• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    محاضرة عن الإحسان
    د. عطية بن عبدالله الباحوث
  •  
    ملامح تربوية مستنبطة من قول الله تعالى: ﴿يوم تأتي ...
    د. عبدالرحمن بن سعيد الحازمي
  •  
    نصوص أخرى حُرِّف معناها
    عبدالعظيم المطعني
  •  
    فضل العلم ومنزلة العلماء (خطبة)
    خميس النقيب
  •  
    البرهان على تعلم عيسى عليه السلام القرآن والسنة ...
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    الدرس السادس عشر: الخشوع في الصلاة (3)
    عفان بن الشيخ صديق السرگتي
  •  
    القرض الحسن كصدقة بمثل القرض كل يوم
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    الليلة التاسعة والعشرون: النعيم الدائم (2)
    عبدالعزيز بن عبدالله الضبيعي
  •  
    حكم مشاركة المسلم في جيش الاحتلال
    أ. د. حلمي عبدالحكيم الفقي
  •  
    غض البصر (خطبة)
    د. غازي بن طامي بن حماد الحكمي
  •  
    كيف تقي نفسك وأهلك السوء؟ (خطبة)
    الشيخ محمد عبدالتواب سويدان
  •  
    زكاة الودائع المصرفية الحساب الجاري (PDF)
    الشيخ دبيان محمد الدبيان
  •  
    واجب ولي المرأة
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    وقفات مع القدوم إلى الله (9)
    د. عبدالسلام حمود غالب
  •  
    علامات الساعة (1)
    تركي بن إبراهيم الخنيزان
  •  
    تفسير: (يعملون له ما يشاء من محاريب وتماثيل وجفان ...
    تفسير القرآن الكريم
شبكة الألوكة / ثقافة ومعرفة / التاريخ والتراجم / تاريخ
علامة باركود

وعيد الله تعالى لليهود ممتد إلى اليوم الموعود (1) {وإن عدتم عدنا}

وعيد الله تعالى لليهود ممتد إلى اليوم الموعود (1) {وإن عدتم عدنا}
ناصر عبدالغفور

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 2/2/2024 ميلادي - 22/7/1445 هجري

الزيارات: 2639

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

وعيد الله تعالى لليهود ممتد إلى اليوم الموعود (1 /2)

﴿ وَإِنْ ‌عُدْتُمْ عُدْنَا ﴾ [الإسراء: 8]

 

توطئة:

يقول الله تعالى في أوائل سورة الإسراء: ﴿ وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا * فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَفْعُولًا * ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا * إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا * عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيرًا ﴾ [الإسراء: 4 - 8].

 

هذه الآيات المباركات تتضمن وعيدًا من الله جل جلاله لبني إسرائيل في قوله: ﴿ وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنَا ﴾؛ أي: إن عدتم إلى الإفساد في الأرض عدنا إلى إرسال من يسومونكم سوء العذاب.

 

وقد تساءلتُ في نفسي -خاصة ونحن نتابع ما يجري في أرض فلسطين الأسيرة من تسلط لليهود وحرب همجية على المدنيين العُزَّل بكل المقاييس مع مقاومة شديدة من طرف المجاهدين الأحرار ثبت الله أقدامهم وربط على قلوبهم- فقلت: هل ما يذوقه اليهود رغم غطرستهم وطمسهم للحقائق، ومحاولة تغطية ما يلقاه جنودهم من تقتيل على يد المجاهدين، هل يدخل هذا فيما توعد الله تعالى به بني إسرائيل؟

 

وهل هذا الوعيد مستمر إلى آخر الزمان؛ لاستمرار إفساد اليهود على مر الأيام؟

وقبل الجواب بالدليل والبرهان لا بد من التذكير -ولو على سبيل الاختصار- لشيء من تاريخ اليهود الأسود لما فيه من الفساد؛ إذ لا يتصور إفساد دون فساد، كما لا يتصور إصلاح دون صلاح، فكما أنه لا يُصلح غيره ويكون مصلحًا إلا من كان صالحًا في نفسه، كذلك لا يُفسد غيره ويكون مفسدًا إلا من كان فاسدًا في نفسه.

 

وقد أخبر الله عز شأنه وتعالى ذكره أن اليهود سيفسدون في الأرض؛ وهذا دليل على أنهم أصلًا فاسدون في كل شيء؛ في عقائدهم، في منهجهم، في أخلاقهم، في معاملاتهم... وفي كل الوجوه- عياذًا بالله- إلا القليل ممن كان متمسكًا بدينه، كما قال تعالى: ﴿ ‌لَيْسُوا ‌سَوَاءً مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللَّهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ * يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَأُولَئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ * وَمَا يَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَلَنْ يُكْفَرُوهُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ ﴾ [آل عمران: 113-115].

 

ولا أصدق من كلام ربنا للوقوف على بعض هذه الوجوه، فقد أكثر القرآن الكريم من الكلام عن اليهود وانحرافاتهم مقارنة بغيرهم كالنصارى، فبشيء من التدبر في القرآن الحكيم نجد أن الآيات الواردة في موضوع اليهود وانحرافاتهم أكثر من تلك التي وردت بخصوص النصارى وانحرافاتهم؛ وذلك لأسباب عدة سيأتي ذكر بعضها.

 

وسيكون موضوعي بإذن الله تعالى بعد هذه التوطئة في المحاور التالية:

1- من أسباب ذكر القرآن الكريم لليهود أكثر من ذكره للنصارى.

2- من أوجه فساد اليهود.

3- ﴿ وَإِنْ ‌عُدْتُمْ ‌عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيرًا ﴾.

4- هل قوله تعالى: ﴿ عِبَادًا لَنَا ﴾ يشمل الكفار فقط؟

5- المجاهدون في فلسطين من عباد الله المسلطين على اليهود الغاصبين.

6- ﴿ وَإِذْ ‌تَأَذَّنَ ‌رَبُّكَ ‌لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ يَسُومُهُمْ سُوءَ الْعَذَابِ ﴾ [الأعراف: 167].

 

1- من أسباب ذكر القرآن الكريم لليهود أكثر من ذكره للنصارى:

لا ريب أن الآيات التي تتحدث عن انحرافات اليهود وفسادهم أكثر بكثير من تلك التي تتحدث عن النصارى، وبشيء من التأمل وقفت على بعض الأسباب لذلك:

1- كون اليهود عُرفوا بالمكر والخداع والدس، والطعن في الإسلام وأهله، منذ العهد المكي أكثر بكثير مما عُرف به النصارى في ذلك.

 

2- العداوة الكبرى التي يكنها اليهود للإسلام والمسلمين مقارنة بالنصارى، وهذا ما أفصح عنه القرآن، يقول تعالى: ﴿ لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ ‌النَّاسِ ‌عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ﴾ [المائدة: 82].

 

3- العلاقة التي كانت تربط مشركي قريش باليهود للنيل من الدعوة الإسلامية منذ أن كانت في مهدها.

 

4- كون اليهود أحد الشرائح التي تكوُّن المجتمع المدني عند هجرة النبي صلى الله عليه وسلم.

 

5- كون الانحرافات والزلات والقبائح التي عُرف بها اليهود تفوق بكثير تلك التي عُرف بها النصارى، وإن اشتركوا في بعضها؛ كنسبة الولد إلى الله تعالى.

 

2- من أوجه فساد اليهود:

لقد ذكر الله عز وجل في كتابه الحكيم أوجهًا كثيرة لفساد اليهود، هذه بعضها:

1- وصف الله جل جلاله بالنقائص:

من أعظم انحرافات اليهود عليهم لعائن الله تنقصهم لخالقهم، ووصفهم إياه بالنقائص؛ بل وسبهم إياه، وهذا ما أفصحت عنه عدة آيات من القرآن الكريم: قال تعالى: ﴿ لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا ‌إِنَّ ‌اللَّهَ ‌فَقِيرٌ ﴾ [آل عمران: 181]، وقال جل و علا: ﴿ وَقَالَتِ الْيَهُودُ ‌يَدُ ‌اللَّهِ ‌مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ ﴾ [المائدة: 64].

 

2- عداوتهم الشديدة لأنبياء الله إلى درجة قتل الكثير منهم:

من انحرافات اليهود التي ذكرها القرآن في غير موضع عداوتهم للرسل والأنبياء، وقد حملتهم هذه العداوة على سفك دماء الكثيرين من رسل الله الكرام، وعلى تكذيب طائفة منهم: قال تعالى: ﴿ أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ ‌بِمَا ‌لَا ‌تَهْوَى ‌أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ ﴾ [البقرة: 87]، وقال تعالى: ﴿ فَبِمَا ‌نَقْضِهِمْ ‌مِيثَاقَهُمْ وَكُفْرِهِمْ بِآيَاتِ اللَّهِ وَقَتْلِهِمُ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ﴾ [النساء: 155].

 

3- عداوتهم الشديدة لأهل الإيمان:

يقول تعالى: ﴿ لَتَجِدَنَّ ‌أَشَدَّ ‌النَّاسِ ‌عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا ﴾ [المائدة: 82]، يقول العلامة السعدي رحمه الله تعالى: "فهؤلاء الطائفتان على الإطلاق أعظم الناس معاداة للإسلام والمسلمين، وأكثرهم سعيًا في إيصال الضرر إليهم، وذلك لشدة بغضهم لهم، بغيًا وحسدًا وعنادًا وكفرًا"[1].

 

4- تحريفهم للكلم عن مواضعه:

من قبائح اليهود التي اشتهروا بها تحريفهم لكلام الله تعالى، وهذا لا يستغرب من قوم عُرفوا بالمكر والخداع، فكم حرَّفوا من نصوص التوراة، وكم غيَّروا وبدَّلوا؟!

قال تعالى: ﴿ ‌أَفَتَطْمَعُونَ أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 75].

 

5- كتمانهم لرسالة خاتم النبيين محمد صلى الله عليه وسلم:

لقد علم اليهود بل أيقنوا أنه عليه الصلاة والسلام رسول من الله؛ لكنهم كتموا هذا الحق المبين وأخفوه؛ بل أنكروه وكذَّبوا به حسدًا من عند أنفسهم؛ لأنهم كانوا ينتظرون رسولًا من جنسهم؛ لكن لما رأوا أن خاتم النبيين تم اصطفاؤه من العرب امتلأت قلوبهم حسدًا وحقدًا على هذا الرسول الكريم، قال تعالى: ﴿ وَلَمَّا جَاءَهُمْ كِتَابٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ وَكَانُوا مِنْ ‌قَبْلُ ‌يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكَافِرِينَ * بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ أَنْ يَكْفُرُوا بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ بَغْيًا أَنْ يُنَزِّلَ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ فَبَاءُوا بِغَضَبٍ عَلَى غَضَبٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُهِينٌ ﴾ [البقرة: 89-90].

 

6- كتمانهم لآيات الله تعالى:

وهذا ما أخبر الله تعالى به في غير موضع من كتابه؛ كما في قوله سبحانه: ﴿ يَاأَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِمَّا ‌كُنْتُمْ ‌تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ ﴾ [المائدة: 15]، قال ابن عباس رضي الله عنهما: "أخفوا صفة محمد صلى الله عليه وسلم، وأخفوا أمر الرجم، وعفا عن كثير مما أخفوه، فلم يفضحهم ببيانه"[2].

 

7- وضعهم الكلام من عند أنفسهم ثم نسبته إلى الله تعالى:

من جرائم اليهود وانحرافاتهم وضعهم للكلام، ونسبته إلى الله تعالى، قال تعالى: ﴿ فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا ‌فَوَيْلٌ ‌لَهُمْ ‌مِمَّا ‌كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ ﴾ [البقرة: 79].

 

8- سعيهم في الأرض فسادًا وإفسادًا:

إن اليهود من أعظم الناس فسادًا وإفسادًا، وهم وراء كل أوجه الفساد المنتشر في أرجاء الدنيا.

 

• فمعظم الحروب التي تسفك فيها دماء الأبرياء في كثير من بقاع العالم إنما هي من تخطيط وإيقاد اليهود، كما كانوا يخططون للحروب التي كانت تدور بين الأنصار في الجاهلية، يقول تعالى مبينًا لهذا السعي الخبيث من طرف هؤلاء الأخباث: ﴿ كُلَّمَا ‌أَوْقَدُوا ‌نَارًا لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ ﴾ [المائدة: 64].

 

• كما أن الفساد الأخلاقي الذي عم كثيرًا من بقاع الأرض؛ من خمور وسفور، وقمار وفجور، معظم ذلك من ورائه اليهود، فأكبر شركات القمار، وأكبر متاجر صنع الخمور، وأكبر المؤسسات الربوية، وأكبر شركات عرض الأزياء، وأكبر المعامل المختصة في إنتاج الملابس الفاتنة يملكها يهود.

 

9- تفننهم في المكر والخداع:

من ألصق الصفات باليهود صفة المكر والخداع، فقد عُرفوا على مر تاريخهم القديم والحديث بالمكر، ومن ذلك:

أ- مخادعتهم في السبت، قال تعالى: ﴿ وَاسْأَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ ‌حَاضِرَةَ ‌الْبَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعًا وَيَوْمَ لَا يَسْبِتُونَ لَا تَأْتِيهِمْ كَذَلِكَ نَبْلُوهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ ﴾ [الأعراف: 163]، فاحتالوا الحيلة المشهورة المعلومة، فعاقبهم الله تعالى أشد العقاب: ﴿ فَلَمَّا ‌عَتَوْا ‌عَنْ ‌مَا ‌نُهُوا عَنْهُ قُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ ﴾ [الأعراف: 166]؛ أي: قولًا قدريًّا لا بد أن يُنفَّذ، فتحولوا -عياذًا بالله- قردة، وأُبعدوا من رحمة الله، واستحقوا اللعنة، والجزاء من جنس العمل.

 

ب- من صور مكر اليهود ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم، بقوله: ((لعن الله اليهود، حرمت عليهم الشحوم فجملوها فباعوها))[3].

 

10- سؤالهم رؤية الله تعالى علنًا:

قال تعالى حكايةً عن اليهود قبَّحهم الله: ﴿ وَإِذْ قُلْتُمْ يَامُوسَى لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى ‌نَرَى ‌اللَّهَ ‌جَهْرَةً ﴾ [البقرة: 55]، وقال تعالى: ﴿ فَقَدْ سَأَلُوا مُوسَى أَكْبَرَ مِنْ ذَلِكَ فَقَالُوا ‌أَرِنَا ‌اللَّهَ ‌جَهْرَةً ﴾ [النساء: 153].

 

وهذه جرأة منهم على الله تعالى تدل على عدم توقيرهم وإجلالهم لخالقهم؛ إذ لو كان في قلوبهم مثقال ذرة من تعظيم الله وتقديره ما سألوا هذا السؤال العظيم.

 

ومن انحرافاتهم:

نسبتهم الولد لله جل وعلا تعالى الله علوًّا كبيرًا عن ذلك.

اتخاذهم الأحبار والرهبان أربابًا من دون الله تعالى.

تمنيهم ارتداد المسلمين عن دينهم واتباع ملتهم.

إعراضهم عن العمل بالتوراة، واستخفافهم بكتب الله تعالى، وغير ذلك كثير.

 

3- ﴿ ‌وَإِنْ ‌عُدْتُمْ ‌عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيرًا ﴾:

يقول جل في علاه وتعالى في عليا سماه في سورة بني إسرائيل أو سورة الإسراء: ﴿ وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا * فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَفْعُولًا * ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا * إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا * عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيرًا ﴾ [الإسراء: 4 - 8].

 

هذا وعيد إلهي، توَّعد به الملك الجبار اليهود أصحاب المكر الكبار، فكانوا كلما أحدثوا فسادًا أو إفسادًا في الأرض سلَّط الله عليهم من يذيقهم أنواعًا من النكال، ويسومهم أصنافًا من العذاب والوبال.

 

وقد اختلف أهل التفسير في تحديد المرتين اللتين أفسد فيهما اليهود والعباد الذين سلطوا عليهم على أقوال:

قيل: إفسادهم في المرة الأولى هو ما خالفوا من أحكام التوراة، وركبوا من المحارم، وقيل: إفسادهم في المرة الأولى قتلهم شعياء بن أمصيا نبي الله[4] في الشجرة، وارتكابهم المعاصي.

 

فسلَّط عليهم جالوت وجنوده، وقيل: هو بختنصر البابلي.

 

والمرة الثانية: قتلوا زكريا ويحيى عليهما السلام؛ فسلَّط عليهم الفرس والروم فسبوهم وقتلوهم[5].

 

وقيل: إن الفساد في المرة الأولى هو قتل زكريا عليه السلام، فقد روى الإمام الطبري رحمه الله تعالى عن ابن عباس، وعن مرة، عن عبدالله أن الله عهد إلى بني إسرائيل في التوراة: ﴿ لَتُفْسِدُنَّ فِي ‌الْأَرْضِ ‌مَرَّتَيْنِ ﴾، فكان أول الفسادين: قتل زكريا؛ فبعث الله عليهم ملك النبط.

 

وقيل: الإفساد الثاني قتلهم يحيى، فعن ابن زيد رحمه الله تعالى: كان إفسادهم الذي يفسدون في الأرض مرتين: قتل زكريا، ويحيى بن زكريا، سلط الله عليهم سابور ذا الأكتاف ملكًا من ملوك فارس، من قتل زكريا، وسلَّط عليهم بختنصر من قتل يحيى[6].

 

يقول الإمام الطبري رحمه الله تعالى بعد أن ذكر الأقوال في إفساد اليهود في المرة الأولى: "وأما إفسادهم في الأرض المرة الآخرة، فلا اختلاف بين أهل العلم أنه كان قتلهم يحيى بن زكريا، وقد اختلفوا في الذي سلَّطه الله عليهم منتقمًا به منهم عند ذلك"[7].

 

يقول الحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى: "وقد اختلف المفسرون من السلف والخلف في هؤلاء المسلطين عليهم: من هم؟ فعن ابن عباس وقتادة: أنه جالوت الجَزَري وجنوده، سُلِّط عليهم أولًا، ثم أديلوا عليه بعد ذلك، وقتل داود جالوت؛ ولهذا قال: ﴿ ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ ‌الْكَرَّةَ ‌عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا ﴾، وعن سعيد بن جبير: أنه ملك الموصل سنجاريب وجنوده، وعنه أيضًا، وعن غيره: أنه بختنصر ملك بابل"[8].

 

ولعلي أكتفي بهذه الأقوال، مع ملاحظة أن معظم المفسرين اتفقوا على أن العباد المسلطين كانوا كفارًا[9].

 

كما أن الله تعالى لم يقيد الإفساد بالمرتين؛ بل قال سبحانه: ﴿ وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنَا ﴾؛ فدل على أنهم قد يعودون للإفساد مرات وكرات، وكلما عادوا للإفساد سلط عليهم من يذيقهم أنواعًا من النكال، وهذا ما حدث فعلًا.

 

جاء في مجلة الجامعة الإسلامية: "فسلط الله عليهم[10] الآشوريين، والفراعنة المصريين، والبابليين، واليونانيين، والبطالسة المصريين الوثنيين، ثم الرومان الوثنيين، والنصرانيين قديمًا وحديثًا لقرون عديدة... وفي العصر الحديث كان اليهود يسامون سوء العذاب في الدول الأوروبية النصرانية وغيرها؛ فمثلًا اضطهدوا في بريطانيا سنة 1298م، حينما أمر الملك إدوارد الأول بطرد اليهود من جميع البلاد البريطانية، وفتك البريطانيون باليهود فتكًا ذريعًا.

 

وفي فرنسا اضطهدهم الملك لويس التاسع، وفي عهد الملك فيليب الجميل سنة 1306م، وفي سنة 1321م نكل بهم الفرنسيون وطردوهم، وأيضًا في سنة 1582م طُردوا مرة أخرى.

 

وفي إيطاليا حاربهم بابوات الكنيسة الكاثوليكية حربًا شعواء، وفي سنة 1540م ثار عليهم الإيطاليون فقتلوهم وطردوهم.

 

وفي روسيا حدثت مذابح فظيعة في عهد الحكم القيصري النصراني خاصة في سنة 1881م، وسنة 1882م، وسنة 1902م حيث قتل اليهود بالآلاف.

 

وفي ألمانيا ظل القتل والطرد باليهود قائمًا في القرنين الثاني عشر والرابع عشر الميلاديين، وكان آخر ما لاقوه من عذاب وتقتيل وتشريد على يد هتلر النازي، ابتداءً من توليه الحكم في ألمانيا 1933م إلى 1945م.

 

يتبين لنا من هذه الأمثلة والنماذج لاضطهادات اليهود في كل البلاد التي نزلوا بها أنهم تعرَّضوا لنقمة أهل البلاد التي سكنوها وغضبهم، يستوي في ذلك تاريخهم القديم والوسيط والحديث والمستقبل أيضًا حسب الوعيد الإلهي"[11].

 

والمقصود بالوعيد الإلهي قوله تعالى: ﴿ وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنَا ﴾، فعلق سبحانه عوده للتسليط بعودهم للإفساد، والكلام فيه شرط وجواب، ومعلوم أن جزاء الشرط وجوابه مرتبط ومتعلق بالشرط، فكلما تحقق الشرط كلما تحقق الجزاء، فكلما أفسد اليهود كلما سُلِّط عليهم عباد أولو بأس يسومونهم الويلات.

 

يتبع إن شاء الله تعالى...



[1] تيسير الرحمن: 241.

[2] مفاتيح الغيب: 11 /151 -بتصرف يسير-.

[3] أخرجه البخاري في كتب الأنبياء- باب ما ذكر عن بني إسرائيل، ح رقم 3460.

[4] رواه الإمام الطبري رحمه الله تعالى في تفسيره عن ابن إسحاق.

[5] يُنظر تفسير الخازن: 4/-145/144.

[6] جامع البيان للإمام الطبري: 17 /357.

[7] جامع البيان: 17 /364-365.

[8] تفسير ابن كثير: 5 /47.

[9] وسيأتي الكلام عن هذا قريبًا إن شاء الله تعالى.

[10] أي: على اليهود عليهم لعائن الله إلى اليوم الموعود.

[11] مجلة الجامعة الإسلامية.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • زيارة بابا الفاتيكان لليهود
  • هل لليهود حق في فلسطين؟
  • تصعيد المقاومة، وخطف الجنود خير من التسول على أبواب المنظمات الجانحة لليهود

مختارات من الشبكة

  • التهنئة بالعيد يوم العيد (بعد الفجر وبعد صلاة العيد لا قبل يوم العيد)(مقالة - موقع د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر)
  • الابتعاد عن البدع والمنكرات التي انتشرت في الأعياد(مقالة - ملفات خاصة)
  • لماذا العيد؟ عيد الفطر وعيد الأضحى(مقالة - ملفات خاصة)
  • خطبة عيد الأضحى المبارك 1438 (الفرحة بالعيد لا تنسينا يوم الوعيد)(مقالة - ملفات خاصة)
  • يوم العيد .. يوم التهنئة بنعمة الصيام(مقالة - ملفات خاصة)
  • العيد غدا(مقالة - ملفات خاصة)
  • خطبة عيد الأضحى 1441هـ (اليوم عيدنا)(مقالة - ملفات خاصة)
  • خطبة عيد الفطر للعام 1439هـ الأنفس الفائزة بيوم العيد يوم الجائزة(مقالة - ملفات خاصة)
  • السنن المتعلقة بالعيد(مقالة - ملفات خاصة)
  • عيد الفطر المبارك(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 9/11/1446هـ - الساعة: 17:29
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب