• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    تبديد الخوف من المستقبل المجهول (خطبة)
    الشيخ د. إبراهيم بن محمد الحقيل
  •  
    عظة مع انقضاء العام (خطبة)
    الشيخ محمد بن إبراهيم السبر
  •  
    من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: (العلي، ...
    فهد بن عبدالعزيز عبدالله الشويرخ
  •  
    تفسير قوله تعالى: ﴿وما كان لنفس أن تموت إلا بإذن ...
    سعيد مصطفى دياب
  •  
    تفسير: (ولقد صدق عليهم إبليس ظنه فاتبعوه إلا ...
    تفسير القرآن الكريم
  •  
    تخريج حديث: أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى أن ...
    الشيخ محمد طه شعبان
  •  
    من فوائد الدعاء
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    الشهادتان - شهادة: أن محمدا رسول الله صلى الله ...
    تركي بن إبراهيم الخنيزان
  •  
    وقفات مع القدوم إلى الله (16)
    د. عبدالسلام حمود غالب
  •  
    مناجاة
    دحان القباتلي
  •  
    قاعدة الخراج بالضمان (PDF)
    عمر عبدالكريم التويجري
  •  
    خاطرة: ((شر الناس منزلة عند الله))
    بكر البعداني
  •  
    من مائدة السيرة: بدء الوحي
    عبدالرحمن عبدالله الشريف
  •  
    همسة حاضر في ذكرى غائب
    د. عوض بن حمد الحسني
  •  
    واو الحال وواو المصاحبة في ميزان التعريف
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    خطبة: أهمية طلب العلم في حياة الشباب
    عدنان بن سلمان الدريويش
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / منبر الجمعة / الخطب / العبادات / الحج والأضحية
علامة باركود

منافع الحج ومقاصده (2) الذكر والدعاء - التعارف والتعاون والمساواة (خطبة)

منافع الحج ومقاصده (2) الذكر والدعاء - التعارف والتعاون والمساواة (خطبة)
عبدالعزيز محمد مبارك أوتكوميت

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 6/6/2024 ميلادي - 30/11/1445 هجري

الزيارات: 3370

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

مَنَافِعُ الْحَجِّ وَمَقَاصِدُهُ (2)

(الذِّكْرُ وَالدُّعَاءُ - التَّعَارُفُ والتَّعَاونُ وَالمُسَاوَاةُ)


عَنَاصِرُ الْخُطْبَةِ:

1- مَنْفَعَةُ الذِّكْرِ وَالدُّعَاءِ.

2- مَنْفَعَةُ التَّعَارُفِ والتَّعَاونِ وَالمُسَاوَاةِ.


الْخُطْبَةُ الْأُولَى:

إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّه نَحْمَدُهُ ونَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغفِرهُ ونَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ. ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾، ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا﴾،﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا﴾.

 

أَمَّا بَعْدُ:فإنَّ أَصْدَقَ الْحَديثِ كِتَابُ اللهِ تَعالَى، وَخَيْرَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم وَشَرَّ الأمُورِ مُحْدَثَاتُهَا وَكُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدعَةٌ وكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلالَةٌ وكُلَّ ضَلاَلَةٍ فِي النَّارِ. أعَاذَنِي اللهُ وإيَّاكُمْ مِنَ النَّارِ.

 

عِبَادَ اللهِ: تَحَدَّثْنَا فِي الْخُطْبَةِ الْمَاضِيَةِ عَنْ مَنْفَعَةِ الْإِخْلَاصِ، وَمَنْفَعَةِ التَّقْوَى فِي أَدَاءِ فَرِيضَةِ الْحَجِّ. وَحَدِيثُنَا الْيَوْمَ عَنْ مَنْفَعَتَيْنِ أُخْرَيَيْنِ لِلْحَجِّ وَهْمَا: مَنْفَعَةُ؛ إِقَامَةِ ذِكْرِ اللَّهِ وَدُعَائِهِ. وَمَنْفَعَةُ؛ التَّعَارُفِ والتَّعَاونِ وَالمُسَاوَاةِ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ.

 

عِبَادَ اللهِ:مِنْ مَنَافِعِ الْحَجِّ وَمَقَاصِدِهِ:

1-مَنْفَعَةُ الذِّكْرِ وَالدُّعَاءِ؛ شُرِعَ الْحَجُّ لِإِقَامَةِ ذِكْرِ اللَّهِ، قَالَ تَعَالَى:﴿لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِنْ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّينَ * ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ * فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا فَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ * وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ* أُولَئِكَ لَهُمْ نَصِيبٌ مِمَّا كَسَبُوا وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ﴾ [البقرة:198-202]. فَالذِّكْرُ وَالدُّعَاءُ نَبْدَأُ بِهِمَا فَرِيضَةَ الْحَجِّ وَيَسْتَمِرَّانِ أَثْنَاءَ أَدَاءِ الْفَرِيضَةِ وَبَعْدَهَا. فَالْإِخْبَارُ عَنْ نِيَّةِ النُّسُكِ ذِكْرٌ، وَالتَّلْبِيَةُ ذِكْرٌ وَابْتِهَالٌ، وَهِيَ عُنْوَانُ الْحَجِّ وَشِعَارُ الْحَاجِّ. سَأَلَ رَجُلٌ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: أَيُّ الْحَجِّ أَفْضَلُ؟ قَالَ:" الْعَجُّوَالثَّجُّ"[1]. وَالْعَجُّ؛ رَفْعُ الصَّوْتِ بِالتَّلْبِيَةِ، وَالثَّجُّ؛ سَيَلَانُ دِمَاءِ الْهَدْيِ وَالْأَضَاحِيِّ. وَفِي الطَّوَافِ وَالسَّعْيِ ذِكْرٌ وَدُعَاءٌ، فَكَانَ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ بَيْنَ الرُّكْنَيْنِ؛ الْيَمَانِيِّ وَالْحَجَرِ الْأَسْوَدِ: رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ. وَكَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم قَبْلَ السَّعْيِ يَقُولُ: نَبْدَأُ بِمَا بَدَأَ اللَّهُ بِهِ. وَيَسْتَقْبِلُ الْقِبْلَةَ مُكَبِّرًا وَمُوَحِّدًا وَدَاعِيًا، وَيَقُولُ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ، أَنْجَزَ وَعْدَهُ، وَنَصَرَ عَبْدَهُ، وَهَزَمَ الْأَحْزَابَ وَحْدَهُ [2]. وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ مَاءِ زَمْزَمَ:" مَاءُ زَمْزَمَ لِمَا شُرِبَ لَهُ، فَإِنْ شَرِبْتَهُ تَسْتَشْفِي بِهِ شَفَاكَ اللَّهُ، وَإِنْ شَرِبْتَهُ مُسْتَعِيذًا عَاذَكَ اللَّهُ، وَإِنْ شَرِبْتَهُ لِيَقْطَعَ ظَمَأَكَ قَطَعَهُ". قَالَ: وَكَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ إِذَا شَرِبَ مَاءَ زَمْزَمَ قَالَ:" اللَّهُمَّ أَسْأَلُكَ عِلْمًا نَافِعًا، وَرِزْقًا وَاسِعًا، وَشِفَاءً مِنْ كُلِّ دَاءٍ"[3]. وَالْوقُوفُ بِعَرَفَةَ يَوْمٌ لِلذَّكَرِ وَالدُّعَاءِ، قَالَ صلى الله عليه وسلم:" أَفْضَلُ الدُّعَاءِ دُعَاءُ يَوْمِ عَرَفَةَ. وَأَفْضَلُ مَا قُلْتُ أَنَا وَالنَّبِيُّونَ مِنْ قَبْلِي: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ"[4]. وَشُرِعَ رَمْيُ الْجِمَارِ لِإِقَامَةِ ذِكْرِ اللَّهِ وَالدُّعَاءِ بَعْدَهَا، عَنْ عَائِشَةَ رَضِي اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:" إِنَّمَا جُعِلَ الطَّوَافُ بِالْكَعْبَةِ، وَبَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ، وَرَمْيُ الْجِمَارِ لِإِقَامَةِ ذِكْرِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ"[5]. وَلِذَلِكَ نُكَبِّرُ مَعَ كُلِّ حَصَاةٍ، وَنَقِفُ بَعْدَ الرَّمْيِ مُسْتَقْبِلِينَ الْقِبْلَةَ نَدْعُو. وَهَذَا الَّذِي ذَكَرْنَاهُ إِنَّمَا هُوَ ذِكْرٌ بِالْمَعْنَى الْخَاصِّ.

 

وَلِلذِّكْرِ مَفْهُومُ عَامٌ وَشَامِلٌ؛ وَهُوَ كُلُّ مَا تَكَلَّمَ بِهِ اللِّسَانُ، وَتَصَوَّرَهُ الْقَلْبُ، مِمَّا يُقَرِّبُ إِلَى اللَّهِ، كَتَعَلُّمِ الْعِلْمِ وَتَعْلِيمِهِ، والأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ، وَالنَّهْيِ عَنِ الْمُنْكَرِ فَهُوَ ذِكْرٌ لِلَّهِ. وَلِهَذَا مِنِ اِشْتَغَلَ بِطَلَبِ الْعِلْمِ النَّافِعِ بَعْدَ أَدَاءِ الْفَرَائِضِ، أَوْ جَلَسَ مَجْلِسًا يَتَفَقَّهُ أَوْ يُفَقِّهُ فِيهِ الْفِقْهَ، فَهَذَا -أَيْضًا-مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ. وَكَذَلِكَ مَنْ أَحَبَّ للَّهَ، وَخَافَهُ، وَرَجَاهُ، فَهُوَ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ. كَمَا يَدْخُلُ فِي الذِّكْرِ تِلَاوَةُ الْقُرْآنِ، وَالدُّعَاءُ، وَالصَّلَاةُ، وَإِفْشَاءُ السَّلَامِ، وَإِصْلَاحُ ذَاتِ الْبَيْنِ، وَمُخَاطَبَةُ النَّاسِ بِالْحُسْنَى. وَيَدْخُلُ فِي ذَلِكَ الصَّدَقَةُ، وَنَشْرُ الْكُتُبِ، وَالدَّعْوَةُ إِلَى اللَّهِ. فَكُلُّ ذَلِكَ وَغَيْرُهُ دَاخِلِ فِي عُمُومِ مَفْهُومِ الذِّكْرِ.

 

فَاللَّهُمَّ أَعِنَّا عَلَى ذِكْرِكَ، وَشُكْرِكَ، وَحُسْنِ عِبَادَتِكَ، وآخِرُ دَعْوَانَا الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالمِينَ.

 

الْخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ

الْحَمْدُ لِلَّهِ وَكَفَى، وَصَلَّى اللَّهُ وسَلَّمَ عَلَى عَبْدِهِ الْمُصْطَفَى وَآلِهِ وَصَحْبِهِ، وَمَنِ لِآثَارِهِمُ اقْتَفَى.

 

عِبَادَ اللهِ:مِنْ مَنَافِعِ الْحَجِّ وَمَقَاصِدِهِ:

2-مَنْفَعَةُ التَّعَارُفِ والتَّعَاونِ وَالمُسَاوَاةِ؛ قَالَ تَعَالَى:﴿وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ * لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ﴾ [الحج:27-28]. فَهَؤُلَاءِ النَّاسُ مِنَ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسَلَّمَاتِ اِخْتَلَفَتْ أَوْطَانُهُمْ، وَقَبَائِلُهُمْ، وَأَلْوَانُهُمْ وَلُغَاتُهُمْ، لَكِنَّ مَقْصِدَهُمْ وَاحِدٌ؛ وَهُوَ طَاعَةُ اللَّهِ بِأَدَاءِ فَرِيضَةِ الْحَجِّ. وَقِبْلَتُهُمْ وَاحِدَةٌ، إِخْوَةٌ جَمَعَتْهُمُ الْعَقِيدَةُ الْوَاحِدَةُ.

 

وَإِلَى جَانِبِ هَذَا فَالْحَجُّ مُؤْتَمَرٌ سَنَوِيٌّ يَجْمَعُ شَتَاتَ الْأُمَّةِ لِأَجْلِ التَّعَارُفِ وَالتَّعَاوُنِ فِيمَا بَيْنَهُمْ عَلَى خَيْرِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَقَدْ تَرَكُوا خِلَافَاتِهِمْ جَانِبًا وَنَسُوا جِرَاحَاتِهِمْ، وَلَا فَضْلَ لِغَنِيِّهِمْ عَلَى فَقِيرِهِمْ، وَقَدْ وَحَّدَ اللِّبَاسُ بَيْنَهُمْ. وَلَا فَضْلَ لِأَبْيَضِهِمْ عَلَى أَسْوَدِهِمْ، وَلَا لِشَرِيفِهِمْ عَلَى وَضِيعِهِمْ، إِلَّا بِالتَّقْوَى وَمَدَى طَاعَتِهِمْ وَقُرْبِهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ. قَالَ تَعَالَى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِير﴾ [الحجرات:13]. وَقَالَ صلى الله عليه وسلم فِي خُطْبَةِ حَجَّةِ الْوَدَاعِ مُنَبِّهًا عَلَى تَرْكِ الْعَصَبِيَّةِ الْجَاهِلِيَّةِ وَالِافْتِخَارِ بِالْأَحْسَابِ وَالْأَنْسَابِ وَالْأَلْوَانِ:" يَاأَيُّهَا النَّاسُ، أَلَا إِنَّ رَبَّكُمْ وَاحِدٌ، وَإِنَّ أَبَاكُمْ وَاحِدٌ، أَلَا لَا فَضْلَ لِعَرَبِيٍّ عَلَى عَجَمِيٍّ، وَلَا لِعَجَمِيٍّ عَلَى عَرَبِيٍّ، وَلَا أَحْمَرَ عَلَى أَسْوَدَ، وَلَا أَسْوَدَ عَلَى أَحْمَرَ، إِلَّا بِالتَّقْوَى أَبَلَّغْتُ "، قَالُوا: بَلَّغَ رَسُولُ اللهِ"[6].

 

وَهَلْ رَأَيْتُمْ مَجْمَعًا لِلنَّاسِ كَالْحَجِّ فِي نِظَامِهِمْ وَانْتِظَامِهِمْ، وَتَعَاوُنِهِمْ؟! إِنَّ السِّرَّ فِي هَذَا الِانْضِبَاطِ وَالتَّعَاوُنِ -دُونَمَا كُلْفَةٍ أَمْنِيَّةٍ كَبِيرَةٍ- هُوَ فِي الْإِيمَانِ الْكَامِنِ فِي قُلُوبِهِمْ، وَحِرْصِهِمْ عَلَى أَنْ يَكُونَ حَجُّهُمْ مَبْرُورًا بِتَجَنُّبِ الْآثَامِ، وَتَجَنُّبِ إِلْحَاقِ الضَّرَرِ بِالْغَيْرِ، فَيُؤَدُّونَ مَنَاسِكَهُمْ كَالْجَسَدِ الْوَاحِدِ، وَيَسْتَحْضِرُونَ قَوْلَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم:" الْمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ"[7]. فَهَلِ اِسْتَحْضَرْنَا هَذِهِ الدُّرُوسَ الْبَلِيغَةَ مِنَ الْحَجِّ لِنُطَبِّقَهَا فِي حَيَاتِنَا كُلِّهَا؟

 

فَاحْرِصُوا -رَعَاكُمُ اللَّهُ -عَلَى الْإِكْثَارِ مِنْ ذِكْرِهِ، وَكُونُوا إِخْوَانًا مُتَعَاوِنِينَ مُتَرَاحِمِينَ تَفُوزُوا بِرِضْوَانِ رَبِّكُمْ.

 

فَاللَّهُمَّ اجْعَلْنَا مِنْ الذَّاكِرِينَ لَكَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ، وَاجْعَلْنَا مِنْ عِبَادِكَ الْمُتَّقِينَ وَمِنَ الْمُنْتَفِعِينَ بِحَجِّهِمْ، آمِين. (تَتِمَّةُ الدُّعَاءِ).

 

فَاحْرِصُوا - رَعَاكُمُ اللَّهُ - عَلَى تَحْقِيقِ التَّقْوَى فِي حَجِّكُمْ تَفُوزُونَ بِرِضْوَانِ رَبِّكُمْ. فَاللَّهُمَّ اِجْعَلْنَا مِنْ عِبَادِكَ الْمُتَّقِينَ وَمِنْ الْمُنْتَفِعِينَ بِحَجِّهِمْ، آمِين. (تَتِمَّةُ الدُّعَاءِ).

 



[1] - رواه الترمذي، برقم:827.

[2] - رواه مسلم، برقم:1218.

[3] - رواه الحاكم في المستدرك، برقم:1739.

[4]- رواه الإمام مالك في الموطأ، رقم:239.

[5]- رواه أحمد في مسنده، رقم:24351.

[6] - رواه أحمد في مسنده، رقم:23489.

[7] - رواه أحمد في مسنده، رقم:24351.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • منافع الحج ومقاصده (1) الإخلاص - التقوى (خطبة)
  • منافع الحج ومقاصده (3) الإصلاح والتزكية - زيادة الإيمان - تحقيق الرابطة الإسلامية (خطبة)
  • اختيار الذكر والدعاء

مختارات من الشبكة

  • الدرس السابع عشر: منافع ذكر الموت(مقالة - ملفات خاصة)
  • الإحسان بذكر منافع سماع القرآن(مقالة - آفاق الشريعة)
  • درس وعظي: منافع الحج الدينية والدنيوية(مقالة - ملفات خاصة)
  • منافع الحج والعمرة في الآخرة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • منافع الحج في الدنيا(مقالة - آفاق الشريعة)
  • منافع الحج .. للناس جميعا(مقالة - ملفات خاصة)
  • ليشهدوا منافع لهم (مقال نادر عن الحج)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • برنامج آيات – منافع الحج(مادة مرئية - موقع الشيخ د. خالد بن عبدالرحمن الشايع)
  • منافع الحج التربوية(مقالة - ملفات خاصة)
  • منافع الحج(مقالة - موقع الشيخ عبدالرحمن بن محمد الدوسري)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مسلمو سابينسكي يحتفلون بمسجدهم الجديد في سريدنيه نيرتي
  • مدينة زينيتشا تحتفل بالجيل الجديد من معلمي القرآن في حفلها الخامس عشر
  • بعد 3 سنوات أهالي كوكمور يحتفلون بإعادة افتتاح مسجدهم العريق
  • بعد عامين من البناء افتتاح مسجد جديد في قرية سوكوري
  • بعد 3 عقود من العطاء.. مركز ماديسون الإسلامي يفتتح مبناه الجديد
  • المرأة في المجتمع... نقاش مفتوح حول المسؤوليات والفرص بمدينة سراييفو
  • الذكاء الاصطناعي تحت مجهر الدين والأخلاق في كلية العلوم الإسلامية بالبوسنة
  • مسابقة للأذان في منطقة أوليانوفسك بمشاركة شباب المسلمين

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 21/12/1446هـ - الساعة: 17:24
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب