موقف وسائل الإعلام المطبوعة والإلكترونية في بنغلاديش

بنغلاديش ثالثةُ أكبرِ الدول المسلِمة في العالَم، وعددُ سكَّانها حوالي 150 مليون نَسَمة، ونِسبة المسلمين مِن مجموعة سكَّانها 90%، وهذه البلاد المسلمة مُحاطةٌ بالهِند الوثنيَّة العلمانيَّة مِن جهاتٍ ثلاث، ومملوءَة بثرواتٍ طبيعيَّة هائلة، ولموقعها أهميةٌ بالِغة مِن الناحية الجغرافيَّة والسياسيَّة في آسيا الجنوبيَّة، ولكن تمرُّ هذه الدولة حاليًّا بالحالة السيِّئة دِينيًّا وسياسيًّا واقتصاديًّا.

ومِن الملاحَظ أنَّ التيارَ العلمانيَّ والاشتراكيَّ يُسيطر على الوسائلِ الإعلاميَّة في بنغلاديش منذُ زمنٍ طويل، وتحاول هذه القوةُ المعادية للإسلامِ القضاءَ على الإسلام والمسلمين والقِيَم الإسلاميَّة بكثيرٍ مِن الوسائل والأساليب، حتى تحاول إفسادَ عقائدِ المسلمين الأساسية مِن التوحيد والرسالة والآخرة؛ بعَرْضِ معلوماتٍ خاطئةٍ ومُحرَّفة.

وسائل الإعلام المطبوعة:

توجد في بلادِنا بنغلاديش عِدَّةُ جرائد يوميَّة مِن الوسائل الإعلاميَّة، ومِن أبرز الجرائد اليوميَّة باللغة البنغاليَّة: جريدة "اتِّفاق" اليوميَّة، جريدة "بروتوم آلو" (الضوء الأول)، جريدة "جوغنتر"، جريدة "جنوكنتو" (صوت الشعب)، جريدة "بورير كاغذ" (ورقة الصباح)، جريدة "سنغباد" (الأخبار)، جريدة "انقلاب" اليوميَّة، جريدة "آمادر سوماي" (أوقاتنا)، جريدة "مانوب زمين" (أرض البشر)، جريدة "جاي جاي دن" (يوم بعدَ يوم)، جريدة "سنغرام" (الجهاد)، جريدة "دن كال" (الوقت الحاضر)، جريدة "آمار ديش" (بلادنا)، جريدة "نياديغنتو" (أفق جديد) وغيرها.

وأبرز الجرائد اليوميَّة الصادرة باللُّغة الإنجليزيَّة في بلادنا: جريدة "إستار" (نجم) اليومية، جريدة "أوفزاربار" (المراقب)، جريدة "نيو إيج" (العصر الجديد)، وجريدة "بنغلاديش تودي" (بنغلاديش اليوم)، جريدة "إنديبندينت" (الاستقلال)، جريدة "نيو نيشان" (شعب جديد)، جريدة "دي سان" (الشمس) وغيرها.

تقومُ أكثرُ هذه الجرائد-  سوى جريدةِ "سنغرام" وجريدة "آمار ديش" وجريدة "انقلاب" وجريدة "نياديغنتو" اليوميَّة - بتقديم المفاهيمِ الخاطئة عنِ الإسلامِ والعقائد الأساسيَّة للتوحيدِ والرِّسالة والآخِرة كلَّ يوم، أصحاب هذه الجرائد يُحاولون صَرْفَ قلوب المسلمين المتدينين عنِ الله والرسولِ، وتحويلهم إلى العقائد الماديَّة، حيث نشَرت جريدة "بروتوم آلو" اليومية الكاريكاتير الذي فيه إهانة النبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم، وقامتْ جريدة 2000 الأسبوعيَّة التابعة للجريدة نفسِها بنشْر مقالةٍ شبّه فيها مكة المكرَّمة بمدينة البُغاة، وبعد نشْر هذه المقالة اشتعلَتْ نيران الاستنكار والاحتجاج في قلوبِ مسلمي بنغلاديش، التي أجبرتِ الناشِرَ أخيرًا على الاستعفاء، وهذه الجرائدُ تحاول أن تُثبتَ أنَّ دولةَ بنغلاديش دولةٌ أصوليَّة، ودولةٌ فاشِلة؛ ولذلك تنشُر الأخبارَ السلبية للبلادِ إلى حدٍّ بعيد.

وهذا ظاهِر لدَى الجميع كالشمس البازِغة، تنشر مثلاً أنَّ بعضَ المنحرفين عن تعاليمِ الإسلام الصحيح قاموا بتفجيرِ القنابل في بنغلاديش، فاستنكر جميعُ الأحزاب الإسلاميَّة والعلماءُ والمشايخُ متَّحدين احتجاجًا على هذا العمَل المنكر، وأيَّدوا الحكومةَ للقضاءِ على المجرمين، فاستطاعتِ الحكومة أن تقبضَ على المجرمين وزُعمائِهم، ونفذت حُكم الإعدام عليهم في مدةٍ قصيرة، ولكن للأسف الشديد أنَّ الوسائلَ الإعلامية المعادية للإسلام حاولتْ إيجادَ صِلةٍ للإسلاميِّين بالجريمةِ إلى حدٍّ بعيد، ولكنَّها فَشِلت في نيْل مرامها، ومع ذلك كله تُحاول بثَّ سمومِ الإفساد بين عامَّة الناس، وهذه الجرائد لا تَنشُر أخبارَ المسلمين المضطهدين في مختلفِ دولِ العالَم، وتَسكُت دائمًا عن مصالح المسلمين!

وسائل الإعلام الإلكترونيَّة:

وقدْ توجدُ في الدولة قنواتٌ تِلفازيَّة عديدةٌ مِن الوسائل الإعلاميَّة، ومِن هذه القنوات قناة إي تي إن بنغلا، قناة إي تي بي، قناة ديش، قناة ماس رانغا، قناة مهونا، قناة آي، لا تنشُر برامجَ إسلامية صحيحةً، بل تتكلَّم ضدَّ الإسلام والقِيَم الإسلامية بوسائلَ شتَّى، حتى تسأل قناةُ إي تي بي الحكومةَ عن سببِ عدَم العلاقة الدبلوماسيَّة مع إسرائيل، وتَستهزئ بشعارِ الإسلام مِن اللِّحى وغيرها مِن تعاليمِ الإسلامِ عن طريقِ البرامج السينمائيَّة، وتَستهزئ قناةُ آي وقناةُ إي تي إن بالإسلام بغاية الوقاحَة،وتنشُر أخبارًا خاطئة عن أبرزِ علماء بنغلاديش، كما تنشر برامجَ معاديةً لتعاليم الإسلام عن طريقِ التمثيليات الفاحِشة والسينما، كما تستهزئ بشعاراتِ الإسلام مِن اللحية وغيرِها.

وهناك ثلاثُ قنواتٍ (قناة إن تي في، وقناة بنغلافيشن، وقناة بيشاخي) لا تنشُر برامجَ إسلاميَّة، بل تلاحظ فيها الآثارَ الثقافيَّة الأجنبية في برامجِها مِن التمثليات وغيرها، مع أنَّ أصحاب هذه القنواتِ ممَّن يؤمنون بالقوميَّة والقِيَم الإسلاميَّة، ولكنَّ المخرجين للبرامج التلفازية ممَّن ينتمون إلى العلمانيَّة والشيوعيَّة.

وتُوجد قناتانِ في الدولة (قناة إسلامي، وقتاة ديغانتو) تنشُر برامجَ إسلاميَّةً، ولكن يُشاهدها قليلٌ مِن الناس؛ لعدمِ جودةِ برامجها، ومشكلة تَغطيتها في جميعِ أنحاءِ الدولة!

وللأسف الشديد أنَّ الذين يقومون بعملِ الدعوة الإسلامية بيْن الناس مِن الأحزاب الإسلاميَّة، صاروا فريسةً للوسائل الإعلاميَّة العلمانيَّة، وتقوم هذه الوسائلُ الإعلامية مؤخَّرًا بالإرهاب الإعلامي ضدَّهم وضدَّ الأحزاب الإسلاميَّة، وما تزال تحاول فرْضَ الحظر على السياسية الإسلاميَّة عن طريقِ نشْر الأخبارِ الملفَّقة ضدَّ الأحزاب الإسلاميَّة وزعمائها.

ونقول باختصار: إنَّ التيارَ العلماني والاشتراكي ما زال يُسيطِر على الجرائد والقنوات التلفازية إلى حدٍّ بعيدٍ، ويصدُّ بالإرهابِ والوسائلِ والأكاذيبِ المنشورة مِن عندِهم عن برامجِ الدعوة الإسلامية في بنغلاديش، ويُفسِد أخلاق الشباب المسلم بالبرامج التمثيليَّة والسينمائيَّة الفاحِشة الأجنبيَّة، ولا يمكن بثُّ النفوذ الإسلامي في بنغلاديش التي هي ثالثةُ أكبر الدول المسلِمة في العالَم؛ بسببِ وجود الوسائلِ في أيدي المعادين للإسلام، كما تَتعرَّض مصالحُ الإسلام والمسلمين للخطَر للسببِ نفسه!