• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    المرأة في القرآن (1)
    قاسم عاشور
  •  
    ملخص من شرح كتاب الحج (11)
    يحيى بن إبراهيم الشيخي
  •  
    الإنصاف من صفات الكرام ذوي الذمم والهمم
    د. ضياء الدين عبدالله الصالح
  •  
    الأسوة الحسنة
    نورة سليمان عبدالله
  •  
    أحكام المغالبات
    الشيخ عبدالله بن جار الله آل جار الله
  •  
    تفسير: (ذلك جزيناهم بما كفروا وهل نجازي إلا ...
    تفسير القرآن الكريم
  •  
    تخريج حديث: الاستطابة
    الشيخ محمد طه شعبان
  •  
    ثمرات الإيمان بالقدر
    تركي بن إبراهيم الخنيزان
  •  
    العشر وصلت... مستعد للتغيير؟
    محمد أبو عطية
  •  
    قصة موسى وملك الموت (خطبة)
    د. محمود بن أحمد الدوسري
  •  
    من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: (الشاكر، ...
    فهد بن عبدالعزيز عبدالله الشويرخ
  •  
    وقفات مع القدوم إلى الله (12)
    د. عبدالسلام حمود غالب
  •  
    تلك الوسائل!
    التجاني صلاح عبدالله المبارك
  •  
    حقوق المسنين (2)
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    تعوذوا بالله من أربع (خطبة)
    عبدالله بن عبده نعمان العواضي
  •  
    حكم المبيت بالمخيمات بعد طواف الوداع
    د. محمد بن علي اليحيى
شبكة الألوكة / ثقافة ومعرفة / الثقافة الإعلامية
علامة باركود

الإعلام في قفص الاتهام

الإعلام في قفص الاتهام
بشار بكور

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 20/3/2013 ميلادي - 8/5/1434 هجري

الزيارات: 7226

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الإعلام في قفَص الاتِّهام


"بما أن جلَّ ما نسمعه أو نراه هو ببساطة إما غير صحيح أو نصفه صحيح ونصفه محرَّف، وبما أن معظم ما نقرأه في الجرائد تفسيراتٌ محرفةٌ تعدُّ حقائقَ، فإن الخُطة الفضلى هي أن ينطلق الواحد مصحوباً بشكٍّ جذري وافتراضٍ في أن أكثر ما يسمعه من المحتمل أن يكون كذباً أو تحريفاً. "

 

إيريك فروم[1]

Erich Fromm

عالم نفس ألماني (ت 1980)

"إن الصحافة هي وكيل مستأجَر لنظام مالي، ما وُضع إلا لقول الكذب حيث المصالح هي المعنية."

 

هنري آدمز[2]

Henry Adams

كاتب وصحفي أمريكي (ت 1918)

هل هناك إعلام حر؟ هل هناك صحافة تنشد الحق والحقيقة فقط؟ هل استطاعت وسائل الإعلام الرسمية والخاصة الانفلات من إغراء المنفعة أو قبضة السياسيين و صانعي القرار أو إغراء أصحاب المال والنفوذ؟ هل وهل.. أسئلة كثيرة وجوابها واحد فقط: لمّا بعد.

 

فالإعلام في جلِّ أنواعه وضروبه مقيد بسلسلة من حلقات متعددة: حلقة الربح اللامحدود وزيادة العائدات؛ وحلقة النفعية "البراغماتية"؛ وحلقة صانعي القرار وأصحاب السلطة؛ وحلقة الإعلانات والدعايات.

 

فكل حلقة من هذه الحلقات المهيمنة على الإعلام كفيلة بأن تضرب بدعوى الحرية والموضوعية عُرْض الحائط، فكيف بها لو اجتمعت كلها، والأمر في حقيقته كذلك. إن شعارات مثل "الرأي والرأي الآخر" و "الواقع كما هو" و "أن تعرف أكثر" و "صوت الناس وصورة الحياة" ليست إلا عبارات للتصدير و إيهام عامة الناس أن الحقيقة و النَّصَفة والموضوعية هي المطلوب الأول والأخير. أما واقع الحال فجدُّ مختلف.

 

و من طلب الأمثلة وجدها على مدّ يده.

 

♦ فأحدثها ما نراه الآن في تعامل الإعلام الرسمي وغير الرسمي مع الثورات العربية حيث كل وسيلة إعلامية تزوّق وتجمّل وتدعم النهج الذي تبنّته أو على الأصح الذي طُلِبَ منها تبنيه والدفاع عنه. ولا يعني هذه القناة أو تلك أن يكون هذا النهج سالكاً سبيل الحق أو معبراً عن صوت الناس، أو مصوراً الواقعَ كما هو.

 

♦ ومما تناولته الأخبار منذ فترة ليست ببعيدة فضيحة التنصت على الهواتف في بريطانيا، فكانت سبباً مباشراً في سقوط صحيفة News of the World وألقت بالتهم والشك على صحيفتي صن دي و صن دي تايمز؛ وجميعها مملوكة للقطب الإعلامي روبرت مردوخ.

 

♦ وقبل الحرب على العراق عام 2003 جاءت الأوامر إلى الإعلامين الأمريكي والبريطاني أن يسخِّرا كل جهودهما لحرب قادمة لا محالة، و أن يصبح الإعلاميون من صحفيين و مراسلين ومعلقين عمياً وبكماً وصماً إلا عمّا يمليه عليهم أربابهم، فيروجوا لهذه الحرب بكل الوسائل المتاحة، وأن يقدموا الدعم الأخلاقي والغطاء الثقافي للحملة على "الإرهاب." يقول مارتن بل (صحفي وعضو البرلمان البريطاني سابقاً): "ثمة شيء غير عادي، شَعبُنا بشكل عام يعارض الحرب، لكن الجرائد تؤيدها."[3] وقال آخر: "وحدها وقفت صحيفة الـ"ديلي ميرور" أقوى المعارضين مستغلةً من الناحية الإعلامية مأساةَ الشعب العراقي مدعومة بمئات الآلاف إن لم يكن بالملايين من المتظاهرين. لكن Sky كانت تطلع صباح اليوم التالي باستطلاع من تأليفها يزعم أن الأغلبية الساحقة تؤيد رئيس الوزراء متجنبة الاعتراف بأنه استطلاع عشوائي غير علمي."[4].

 

♦ وفي أحداث 11 أيلول 2001 اتضح أن الرواية الرسمية التي سوَّق لها الإعلام الأمريكي ما هي إلا كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء. فقد بيّن عدد من الكتّاب والباحثين المتخصصين كثرة كاثرة من الأدلة والبراهين حول زيف وافتراء الرواية التي طلبت إدارة بوش من الإعلام الأمريكي أن ينشرها. ولم تحظ هذه الأدلة الدامغة من الاهتمام العام إلا بمعشار ما حظيت به الرواية الرسمية التي أرادت إدارة بوش إقناع العالم بمضمونها من خلال عيون الإعلام.

 

و من الكتب التي شككت بالرواية الرسمية وأبطلت مزاعمها:

• كتاب "أسئلة محرجة: تحليل هجوم 11 أيلول"

Painful Questions: An Analysis of the September 11th Attack. (Goleta, CA: Endpoint Software, 2002)

Eric Hufschmid, لـ"إيريك هفشمد"

 

• وكتاب "11 أيلول والإمبراطورية الأمريكية: المفكرون يتحدثون"

9/11 And American Empire: Intellectuals Speak Out. (Olive Branch Press, 2005

حرره ديفيد غريفين و بيتر سكوت   David Griffin and Peter Scott


• و كتاب " بيرل هاربر الجديد: أسئلة مقلقة حول إدارة بوش و 11 أيلول"

The New Pearl Harbor: Disturbing Questions about the Bush Administration and 9/11. (Massachusetts: Olive Branch Press, 2004)

لـ"ديفيد غريفين"

 

• و كتاب "11 أيلول: الكذبة الكبرى"

9/11: The Big Lie. (London: Carnot, 2002)

لـ"ثيري ميسان" Thierry Meyssan

وغيرهم كثير.

 

يقول ديفيد غريفين في كتابه "بيرل هاربر الجديد": "استخدِمت الروايةُ الرسمية مسوغاً للحربين على أفغانستان والعراق.... و مسوغاً للعشرات من العمليات المختلفة الأخرى، العديد منها غير معلوم للشعب الأمريكي..... واستخدمت لتسويغ سجن غير محدود لعدد لا يحصى من الناس في غوانتانامو وفي أمكنة أخرى. ومع ذلك كانت الصحافة أقل عدائية في مساءلة الرئيس بوش عن 11/9 مما كانت عليه في مساءلة الرئيس كلينتون في علاقته مع مونيكا لوينسكي. وهي قضية في غاية السخافة إذا ما قورنت بين القضيتين."[5]

 

ومن جانب آخر أحياناً ينتقي الإعلام من الأحداث ما يود تغطيته و يعرض عما لا يود، مع أن الأحداث متشابهة، والقضايا واحدة. فصحيفة الغارديان البريطانية مثلاً قامت بتغطية مكثفة لأحداث وجرائم ارتكبها "الأعداء"، مثل ألمانيا النازية، و كمبوديا تحت حكم الخمير الحمرKhmer Rouge وهو حزب شيوعي دموي سيطر على كمبوديا منذ 1975 وأذاق أهلها مر العذاب، وعراق في عهد صدام، وصربيا في حكم ميلوسوفيتش. أما المجاز والجرائم التي ارتكبت في أماكن أخرى وكان الغرب يحمل مسؤوليتها كلياً أو جزئياً فلم تحظَ إلا بقليل من التغطية والتقارير، مثل أحداث تشيلي تحت حكم بينوشيه، وغواتيمالا في عهد كاستيلو أرماس، وكذلك إندونيسيا أثناء حكم سوهارتو، وإيران أيام الشاه رضا بهلوي وغيرها كثير.[6].

 

كثير أولئك الذين جرّموا الإعلام وفضحوا عيوبه وكشفوا عواره، منهم نعوم تشومسكي وإدوارد هيرمان في كتابيهما "صنعة القبول: الاقتصاد السياسي لوسائل الإعلام" Manufacturing Consent: the Political Economy of the Mass Media نشر عام 1988.

 

يعرض الكاتبان لأسطورة "الإعلام الحر" في الولايات المتحدة.

 

ومنهم روبرت ماك تشيزني في كتابه " الاقتصاد السياسي للإعلام "

The Political Economy of Media


ومن الكتب الرائدة في نقد الإعلام المتحيز كتاب "حماة القوة: أسطورة الإعلام المتحرر"

Guardians of Power: The Myth of the Liberal Media


للكاتبين ديفيد كرومويلDavid Cromwel و ديفيد إدواردز David Edwards. قدم للكتاب جون بلكرJohn Pilger (نشر بلوتو برس: لندن 2006، 232ص)

 

ديفيد كرومويل كاتب اسكتلندي وناشط، ومتخصص في جغرافية البحار في مركز جغرافية البحار في بريطانيا. أما ديفيد إدواردز فهو كاتب بريطاني أيضاً معني بحقوق الإنسان، والبيئة والإعلام. وكلا الباحثين يقوم بتحرير موقع إلكتروني مهم جداً، يسمى ميديا لينز Media Lens أي عدسة الإعلام. مهمة هذا الموقع الذي بدأ عام 2001 تقديم نقد موثق لتحيز الإعلام السائد وتعامله مع الأحداث الجارية، بالإضافة إلى موضوعات أخرى ذات صلة بالإعلام.

 

 

هذا الكتاب يبين للقارئ بالأدلة والبراهين كيف أن معظم القائمين على وسائل الإعلام استبدلوا الكذب بالحقيقة، و الظن باليقين، و الغثَّ بالسمين، وكيف أن الأخبار تخضع لعملية فلترة دقيقة، فكل ما يخالف هوى الأقوياء و السياسات المهيمنة من تقارير وآراء وأخبار تلقى جانباً وتهمل بالكامل أو يشار إليها من طرف خفي وعلى استحياء.

 

يسعى المؤلفان إلى نشر الوعي بين الناس ليروا الحقيقة بجلاء بعيداً عن رؤى الصحفيين وعدسات الكاميرا. ينقسم الكتاب إلى ثلاثة عشر محوراً:

1-وسائل الإعلام المتنوعة: حيادية، صادقة، معتوهة.

2-العراق: عقوبات الدمار الشامل.

3-العراق منزوع السلاح: دفن أسلحة التفتيش 1991-1998.

4-العراق: المسارعة إلى الحرب ودفن الموتى.

5-أفغانستان: دعهم يأكلون العشب.

6-كوسوفو: قنابل حقيقية، إبادة جماعية خيالية.

7-تيمور الشرقية: الحدود العملية لحملة المساعدة الإنسانية.

8- هاييتي: المنطق المخفي للاستغلال.

9-كتابات المديح: ريغان (المحافظ المبهج)، كلينتون (بوبا[7] السمين).

10-التغيير النهائي: خيانة الإعلام النهائية.

11- الإعلام المنضبط: الالتزام المهني للقوة.

12- نحو إعلام رحيم.

13-مخالفة إنسانية كاملة.

 

سأقدم فيما يأتي وصفاً موجزاً لأهم الأفكار و الأحداث التي تطرق إليها الكتاب.

 

إن الأصل في وسائل الإعلام أن تكون حيادية وتقدم صورة أمينة للواقع دون زيادة أو نقصان، لكن هذه الغاية النبيلة لم تتحقق والسبب في رأي الكاتبين أن شركات عمالقة هي التي تهيمن على الإعلام وتملي عليه إرادتها. فالإعلام بأنواعه المتعددة يعمل خادماً أميناً لرعاية مصالح النخبة. فالذين يملكون السلطة والثروة يصدرون أوامرهم إلى أجهزة الإعلام التي تحت سيطرتهم أن تقوم بعملية فلترة للأخبار وتهميش الآراء المخالفة لمنهجهم ورؤيتهم. ومعروف أيضاَ أن قسماً كبيراً من عائدات الصحافة و محطات التلفاز والراديو وغيرهما ترد إليها من الإعلانات التجارية التي تضغط بصورة مباشرة أو غير مباشرة على وسائل الإعلام.

 

يقول رجل القانون الكندي، جول باكان Joel Bakan في كتابه "الشركة"Corporation بأن الشركات مجبرة قانوناً أن تزيد عائدات أصحاب الأسهم، وأن مديري الشركات ملزمون بأن يكون الربح هو همهم الأول وفوق جميع الاعتبارات. وبناء على هذا فمراعاة المسؤولية الاجتماعية محظورة على هذه الشركات. وقد سمى باكان وسائلَ الإعلام بـ"مخلوقات مصابة بالعته" psychopathic creatures فهي لا تستطيع التصرف بصورة أخلاقية أو تجنُّبَ ارتكاب الضرر والأذى للآخرين.

 

ويقول روبرت ماك تشيزني، بروفسور وسائل الاتصال في جامعة إليونيز، بأن الصحافة تعتمد كثيراً على المصادر الرسمية (أعضاء مجلس الشعب، الناطق باسم البيت الأبيض، جنرالات الجيش) التي يعد كلامها صحيحاً مقبولاً. أما المصادر الأخرى من عامة الناس فيتم تصويرها بعدم الوثوقية والحياد.

 

خصص الكاتبان ثلاثة محاور للحديث عن العراق والمآسي التي ألحقتها الحكومتان الأمريكية والبريطانية بالعراق وأهله. أثناء عملية عاصفة الصحراء، دمر القصف –بعد البشر- كل ما يتصور المرء من وسائل المعيشة الضرورية، مثل الكهرباء والصرف الصحي والنقل والمعدات الطبية والمساكن.إلخ الحياة الطبيعية غدت مستحيلة. والملوم طبعاً في أعين الإعلام هو صدام وحده، أما الباقون فناقلون للحضارة والمعرفة والديمقراطية.

 

برنامج النفط مقابل الغذاء لم يطبق كما ينبغي؛ إذ كل ما كان يستعمل من أكثر من وجه منع من إرساله إلى العراق، مثل مادة الكلور لتنقية المياه، و معدات طبية أساسية، و عقاقير للقضاء على الألم،و سيارات الإسعاف. كانت النتائج مأساوية، وبقي الإعلام صامتاً.

 

أما الحرب على العراق عام 2003 فقد كان الادعاءات الكاذبة والحجج الواهية التي قادت إليها من البداهة بمكان بحيث لا تخفى إلا على المغفلين من البشر، فلم يكن في العراق أسلحة دمار شامل باعتراف سكوت ريترScott Ritter رئيس المفتشين الذين أرسلتهم الأمم المتحدة إلى العراق للتحقق من القضية. كان غزو العراق خطة مسبقة وأمراً مبيتاً منذ سنوات؛ هذا ما كشفه وزير المالية الأمريكي السابق بول أونيل Paul O'Neill فقد اطلع على مذكرة سرية تعدّ العدة للحرب، ووثيقة أخرى للبنتاغون بعنوان "شركات أجنبية لعقود حقول النفط العراقية" Foreign Suitors for Iraqi Oilfield Contracts تقسم نفط العراق بين عمالقة شركات النفط.

 

قدر عدد الضحايا من العراقيين من 1990 إلى ما بعد حرب 2003 بمليونين، منهم ثمانية ألف طفل تحت سن الخامسة، كما أفادت اليونيسف. يا للهول، تصور أخي القارئ لو أن هذا الرقم المرعب المهول كان في بلد غربي. أنا لا أتصور ذلك لأنهم أبداً لن يدعوا الرقم يصل إلى هذا الحد.

 

وعن حرب البلقان في التسعينات يذكر المؤلفان أن حجة التدخل فيها كانت حماية ألبان كوسوفو. قال طوني بلير بأن هذه الحرب هي بين الخير والشر، الحضارة والبربرية، الديمقراطية والدكتاتورية. أما وزير الدفاع البريطاني، جورج روبرتسون فقد أكد ضرورة التدخل لإيقاف النظام العازم على ارتكاب إبادة جماعية. استمرت غارات الناتو الجوية 87 يوماً.

 

أدى القصف إلى 500 مدني، و دمر ما قيمته 100 مليار دولار.

 

هجمات الناتو سببت أزمة إنسانية، تمثلت في نزوح الآلاف من موطنهم، بالإضافة إلى السلب والنهب وجرائم الخطف والاغتصاب. والعجيب -كما يذكر المؤلفان - أن الإعلام عكس القضية حيث برر القصف لإيقاف نزوح اللاجئين؛ فالقصف إذن هو الذي أوقف النزوح لا من سببه.

 

و يضيف المؤلفان أن الحقائق التي لم تذكر حول سبب الحرب هي الإبقاء على الرأسمالية التي تنهب الشعب، ووضع اليد على ثروات المنطقة، واستغلال الأيدي العاملة الرخيصة. ومما لم يشر إليه الإعلام أن وزير الخارجية الألماني، صرح قبل القصف بشهر "أن خشية حدوث الكارثة الإنسانية التي تهدد شعب البلقان قد تم تفتديها وأن الحياة العامة في المدن الكبرى عادت نسبياً إلى طبيعتها."

 

يعلق المؤلفان قائلين بأن هذه الحرب -كما الحرب على العراق- ما كانت لتتم لولا أن الحكومات أخفت الحقيقة عن شعبها عن طريق وسائل الإعلام العاجزة و الفاسدة في بنيتها. فكل جريدة بريطانية وأمريكية باستثناء واحدة، قد ناصرت الحرب كما أن الصحفيين أعلنوا بفخر دعمهم لهذا "التدخل الإنساني." إن المحررين والصحفيين - يضيف المؤلفان - لا يلقون القنابل أو يطلقون النار، لكن من دون استكانتهم وخضوعهم للسلطة ما كان للشعب أن يستغبى ولكان هناك للقتل نهاية ينتهي إليها، أو ربما ما كان ليحصل من أصله. والحكومة الديمقراطية لا تستطيع أن تقف ضد إرادة غالبية شعبها.

 

أما تيمور الشرقية فقد كانت تابعة لإندونيسيا منذ 1975، وفي عام 1999 صوَّت شعبها على الاستقلال، الذي كان يعاني مسبقاً الكثير من ميليشيات تدعمها إندونيسيا. لم تستجب الولايات المتحدة فوراً لاستغاثات الشعب المقهور؛ انتظرت عشرة أيام ثم تدخلت، وكان هذا التدخل المتأخر سمح بتدمير 70 بالمئة من الأبنية، وأدى إلى نزوح ثلاثة أرباع السكان إلى حدود تيمور الغربية حيث تعرضوا هناك لجرائم القتل أو الخطف أو الاعتداء الجنسي. وقد بدا مراسل البي بي سي مات فريMatt Frei وزملاؤه غير مكترثين بما يجري. وقد وصف هو هذه الحرب بأنها "حملة أخلاقية" على حين قالت ماري روبنسون، مفوضة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان بأن الآلاف يدفعون حياتهم بسبب بطء الاستجابة العالمية لما يجري في تيمور الشرقية. و محطة البي بي سي لم تعترف بأن إندونيسيا وراء المذابح التي تجري في تيمور الشرقية إلا بعد زمن مضى. فبالنسبة لهذه المحطة وغيرها لا يغدو الخبر خبراً إلا إذا لم يضر بالمصالح القائمة.

 

ومن الحقائق التي ألقت عليها وسائل الإعلام طاقية الإخفاء الستار تلك المآسي و الويلات التي جرتها السياسة الخارجية لإدارة رونالد ريغان خلال فترة رئاسته 1981-1989. فالعديد من المجازر والمذابح ارتكبتها الولايات المتحدة في حق جماعات أرادت الاستقلال و السيادة الوطنية وسعت للخروج من عباءة أمريكا، كما حصل في أمريكا الوسطى، وجمهوريات آسيا الوسطى، وإفريقية.

 

ويرى المؤلفان أن الإعلام المنشود هو الإعلام غير الربحي، و لا يعتمد بكليته على الأموال التي تجلبها الإعلانات التجارية، حتى لا تغدو أداة ضغط عليه. وبهذا يكون الإعلام حراً.

 

وفي الختام فأنا لست ممن يقولون بأن الإعلام شرٌّ كله، بل فيه مقدار من خير ولو قليلاً، و ما ينبغي العمل عليه هو تثمير هذا الخير و تعاهده بالعناية والرعاية حتى تطيش كفته على كفة قرينه، وحينها فقط يمكن أن نقول بأن هناك إعلاماً حراً أو متحرراً على وجه الحقيقة لا المجاز.



[1] Edward, David. Cromwell, David. Guardians of Power: The Myth of the Liberal Media. (London: Pluto Press, 2006) P. 1

[2] المرجع السابق، ص 10.

[3] الجزيرة- برنامج سري للغاية، بعنوان "دور الإعلام في الحرب على العراق" بث في 3/7/2003.

[4] المرجع السابق.

[5] Griffin, David Ray. The New Pearl Harbor: Disturbing Questions about the Bush Administration and 9/11. (Massachusetts: Olive Branch Press, 2004). P. 10. Accessed at 10 May 2011. Available at .<http://sandiego.indymedia.org/media/2006/10/119637.pdf>

[6] Edward, David. Cromwell, David. Guardians of Power…. P. 88.

[7] تعبير يطلقه الأمريكيون مدحاً أو تحبباً لشخص ما.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • الإعلام الحائر.. بين الخبر والرأي!
  • التضليل الإعلامي والوعي المعلب
  • الإعلام الإسلامي
  • الإعلام وأثره في السلوك

مختارات من الشبكة

  • أين "أمة الإعلام" من الإعلام؟(مقالة - آفاق الشريعة)
  • ملخص بحث: إعلام الأطفال واقعه وسبل النهوض به (بحث ثاني)(مقالة - الإصدارات والمسابقات)
  • مفهوم الإعلام والأسس المشتركة بين الإعلامين الإنساني والإسلامي(مقالة - موقع أ. د. عبدالحليم عويس)
  • مخطوطة نشر الإعلام شرح البيان والإعلام بمهمات أحكام أركان الإسلام (ج2)(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • مخطوطة الإعلام بأعلام بلد الله الحرام (النسخة 7)(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • مخطوطة الإعلام بأعلام بلد الله الحرام (النسخة 6)(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • مخطوطة الإعلام بأعلام بلد الله الحرام (النسخة 5)(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • مخطوطة الإعلام بأعلام بلد الله الحرام (النسخة 4)(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • مخطوطة الإعلام بأعلام بلد الله الحرام (النسخة 3)(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • مخطوطة الإعلام بأعلام بلد الله الحرام (النسخة 2)(مخطوط - مكتبة الألوكة)

 


تعليقات الزوار
1- جزاك الله خيرا
احمد - سوريا 29-07-2015 03:46 AM
شكرا لمجهودك
1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مسابقة للأذان في منطقة أوليانوفسك بمشاركة شباب المسلمين
  • مركز إسلامي شامل على مشارف التنفيذ في بيتسفيلد بعد سنوات من التخطيط
  • مئات الزوار يشاركون في يوم المسجد المفتوح في نابرفيل
  • مشروع إسلامي ضخم بمقاطعة دوفين يقترب من الموافقة الرسمية
  • ختام ناجح للمسابقة الإسلامية السنوية للطلاب في ألبانيا
  • ندوة تثقيفية في مدينة تيرانا تجهز الحجاج لأداء مناسك الحج
  • مسجد كندي يقترب من نيل الاعتراف به موقعا تراثيا في أوتاوا
  • دفعة جديدة من خريجي برامج الدراسات الإسلامية في أستراليا

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 29/11/1446هـ - الساعة: 21:31
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب