• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    آية المحنة
    نورة سليمان عبدالله
  •  
    توزيع الزكاة ومعنى "في سبيل الله" في ضوء القرآن ...
    عاقب أمين آهنغر (أبو يحيى)
  •  
    النبي عيسى عليه السلام في سورة الصف: فائدة من ...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
  •  
    أحكام شهر ذي القعدة
    د. فهد بن ابراهيم الجمعة
  •  
    خطبة: كيف نغرس حب السيرة في قلوب الشباب؟ (خطبة)
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    من صيام التطوع: صوم يوم العيدين
    د. عبدالرحمن أبو موسى
  •  
    حقوق الوالدين
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    تفسير سورة الكوثر
    يوسف بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن السيف
  •  
    من مائدة العقيدة: شهادة أن لا إله إلا الله
    عبدالرحمن عبدالله الشريف
  •  
    الليلة الثلاثون: النعيم الدائم (3)
    عبدالعزيز بن عبدالله الضبيعي
  •  
    العلم والمعرفة في الإسلام: واجب ديني وأثر حضاري
    محمد أبو عطية
  •  
    حكم إمامة الذي يلحن في الفاتحة
    د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر
  •  
    طريق لا يشقى سالكه (خطبة)
    عبدالله بن إبراهيم الحضريتي
  •  
    خطبة: مكانة العلم وفضله
    أبو عمران أنس بن يحيى الجزائري
  •  
    خطبة: العليم جلا وعلا
    الشيخ الدكتور صالح بن مقبل العصيمي ...
  •  
    في تحريم تعظيم المذبوح له من دون الله تعالى وأنه ...
    فواز بن علي بن عباس السليماني
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / منبر الجمعة / الخطب / الأسرة والمجتمع
علامة باركود

خطبة الأمر بصلة الرحم والتحذير من قطيعتها

خطبة الأمر بصلة الرحم والتحذير من قطيعتها
الدخلاوي علال

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 28/8/2019 ميلادي - 26/12/1440 هجري

الزيارات: 444637

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

خطبة الأمر بصلة الرحم والتحذير من قطيعتها

 

الخطبة الأولى

الحمدُ لله خَالقِ الأنَام، المحمود سبحانه أبدًا على الدَّوام، حثَّ المُؤمنين على المحبَّة والوئام، ونَدَبهم إلى التزاوُر وصِلة الأرحام، وحذَّرهم من التَّدابر والقطيعة والخِصام، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا محمدًا عبده ورسوله النبي المصطفى الإمام، نبي الرحمة ورسول السلام، وعلى آله وصحابته الكرام، مَن في خير مَقام وأسعد مُقام.


أيها المؤمنون، إنه من مقاصد الإسلام العالية، وركائزه العظام السامية، نشرُ المحبة والألفة بين العباد، ونبذ التخاصم والتدابر والأحقاد، قال تعالى: ﴿ وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا ﴾ [آل عمران: 103].


وقال تعالى واصفًا حالَ المؤمنين السابقين: ﴿ وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ ﴾ [الحشر: 10].


وقال عليه الصلاة والسلام، كما ثبت من حديث النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((تَرَى الْمُؤْمِنِينَ فِي تَرَاحُمِهِمْ وَتَوَادِّهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ، كَمَثَلِ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى عُضْوًا تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ جَسَدِهِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى))[1]. فهذه النصوص - وغيرها كثير - تدلنا على أن الألفة والمحبة بين المؤمنين من أعظم مقاصد هذا الدين، وأنها نعمة كبرى، ومِنَّة عظمى، تستحق شكرها والتواصي بها، وبذل الجهود من أجلها، لا سيما ونحن في زمن تقطَّعت فيه أواصر العلاقات، وتأجَّجت فيه نيران العداوات والخصومات.


وعملًا بهذا المقصد العظيم والأصل المتين، أمرت الشريعة بصلة الأرحام، ونهت عن القطيعة والخصام.


عباد الله، إن صلة الرحم من أوجب الواجبات، وأعظم الطاعات والقربات، ومن أجلِّ العبادات والأعمال الصالحات، وهي في أبسط معانيها، وأوضح معالمها: إيصال النفع والخير لذوي القربى، ودفع الشر والأذى عنهم[2].


وقد اتفقت الملة على أن صلة الرحم واجبة، وأن قطيعتها محرمة، ولو كان الموصول كافرًا، فقد صحَّ عَن أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ،قَالَتْ: "قَدِمَتْ عَلَيَّ أُمِّي وَهِيَ مُشْرِكَةٌ فِي عَهْدِ قُرَيْشٍ إِذْ عَاهَدَهُمْ، فَاسْتَفْتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَدِمَتْ عَلَيَّ أُمِّي وَهِيَ رَاغِبَةٌ، أَفَأَصِلُ أُمِّي؟ قَالَ: نَعَمْ، صِلِي أمَّكِ"[3]، فأمرها صلى الله عليه وسلم بصلتِها وهي كافرة[4].


وهذا من المحاسن التي جاءت بها شريعة الإسلام، ومن المبادئ السامية التي حث عليها نبينا عليه الصلاة والسلام؛ ولهذا لما نزل قوله تعالى: ﴿ وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ ﴾ [الشعراء: 214]، دَعَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قرَيْشًا، فَاجْتَمَعُوا، فَعَمَّ وَخَصَّ، فَقَالَ: ((يَا بَنِي كَعبِ بْنِ لُؤي، أنْقِذُوا أنْفُسَكُمْ مِنَ النَّارِ، يَا بَنِي مُرَّةَ بْنِ كَعْبٍ، أنْقِذُوا أنْفُسَكُمْ مِنَ النَّارِ، يا بَنِي عَبْدِشَمْسٍ، أنْقِذُوا أنْفُسَكُمْ مِنَ النَّارِ، يَا بَنِي عَبْدِمَنَافٍ، أنْقِذُوا أنْفُسَكُمْ مِنَ النَّار، يَا بَنِي هَاشِمٍ، أنْقِذُوا أنْفُسَكُمْ مِنَ النَّار، يا بَنِي عَبْدِالْمُطلِبِ، أنْقِذُوا أنْفُسَكُمْ مِنَ النَّار، يَا فَاطِمَةُ، أنْقِذِي نَفْسَكِ مِنَ النَّارِ؛ فَإنِّي لا أمْلِكُ لَكُمْ مِنَ اللهِ شَيْئًا، غَيْرَ أنَّ لَكُمْ رَحِمًا سَأبُلُّهَا بِبِلالِهَا))[5]؛ أي: إن لكم قرابة سأصلها بصلتها وبالإحسان إليها، ولكني لا أغني عنكم من الله شيئًا[6]، وهذا هو حال المسلم؛ لما يفيض قلبه محبةً ورأفةً ورحمةً على جميع خلق الله، فيرجو لهم الخير، ويدفع عنهم الشر والأذى ما استطاع، وخاصة ذوي القربى.


ولهذا جاءت آيات القرآن مليئة بالحث على صلة الأرحام، والتحذير من القطيعة والهِجران، ومن هذه الآيات قول الله تعالى:﴿ وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ ﴾ [النساء: 1]؛ أي: اتقوا الله تعالى أن تعصوه، واتقوا الأرحام أن تقطعوها[7].


ومن الآيات التي تحث على صلة الرحم، قوله تعالى: ﴿ وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ﴾ [النساء: 36]، فذكر سبحانه وتعالى من جملة المأمورات: الإحسان إلى ذوي القربى، استبقاء لأواصر الودِّ بين الأقارب؛ إذ كان العرب في الجاهلية قد حرَّفوا حقوق القرابة، فجعلوها سببَ تنافسٍ وتحاسد وتقاتل، وحسبك ما كان بين بكرٍ وتغلب في حرب البسوس، وهما أقارب وأصهار، فلذلك حث الله تعالى على الإحسان إلى ذوي القربى والرحم.


ومن الآيات كذلك قوله تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ ﴾ [الرعد: 21]؛ أي: والذين يصلون الرحم التي أمرهم الله بوصلها، فيعاملون الأقارب بالمودة والحسنى، بإيصال الخير إليهم ودفع الأذى عنهم بقدر الاستطاعة[8]، فهؤلاء لهم عقبى الدار، وهي العاقبة والنصرة في الدنيا والآخرة[9].


عباد الله، إن صلة الرحم علامة من علامات كمال الإيمان، وخَصلة من خصال أهل الورع والإحسان، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال: ((مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ، وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ، وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَصْمُت)).[10]


وأخبر عليه الصلاة والسلام أنَّ من وصل رحِمَه، وصله الله تعالى برحمته وبعطفه وإحسانه، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ الْخَلْقَ حَتَّى إِذَا فَرَغَ مِنْ خَلْقِهِ، قَالَت الرَّحِمُ: هَذَا مَقَامُ الْعَائِذِ بِكَ مِنَ الْقَطِيعَةِ قَالَ: نَعَمْ، أَمَا تَرْضَيْنَ أَنْ أَصِلَ مَنْ وَصَلَكِ وَأَقْطَعَ مَنْ قَطَعَكِ؟ قَالَتْ: بَلَى يَا رَبِّ، قَالَ: فَهُوَ لَكِ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فَاقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ: ﴿ فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ ﴾ [محمد: 22]، ففي هذا الحديث تعظيمُ شأن الرحم، وفضل واصلها، وعظيم إثم قاطعها[11].


عباد الله، إن صلة الرحم من أعظم الأسباب الموجبة لدخول الجنان، والوقاية من النيران، فعَنْ عَبْدِاللَّهِ بْنِ سَلَام، قَالَ: "لَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ انْجَفَلَ النَّاسُ إِلَيْهِ، وَقِيلَ: قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَجِئْتُ فِي النَّاسِ لِأَنْظُرَ إِلَيْهِ فَلَمَّا اسْتَثْبَتُّ وَجْهَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَرَفْتُ أَنَّ وَجْهَهُ لَيْسَ بِوَجْهِ كَذَّابٍ، وَكَانَ أَوَّلُ شَيْءٍ تَكَلَّمَ بِهِ أَنْ قَالَ: ((أَيُّهَا النَّاسُ، أَفْشُوا السَّلَامَ، وَأَطْعِمُوا الطَّعَامَ، وَصِلُوا الْأَرْحَامَ، وَصَلُّوا وَالنَّاسُ نِيَامٌ؛ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ بِسَلَامٍ[12])).


فاللهم اجعلنا من الواصلين لأرحامهم يا رب العالمين.

أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.


الخطبة الثانية

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحابته ومن والاه.

عباد الله، إنه من الآثار الحسنة لصلة الرحم، أنها سبب في سَعَةِ الرزق وطول العمر، وبركة فيهما، فعَنْ أنس بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول: ((مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُبْسَطَ لَهُ فِي رِزْقِهِ، أَوْ يُنْسَأَ لَهُ فِي أَثَرِهِ، فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ))[13].


وإنه لعِظَمِ مكانة صلة الرحم في الدين، كانت أفضل الصدقات الصدقةَ على ذوي الرحم والقربى فعَنْ سَلْمَانَ بْنِ عَامِرٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((إِنَّ الصَّدَقَةَ عَلَى الْمِسْكِينِ صَدَقَةٌ، وَعَلَى ذِي الرَّحِمِ اثْنَتَانِ: صَدَقَةٌ وَصِلَةٌ))[14].


عباد الله، إذا كانت صلة الرحم لها هذه المكانة في الدين وهذا الشأن العظيم، فإن القطيعة أمرها خطير، وشرها مستطير، ونذير شؤم على صاحبها، فقد ورد في صحيح مسلم من حديث مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ قَاطِعُ رَحِمٍ))[15].


فمن قطع أقاربه الضعفاء، وهَجَرهم وتكبر عليهم، ولم يصلْهم ببره وإحسانه، وكان غنيًّا وهم فقراء - فهو داخل في هذا الوعيد، محروم من دخول الجنة إلا أن يتوب إلى الله عز وجل ويُحسن إليهم[16].


وحسب قاطع الرحم بلاءً وشقاءً وحرمانًا ألَّا يُرفَع له عملٌ، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((إِنَّ أَعْمَالَ بَنِي آدَمَ تُعْرَضُ كُلَّ خَمِيسٍ لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ، فَلَا يُقْبَلُ عَمَلُ قَاطِعِ رَحِمٍ))[17].


عباد الله، لنجعلْ هذا اليوم يومًا للتصالح والتلاقي، ويومًا للتصافح والعناق، ويومًا يفوح فيه عطر المودة والأخلاق.


هذا، ولنجعل مسكَ الختام أفضلَ الصلاة وأزكى السلام على شفيع الورى وسيد الأنام، فاللهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى سَيِّدِنَا وَنَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ، وارْضَ اللَّهُمَّ عَنِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ: أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ وَعَلِيٍّ، وَعَنْ سَائِرِ الصَّحَابَةِ الأَكْرَمِينَ.


اللهم ألبسنا لباس التقوى، وألزمنا كلمة التقوى، واجعلنا من أولي النُّهى، وأدخلنا جنة المأوى، واجعلنا ممَّن بر واتقى، وصدَّق بالحسنى، ونهى النفس عن الهوى، واجعلنا ممَّن يسَّرتَه لليسرى، وجنَّبتَه العسرى، واجعلنا ممَّن يتذكر فتنفعه الذكرى، اللهم اجعل سعينا مشكورًا، وذنبنا مغفورًا.


اللهم أكرمنا بصلاح أولادنا، اللهم اهدنا وإياهم لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت، واصرف عنا وإياهم سيئ الأخلاق لا يصرف عنا سيِّئَها إلا أنت يا رب العالمين.


اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك، اللهم يا مصرف القلوب صرف قلوبنا إلى طاعتك، اللهم ردَّنا إليك ردًّا جميلًا، اللهم أعدنا إلى رحابك، وخذ بنواصينا يا رب إلى طاعتك ورضوانك.


اللهم انصر الإسلام والمسلمين، وأعلِ بفضلك كلمة الحق والدين، اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات، الأحياء منهم والأموات.


اللهم أيقظ قلوبنا من الغفلات، وطهِّر جوارحنا من المعاصي والسيئات، ونقِّ سرائرنا من الشرور والبليَّات، اللهم باعد بيننا وبين ذنوبنا كما باعدت بين المشرق والمغرب، ونقنا من خطايانا كما يُنقى الثوب الأبيض من الدَّنَس، واغسلنا من خطايانا بالماء والثلج والبَرَد، اللهم اختم بالصالحات أعمالنا، وثبتنا على الصراط المستقيم بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة، اللهم اجعلنا من المتقين الذاكرين الذين إذا أساؤوا استغفروا، وإذا أحسنوا استبشروا، يا رب العالمين.


اللهم لا تَدَعْ لنا في مقامنا هذا ذنبًا إلا غفرته، ولا همًّا إلا فرجته، ولا كربًا إلا نفَّسته، ولا مريضًا إلا شفيته، ولا مبتلًى إلا عافيته، ولا ميتًا إلا رحمته، ولا عدوًّا إلا خذلته، ولا تائبًا إلا قبِلته، ولا جاهلًا إلا علمته، ولا ولدًا إلا أصلحته، ولا عيبًا إلا سترته، ولا عسيرًا إلا يسرته، ولا حقًّا إلا استخرجته، ولا حاجة من حوائج الدنيا والآخرة هي لك رضا ولنا فيها صلاح إلا أعنتنا على قضائها ويسرتها، برحمتك يا أرحم الراحمين.



[1] صحيح البخاري، كتاب الأدب، باب رحمة الناس والبهائم.

[2] المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج، ج16، ص113.

[3] صحيح مسلم، كِتَاب الزَّكَاةِ، باب في فضل النفقة والصدقة على الأقربين.

[4] تفسير القرطبي، ج5، ص6.

[5] صحيح مسلم، كتاب الإيمان، باب في قوله تعالى: ﴿ وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ ﴾ [الشعراء: 214].

[6] مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح، ج8، ص3371.

[7] تفسير القرطبي، ج5، ص2.

[8] تفسير المراغي، ج13، ص93.

[9] تفسير القرآن العظيم، ج4، ص387.

[10] صحيح البخاري،كِتَاب الْأَدَبِ،باب إِكْرَامِ الضَّيْفِ وَخِدْمَتِهِ إِيَّاهُ بِنَفْسِهِ.

[11] تطريز رياض الصالحين، ج1، ص222.

[12] سنن الترمذي: 2422.

[13] صحيح البخاري،كِتَاب: الْبُيُوعِ،باب: مَنْ أَحَبَّ الْبَسْطَ فِي الرِّزْقِ.

[14] سنن النسائي، كتاب الزكاة، الصدقة على الأقارب.

[15] صحيح مسلم، كتاب البر والصلة، باب صلة الرحم وتحريم قطيعتها.

[16] الكبائر للذهبي، ص47.

[17] مسند الإمام أحمد، مسند أبي هريرة، برقم: 10272.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • صلة الرحم: السعادة المهجورة
  • صلة الرحم (خطبة)
  • فقرة عن صلة الرحم
  • المرأة وصلة الرحم
  • كلمة عن صلة الرحم
  • الأم وتربية الأبناء
  • صلة الرحم
  • كلمة عن صلة الرحم
  • المراد بصلة الرحم
  • صلة الرحم والتحذير من قطيعتها

مختارات من الشبكة

  • تبيين الأمر في الجواب عما أشكل في حديث: (رأس الأمر)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • في الأمر بطاعة النبي والتحذير في مخالفة أمره(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الأمر بحفظ الدعوى والأمر بألا وجه للدعوى (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • خطبة: خطورة الخلوة بالنساء وحكمة الأمر بغض الأبصار(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خطبة: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • مسائل فقهية تتعلق بالأمر(مقالة - آفاق الشريعة)
  • صياغة الخطبة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تعظيم الأمر والنهي الشرعيين في نفوس المتربين(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • شرح قاعدة: يضاف الفعل إلى الفاعل لا الآمر ما لم يكن مجبرا(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 12/11/1446هـ - الساعة: 18:29
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب