• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    مناجاة
    دحان القباتلي
  •  
    قاعدة الخراج بالضمان (PDF)
    عمر عبدالكريم التويجري
  •  
    خاطرة: ((شر الناس منزلة عند الله))
    بكر البعداني
  •  
    بدعة اتخاذ الخطوط في المساجد لتسوية الصفوف
    علي بن شعبان
  •  
    من مائدة السيرة: بدء الوحي
    عبدالرحمن عبدالله الشريف
  •  
    همسة حاضر في ذكرى غائب
    د. عوض بن حمد الحسني
  •  
    واو الحال وواو المصاحبة في ميزان التعريف
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    خطبة: أهمية طلب العلم في حياة الشباب
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    { ومأواهم النار }
    د. خالد النجار
  •  
    تفسير سورة الليل
    أبو عاصم البركاتي المصري
  •  
    تسبيح الجمادات والمخلوقات غير العاقلة: حقيقة أم ...
    د. هيثم بن عبدالمنعم بن الغريب صقر
  •  
    العقل وواجب المحافظة عليه
    الدخلاوي علال
  •  
    بيان الخصائص التي اختص الله تعالى بها الأنبياء ...
    د. أحمد خضر حسنين الحسن
  •  
    تفسير سورة الشرح
    أبو عاصم البركاتي المصري
  •  
    أشراط الساعة والرد على الشبهات المتعلقة بها (PDF)
    رند بنت عبدالحميد عبد الله الزامل
  •  
    فقه اليقين بموعود رب العالمين (خطبة)
    د. عبدالرزاق السيد
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / منبر الجمعة / الخطب / المعاملات
علامة باركود

السماحة في البيع والشراء في الشريعة الغراء

السماحة في البيع والشراء في الشريعة الغراء
السيد مراد سلامة

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 10/10/2017 ميلادي - 20/1/1439 هجري

الزيارات: 132012

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

السماحة في البيع والشراء في الشريعة الغراء

 

الخطبة الأولى

الحمدُ لله الذي تكرَّم على العالمين بدينِ الإسلام، وجعل السماحةَ فيه منهجًا للأنام، ويسر شرائعَه وبيَّن الأحكام، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، شرفنا بهذا الدينِ، وأمرنا باتباعِ هديه المبين، وأعزَّ مَنْ آمن وعمل صالحًا وكان من المتقين، وأشهد أنَّ سيدنا وحبيب قلوبنا محمَّدًا عبدُه ورسوله، بعثه رحمة للعالمين، واصطفاه نورًا يضيء دربَ السالكين، اللهمَّ صلِّ وسلِّم عليه في الأوِّلين والآخرين، وارض اللهمَّ على آلهِ الطَّاهرين، وعلى صحابتِه الغر الميامين، وعلى مَن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

 

أما بعد:

إخوة الإسلام نعيش اليوم مع خلق من أخلاق المعاملات التي تنشر المودة والمحبة بين أفراد الأمة وتجعل منهم أمة متماسكة مترابطة يحنو الكبير على الصغير، والقوي على الضعيف، والغني على الفقير، إن الخلق هو خلق السماحة في البيع والشراء فهيا عباد الله لنتعرف على ترابط الدين بالدنيا، الأخلاق بالمعاملات، فليس ليس عبادات فقط بل هو دين المعاملة.

 

تعريف السماحة:

إن التسامح هو اللين والتساهل، قال ابن الأثير: والسماحة: المساهلـة، وقال الفيروزآبادي: وتسامحوا: تساهلوا وهو نوع من أنواع الإحسان إلى النفوس التي جُبلت على حب من أحسن إليها، لذا فإن التسامح يؤدي إلى المحبة والتآلف ونبذ العنف والتنافر، والتسامح هو: القلب النابض لحياة طيبة ونفس زكية خالية من العنف.

 

وهي: التسامح مع الغير في المعاملات المختلفة ويكون ذلك بتيسير الأمور والملاينة فيها التي تتجلى في التيسير وعدم القهر، وسماحة المسلمين التي تبدو في تعاملاتهم المختلفة سواء مع بعضهم أو مع غيرهم من أصحاب الديانات الأخرى.

 

دعوة الإسلام إلى السماحة في البيع والشراء:

أمة الإسلام لقد دعاكم الإسلام إلى السماحة في البيع والشراء في الأخذ والعطاء وقد دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم لمن اتصف بالسماحة بالرحمة.

عن جابر بن عبد الله، رضي الله عنهما أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((رحم الله رجلًا سمحًا إذا باع، وإذا اشترى، وإذا اقتضى)) [1].

 

قال ابن بطال: (فيه الحضُّ على السَّمَاحَة، وحسن المعاملة، واستعمال معالي الأخلاق ومكارمها، وترك المشاحة والرقة في البيع، وذلك سبب إلى وجود البركة فيه؛ لأن النَّبي عليه السلام لا يحض أمته إلا على ما فيه النفع لهم، في الدنيا والآخرة) [2].

 

وقال المناوي: (... ((رحم الله عبدًا)). دعاء أو خبر، وقرينة الاستقبال المستفاد من. ((إذا)). تجعله دعاء. ((سَمْحًا)). بفتح فسكون، جوادًا أو متساهلًا، غير مضايق في الأمور، وهذا صفة مشبَّهة تدل على الثبوت؛ ولذا كرر أحوال البيع والشراء والتقاضي، حيث قال: ((إذا باع، سمحًا إذا اشترى، سمحًا إذا اقتضى)). أي: وفى ما عليه بسهولة. ((سمحًا إذا اقتضى)). أي: طلب قضاء حقه، وهذا مسوق للحث على المسامحة في المعاملة، وترك المشاححة والتضييق في الطلب، والتَّخلُّق بمكارم الأخلاق، وقال القاضي: رتَّب الدعاء على ذلك؛ ليدل على أنَّ السهولة والتسامح سبب لاستحقاق الدعاء، ويكون أهلًا للرحمة والاقتضاء والتقاضي، وهو طلب قضاء الحق) [3].

 

وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله "صلى الله عليه وسلم" ((ألا أخبركم بمن يحرم على النار أو بمن تحرم عليه النار؟ على كل قريب هيِّن سهل)) [4].

 

الله أكبر عباد الله: يا من تريد شهادة ضمان لدخول جنة الرحيم الرحمن يا من تريد براءة من النار كن سمحا سهلا لينا قال القاري: (أي: تحرم على كل سهل طلق حليم، ليِّن الجانب، قيل: هما يطلقان على الإنسان بالتثقيل والتخفيف. ((قريب)). أي: من النَّاس بمجالستهم في محافل الطاعة، وملاطفتهم قدر الطاعة. ((سهل)). أي: في قضاء حوائجهم، أو معناه أنَّه سمح القضاء، سمح الاقتضاء، سمح البيع، سمح الشراء) [5].

 

• وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله "صلى الله عليه وسلم": ((إنَّ الله خلق آدم من قبضة قبضها من جميع الأرض، فجاء بنو آدم على قدر الأرض، جاء منهم الأحمر، والأبيض، والأسود، وبين ذلك، والسهل، والحزن، والخبيث، والطيب)) [6].

 

الواقع التطبيقي:

لم تكن تعاليم الإسلام عبارات أو شعارات فحسب بل كانت ترجمة حرفية وفورية، أخلاق تمشي على الأرض تراها في الأسواق والمواصلات والمعاملات.

 

عن حذيفة رضي الله عنه قال: ((أتى الله بعبد من عباده آتاه الله مالًا، فقال له: ماذا عملت في الدنيا؟ - قال ولا يكتمون الله حديثًا - قال: يا رب آتيتني مالك، فكنت أبايع النَّاس، وكان من خلقي الجواز، فكنت أتيسَّر على الموسر، وأنظر المعسر. فقال الله: أنا أحق بذا منك، تجاوزوا عن عبدي)) [7].

 

قال النووي: (والتَّجاوز والتَّجوز معناهما، المسامحة في الاقتضاء، والاستيفاء، وقبول ما فيه نقص يسير، كما قال وأتجوَّز في السِّكَّة، وفي هذه الأحاديث فضل إنظار المعسر والوضع عنه، إمَّا كل الدين، وإما بعضه من كثير، أو قليل، وفضل المسامحة في الاقتضاء وفي الاستيفاء، سواء استوفي من موسر أو معسر، وفضل الوضع من الدين، وأنَّه لا يحتقر شيء من أفعال الخير، فلعله سبب السعادة والرَّحْمَة) [8].

 

خرَّج الشيخان البخاري ومسلم في صحيحيهما، وهما أصح كتابين بعد كتاب الله، عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "اشترى رجلٌ من رجل عقاراً، فوجد الذي اشترى العقار في عقاره جَرَّة فيها ذهب، فقال الذي اشترى العقار للبائع: خذ ذهبك، أنا اشتريت منك الأرض، ولم أشتر الذهب؛ وقال الذي باع له الأرض: إنما بعتُك الأرض وما فيها؛ فتحاكما إلى رجل، فقال الذي تحاكما إليه: ألكما ولد؟ قال أحدُهما: نعم؛ وقال الآخر: لي جارية - أي بنت؛ قال: أنكحا الغلام الجارية، وأنفقا على أنفسهما منه؛ فانصرفا" [9].

يا لله العجب ممن نعجب عباد الله من ورع وتقوى المشتري أم من سماحة وكرم البائع عباد الله؟


هدي سيد الأصفياء في البيع والشراء:

أمة الإسلام: لابد لنا أن نرجع إلى النبعين الصافيين القران الكريم وسنة النبي-صلى الله عليه وسلم-بفهم سلف هذه الأمة، فهيا لنعيش مع هدي سيد الأصفياء في البيع والشراء لنتعلم كيف نبيع وكيف نشترى، نتعلم ذلك من مدرسة النبوة الفاضلة.


هدي النبي صلى الله عليه وسلم يأمر التجار بالبرِّ، والصدق، والصدقة:

ولقد كان هديه أكمل وأتم الهدي -بأبي هو وأمي -صلى الله عليه وسلم-فها هو يضع لنا مبدأ السماحة والصدق في البيع والشراء، يسن القوانين التي يحتكم إليها كلا الطرفين في بيعهم وشرائهم فبين لهم مشروعة الخيار ويبن لهم أسباب البركة في البيع والشراء.

 

عن حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (الْبَيِّعَانِ بِالْخِيَارِ مَا لَمْ يَتَفَرَّقَا، فَإِنْ صَدَقَا وَبَيَّنَا بُورِكَ لَهُمَا فِي بَيْعِهِمَا، وَإِنْ كَتَمَا وَكَذَبَا مُحِقَتْ بَرَكَةُ بَيْعِهِمَا) [10].

 

عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ رِفَاعَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ أَنَّهُ خَرَجَ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم إِلَى الْمُصَلَّى، فَرَأَى النَّاسَ يَتَبَايَعُونَ فَقَالَ: ( يَا مَعْشَرَ التُّجَّارِ )، فَاسْتَجَابُوا لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَرَفَعُوا أَعْنَاقَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ إِلَيْهِ فَقَالَ: ( إِنَّ التُّجَّارَ يُبْعَثُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فُجَّاراً، إِلاَّ مَنِ اتَّقَى اللَّهَ وَبَرَّ وَصَدَقَ ) [11].

 

ومن هديه -صلى الله عليه وسلم -يأمر التجار الصدقة:

وعَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي غَرَزَةَ قال: كان صلى الله عليه وسلم يقول: ( يَا مَعْشَرَ التُّجَّارِ إِنَّ الْبَيْعَ يَحْضُرُهُ اللَّغْوُ وَالْحَلِفُ، فَشُوبُوهُ بِالصَّدَقَةِ ) [12].

 

ومن كرمه وسماحته -صلى الله عليه وسلم -أن يهب السلعة وثمنها لصاحبها بعد أن يشتريه منه:

وضرب النبي -صلى الله عليه وسلم- لنا أروع الأمثلة في السماحة وفي الكرم والجود إذ أنه جاد بالثمن والسلعة بعدما اشتراها.

عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي سَفَرٍ فَكُنْتُ عَلَى بَكْرٍ صَعْبٍ لِعُمَرَ، فَكَانَ يَغْلِبُنِي فَيَتَقَدَّمُ أَمَامَ الْقَوْمِ، فَيَزْجُرُهُ عُمَرُ وَيَرُدُّهُ، ثُمَّ يَتَقَدَّمُ فَيَزْجُرُهُ عُمَرُ وَيَرُدُّهُ فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لِعُمَرَ: ( بِعْنِيهِ ) قَالَ: هُوَ لَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: ( بِعْنِيهِ ) فَبَاعَهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: ( هُوَ لَكَ يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ تَصْنَعُ بِهِ مَا شِئْتَ ) [13].

 

وعن جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّهُ كَانَ يَسِيرُ عَلَى جَمَلٍ لَهُ قَدْ أَعْيَا فَأَرَادَ أَنْ يُسَيِّبَهُ قَالَ: فَلَحِقَنِى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَدَعَا لِي وَضَرَبَهُ فَسَارَ سَيْرا لَمْ يَسِرْ مِثْلَهُ قَالَ: ( بِعْنِيهِ بِوُقِيَّةٍ ) قُلْتُ: لاَ، ثُمَّ قَالَ: ( بِعْنِيهِ )، فَبِعْتُهُ بِوُقِيَّةٍ وَاسْتَثْنَيْتُ عَلَيْهِ حُمْلاَنَهُ إِلَى أَهْلِي فَلَمَّا بَلَغْتُ أَتَيْتُهُ بِالْجَمَلِ فَنَقَدَنِي ثَمَنَهُ ثُمَّ رَجَعْتُ فَأَرْسَلَ فِي أَثَرِى فَقَالَ: ( أَتُرَانِي مَاكَسْتُكَ لآخُذَ جَمَلَكَ خُذْ جَمَلَكَ وَدَرَاهِمَكَ فَهُوَ لَكَ )[14].

أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم.

 

الخطبة الثانية

الحمد لله رب العالمين... اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والإيمان ولك الحمد أن جعلتنا من أمة سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام....

أما بعد:

ومن هديه أن يحسن أداء الحقوق لأهلها، ويحث عليه:

و من سماحته في أخذه وعطائه أن يحسن الأداء إلى من تعامل معه عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: كَانَ لِرَجُلٍ عَلَى النَّبِي صلى الله عليه وسلم سِنٌّ مِنَ الإِبِلِ فَجَاءَهُ يَتَقَاضَاهُ فَقَالَ: ( أَعْطُوهُ )، فَطَلَبُوا سِنَّهُ فَلَمْ يَجِدُوا لَهُ إِلاَّ سِنًّا فَوْقَهَا، فَقَالَ ( أَعْطُوهُ )، فَقَالَ: أَوْفَيْتَنِي أَوْفَى اللَّهُ بِكَ، قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: ( إِنَّ خِيَارَكُمْ أَحْسَنُكُمْ قَضَاءً ) [15].

 

ومن هدية -صلى الله عليه وسلم -إقالة النادم:

ومن هديه وتعاليمه في البيع والشراء سن الإقالة للنادم في شرائه أو بيعه فقد يشتري الإنسان السعلة ويجد أنه مغبون فيها ويريد أن يرجع فيها فشرع وحث المشتري على إقالته.

عنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: (مَنْ أَقَالَ مُسْلِماً أَقَالَهُ اللَّهُ عَثْرَتَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ) [16].

والإقالة: هي المسامحة، والتراجع عن البيع، أو الشراء، وتدل على كرمٍ في النفس.

 

ومن هديه سماحته –صلى الله عليه وسلم-ألا يبخس صاحب السلعة سلعته:

وعن سُوَيْدِ بْنِ قَيْسٍ قَالَ: جَلَبْتُ أَنَا وَمَخْرَمَةُ الْعَبْدِيُّ بَزًّا مِنْ " هَجَرَ " فَأَتَيْنَا بِهِ مَكَّةَ، فَجَاءَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَمْشِي، فَسَاوَمَنَا بِسَرَاوِيلَ، فَبِعْنَاهُ  [17].

 

اشترى سليمان عليه السلام الأرضَ التي بنى عليها المسجد الأقصى من رجل، فبعدما لزم البيع قال لصاحب الأرض: اعلم أن أرضك أقيم مما أعطيناك من المال، فهل أنت راضٍ به؟ فما زال الرجل يستزيده ويزيده سليمان إلى أن قنع.

 

• وما فعله سليمان كان يفعله الصحابي حكيم بن حزام، حيث اشترى له غلامه حصاناً بثلاثمائة دينار، فذهب حكيم إلى صاحب الحصان، وقال له: اعلم أن حصانك أقيم عندنا من الثلاثمائة، فاستزاده الرجل فزاده إلى ستمائة دينار.

 

كان صلى الله عليه وسلم يأمر برجحان الوزن:

عن سُوَيْد بْنِ قَيْسٍ قَالَ: (رأى) رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رَجُلاً يَزِنُ بِالأَجْرِ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ( زِنْ وَأَرْجِحْ )  [18].

الدعاء......



[1] رواه البخاري (2076).

[2] ((شرح صحيح البخاري)) (6/ 210).

[3] ((فيض القدير)) (2/ 441).

[4] رواه الترمذي (2488)، وابن حبان (2/ 215) (469)، وصححه لغيره الألباني في ((صحيح الترغيب)) (1744).

[5] ((مرقاة المفاتيح)) (8/ 3179)

[6] رواه أبو داود (4693)، والترمذي (2955) وصححه الألباني في ((صحيح الجامع)) (1759).

[7] رواه البخاري (2077)، ومسلم (1560) واللفظ له

[8] ((شرح مسلم)) للنووي (10/ 225).

[9] أخرجه: البخاري 4/ 212 (3472)، ومسلم 5/ 133 (1721) (21).

[10] رواه البخاري (1973) ومسلم (1532).

[11] رواه الترمذي (1210) وابن ماجه (2146)، وصححه الألباني في " صحيح الترغيب " ( 1785 ).

[12] رواه الترمذي (1208) وأبو داود (3326) وصححه الألباني في "صحيح أبي داود".

[13] رواه البخاري (2610).

[14] رواه البخاري ( 1991 ) ومسلم ( 715 ) - واللفظ له -.

[15] رواه البخاري ( 2182 ) ومسلم ( 1601 ).

[16] رواه أبو داود ( 3460 ) وابن ماجه ( 2199 )، وصححه الألباني في " صحيح أبي داود ".

[17] رواه الترمذي ( 1305 ) وقال: حسن صحيح، وأبو داود ( 3336 )

[18] أخرجه الطيالسي (ص 165، رقم 1192)، وأحمد (4/ 352، رقم 19121)





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • الغش في البيع والشراء
  • الوكالة بالبيع والشراء
  • البيع والشراء أثناء صلاة الجمعة
  • كثرة الحلف في البيع والشراء
  • لا تلقوا الركبان ولا يبع بعضكم على بيع بعض
  • الأصل في البيع الحل
  • الشراء بنظام التقسيط (تعريفها - وحكمها - وأثرها على الاقتصاد الاسلامي)
  • السماحة في البيع والشراء وقضاء الديون

مختارات من الشبكة

  • السماحة في البيع والشراء سبب لغفران الذنوب (بطاقة دعوية)(مقالة - مكتبة الألوكة)
  • فضل السماحة في البيع والشراء(مقالة - آفاق الشريعة)
  • في الترغيب في السماحة في البيع والشراء وإنظار المعسر(مقالة - آفاق الشريعة)
  • السماحة واليسر في الحياة الزوجية (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خلق السماحة - دعاؤنا لولي أمرنا بتمام العافية(محاضرة - موقع الشيخ د. خالد بن عبدالرحمن الشايع)
  • من منطلقات العلاقات الشرق والغرب ( الاستغراب - السماحة)(مقالة - موقع د. علي بن إبراهيم النملة)
  • خطبة: الغلاء بين السماحة والاستقصاء(مقالة - آفاق الشريعة)
  • السماحة في التعامل(مقالة - آفاق الشريعة)
  • السماحة في الإسلام(مقالة - موقع د. طالب بن عمر بن حيدرة الكثيري)
  • السماحة في المعاملة(مقالة - آفاق الشريعة)

 


تعليقات الزوار
2- السماحة وسيلة من وسائل الدعوة إلى الله
عمر عبد الرحمن - مصر 11-10-2017 09:40 AM

جزيتم خيرا وزادكم الله وإيانا علما وفهما
السماحة وسيلة دعوية كبيرة يجهلها بعض المسلمين في هذا العصر لأنها تبرز الرحمة والمحبة و الإيثار تظهر الأخلاق الفاضلة التي جاء بها الإسلام ولقد شهد بذلك المنصفون من الغرب فهذا (بارتولد) الذي تخرج من جامعة بطرسبرغ عام 1981م يقول في تاريخ الحضارة الإسلامية ص(54): "انتشر الدين الإسلامي في القرن الرابع الهجري في قبائل الترك وفي بعض مدن التركستان الصينية بواسطة التجارة وبدون استخدام أي سلاح".

1- النظام الاقتصادي في الإسلام نظام التوازن
صوت الدعاة - مصر 11-10-2017 08:53 AM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا وبارك الله في علمكم وعملكم
النظام الاقتصادي في الإسلام هو نظام التوازن بين البائع والمشتري بين الجالب والمستهلك فهو يرسخ العدالة التي مبناها على السماحة والحب فالبائع يحب للمشتري الخير والرخاء والمشتري يرى كدح البائع فيحب له المكسب والربح.

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مدينة زينيتشا تحتفل بالجيل الجديد من معلمي القرآن في حفلها الخامس عشر
  • بعد 3 سنوات أهالي كوكمور يحتفلون بإعادة افتتاح مسجدهم العريق
  • بعد عامين من البناء افتتاح مسجد جديد في قرية سوكوري
  • بعد 3 عقود من العطاء.. مركز ماديسون الإسلامي يفتتح مبناه الجديد
  • المرأة في المجتمع... نقاش مفتوح حول المسؤوليات والفرص بمدينة سراييفو
  • الذكاء الاصطناعي تحت مجهر الدين والأخلاق في كلية العلوم الإسلامية بالبوسنة
  • مسابقة للأذان في منطقة أوليانوفسك بمشاركة شباب المسلمين
  • مركز إسلامي شامل على مشارف التنفيذ في بيتسفيلد بعد سنوات من التخطيط

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 20/12/1446هـ - الساعة: 15:36
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب