

4- أنه يتعرَّض لأشياء لا صِلة لها بموضوع الكتاب؛ كالحديث عن فضل القلم والخط، ومدْح الكلام العربي، وغير ذلك[94].

 

ولكن رُغم ما تعرَّض له من نقْد؛ فإنه لا يُخرِج الكتاب عن فائدته العامة والخاصة، وكونه مصدرًا عامًّا في بابه، وكونه ت.سع رائدًا في بابه، وأول مؤلَّف في تاريخ التُّراث العربي، وأفضل الكتب وأشملها، ولولاه لضاع الكثير من تُراث المسلمين والعرب كما ضاع غيره من كتب التُّراث.

 

الخاتمة

وفيها أهم نتائج البحث ت.سع البحث:

1- الكتاب اسمه: الفهرست، وصاحبه: النديم، لا ابن النديم، توفِّي سنة 380 هـ.

2- النديم كان ورَّاقًا، وساعَد اطِّلاعه ومهنته في كون الكتاب هكذا، ولم يكن عالِمًا.

3- كان مُعتزليًّا شيعيًّا، لكنه ليس بشديد التشيُّع، ولا يمنع ذلك ت.سع الإفادة من كتابه.

4- كتبه "الفهرست"، وكتاب "التشبيهات".

5- الفهرست كلمة فارسية، وكان أول استخدامها في القرن الثاني الهجري.

6- أهمية كتاب الفهرست، ومدى شموله، وإفادته للباحثين.

7- الفِهرست: أقدم وثيقة شامِلة في تاريخ التراث الإسلامي والعربي.

8- لم تتغلَّب الجوانب السلبية على الإيجابية، ولم تُقلِّل من شأن ومكانة الكتاب في بابه.

9- النديم بذَل جهدًا كبيرًا في كتابه الفِهرست.

10 - تنوُّع مصادر النديم في الفهرست.

11- اهتمام المستشرِقين بالفهرست.

12- الفهرست ما زال بحاجة إلى النَّظر والتدقيق والدراسة والتحقيق.

13- الفهرست عمَل ببليوجرافي شامِل لكل ما كتِب في لغة العرب، وما ترجِم إليها في شتى فروع المعرفة حتى سنة 377 هـ.

 

المصادر والمراجع


المصادر:

♦ الفهرست للنديم؛ تحقيق: د. محمد عوني عبدالرؤوف، ود. إيمان السعيد جلال، طبعة الهيئة العامة لقصور الثقافة.

♦ الفهرست للنديم؛ تحقيق: رضا تجدد، طبعة طهران.

 

المراجع:

1- أدوات تحقيق النصوص، المصادر العامة، عصام محمد الشنطي، طبعة مكتبة الإمام البخاري، الطبعة الأولى، 1428هـ/2007م.

2- الأعلام للزِّركلي، طبعة دار العِلم للملايين.

3- تاريخ الأدب العربي؛ لبروكلمان، طبعة المعارف.

4- تاريخ التراث العربي؛ لفؤاد سزكين، مصوَّرة عن طبعته Bdf.

5- لسان الميزان؛ لابن حجر العسقلاني، تحقيق: غنيم عباس غنيم، طبعة المعارف الحديثة.

6- معجم الأدباء؛ لياقوت الحموي، طبعة عيسى الحلبي.

7- مقالات مختلفة من الشبكة العنكبوتية.

8- من تراثنا الببليوجرافي: "ابن النديم وكتابه الفهرست"؛ للدكتور/ عبدالستار الحلوجي.

9- مقالة بعُنوان "الفِهرست لابن النديم"؛ للأستاذ/ إبراهيم الإبياري، في الجزء الثالث من تراث الإنسانيَّة.

10- وفَيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان؛ لابن خلكان، تحقيق إحسان عباس، طبعة صادر.

 

 

المحتويات


 

 

 

1

المقدمة .......

2

2

الفصل الأول: التعريف بالمؤلف

3

3

اسمه:

3

4

حياته

4

5

مهنته، وثقافته، ومدى تأثيرهما في كتابه الفهرست:

4

6

عقيدته:

4

7

كتبه:

5

8

وفاته:

5

9

الفصل الثاني: نظرات حول كتاب الفهرست

6

10

حول كلمة "الفهرست":

6

11

تسمية الكتاب:

6

12

فكرة الفهرست:

7

13

أهمية الفهرست:

7

14

منهج ونظام النديم في كتابه:

7

15

الجهود المبذولة في الفهرست:

8

16

مصادر الكتاب:

9

17

اهتمام المستشرقين بالفهرست:

10

18

فائدة الفهرست للباحثين وكونه مصدرًا عامًّا:

10

19

الفراغ من تسويده:

11

20

طبعات الكتاب:

11

21

الفصل الثالث: تقييم الفهرست

13

22

من إيجابياته:

13

23

سلبياته:

14

24

الخاتمة

16

25

المصادر والمراجع

17

26

المحتويات

18

 


[1] مِن مصادر ترجَمته: لسان الميزان؛ لابن حجر، ط: الفاروق، تحقيق: غنيم عباس غنيم، ج6/ ص146، معجم الأدباء لياقوت الحموي، ط. عيسى الحلبي، ج 18/ ص 17، وفَيات الأعيان؛ لابن خلكان، ط. دار صادر بيروت، تحقيق، د. إحسان عباس، ج1، ص52، تاريخ الأدب العربي؛ لبروكلمان، ط. المعارف، ج3، ص72، الأعلام الزِّركلي، ط. دار العلم للملايين، ج6، ص29.

[2] مجلة تُراث الإنسانية، مقال بعُنوان: "الفهرست"؛ لابن النديم، للأستاذ: إبراهيم الإبياري، المجلد الثالث، ص196.

[3] الأعلام، ج6/ ص29.

[4] الفهرست، ص237، ط. الهيئة العامة لقصور الثقافة.

[5] ص303، الفهرست.

[6] الفهرست، ص351.

[7] نقلاً عن الموسوعة الحرَّة بالشبكة العنكبوتية.

[8] منهم: أبو الخير الحسن بن سوار الخمار، وأبو الفرج الأصفهاني، وأبو إسحاق السيرافي، وإسماعيل الصفار، ويونس القس وغيرهم.

[9] الفهرست، 159.

[10] السابق: 150، 252، 359.

[11] السابق: 299، 355.

[12] السابق: 119، 155.

[13] مجلة تُراث الإنسانية، مقال عن "الفهرست"؛ للأستاذ/ إبراهيم الإبياري، المجلد الثالث، ص97.

[14] الأعلام للزركلي، ج6، ص29.

[15] انظر: لسان الميزان، ج6، ص146، ومعجم الأدباء، ج18، ص17، والأعلام، ج6، ص29 وغيرها.

[16] ذيل تاريخ بغداد؛ لابن النجار، نقلاً عن مقال للدكتور عبدالستار الحلوجي، بعنوان: من تُراثنا الببليوجرافي، ابن النديم وكتابه الفهرست.

[17] لسان الميزان، ج6، ص146.

[18] نقلاً من الموسوعة الحرَّة في الشبكة العنكبوتية.

[19] أدوات تحقيق النصوص، المصادر العامَّة؛ للدكتور عصام الشنطي، ط. مكتبة الإمام البخاري.

[20] أدوات تحقيق النصوص، ص62.

[21] المعجم الوسيط، صدَر عن مجمع اللغة العربية بالقاهرة، ص704.

[22] الفهرست، ص107.

[23] أدوات تحقيق النصوص، ص60.

[24] السابق: ص60.

[25] السابق: ص61، ذكَر المؤلِّف معنى كلِّ كلمة من هذه الكلمات الستِّ.

[26] ج 28، ص17.

[27] لسان الميزان، ج6، ص146.

[28] ج2، ص1303، ط. إستانبول، نقلاً عن مقال د. الحلوجي.

[29] ج2، ص55، ط. طهران، نقلاً عن مقال د. الحلوجي.

[30] كما جاء في مخطوطة تشستربيتي، في طبعة طهران.

[31] الفهرست، ص2.

[32] الفهرست، ص2.

[33] أدوات تحقيق النصوص، ص53، 54.

[34] الفهرست، ص51.

[35] السابق: ص59.

[36] السابق: ص75.

[37] السابق: ص80.

[38] السابق: ص82.

[39] الفهرست، ص214.

[40] السابق: ص65.

[41] السابق: ص63.

[42] السابق: ص174.

[43] السابق: ص87.

[44] السابق: ص45.

[45] السابق: ص49.

[46] مقالة الدكتور عبدالستار الحلوجي.

[47] معجم الأدباء، ج18، ص17.

[48] الفهرست، ص245.

[49] السابق: ص57، 59.

[50] السابق: ص23.

[51] السابق: ص24، 25.

[52] السابق: ص52، 58، 66، 68، 72، 74، 78، 79، 89، 95، 96، 100، ....إلخ.

[53] السابق: ص39، 42، 53، 55، 66، 69، 74، 91.

[54] السابق: ص42، 415، 209.

[55] السابق: ص186.

[56] السابق: ص191.

[57] السابق: ص205، 206، 209، 210.

[58] السابق: ص345.

[59] السابق: ص186.

[60] السابق: ص343، 344.

[61] السابق: ص293.

[62] السابق: ص286، 287، 292.

[63] الفهرست، ص18، المقدمة.

[64] فليجل: مستشرِق ألماني، درَس اللغات الشرقية بجامعة ليبزج، وتخصَّص في دراسة اللاهوت والفلسفة، ولِد سنة 1802م، وتوفِّي سنة 1870م.

[65] مستشرِق ألماني، ولِد سنة 1848م، درَس اللغات الشرقية على فلايشر في ليبزج، رحَل إلى فيينا، وعيِّن بجامعتها مُعلِّمًا للغة العربية، توفِّي سنة 1892م.

[66] ولِد سنة 1845م، درَس اللغات الشرقية وفِقه اللغات الكلاسيكية بجامعة برلين وليبزج وهاللي، وحصَل على الدكتوراه منها، وتوفِّي سنة 1930م.

[67] الفهرست، ص2.

[68] سبَق التعريف به، ص12 في هذا البحث.

[69] مقدمة الفهرست، ص11، 30 بتصرف.

[70] الفهرست، ص72.

[71] السابق: ص114.

[72] السابق: ص193.

[73] السابق: ص355.

[74] السابق: ص235.

[75] السابق: ص133.

[76] السابق: ص77.

[77] الفهرست، ص105.

[78] السابق: ص35، 46، 63، 146، 117، 129، 151.

[79] السابق: ص125.

[80] السابق: ص183.

[81] السابق: ص183، 286، 234.

[82] السابق: ص33.

[83] السابق: ص178.

[84] السابق: ص244، 113.

[85] السابق: ص352، 186.

[86] السابق: ص352، 186.

[87] السابق: ص51.

[88] السابق: ص56.

[89] السابق: ص56.

[90] السابق: ص58.

[91] السابق: ص58.

[92] الفهرست، ص44، 45، 49.

[93] السابق: ص36.

[94] ابن النديم وكتابه الفهرست، للدكتور الحلوجي.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • كتاب (نور وهداية) للشيخ علي الطنطاوي
  • محمد بن ناصر العجمي.. وكتابه عن القاسمي
  • فهرسة المؤلفات
  • البيان في فهرسة القرآن (PDF)
  • تنويه: متى يخلو الكتاب من الفهرس؟
  • كتاب ميزان الاعتدال للذهبي (ت 748هـ / 1348م)
  • فهرست مسموعات ابن أيوب البزاز: لمحات من متواري التراث الإسلامي

مختارات من الشبكة

  • الأشباه والنظائر في علم فهرسة المخطوطات(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • دراسة لكتاب الفهرست للنديم ونقد أحدث نشراته (WORD)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • مخطوطة الفهرست الأوسط من المرويات (ج2)(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • مخطوطة الفهرست الأوسط من المرويات (ج1)(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • مخطوطة الفهرسة في أسماء الكتب التي صنفها السيوطي(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • مخطوطة فهرسة الأسماء المبهمة(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • فهرسة مخطوطات(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • مخطوطة فهرست شيوخ القاضي عياض(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • مظاهر الشرف والعزة المتجلية في فهرسة الشيخ محمد بوخبزة(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • مخطوطة فهرست مرويات ابن حجر(مخطوط - مكتبة الألوكة)

 


تعليقات الزوار
1- حضارة العرب
تامر - مصر 12-01-2025 12:06 PM

لا أستطيع أن أعبر عن ما شعرت به عندما بدأت أقرأ التعريف عن الكتاب وليس قراءة الكتاب نفسه
كيف استطاع هؤلاء كتابة مثل هذه الكتب ومعرفة هذه العلوم منذ أكثر من 1000 عام
والله شعرت بحيرة شديدة ولم أستطع استيعاب هذه الجهوذ المبذولة من قبل فرد بينما نحن جماعات وفي زمن به كل الأدوات والإمكانيات ولا نسطتيع أن نصل إلى ما وصلوا إليه من عزيمة وجهد، فمنهم من أفنى حياته في تأليف كتاب..
وتذكرت قول الله سبحانة وتعالى وعلمه اللا منتهي (قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي ولو جئنا بمثله مددا) 
فهذا من توفيق الله لخلقه.

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 0:55
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب