• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    أحكام التعاقد بالوكالة المستترة وآثاره: دراسة ...
    د. ياسر بن عبدالرحمن العدل
  •  
    خطبة: أم سليم ضحت بزوجها من أجل دينها (1)
    د. محمد جمعة الحلبوسي
  •  
    خطبة: التربية على العفة
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    حقوق الأولاد (1)
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    التلاحم والتنظيم في صفوف القتال في سبيل الله...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
  •  
    أسس التفكير العقدي: مقاربة بين الوحي والعقل
    الشيخ حذيفة بن حسين القحطاني
  •  
    ابتلاء مبين وذبح عظيم (خطبة)
    د. محمود بن أحمد الدوسري
  •  
    فضل من يسر على معسر أو أنظره
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    حديث: لا طلاق إلا بعد نكاح، ولا عتق إلا بعد ملك
    الشيخ عبدالقادر شيبة الحمد
  •  
    كونوا أنصار الله: دعوة خالدة للتمكين والنصرة
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
  •  
    لا تعير من عيرك
    نورة سليمان عبدالله
  •  
    من مائدة التفسير: سورة النصر
    عبدالرحمن عبدالله الشريف
  •  
    أربع هي نجاة الإنسان في الدنيا والآخرة (خطبة)
    د. أحمد بن حمد البوعلي
  •  
    وحدة المسلمين (خطبة)
    د. غازي بن طامي بن حماد الحكمي
  •  
    المسارعة إلى الاستجابة لأمر الله ورسوله صلى الله ...
    د. أمين بن عبدالله الشقاوي
  •  
    فوائد وأحكام من قوله تعالى: { إذ قال الله يا عيسى ...
    الشيخ أ. د. سليمان بن إبراهيم اللاحم
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / منبر الجمعة / الخطب / عقيدة وتوحيد
علامة باركود

أوصاف أهل الإيمان (خطبة)

أوصاف أهل الإيمان (خطبة)
الدكتور أبو الحسن علي بن محمد المطري

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 1/12/2024 ميلادي - 29/5/1446 هجري

الزيارات: 6311

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

أوصاف أهل الإيمان


الخطبة الأولى

إن الحمد لله، نحمَده تعالى ونستعينه ونستغفره، ونعوذ به من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، مَن يَهده الله فلا مُضل له، ومَن يُضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده ربي لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله:

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102].

 

﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء: 1]، ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 70، 71]، أما بعد:

فإن خيرَ الكلام كلامُ الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشرَّ الأمور محدثاتها، وكلَّ مُحدثة بدعة، وكلَّ بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.

 

معاشر السامعين العقلاء، هذه آيةٌ من القرآن العظيم أُريد في هذا المقام أن أُبيِّن شيئًا من معناها، عسى الله أن ينفعنا جميعًا بذلك وهي قول الحق تبارك وتعالى:

﴿ إِنَّمَا المُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ ﴾ [الأنفال: 2].

 

هذه هي أوصاف أهل الإيمان إليكم، يا أهل الإيمان الذين عناهم نبينا صلى الله عليه وسلم حينما جاءت إليه البشارة من قِبَل أهل اليمن، بأنهم دخلوا في دين رب العالمين مستسلمين منقادين، آمنوا برسالة رسول الله، فعلى إثر ذلك قال نبيكم: (جاءكم أهلُ اليمن، هم أرقُّ قلوبًا، وألينُ أفئدة، الإيمانُ يمانٌ، والفقهُ يمانٌ، والحكمةُ يمانيةٌ).

 

في هذه الآية المباركة يجمع الله فيها ثلاث خلال، وثلاثة أوصاف هي أوصاف لأهل الإيمان ﴿ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ ﴾ [الأنفال: 2]، فبادئ ذي بدئ يحصر الله هذه الطائفة المباركة ويميزها عن غيرها من الطوائف الأخرى، إنهم أهل الإيمان أهل الصدق والصفاء والنقاء بقوله جل وعلا: ﴿ إِنَّمَا ﴾، فهي أداة حصر وقصر، فالأمر محصور ومقصور على هؤلاء ﴿ إِنَّمَا المُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ ﴾؛ أي خافت هذه القلوب حينما تسمع ذكر الله، ليس الحال كحال أهل الشرك الذين عناهم الله بقوله: ﴿ وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ ﴾ [الزمر: 45].

 

هؤلاء لهم شأنٌ آخر، فالبون شاسع عظيم، فلا مقارنة بين الطرفين أبدًا، فأهل الإيمان إنما يزداد إيمانهم، وتطمئن قلوبهم، وتصلح أحوالهم، وتُرفرف قلوبهم، يوم أن يسمعوا ذكر الله؛ كما قال ربنا سبحانه وتعالى: ﴿ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ﴾ [الرعد: 28].

 

هؤلاء هم أهل الإيمان، فلا يمكن أن تطمئن قلوبُهم بغير الإيمان، وأنَّى لمؤمنٍ أن يعيش بغير إيمان.

إذا الإيمانُ ضاع فلا حياة
لا دنيا لمن لم يُحي دينَا
ومَن رَضِيَ الحياة بغير دينٍ
فقد جعل الفناءَ لها قرينَا

 

حياة بلا إيمان، إنها حياة مهدَّدة بالأخطار، مهدَّدة بكل شرٍّ يوم أن تُفارق حقيقة الإيمان وأهل الدين والملة، إنما يعيش في ظلمات بعضها فوق بعض، إذا أخرج يده لم يكد يراها، ومن لم يجعل الله له نورًا فما له من نور، فهذه الحياة هي حياة المؤمنين، ويزيد الله أولئك وصفًا ثالثًا، إنه يعنيهم ويخصهم بالتوكل، وهذا من كمال الإيمان والتوحيد يوم أن يتوكل المؤمن على ربه، فلا يتشاءم بشهر ولا بأسبوع ولا بعام، ولا برجلٍ ولا امرأة، لا يتشاءم بشيء، بل قد توكل على الله، وهذا حال الأنبياء من قبلُ، حينما كانوا يفوِّضون أمورهم إلى الله، فهذا نبي الله نوح وقد اجتمع عليه قومُه بعد أن دعاهم ألف سنة إلا خمسين عامًا، ولم يستجب له من أولئك إلا قرابة ثلاثين نفرًا، واجتمع أولئك الأحزاب يريدون أن يَبطشوا به بطشة رجل واحد، فتأمل إلى صاحب التوكل والإيمان والحجة الساطعة، كيف أنه صال بذلك على قومه يقول تعالى: ﴿ وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ نُوحٍ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنْ كَانَ كَبُرَ عَلَيْكُمْ مَقَامِي وَتَذْكِيرِي بِآيَاتِ اللَّهِ فَعَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْتُ فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ وَشُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً ثُمَّ اقْضُوا إِلَيَّ وَلَا تُنْظِرُونِ ﴾ [يونس: 71].

 

يقول لهم: يا أيها الملأ إن كان كبر عليكم مقامي وضقتم من ذلك الأمر ذرعًا، فاتحدوا صفًّا واحدًا، وأجمعوا موقفًا واحدًا؛ لتكونوا أمامي على كلمة سواء لا اختلاف بينكم، ثم اقضوا إليَّ ولا تنظرون؛ أي صلوا إليَّ بما شئتم من الشرور، فعلل ذلك بقوله: ﴿ إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ رَبِّي وَرَبِّكُمْ ﴾ [هود: 56]، وإذا نظرت من نافذة أخرى نظرت إلى سيدنا موسى عليه الصلاة والسلام، وقد تكالب عليه بنو إسرائيل، يرأس أولئك فرعون الذي كان أعظم طاغية على مرور التاريخ، يجتمع لهذا العبد الذي اعتصم بالله رب العالمين: ﴿ وَمَن يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴾ [آل عمران: 101].

مَن يتَّقِ الله يُحمَد في عواقبِه
ويكفيه شرَّ مَن عزُّوا مَن هانوا
مَن استجار بغير الله في فزَعٍ
فإن ناصرَه عجزٌ وخِذلانُ
فالزَم يديك بحبل الله معتصمًا
فإنه الرُّكن إن خانتك أركانُ

 

هذا العبد الضعيف القوي بربه يقول: ﴿ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ ﴾ [القصص: 24]، ادَّعى الربوبية والألوهية وقال لأهل مصر: ﴿ أَنَا رَبُّكُمْ الأَعْلَى ﴾ [النازعات: 24]، يأتي إليه موسى عليه السلام داعيًا إلى ربه سبحانه وتعالى، علَّ فرعون أن يراجع حسابه وعمله، وأن يؤدَّب مما فيه من الضلال والباطل، لكنه ضل عن استكبار وإباء؛ كما قال تعالى: ﴿ وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا ﴾ [النمل: 14]، فإذا بفرعون يعلن أحوال طوارئه ويتهدد موسى وهارون والمؤمنين الذين مع موسى، فلم يكن من هؤلاء المؤمنين إلا أن يعلنوا توكلًا على الله؛ ليعتصموا ويحتكموا من هذا القائل ومن هذا الضلال العظيم؛ يقول الله جل وعلا: ﴿ قَالَ آمَنْتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ فَلَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلَافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنَا أَشَدُّ عَذَابًا وَأَبْقَى ﴾ [طه: 71].

 

ويقول موسى عليه السلام لقومه: ﴿ وَقَالَ مُوسَى يَا قَوْمِ إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُسْلِمِينَ * فَقَالُوا عَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْنَا رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ﴾ [يونس: 84، 85].

 

ويَصمُد موسى وكانت النصرة والغلبة له، وكانت الهزيمة على فرعون وقومه، يوم أن خالفوا شرع الله، وعاقبوا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهذا نبي الله هود عليه السلام الذي أرسله الله إلى قوم عاد، إلى أولئك القوم الأوغاد الذين أُوتوا قوة، كانوا ينحتون من الجبال بيوتًا فارهين، ينعمون في هذه الدنيا، ومع ذلك ما حافظوا على نعم الله، يُرسل الله هودًا، وإذا بهم يتهدَّدونه ويتوعَّدونه، لكنه توكل على الله؛ كما قال تعالى: ﴿ إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ رَبِّي وَرَبِّكُمْ مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلاَّ هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﴾ [هود: 56].

 

وهكذا أحوال الأنبياء جميعًا، فهذا شعيب عليه الصلاة والسلام يُرسَل إلى قومٍ ابتُلوا بتطفيف الميزان، بالغش في البيوع والمشتريات، فلما جاء يبيِّن لهم أن يقيموا العدل، وأن يقيموا القسط، وأن يكونوا مؤتمنين في تعاملهم وفي ديانتهم، صاحوا في وجهه ساخرين، فقال: ﴿ وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الإِصْلاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ ﴾ [هود: 88].

 

وهكذا إبراهيم صلى الله عليه وسلم يُرسَل إلى قوم طغاة يعبدون الأصنام يشركون بالله الواحد الأحد، بل كان أقرب الناس إليه أبوه آزر يصنع الأصنام ويصرف العبادة لغير الله، فيأتي هذا النبي الكريم الذي جعله الله أُمةً للناس؛ كما قال سبحانه: ﴿ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِّلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ المُشْرِكِينَ شَاكِرًا لأَنْعُمِهِ اجْتَبَاهُ وَهَدَاهُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﴾ [النحل: 121].

 

صمَد أمام أولئك القوم، وهي أمة عامرة من قديم الزمان، فيأتيها رجلٌ من قومها معروف بالحسب والنسب، لكن أهل الباطل يحاولون ألا يقبلوا كلام واحد منهم، لا سيما إذا كانوا يعرفون نسبه، وإن كان من قومه فإنهم - إلا من رحم الله - يحاولون الهروب من واقع المعركة التي يعيشون فيها، فرفض أولئك القوم دعوة نبي الله إبراهيم وخليل الرحمن، رفضوا دعوته، إنهم كادوا كيدًا، وحفروا له حفرة في الأرض، ورموا فيها الأحطاب، وأشعلوا فيها النيران، وما استطاعوا الوصول إلى تلك الحفرة من أجل إلقاء إبراهيم، لكنهم قذفوه بآلة حربية تسمى بالمنجنيق حفاظًا على نفوسهم من لفحة النار ولسعتها، يلقون بسيدنا إبراهيم خليل الرحمن الرحيم إلى تلك الحفرة، من أجل إحراقه والإجهاز عليه؛ حتى لا يسمعوا من يقول: ربي الله وهذا شأن أهل الباطل.

كم تطلبون لنا عيبًا فيُعجزكم
ويَكره الله ما تأتون والكرم

وهذا شأنُ أهل الباطل، إنهم يرفضون الدين والصلاح، ويحاربون الشعيرة والفضيلة، يحاربون الأذان والملة، ويشجعون غيره من الباطل، هذا شأنهم على مدى العصور والأزمان، فكان في هذا آية عظيمة، وهذا النبي الكريم وهو يلقي إلى ذلك المكان، إنما كان اعتماده على الله وتوكُّله على الله، فيقول في آخر نفس بين هؤلاء يقول: (حسبي الله ونعم الوكيل)؛ روى البخاري في صحيحه من حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال: (حسبُنا الله ونعم الوكيل، قالها إبراهيم حينما أُلقي في النار، وقالها محمد صلى الله عليه وسلم حينما قيل له: إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم، فزادهم إيمانًا، وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل)، فيرمي بإبراهيم إلى قعر تلك النار، فيكون لله - عز وجل - آية؛ كما قال سبحانه: ﴿ قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ * وَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَخْسَرِينَ * وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطًا إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِين ﴾ [الأنبياء: 69 - 71].

 

جعل الله أولئك الملأ هم الأسفلين، فيختار الله إبراهيم ويجعله إمامًا لأهل التوحيد؛ قال تعالى: ﴿ وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لاَ يَنَال عهْدِي الظَّالِمِينَ ﴾ [البقرة: 124].

 

فيكون إبراهيم أول من يُكسى حُلَّة يوم القيامة، وهو الآن في السماء السابعة متكئ إلى البيت المعمور إلى ذلكم البيت الذي أقسم الله به، فقال: ﴿ وَالْبَيْتِ المَعْمُورِ ﴾ [الطور: 4].

 

يتكئ إليه إبراهيم ليدخله سبعون ألف ملك، ثم لا يعودون إلى يوم الساعة، إنها رفعة ومزية لإبراهيم معدن الصدق والإخلاص، ومعدن التوكل والتوحيد، وهذه دعوى الأنبياء، ﴿ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ المُسْلِمِينَ مِن قَبْلُ ﴾ [الحج: 78]، وهكذا تنتقل الوراثة إلى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ليقول له قوم يمرون بأبي سفيان وقد رجعوا من أُحد منتصرين فيما يبدو له، وليست هزيمة لأهل الإسلام، لكنها تربية وآداب لأصحاب رسول الله، ولمن تبِع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى يوم القيامة، فيقول أبو سفيان لبعض المارة: إن وصلتم المدينة فقولوا لابن أبي كبشة - احتقارًا لجناب النبي صلى الله عليه وسلم - إننا سنصل المدينة لنستأصل بيضتهم، وكان في المسلمين من القروح والآلام ما الله به عليم.

 

الخطبة الثانية

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على نبينا محمد عددَ ما ذكره الذاكرون، وغفل عن ذكره الغافلون.

 

عباد الله، اتَّقوا الله جل وعلا، واعلموا يا عباد الله أن الكثير من المسلمين ربما فرَّطوا في جانب التوكل، وتفويض الأمر إلى الله، فربما اعتقد بعضهم بغيره سبحانه وتعالى، فلربما ظنَّ أن رزقه من فلان أو بسبب فلان، أو لولا فلان، وما علم هذا العبد أن تلك هي أمور بيد الله؛ كما قال سبحانه: ﴿ قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ ﴾ [التوبة: 51].

 

عباد الله، هذا نبي الله يعقوب عليه السلام يقول لأبنائه وكانوا طائفة كثيرة، وقد أرسلهم من بدله فلسطين إلى مصر: ﴿ وَقَالَ يَا بَنِيَّ لَا تَدْخُلُوا مِنْ بَابٍ وَاحِدٍ وَادْخُلُوا مِنْ أَبْوَابٍ مُتَفَرِّقَةٍ وَمَا أُغْنِي عَنْكُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَعَلَيْهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ ﴾ [يوسف: 67].

 

يا عباد الله، المتوكل على الله لا يخاف من انقطاع رزقه، ولا من نفادِ أجله، ولا إزهاق روحه، فإنه يعلم أن ذلك كله بيد الله، وأن الأمر مفروغٌ منه؛ لذا بلَغ الإخلاص بنبينا صلى الله عليه وسلم أن كان يخالف ما كان عليه أهل الجاهلية مِن قبلُ، فيقول: (لا عدوى ولا طيرة ولا هامة ولا صفر)، وهذه عادات جاهلية يعتقدون بانتقال العدوى، وأنها مؤثرة بذاتها، وهكذا يتشاءمون بشهر صفر، وهكذا يتطيرون إذا رأوا رجلًا أعور أو أصلع، أو رأوا رجلًا دميم المنظر، قال: هذا اليوم يوم دبور أو على حد زعمهم، هذه عادات الجاهلية، وهكذا كانوا يزجرون الطير، فإن ذهب يمينًا تفاءلوا وإن ذهب شمالًا تشاءموا، هذه عادات الجاهلية جاء الإسلام فأبطلها، جاء الإسلام فحرَّر هذا المسلم من أن يكون على عادة الجاهلية، فكان الأمر بيد الله؛ لذا يقول نبينا صلى الله عليه وسلم لابن عمه عبد الله بن عباس: (واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيءٍ، لم ينفعوك إلا بشيءٍ قد كتبه الله لك، ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيءٍ لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رُفعت الأقلام وجُفت الصحف)، فعلامَ تخاف عبد الله؟ من أي شيء تخاف؟ عمرك بيد الله، ورزقك بيده، وحياتك بيده ومماتك بيد الله، فأنت تمشي في أرض الله، وتستظل سماء الله، وقد أوجدك الله في أرضه، فمن الذي أوجدك وغذَّاك ورباك بنعمه، إنه الله جل وعلا، ﴿ فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ إِلَى طَعَامِهِ * أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاءَ صَبًّا * ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ شَقًّا * فَأَنْبَتْنَا فِيهَا حَبًّا * وَعِنَبًا وَقَضْبًا * وَزَيْتُونًا وَنَخْلًا * وَحَدَائِقَ غُلْبًا * وَفَاكِهَةً وَأَبًّا * مَتَاعًا لَكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ ﴾ [عبس: 24 - 32]، وقال سبحانه: ﴿ يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ * الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ * فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ ﴾ [الانفطار: 6 - 8].

 

إن مقام المتوكلين مقام رفيع جدًّا، وإن تمام توكُّلهم أنهم صاروا مطمئنين مفوِّضين أمورهم إلى الله، يعتقدون أنهم بالله وإلى الله، فالله يتصرف في شؤونهم.

توكَّل على الرحمن في الأمر
كله فما خاب حقًّا مَن عليه توكَّلا
وكن صابرًا لله واصبِر لحكمه
تَفُز بالذي ترجوه منه تفضُّلَا

 

إياك أن تثق بمخلوق أو تعتقد بمخلوق مثل أولئك الذين يعتقدون بالكهنة أو العرَّافين أو المقبورين، وربما اتَّكل بعض الناس على الراتب الذي يستلمه، أو على ما كان في جيبه وفي خزانته، يجب عليك أن تيئَس من ذلك، وإنما تثق بما عند الله، فإن الله يقول: ﴿ مَا عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ بَاقٍ ﴾ [النحل: 96]، فنحن الفقراء إلى الله والله هو الغني الحميد هو المعطي، وهو الذي لا رادَّ لحكمه ولا رادَّ لقضائه، ولا معقِّب لحكمه.

 

اللهم لا مانع لما أعطيتَ، ولا معطي لما منعتَ، ولا ينفع ذا الجد منك الجد، فإن اجتمعوا أهل الأرض على أن يعطوك فلسًا واحدًا، والله لا يريد ذلك، فلا يمكن أن يصل إليك شيئًا، وإن اجتمعوا على أن يمنعوك فلسًا واحدًا، والله يريد أن يعطيك، فأمرُه نافذ وقوله مسموع، وكل من في الأرض في قَبضته، وكان من دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اللهم لك أسلمتُ، وبك آمنتُ وعليك توكلتُ، وبك خاصمتُ، وإليك حاكمتُ، إني أعوذ بعزتك، لا إله إلا أنت الحي الذي لا يموت والجن والإنس يموتون)، فمن الذي حمى رسول الله يوم الهجرة، يوم أن هاجر من مكة إلى المدينة، ويخرج مع أبي بكر الصديق، فيدخلون في غار ثور، ويأتي المشركون وكانوا قرابة أربعين شابًّا، كل واحد يطلب الرسول بسيفه، حتى تتوزع الدية بين القبائل، فلا يستطيع بنو هاشم الأخذ بالثأر، فإذا بالله يحمي رسول الله ويقف هؤلاء المشركون أمام الغار، يقول أبو بكر الصديق: يا رسول الله، والله لو نظر أحدُهم إلى شراك نعله لرآنا، فيقول له الرسول الله صلى الله عليه وسلم: (يا أبا بكر، ما ظنُّك باثنين الله ثالثهما)، والحديث في الصحيحين، وليس صحيحًا أن العنكبوت قد نسجت، وأن الحمامة قد فرخت، والشجر قد ارتفع أمام باب الغار، ولا يمكن فإن هذه القصة ضعيفة، وقال كثير من العلماء في سندها وهب بن وهب وهو من الوضَّاعين، وإن كان ذلك فليس بمعجزة، فإن الله أراد الإعجاز أن يكون الأمر واضحًا؛ ليكون المانع من الرؤية أمر معنوي ومعجزة كونية، فبيت العنكبوت وبيض الحمام وتفرُّخها أمور حسية، والله إنما أراد أمرًا معنويًّا، وهذا من كمال توكل رسول الله صلى الله عليه وسلم.

 

وهكذا عباد الله يجب علينا أن نكون متوكلين في أمورنا صغيرها وكبيرها، دقيقها وجليلها، فأنت في يوم من الدهر سوف تترك هذه الدنيا لمن جاء بعدك من أولادك، فكن متوكلًا على الله، واثقًا بما عنده - سبحانه وتعالى - وعليك أن تبتغي ما عنده، وأن تفوِّض الأمر إليه تفويضًا قلبيًّا، وليس تفويضًا لفظيًّا كما هو حال بعض الناس، يقول: هو متوكل على الله، ومع ذلك قد فرَّط في الصلاة وفرط في الزكاة، وفي أمور الدين، ويقول: هو متوكِّل على الله، التوكل بمعنى التفويض، وهو اعتماد القلب على الله، أو صدق اعتماده عليه في جلْب المنافع ودفع المضار، ولا ينافي ذلك الأخذ بالأسباب، كذلك من الناس من هو بين إفراط وتفريط؛ إما أنه يتوكل توكلًا بحيث لا يأخذ بالأسباب، وهذا ليس بتوكُّلٍ، وإنما هو تواكل، ليكون عالة على غيره من الناس، والفريق الآخر ربما كان في إفراط شديد لا يتوكل على الله سبحانه وتعالى، ويتوكل على السبب، والصحيح أن تكون بين هذين الأمرين؛ كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية: الاعتماد على السبب شركٌ، وترك الأسباب قدح في الشريعة؛ كتوكُّل غُلاة الصوفية الذين يقول قائلهم وقد أُعطي ماءً ليشربه: ما أنا بشاربٍ حتى يصعَد الماء إلى جوفه، إن هذا محال، فقد شرِب رسول الله وتناول الإناء، وكان زكريا نجارًا، وأيوب ونبينا كان تاجرًا، والصِّديق اشتغل بالتجارة قبل الإسلام وبعد الإسلام، وما من نبي إلا كان محترفًا، يأكل من عمل يده، وهكذا أصحاب رسول الله، فلا ينبغي لنا أن نتواكل أو نعتمد على الأسباب، فالمؤمن بين الخوف والرجاء، يتوكل بصدق الاعتماد على الله مع الأخذ بالأسباب اليسيرة، فأنت إنما تتسبَّب والله هو الذي يرزق، وبناءً على ذلك فلا ينبغي أن تعمل في الدنيا ليلًا ونهارًا، فافتَح مَحلك في الصباح، فإن سمعت المؤذن فأغلِق محلك لتعلم أن الرزق بيد الله، وليس بكثرة الحرص، وإنما بتوكلك على الله؛ روى الإمام أحمد في مسنده والترمذي في جامعه من حديث عمر الفاروق رضي الله عنه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (لو أنكم تتوكلون على الله حقَّ توكله، لرزقكم كما يرزُق الطير تغدو خماصًا وتروح بطانًا)، فالطير تغدو خماصًا أو وهي ضامرة البطن جائعة في بداية يومها، فما تعود إلا وقد امتلأت بطنها بالطعام، فمن الذي غذاها؟ إنه الله، ومَن ظن أن الرزق يأتي بقوةٍ ما أكل العصفور شيئًا من النسر.

 

نسأل الله - عز وجل - أن يجعلنا هُداة مُهتدين غير ضالين ولا مُضلين، اللهم لا تجعل الدنيا أكبرَ همِّنا، ولا مَبلغ عِلمنا، ولا تسلِّط علينا مَن لا يخافك فينا ولا يرحمنا، ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة، وقِنا عذابَ النار، وآخرُ دعوانا أن الحمد لله ربِّ العالمين.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • خصال أهل الإيمان
  • وصية أهل الإيمان
  • تجديد الإيمان يا أهل الإيمان
  • تلاوة القرآن حلية لأهل الإيمان

مختارات من الشبكة

  • أحاديث المختار في وصف الجنة والنار: وصف للجنة وأهلها والنار وأهلها (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • من طرق استثارة المعاني والأفكار(مقالة - حضارة الكلمة)
  • خطبة: أوصاف القرآن الكريم (16): {تلك آيات الكتاب}(مقالة - موقع الشيخ إبراهيم بن محمد الحقيل)
  • بعض أوصاف النار (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • بعض أوصاف الجنة (الجزء الثاني) خطبة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • بعض أوصاف الجنة (الجزء الأول) خطبة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • أوصاف القرآن الكريم (14): ﴿ تلك آيات الكتاب الحكيم ﴾ (خطبة)(مقالة - موقع الشيخ إبراهيم بن محمد الحقيل)
  • أوصاف النار وأحوالها (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • دار النعيم: أوصاف وأفراح (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • أوصاف القرآن الكريم (1)(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 15/11/1446هـ - الساعة: 15:5
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب