• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    تلك الوسائل!
    التجاني صلاح عبدالله المبارك
  •  
    حقوق المسنين (2)
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    تعوذوا بالله من أربع (خطبة)
    عبدالله بن عبده نعمان العواضي
  •  
    حكم المبيت بالمخيمات بعد طواف الوداع
    د. محمد بن علي اليحيى
  •  
    الخواطر والأفكار والخيالات وآثارها في القلب
    عبدالعزيز أبو يوسف
  •  
    طائر طار فحدثنا... بين فوضى التلقي وأصول طلب
    محفوظ أحمد السلهتي
  •  
    محبة القرآن من علامات الإيمان
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    ملخص من شرح كتاب الحج (10)
    يحيى بن إبراهيم الشيخي
  •  
    نبذة عن روايات ورواة صحيح البخاري
    د. هيثم بن عبدالمنعم بن الغريب صقر
  •  
    المهاجرون والأنصار رضي الله عنهم والذين جاؤوا من ...
    أ. د. عبدالله بن ضيف الله الرحيلي
  •  
    الحج المبرور
    نورة سليمان عبدالله
  •  
    مائدة التفسير: سورة المسد
    عبدالرحمن عبدالله الشريف
  •  
    أفضل استثمار المسلم: ولد صالح يدعو له
    أ. د. فؤاد محمد موسى
  •  
    السماحة في البيع والشراء وقضاء الديون
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    خطبة: الحج ومقام التوحيد: بين دعوة إبراهيم ومحمد ...
    د. صغير بن محمد الصغير
  •  
    موقف الشيعة من آيات الثناء على عموم الصحابة
    الدكتور سعد بن فلاح بن عبدالعزيز
شبكة الألوكة / ثقافة ومعرفة / الثقافة الإعلامية
علامة باركود

فتنة الغناء والبرامج الغنائية في الفضائيات العربية

فتنة الغناء والبرامج الغنائية في الفضائيات العربية
د. مسلم اليوسف

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 31/3/2014 ميلادي - 29/5/1435 هجري

الزيارات: 15245

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

فتنة الغناء والبرامج الغنائية

في الفضائيات العربية


المقدمة:

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.

 

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ * وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ * وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾ [آل عمران: 102 - 104].

 

أما بعد:

فإن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدى هدى محمد - صلى الله عليه وسلم - وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.

 

قال تعالى: ﴿ كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ * لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذًى كَثِيرًا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ ﴾ [آل عمران: 185، 186].

 

ابتلى العالم الإسلامي منذ زمن ليس قريب بالغناء، واليوم ابتلي بفتنة أشد وأعظم، وهي البرامج الغنائية التي تتربع وتتصدر في كثير من الفضائيات العربية من أمثال (Arab idol - The voice أحلى صوت، أو محبوب العرب، وأمثالهما)، التي عاثت في الأرض فسادًا يمينًا وشمالاً؛ حتى يظن من يرى هذه البرامج أن عالمنا ليس لهم شاغل إلا الرقص، والغناء والفجور، فحقيق على العلماء وطلاب العلم أن يتصدَّوا لهذه الظاهرة السلبية، فيُبينوا حكم الغناء، وأمثال هذه البرامج في شرع الله سبحانه وتعالى، فيحذروا المعدين، والداعمين، والمشاركين والمشاهدين بهذه البرامج من غضب الله تعالى، عسى أن يتنبهوا، فيتوبوا، فيصلحوا ما أفسدوا، أو يتوقفوا عن نشر هذا الفساد بين عباد الله، فيرحمنا الله تعالى بالعفو والغفران.

 

قال تعالى: ﴿ وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللهَ يَجِدِ اللهَ غَفُورًا رَحِيمًا * وَمَنْ يَكْسِبْ إِثْمًا فَإِنَّمَا يَكْسِبُهُ عَلَى نَفْسِهِ وَكَانَ اللهُ عَلِيمًا حَكِيمًا * وَمَنْ يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْمًا ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئًا فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا * وَلَوْلا فَضْلُ اللهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُ لَهَمَّتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ أَنْ يُضِلُّوكَ وَمَا يُضِلُّونَ إِلا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَضُرُّونَكَ مِنْ شَيْءٍ وَأَنْزَلَ اللهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا * لا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا * وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا ﴾  [النساء: 110، 115].

 

ونحن في هذا المبحث الصغير سوف نجيب على سؤالين اثنين، نُبين فيهما للقارئ الكريم حكم هذه المسألة في الشريعة الإسلامية من خلال كتاب الله، وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم.

 

إذًا سوف نجيب في هذه الرسالة عن السؤالين التاليين:

السؤال الأول:

هل الغناء حلال أم حرام، وخاصة إذا كان ترافقه الآلات الموسيقية؟ وما هو الدليل الشرعي على ذلك؟

 

السؤال الثاني:

هل يصح أن يكون الغناء المباح قربة إلى الله تعالى؟

 

المبحث الأول

هل الغناء حلال أم حرام، وخاصة إذا كان يرافقه الآلات الموسيقية؟ وما هو الدليل الشرعي على ذلك؟

 

كثُرت أقوال الناس في الحكم على هذه المسألة، فمنهم من يميل إلى القول بأنه مباح، ومنهم من يميل إلى القول بأنه حرام.

 

ولا جرَم بأن الذي يحسم الأمر بالحل أو الحرمة هو ميزان المسلمين: (كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم).

 

لقد أجمع علماء الأمة الذين يعتد برأيهم أن الغناء محرم إذا كان من الشعر الرقيق والكلام الذي فيه وصف للنساء ونحوه، والغناء يكون أشد حرمة إذا رافقته آلات الموسيقا لما تفعله من تحريك الهوى الكامن، والمجبول في طبائع بني آدم، فهو ينسي ذكر الله، والتفكير في ملكوته سبحانه وتعالى، وهو مفتاح لكثير من أبواب الشر والفسق.

 

الأدلة الشرعية لتحريم الغناء والبرامج الغنائية:

إن الأدلة التي تدل على تحريم الغناء المثير للهوى والغناء المرافق بالآلات الموسيقية، فهي كثيرة جدًّا، نذكر أهمها:

أولًا: القرآن الكريم:

أ - قال تعالى: ﴿ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ ﴾ [لقمان: 6].

 

وقد روى الإمام البخاري [1] والبيهقي [2] وابن الجوزي[3].

 

عن ابن عباس رضي الله عنهم جميعًا: أن هذه الآية أنزلت في الغناء وأشباهه.

 

وقال ابن مسعود رضي الله عنه: هو والله الغناء [4].

 

ب- قوله سبحانه وتعالى: ﴿ وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلا غُرُورًا ﴾ [الإسراء: 64].

 

وقد بيَّن الإمام مجاهد والإمام عكرمة، والحسن وسعيد بن جبير، وقتادة والنخعي [5] أن الغناء هو المقصود في هذه الآية.

 

ج - قول الله تعالى: ﴿ وَأَنْتُمْ سَامِدُونَ ﴾ [النجم: 61]، والسمود هو الغناء بالحميرية، وفي تفسير السمود ألفاظ أخرى كلها تدور على معنى اللهو، والإعراض عن ذكر الله تعالى.

 

ثانيًا: الأحاديث النبوية الشريفة:

1- عن أبي عامر الأشعري عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: ((ليكونن من أُمتي أقوام يستحلون الحِر، والحرير والخمر والمعازف)) [6].

 

إن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم يحذرنا أن هناك أقوامًا من أُمته سوف يستحلون أصنافًا من الحرام، ويجعلونها حلالاً، ومن هذه الأصناف التي يستحلونها الغناء والآلات الموسيقية.

 

ب- (( عن أنس بن مالك رضي الله عنه، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صوتان ملعونان في الدنيا والآخرة: مزمار عند نعمة، ورنة عند مصيبة ))[7].

 

إن الرسول الكريم - صلى الله عليه وسلم - يبيِّن للأمة المحمدية أن هناك صوتين مطرودين من رحمة الله، مزمار عند فرحة، ورنة عند حزن، ومصيبة.

 

ولا جرَم أن المقصود من الصوتين هما العازف على الآلة، والمستمع لها، والمعد لها، والدائم لها أيضًا بشكل مباشر، أو غير مباشر أيضًا.

 

ج- عن عبدالله بن عباس - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إن الله حرم علي الخمر، والميسر، والكوبة، وكل مسكر حرام )) [8]).

 

والشاهد في هذا الحديث هو (الكوبة)؛ أي: الطبل، فالرسول الكريم يبيِّن لنا أن الطبل محرم كحرمة الخمر، والميسر، وأن العازف على الطبل كشارب الخمر، واللاعب بالميسر.

 

د- عن عمران بن حصين - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: ((يكون في أُمتي قذف، ومسخ وخسف، قيل: يا رسول الله: ومتى ذلك؟ قال: إذا ظهرت المعازف، وكثُرت القيان وشُرِبت الخمور)).

 

هذا الحديث يحذرنا من الخسف، والمسخ، والقذف إن لم نتب ونرجع إلى كتاب الله وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم- فنحرِّم ما حرَّم، ونُحلل ما أحلَّ، ونسير على درب السلف الصالح.

 

وبعد كل ما أوردته من الأدلة الصريحة، والصحيحة على تحريم الغناء، والآلات الموسيقية، والبرامج الغنائية.

 

نقول، والله أعلم:

إن الغناء بالآلات الموسيقية محرم إلا بآلة الدف في أعراس النساء، والأعياد، لحديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الوارد عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنه: قالت رضي الله عنها:

((دخل عليّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعندي جاريتان تغنيان بغناء الأنصار يوم بعاث، فاضطجع على الفراش، وحوَّل وجهه، ودخل أبو بكر، فانتهزني، وقال مزمار الشيطان عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: إن لكل قوم عيدًا، وهذا عيدنا)).

 

الحديث الشريف بيَّن لنا سماحة الإسلام وفُسحته، فقد سمح رسول الله -صلى الله عليه وسلم- للجارية الصغيرة بأن تغني بعض الأشعار الرصينة للعيد تعبيرًا عن الفرح والسرور.

 

إذًا لكي يكون الغناء مباحًا، لا بد من أن تتوفر فيه عدة شروط لعل أهمها:

1- أن يكون فن الشعر الرصين البعيد عن وصف النساء، أو الخمر أو غيرهما من المحرمات.

 

2- لا بأس بمرافقة الدف للغناء في الأفراح، والأعياد.

 

3- ألا يكون مدخلًا من مداخل الشيطان؛ كأن يؤدي إلى الاختلاط، والسفور، والشهرة للمغني، فيتخذ الغناء مهنة، فيعقد الحفلات والسهرات التي تؤدي إلى انتشار الفساد بين أفراد هذه الأمة بحجة أن هذا الغناء إسلامي.

 

لذلك إذا كان هناك حفلات غنائية، فيجب أن تكون ضمن نطاق ضيق جدًّا، ولحالات إفرادية لا تتكرر، ولا تتعدد إلا في مناسبات قليلة؛ كعيد الأضحى، والفطر السعيد، والأعراس النسائية، وغيرها من المناسبات السعيدة.

 

المبحث الثاني

السؤال الثاني:

هل يصح أن يكون الغناء المباح قربة إلى الله تعالى؟.

 

حقيق علينا أن نُبين أنه لا يجوز أن نعبد الله تعالى، أو نتقرب إليه إلا بما تعلمناه من هدْي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقط.

 

عن أبي هريرة رضي الله - رضي الله عنه - قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ اللَّهَ قَالَ مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالْحَرْبِ وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا وَإِنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ وَلَئِنِ اسْتَعَاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ وَمَا تَرَدَّدْتُ عَنْ شَيْءٍ أَنَا فَاعِلُهُ تَرَدُّدِي عَنْ نَفْسِ الْمُؤْمِنِ يَكْرَهُ الْمَوْتَ وَأَنَا أَكْرَهُ مَسَاءَتَهُ)؛ رواه البخاري [9].

 

إن الخالق العظيم يُبين لنا أن أعظم قربة يتقرب بها العبد إلى ربه ما افترضه عليه من الصلاة والزكاة وأمثالهما، ثم النوافل التي علمنا إياها رسوله الكريم - صلى الله عليه وسلم - ولا جرم أن الله تعالى لم يشرع لنا أن نتقرب إليه سبحانه بالغناء أو بالأناشيد، أو ما يسمى في عصرنا بالأناشيد الإسلامية أو الموالد، وإن كانت هذه الأناشيد والأشعار تحمل بين طيَّاتها المدائح لله ورسوله.

 

وسُئل شيخ المالكية الإمام الطرطوشي رحمة الله عليه: يقول شيخنا الكبير الفقيه في مذهب الصوفية الذين يجتمعون، فيكثرون من ذكر الله تعالى، وذكر محمد - صلى الله عليه وسلم - ويقوم بعضهم يرقص، ويتواجد حتى يقع مغشيًّا عليه، هل الحضور معهم جائز أم لا، أفتونا مأجورين يرحمكم الله؟

 

فأجاب عليه رحمة الله تعالى: مذهب الصوفية بطالة وجهالة وضلالة، وما الإسلام إلا كتاب الله وسنة رسوله، وأما الرقص والتواجد فأول ما أحدثه أصحاب السامري [10]، لما اتخذ لهم عجلًا له خوار، قاموا يرقصون حواليه ويتواجدون، فهو دين الكفار، وعباد العجل، لقد كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يجلس مع أصحابه كأنما على رؤوسهم الطير من الوقار، فينبغي للسلطان، ونوابه أن يمنعهم من الحضور في المساجد، ولا يعينهم على باطلهم والحكم وهذا، مذهب الإمام مالك، وأبي حنيفة، والشافعي، وأحمد بن حنبل، وغيرهم من أئمة المسلمين)) [11].

 

وبعد هذا البيان الواضح من الإمام الطرطوشي - عليه رحمة الله - لم يبق من قول نقوله إلا أن ننصح الأخوة بالعودة إلى كتاب الله وسنة رسول الله، وعلى فَهم السلف الصالح - رضوان الله عليهم جميعًا - وعلينا أن نستغني بالقرآن الكريم، فهو نعم القربى قراءة، واستماعًا، وعلمًا، وعملًا.

 

وتذكر أخي المسلم أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قد اشتكى إلى الله قومه الذين لا يستمعون إلى القرآن الكريم؛ قال الله تعالى: ((يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورًا)).

 

ولا جرم أن الشكوى تعمنا إذا استمعنا إلى الغناء والبرامج الغنائية، والموالد دون أن ينصب اهتمامنا إلى كلام ربنا تعالى، وسنة رسولنا - صلى الله عليه وسلم - وتاريخ سلفنا الصالح رضوان الله عليهم.

 

قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((ألا أنبئكم بخير أعمالكم، وأزكاها عند مليككم، وأرفعها في درجاتكم، وخير لكم من أن تلقوا عدوَّكم، فتضربوا أعناقكم؟ قالوا: بلى؟ قال: ذكر الله تعالى)) [12].

 

خلاصة الرسالة:

وأخيرًا نجمل هذه الرسالة بما يلي:

1- إن الغناء، والنشيد، والشعر الذي يحمل بين طيَّاته كفر، أو شرِك، أو وصف لمفاتن النساء، أو استهزاء بقوم، أو جماعة هو: حرام لا يجوز شرعًا؛ سواء أكان بآلة موسيقية، أو بدونها.

 

2- إن الغناء والنشيد الذي لا يوجد به كفر أو شِرك.... إلخ، مباح إذا لم ترافقه أي آلة موسيقية عدا الدف لجماعة النساء، فالدف مباحة في الأعياد والأعراس والمناسبات السعيدة للنساء فقط.

 

3- لا يجوز اعتبار الغناء المباح قربة إلى الله مهما كان مضمون هذا الغناء.

 

نسأل الله تعالى أن يهدينا، وإخواننا بالعودة إلى كتابه، وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم.

 

﴿ آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ * لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ ﴾ [البقرة: 285، 286].

 

والحمد لله رب العالمين



[1] البخاري في الأدب المفرد.

[2] البيهقي في سننه ج 10 / 223.

[3] تلبيس إبليس لابن الجوزي ص231.

[4] نزهه الإسماع لابن رجب الحنبلي، ص27.

[5] نزهة الأسماع لا، بن رجب الحنبلي ص27.

[6] رواه البخاري في كتاب الأشربة وانظر فتح الباري بشرح صحيح بخاري لابن حجر العقلاني.

[7] أخرجه البزاز في مسنده ج 1 \ 377 وانظر تحريم آلات الطرب للشيخ ناصر الدين الألباني، مكتبة الدليل ص51.

[8] رواه أحمد في مسنده ج1 \ 274.

[9] رواه البخاري - وانظر الأحاديث القدسية يوسف علي بديوي دار ابن كثير، ص47.

[10] اليهود.

[11] الجامع لأحكام القرآن للقرطبي، ج11\238 بشيء من التصرف.

[12] رواه الترمذي ج 5\459 ( وابن ماجه ج 2\1245.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • أقوال العلماء في حكم الموسيقى والغناء
  • الفرق بين حكم الغناء المصحوب بالمعازف والغناء غير المصحوب بالمعازف
  • حكم الغناء وأضراره
  • حكم الغناء وخطورة حضور حفلاته (خطبة)
  • تحريم الغناء والمزامير (خطبة)

مختارات من الشبكة

  • فتن قد لا يلتفت إليها(مقالة - آفاق الشريعة)
  • من الفتن: فتنة شماعة (المسألة خلافية)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • أعظم فتنة مقبلة فتنة المسيح الأعور الدجال (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • أعظم فتنة في الأرض (فتنة الدجال) وأربعة عشر سببا للنجاة منه(مقالة - موقع الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري)
  • الفتنة الكبرى {ومن يرد الله فتنته فلن تملك له من الله شيئا}(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خطبة عيد الفطر المبارك 1436هـ (فتن السراء وفتن الضراء)(مقالة - موقع الشيخ إبراهيم بن محمد الحقيل)
  • فتنة في مباراة أم مباراة في الفتنة؟!(مقالة - ملفات خاصة)
  • والفتنة أشد والفتنة أكبر(مقالة - آفاق الشريعة)
  • فتن... فتن... فتن(مقالة - مكتبة الألوكة)
  • عقبة التعرض للفتن(مقالة - آفاق الشريعة)

 


تعليقات الزوار
2- ذا فويس وعرب ايدول
السالمي - اليمن 01-05-2016 01:51 PM

ذا فويس وعرب ايدول ه`i البرامج أكبر فساد في مجتمعنا الإسلامي والداعم لهم قنوات ال MBC فماذا تنتظرون أيها العرب يا من بكم نخوة العروبة إذا قد فرطتم في دينكم فأين هي نخوتكم العربية

1- البرامج الغنائية
الدكتور مسلم اليوسف - سورية 04-04-2014 02:21 PM

ابتلى العالم الإسلامي منذ زمن ليس قريب بالغناء، واليوم ابتلي بفتنة أشد وأعظم، وهي البرامج الغنائية التي تتربع وتتصدر في كثير من الفضائيات العربية من أمثال (Arab idol - The voice أحلى صوت، أو محبوب العرب، وأمثالهما)، التي عاثت في الأرض فسادًا يمينًا وشمالاً؛ حتى يظن من يرى هذه البرامج أن عالمنا ليس لهم شاغل إلا الرقص، والغناء والفجور، فحقيق على العلماء وطلاب العلم أن يتصدَّوا لهذه الظاهرة السلبية، فيُبينوا حكم الغناء، وأمثال هذه البرامج في شرع الله سبحانه وتعالى، فيحذروا المعدين، والداعمين، والمشاركين والمشاهدين بهذه البرامج من غضب الله تعالى، عسى أن يتنبهوا، فيتوبوا، فيصلحوا ما أفسدوا، أو يتوقفوا عن نشر هذا الفساد بين عباد الله، فيرحمنا الله تعالى بالعفو والغفران.

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مسابقة للأذان في منطقة أوليانوفسك بمشاركة شباب المسلمين
  • مركز إسلامي شامل على مشارف التنفيذ في بيتسفيلد بعد سنوات من التخطيط
  • مئات الزوار يشاركون في يوم المسجد المفتوح في نابرفيل
  • مشروع إسلامي ضخم بمقاطعة دوفين يقترب من الموافقة الرسمية
  • ختام ناجح للمسابقة الإسلامية السنوية للطلاب في ألبانيا
  • ندوة تثقيفية في مدينة تيرانا تجهز الحجاج لأداء مناسك الحج
  • مسجد كندي يقترب من نيل الاعتراف به موقعا تراثيا في أوتاوا
  • دفعة جديدة من خريجي برامج الدراسات الإسلامية في أستراليا

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 29/11/1446هـ - الساعة: 21:31
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب