• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    آية المحنة
    نورة سليمان عبدالله
  •  
    توزيع الزكاة ومعنى "في سبيل الله" في ضوء القرآن ...
    عاقب أمين آهنغر (أبو يحيى)
  •  
    النبي عيسى عليه السلام في سورة الصف: فائدة من ...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
  •  
    أحكام شهر ذي القعدة
    د. فهد بن ابراهيم الجمعة
  •  
    خطبة: كيف نغرس حب السيرة في قلوب الشباب؟ (خطبة)
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    من صيام التطوع: صوم يوم العيدين
    د. عبدالرحمن أبو موسى
  •  
    حقوق الوالدين
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    تفسير سورة الكوثر
    يوسف بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن السيف
  •  
    من مائدة العقيدة: شهادة أن لا إله إلا الله
    عبدالرحمن عبدالله الشريف
  •  
    الليلة الثلاثون: النعيم الدائم (3)
    عبدالعزيز بن عبدالله الضبيعي
  •  
    العلم والمعرفة في الإسلام: واجب ديني وأثر حضاري
    محمد أبو عطية
  •  
    حكم إمامة الذي يلحن في الفاتحة
    د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر
  •  
    طريق لا يشقى سالكه (خطبة)
    عبدالله بن إبراهيم الحضريتي
  •  
    خطبة: مكانة العلم وفضله
    أبو عمران أنس بن يحيى الجزائري
  •  
    خطبة: العليم جلا وعلا
    الشيخ الدكتور صالح بن مقبل العصيمي ...
  •  
    في تحريم تعظيم المذبوح له من دون الله تعالى وأنه ...
    فواز بن علي بن عباس السليماني
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / منبر الجمعة / الخطب / الأسرة والمجتمع / تربية الأولاد
علامة باركود

أبناؤنا وتحصينهم عن الفكر الضال

أ. د. عبدالله بن محمد الطيار

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 27/1/2010 ميلادي - 11/2/1431 هجري

الزيارات: 59515

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

أبناؤنا وتحصينهم عن الفكر الضال

 

الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عُدوان إلا على الظالمين، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، الحَكَمُ العدلُ المبين، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله الذي أرسله الله رحمة للعالمين، بشيرًا لمن أطاعه واقتدى بسنته، ونذيرًا لمن عصاه وخالف أمره - صلى الله عليه وعلى آله وصحبه، ومن استنَّ بسنته إلى يوم الدين؛ ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران : 102]، ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء : 1]، ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب : 70 - 71].

أما بعد:

فإن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد - صلَّى الله عليه وسلَّم - وشرُّ الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.

 

عباد الله:

إن الأولاد نعمة من الله عظيمة، ومنّة من الله جليلة، فهم قرة العيون، وجلاء الأحزان والهموم، وهم القوة عند الضعف، والعون عند الحاجة، وهم الذخر بعد الموت، والفضل عند لقاء الربِّ، وهم الذين يستغفرون للآباء والأمهات في الحياة وبعد الممات، وهم الذين يرفعون قدر والديهم بأخذهم كتاب ربِّ الأرض والسماوات، وهم الخير لمن ربَّاهم على الخير، وهم الثمرة الطيبة التي تؤتي أكلها كل حين بإذن ربِّها، وصدق الله - تعالى - إذ يقول: ﴿ الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ﴾ [الكهف : 46].

 

عباد الله:

لقد امتنَّ الله - تعالى - علينا بكثرة الأبناء والبنات، وبوافر الخيرات، فلا يطلبون طلبًا إلا تيسَّر لهم، ولا يتمنون شيئًا إلاَّ وجدوه أمامهم، نحرص كل الحرص على تلبية ما يحتاجونه من الأكل واللباس والتعليم، والمسكن والمركوب، فلا نرى والدًا يبخل على أولاده في شيء من أمور الدنيا، بل ينفق بسخاء وكرم، دون ملل أو تضجر، بل قد يبادر زوجته وأولاده بالسؤال عن كل ما يحتاجه الأولاد، وهو مأجور مشكور - إن شاء الله - إن حسنت نيَّته؛ لأن ذلك من قيامه بالمسؤولية الملقاة على عاتقه؛ كما قال - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((كلكم راعٍ، وكلكم مسؤول عن رعيته))؛ رواه البخاري.

 

ومن تمام المسؤولية إكمال حاجات البيت، ومراعاة صحة أهله وأولاده.

ولكن هل يا تُرى قام ذلك الوالد بجميع المسؤولية التي كلفه الله بها حسب استطاعته؟ هل نظر هؤلاء الآباء والأمهات إلى الرعاية لأولادهم وتلبية احتياجاتهم الإيمانية والنفسية؟

 

ألم يسمعوا قول الله - تعالى -: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا ﴾ [التحريم : 6]؟

إنا لنجد من الآباء والأمهات مَن يكون سببًا وعاملاً مساعدًا في هدم أخلاق أبنائهم وبناتهم، بل ربما أوصلوهم إلى حب العاجلة، وإيثارها على الآخرة؛ بإهمال تربيتهم وتوجيههم، وهذا كله نذير خطر علينا؛ لأن الأجيال القادمة من شبابنا وبناتنا هم الذين سيحملون همَّ الدين والدنيا من بعدنا، فإذا قصَّرنا في توجيههم وتربيتهم خلال صغرهم ووقت شبابهم، فمتى نأخذ بأيديهم.

 

لقد أهمل الكثير من الآباء في ذلك إهمالاً كبيرًا، فتراه يسعى سعيًا حثيثًا على أمور دنياه، ولو على حساب أولاده وهو يحسب أن ذلك هو الأهم في حياتهم.

 

وهناك نقطة هامة غفل عنها كثير من الآباء والأمهات: وهي عدم الحرص على تربية الأولاد التربية الصحيحة المبنية على العلم الشرعي الصحيح النابع من الكتاب والسُّنَّة، وعلى الرغم من تيسير العلوم الشرعية عن طريق دور التعليم، ووسائل الإعلام المرئية،والمسموعة، إلا أن هناك تقصيرًا عظيمًا في حصول النفع من هذه العلوم، حتى رأينا بعض الآباء والأمهات يعتمدون على ذلك، ولا يتابعون أولادهم في هذا التحصيل الهام الذي ينبني عليه مستقبلهم وحياتهم القادمة.

 

إن الاستهانة بهذه الأمور جعلت الأولاد ينصرفون عن هذه العلوم الشرعية، مع وجود المؤثرات القوية عن طريق وسائل الإعلام الهدَّامة التي تهدف إلى خلخلة العقيدة في قلوبهم، وبث الشهوات المحرَّمة في صفوفهم؛ كي يوقعوهم صرعى يلهثون وراء كل ناعق يدعو إلى الضلالة والغي.

 

عباد الله:

إن الذين يتمنون السعادة في الدنيا يحرصون كل الحرص على الأخذ بأيدي أولادهم إلى ما يحفظهم، ويوصلهم إلى رضا مولاهم، فليس من سعادة الأب أو الأم أن يروا أولادهم يركبون أفخم السيارات، ويحملون أحدث الموديلات من أجهزة الجوَّالات، ويلبسون أفضل الملابس، ويسكنون أوسع البيوتات، لا بل سعادة الوالدين أن يروا ثمرة فؤادهم، وبذرة زرعهم قد نمت على حب الخير وأهله، والبعد عن الشر وأهله، والتعلق بدار القرار، والزهد في دار الفناء والبوار.

 

فأين هؤلاء الآباء والأمهات الذين يسعدون بذلك وواقع الحال خير شاهد لما أقول.

 

عباد الله:

لقد ظهرت في الأزمنة الأخيرة فتنٌ وشرور لا يعلم مداها إلا الله، ومن ذلك فتنة الذين خرجوا على أمة الإسلام يضربون فيها البرّ والفاجر، ويقذفون المسلمين بما ليس فيهم، لقد قاموا بتدمير المنشآت، وقتل الأنفس البريئة، وترويع الآمنين، ومكنوا لأعداء الملة والدين من أن يسلطوا ألسنتهم وأقلامهم على أهل الدين والمتمسكين به، إن هؤلاء الذين خرجوا عن إجماع الأمة، وانتهجوا نهج الخوارج القُدامى يتضح للجميع خطورة ما هم عليه من صفات سيِّئة؛ حتى لا يَفتتن بهم مَنْ ليس عنده قدر من الباطل، ولقد بيَّن لنا رسولنا شيئًا من العلم؛ حيث قال - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((يخرجُ قومٌ في آخر الزمان؛ أحداث الأسنان، سفهاء الأحلام، يقولون من خير قول البرية، لا يجاوز إيمانهم حناجرهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية، فأينما لقيتموهم فاقتلوهم؛ فإن في قتلهم أجرًا لمن قتلهم يوم القيامة))؛ رواه البخاري، ومسلم.

 

فانظروا - يا عباد الله - وصف النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - عندما ذكرهم أنهم أحداث أسنان؛ أي: صغار في السن ليس عندهم نضج عقلي، وتفكير سديد، وعلم راسخ، بل إنهم يتكلمون في أمر الدين وكأنهم أصحاب العلم الواسع، ويتلفظون بأحاديث النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - وكأنهم علماء الأمة وموجِّهوها، إلا أن إيمانهم لا يجاوز حناجرهم؛ لما في قلوبهم من الشبهات الخطيرة المخالفة لما عليه سلف الأمة.

 

إن هذه الفتنة وغيرَها من الفتن خيرُ شاهد على أن البعد عن صراط الله المستقيم الذي أمرنا الله به ورسوله - صلَّى الله عليه وسلَّم - يعود على الأمة جميعًا بالضرر في دينها ودنياها.

 

فعن الزبير بن عدي قال أتينا أنس بن مالك - رضي الله عنه - فشكونا إليه ما نَلْقَى من الحجاج، فقال: "اصبروا، فإنه لا يأتي عليكم زمان إلا الذي بعده أشرُّ منه، حتى تلقوا ربَّكم، سمعته من نبيِّكم - صلَّى الله عليه وسلَّم"؛ رواه البخاري.

 

فانظروا - يا عباد الله - إلى هذا الحديث العظيم الذين يشير إلى أن الفتن ستزيد كلما مر زمان تلو آخر، فأمر نبينا - صلَّى الله عليه وسلَّم - بالتمسُّك بالدين، والصبر على ما ينال العبد من البلاء، حتى يأتي نصر الله - تعالى.

 

عباد الله:

إن الأمر جد خطير، فأبناؤنا أصبحوا عرضة لكل ناعق يدعو إلى طريق الضلال؛ حتى غدا أصحاب الفكر الضال يؤثرون تأثيرًا رهيبًا على فكر أبنائنا، ويأخذون بأيديهم إلى الخروج عن شرعة الله باسم الغيرة على الدين، والتمكين لشرعة رب العالمين، حتى رأينا الكثير من الشباب الذي فتنوا بهم، وتحمسوا لكلامهم، ووقعوا في براثن تخطيطهم - أصبحوا أداة هدم بدلاً من أن يكونوا أداة بناء.

 

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: ﴿ فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ [النور: 63].

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول ما سمعتم، فاستغفروا الله يغفر لي ولكم؛ إنه هو الغفور الرحيم.

 

الخطبة الثانية

الحمد لله على فضله وإحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، تعظيمًا لشأنه، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله خير رسله وأنبيائه، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه، ومن سار على نهجه إلى يوم الدين.

 

أما بعد:

فاتقوا الله - عباد الله - واعلموا أن المسؤولية الملقاة على عاتق الآباء والأمهات كبيرة وعظيمة تجاه أولادهم، وتحتاج منهم الحذر من التفريط في تربيتهم، وهذا نبيُّنا - صلَّى الله عليه وسلَّم - يوجهنا إلى أمانة الأولاد ووجوب الحفاظ عليهم، فقال - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((كلكم راعٍ، وكلكم مسؤول عن رعيَّته))؛ رواه البخاري.

 

فتعالوا بنا ننظر كيف وجهنا رسولنا - صلَّى الله عليه وسلَّم - لكيفية التعامل مع أولادنا؛ كي نحفظهم من الشرور والآثام التي تؤثر على مسيرة حياتهم في الدنيا قبل الآخرة، ومن ذلك:

أولاً: إرشادهم إلى الإيمان بالله - تعالى - وقدرته المعجزة، وإبداعه الرائع عن طريق التأمل والتفكر في خلق السماوات والأرض، ويكفي توجيها للأولاد بمثل الآيات الأخيرة من سورة آل عمران في قوله - تعالى -: ﴿ إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ * الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ﴾ [آل عمران : 190 - 191].

 

فحين يأخذ الوالد بيد أولاده نحو هذه القضايا الإيمانية الثابتة، وتنصب في ذهنهم وفكرهم بالأدلة الراسخة، فلا تستطيع معاول الهدم أن تنال من قلوبهم العامرة بالإيمان، ولا يمكن لدعاة السوء أن يؤثروا عليهم، ولا يقدر إنسان أن يزعزع نفسيتهم المؤمنة؛ لما وصل إليهم من إيمان ثابت، ويقين راسخ، وقناعة كاملة، والنصوص الدالة على هذه العقيدة الصحيحة من الكتاب والسنة كثيرة جدًّا ولو استطاع الوالد أن يعلم أولاده بعضًا منها؛ كي تتعلق في ذهنهم، وتأخذ بلباب قلوبهم، فقد استطاع أن يثبتهم على الطريق الصحيح.

 

ثانيًا: أن يغرس في نفوسهم روح الخشوع والتقوى والعبودية لله ربِّ العالمين، وذلك عن طريق الآيات الدالة على عظمة الله وقدرته، وإحاطته بجميع مخلوقاته، وعلمه المحيط بمكنون قلوبهم، وذلك عن طريق تعليمهم القرآن الكريم والخشوع عند سماعه، وتدبر آياته وعظاته وتوجيهاته، فإذا وصلت إليهم هذه المعاني، رسخت التقوى في قلوبهم، وصاروا مرتبطين بربهم لا يحيدون عن أوامره ونواهيه طرفة عين.

 

ثالثًا: أن يربي فيهم روح المراقبة لله - تعالى - في كل تصرفاتهم وأحوالهم، وذلك بترويضهم على أن الله - تعالى - يراقبهم ويراهم، ويعلم سرهم ونجواهم، ويعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور، وكل هذا من أجل أن يتعلم الأولاد مراقبة الله في السر والعلن، وأن تكون عبادتهم لربِّهم وأعمالهم خالصة لوجهه، دون طلب رياء ولا سمعة، فلا يعملون من أجل أحد، إنما همُّهم هو إرضاء رب العالمين.

 

رابعًا: تربية الأولاد على الفضائل الخلقية والسلوكية والوجدانية التي ترتبط ارتباطًا وثيقًا بثمرات الإيمان الراسخ في قلوبهم، فالتنشئة الدينية الصحيحة هي تربية النشء على المراقبة الإلهية التي ترسِّخ في قلوبهم المحاسبة للنفس، وعدم الوقوع في الصفات القبيحة والعادات الآثمة المرذولة، والتقاليد الجاهلية الفاسدة، والأفكار المنحرفة عن الجادة، ويكفي قوله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((اتقِ الله حيثما كنت، واتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالِقِ الناس بخُلُق حَسَن))؛ رواه الترمذي، وصححه الألباني في جامع الترمذي، (4/ 3355، رقم1987).

 

والتربية على هذه التوجيهات والفضائل تنمي عندهم الجانب الإيماني الذي تنبع منه الأخلاق الطيبة الكريمة، مثل: الخشية، والمراقبة، والصدق، والأمانة، والاستقامة، والإيثار، وإغاثة الملهوف، واحترام الكبير، وإكرام الضيف، والإحسان إلى الجار، ومحبة الخير للآخرين، والإحسان إلى اليتامى، والبر بالفقراء، والعطف على الأرامل والمساكين، وغير ذلك كثير.

 

خامسًا: متابعتهم والحرص عليهم ممن يسممون أفكارهم، وينحرفون بهم عن الجادة والوسطية، وعدم ترك الحبل على الغارب لهم، يذهبون أينما شاؤوا ومع مَن شاؤوا، بل لا بد من معرفة من يخرجون معهم، وهل هذه الصحبة ممن يُستأمنون عليهم إذا كانوا معهم أو لا؟ ولا بد من توضيح فكر هذه الفئة وتحديد منهجها؛ لكي لا يقعوا فريسة لأفكارهم البعيدة عن المنهج السوي.

 

فكل هذه الأسباب وغيرها مُعِينَة - بعد الله - في حماية شبابنا وبناتنا من التيارات الواردة والأفكار الضالة المنحرفة، فالأعداء يتربصون بهم كل متربص؛ ليصرفوهم عن صراط الله المستقيم.

 

عباد الله:

إن بلادنا ولله الحمد وهي تحظى بقيادة مؤمنة واعية - تحرص على الخير وتزرعه في طول البلاد وعرضها، وترفع شعار الإسلام والحفاظ على العقيدة، وتفاخر به في كل المنتديات والمؤتمرات، بل وتحرص على تعليم شبابنا وبناتنا كل خير، إن هذه القيادة الواعية بحاجة إلى الدعاء والمساندة، والتعاون معها في حماية هذه البلاد من مزالق الشياطين، ومن عبث العابثين، وذلك بتنمية حب الوطن وأهله في نفوس شبابنا وبناتنا؛ لبذل الجهد من أجل إعلاء مكانة هذه البلاد الفتية التي تفتخر على جميع البلاد بشرعتها العظيمة، ألا وهي شرعة الإسلام.

 

فتعاونوا - عباد الله - على تربية أولادكم على الخير، وخذوا بأيديهم لكل ما ينفعهم في العاجل والآجل، نسأل الله - تعالى - أن يحفظ بلادنا وسائر بلاد المسلمين من كل سوء ومكروه، وأن يقينا شرَّ الفتن ما ظهر منها وما بطن، وأن يصلح شبابنا وبناتنا، وأن يعين ولاة أمرنا على كل خير وبر.

 

هذا وصلوا وسلموا على الحبيب المصطفى؛ فقد أمركم الله بذلك، فقال - جل من قائل عليمًا: ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [الأحزاب : 56].





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • حرب الأفكار
  • أبناؤنا والصلاة وتنبيه في أيام الامتحانات
  • أبناؤنا في ساحات الفساد
  • أبناؤنا في الزمن الصعب
  • أبناؤنا والاختبارات

مختارات من الشبكة

  • من سلسلة أحاديث رمضان حديث: يا معشر قريش، احفظوني في أصحابي وأبنائهم وأبناء أبنائهم(مقالة - ملفات خاصة)
  • ابن النجار وابنه تقي الدين ابن النجار(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • ابن بطة الأب وابن بطة الابن(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • من تراجم المنشئين: الخوارزمي - ابن العميد - ابن عبد ربه - ابن المعتز - الجاحظ - الحسن بن وهب(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • الأثبات في مخطوطات الأئمة: شيخ الإسلام ابن تيمية والعلامة ابن القيم والحافظ ابن رجب (PDF)(كتاب - موقع د. علي بن عبدالعزيز الشبل)
  • الأثبات في مخطوطات الأئمة: شيخ الإسلام ابن تيمية والعلامة ابن القيم والحافظ ابن رجب (WORD)(كتاب - موقع د. علي بن عبدالعزيز الشبل)
  • أثر العامل الفكري في فكر الإمام ابن مفلح(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • دفع الملامة في استخراج أحكام العمامة لابن عبد الهادي المعروف بابن المبرد، المتوفى سنة 909 هـ(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • تحقيق أثر ابن عمر وابن عباس في عدم قضاء الحامل والمرضع للصيام واكتفائهما بالإطعام(مقالة - آفاق الشريعة)
  • فائدة في البحث عن روايات ابن أخي ابن وهب عن عمه في صحيح مسلم(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 16:33
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب