• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    في تحريم تعظيم المذبوح له من دون الله تعالى وأنه ...
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    كل من يدخل الجنة تتغير صورته وهيئته إلى أحسن صورة ...
    فهد عبدالله محمد السعيدي
  •  
    محاضرة عن الإحسان
    د. عطية بن عبدالله الباحوث
  •  
    ملامح تربوية مستنبطة من قول الله تعالى: ﴿يوم تأتي ...
    د. عبدالرحمن بن سعيد الحازمي
  •  
    نصوص أخرى حُرِّف معناها
    عبدالعظيم المطعني
  •  
    فضل العلم ومنزلة العلماء (خطبة)
    خميس النقيب
  •  
    البرهان على تعلم عيسى عليه السلام القرآن والسنة ...
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    الدرس السادس عشر: الخشوع في الصلاة (3)
    عفان بن الشيخ صديق السرگتي
  •  
    القرض الحسن كصدقة بمثل القرض كل يوم
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    الليلة التاسعة والعشرون: النعيم الدائم (2)
    عبدالعزيز بن عبدالله الضبيعي
  •  
    حكم مشاركة المسلم في جيش الاحتلال
    أ. د. حلمي عبدالحكيم الفقي
  •  
    غض البصر (خطبة)
    د. غازي بن طامي بن حماد الحكمي
  •  
    كيف تقي نفسك وأهلك السوء؟ (خطبة)
    الشيخ محمد عبدالتواب سويدان
  •  
    زكاة الودائع المصرفية الحساب الجاري (PDF)
    الشيخ دبيان محمد الدبيان
  •  
    واجب ولي المرأة
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    وقفات مع القدوم إلى الله (9)
    د. عبدالسلام حمود غالب
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / منبر الجمعة / الخطب / عقيدة وتوحيد / الكتب السماوية والرسل
علامة باركود

واجبنا نحو رسولنا وأصحابه

واجبنا نحو رسولنا وأصحابه
د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 31/10/2022 ميلادي - 5/4/1444 هجري

الزيارات: 6349

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

واجبنا نحو رسولنا صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم


إن الحمدَ لله، نحمدُه، ونستعينُه، ونستغفرُه، ونعوذُ بالله من شرورِ أنفسِنا، ومن سيئاتِ أعمالِنا، من يهدِه اللهُ فلا مضلَّ له، ومن يضللْ فلا هاديَ لهُ، وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحدَه لا شريكَ له، وأشهدُ أن محمدًا عبدُه ورسولُه.


﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102].


﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء: 1].


﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 70، 71]، أما بعد:

فإن أصدق الحديث كتاب الله عزوجل، وخيرَ الهدي هديُ محمدٍ صلى الله عليه وسلم وشرَّ الأمورِ محدثاتُها، وكلَّ محدثةٍ بدعةٌ، وكلَّ بدعةٍ ضلالةٌ، وكلَّ ضلالةٍ في النارِ؛ وبعدُ.


فحَدِيثُنَا معَ حضراتِكم في هذه الدقائقِ المعدوداتِ عنْ موضوع بعنوان: «واجِبُنَا نحوَ رسولِنَا صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنه».


وسوف ينتظم حديثنا معكم حول ثلاثة محاور:

المحور الأول: واجبنا نحو رسولنا صلى الله عليه وسلم.

المحور الثاني: واجبنا نحو أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.

المحور الثالث: كرامات الأولياء.


واللهَ أسألُ أن يجعلنا مِمَّنْ يستمعونَ القولَ، فَيتبعونَ أَحسنَهُ، أُولئك الذينَ هداهمُ اللهُ، وأولئك هم أُولو الألبابِ.


المحور الأول: واجبنا نحو رسولنا صلى الله عليه وسلم:

اعلموا أيها الإخوة المؤمنونَ أَنَّهُ يجبُ علينا أنْ نُصَدِّقَ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم في كلِّ ما أخبرَ بهِ صلى الله عليه وسلم؛ لأنَّه يُخبرُ عنِ اللهِ سبحانه وتعالى، ومن كذَّبَ بشيءٍ مما جاءَ به فقد كذَّب بالقرآنِ.


قَالَ تَعالى: ﴿ وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى ﴾ [النجم: 3، 4].


وقَالَ تَعالى: ﴿ وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا ﴾ [الأحزاب: 22].


ويجبُ علينا الائْتِمَارُ بمَا أَمرَ به رسولُنا صلى الله عليه وسلم.

قَالَ تَعالى: ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللَّهِ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا ﴾ [النساء: 64].


وقَالَ تَعالى: ﴿ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَاحْذَرُوا فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ ﴾ [المائدة: 92].


وقَالَ تَعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا * أُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقًّا وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُهِينًا ﴾ [النساء: 150، 151].


وقَالَ تَعالى: ﴿ قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ﴾ [الأعراف: 158].


ورَوَى البُخَارِيُّ ومُسْلِمٌ عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ[1] حَتَّى يَشْهَدُوا[2] أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ، وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ، وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ، فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ عَصَمُوا[3] مِنِّي دِمَاءَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ إِلَّا بِحَقِّ الإِسْلَامِ[4]، وَحِسَابُهُمْ عَلَى اللهِ[5]»[6].


ولكنَّ الأمرَ مقيَّدٌ بالاستطاعةِ، فمن عجزَ عن فعلِ أمرٍ سقط عنه.


رَوَى البُخَارِيُّ ومُسْلِمٌ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «إِذَا أَمَرْتُكُمْ بِأَمْرٍ فَأْتُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ»[7].


ويجبُ علينا الانْتهاءُ والكفُّ عن كلِّ ما نَهى عنْهُ رسولُنا صلى الله عليه وسلم.

قَالَ تَعالى: ﴿ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ﴾ [الحشر: 7].


ورَوَى البُخَارِيُّ ومُسْلِمٌ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «دَعُونِي مَا تَرَكْتُكُمْ، إِنَّمَا هَلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ بِسُؤَالِهِمْ وَاخْتِلَافِهِمْ عَلَى أَنْبِيَائِهِمْ، فَإِذَا نَهَيْتُكُمْ عَنْ شَيْءٍ فَاجْتَنِبُوهُ، وَإِذَا أَمَرْتُكُمْ بِأَمْرٍ فَأْتُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ»[8].


وعلينا أنْ نتشَبَّهَ برسولِ الله صلى الله عليه وسلم في أقواله وأفعاله الظاهرةِ والباطنة، كالصلاةِ، والصيامِ، والحجِّ، والزكاةِ، والاستنانِ بهِ صلى الله عليه وسلم في كيفيَّةِ أكلِه وشربِه ونومِه، وخوفه من الله، ومحبته لله، وإنابتهِ إلى الله، ورجائه فيما عند الله، وأخلاقِه كحِلمِه، وكَرمِهِ، وشجاعتِهِ.


قَالَ تَعَالَى:﴿ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا ﴾ [الأحزاب: 21].


وقَالَ تَعَالَى: ﴿ قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [آل عمران: 31].


فالذي يحب النبي صلى الله عليه وسلم هو من يعمل بما أمر به صلى الله عليه وسلم ويجتنب ما نهى عنه صلى الله عليه وسلم فمن ادعى محبته صلى الله عليه وسلم، ولم يعمل بشرعه، فإن محبته كاذبة.


وعلينا أن نصلِّيَ ونُسَلِّمَ عليهِ صلى الله عليه وسلم عِند ذِكْرهِ صلى الله عليه وسلم،وهذا من كمال توقيرِه صلى الله عليه وسلم؛ قَالَ تَعَالَى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [الأحزاب: 56].


ورَوَى مُسْلِمٌ عنْ عبدِ اللهِ بنِ عَمرِو بنِ العاصِ رضي الله عنهما عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم أنَّه قَالَ: «مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَاةً صَلَّى الله عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا»[9].


ورَوَى التِّرْمِذِيُّ بِسَنَدٍ صَحِيحٍ عَنْ حُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «البَخِيلُ الَّذِي مَنْ ذُكِرْتُ عِنْدَهُ فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيَّ»[10].


ومعنى «اللهم صلِّ على محمدٍ»: اللهمَّ امدحْهُ، وأثنِ عليه في الملأِ الأعلى.

وقد صرَّحَ العلماءُ بوجوبِ الصلاةِ على النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم في الجملةِ، ونقلَ بعضُهم الإجماعَ على ذلكَ[11].


المحور الثاني: واجبنا نحو أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم:

اعلموا أيها الإخوة المؤمنون أن مما يجب علينا نحو رسولِنا صلى الله عليه وسلم أن نُحِبَّ، ونوقِّرَ أصحابَهُ رضي الله عنهم فهم خيرُ القرونِ، وأَفضلُ هذه الأمةِ بعدَ النبي صلى الله عليه وسلم وهم الذين نقلوا لنا سنته صلى الله عليه وسلم.


ومما يجب علينا نحو أصحابِ رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم:

الأول: اعتقادُ فضلِهِم على غيرهِم، وأنَّهم أفضلُ الناسِ بعد الأنبياءِ.

قَالَ تَعَالَى: ﴿ وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴾ [التوبة: 100].


وقالَ تَعَالى: ﴿ لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا ﴾ [الفتح: 18].


وقَالَ تَعَالَى:﴿ لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ * وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ * وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ ﴾ [الحشر: 8-10].


ورَوَى البُخَارِيُّ ومُسْلِمٌ عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ مسْعُودٍ رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «خَيْرُ النَّاسِ قَرْنِي، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ»[12].


ورَوَى أَبُو دَاودَ بِسَنَدٍ صَحِيحٍ عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: «لَا يَدْخُلُ النَّارَ أَحَدٌ مِمَّنْ بَايَعَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ»[13].


الثاني: محبَّتُهُم ومُوالاتُهُم؛ لأنهم حملةُ هذا الدينِ، فالطعنُ فيهم طعنٌ في الدِّينِ كلِّه؛ لأنَّهُ وصلَنا عن طريقِهم.

قَالَ تَعَالَى: ﴿ وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴾ [التوبة: 71].


ورَوَى البُخَارِيُّ ومُسْلِمٌ عنْ أَنَسٍ رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «آيَةُ[14] الإِيمَانِ حُبُّ الأَنْصَارِ، وَآيَةُ النِّفَاقِ بُغْضُ الأَنْصَارِ»[15].


الثالث: الكَفُّ عمَّا شجرَ بينهُم، وأنَّهُم مجتهدُونَ، فمن أصابَ فلَه أجرانِ، ومنهم من أخطأَ فله أجرٌ واحدٌ، فمنْ تنقَّصَهم، أو سبَّهم، أو نالَ من أحدٍ منهم فهو من شرِّ الخليقةِ؛ لأنَّ عملَهُ هذا اعتداءٌ على الدِّينِ كلِّهِ.

 

فيجبُ على المسلمينَ عدمُ الخوضِ فيما جَرى بينهُم مِن خلافٍ، وتَركُ سرائرِهِم إلى اللهِ تَعالى.


رَوَى البُخَارِيُّ ومُسْلِمٌ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «لَا تَسُبُّوا أَحَدًا مِنْ أَصْحَابِي، فَإِنَّ أَحَدَكُمْ لَوْ أَنْفَقَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا، مَا أَدْرَكَ مُدَّ أَحَدِهِمْ، وَلَا نَصِيفَهُ»[16].


وروى ابنُ أَبي شَيبَةَ بِسندٍ حَسنٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ سَبَّ أَصْحَابِي فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللهِ، وَالمَلَائِكَةِ، وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ[17]»[18].


ورَوَى البُخَارِيُّ ومُسْلِمٌ عَنْ عَمْرِو بْنِ العَاصِ رضي الله عنهما أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «إِذَا حَكَمَ الحَاكِمُ فَاجْتَهَدَ ثُمَّ أَصَابَ فَلَهُ أَجْرَانِ، وَإِذَا حَكَمَ فَاجْتَهَدَ ثُمَّ أَخْطَأَ فَلَهُ أَجْرٌ»[19].


وَقَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْعُودٍرضي الله عنه: «مَنْ كَانَ مُسْتَنًّا فَلْيَسْتَنَّ بِمَنْ قَدْ مَاتَ، أُولَئِكَ أَصْحَابُ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم كَانُوا خَيْرَ هَذِهِ الأُمَّةِ، أَبَرَّهَا قُلُوبًا، وَأَعْمَقَهَا عِلْمًا، وَأَقَلَّهَا تَكَلُّفًا، قَوْمٌ اخْتَارَهُمُ اللهُ لِصُحْبَةِ نَبِيِّهِ صلى الله عليه وسلم وَنَقْلِ دِينِهِ، فَتَشَبَّهُوا بِأَخْلاقِهِمْ وَطَرَائِقِهِمْ، فَهُمْ كَانُوا عَلَى الهَدْيِ المُسْتَقِيمِ»[20].


وقَالَ عَليٌّ رضي الله عنه: «إِنَّ اللهَ نَظَرَ فِي قُلُوبِ الْعِبَادِ، فَوَجَدَ قَلْبَ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم خَيْرَ قُلُوبِ الْعِبَادِ، فَاصْطَفَاهُ لِنَفْسِهِ، فَابْتَعَثَهُ بِرِسَالَتِهِ، ثُمَّ نَظَرَ فِي قُلُوبِ الْعِبَادِ بَعْدَ قَلْبِ مُحَمَّدٍ، فَوَجَدَ قُلُوبَ أَصْحَابِهِ خَيْرَ قُلُوبِ الْعِبَادِ، فَجَعَلَهُمْ وُزَرَاءَ نَبِيِّهِ»[21].


أقولُ قولي هذا، وأَستغفرُ اللهَ لي، ولكُم.


الخطبة الثانية

الحمدُ لله وكفى، وصلاةً وَسَلامًا على عبدِه الذي اصطفى، وآلهِ المستكملين الشُّرفا، وبعد..


المحور الثالث: كرامات الأولياء:

اعلموا أيها المسلمون أن من أصولِ الإيمانِ التي يجب على المسلمِ أن يُصَدِّق بها كراماتُ الأولياءِ.

والأولياء: همُ المؤمنونَ الأتقياءُ، فكلُّ مؤمنٍ تقيٍّ وليٌّ للهِ سبحانه وتعالى.


ولا تثبتُ الكرامة لأحدٍ حتى يكونَ مؤمنًا تقيًّا متَّبِعًا للنبي صلى الله عليه وسلم؛ لقَولِهِ تَعَالى: ﴿ أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ * الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ * لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴾ [يونس: 62 - 64].


قال العلماء: «من كان مؤمنا تقيًّا كان لله وليًّا»[22].


وكراماتُ الأولياءِ كثيرةٌ منها:

• قصة زكريا عليه السلام كلما دخل على مريم وجد عندها فاكهة الشتاء في الصيف، وفاكهة الصيف في الشتاء[23]، كما قال الله تعالى: ﴿ فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنْبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقًا قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ ﴾ [آل عمران: 37].


• قصة الثلاثة الذين انطبق عليهم الغار، فلم يستطيعوا الخروج حتى ذكر كل واحد منهم عملا أخلصه لله تعالى؛ حيث توسل الأول بإخلاصِه في برِّه بوالديه، وتوسل الثاني بخوفه من عذاب الله سبحانه وتعالى بتركه الزنا ببنتِ عمه بعد أن قدَر عليه، وتوسل الثالث بصدقه وأمانته بإعطائه أجرة أجيره كاملة بعد أن نمَّاها له[24].


• ومشى العلاء الحضرمي رضي الله عنه وجَيشُه على الماء، فما ابتلت قَدمٌ، ولا خُفُّ بعيرٍ، ولا حافرُ دابَّةٍ، وكان الجيش أربعةَ آلاف[25].


الدعـاء...

• اللهم اغفر لنا ذنوبنا، ووسع لنا في دُورِنا، وبارك لنا فيما رزقتنا.

• اللهم إنا نسألك من فضلك ورحمتك؛ فإنه لا يملكها إلا أنت.

• اللهم إنا نعوذ بك من الهَرَم، والتردي، والهدم، والغمِّ، والغرق، والحرق، ونعوذ بك من أن يتخبطنا الشيطان عند الموت.

• اللهم باعد بيننا وبين خطايانا كما باعدت بين المشرق والمغرب.

• اللهم ارزُقنا العلمَ النافع، والعملَ الصالحَ.

• اللهم إنا نعوذ بك من الجوع، فإنه بئس الضجيع، ونعوذ بك من الخيانة فإنها بئست البطانة.

أقول قولي هذا، وأقم الصلاة.



[1] أقاتل الناس: أي بعد عرض الإسلام عليهم.

[2] يشهدوا: أي يعترفوا بكلمة التوحيد أي يسلموا، أو يخضعوا لحكم الإسلام إن كانوا أهل كتاب يهودا، أو نصارى.

[3] عصموا: أي حفظوا وحقنوا، والعصمة الحفظ والمنع.

[4] إلا بحق الإسلام: أي إلا إذا فعلوا ما يستوجب عقوبة مالية، أو بدنية في الإسلام، فإنهم يؤاخذون بذلك قصاصًا.

[5] وحسابهم على الله: أي فيما يتعلق بسرائرهم وما يضمرون.

[6] متفق عليه: رواه البخاري (25)، ومسلم (20).

[7] متفق عليه: رواه البخاري (7288)، ومسلم (1337).

[8] متفق عليه: رواه البخاري (7288)، ومسلم (1337).

[9] صحيح: رواه مسلم (384).

[10] صحيح: رواه الترمذي (3546), والنسائي في «الكبرى» (9802)، وصححه الألباني.

[11] انظر: «الشفا بتعريف حقوق المصطفى»، للقاضي عياض (2/ 61).

[12] متفق عليه: رواه البخاري (2652)، ومسلم (2533).

[13] صحيح: رواه أبو داود (4653)، والترمذي (3860)، وقال: حسن صحيح، وأحمد (14778)، وصححه الألباني.

[14]آية: أي علامة.

[15] متفق عليه: رواه البخاري (17)، ومسلم (3784).

[16] متفق عليه: رواه البخاري (3673)، ومسلم (2541).

[17] هذا وعيد شديد لمن ارتكب هذا، ومعناه: أن الله تعالى يلعنه، وكذا يلعنه الملائكة، والناس أجمعون، وهذا مبالغة في إبعاده عن رحمة الله تعالى، فإن اللعن في اللغة هو الطرد، والإبعاد، والمراد باللعن هنا العذاب الذي يستحقه على ذنبه والطرد عن الجنة أول الأمر، وليست هي كلعنة الكفار الذين يبعدون من رحمة الله تعالى كل الإبعاد. [انظر: «شرح صحيح مسلم»، للنووي (9/ 141)].

[18]حسن: رواه ابن أبي شيبة في «مصنفه» (32419)، والطبراني في «الكبير» (12/ 142)، عن عطاء مرسلا، وحسنه الألباني في «السلسلة الصحيحة» (3340).

[19] متفق عليه: رواه البخاري (7352)، ومسلم (1716).

[20]انظر: «شرح السنة»، للبغوي (1/ 214)، و«حلية الأولياء»، للأصبهاني (1/ 305).

[21] صحيح: رواه أحمد (1/ 379)، والطبراني في «الكبير» (8/ 12-13)، والبغوي في «شرح السنة» (1/ 214-215)، وصحح إسناده أحمد شاكر.

[22]انظر: «مجموع الفتاوى»، لابن تيمية (2/ 244).

[23] انظر: «كرامات الأولياء»، للالكائي، صـ (72).

[24]متفق عليه: رواه البخاري (3465)، ومسلم (2743)، من حديث ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما.

[25] انظر: «كرامات الأولياء»، للالكائي، صـ (162).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • هل عجزنا عن نصرة الرسول الكريم؟
  • هدي الرسول في تصحيح الأخطاء
  • الرسول صلى الله عليه وسلم
  • محمد - صلى الله عليه وسلم - نبينا ورسولنا وشفيعنا
  • الرسول المعلم صلى الله عليه وسلم
  • واجبنا نحو الرسول صلى الله عليه وسلم
  • خصائص رسولنا عليه الصلاة والسلام وكمالاته
  • واجبنا نحو المسلمين الذين يتعرضون للمحن (خطبة)

مختارات من الشبكة

  • واجبنا نحو القرآن : واجب التلاوة(مقالة - موقع الشيخ د. عبدالمجيد بن عبدالعزيز الدهيشي)
  • واجبنا نحو رسول الله صلى الله عليه وسلم ( خطبة )(مقالة - آفاق الشريعة)
  • واجبنا نحو الرسول(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • واجبنا نحو الرسول(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • واجبنا نحو شبابنا(مقالة - آفاق الشريعة)
  • واجبنا نحو القرآن الكريم(مقالة - آفاق الشريعة)
  • واجبنا نحو الوطن(مقالة - آفاق الشريعة)
  • واجبنا نحو الأقصى(محاضرة - مكتبة الألوكة)
  • واجبنا نحو كبار السن(مقالة - موقع د. طالب بن عمر بن حيدرة الكثيري)
  • واجبنا نحو القرآن الكريم (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 0:55
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب