• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    نصائح متنوعة
    الشيخ عبدالله بن جار الله آل جار الله
  •  
    قصة موسى عليه السلام (خطبة)
    الدكتور أبو الحسن علي بن محمد المطري
  •  
    تخريج حديث: أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر ...
    الشيخ محمد طه شعبان
  •  
    خطبة: لا تغتابوا المسلمين (باللغة البنغالية)
    حسام بن عبدالعزيز الجبرين
  •  
    مفهوم المعجزة وأنواعها
    د. أحمد خضر حسنين الحسن
  •  
    ملخص من شرح كتاب الحج (8)
    يحيى بن إبراهيم الشيخي
  •  
    من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: (الشافي، ...
    فهد بن عبدالعزيز عبدالله الشويرخ
  •  
    موانع الخشوع في الصلاة
    السيد مراد سلامة
  •  
    وقفات مع القدوم إلى الله (11)
    د. عبدالسلام حمود غالب
  •  
    شموع (107)
    أ.د. عبدالحكيم الأنيس
  •  
    المنة ببلوع عشر ذي الحجة (خطبة)
    الشيخ محمد بن إبراهيم السبر
  •  
    أهمية التعلم وفضل طلب العلم
    د. حسام العيسوي سنيد
  •  
    حديث: رفع القلم عن ثلاثة: عن النائم حتى يستيقظ، ...
    الشيخ عبدالقادر شيبة الحمد
  •  
    حقوق المسنين (1)
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    تفسير سورة النصر
    يوسف بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن السيف
  •  
    المرأة في الإسلام: حقوقها ودورها في بناء المجتمع
    محمد أبو عطية
شبكة الألوكة / ثقافة ومعرفة / التاريخ والتراجم / سير وتراجم / سير وتراجم وأعلام
علامة باركود

لقاء مع سماحة الشيخ عبدالله بن عقيل عبر الإذاعة (1)

خاص شبكة الألوكة

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 20/11/2007 ميلادي - 10/11/1428 هجري

الزيارات: 12092

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر
بسم الله الرحمن الرحيم

لقاءان في إذاعة القرآن الكريم ضمن برنامج ((في موكب الدعوة))
مع سماحة الشيخ عبدالله بن عبدالعزيز بن عقيل
إعداد وتقديم: محمد بن عبدالله المشوَّح
سنة 1419هـ
قام بتفريغهما ومقابلتهما: محمد زياد بن عمر التكلة
(1)

•    •    •    •

[بعد المقدمة والترحيب].

فضيلة الشيخ عبدالله لعلنا نعود قليلا إلى الوراء ونسألكم عن ما يُعرف بمسقط الرأس، أين كانت الولادة والنشأة لفضيلتكم؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.
وُلدت في عنيزة سنة 1335 هجرية، الموافق 1916 ميلادية، ونشأت في كنف والدي رحمه الله، وكان من طلبة العلم ومن الشعراء والأدباء في عنيزة المعروفين، فتعلمت الكتابة على يديه، وعلى يد أخي الشيخ عقيل بن عبدالعزيز بن عقيل قاضي العارضة.

ثم دخلت كُتّاب ابن دامغ: عبدالعزيز بن دامغ، في مسجد أم حمار في عنيزة.
ولما فُتحت مدرسة الأستاذ صالح بن صالح دخلت معهم في الفوج الأول، حينما فتحها في البَرغوش قرب الجادة، وتعلمت فيها ما شاء الله.

ثم قدم الشيخ عبدالله القرعاوي من الهند، يحمل معلومات جديدة، ونصح وإخلاص، وفتح مدرسة في جانب بيته في سوق الفَرْعي بعنيزة، وجعل التعليم مجاناً، فرغب الوالد أن أدخل عنده، لأنه يعلّم الناس العلوم الشرعية: الفقه والحديث والتفسير والنحو، مع بقية العلوم الأخرى التي تعلّمها المدارس، فاستفدنا من الشيخ عبدالله القرعاوي رحمه الله علوما وآدابا وأخلاقا، وكان حريصا على تلاميذه، يُنفق عليهم من عنده، ويُلزمهم بأن يصلوا الصلوات التي توجد عنده، ويتفقدهم.

ثم بعد ذلك التحقت في طلاب الشيخ عبدالرحمن بن سعدي رحمه الله، وهو شيخنا وأستاذنا ومعلمنا، وذلك في سنة 1349، وتعلمنا عند الشيخ رحمه الله علوماً عظيمة، من الفقه والتوحيد والتفسير وغيرها.

وفي آخر سنة 1353 أوعز الملك عبدالعزيز رحمه الله إلى الشيخ عمر بن سليم رحمه الله رئيس قضاة القصيم بأن يختار بضعة عشر من طلبة العلم والمشايخ؛ ليبعثهم إلى منطقة جازان، يكونون قضاة ودعاة ومرشدين، فصار اختيار عمنا الشيخ عبدالرحمن بن عقيل منهم، وكذلك شملني الأمر، وذهبت معهم، فسافرنا مع الشيخ عمر بن سليم رحمه الله إلى مكة للحج سنة 53، وحججنا مع الملك عبدالعزيز، وقابلناه مراراً، وحضرنا مجالسه رحمه الله، ودروسه التي كان تُلقى في مجلسه بعد صلاة العشاء: يجعل جلسة خاصة للمشايخ، في مكة، في قصر السقاف، في سطح هناك كبير، يجلسون الناس على كرويتات، وأمامهم مروحة جلّاسية، لأن الوقت حر، فإذا مرّت من عند أحدهم تنسّم نسيم البَرَاد.

كان الملك عبدالعزيز يجلس هذه المجالس في أثناء الحج؟
أيام الحج يجلس هو ورؤساء الوفود ويجلس هو وكبار المشايخ، لكن بعد العشاء جلسة رسمية للمشايخ، يحضر فيها الشيخ عبدالله بن حسن رئيس القضاة، والشيخ محمد بن مانع، ومشايخ مكة، وأئمة الحرم، وغيرهم.
ثم بعد الحج بشهرين وزعوا المشايخ الذين جاؤوا مع الشيخ عمر بن سليم على مناطق جازان، فكان عمّنا الشيخ عبدالرحمن بن عقيل قاضيا في جيزان، ومعه اثنان، أنا وعلي بن غضيّه، والشيخ عبدالله بن عودة السعوي قاض في صبيا، أبو محمد بن عودة، الشيخ، ومعه عبدالرحمن الجمعي، وصالح الراشد، والشيخ عثمان بن حمد المضيان قاض في أبو عريش، ومعه عبدالله بن عامر وصالح بن حميد، وعبدالرحمن بن محيميد قاض في صامطة، ومعه صالح العمرو، ومحمد الربع، رحمهم الله جميعا، توفوا رحمهم الله.
مكثنا على هذا مدة، كنت مع عمنا عبدالرحمن كملازم قضائي، وفي الإمامة والخطابة والدعوة والإرشاد، وفي معيّته، الخطاب الذي جاءنا محتفظ به، عندي الآن، الذي جاءنا من عبدالله بن حسن، يقول فيه: صدر أمر الملك بتعيين عبدالرحمن بن عقيل قاضياً في جيزان، وبمعيته أنتم وعلي بن غضيه. بمعيّته، ما قال يعني.. لا قال: قاضي، ولا قال: ملازم، ولا قال..

كم استمر بقاؤكم هناك يا شيخ؟
استمر بقاؤنا هناك مدة ثلاث سنوات، وبعدها استأذنت، ورجعت إلى وطني عنيزة، ومكثت هناك قرابة سنة.
ولما كان في رجب سنة 58 جاءت برقية من الملك عبدالعزيز إلى أمير عنيزة: بخصوص عبدالله بن عبدالعزيز بن عقيل، بدا لنا به لازم، بلغوه يتوجه إلينا ويراجع أمير بريدة عبدالله بن فيصل. فحاولت الاستئذان من أمير عنيزة، فقال: ليس لي في هذا تصرف، أنا مبلَّغ أنك تسافر.

حاولت الاعتذار؟
الاعتذار، فسافرت إلى بريدة، وحاولت مع الأمير ابن فيصل، فأجابني بمثل جواب أمير عنيزة ابن سليم، وأمر بترحيلي في سيارات الشبيلي التي كانت تحمل الخشب من القصيم إلى الرياض، لأن ما في سيارات متواصلة، والطرق غير معبدة ولا مزفتة، فأمر أمير بريدة ابن فيصل خادمه قال: ركّبوا فلان إلى جانب السواق، لا يركب فوق الخشب. -الناس يركبون فوق الخشب- فسافرنا، وأنا لا أعلم إلى أين أُوَجّه، إنما أنا أروح حسب أمر الملك، فقابلنا الشيخ عمر بن سليم رحمه الله في المستوي، راجعاً من الرياض إلى القصيم، وقد تعطلت سياراتهم، فسلّمنا عليه، وسألناه عن الخبر، قالوا.. أخبرنا تلاميذه الذين معه قالوا: إن عمك عبدالرحمن بن عقيل يلح على الملك عبدالعزيز بالاستقالة، وجاءه برقية، فأرسلها إلى الشيخ عمر، وقال: بلّغونا بمن يصلح بدله. فكتب تحتها حرفين: يصلح بدله ابن أخيه عبدالله بن عبدالعزيز بن عقيل الموجود في عنيزة. فأمر الملك بإحضاركم.

فقلت للشيخ عمر: يا شيخ! قضاء جيزان صعب عليّ، لا أستطيعه، ولكن هذا محمد بن عبدالله التويجري، مطوع القُصيعة سابقاً، هذا الآن قاض في أبو عريش، لو يكون هو في جيزان، لأن جيزان هي المركز العمومي، وأنا أكون في أبو عريش، أسهل عليّ، لأن عمري إذ ذاك 23 سنة، صغير السن. فوافق الشيخ واستحسنه، قال: يراجعون الملك. قلت: إذا رحت ما في مراجعة! اكتب لي الآن! قال: ما معي أوراق ولا عندي شيء! قلت له: أنا معي شنطة فيها أوراق. فحضّرت الشنطة، وأملى عليّ، وكتبت من إملائه كتابا للملك في ذلك، وأخذت الختم وختمته، وأخذت الكتاب، وسافرت معه للرياض.

أبقيت الكتاب عندي، لما سلمت على الملك، الملك أمر بتنزيلنا، نزلنا في بيت، وسلّمنا على المشايخ والإخوان، وجلسنا مع الشيخ محمد بن إبراهيم، أصلي معهم، مكثنا مدة، في الأخير استلحقونا، فلما استلحقونا لإبلاغنا بالأمر عرضت عليهم الكتاب الذي من الشيخ عمر، فاستحسنوه أيضا، وأمروا بذلك. كتب الملك كتابا إلى الأمير فيصل نائبه في الحجاز، وإلى رئيس القضاة، وإلى محمد بن ماضي أمير جيزان بذلك.

فسافرت، وقابلت الملك فيصل هناك، الأمير فيصل، ورئيس القضاة، وابن سليمان، وسافرنا بعد ذلك إلى جيزان، وباشرت العمل في أبي عريش في رمضان سنة 58، وكان عندي شيء من الخبرة بملازمتي مع عمي عبدالرحمن لما كان قاضي في جيزان ثلاث سنوات، وبقيت في أبو عريش مدة سنة تقريبا، ثم نُقلت إلى محكمة فَرَسان، وفرسان هذه جزيرة إلى جانب جيزان، جُزر، وقرى، وبلدان، ليست جزيرة واحدة، مكثت فيها قريب ستة أشهر أو سبعة أشهر، ثم جاء أمر آخر بنقلي وإعادتي إلى أبو عريش، فمكثت في أبو عريش إلى سنة 1364.

ما يقارب خمس سنوات؟
تقريبا خمس سنوات، ثم بعد ذلك أخذت إجازة، جعلت وكيلاً بدلي، وسافرت إلى القصيم، وبقيت هناك مدة، فلما تباطؤوني كتب أمير جازان إلى وزير الداخلية، ثم إلى أمير بريدة، ثم إلى أمير عنيزة، يستحثوني في الرجوع، فاعتذرت بأعذار إذ ذاك وظروف، ورجعت المعاملة، فلما كان بعد شهرين تقريبا جاء مثلها، واعتذرت مرة ثانية، فحينئذ لما رأوا الكتابات هذه ما تفيد أبرقوا للملك، وأبرق الملك إلى أمير عنيزة بأن أتوجه حالاً، فحينئذ لا مناص من تنفيذ أمر الملك.

حجزوا لي بالبريد.. وسافرت فيه إلى الرياض، وسكنت في الرياض مع المشايخ والإخوان، وكان الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله إذ ذاك يصحح نسخ كتاب الإنصاف، وكتاب المبدع، لأجل أمر الملك بطبعه، وكان المعني بذلك الشيخ عبدالرحمن بن قاسم رحمه الله، وكان يلتمس من الإخوان من يراجع معه النسخ، كل واحد يأخذ نسخة، فطلب مني أن أشاركهم، ففرحت بذلك، وصرت أحضر عند الشيخ محمد بن إبراهيم، آخذ نسخة من المخطوطة، والآخر يأخذ نسخة أخرى، ونقرأ على الشيخ، وإذا استشكل شيء بحثنا فيها، تصحيح الكلمة، وإلا تصحيح مرجعها، أو نحو ذلك.

صادف إذ ذاك قاضي الخَرْج -الخرج إذا أُطلق في ذلك الوقت المراد به الدِّلَم وما حولها، الذي يرأسه الشيخ عبدالعزيز بن باز، والخرج الآن الموجود يسمونه السَّيْح، لأنه عيون تسيح، وليس قرية، وإنما نخيل، وللملك فيه قصر، ويذهب له الملك بعض الأحيان- فصادف أن أُقيل الشيخ سالم الحناكي رحمه الله من الخرج، فلم أشعر إلا قد بعث لي إبراهيم الشايقي رحمه الله وكان هو من كبار رجال الديوان، وهو المعني بالمشايخ وشؤونهم مع الملك، فأرسل لي الشايقي، وقال: بكرة الساعة الثانية غروبي -بعد طلوع الشمس الضحى- تحضر هنا. فحضرت، فلما دخلت عليه في مجلسه، سلمت عليه، أجلسني وقام بأمر الملك، فسريعاً جاء واحد من الخدام، وقال لي: ابن عقيل؟ ومسك يدي، وأدخلني على الملك، ما في المجلس أحد إلا أربعة أو خمسة بعيدون عن الملك، باعدهم، فسلمت عليه، ففحصني بعينه، ناظرني، وقال: الأمر خير إن شاء الله، نبغيك تصير قاضي عند قصري في السيح بالخرج، فقلت: السهباء؟ فلفت نظره، وقال: لا... لا.. لا، السهباء بعيدة عندكم، السيح جنب قصري، جنب قصري.

فقلت له: يا طويل العمر أنا ما بعد بلغت مبلغ القضاء، خلوني أقرأ عند الشيخ محمد بن إبراهيم أدرس، وإذا بلغت المبلغ أنا بالسمع والطاعة. فالتفت إليّ ثانية، وقال: محمد بن إبراهيم؟! هذا تراه أخوي وولدي، شاوره ولا تخرج عن رأيه. قال: الشيخ محمد بن إبراهيم أخ لي وابن لي، وشاوره ولا تخرج عن رأيه، تعال يا إبراهيم الشايقي امش مع الأخ، وخلصوه.

فذهبت مع إبراهيم الشايقي وقلت له: ما أستطيع القضاء، أنا أبغي أدرس مع محمد بن إبراهيم! فضحك الشايقي، وقال: الذي دبّر هذا الأمر هو محمد بن إبراهيم، هو الذي عيّنك!

والعجيب أني كنت أمس عند الشيخ، وقبل أمس، وكل يوم أجلس عنده، وما قال لي شيء، ولا أشار لي بشيء، فخرجت من عند الشايقي، وذهبت للشيخ محمد بن إبراهيم، وأخبرته الخبر، فجعل يستطعم مني الكلام: أيش قال لك الملك؟ أن الشيخ محمد بن إبراهيم ولدٌ لي وأخ لي فشاوره ولا تخرج عن رأيه. فقال الشيخ محمد بن إبراهيم: استعن بالله، ما دام أمر الملك عليك استعن بالله وامتثل. فقلت: لا أستطيع أعمل بالقضاء، ولا أستطيع إلا إذا كان أنت تكون مرجعي وأشاورك فيما يُشكل عليّ وما أحتاج إليه من أسئلة، وإلا فأنا ما أستطيع. قال: فيك بركة، فيك بركة، وأنا مستعد لك. أو كلام هذا معناه.

فسافرت إلى الخرج، وبقيت فيه ما شاء الله، أشهر ليست طويلة، أربعة أشهر أو ثلاثة أشهر، ثم استأذنت بإجازة لأذهب إلى محل عملي الأول في أبي عريش، لي فيه أثاث، وعفش، وعائلة، فأذن لي ولي العهد، وأعطاني سيارة، رحت فيها إلى أبو عريش، وخلصت أشغالي، وجئت.

ولما رجعت بلّغني الشايقي، وقال: إنك معيّن الآن في نجران. فذهبت للشيخ محمد بن إبراهيم، وبلّغته بالخبر، فقال: هذا ليس بأمري، قال بلهجته: ما بذا من عندي، أو: ما فهمت.يقول لي. قال:ما يطلع من عندي. أو: ما فهمت. قلت: بلى فهمت. فذهبت للشايقي واعتذرت، فصمم، فصممت أني ما أروح لنجران.

كتب الشيخ على إثر ذلك كتابا -لم أشعر به إلا بعد وفاة الشيخ رحمه الله- إلى ولي العهد، والكتابة عندي، صورتها موجودة الآن، يقول: إلى ولي العهد، بعد السلام، من جهة عبدالله بن عقيل قاضي السيح سابقاً: بلّغتوني بأنه يكون قاضيا في نجران، وهذا لا بأس به، لكن المذكور فيه خير، ويؤمل أن يكون في أنفع من نجران، ونجران يكفيه ناصر بن جعوان قاضي الظهران سابقا، ما بينه وبين نجران إلا ثلاثة أيام، أو عبدالله بن عبدان الموجود الآن في بريدة بدون وظيفة، والسلام عليكم. وعليه ختم. والظاهر أنه بخط ابنه إبراهيم وزير العدل.
فلم أشعر بعد أيام: خمسة أو ستة أو عشرة إلا وقد بلّغني الشايقي مرة ثانية بأنه صدر الأمر بتعييني قاضيا في الرياض.

عام كم هذا يا شيخ عبدالله؟
عام 66 في شوال.

وكنت تلك المدة في الرياض؟
كنت تلك المدة في الرياض، نعم.

كنت تحضر مجالس الشيخ محمد؟
أحضر مجالس الشيخ، وعنده، فتعينت في الرياض، ما هو معنا بالرياض غير الشيخ إبراهيم بن سليمان قاض في الحاضرة، والشيخ سعود بن رشود قاض في البادية.
مكثنا ما شاء الله، ثم أُقيل الشيخ إبراهيم بن سليمان، وحولوا الشيخ سعود بن رشود من البادية للحاضرة، وعينوا بدل ابن رشود في البادية الشيخ محمد بن مهيزع، وبقيت إلى سنة 70، من سنة 66 إلى سنة 70 في محكمة الرياض.

وفي هذه السنة في آخرها شغرت وظيفة قضاء عنيزة لما أقيل الشيخ عبدالرحمن بن عَودان، فصدر الأمر من الملك عبدالعزيز رحمه الله بأن أسافر إلى عنيزة قاضياً فيها، فاعتذرت وألححت من قبل ولي العهد، ومن قبل الشيخ محمد بن إبراهيم، ولكن بدون جدوى، قالوا إذا صدر الأمر من الملك ما نستطيع، فسافرت إلى عنيزة، وبقيت فيها خمس سنوات، من سنة 70 إلى سنة 75.

ولما فُتحت دار الإفتاء برئاسة الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله، وكان يلتمس لها أعضاء: جاءني كتاب من الشيخ وأنا في عنيزة على أننا طلبنا من الملك -لأن الملك سعود إذ ذاك ملك؛ بعد وفاة الملك عبدالعزيز- أن تكون عندنا عضوا في دار الإفتاء، فأحببنا إخبارك حتى أنك تكون على علم. بعدها بيوم أو يومين جاءتني برقية، عندي محفوظة: عينّاك عضوا في دار الإفتاء، فاستعن بالله، وخلّص أعمالك في عنيزة وتوجّه.

باشرت في الإفتاء في 1 رمضان سنة 1375، وبقيت فيها إلى جانب الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله قرابة 16 سنة أو 15 سنة، إلى أن توفي، أستفيد من علومه، وأخلاقه، وآدابه، ومخاطبته للناس، ومراجعته للرؤساء، والمراجعين يراجعونه، والقضاة.

بعد ذلك: بعد وفاة الشيخ صدر أمر من الملك فيصل بأن أنتقل إلى هيئة التمييز، لكن قبل ذلك لما توفي الشيخ محمد بن إبراهيم كان في مكتبه معاملات كبيرة كثيرة ضخمة يتولاها، فأمر الملك فيصل بأن تُشكل لجنة علمية من خمسة من المشايخ ينظرون في المعاملات التي في مكتب الشيخ محمد بن إبراهيم حتى يتمونها، وعيَّن أسماءهم: عبدالله بن عقيل، محمد بن عودة، راشد بن خنين، عمر المترك، عبدالله بن منيع، ويرأسهم أكبرهم سناً، فاجتمعنا ودرسنا الموضوع، وقالوا: إن أكبرهم سنًّا عبدالله بن عقيل، فصرت رئيس اللجنة هذه، ومكثنا فيها مدة حتى خلصنا المعاملات التي فيها، بعد ذلك أمر الملك فيصل بأن أكون عضوا في هيئة التمييز في الرياض، وذلك في سنة 91.

كم كان عدد أعضاء الهيئة في ذلك الوقت يا شيخ عبدالله؟
أعضاء هيئة التمييز: الرئيس عبدالعزيز بن رشيد، والشيخ محمد البواردي، والشيخ محمد بن سليم، والشيخ صالح بن غصون، والشيخ محمد بن جبير، وكنت معهم أنا.
بقيت في هيئة التمييز قرابة سنة، من 91 إلى 92.
تشكلت لجنة برئاسة الشيخ محمد بن جبير، اسمها: الهيئة القضائية العليا، وعيّنوني عضواً فيها، انتقلت من هيئة التمييز إلى الهيئة القضائية العليا.

اسمها هكذا أول ما أُنشئت: الهيئة القضائية العليا؟
نعم، يرأسها ابن جبير، وأعضاؤها: عبدالله بن عقيل، وصالح بن لحيدان، وعبدالمجيد حسن، وغنيم المبارك، فبقيت فيها إلى سنة 95 لما تشكل مجلس القضاء الأعلى.

[وهنا ختم المقدّم الحلقة بالشكر للشيخ، والوعد بإكمال الحديث في حلقة تالية].




 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • لقاء مع سماحة الشيخ عبدالله بن عقيل عبر الإذاعة (2)
  • كلمة أ. د. جعفر عبدالسلام في افتتاح فعاليات اجتماعات المجلس التنفيذي لرابطة الجامعات الإسلامية
  • نص كلمة سماحة مفتي عام المملكة عن الشيخ عبدالله بن عقيل رحمه الله

مختارات من الشبكة

  • لقاء الجمعة - لقاء مفتوح مع الشيخ عبدالله آل خنين (صور أكل المال بالباطل)(مادة مرئية - موقع الشيخ عبدالله بن محمد بن سعد آل خنين)
  • نبذة عن سماحة الشيخ ابن باز بقلم الشيخ العلامة عبدالله بن عقيل(مقالة - موقع الشيخ عبدالله بن عبدالعزيز بن عقيل العقيل)
  • الشيخ عبدالعزيز ال الشيخ مفتي عام المملكة العربية السعودية في اللقاء المفتوح(مقالة - موقع الشيخ عبدالله بن عبدالعزيز بن عقيل العقيل)
  • الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن التويجري في لقاء بعنوان (قصة موسى مع الرجل الصالح)(مقالة - موقع ثلاثية الأمير أحمد بن بندر السديري)
  • فضل من أحب لقاء الله ورقية المريض نفسه(مقالة - آفاق الشريعة)
  • لقاء مفتوح مع الشيخ عبدالله آل خنين بجامع نصير(مادة مرئية - موقع الشيخ عبدالله بن محمد بن سعد آل خنين)
  • اللقاء المفتوح مع الشيخ عبدالله آل خنين بجامع المقهوي في المبرز(مادة مرئية - موقع الشيخ عبدالله بن محمد بن سعد آل خنين)
  • لقاء مفتوح مع الشيخ عبدالله آل خنين في جامع عائشة الراجحي(مادة مرئية - موقع الشيخ عبدالله بن محمد بن سعد آل خنين)
  • لقاء مفتوح مع معالي الشيخ عبدالله آل خنين في جامع عبدالهادي القحطاني بالخبر(مقالة - موقع الشيخ عبدالله بن محمد بن سعد آل خنين)
  • إعلان لقاء مفتوح مع الشيخ عبدالله آل خنين: الأحد 7-12-1436هـ(مقالة - موقع الشيخ عبدالله بن محمد بن سعد آل خنين)

 


تعليقات الزوار
1- أين يقطن الشيخ حفظه الله
said bazoul - الجزائر 09-05-2010 10:17 PM

أطال الله في عمره

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مشروع إسلامي ضخم بمقاطعة دوفين يقترب من الموافقة الرسمية
  • ختام ناجح للمسابقة الإسلامية السنوية للطلاب في ألبانيا
  • ندوة تثقيفية في مدينة تيرانا تجهز الحجاج لأداء مناسك الحج
  • مسجد كندي يقترب من نيل الاعتراف به موقعا تراثيا في أوتاوا
  • دفعة جديدة من خريجي برامج الدراسات الإسلامية في أستراليا
  • حجاج القرم يستعدون لرحلتهم المقدسة بندوة تثقيفية شاملة
  • مشروع مركز إسلامي في مونكتون يقترب من الانطلاق في 2025
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 26/11/1446هـ - الساعة: 15:30
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب