• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    خطبة: أهمية اللعب والترفيه للشباب
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    عيد الأضحى: فرحة الطاعة وبهجة القربى
    محمد أبو عطية
  •  
    كيف يعلمنا القرآن الكريم التعامل مع الضغط النفسي ...
    معز محمد حماد عيسى
  •  
    أحكام الأضحية (عشر مسائل في الأضاحي)
    د. شريف فوزي سلطان
  •  
    زيف الانشغال
    أ. د. عبدالله بن ضيف الله الرحيلي
  •  
    خطبة الجمعة في يوم الأضحى
    د. صغير بن محمد الصغير
  •  
    الأخذ بالأسباب المشروعة
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    يوم العيد وأيام التشريق (خطبة)
    الشيخ عبدالله بن محمد البصري
  •  
    المقصد الحقيقي من الأضحية
    عاقب أمين آهنغر (أبو يحيى)
  •  
    خطبة الأضحى 1446 هـ (إن الله جميل يحب الجمال)
    الشيخ عبدالله محمد الطوالة
  •  
    خطبة عيد الأضحى 1446هـ
    عبدالوهاب محمد المعبأ
  •  
    لبس البشت فقها ونظاما
    د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر
  •  
    خطبة: مضت أيام العشر المباركة
    محمد أحمد الذماري
  •  
    خطبة عيد الأضحى المبارك لعام 1446هـ
    د. عبدالرزاق السيد
  •  
    خطبة عيد الأضحى لعام 1446 هــ
    أ. شائع محمد الغبيشي
  •  
    خطبة عيد الأضحى المبارك: تضحية وفداء، صبر وإخاء
    الشيخ الحسين أشقرا
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / منبر الجمعة / الخطب / العبادات / الصلاة وما يتعلق بها
علامة باركود

صلاة الروح والبدن

الشيخ عبدالله المؤدب البدروشي

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 30/1/2010 ميلادي - 15/2/1431 هجري

الزيارات: 31622

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

صلاة الروح والبدن


الحمد لله الذي جعل الصَّلاة عماد الدين، وفرضها كتابًا موقوتًا على المؤمنين، وألْزمهم بها في محْكم القُرآن المبين، أشْهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، أنار طريق الهدى بشرعِه المتين، وأدَّب المؤمنين بفضائل هذا الدِّين، وأشهد أنَّ سيِّدنا وحبيبَ قلوبِنا محمَّدًا عبدُه ورسولُه، إمام المتَّقين وأوَّل الطَّائعين والخاشِعين، اللَّهُمَّ صلِّ عليْه في الأوَّلين والآخِرين، وارضَ اللَّهُمَّ عن آلِه الطَّيبين الطَّاهرين، وعن صحابته الغرِّ الميامين، وعن التَّابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.

 

أمَّا بعد، إخوة الإيمان والعقيدة:

الله - جلَّ جلاله - الَّذي وسِعَت رحْمتُه كلَّ شيء، وسعد بواسع فضله كلُّ حي، وهو الَّذي خلقَنا، وسخَّر لنا الوجود بأسره، وجعلنا خلفاءه في الأرض، وكتبها لنا دار عبور، وأعدَّ للصَّالحين منَّا فراديس جنَّاته، وأقرَّها دار قرار وخلود، وبثَّ فيها ما لا عين رأتْ ولا أذُن سمعت، ولا خطر على قلْب بشَر، كلّ ذلك يقابله منَّا إيمانٌ راسخ بأن لا إله إلاَّ الله، محمَّد رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - ودليله فينا: إقامة الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحجّ البيت.

 

يقول الله - جلَّ وعلا -: ﴿ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ ﴾ [البينة: 5]، فأعظم ركن في الدين: شهادة أن لا إله إلا الله محمَّد رسول الله - صلَّى الله عليْه وسلَّم - يليه في الأهمّيَّة ركن الصَّلاة؛ يقول رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((رَأْسُ الأَمْرِ الإِسْلامُ، وعَمودُه الصَّلاةُ))؛ أخرجه الإمام الترمذي.

 

هذه الصلاة جعلها الله قرَّة عين لأحبابه، فهي الصِّلة التي بها يتَّصل المخلوق بخالقه، وقد وهبنا الله في ديننا القيِّم الوقوف أمامه خَمس مرَّات في كلِّ يوم، فهي إجْلال لذي الجلال، وتكبير للكبير المتعال، وهي خشوع وإنابة وخضوع، يَبوح فيها المؤمن بهمومِه لخالقِه، يرجوه الرضا والمغفرة كما يرجوه العون والمساعدة، وهو السَّميع العليم، وهو القريب والمُجيب، وهو الَّذي أخبر رسولَه - صلَّى الله عليه وسلَّم: ﴿ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ﴾ [البقرة: 186]، ومع قُربه وسَمعه وعِلْمه، ومع رِضْوانه وغفرانه، فهو شديد العِقاب أليم العذاب، أعدَّ لِمَن كفر به ولِمَن عصى أمره نارًا، حذَّرنا الله من شدَّة هولها وحرِّها؛ فقال - جلَّ جلاله -: ﴿ فَأَنْذَرْتُكُمْ نَارًا تَلَظَّى ﴾ [الليل: 14]، وقال أيضًا: ﴿ كَلا إِنَّهَا لَظَى * نَزَّاعَةً لِلشَّوَى ﴾ [المعارج: 16]، ورآها رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - فقال: ((عُرِضَتْ عليَّ الجنَّةُ والنَّارُ فلَمْ أرَ كاليَوْمِ في الخَيْرِ والشَّرِّ، ولَوْ تَعْلَمونَ ما أعْلَمُ لضَحِكْتُم قليلاً ولَبَكَيْتُمْ كثيرًا))، فما أتَى على أصْحابِ رَسُولِ اللَّه - صلَّى الله عليه وسلَّم - يَوْمٌ أشَدُّ مِنْهُ، غطَّوْا رؤُوسَهُم ولهُمْ خَنينٌ يبكون؛ رواه الإمام مسلم.

 

من أجْل ذلك؛ فرض الله الصَّلاة، وجعلها نورًا يهْدي به مَن أطاعَه إلى خيرِ الدُّنيا ونعيم الآخرة، وهِي أوَّل عبادة فرضت على المسلمين، وهي الأمر الوحيد الَّذي فرض في السَّماء من الله - جلَّ وعلا - إلى محمَّد - صلَّى الله عليه وسلَّم - من غير واسطة، وهي آخر وصية أوْصى بها الحبيب المصطفى - صلَّى الله عليه وسلَّم - أمَّته، فكانت آخِر كلِماتِه: ((الصَّلاة الصَّلاة وما ملَكت أيمانكم)).

وهي آخر ما يُفْقَد من الدين، وهي أوَّل ما يُحاسب عليه المسلِم يوم القيامة، أوْرد الشيخ الألباني في "السلْسلة الصَّحيحة" قول رسولِ الله - صلَّى الله عليْه وسلَّم -: ((أوَّل ما يُحاسب به العبد يوم القيامة الصَّلاة ، فإن صلحت صلح له سائر عمله وإن فسدت فسد سائر عمله)).

 

يقول الإنسان يومئذ: يا ربّ، قد تصدَّقت وزكَّيت، فيُقال له: هل صلَّيت؟ يا ربّ، قد شيَّدت المساجد وبنيْت المدارس، فيُقال له: هل صلَّيت؟ يا ربّ، كنتُ طيِّبًا مع النَّاس، أحمل أخلاقًا فاضلة، أفعل الخير، فيُقال له: هل صليت؟

 

يَقُولُ رَبُّنا - عزَّ وجلَّ - لِمَلائِكَتِهِ - وهُوَ أعْلَمُ -: انْظُرُوا في صلاةِ عَبْدي، فإن لم يجدوا صلاة وقالت الملائكة: يا ربّ لا صلاة له، يلتفت الكافر والعاصي فيرى هولاً قادمًا إلى أرض المحشَر، يقول ربُّ العزَّة - تبارك وتعالى -: ﴿ وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى * يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي * فَيَوْمَئِذٍ لَا يُعَذِّبُ عَذَابَهُ أَحَدٌ * وَلَا يُوثِقُ وَثَاقَهُ أَحَدٌ ﴾ [الفجر: 23 - 26]، يقول رسول الله - صلَّى الله عليْه وسلَّم - وحديثُه عند الإمام مسلم: ((يُؤْتى بِجَهنَّمَ يَوْمَئِذٍ لَها سَبْعُونَ ألْفَ زِمامٍ، مع كُلِّ زِمامٍ سَبْعونَ ألْفَ مَلَكٍ يَجُرُّونها))، يوم يسأل أهلُ النَّعيم في جنَّات النَّعيم، يَسألون أهلَ الجحيم في سواء الجحيم: ﴿ مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ ﴾؟ فتكون أوَّل إجابة لهم: ﴿ قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ ﴾ [المدثر: 43]، فالصَّلاة عماد الدين، ولا حظَّ في الإسلام لِمَن ترك الصَّلاة، ولا سعادةَ في الدنيا لمن ترك الصلاة، ولا نَعيم في القبر لمن ترك الصلاة، ولا أمانَ يوم الحشْر لمن ترك الصلاة، والمآل في نار سقر لِمَن ترك الصلاة.

 

فكيف هي الصَّلاة؟

أيصلِّيها الإنسان ساهيًا؟! أيصلي الظهُّر لا يدْري صلَّى اثنتَين أم ثمانيًا؟! أيصلِّيها وقلبه مع الكرة؟! أيصلِّيها وفكْره مع المسلسل؟!

إنَّ الصَّلاة في ديننا الحنيف هي العبادة الوحيدة التي يؤدِّيها المسلم بِجميع جوارِحه، بِروحه وبدنه، في حين يصوم المسلم وأثْناء صومه يقوم بأعمالِه المتعلِّقة بالدنيا، ويزكِّي وهو يجد ويكدّ في مشاغل الحياة، ويحجّ وفي الحج، تختلط المناسك بأفعال الدُّنيا وأحاديثها، لكن في الصَّلاة كلّ شيء للصَّلاة: الفِكْر في الصَّلاة، القلب في الصلاة، اللِّسان في الصلاة، السَّمع في الصلاة، العَين في الصَّلاة، اليدانِ في الصلاة، الرِّجْلان في الصلاة.

 

وفي إسلامِنا العظيم يُمكن أن يعفى المؤمن من الفرائض، كما يمكن لها أن تؤجَّل؛ فلا زكاة لِمَن لم يبلغ مالُه النِّصاب، ولا صومَ على المريض والمسافر، ولا حجَّ إلاَّ على المستطيع، أمَّا الصَّلاة فإن لم يستطِع المسلم القيام جلس، وإن لَم يستطع الجلوس فمِن رقود؛ ولذلك وصف الله أولي الألباب بقولِه - جلَّ وعلا -: ﴿ الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِهِمْ ﴾ [آل عمران: 191]، والصَّلاة واجبة في السَّفر والحضر، وفي السِّلْم والحرب، فهي أمانةُ الله عند كلِّ مسلم، أمانة في وقتِها؛ يقولُ الله - جلَّ وعلا -: ﴿ إِنَّ الصَّلاةَ كَانَتْ عَلَى المُؤْمِنِينَ كِتَاباً مَّوْقُوتاً ﴾ [النساء: 103]، وهي أمانة في كيفيَّة أدائها، فلا يقِف المسلم أمام ربِّه إلاَّ خاشعًا حاضر القلب، طامعًا في قبول ركوعِه وسجوده، وهي أمانة في مكان أدائِها، ومكان أدائها: المساجد.

 

جاء عبدالله بن أمِّ مكتوم، وهو الرَّجُل الأعْمى الَّذي وقف يومًا أمامَ النَّبيِّ - صلَّى الله عليْه وسلَّم - وعند رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - رُؤوس الكفْر من قُرَيْش، وهو لا يدْري أنَّ رسولَ الله منشغِل بهم، فقال: علِّمْني ممَّا علَّمك الله، فأعْرض عنْه الرَّسول - صلَّى الله عليْه وسلَّم -فنزل جبريلُ - عليْه السَّلام - بِعِتاب ربِّ العالمين، بقُرآن يتلى إلى يوم الدين: ﴿ عَبَسَ وَتَوَلَّى * أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى * وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى * أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرَى * أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى * فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى * وَمَا عَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّى * وَأَمَّا مَنْ جَاءَكَ يَسْعَى * وَهُوَ يَخْشَى * فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهَّى ﴾ [عبس: 1 - 10]، هذا الصَّحابي الجليل جاء يومًا إلى رسولِ الله - صلَّى الله عليْه وسلَّم - فقال: يا رسولَ الله، إنِّي رجُل ضرير البَصَر، بعيدُ الدَّار، ولي قائد لا يُرافقني، فهل لي رخصةٌ أن أصلِّي في بيتي؟ قال: ((هل تسمع النِّداء؟ - وفي رواية: أتسمع: حيَّ على الصلاة، حيَّ على الفلاح؟)) قال: نعم، قال: ((لا أجد لك رخصة))؛ رواه الإمام مسلم وغيره.

 

وقد جمع أحدُ العُلماء في ابن أم مكتوم ستَّة أعذار:

الأوَّل: كونه ضرير البصر.

الثاني: عدم وجود قائد يُرافقه.

الثالث: بعد دارِه عن المسجد.

الرَّابع: وجود نخل وشجر بيْنه وبين المسجد.

الخامس: وجود الهوامّ والسِّباع الكثيرة بالمدينة.

السَّادس: كبر سنِّه.

مع هذا كله لَم يرخِّص له ليصلِّي في بيته!

 

فلننظُر في صلاتنا: أين نصلّيها، وكيْف نصلِّيها، ومتَى نصلِّيها؟ هل هي تؤثِّر في حياتِنا أم أنَّ حياتَنا المؤثِّرة فيها؟ ولننظُر إلى حالنا في صلاتنا: مَن يقرأ الآية من القرآن ويبكي؟! مَن تتفطَّر قدماه من أثر الوقوف والسجود؟! مَن يقضي أدْنى من ثُلُثَي اللَّيل ونصفه وثلثه قائمًا بين يدَي الله؟!

 

فيا أيُّها المؤمنون والمؤمِنات:

لا بدَّ أن نقِف وقفةَ تأمُّل مع الصَّلاة، مع عِماد الدين؛ حتَّى نؤدِّيَها كما يحب الله ويرضى، نؤديها في خشوع وإنابة، نُقيمها في بيوت أذِن الله أن تُرفع ويُذْكَر فيها اسمه، نؤدِّيها في المساجد، فالصَّلاة حياتُنا، والصلاة نجاتنا، والصَّلاة نورُنا في الدنيا والآخرة.

 

اللَّهمَّ تقبَّل منَّا صلاتَنا، واجعلْها اللهُمَّ في قلوبنا، اللهُمَّ نوِّر بها صدورنا، ويسِّر بها أمورنا، واجعلنا من الطَّائعين واكتبنا من الخاشِعين.

أقول قولي هذا وأستغفِر الله العظيم الكريم لي ولكم.

 

الخطبة الثانية

الحمد لله حمد الطائعين، نحمَده - سبحانه وتعالى - ما سبَّحتْ بحمْدِه ألسنة الذَّاكرين، ونشهَد أن لا إلهَ إلاَّ الله وحْده لا شريكَ له، نستغْفِرُه ونتوب إليْه وبه نَستعين، ونشهدُ أنَّ سيِّدَنا وحبيبَ قلوبِنا محمَّدًا عبدُه ورسوله، نبيّ المتَّقين وإمام المرْسلين، صلَّى الله عليْه وعلى آلِه وأصحابِه والتَّابعين، ومَن تبِعَهم بإحسان إلى يوم الدين.

 

ركنان من أركان الصَّلاة لا تصحُّ الصَّلاة إلاَّ بهما، ويغفل عنهما الكثير، هذان الرُّكنان هما: الطُّمَأنينة والاعتدال.

أمَّا الطُّمَأنينة فهي استِقْرار أعضاء المصلِّي عند كلِّ ركنٍ، خصوصًا عند الرَّفع من الرُّكوع، فواجبٌ على المصلِّي أن يطمئنَّ وهو واقف، أن يقول: ربَّنا ولك الحمد حمدًا كثيرًا طيِّبًا مباركًا فيه، يتمُّ ذلك وهو واقف، ثمَّ ينحني للسُّجود، وكذلك في الجلْسة بين السَّجدتَين يطمئن.

 

فالمصلِّي إنَّما هو أمام الله، لا يعجل؛ قال - صلَّى الله عليْه وسلَّم -: ((الأناة من الله، والعَجَلةُ من الشَّيطان))؛ رواه الترمذي.

 

وأمَّا الاعتِدال فهو نصْب القامة في الوقوف والجلوس؛ أي: أن يعود المصلِّي بعد الرُّكوع إلى وقوفِه العادي، وألاَّ يسجد حتَّى يستقيم ويستقرَّ واقفًا، وكذلك عند الجلسة بعد السُّجود لا بدَّ أن يعود المصلِّي إلى جلوسه العادي مع الاستِقْرار والاطمئنان؛ جاء في الصَّحيحين عن أبي هُرَيْرةَ - رضي اللَّهُ عنْه - أنَّ رَجُلاً دخَل المَسْجِدَ ورسولُ اللَّه - صلَّى اللَّهُ علَيْه وسلَّم - جالِسٌ في ناحِيةِ المَسْجِد، فصلَّى ثُمَّ جاءَ فسلَّم علَيْه، فقالَ لَهُ رسولُ اللَّهِ - صلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: ((وعلَيْك السَّلامُ، ارْجِعْ فَصَلِّ فإنَّكَ لَمْ تُصَلِّ))، حتَّى فعلَ ذَلِكَ ثَلاثَ مرَّاتٍ، فقالَ الرَّجُلُ: والَّذي بَعَثَكَ بالحَقِّ، ما أُحْسِنُ غَيْرَ هذا، فعلِّمْنِي، قَال: ((إذا قُمْتَ إلى الصَّلاة فكبِّرْ، ثُمَّ اقرَأْ ما تيَسَّرَ مَعَكَ مِنَ القُرْآنِ، ثُمَّ ارْكَعْ حتَّى تَطْمَئِنَّ راكِعًا، ثُمَّ ارْفَعْ حتَّى تَعْتَدِلَ قائِمًا، ثُمَّ اسْجُدْ حتَّى تَطْمَئِنَّ ساجِدًا، ثُمَّ ارْفَعْ حتَّى تَطْمَئِنَّ جالِسًا، ثُمَّ افْعلْ ذَلِكَ في صلاتِكَ كُلِّها)).

 

فلا بدَّ من التأنِّي أثناءَ الصَّلاة من أجْل إتْمام أركانِها، من وقوف وركوعٍ وسجود وجلوس، ولا بدَّ أن يستحضر المؤمِن لقاءَه ووقوفَه أمام الله.

 

اللَّهُمَّ فقِّهْنا في دينِنا، وزِدْ في إيمانِنا ويقيننا واجعلنا من عبادك الطَّائعين، اللَّهُمَّ تقبَّل بفضلك أعمالَنا وحقِّق بالزيادة آمالنا، واجبُر برحمتك أحوالنا، وتجاوز عن السيئات من أفعالنا، واجعلْ بطاعتك اشتغالنا، واقرِنْ بالعافية غدوَّنا وآصالنا، واختِمْ بالسَّعادة آجالنا، واجعل إلى جناتِك مصيرَنا ومآلنا.

اللَّهُمَّ أصلِحْ لنا دينَنا الذي هو عصمة أمرنا، وأصلِح لنا دُنيانا التي فيها معاشنا، وأصلح لنا آخرتَنا الَّتي إليْها معادنا، برحمتِك يا أرحم الرَّاحمين، يا خالقَ الخلق أجمعين يا مُجيب السائلين، نسألُك اللَّهُمَّ أن تعزَّ الإسلام وتنصر المسلمين، وأن تجمع المسلمين على شرائِع هذا الدين، وأن تُعلي رايات العزَّة والنَّصر فوق أرض المسلمين.

اللَّهُمَّ أمِّنا في دورِنا ووفِّق إلى الخير والصَّلاح ولاة أمورنا، واجعَل اللهُمَّ بلدَنا آمنًا مطمئنًّا وسائر بلاد المسلمين.

 

وآخِر دعوانا أنِ الحمد لله ربِّ العالمين.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • صلاة الجماعة (1)
  • الصلاة وحكمة تشريعها
  • العناية بالصلاة والخشوع فيها
  • حكم المحافظة على الصلاة وعقوبة من أضاعها
  • الحث على الصلاة وأدائها جماعة
  • نماذج من شروط الصلاة وأركانها
  • نماذج من أحكام الصلاة
  • صلاة الجماعة (2)
  • شتان بين صلاتهم وصلاتي!
  • صلاة الجماعة (3)
  • صلاة الجماعة (4)
  • وجعلت قرّة عيني في الصلاة
  • حافظوا على الصلاة
  • صلاة الجماعة
  • حكم تأخير الصلاة
  • أخطاؤنا في الصلاة
  • صلاتك صلتك
  • الخشوع في الصلاة
  • مجموعة رسائل في الصلاة
  • دعوة الساجد إلى صلاة الجماعة في المساجد
  • من أحكام الطهارة والصلاة
  • الصلاة ومكانتها في الإسلام
  • الأرواح الخاوية
  • العلاقة بين النفس والروح
  • مكانة الروح في القرآن الكريم
  • حديث الروح

مختارات من الشبكة

  • الحج.. رحلة الروح والبدن(مقالة - ملفات خاصة)
  • تفسير: (والبدن جعلناها لكم من شعائر الله لكم فيها خير فاذكروا اسم الله عليها)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • والبدن جعلناها لكم من شعائر الله (فيديو عن الحج)(مادة مرئية - مكتبة الألوكة)
  • خطبة المسجد النبوي 26/2/1433 هـ - اهتمام الإسلام بطهارة القلب والبدن(مقالة - آفاق الشريعة)
  • حاجة الشباب إلى الإيمان(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • التوفيق بين أحاديث عودة الروح للبدن وأحاديث استقرار الروح في الجنة أو النار(مقالة - آفاق الشريعة)
  • صلاة الاستسقاء وصلاة الخسوف والكسوف وصلاة الاستخارة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • أثقل الصلاة على المنافقين صلاة العشاء وصلاة الفجر(مقالة - موقع الشيخ عبد القادر شيبة الحمد)
  • من أقوال السلف في ستر المرأة لجميع بدنها(مقالة - آفاق الشريعة)
  • سلامة الإنسان في دينه وبدنه في ضوء قول الله تعالى (ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة)(محاضرة - موقع الشيخ د. خالد بن عبدالرحمن الشايع)

 


تعليقات الزوار
2- بارك الله بكم
الفقيرة الى الله - المملكة العربية السعودية 05-02-2010 11:49 PM
جزاكم الله خير يعلم الله مطلع على الافئدة انني اقرأ بالبدايه كأي موضوع لكن ما أن أنهي حتى تأثر بالقلب نسأل الله الكريم أن ينجينا يوم لاينفع مال ولا بنون ويغفر ذنوبنا ويتولانا برحمتة هو أرحم الراحمين ...... سيروا موقعنا الغالي على هذا النهج
1- دعاء وثناء
عامر - السعودية 31-01-2010 04:09 PM
جزاكم الله كل خير على الخطبة النافعة
1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • بعد عامين من البناء افتتاح مسجد جديد في قرية سوكوري
  • بعد 3 عقود من العطاء.. مركز ماديسون الإسلامي يفتتح مبناه الجديد
  • المرأة في المجتمع... نقاش مفتوح حول المسؤوليات والفرص بمدينة سراييفو
  • الذكاء الاصطناعي تحت مجهر الدين والأخلاق في كلية العلوم الإسلامية بالبوسنة
  • مسابقة للأذان في منطقة أوليانوفسك بمشاركة شباب المسلمين
  • مركز إسلامي شامل على مشارف التنفيذ في بيتسفيلد بعد سنوات من التخطيط
  • مئات الزوار يشاركون في يوم المسجد المفتوح في نابرفيل
  • مشروع إسلامي ضخم بمقاطعة دوفين يقترب من الموافقة الرسمية

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 10/12/1446هـ - الساعة: 12:20
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب